الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مقاتلوا “داعش” يبحثون عن فرصه للتسلل إلى أوروبا

مارس 03, 2018

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

مرصد الأزهر يجيب عن السؤال الأصعب: أين ذهبت عناصر داعش؟ – الجزء الثالث

«العائدون من داعش».. خطر داهم يهدد القارة الأوروبية

أين ذهب بقية مقاتلي داعش؟.. لغز يُثير مخاوف السلطات الألمانية والفرنسية

إعلان القضاء على داعش ليس نهاية المطاف.. وعناصر التنظيم يستطيعون التحول من منطقة إلى أخرى

6 نصائح يجب تنفيذها لمنع ظهور داعش جديدة

مرصد الأزهر ـ 22 فبراير 2018 ـ في الجزء الثالث والأخير من ملف: أين ذهبت عناصر داعش؟ الذي أعده مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، للإجابة عن هذا السؤال المنطقي الذي يشغل أذهان العالم أجمع، نُسلط الضوء على إمكانية قيام عناصر «داعش» بعمليات إرهابية في أوروبا، بهدف نقل المعركة من الشرق إلى الغرب، أو الانتقال إلى حرب العصابات والذوبان في الصحراء، وهو أمر اكتسب التنظيم فيه خبرة خلال الفترة التي قضاها بالعراق.

الاتجاه إلى أوروبا

نبدأ بالخيار الثاني الذي قد يلجأ إليه تنظيم «داعش» – بحسب خبراء – وهو القيام بعمليات إرهابية في أوروبا، بهدف نقل المعركة من الشرق إلى الغرب، ويعتمد التنظيم في تنفيذ هذا الخيار على ما يُعرف بـ «العائدون من داعش».

و«العائدون من داعش»، مصطلح شهد تغيُّرًا كبيرًا بعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق؛ فقد كان يُطلق في البداية – قبل هزيمة التنظيم – على بعض المنضمين إلى «داعش» ممن خُدعوا بدعايته، ثم سرعان ما اكتشفوا – بعد انضمامهم إليه – أن الأوضاع على أرض الواقع تختلف اختلافًا جذريًّا عمّا يُرَوّجه التنظيم؛ لذا قرروا تركه والعودة إلى بلادهم.

والآن، وبعد هزيمة التنظيم في سوريا والعراق، أصبح المصطلح يحمل معنى مغايرًا تمامًا؛ إذ لا يمكن الجزم بما إذا كان هؤلاء العائدون لا يزالون يحملون الفكر الداعشي أم لا؟ وقد أعربت الكثير من حكومات الدول الغربية عن خوفها الشديد من هؤلاء.

وفي هذا السياق ذكرت مجلة «نيوزويك» وموقع «إي يو إوبزرفر»، أن مفوض الاتحاد الأوربي للشئون الأمنية «جوليان كينج» أعرب عن بالغ قلقه من ظاهرة «العائدون من داعش»، قائلًا: «رغم أنني أتوقع نزوح عدد قليل من مناطق الصراع إلى أوروبا؛ إلا أن هذا العدد القليل من العناصر المتطرفة سيمثل خطرًا داهمًا يجب التصدي له بكل حزم وحسم».

وفي ألمانيا؛ قدّرت السلطات الألمانية عدد من غادروا البلاد خلال السنوات الأخيرة وانضموا إلى تنظيم «داعش» بما يقارب 940 شخصًا، قُتل منهم حوالَي 145 شخصًا، بينما عاد 250 آخرون إلى ألمانيا؛ ولكن ماذا عن المتبقين؟ هذا ما يشغل السلطات الألمانية في الفترة الراهنة.

السلطات الألمانية توقعت في بادئ الأمر أن تحدث موجة عودة لجميع الألمان المقاتلين في صفوف «داعش»، عقب هزيمة التنظيم في العراق وسوريا، لكن هذا لم يحدث، ولم يعد سوى الـ 250 شخصًا الذين أشرنا إليهم من قبل.

