الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

 محاربة التطرف ـ ازدراء الأديان في فرنسا، تشريعات وتدابير

 محاربة التطرف
سبتمبر 06, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير “3” 

تزايدت الدعوات في العديد من العواصم الأوروبية لـ”حرق القرآن” وإهانة المقدسات الدينية لاسيما الإسلامية منها، بحجة حرية التعبير والرأي. تعكس تلك الدعاوات تنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في أوروبا. توالت ردود الفعل المنددة عربياً ودولياً بحادثة “حرق القرآن ” في عدم وجود قانون يجرم “ازدراء الأديان” في الكثير دول أوروبا لا سيما بلجيكا وفرنسا، بالتزامن مع رفض كل من بلجيكا وفرنسا تأييد مشروع أممي يدعو إلى إدانة الاعتداءات التي تستهدف المقدسات الدينية الإسلامية.

 ازدراء الأديان في فرنسا

تعني حرية التعبير في فرنسا القدرة على كتابة، أو قول ما يعتبره الآخرون تجديفاً، ولم يعد التجديف جريمة في فرنسا منذ عام 1881. يفصل القانون الفرنسي الكنيسة عن الدولة بشكل صارم منذ ما يقرب من (120) عاماً بموجب القانون المتعلق بحرية الصحافة، واعتبرت هذه العلمانية محاولة تاريخية للحد من تأثير الكنيسة في البلاد. ولا تزال العلمانية تحظى بمستوى عالٍ من القبول بين الشعب الفرنسي في السابع من أغسطس 2023. هاجم متطرفون في عام 2015 مجلة “شارلي إيبدو” الفرنسية الساخرة، وكانت الخلفية عبارة عن رسوم كاريكاتورية عن النبي “محمد”، أثارت غضباً بين المسلمين في جميع أنحاء العالم. بعد أيام قليلة من الهجوم على مكتب هيئة تحرير الصحيفة، الذي أسفر عن مقتل (12) شخصاً، أعلن رئيس الوزراء الفرنسي آنذاك “مانويل فالس” أمام الجمعية الوطنية أن “التجديف” لن يكون أبداً موضع إدانة في النظام القضائي الفرنسي.

تشريعات ازدراء الأديان وحرية التعبير

تعارض فرنسا أن تتضمن نصوص القرارات مفهوم “احترام الديانات” كي لا تعطي للديانات صبغة قانونية، وهو ما من شأنه أن يكسب التنديد “بتشويه سمعة الأديان” الشرعية. ترى فرنسا أن هذا الوضع يفتح الباب أمام الرقابة الدينية وأمام فرض قيود خطيرة في مجال حرية التعبير، ولا سيما ضد الأقليات الدينية، وضد المدافعين عن حقوق الإنسان والصحافيين. لا يُعترف في القانون الفرنسي، كما في القانون الدولي، بمفهوم “التجديف”، ولا يجوز إلا محاكمة الدعوات إلى العنصرية، والتمييز، والعنف لأسباب قائمة على أساس الدين، أو العرق، أو الانتماء الإثني، أو الوطني بنص قانون الأول من يوليو 1972.  محاربة التطرف ـ ماذا عن ازدراء الأديان في ألمانيا؟

يضع قانون 13 يوليو 1990، المعروف باسم “قانون غايسو”، مبدأ “معاقبة أي اعتداء عنصري، أو معاد للسامية، أو يدعو لكراهية الأجانب” معدلاً القانون الخاص بحرية وسائل الإعلام. يخضع التدخل في الحرية الدينية لعقوبات جنائية، بما في ذلك غرامة قدرها (1700) دولار، والسجن لمدة شهر واحد. يجوز للأفراد المتهمين في المحاكمات الطعن في دستورية أي قانون يقولون إنه يعيق حريتهم الدينية، كما يرى الخبراء أن قانون “مناهضة الانفصالية” الذي قدمته الحكومة الفرنسية العام 2021 “يعيق بشكل منهجي الحرية الدينية، والممارسات الإسلامية”.

تهديدات للرموز الدينية

بلغت عدد الهجمات الموثّقة، والمعلنة ضد المساجد في فرنسا منذ 2019 العشرات في 28 أبريل 2023، يثبت تحليل الأرقام والمعطيات، وجود ارتباط وثيق ما بين ارتفاع وتيرة الاعتداءات ضد المسلمين، وضد أماكن العبادة الإسلامية، وبين الحملات الإعلامية التي تشن ضد المسلمين في وسائل الإعلام الفرنسية، وخاصة إثر أي حادث إرهابي يرتكبه متطرف إسلاموي. يقول النائبين “إيزابيل فلورين” عن “الحركة الديمقراطية” (Mouvement démocrate)، و”لودوفيك مينديز” عن “تيار النهضة” (Renaissance) “إن حوادث الاعتداء على أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين لم تنقطع منذ 2018”.

