الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

 محاربة التطرف ـ ماذا عن ازدراء الأديان في ألمانيا؟

المسلمون في ألمانيا
سبتمبر 04, 2023

بون المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ وحدة الدراسات والتقارير “2” 

ساهم تنامي اليمين المتطرف في أوروبا في تأجيج مشاعر التحريض والكراهية ضد المسلمين ورموزهم. لا تزال ألمانيا تحتفظ بالتشريعات القانونية التي تجرم “ازدراء الأديان”، كما يكفل الدستور الألماني حرية التعبير، وتنص مواد الدستور الألماني على أن كل فرد الحق في التعبير بحرية عن رأيه، ولكن ليس بدون حدود. دانت السلطات الألمانية حرق القرآن، ووصفته بأنه “غير محترم وغير ملائم للغاية”. أثار حرق القرآن غضباً في الدول الإسلامية والعربية التي دانت هذه الأفعال، ودعت لمقاطعة المنتجات الأوروبية لا سيما السويدية والدنماركية.

مفهوم “ازدراء الأديان”

يعني مفهوم “ازدراء الأديان” الإساءة، أوالاستخفاف يصدره شخص، أوهيئة ما بشأن معتقدات وأفكار ديانة ما، وهذه القضية مثار جدل بين كثيرين. يرى البعض في ذلك حقاً يتعلق بحرية الرأي والتعبير تجب حمايته. يقول آخرون إنه يعزز الكراهية الدينية، وبالتالي يطالبون بمنعه قانونياً ومحاسبة فاعليه. رغم جدلية تحديد مفهوم “ازدراء الأديان” في مختلف الأوساط الدينية والفكرية؛ فإنه يقصد به بشكل عام عدة أشياء من بينها، تعمّد النيل من الأديان ومعتقداتها وشخصياتها المقدسة لدى أتباعها، وإشاعة الأفكار النمطية السلبية بشأنها، وتبني مواقف متعصبة أو تمييزية في مجال الديانات والمعتقدات.

مواثيق دولية تمنع “ازدراء الأديان”

يعتبر “ازدراء الأديان” جريمة في العديد من الدول، حيث وجد تحليل أن (79) دولة  من بين (198) دولة تمت دراستها في عام 2019 لديها قوانين أو سياسات على الكتب تحظر التجديف في 24 يوليو 2023. اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراً بشأن الحوار بين الأديان والثقافات في 25 يوليو 2023. حمل مشروع القرار عنوان “تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح في مواجهة خطاب الكراهية”.

تنص الفقرة الـ(13) منه على أن مشروع القرار “يستنكر بشدة جميع أعمال العنف ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقدهم، وكذلك أي أعمال من هذا القبيل ضد رموزهم الدينية، أو كتبهم المقدسة، أو منازلهم، أو أعمالهم، أو ممتلكاتهم، أو مدارسهم، أو مراكزهم الثقافية أو أماكن العبادة، فضلاً عن جميع الهجمات على الأماكن الدينية والمواقع والمزارات التي تنتهك القانون الدولي”. اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في العام 2021 قراراً بشأن تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات والتسامح، في مواجهة خطاب الكراهية، والذي حدد يوماً دولياً لمكافحة خطاب الكراهية. حرق القرآن في السويد ـ تخادم اليمين المتطرف والإسلام السياسي . بقلم Andie Flemström

علاقة اليمين المتطرف بـ”ازدراء الأديان”

ترجع أسباب حرق القرآن في أوروبا لعدة أسباب أهمها أن الكثير من الدول الأوروبية لا يوجد لديها قوانين خاصة بـ”التجديف”، فمثلاً القانون في السويد لا يمنع تحديداً حرق أو تدنيس القرآن، أو أي كتاب مقدس. يرتبط الأمر في السويد بقرار من الشرطة وليس الحكومة، فهي من تمنح تراخيص المظاهرات والتجمعات العامة، كما يستغل اليمين المتطرف تلك التوترات لتوسيع أنشطتهم، وزيادة الاستقطاب داخل المجتمعات الأوروبية.

