الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

كتيبة تحرير ماسينا.. الإرهاب العرقي الجديد في الساحل الإفريقي

ماسينا
يناير 13, 2020

الدكتور محمد الصالح جمال. باحث في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات ـ ألمانيا و هولندا

أصبح الساحل الإفريقي في السنوات الأخيرة مرتعا للحركات الجهادية التي انتشرت بوتيرة سريعة بسبب الأوضاع المتردية لهذه المنطقة ، و من بين تلك الحركات الجهادية تنظيم جديد يسمى ” كتيبة تحرير ماسينا ” ، حيث تعتبر هذه الأخيرة ، الأحدث من حيث التأسيس مقارنة مع الجماعات الجهادية المسلحة التي تنشط في منطقة الساحل ، و تختلف عنها خاصة لكونها تنظيما إرهابيا إرتكز على عنصر ” الأقلية العرقية ” .تكوين جبهة جهادية متمثلة في كتيبة تحرير ماسينا، كان ضرورة بهدف تجاوز خط منطقة وسط مالي، والذي كان أحد أسباب التدخل الأجنبي سنة 2012 . في البداية كانت كتيبة تحرير ماسينا تعتبر جماعة انفصالية تطالب فقط بحكم ذاتي في منطقة ماسينا و لكن بعد هجوم نمبالا الكبير سنة 2016 تم الإعلان عن السياسة العامة للجماعة باعتبارها جزء من جماعة انصار الدين و جزء ايضا من المنظومة الإرهابية المسلحة في منطقة الساحل .
في مارس 2017 تم الإعلان عن جماعة نصرة الاسلام و المسلمين التي تضم جماعة انصار الدين، المرابطون، و امارة تمبكتو بالاضافة إلى كتيبة ماسينا ليكون أول إعلان صريح بتوجه الجماعة إلى التطرف .

كيف تأسست كتيبة تحرير ماسينا ؟

ترجع البدايات الأولى لنشأة “جبهة تحرير ماسينا “إلى بداية الصراع بين الحكومة المالية وحركة تحرير أزواد التي كانت تضم مختلف مكونات أزواد العرقية، وانضم لها مجموعة من مقاتلي الأقلية الفولانية المتمردين على الحكومة المالية والراغبين في الانفصال عن الدولة المركزية في العاصمة باماكو، ولكن سرعان ما حدث انفصال مع حركة تحرير أزواد فانضموا إلى حركة أنصار الدين ذات التمدد المحلي والعرقي، ذات ” التوجه الجهادي ” . إنقسمت حركة أنصار الدين التي كانت تسيطر على المشهد الجهادي إلى عدة حركات كان أبرزها “كتيبة تحرير ماسينا” بقيادة أمادو جالو، وانضم لها آلاف من المقاتلين الفلانيين الذين كانت حركة أنصار الدين تعتمد عليهم في السابق وتطورت صلاتهم مع مرور الوقت مع أبناء أقليتهم الذين يشعرون بالتهميش وهو ما مكن الكتيبة بعد عدة مواجهات مع الجيش المالي من إقناع العشرات من أبناء الفلانيين بالإلتحاق بها.،

في سنة 2012 شاركت الكتيبة في موجة من أعمال العنف والقتل في منطقة موبتي بهدف إسكات المعارضين لهم ولكن مع التدخل العسكري الفرنسي في أوائل عام 2013 تم تشتيت العديد منهم فتجه بعضهم إلى وسط مالي لإعادة تجميع صفوفهم وتجنيد أعضاء جدد واستغلوا المنطقة كقاعدة لتوجيه ضربات لمناطق في الجنوب المالي كانت تعتبر آمنة فيما سبق وبدأت تتكون الجبهة في البداية من مقاتلين محليين كانوا يقاتلون في موبتي ، و مع ازدياد الضغوطات العسكرية الفرنسية عادوا الى وسط مالي وحصلوا على أسلحة من ميليشيات موجودة منذ فترة بعيدة تشكلت لحماية أراضي الرعي وانتشروا في منطقة حزام الساحل القاحلة الممتدة من غرب أفريقيا شرقا من السنغال إلى السودان ، واستخدموا العديد من أساليب الترهيب والاغتيال ضد المواطنين تحت دعوى تعاونهم مع الجيش المالي واستطاعوا مع مرور الوقت استغلال المظالم المحلية في ما بين الفولانيين الذين يمثلون الأغلبية على المستوى المحلي في تعزيز صفوف مقاتليهم.
في أبريل 2015 أعلنت كتيبة تحرير ماسينا عن نفسها في بلدة صغيرة تسمى “تننغو” تقع قريبا من الخط الفاصل بين شمال مالي وجنوبه موبتي ، على أساس أنها تسعى لمواجهة الجيش المالي من جهة وإعلان القطيعة مع حركات تحرير أزواد من جهة أخرى. مع الوقت أصبحت كتيبة تحرير ماسينا خطرا حقيقيا في منطقة أزواد و في الشريط الجغرافي لدول الساحل الإفريقي ، بسبب قوة حركتها وسرعة امتدادها العسكري ، بحيث يقدر عدد المسلحين التابعين لها ما بين 1000 إلى 4000 مقاتل .

