الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

محاربة معاداة السامية في ألمانيا ـ تدابير وتشريعات حكومية

محاربة معاداة السامية في ألمانيا
يونيو 10, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير (26)

محاربة معاداة السامية في ألمانيا ـ تدابير وتشريعات حكومية

تعد ألمانيا نموذجاً للتعايش بين جميع الجنسيات والأعراق والأديان بحكم ما يضمنه الدستور والقانون الألماني، لذا تمثل مكافحة معاداة السامية أمراً ملحاً للقضاء على العنصرية والتمييز في المجتمع الألماني، في ظل تصاعد جرائم معاداة السامية خلال الفترة الأخيرة، ما دفع الحكومة الألمانية إلى اتخاذ إجراءات مشددة وإقرار قوانين وتشريعات واتباع خطوات من شأنها رفع الوعي والتصدي للحوادث العنصرية، بهدف جعل مكافحة معاداة السامية مسؤولية مشتركة بين صناع القرار ومختلف فئات المجتمع الألماني.

استراتيجية مكافحة معاداة السامية

إجراءات قانونية

مع استغلال بعض المجموعات المتطرفة مظاهرات دعم القضية الفلسطينية وترديد شعارات كراهية لليهود، أعلن وزراء داخلية الولايات الألمانية ووزير الداخلية الاتحادي هورست زيهوفر في 18 يونيو 2021 تكثيف مكافحة معاداة السامية في عموم ألمانيا مؤكداً على ضرورة أن يعيش اليهود في أمان بألمانيا، واتفق وزراء الولايات الـ (16) خلال المؤتمر المنعقد في مدينة روست بولاية بادن – فورتمبرغ، على وضع إجراءات وطنية موحدة واتخاذ إجراءات قانونية ضد التجمعات المعادية للسامية في محيط الكنس والمؤسسات اليهودية.

في العام نفسه وافق الائتلاف الحكومي على وضع شروط جديدة للحصول على الجنسية الألمانية، وأن كل إدانة بجريمة معادية للسامية أو بالعنصرية تؤدي إلى استبعاد المدان من الحصول على الجنسية، نظرا لأن هذه الأعمال تعد مخالفة للكرامة الإنسانية التي يكفلها الدستور الألماني.

خطة وطنية

حرص المستشار الألماني أولاف شولتس، في 9 أكتوبر 2022 للذكرى الثالثة لهجوم “المعبد اليهودي بمدينة هاله” على تأكيد موقف بلاده من مكافحة التطرف اليميني بكافة أشكاله، الأمر الذي تُرجم على أرض الواقع في 30 نوفمبر 2022 في صياغة “استراتيجية وطنية ضد معاداة السامية والحياة اليهودية” والتي من المتوقع تقييمها بحلول نهاية عام 2023، حيث تعمل الاستراتيجية على جمع الإحصائيات والتعلم وسياسات الذاكرة ورفع الوعي وضمان الأمن ومعاداة السامية.

وتجمع ألمانيا عبر هذه الخطة بين الجانبين الأمني والقانوني إضافة إلى الجانبين السياسي والتعليمي، بهدف تشديد الإجراءات وجعل خطوات مكافحة معاداة السامية أكثر حزماً، لاسيما وأن الإحصائيات الخاصة بجرائم معاداة السامية أشارت إلى أن الجرائم بلغت 691 جريمة في 2022 بجانب ارتفاع منشورات الكراهية ضد اليهود عبر الإنترنت منذ عام 2021.معاداة السامية في ألمانيا ـ تنامي خطابات الكراهية

ونظراً لإدراك المؤسسات الألمانية أن شبكة الإنترنت البوابة الأولى لانتشار الأفكار المتطرفة المعادية للسامية، توافق المسؤولون الألمان مع الجمعيات اليهودية على ضرورة مكافحة لغة الكراهية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي عبر الاستراتيجية التي أقرتها الحكومة الألمانية.

وتركز الاستراتيجية على وضع أسس تعليمية ونشر الوعي لمنع انتشار خطر كراهية اليهود، عبر إحياء الوعي والذاكرة المرتبطة بالتاريخ وإشراك مختلف فئات المجتمع في مسؤولية مكافحة معاداة السامية، إضافة إلى استهداف المؤسسات والأنشطة المجتمعية ضمن الجهات والأدوات الفاعلة في تطبيق هذه الاستراتيجية.

وتعد ألمانيا في مقدمة الدول الأوروبية التي تتبنى خطة واضحة لمنع انتشار كراهية اليهود، بإتاحة الفرصة للجمعيات اليهودية للمشاركة في وضع خطة لمكافحة معاداة السامية، حيث اقترحت عدد من الجمعيات أن تتضمن الاستراتيجية أموراً ملموسة في الحياة العامة مثل مناقشة الحياة اليهودية على المستوى الأوروبي بهدف تعزيز الحياة اليهودية عبر الحدود.

