الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

نتائج تطبيقات وبرامج محاربة التطرف فى أوروبا

محاربة التطرف
نوفمبر 04, 2019

تقييم تطبيقات وبرامج محاربة التطرف فى أوروبا

إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

وحدة الدراسات والتقارير  “4”

تبنت معظم الدول نهجاً متشدداً في مواجهة التهديدات المحتملة طبقاً لسياسات “الملاحقة والمحاكمة” الشاملة للجميع دون تمييز. ففي معظم أنحاء أوروبا الغربية، أدخلت الحكومات تشريعاتٍ تتعلق بـ ” محاربة التطرف “. وذلك لمواجهة التطرف والتعامل مع التهديد المحتمل الذي تشكله عودة المقاتلين الأجانب.ولجأت دول أوروبية أخرى بشكل أكبر للتدابير“الناعمة”؛ ومنها النرويج والسويد في هذا الصدد. حيث ركزت حكومات هذه الدول على إعادة دمج المقاتلين العائدين،من خلال تقديم المشورة لهم، وتوفير فرص العمل،وإقامة وتعزيز روابطهم الاجتماعية،ليصبحوا أعضاء فاعلين في مجتمعاتهم مرة أخرى.

وتراوحت سياسة بعض الدول الأوروبية في الدمج ما بين التجريم والتأهيل ، كألمانيا، التي تتخذ برامج فعالة تهدف لإعادة تأهيل ودمج المقاتلين العائدين في مجتمعاتهم، من أجل الحد من التطرف، وسياسات أخرى تشمل مصادرة جوازات سفر الأفراد المشبوهين وحظر المنظمات المتطرفة والتجريم وغيرها.

و أوضحت البريطانية سارة خان رئيسة لجنة مكافحة التطرف في وزارة الداخلية في لندن انه يجب النظر إلى ظاهرة التطرف كمشكلة شاملة ما يتطلب حلا مجتمعيا شاملا أيضا. وللجميع دور في المواجهة المدارس والحكومة والمجتمع المدني والقيادات الدينية. كما أكدت أن اللجنة مازالت حديثة العهد ونسعى حاليا لترسيخ الوعي بهذه المشكلة أولا. وذلك نقلا عن دوتشيه فيله فى 2 يناير 2019 .

نتائج سياسات الدول الأوروبية فى محاربة التطرف

جاءت دراسة “روبن سيمكوكس”، المعنونة بـ”تقييم جهود أوروبا لمعارضة التطرف الإسلاموي”، التي أصدرها معهد هدسون في 11 مارس 2019،لتناقش البرامج الوقائية التي اتّبعتها أربع دول أوروبية (المملكة المتحدة، وألمانيا، والسويد، وفرنسا)، والتى تعرضت لهجمات إرهابية خلال السنوات الماضية ، وذلك لمعالجة العوامل التي تؤدي إلى التطرف، وتسهيل اندماج اللاجئين داخل المجتمعات الأوروبية :

ألمانيا : سياسات اللجوء التي تتبعها الحكومة الألمانية أدت إلى خلاف كبير داخل المجتمع، كما تركز ألمانيا على سياسات الوقاية، حيث تتبنى عدداً من البرامج الخاصة بالوقاية من الإرهاب.على عكس البلدان الأوروبية الأخرى. ولا تركز أنشطة الوقاية على عنف بعض المواطنين المسلمين فقط، ولكنها تمتد إلى اليمين المتطرف،وما يقوم به من عمليات القتل التي يرتكبها النازيون الجدد.

ذكر موقع “دويتشيه فيله ” فى 21 فبراير 2019 أنه يوجد في الولايات الألمانية الـ 16 برامج للوقاية من التطرف ومكافحة الراديكالية وراء القضبان. ومن ابرز الكيانات التى تنفذ تلك البرامج نادي “شبكة الوقاية من العنف” في ثمان ولايات ألمانية بهذه المهمة،وفي ست ولايات يعرض موظفو النادي داخل السجون مساعدة مكونة من الوقاية والتكوين وتقليص الراديكالية، ويقول مدير أعمال هذا النادي، توماس موكه: “من خلال عملية استشارية طويلة، نعمل على أن يبدأ الناس في التفكير مرة أخرى وأن لا يهرولوا وراء إيديولوجيات.

ويقول متحدث باسم وزارة العدل الألمانية إنه بفضل التقييم الإيجابي للعمل تمت زيادة ميزانية البرامج المعتمدة لإعادة تأهيل المسجونين اصحاب الخلفيات المتطرفة . ولا يمكن الجزم في فاعلية الجهود،لأن تحقيق الأهداف يبقى محدودا. وحتى في سجون هامبورغ يكون من الصعب التعرف على مستوى النجاح. ويقبع في سجون هامبورغ حاليا تسعة أشخاص مصنفين كإسلامويين. وفى ألمانيا انطلقت مبادرة مشاركة الأئمة في مكافحة الإرهاب،حيث يزور الأئمة المساجد لمقابلة السجناء والحوار معهم في كل القضايا التي تدور في أذهانهم.