وما زال مصير الآخرين مجهولًا باستثناء النسوة الأربع اللاتي ألقت السلطات العراقية القبض عليهن في مدينة الموصل، ومن بينهن الفتاة الساكسونية المشهورة «لينداف» والبالغة من العمر 17 عامًا؛ لتبقى المعضلة التي تحيّر السلطات الألمانية: أين ذهب بقية الدواعش الألمان؟

ويبدو أن مهمة البحث عن «الدواعش الألمان» ستطول لبعض الوقت؛ خاصة أنه لا يوجد دليل على مقتل هؤلاء، كما أن تنظيم «داعش» اعتاد عند مقتل أيٍّ من عناصره أن يُعلن عن هذا، أو يخبر أهله أو أصدقاءه في ألمانيا بذلك، لكن هذا لم يحدث حتى الآن.

دواعش فرنسا

القلق ذاته يسيطر على السلطات الفرنسية؛ خاصة أن خطر «العائدون من داعش» يداهم فرنسا أكثر من غيرها، وقد تحدّث وزير الخارجية الفرنسي «جان – إيف لودريان»، عن وجود ما يقارب الـ 500 فرنسي يقاتلون في صفوف التنظيم بسوريا والعراق، ووصف في تصريحاتٍ لقناة «بي إف إم تي في» الإخبارية الفرنسية عودتهم إلى فرنسا بـ «الأمر بالغ الصعوبة»، دون أن يوضح ما الذي يعنيه بهذا الوصف؛ قائلًا: «سوف يقعون في الأسر أو يتبعثرون في أماكن أخرى».

وأكد وزير الداخلية الفرنسي «جان جامبو»، أن فرنسا لن تتفاوض مع الإرهابيين الفرنسيين الذين يريدون العودة إلى الأراضي الفرنسية – متخذًا بذلك نفس نهج رئيس وزراء بلجيكا «شارل ميشيل»، وأوضح «جامبو»، أن «هؤلاء الأشخاص عارضوا بعنف أسس مجتمعنا، وإذا كانوا في الوقت الراهن بدون موارد، فهل يجب علينا التفاوض معهم لإعادتهم إلى مجتمعنا؟، من المؤكد أننا سنحترم قواعد القانون الدولي، ولكن التفاوض معهم من أجل العودة المحتملة إلى البلاد، ليس في الحسبان».

وأضاف وزير الداخلية الفرنسي: «أن احتمال تعرُّض الفرنسيين المنضمين لتنظيم داعش لخطر عقوبة الإعدام في العراق لا يغيّر من الأمر شيئًا؛ فلقد اختاروا أسلوب حياتهم، ولا بُدَّ أن يتحملوا عواقب اختياراتهم».

ولم يستبعد «جامبو»، إمكانية إرسال لجان قضائية لاستجواب المقاتلين الفرنسيين الذين أُلقي القبض عليهم في العراق؛ قائلًا: «لقد تمّت دراسة وضْع النساء والأطفال الذين يريدون العودة، كل حالة على حِدَة».

وفي السياق ذاته، أشار مصدر فرنسي رسمي إلى أنه من بين ألف و700 فرنسيٍّ توجّهوا إلى سوريا والعراق منذ عام 2013 م، قُتل نحو 400 إلى 450 فرنسيًّا، وعاد إلى الأراضي الفرنسية نحو 250 آخرين.

ويذهب «بروس هوفمان»، الباحث والخبير في شئون الإرهاب بجامعة «جورج تاون» الأمريكية، خلال مشاركته في مؤتمر بواشنطن، إلى أنه «رغم مقتل الكثير من المقاتلين الأجانب في صفوف داعش، إلا أن الآلاف نَجَوْا وتمكّنوا من مغادرة سوريا؛ ومن المؤكّد أن بعضهم أصبح اليوم في منطقة البلقان، حيث يمكثون بعيدًا عن الأضواء للعثور على فرصة للتسلل إلى أوروبا».

ويرى مرصد الأزهر لمكافحة التطرف، أن تعامل كل دولة مع المقاتلين العائدين إليها سيحدد إلى أي مدى يمكن أن يشكّل هؤلاء العائدون خطرًا عليها، أو عاملًا إضافيًّا يُسهم في تعزيز فهم الدولة المعنية لفكر هذه الجماعات وكيفية محاربته، ومن ثَمّ فمن المؤكد أنه كلما امتلكت الدولة برامج متقدمة لتأهيل هؤلاء العائدين وتيسير إعادة دمجهم في مجتمعهم، عظمت الاستفادة منهم، وقَلّ ما يمثّلونه من خطورة.