تشهد ألمانيا ازدياد العنصرية ورسائل تهديد ضد المساجد ورجال الدين، الى جانب  المعابد اليهودية، تغذّيها دعاية الجماعات اليمينية المتطرفة، والمعادية للمسلمين والساميه. واجهت العديد من المساجد في ألمانيا تهديدات وبعض الرسائل تم توجيهها إلى الكنائس، ومن المحتمل أن يكون العدد الإجمالي للرسائل مجهولة المصدر أكبر مما هو معروف. أظهرت وزارة الداخلية الألمانية ارتفاعاً مقلقاً بعدد جرائم الكراهية ضد المسلمين، ناهز (258) جريمة خلال النصف الأول من العام 2023، شملت رسائل التهديد، والتخريب، كما تعرض أكثر من (12) مسجداً للهجوم في الفترة من يناير 2023 إلى يونيو 2023.

وتصل رسائل تهديد من حين لآخر، كانت رسائل من أفراد، وبعضها مكتوب بخط اليد. أما الآن فالرسائل الواصلة إلى الجمعيات صارت أكثر، وأحياناً تكون هناك إشارة إلى ارتباطها بخلايا يمينية متطرفة مثل خلية “NSU”، التي تعتبر من جماعات النازيين الجدد، ويمكن وصفها  ذلك بأنه أمر مقلق، ومحبط أيضاً، لأنه لا يمكنك فعل أي شيء حيال ذلك.

موقف ألمانيا من حوادث حرق القرآن

دانت ألمانيا حرق القرآن خلال احتجاج قرب السفارة التركية بالعاصمة السويدية “ستوكهولم” ووصفته بأنه “غير محترم وغير ملائم للغاية”. أكدت وزارة الخارجية الألمانية في 23 يناير 2023 أن “أوروبا تؤيد التعايش السلمي بين جميع الأديان”، وأن حق الإنسان في الحرية الدينية ذو قيمة عليا مثل حرية التظاهر وحرية الرأي، في المقابل أن الاستفزازات – مثل ذلك العمل الاحتجاجي في ستوكهولم – يساهم في الانقسام”. تلتزم الحكومة الألمانية، جنباً إلى جنب مع شركائها في الاتحاد الأوروبي، بحماية وتعزيز حرية الدين والمعتقد في إطار الحوارات السياسية الثنائية مع بلدان ثالثة.

التشريعات الألمانية تمنع “ازدراء الأديان”

يكفل الدستور الألماني حرية التعبير في السابع من يوليو 2023، وتنص المادة الـ(5) منه على أن لكل فرد الحق في “التعبير بحرية عن رأيه بالقول والكتابة والصورة”، ولكن ليس بدون حدود.  تعد ألمانيا هي واحدة من الدول الأوروبية القليلة التي تحمي المجتمعات الدينية. ينص الدستور الألماني في المادة الـ(4) منه على :

  • حرية الدين وحرية العقيدة والضمير وحرية المعتقد الديني والرؤية للعالم مُصانة.
  • يجب ضمان حرية ممارسة الشعائر الدينية.
  • لا يجوز إكراه أحد على المشاركة في الخدمة العسكرية بما يتعارض مع معتقداته، وتقوم القوانين الاتحادية بتنظيم التفاصيل المتعلقة بالأمر.

يخول القانون الألماني فرض عقوبة السجن لمدة تصل إلى (3) سنوات على أولئك الذين تصدر عنهم إهانة “من شأنها تعكير صفو السلم العام”. تأتي العقوبة على الإهانات التي تضر بالسلام العام. مع ذلك، من النادر ما يتم تطبيق الفقرة (166) من قانون العقوبات الألماني. بقي قانون “التجديف” في ألمانيا بعيدا عن الأضواء لفترة طويلة حتى العام 2006 عندما تمت مقاضاة “مانفريد فام” بسبب توزيعه مناديل تحمل نقش القرآن، وبعد حوالي (10) سنوات أدين أستاذ الفيزياء “ألبرت فوس” بتهمة ازدراء الأديان بعد تلوين النافذة الخلفية لسيارته بشعارات معادية للمسيحيين وتم تغريمه بـ(500) يورو.

تداعيات حرق القرآن

كثفت بعض الدول الأوروبية في 4 أغسطس 2023 الرقابة على الحدود لاعتبارات أمنية عقب تظاهرات تمت من خلالها حرق القرآن. أعربت العديد من الدول الأوروبية عن القلق إزاء تدهور الوضع الأمني واستهداف المصالح الأوروبية، وخوفاً من استمرار محاولات المهاجرين بالوصول إلى دول أوروبا، وتسلل الجماعات المتطرفة لتنفيذ عمليات إرهابية ذات دوافع انتقامية. محاربة التطرف ـ تداعيات حرق القرآن الكريم وتجديف الأديان

أثار حرق القرآن غضباً في الدول الإسلامية، والعربية التي دانت هذه الأفعال، حيث ألغى “بوريس بيستوريوس” وزير الدفاع الألماني، زيارة إلى بغداد بسبب مخاوف أمنية وسط الاحتجاجات ضد حرق القرآن في السويد والدنمارك. جاء القرار بناء على توصية من مكتب الشرطة الجنائية الفيدرالية.

