الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

قراءة في حادثة إسقاط طائرة السلاح الاسرائلي في سوريا. بقلم حلمي مليان

فبراير 21, 2018

إعداد: حلمي مليان ، خبيرشؤون الأمن والمخابرات التونسي ـ تونس
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

قراءة تقنية عسكرية في حادثة سقوط طائرة سلاح الجو الإسرائيلي من قبل دفاعات جوية موجودة في سوريا

الحديث عن الموضوع من زاوية نظر تحليلية فنية وعسكرية بعيدا عن الغوغائية وأوهام النصر ،في حرب لبنان سنة 1982 قصف سلاح الجو الإسرائيلي بطاريات الدفاع الجوي السوري وخسرت سوريا المعركة الجوية في السماء مع دولة إسرائيل ولم يبقى عند سوريا سوى بطاريات سوفياتية قديمة صنعت في الستينات والسبعينات عندها أرسل السوفيات لجنة فنية عسكرية لتقييم حاجة الجيش السوري ووافق السوفيات على نشر بطاريات منظومة صواريخ (السام )التي كانت وقتئذ مصنفة إستراتيجية ولا تباع في السوق العالمية للسلاح .

وافق السوفيات أنذاك لكنهم كانو خائفين على صواريخهم من التدميروالسرقة وسقوط أسرارها بيد حلف الناتو أو أن يسيئ الجيش السوري إستعمالها فأرسلو فريقا عسكريا ليقوم بإستعمالها وصيانتها وكذلك أرسلو عربتين تحمل منظومة صواريخ (أوسا) قريبة المدى لتقوم بحماية محيط بطاريات (السام ) بمعنى أن تتعامل بطاريات (السام ) مع الطائرات الإسرائلية المغيرة على المجال الجوي اللبناني والسوري على أن تتولى صواريخ (أوسا) حماية مواقع البطاريات من أية طائرة متسللة على علو منخفض.

وسقطت أنذاك طائرات (أف 15) و(أف16) أمريكية وإسرائلية، وقتها كانت المدمرة الأمريكية (نيو جرسي) تقف قبالة الساحل اللبناني وتقصف معسكرات الجبهة الشعبية في بيروت. المهم إنتهت الحرب وإحتفظ الجيش السوري ببطاريات (السام والسام 5 ) إلي اليوم لكنها تعتبر قديمة وتجاوزتها التكنولوجيا لكن البطاريات التي تعاملت مع الطيران الإسرائيلي وقع تحديثهم وصيانتهم بعد حادثة إسقاط الطائرة الروسية من طرف تركيا في 2015 على يد خبراء روس .
فأن يقال اليوم أن من رصد حركة سلاح الجو الإسرائيلي وأطلق عليه المضادات الصاروخية ظباط سوريون فهذا أمر مشكوك فيه ولا يستقيم فيه معنى وأنا أرجح القول بأن

من أطلقو الصواريخ على الطيران الإسرائيلي هم عسكريون روس و الظباط السوريين حاليا ليسو بالكفائة اللازمة لكي يسقطو طائرة(أف16) إسرائلية .
مع العلم أن الصرب المتشبعين بالعقيدة العسكرية السوفياتية القديمة والروسية مابعد سقوط جدار برلين وحرب البلقان ويتقنون إستعمال السلاح الروسي أسقطو في التسعينات طائرة أمريكية متقدمة من نوع (أف -117- أ- نايت هوك ) و طائرة ( أف 16-سي ) بنفس منظومة ( السام ) وبمساعدة روسية.

وفي تاريخ 10/02/2018 و في تمام الساعة الخامسة و النصف صباحاً ، أقلعت 8 مقاتلات إسرائيلية من طراز (أف 16 إي صوفا) موزعة على تشكيلين وذلك لتنفيذ عمليات قصف داخل العمق السوري لاستهداف مجموعة قواعد و محطات قيادة أبرزها قاعدة التياس الجوية بمحافظة حمص وسط سوريا ، و تعرف أيضاً بقاعدة( ت-4 ) السورية والتي تقول دولة إسرائيل أنها مركز إنطلاق الطائرة بدون طيار الإيرانية الموجهة إلى داخل مجالها الجوي .

و كانت القوات الجوية الإسرائيلية قد تمكنت في وقت سابق من التصدي للدرون الموجه بعد دقيقة و نصف من اختراقه مجالها الجوي حيث دفعت بعدة مقاتلات من قاعدة رامون لإسقاط الدرون بينما كلفت مروحياتها (الأباتشي أ هاش 64 د سارا) الهجومية التابعة للسرب 113 سرب الدبور (هورنت ) لإسقاط الدرون و ذلك لقدرتها الأفضل على التعامل معه نظراً لسرعتهما المتناسبة و قدرات الرصد الكهروبصري المحسنة.