حرب العصابات

وفيما يتعلّق بالخيار الثالث الذي قد يلجأ إليه تنظيم «داعش»، وهو: الانتقال إلى حرب العصابات والذوبان في الصحراء – وهو أمر اكتسب التنظيم فيه خبرة خلال الفترة التي قضاها في العراق .

فإن هذا الخيار سيلجأ إليه فقط «الدواعش» الذين لن يتمكنوا من العودة إلى بلادهم، أو الانضمام إلى التنظيم في أي دولة أخرى غير العراق وسوريا؛ ولذلك يبقى هذا الخيار هو أضعف الخيارات من بين خيارَي لجوئهم إلى دول يوجد فيها موطئ قدم للتنظيم، أو القيام بعمليات إرهابية في أوروبا؛ بهدف نقل المعركة من الشرق إلى الغرب.

إن إعلان القضاء على داعش ليس نهاية المطاف، ولكنه قد يكون أمرًا مبشّرًا بأن تكاتف الجهود الدولية يؤدّي إلى تحقيق نتائج ملموسة في سياق القضاء على التطرف؛ إلا أن اقتصار هذه الجهود على مناطق دون أخرى، يزيد من أمد المشكلة؛ حيث يتسنّى لعناصر هذه الجماعات المتطرفة التحوّل من منطقة إلى أخرى، وعندئذ لا يعدو الأمر سوى أننا نقضي عليهم في جهة لنسمح لهم بأن يطلوا برأسهم من جهة أخرى.

وفي ضوء ذلك، فإن تعزيز الجهود الدولية في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، وتعاون الدول استخباراتيًّا وعسكريًّا، يساهم في منع ظهور “داعش جديدة” مرة أخرى، أو على الأقل يَحُدّ من هذا الأمر.

كما يجب العمل وبقوة على وقف السياسات العالمية الجائرة التي كان لها دورٌ كبير في صناعة الإرهاب وتغذيته، خاصّةً المواقفَ الدولية الظالمة تُجاهَ حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وكذلك إيجاد حل لقضايا المضطهدين والمشردين في جميع أنحاء العالم.

وفي مقدمتها قضية مسلمي بورما، التي انتقد الأزهر الشريف مرارًا وتَكرارًا الصمتَ المطبق تجاهها، كما يجب مساعدة الدول في حل أزماتها الاقتصادية، خاصة مشكلة البطالة، التي تُستغلّ كثيرًا مِن قِبَل الجماعات المتطرفة لاستقطاب الشباب.

كذلك، فإن الاهتمام بقضية التعليم ورفع الوعي لدى المواطنين – خاصة الوعي الديني – أمر يأتي على رأس الأولويات المطلوب تكاتف الجهود لتحقيقها؛ فقد أثبتت الكثير من الدراسات أن الشباب المتدين بحق والواعيَ جيدًا لتعاليم دينه، أقلُّ عُرْضَةً للاستقطاب من الجماعات الإرهابية، مقارنةً بنظرائهم غير الواعين بتعاليم الدين ومبادئه السمحة.

وباختصارٍ يجب على كل دول العالم – بلا استثناء – أن تسعى لتجفيف منابع العنف والإرهاب بداخلها، وأن تُغلِقَ جميع الطرق التي يمكن أن تتسلل منها التنظيمات الإرهابية إلى عقول الشباب.

ومن المهم للغاية تفنيد وتفكيك أيديولوجيات هذه الجماعات، وأفكارها المتشددة، وهو الأمر الذي نُحَصِّن به الشباب من الوقوع في براثنها؛ بل وحملهم على الوقوف صفًّا واحدًا في مواجهتها، وقد قطع مرصد الأزهر لمكافحة التطرف شوطًا كبيرًا في تفنيد مغالطات هذه الجماعات وشبهاتها وأباطيلها؛ من خلال بيان مناقضتها الواضحة لمقاصد الإسلام ومبادئه العليا.

وأطلق “المرصد”، في هذا السياق، العديد من الحملات التوعوية التي تهدِف إلى تحصين الشباب من الوقوع في براثن تلك الجماعات أو التعرُّض لخطر الاستقطاب، ولا تزال جهود الأزهر الشريف، مرجعيّةِ المسلمين الأولى في العالم، مستمرةً في هذا الصدد، ولن تتوقف حتى يتمَّ القضاء نهائيًّا على هذا الفكر الإرهابي الهمجي.

رابط مختصر :https://wp.me/p8HDP0-bqB

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...