“ازدراء الأديان” في النمسا

عقدت سيدة نمساوية ندوات حول الإسلام عامي 2008 و2009 لحزب الحرية اليميني المتطرف وتحدثت خلالها عن روموز الإسلام، وأطلقت فيها تصريحات مسيئة. وجدت المحكمة الجنائية الإقليمية في فيينا أن هذه التصريحات تهين المعتقدات الدينية، وأيدت القرار محكمة الاستئناف. قررت المحكمة الأوروبية في العام 2018 إدانة السيدة، وتغريمها (480) يورو. يعد حكم الإدانة الذي صدر بحق المواطنة النمساوية بوصفها “أساءت لمعتقدات دينية” لا يتعارض مع المادة (10) من الميثاق الأوروبي لحقوق الإنسان، المتعلقة بحرية التعبير.

أفاد تقرير عام 2022 حول العنصرية ضد المسلمين الصادرعن مركز “التوثيق والإرشاد من أجل مسلمي النمسا”، بأن النمسا شهدت (1324) حادثة تعكس عنصرية ضد المسلمين، ومظاهر لكراهية رموز الإسلام. كما أظهرت الأرقام أن (92%) من الهجمات على الإنترنت، كانت عبارة عن خطابات كراهية للإسلام والمسلمين، في حين أن (5%) حملت تحريضاً ضد رموز الإسلام والمسلمين. حرق القرآن في السويد ـ تخادم اليمين المتطرف والإسلام السياسي

تقييم وقراءة مستقبلية

– تتعامل العديد من الدول الأوروبية مع “ازدراء الأديان” على أساس أنه جناية يعاقب عليها القانون بغرامة أو سجن، ولا يتم العمل بهذه القوانين إلا في بعض القضايا، كما هو الحال في (12) دولة أوروبية.

– دان الاتحاد الأوروبي حادثة حرق القرآن، وطالبت المفوضية الأوروبية باتخاذ خطوات جادة بشأن الحادثة، ويكفل الدستور الألماني حرية التعبير ولكن ليس بدون حدود، ويحمي القانون الألماني “المجتمعات الدينية” داخله بما يسمى فقرة “التجديف”.

– يرعى اليمين المتطرف في أوروبا الدعوات المتكررة لحرق القرآن وتشوية الرموز الإسلامية بحجة حرية الرأي والتعبير، ولكسب تأييد سياسي. ترتبط هذه الحوادث ارتباطاً وثيقاً بظاهرة الإسلاموفوبيا التي تظهر في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي والمراكز الثقافية الأوروبية.

– أثارت حوادث حرق القرآن توترات دبلوماسية بين الدول الأوروبية، وعدة دول عربية وإسلامية، بالتزامن مع الإدانات العربية والإسلامية لتلك الحوادث، وتنامي الاحتجاجات، والدعوات لمقاطعة المنتجات الأوروبية لا سيما السويدية والدنماركية.

– بات محتملاً أن تخلق مثل هذه الحوادث مناخاً من العداء والكراهية داخل أوروبا وخارجها، فبات متوقعاً أن تستهدف الجماعات المتطرفة مصالح الدول الأوروبية في الشرق الأوسط. يمكن للجماعات المتطرفة استغلال تلك الحوادث للترويج لأجندتها، وتنامي التهديدات بحدوث هجمات إرهابية داخل أوروبا. من المرجح أن يكون هناك تصعيد في العلاقة مابين الجماعات اليمينية والجماعات الإسلاموية المتطرفة، ما يهدد الأمن المجتمعي في أوروبا.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=90255

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Quran burning: How much blasphemy is allowed in Europe?
https://tinyurl.com/2p99xud9

Germany, UK, Follow Netherlands in Closing Istanbul Consulates Over Terror Threat
https://tinyurl.com/4uj6xx5v

لماذا تسمح السويد بحرق القرآن؟
https://tinyurl.com/45mpxu4n

بعضها مرتبط بخلية “إرهابية”.. رسائل تهديد تقلق المسلمين في ألمانيا
https://tinyurl.com/mt9xznd5

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...