وفور دخول مقاتلات (أف 16 إي صوفا) الإسرائيلية إلى المجال الجوي السوري و انشغالها برصد و تتبع الأهداف المكلفة بها ، فوجئت بوابل من الصواريخ قد اطلق نحوها من مواقع منظومات الدفاع الجوي (أس 200 ) الإستراتيجية بعيدة المدى وو منظومات( بوك أم 2 أي ك ) متوسطة المدى السورية وذلك بعد الاغلاق التام على المقاتلات وأثناء الاشتباك تمكنت الصواريخ من إصابة إحدى مقاتلات (أف 16 إي صوفا) وقام الطياروالملاح بالقفزالطارئ و نزلا بالمظلات ، ثم نقلا إلى مركزرمبام الطبي في حيفا و سقطت المقاتلة داخل قرية هردوف شمال دولة إسرائيل .

و قد ذكرت الصحف الإسرائيلية من خلال تحقيق عسكري عقب الواقعة أن مقاتلة ثانية (أف 16 إي صوفا) تعرضت لاستهداف هي الأخرى و لكن تمكنت من الإفلات من قبضة الصواريخ السورية ، بينما أفادت وسائل إعلام عربية بأنباء غير مؤكدة عن إصابة مقاتلة إسرائيلية من طراز ( أف 15) و هبوطها اضطرارياً .عند وضع تلك الأحداث المتسارعة على طاولة الدراسة و التحليل و التمعن فيها جيداً سنقف عند نقطة هامة جداً ، ربما يغفلها البعض ، و هي أين تم ضرب المقاتلة الإسرائيلية ؟ هل ضربت داخل الأجواء السورية و تمكن الطياران بعدها من التحليق بها خارجها ؟ أم أن المقاتلة انسحبت من سوريا عقب الانذار من الصواريخ وأصيبت داخل حدود دولة إسرائيل ؟
الإجابة على هذا السؤال في غاية الأهمية و سيتوقف عليه الكثير من النتائج و التساؤلات .

بعد النظر لتفاصيل الواقعة و جميع الأخبار و الصور التي نشرت ، نجد أن ملاح المقاتلة و الذي تعرض لاصابة طفيفة و غادر المستشفى في اليوم التالي ، ذكر عند التحقيق معه أن قرار القفز من المقاتلة لم يستغرق سوى بضع ثواني دون تبليغ مركز القيادة ، بعد تعرض المقاتلة لإصابة غير مباشرة أدى لتوقفها عن العمل بشكل تام ، أي أن الطياران لم يكن أمامهما رفاهية الوقت لإبعاد المقاتلة خارج الأجواء السورية و أنها بالفعل ضربت داخل حدود دولة إسرائيل بعد الإنسحاب ، حتى سقطت في قرية هردوف و التي تبعد بنحو 60 كم من هضبة الجولان .
و يؤكد على ذلك ، العثور على حطام أحد صواريخ (أس-200 ) السورية في منطقة ” الجليل الأسفل ” شمال إسرائيل ، بل و تحديداً على بعد 3.2 كم من حطام المقاتلة (أف 16 إي صوفا)أي أن الصواريخ السورية منها من اخترق الأجواء الإسرائيلية أثناء استهدافها للمقاتلات.

معنى الحديث هل أن الرد السوري لم يسقط مقاتلة فحسب ، بل أطاح بمنظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية بالكامل ؟؟؟
و يبقى السؤال هل حقاً فشلت الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية في كشف الصواريخ السورية ؟

أم أنها شرعت في التصدي لها و لكن بعد فوات الأوان ؟ دعونا نستمع إلى تصريح العميد أمنون عين دار ، رئيس قطاع التدريب في سلاح الجو الإسرائيلي ، و الذي قال : ” تعرضت المقاتلات الإسرائيلية لهجوم مكثف من الصواريخ السورية و أصيبت إحداها مما أجبر طاقمها على الخروج منها، الدفاعات الجوية الإسرائيلية ليست مخصصة في الأساس لاعتراض صواريخ دفاع جوي أخرى ، نعم لدينا القدرة ، و لكن لم يكن هذا محل استخدامها. ”

هذا التصريح يبدو متضارباً جداً مع أحداث شهر مارس 2017، حيث أعلنت دولة إسرائيل عن استخدام منظومة الدفاع الجوي (السهم أراو) المضاد للصواريخ الباليستية لأول مرة لحماية طائراتها ، خلال غاراتها داخل سوريا من الصواريخ المضادة للطائرات ، و بالأخص صواريخ ( أس 200) السورية ، و تفاخرت بأن ما حدث ثورة في هذا المجال ، فلماذا فشلت منظومات( داوود سلينغ أي مقلاع داوود ) متوسطة وبعيدة المدى و (السهم أراو) بعيدة المدى في حماية مقاتلاتها الان ؟؟؟

حقيقة الأمر ، تعرضت منظومات السهم الإسرائيلية بإصدارتها 2 و3 للفشل في أكثر من تجربة إعتراض لصواريخ باليستية خلال السنوات الماضية ، كان اخرها في شهرجانفي2018 و التي ألغيت فيها التجربة نظراً لمشكلة في وصلة البيانات ( داطا لينك ) بين منظومات الإعتراض و محطات الرصد الأرضية ، و كانت التجربة ذاتها قد ألغيت في ديسمبر 2017 بحجة عدم توافر معايير السلامة في الأهداف الصاروخية التدريبية .