عوامل تنامي نفوذ كتيبة تحرير ماسينا

حسب العديد من التقارير فإن معاناة الأقلية الفولانية من التهميش وهي قبيلة كبيرة تنتشر بغرب ووسط أفريقيا ويقدر تعدادها بحوالي 20 مليون نسمة مما دفع العديد منهم إلى الإنضمام للكتيبة .كذلك توظيفها للعنصر العرقي في مالي مما ساعدها على تجنيد أعضائها من بين أقلية الفولاني العرقية المهمشة في وسط مالي وهو ما ادى الى بث الرعب في قلوب السكان ودفع بعض المسؤولين للهرب.

و يقول أندرو ليبوفيتش الباحث الزائر بالمجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية عن هذه النشأة إن موبتي ( مالي ) تعتبر منطقة مغرية لتوسع الجماعات المتشددة لأهميتها التاريخية كمركز إسلامي وتستحضر خطب كوفا صور الجهاد الذي خاضه الفولانيون ضد جماعة بامبارا العرقية المنافسة في سبيل إقامة إمبراطورية ماسينا الشاسعة التي شملت مالي والسنغال ونيجيريا وأصبحت عاصمتها مدينة حمد الله القريبة من موبتي أطلالا الآن. و تقول أيضا كورين دوفكا مديرة غرب أفريقيا لدى منظمة هيومن رايتس ووتش ” يبدو أن استراتيجية الموالين لكوفا زعيم كتيبة تحرير ماسينا هي تفريغ المنطقة من القيادات الإدارية والمسؤولين الحكوميين وغيرهم ممن يتعاونون مع الجيش” .

المرتكزات الفكرية لكتيبة تحرير ماسينا

تعتمد الكتيبة على عدد من المرتكزات الفكرية أهمها :

– إحياء القومية الفولانية في غرب إفريقيا وإحياء الإمبراطورية التي قامت في القرن الـ19، في الوقت الحاضر وتوسيع امتدادها في العديد من الدول الافريقية باعتبارهم سادات الساحل.

– تبني استراتيجية القاعدة في المغرب الإسلامي في مالي وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بشكل عام والعمل مع أنصار الدين من أجل ذلك.

– مقاومة التدخل العسكري بقيادة فرنسا في شمال مالي والعمل من أجل الوحدة بين الجماعات الجهادية في غرب أفريقيا من أجل مقاومة فرنسا .

– السيطرة على المزيد من ولاة الأقاليم ورؤساء البلديات، من اجل اقامة دولة إسلامية .

– منع القوانين غير الشرعية والمخالفة للدين الإسلامي.

كتيبة تحرير ماسينا و بوكو حرام.. إنتماء أم عداء ؟

لا يستبعد بعض المراقبيين إعلان التنظيم الذي بدأ يتوق إلى التمدد الجغرافي الكبير بعيدا عن التقوقع مبايعته لتنظيم بوكو حرام الذي أصبح اليوم رقما صعبا في افريقيا ويستهوى يوميا عشرات الشباب من “الفلانيين” الذين يرون أنهم سادة الأرض وأصحاب المظالم التاريخية. الذي أصبح اليوم رقما صعبا في افريقيا ويستهوى يوميا عشرات الشباب من “الفلانيين” الذين يرون أنهم سادة الأرض وأصحاب المظالم التاريخية.

وتشير كل المعطيات والإستراتجيات الحالية إلى أن الجبهة لن تبقى حبيسة الحراك المحلى بل في طريقه إلى الإلتحاق بتنظيم “بوكو حرام” نظرا للروابط المشتركة والتوجه الديني والعرقي للكتيبة في مالي، حيث يرفع التنظيم في عدد من هجماته في مالي رايات وشعارات شبيهة إلى حد كبير بما لدى حركة “بوكو حرام”، وذلك ربما يطمح التنظيم من خلاله إلى كسب تعاطف إقليمي و دولي من التنظيمات الجهادية مما يسمح لها بتحقيق الهدف الأول وهو إعادة تحرير “مملكة ماسينا”.