ألمانيا مكان آمن للجميع

تعزز القوانين والتشريعات الألمانية احتفاظ جميع المواطنين الألمان والأجانب المقيمين بنفس الحقوق والواجبات، ما يجعل ألمانيا مكاناً آمناً لا يسمح بتكريس مفاهيم العنف والكراهية ولا يفرق بين شخص وآخر، وفي 10 فبراير 2022 أطلقت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك دعوة لمكافحة حازمة لمعاداة السامية خلال زيارتها لنصب ” ياد فاشيم” التذكاري بإسرائيل لتخليد ذكرى ضحايا الهولوكوست، مؤكدة على مسؤولية مواجهة التحريض والإقصاء في المجتمع الألماني.

وفي الوقت نفسه أبدت وزيرة الداخلية الألمانية نانسي فيزر في 23 أبريل 2022، رفضها للعبارات المعادية لليهود في مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في العاصمة الألمانية برلين، وتبنى عدد من الكتاب والنخبة بألمانيا موقفاً موحداً من هذه الهتافات عبر وسائل الإعلام، رافضين انتشار هذه الشعارات تحت غطاء مساندة القضية الفلسطينية.

ودعا مفوض الحكومة الألمانية لمكافحة معاداة السامية فيليكس كلاين في 27 مايو 2023، إلى توفير فرص تدريب للمعلمين كجزء من تدابير مكافحة معاداة السامية، خاصة وأن الأطفال عرضة أيضا لبعض الممارسات داخل المؤسسات التعليمية في ألمانيا، وقال كلاين ” أن معاداة السامية تنتشر في المدارس بين التلاميذ والمعلمين أيضا”، مطالباً بإدراج التعامل مع معاداة السامية ضمن مكون تدريب المعلمين وجعل الإبلاغ عن هذه الحوادث في المدارس إلزامياً.

وتوافق هذا التوجه مع رؤية وزيرة التعليم الألمانية وقتها بيتينا شتارك-فاتسينغر، التي أكدت على أن دور المعلمين مركزياً في مكافحة كراهية اليهود، ما دفع الوزارة لإطلاق مشروعين حول مظاهر وتأثير معاداة السامية في أوروبا وتطوير مواد تعليمية رقمية للوقاية من معاداة السامية بلغات متعددة في عدة مدارس بمدن أوروبية مختلفة.محاربة معاداة السامية في ألمانيا ـ مناهج الدراسة

تشديد العقوبات

شملت إجراءات ألمانيا بشأن مكافحة الكراهية ضد اليهود الإجراءات القانونية، وفي 18 سبتمبر 2022 أعلنت الشرطة الألمانية التحقيق في واقعة الاعتداء بالألوان على مكتب “الجمعية الألمانية الإسرائيلية” وسط برلين، حيث قام مجهولون بتلطيخ باب الجمعية بالألوان وكتبوا عبارة ” 40 عاماً على المذبحة”

وأجرت الشرطة في 11 أبريل 2023 تحقيقات مع شاب مجهول للاشتباه به بالتحريض خلال مسيرة لفلسطينيين، وندد المسؤولين المحلين في برلين بالعبارات المعادية للسامية، رافضين أن يستغل أي شخص الحريات التي يكفلها القانون الألماني لنشر الكراهية بين أبناء المجتمع الواحد.

وأصدرت محكمة في فرانكفورت في 8 مايو 2023 حكمها على شاب (21 )عاماً بالسجن (3)  سنوات و (10) أشهر لإدانته بمحاولة تشكيل مجموعة إرهابية على غرار شبكة ” أتوموافن ديفيجن” النازية في الولايات المتحدة وتخطيطه لشن هجمات بمتفجرات وبنادق، ويعد هذا الحكم استكمالاً لحملات أمنية خلال عامي 2021 و2022 ضد مشتبه بهم على صلة بهذه المجموعة.

ماربورغ الألمانية نموذجاً

تسعى ألمانيا في خطتها لمكافحة معاداة السامية أن تصبح نموذجاً أوروبياً في التعايش بين مختلف المعتقدات، وتعد مدينة ماربورغ الألمانية نموذجاً مصغراً لهذه الخطة، خاصة وأنها تضم جمعية فريدة من نوعها تضم بداخلها مسلمين ويهود تحت مسمى “الجمعية اليهودية الإسلامية” هدفها الفصل الواضح بين الدين والسياسة وترسيخ التعايش والنقاش البناء.

ويعمل المشاركون في الجمعية سوياً بهدف الحوار ومكافحة خطاب الكراهية، ورغم الحوادث العنصرية المتكررة ضد اليهود والمسلمين إلا أن مدينة ماربورغ تستمر في تشجيع الحوار بين اليهود والمسلمين في ألمانيا، عبر محاربة الحملات الإلكترونية المتطرفة من خلال شبكة الإنترنت.