إنه لمن المبكر الحديث عن عن فشل الدفاعات الجوية الإسرائيلية تماما فقد أثبتت منظومات القبة الحديدية ( أيرون دوم ) فاعليتها أكثر من مرة في التصدي للعديد من الصواريخ المطلقة من طرف حماس،فسنكتفي فقط بوضع علامات استفهام حول كفاءة الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، كما سنضع علامتي استفهام و تعجب كبيرتين حول نظم الحرب الإلكترونية الإسرائيلية المتطورة جدا التي تزود بها مقاتلاتها ، و فشلها في التشويش على المنظومات الصاروخية السورية الموجهة راداريا.ً

و لكن الأهم هنا هو الإستراتيجية التي اعتمدت عليها سوريا في هذا الهجوم ، و اطلاقها لعدد كبير و مختلف من الصواريخ الدفاعية حيث ذكرت المصادر اطلاق أكثر من 20 صاروخ ، منها ما سقط في سوريا و لبنان و الأردن و لم يصب هدفه ، و منها ما أصاب هدفه و أسقطه ، فهذا العدد الضخم قد سبب إرباك لدى المقاتلات الإسرائيلية التي تعود طياروها على إستعمال التكنولوجيا المتطورة ، و على معرفتهم الجيدة بمواقع الدفاع الجوي السوري و أن يكون لديهم زمام المبادرة و المبادأة و اليد العليا دائماً ، فسارعوا بالإنسحاب دون تفكير .

و لكن على أية حال ، فإن هذه الإستراتيجية لن تكون فعالة أمام هجوم أو اجتياح جوي مكون من عدد من التشكيلات والأسراب ، فيجب أن يتم دعم وتغطية وسائل الدفاع الجوي بالمقاتلات الإعتراضية لتأمينها وحمايتها من الهجوم ، أيضاً تم استخدام الطائرات بدون طيار لاستدراج المقاتلات الإسرائيلية ، و وضعها في كمين محكم و غير متوقع نظراً لما إعتادت عليه من إختراقات دون رد .

الخلاصة

1 / مايجهله البعض أن المقاتلة الأمريكية الصنع أف 16 في نسختها الإسرائلية المسماة (أف 16 إي صوفا) هي طائرة من الجيل الرابع + وهي في المرتبة الثانية في الشرق الأوسط وتتقدمها النسخة الإماراتية وقد يتفاجئ البعض من ذلك.
2 / ومن زاوية نظر الواقعية العسكرية فإن التقنية العسكرية الاسرائيلية ليست منيعة او عصية على التدمير أو الخلل الفني .
3 / لا يوجد دفاع جوي في العالم كله عصي على الاختراق فقط توجد مستويات ومراحل متعددة من الصعوبة تصل إلى شبه الاستحالة لكن الاستحالة التامة غير موجودة أبدا ودائما ستكون هناك ثغرة ما تكفي لعبور نملة صغيرة تفتح الباب لعبور قطيع كامل من الافيال كما يقال .
4 / حزب الله يتبع أسلوب اﻹغراق الصاروخي بصواريخ ذات مرحلة واحدة أرض أرض كما حدث في حرب جويلية 2006 ففيها كان حزب الله يطلق على الأراضي الإسرائلية بمتوسط 300 صاروخ يوميا بما يستحيل معه على اسرائيل منع كل هذا العدد واﻵن يستطيع حزب الله اغراق اسرائيل بمتوسط 1500 صاروخ في اليوم اضافة ﻻمكانية ضرب حقول ومنصات الغاز في عرض البحر .
5 / يوجد على الأرض السورية نظام قياده وسيطره وانذارإستطاع أن يكشف الطيران الاسرائيلي وأعطى زمن انذار متيسر للدفاع الجوي الايجابي لكي يطلق عليه داخل منطقة التدمير ؟؟؟ إنهم الروس وهذا أمر لا يقبل الجدل ومؤكد طبعا لأن الروس لديهم مركز قيادة وسيطرة متقدم في حميميم وطرطوس تمكن من صد عديد الهجومات بالطائرات المسيرة عن طريق داعش وأطلق حوالي 20 صاروخا من أنواع مختلفة من ( السام والسام 5 وإس 200 ) حظه أكبر لمداه الاكبر.
6 / لقد نجحت منظومات الحرب الالكترونية إلى حد ما على متن المقاتلة الإسرائيلية وتفادت و شوشت على حوالى 18 صاروخ دفاع جوى ويصيب المقاتلة صاروخ فقط اصابة غير مباشرة بعد اغلاق الرادارات على المقاتلات.

رابط مختصر  https://wp.me/p8HDP0-bmR

حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات*

الكاتب حلمي مليان

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...