بريطانيا : أطلقت الحكومة البريطانية لجنة مكافحة التطرف في عام 2018،برئاسة سارة خان (الناقدة للأيديولوجيات المتطرفة)، التي خلُصت إلى أن خروج لندن من الاتحاد الأوروبي سيؤثر في أجندة محاربة التطرف ودمج المهاجرين.

و نقلت صحيفة “التايمز”عن تقرير وزارة العدل البريطانية نقلا عن موقع “سكاى نيوز” فى 8 يونيو 2019 أن هناك عصابات متطرفة وجماعات من بينها الإخوان ينظمون أعمال متطرفة فى سجون أمنية مشددة،ويجبرون النزلاء على اعتناق الإسلام فى بعض الأحيان مستخدمين الضرب كوسيلة لإجبارهم. وكان هناك 13008 سجناء مسلمين فى إنجلترا وويلز ،أى حوالى 15% من إجمالى عدد السجناء.

كان فى نهاية العام 2018 ( 175 ) سجينًا يقضون أحكامًا بتهمة ارتكاب جرائم إرهابية مرتبطة بالتطرف الإسلاموى.وأشارت الصحيفة،إلى أنه فى بعض السجون المشددة التأمين،كانت نسبة السجناء المسلمين أعلى،حيث كانت نسبة النزلاء المسلمين حوالى 42% من سجن ويتمور ، كامبردجشاير،و31% فى لونج لارتن فى ورسيسترشاير. وأوضحت أنه تم إنشاء ثلاثة “سجون داخل سجن”،والمعروفة باسم سجون الجهاديين، لإيواء ما يصل إلى 28 سجينًا إسلامويًا. 

السويد : استراتيجية السويد  فى محاربة التطرف العنيف والإرهاب هي الأكثر تطوراً بين الدول الأوروبية، حيث يركز نهجها في مجال الوقاية على منع الجريمة، ووقف أعمال العنف، ومعالجة المظالم، بدلاً من التركيز على المعالجة الأيديولوجية غير العنيفة من خلال الالتزام بحرية التعبير. التحدي الكبير أمام السويد لجهود الوقاية يتمثل في افتقار الحكومة المركزية إلى السلطة ودمج العدد الكبير من طالبي اللجوء والمهاجرين الذين قبلتهم بعد عام 2015، فقد أظهر استطلاع للرأي أجرته المفوضية الأوروبية في أبريل 2018 أن 73% من المستطلعين لا يعتقدون أن دمج المهاجرين كان ناجحاً في السويد.

فرنسا : تختلف مواجهة فرنسا للتطرف عن الدول الأوروبية الأخرى، فكانت سياستها أقل اعتماداً على قيادة المجتمع، وأكثر اعتماداً على علم النفس والرعاية الاجتماعية. ولكن هذا النهج أثبت فشله،وهو الأمر الذي دفع الحكومة الفرنسية إلى اتباع نهج استباقي للوقاية. ففي فبراير 2018، أطلقت فرنسا خطة وطنية لمنع التطرف، تتبنى مقاربة واسعة النطاق.

اشارت صحيفة ” العربى اللندنية ” فى 8 أكتوبر 2019 نقلا عن كتاب ” من أجل اتقاء العنف الجهادي، مفارقات نموذج أمني” الصادر أخيرا في باريس،لعالم الإجتماع رومان ساف والباحث في المعهد الوطني للدراسات العليا للأمن والعدالة أن الحكومات المتعاقبة فى فرنسا حاولت إشراك رجال الدين ورؤساء الجمعيات الإسلامية في سياسة الوقاية من التشدد، وهو ما رآه البعض مفارقة إذ بدا الإسلام سببا وحلا لمشكلة التطرف في آن معا. 

يذكر أن البرلمان الأوروبي فى 12 ديسمبر 2018 تقدم بعدة مقترحات تتعلق بمسألة  محاربة  التطرف ترسم الاستراتيجية الجديدة لدول التكتل في معالجة المعضلة التي تضرب القارة منذ سنوات.وتأتي هذه المقترحات بعد تصويت البرلمان،في وقت سابق هذا العام، على توصيات لجنة خاصة بمكافحة الإرهاب شُكلت من قبل دول التكتل الأوروبي.واختتمت اللجنة الخاصة المعنية بالإرهاب أعمالها ،بعد أكثر من عام على تشكيلها. فيما قدمت العضوتان في البرلمان الأوروبي، مونيكا هولماير وهيلغا ستيفنز، أول مسودة من التقرير في يوليو 2018 .وضع البرلمان توصيات لمعالجة التطرف وتحسين القدرة على تبادل البيانات ودعم ضحايا الإرهاب.