وفي الوقت الذي يعيش في مدينة ماربورغ نحو (5) آلاف شخص فلسطيني من غزة، نجح سكان المدينة في الاختبار الصعب في عام 2014 عقب اندلاع مظاهرات حاشدة مؤيدة للفلسطينيين تضامناً مع سكان قطاع غزة الذي تعرض للقصف الإسرائيلي وقتها، وانطلقت في المدينة دعوات من الجاليتين المسلمة واليهودية لتهدئة الأوضاع بين أبناء المدينة، وطالبوا بضرورة الحفاظ على الحوار والتضامن السلمي مع القضية الفلسطينية برفع شعارات مؤيدة لها دون التحريض ضد اليهود، والسماح للمتظاهرين بانتقاد إسرائيل بشكل عقلاني وموضوعي دون رفع لافتات مناهضة أمام المعابد اليهودية.ملف : معاداة السامية في أوروبا

تقييم

– تمثل إشكالية معاداة السامية تهديداً يؤرق المجتمع الألماني والمؤسسات التشريعية والتنفيذية، التي تتخوف من زيادة معدلات جرائم معاداة السامية وتداعياتها المباشرة على صورة ألمانيا وترسيخ مفاهيم الكراهية ضد اليهود بين الأجيال الجديدة.

– هناك خلط واضح بين التضامن مع القضية الفلسطينية ومعاداة السامية، وهو الأمر الذي تستغله بعض الجماعات اليمينية المتطرفة من أجل تأجيج مفاهيم التطرف والكراهية بين جميع فئات المجتمع الألماني، وتستغل الجماعات المتطرفة المظاهرات المؤيدة لفلسطين والمدارس والجامعات إضافة إلى شبكة الإنترنت، لنشر الخطاب المتطرف ضد اليهود.

– تبذل المؤسسات الألمانية مجهوداً كبيراً من أجل مواجهة العنصرية ضد اليهود ومحاصرة مخاطر انتشار معاداة السامية داخل المؤسسات التعليمية أو عبر شبكة الإنترنت، لذا تقود أوروبا في مسألة مكافحة معاداة السامية وتضع ضوابط وتشريعات وإجراءات استثنائية لإذابة أي رواسب مجتمعية تتعلق بهذه الإشكالية.

– توسعت ألمانيا في خطتها الاستراتيجية لضم جميع الجوانب الأمنية والقانونية والتشريعية، فضلاً عن ضم بعض الهيئات المجتمعية كجزء من هذه الاستراتيجية وإشراكها في تطبيق الخطة على أرض الواقع.

– اتجاه ألمانيا إلى تطوير المناهج وتأهيل المعلمين أمراً في غاية الضرورة، نظراً لأن مسألة رفع الوعي لدى الأطفال والشباب بشأن مكافحة معاداة السامية ونبذ التطرف والعنف، يسهم كثيراً في الحفاظ على الأمن المجتمعي في ألمانيا ويحجم من امتداد خطر العنصرية إلى فئات أخرى بالمجتمع.

– تعد قضية رفع الوعي في المدارس وعبر شبكة الإنترنت بشأن مكافحة معاداة السامية، تحدياً جسيماً أمام السلطات الألمانية، لاسيما وأن بعض المناهج والمحتوى المقدم عبر الإنترنت قد يحمل بعض المعاني المحرضة ضد اليهود في ظل قدوم مهاجرين واستغلال بعض المتطرفين هذا الأمر لصالحهم.

– ينبغي على السلطات الألمانية زيادة آليات دمج اليهود والجمعيات اليهودية بين باقي فئات المجتمع، وطرح نماذج إيجابية عن دور الجالية اليهودية في مكافحة مفاهيم التطرف والعنصرية.

– ينبغي تشديد التعاون بين ألمانيا ودول التكتل الأوروبي لمكافحة معاداة السامية، بعد الكشف عن جماعات ذات ميول متطرفة وعلى صلة بجماعات أخرى خارج البلاد تخطط لعمليات ضد اليهود.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=88928

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

شولتس يؤكد على مكافحة التطرف اليميني في ذكرى للهجوم على كنيس يهودي
https://bit.ly/3CbzHzk

Jews and Muslims find common ground in German city
https://bit.ly/3MRxhuG

ألمانيا ـ دعوات لتشديد العقوبات والحرمان من التجنيس لمعاديي السامية
https://bit.ly/43G9mW4

بيربوك تدعو من إسرائيل لمكافحة حازمة لمعاداة السامية
https://bit.ly/3C5XPUd

ألمانيا- ما هي ملامح الاستراتيجية الوطنية لمكافحة معاداة السامية؟
https://bit.ly/3CcOrOB

مسؤول ألماني يحذر من معاداة السامية في المدارس
https://bit.ly/42jMBWH

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...