الدور العسكري الفرنسي

أعلنت قيادة الأركان الفرنسية في فبراير 2019 في بيان لها أن “خمسة عشر جهاديا من نشطاء جبهة تحرير “ماسينا” المالية لقوا مصرعهم السبت الماضي في عملية جوية نفذتها طائرتا “ميراج 2000” تابعتان للجيش الفرنسي.و أكد البيان “أن الهجوم الجوي على كتيبة “ماسينا” الجهادية تم بطائرتين أقلعتا لتنفيذ المهمة من قاعدة عسكرية فرنسية في نيامي، حيث قصفتا ليلة السبت منطقة غالوبي شمال مدينة موبتي، وقد أسفر الهجوم، حسب البيان، عن تحييد خمسة عشر جهاديا”.
و يأتي تنفيذ هذه الضربة الجوية الفرنسية في عمق التراب المالي متزامنا مع زيارة لرئيس وزراء فرنسا ادوارد فليب لباماكو.

وأكد فليب “أن بلاده ستعزز دعمها المالي والعسكري لجمهورية مالي في مواجهتها للتهديدات العسكرية.
و حث المسؤول الفرنسي حكومة باماكو على تنفيذ اتفاقية الجزائر الموقعة مع حركات تحرير أزواد عام 2015. وقال ” ستظل قوة “برخان” العسكرية الفرنسية إلى جانب مالي ما دام ذلك ضروريا وما دامت حكومة مالي ترغب في ذلك “.

ظهرت علاقة قطر بكتيبة تحرير ماسينا، لأول مرة عندما نشرت صحف فرنسية، قبل أعوام تقارير قدمتها الاستخبارات العسكرية إلى رئيس أركان الجيوش الفرنسية، أكدت أن أكثر من حركة في مالي تستفيد من الدعم المالي القطري، سواء بالحصول على مساعدات لوجستية أو مساهمات مالية مباشرة تحت غطاء جمعيات خيرية وإنسانية تنشط هناك.

الدعم القطري للكتيبة

كما تحدث سادو ديالو عمدة مدينة جاو في شمال مالي، التورط القطري في تمويل المتشددين عبر مطاري جاو وتمبكتو، تحت غطاء المساعدات الإنسانية والغذائية، إذ أكد أن من بين المستفيدين من هذه المساعدات القطرية على وجه التحديد، حركة “التوحيد والجهاد” فى غرب إفريقيا “أحد فروع جماعة ماسينا”، التي تعتمد أيضا فى مصادر تمويلها على تجارة المخدرات والسلاح والاختطاف.

و يأتي الدعم القطري لجماعة ماسينا في شكل مساعدات إنسانية ودعم منظمات أهلية تابعة لها، وذلك في المناطق التي تسيطر عليها على الجماعات وأنصارها، مما ساعد الحركة التي تعد الأخطر الآن في المنطقة من تقوية شوكتها.

خلاصة

بالرغم من أن كتيبة تحرير ماسينا بدأت محليا و تركز نشاطها على المستوى المحلي بشكل كبير إلا أنه لا يمكن نفي طموحاتها في التوسع الإقليمي لاسيما محولات ربطها لعلاقات مع تنظيمات جهادية إرهابية في المنطقة.

تنامي خطر كتيبة تحرير ماسينا و بروزها كجماعة جهادية ترتكز على العرقية ، قد يمثل ذلك دافعا مشجعا لقبائل عرقية أخرى أن تحذو حذوها في تشكيل خلايا أو تنظيمات جهادية جديدة في المنطقة.

التعامل بجدية مع حركة تحرير ماسينا أصبح حتمية على اعتبار أن وجودها أصبح يمثل تطورا خطيرا للحركات الجهادية في مالي خاصة ومنطقة الساحل الإفريقي عموما .

إذا لم يتحرك المجتمع الدولي خاصة الدول الأوربية ، لمواجهة تنامي كتيبة تحرير ماسينا، فقد تكون هذه الأخيرة قاعدة لتصدير جهاديين جدد للقارة الأوروبية.

-https://www.islamist-movements.com/32368

-https://www.alquds.co.uk/مالي-الطيران-الفرنسي-يقضي-على-جهاديين/

-https://www.alyamanalaraby.com/368724

-http://islamion.com/news/جبهة-تحرير-ماسينا-جهادية-من-الفولاني-تتوسع-في-غرب-أفريقيا/

رابط نشر مختصر https://www.europarabct.com/?p=52755

حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...