ومن بين التوصيات التي يتضمنها التقرير، بحسب البيان الذى اصدره البرلمان نقلا عن موقع ” يورنيوز ” :

  • إنشاء قائمة توضع تحت المراقبة للخطباء (الواعظين) المتطرفين في بلدان التكتل.
  • مراقبة أقوى لضمان مواءمة الأمن والقضاء في تحديد هوية “المقاتلين العائدين” إلى أوروبا.
  • منع مرتكبي الإرهاب المدانين من حق اللجوء.
  • تدابير لمكافحة التطرف، مثل برامج خاصة للسجون والتعليم والحملات.
  • تدريب متخصص على التطرف لمسؤولي الاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء.
  • تعزيز الحدود الخارجية للاتحاد والفحوصات الملائمة في جميع المعابر الحدودية باستخدام جميع قواعد البيانات ذات الصلة.

الخلاصة

 ما يدفع الشباب فى الدول الأوروبية  نحو التطرف ليس عددهم داخل المجتمع بل قناعاتهم وطريقة نشرها و مازال هناك خلاف كبير حول كيفية تحديد مسببات االتطرف . ويعد تحديد العوامل التي تؤدي إلى التطرف بالتحديد يمثل تحديًا ملحًا للحكومات الأوروبية . وبخلاف التهديد الإسلاموي العنيف ، ينمو تأثير الإسلام السياسي وظلال السلفية المختلفة  والتيارات اليمينية المتشددة  داخل المجتمعات في أوروبا. لذلك ركزت  الحكومات الأوروبية  على برامج إستباقية وقائية محددة ، تهدف إلى معالجة العوامل التي تؤدي إلى التطرف . 

وبات من المتوقع مع تنامى تلك الأفكار المتطرفة وفشل بعض البرامج الوقائية فى معالجة الفكر المتطرف ، أن  تنتشر بشكل كبير في أوساط الشباب وخاصة المهاجرين منهم، وذلك بسبب فشل سياسات الدمج المتبعة من قبل الحكومات الأوروبية  مايؤدى إلى تعزيز ثقافة الانعزال لدى الشباب. و قد يدفع الشباب إلى اللجوء للعنف كخيار وحيد من أجل الحصول على التغيير المطلوب .ومن المحتمل  أن تسخر هذه الجماعات الإمكانات المالية الضخمة للتواجد والتغلغل القوي في البلدان الأوروبية . وبالرغم من تنامي الثقل السياسي  للتيارات المتطرفة  فى أوروبا  ، فهذا لايعني توقف التطرف في أوروبا ،ولم يقلل  الخطر الأمني ؛ بل على العكس من ذلك قد يزيد المخاطر لتلك الجماعات لأن التيار الذي يغذي التطرف يزداد قوة . 

التوصيات

يجب على الدول الاوروبية أن تكون أكثر تكاملا فى السياسات المتبعة فى الوقاية من التطرف . و صياغة سياسات فعّالة تثبت نجاحها في ردع المتطرفين . إعادة تأهيل المتطرفين من خلال التدريب المهني والتدريب على ممارسة الأعمال الحرة . شن حملات على وسائل التواصل الاجتماعي لحذف خطابات الكراهية والعنف .التركيز على ايجاد إطار قانونى يسهم فى دمج بعض السكان المسلمين في الحياة السياسية والدينية الأوروبية بشكل يحافظ على الهوية الوطنية لتلك البلاد . وبذل المزيد من الجهد على المستوى الخارجى لمساعدة الحكومات الصديقة في الشرق الأوسط على مواجهة التحديات غير المسبوقة التي تواجهها فى مجال التطرف والإرهاب .

رابط مختصر… https://www.europarabct.com/?p=55679

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الهوامش 

العرب اللندنية – التعامل مع عائدي داعش.. تدابير صارمة وأخرى ناعمة ودمج بين الوصفتين

http://bit.ly/327wUD4

خبيرة بريطانية لـ DW: للنساء دور متميز في مكافحة التطرف

http://bit.ly/36q13Rf

معهد هدسون – تقييم جهود أوروبا لمعارضه التطرف الإسلامي

http://bit.ly/2C5Utla

عملية عسيرة ـ مكافحة التطرف داخل السجون الألمانية – DW

http://bit.ly/2Nucf6M

تقرير رسمي يرصد فظائع السجون البريطانية.. ماذا يفعل الإخوان؟ – سكاى نيوز

http://bit.ly/2NzHZY7

فشلت السلطات الفرنسية في التصدي للتطرف؟ – العرب

http://bit.ly/2JIdNJi

جدل في فرنسا حول الوقاية من التطرف الإرهابي – مونت كارلو

http://bit.ly/33dM1fq

يورنيوز – البرلمان الأوروبي بصدد تقديم مقترحات تتعلق بمسألة مكافحة الإرهاب في دول التكتل

http://bit.ly/2NFd4dc

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...