تزايدت الأعمال العدائية ضد المسلمين في فرنسا، وكان آخرها تمزيق القرآن الكريم، وإلقاء حجاب لطالبة مسلمة في مدرسة “جان روستاند” الثانوية في مدينة “كاين” الفرنسية في 18 أكتوبر 2022. تزامن الحادث مع حملة دشنها المرشح الرئاسي السابق اليميني المتطرف “أريك زمور”، للاحتجاج على ما وصفه بـ”انتشار الرموز الإسلامية” في المدارس الفرنسية، ونددت الجمعية الإسلامية، والثقافية في “كالفادوس” بانتهاك الخصوصية، والمعتقدات الدينية للطالبة.

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في فرنسا تفاعلاً واسعاً ضد الدعوات التي أطلقها “إريك زمور” للتظاهر في باريس رفضاً، واحتجاجاً على ما يراه انتشاراً للرموز الإسلامية في مدارس فرنسا في 16 أكتوبر 2022. تباينت آراء، ومواقف الفرنسيين على منصات التواصل بين مؤيد، ومعارض للدعوات التي أطلقها “زمور”، حيث اعتبر نشطاء، ومدونون أنّه يثير الكراهيّة، فيما أيّد آخرون موقفه ودعموه.

تداعيات ازدراء الأديان

أدان “جوزيب بوريل ” منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي في 26 يوليو 2023 عمليات “حرق القرآن” في الدنمارك، والسويد. أكد “بوريل” إن “حرق القرآن” مسيء وغير محترم واستفزاز واضح”، وأضاف “أن التنوع الديني، والتسامح مع المجتمعات الدينية من القيم الأساسية للاتحاد الأوروبي، ولا مكان للتعبير عن العنصرية، وكراهية الأجانب، وما يتصل بذلك من تعصب بيننا”.

كشفت دراسة في 7 يناير 2023 أن مجلة “شارلي إيبدو” تسببت مراراً، وتكراراً في مشاكل دبلوماسية للحكومة الفرنسية. اجتاحت المظاهرات المناهضة لفرنسا، والدعوات لمقاطعة البضائع الفرنسية العديد من الدول العربية والإسلامية في عام 2020، وبعد أن دافع “ماكرون” عن حق رسامي الكاريكاتير في التجديف. تزامنت دعوات المقاطعة مواقف رسمية أدانت تصريحات “ماكرون”، واستنكرت رسومات الكاريكاتير المسيئة للإسلام.

ساهم حرق مقر السفارة السويدية في بغداد، وتكرار واقعة حرق القرآن في الدنمارك، وإلغاء زيارة لوزير الدفاع الألماني إلى بغداد على خلفية التوترات، في تنامي القلق من احتمال زيادة التطورات السلبية بين الدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي في 25 يوليو 2023. فعلى سبيل المثال أعلنت “العراق” طرد السفيرة السويدية “جيسيكا سفاردستروم” من البلاد، وسحب القائم بالأعمال العراقي من “ستوكهولم”. حرق القرآن في السويد ـ تخادم اليمين المتطرف والإسلام السياسي . بقلم Andie Flemström

 تنامي الإسلاموفوبيا

سُجلت في فرنسا في العام 2022 (501) حادثة ارتبطت بالإسلاموفوبيا من بين (527) حادثة في أوروبا، وفي مساهمته في التقرير السنوي حول “الإسلاموفوبيا” في أوروبا لعام 2022، صنف الباحث الفرنسي “إينيس بيركلي” فرنسا كواحدة من أكثر الدول معاداة للإسلام في أوروبا خلال العام 2021. تعكس دعاوى حرية التعبير والرأي من جانب الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوروبا، وازدراء المقدسات الدينية للمسلمين تنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا” في 22 يناير 2023. ما تلبث أن تهدأ تلك الدعاوي في عواصم أوروبا حتى تندلع في عاصمة أخرى. حدث ذلك عندما أعادت مجلة (شارلي إيبدو)، الفرنسية الساخرة، نشر رسومها الكاريكاتورية، المسيئة للنبي محمد في سبتمبر من عام 2020، وقد أدى في ذلك الوقت إلى احتجاجات عنيفة من قبل متظاهرين مسلمين في جميع أنحاء العالم.

ازدراء الأديان في بلجيكا

رفضت بلجيكا في 12 يوليو 2023، تأييد مشروع القرار الأممي الذي يدعو إلى إدانة الاعتداءات التي تستهدف حرق القرآن، ووصفتها بـ “كراهية ضد الدين”، وذلك في جلسة خاصة عقدت بدعوة من منظمة التعاون الإسلامي في الاجتماع الدوري لمجلس حقوق الإنسان الأممي. لا تجرم بلجيكا “التجديف” في حد ذاته، حيث تحدد المادة (144) من قانون العقوبات جريمة إهانة دينية، تشمل الذين يسيئون إلى الرموز الدينية في أماكن العبادة الدينية، أو في الاحتفالات الدينية العامة.

أعلنت بلجيكا أن “راسموس بالودان” السياسي الدنماركي غيرمرغوب فيه، لأنه كان يعد لحرق الكتاب المقدس لدى المسلمين في مدينة “مولينبيك” في 20 أبريل 2022، وأوقِف مدرّس عن العمل في “بروكسل” بسبب عرضه على تلاميذه رسما كاريكاتوريا للنبي “محمد” نشرته صحيفة “شارلي إيبدو” في 31 أكتوبر 2020. طردت بلجيكا (5) نشطاء دنماركيين ينتمون إلى اليمين المتطرف، وحظرت دخولهم البلاد لمدة عام، بسبب خططهم لحرق نسخة من المصحف في منطقة تقطنها مسلمون في العاصمة “بروكسل” في 13 نوفمبر 2020.

جرى مسح اجتماعي في الدنمارك، بمشاركة (1008) شخص، حيث كشف في 12 أغسطس 2023 أن أكثر من (50%) من الدنماركيين يعتقدون بأن على الحكومة أن تحظر حرق القرآن، من منطلق عدم المساس بثقافات، وديانات الشعوب الأخرى. يشير الاستطلاع إلى أن (27%) من المشاركين “يوافقون بشدة” على حظر حرق القرآن، بينما (24%) “يؤيدون بدرجة ما” حظر هذا الفعل، من ناحية أخرى يشير الاستطلاع إلى أن (20%) من المشاركين “يعارضون بدرجة ما” التوجه الحكومي لحظر حرق القرآن، في حين أن (19%) “يعارضون ذلك بشدة”. محاربة التطرف ـ تداعيات حرق القرآن الكريم وتجديف الأديان

تقييم وقراءة مستقبلية

– لا تملك فرنسا قوانين متعلقة بـ “ازدراء الأديان” والتي تحدد ما يمكن قوله، أو رسمه، عن الأديان، والرموز الدينية، بالرغم من امتلاكها العديد من القوانين الصارمة بشأن خطابات الكراهية التي تجرم التعليقات أوالتحريض على العنف ضد الجماعات العرقية، أو الدينية.

– تزايد عدد الهجمات في فرنسا ضد الرموز الدينية لا سيما الإسلامية منها، ويثبت تحليل المعطيات والبيانات وجود ارتباط وثيق ما بين ارتفاع وتيرة الاعتداءات، وبين الحملات الإعلامية، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي لليمين المتطرف في فرنسا.

– تعكس دعاوى حرية التعبير والرأي، ودعوات حرق القرآن المتكررة في العواصم الأوروبية من جانب الأحزاب اليمينية المتطرفة تنامي ظاهرة “الإسلاموفوبيا”، ما يتسبب في تأجيج الاحتجاجات والمظاهرات داخل أوروبا وخارجها ويهدد الأمن المجتمعي.

– لا تجرم بلجيكا “ازدراء الأديان” في حد ذاته، كما رفضت بروكسل وباريس مشروع القرار لأممي الذي يدين الاعتداءات على المقدسات الدينية وحرق القرآن، واكتفت بوصها بـ “كراهية ضد الدين”.

– بات من المتوقع أن تساهم الدعوات المتكررة لحرق القرآن في العواصم الأوروبية ، في تزايد احتمالية التطورات السلبية بين الدول العربية والإسلامية والاتحاد الأوروبي، وأن تحذو العديد من الدول الأوروبية حذو السويد، برفع مستوى الإنذار المرتبط بخطر وقوع هجمات إرهابية، وذلك بعد ازدياد تهديدات “داعش والقاعدة” بتنفيذ هجمات في بعض دول أوروبا.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=90296

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Mosquées attaquées : cette série noire que l’État ne veut pas voir
https://tinyurl.com/ee9s9vsy

Eight years after deadly attacks, Charlie Hebdo back in the headlines for angering Tehran
https://tinyurl.com/yswynmbv

L’islamophobe qui brûle les corans et met le feu aux poudres en Suède
https://tinyurl.com/4rsf2tzn

Blasphemy, religious insults and hate speech against persons on grounds of their religion
https://tinyurl.com/4jnvs9kw

The reason Sweden allows Quran burning despite international anger
https://tinyurl.com/57dnzsfk

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...