جاري التحميل ...
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
وحدة الدراسات والتقارير “3”
يعد فيلق القدس هو الوحدة المسؤولة عن جميع العمليات الخارجية للحرس الثوري، سواء كانت سرية أم علنية ، ويقوم بتصدير الثورة الإيرانية بأساليب شتى ، و يقدم أسلحة ومالا وتدريبا شبه عسكري لمجموعات متشددة .
فيلق القدس
تنظيم عسكري مسلح تابع للحرس الثوري الإيراني، تأسس مع نهاية الحرب العراقية الإيرانية، وضم تشكيلات عسكرية كلفت بالإشراف على العمليات الخارجية، ويضطلع بمسؤولية تنفيذ العمليات العسكرية والاستخباراتية خارج الأراضي الإيرانية، وتدريب الأحزاب والقوات الموالية لإيران في المنطقة والعالم.
وترجح تقارير إعلامية أنه تم تأسيسه عام 1991، وتبقى ميزانيته تبقى سريا ولا تخضع لمناقشة البرلمان، في وقت لا يعلم على وجه التحديد عناصر هذا التشكيل العسكري،ويكلف فيلق القدس بإنجاز العمليات الخارجية للنظام الإيراني، وقد اتضح حجم دوره بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، وإثر اندلاع الثورة السورية عام 2011.
أبرز قادة فيلق القدس
أحمد وحيدي : أول قائد لقوات فيلق القدس، والذي كان يشغل منصب معاون الاستخبارات في فيلق حرس الثورة آنذاك، وبعد إشغاله المنصب الجديد قال وحيدي إن الغرض من تشكيل هذه القوة هو خلق “الجيش الإسلامي الدولي”.
العقيد حامد عبداللهيان : قائد الوحدة (400) و كان قائد الحرس الثوري الإيراني في إقليم بلوشستان ذات الأغلبية السنية، كما كان مساعدا لقاسم سليماني.
قاسم سليماني : قاسم سليماني: المولود يوم 11 مارس 1957،وسليماني كان من أوائل الملتحقين بالحرس الثوري عام 1980، وشارك في الحرب ضد العراق قائدا لفيلق “41 ثأر الله”، ومع بداية التسعينيات عمل قائدا للحرس الثوري في محافظة كرمان قرب الحدود الأفغانية، قبل أن يعين قائدا لفيلق القدس عام 1998،فى عام 2012، تدخل قاسم سليماني بنفسه في إدارة حزب الله اللبناني ومليشيات عراقية في المعركة بسوريا من قاعدة في دمشق.
ذكر تقرير فى نوفمبر 2017 أنه يشارك شخصيا بإدارة العمليات العسكرية ، وبالإضافة الى ذلك يبرز احترام كبير للجنرال في المجتمع الإيراني حيث أنه وعد الإيرانيين والحلفاء بالقضاء على تنظيم “داعش” خلال ثلاثة أشهر واستطاع ذلك من خلال حنكته وقيادته العسكرية الحكيمة.
يعتبر سليماني رمزاً للنفوذ الايراني في الشرق الاوسط. فقد عزز نفوذ بلاده في العراق وسوريا بشكل خاص خصوصا عبر التدخل عسكريا بشكل مباشر، في الخارج ينظر اليه القادة الغربيون على انه الحلقة المركزية في علاقات طهران مع مجموعات مسلحة مثل حزب الله اللبناني وحركة حماس الفلسطينية، ويتزعم سليماني أكثر من (100) ألف من المليشيات المسلحة الطائفية في كل من سوريا والعراق ، وأشرف بنفسه على معارك ريف حلب وساهم في تخريب المنطقة والتهجير القسري لمئات الآلاف من السوريين.
أصيب الجنرال قاسم سليماني بجروح خلال اشتباكات وقعت فى عام 2015 مع فصائل المعارضة السورية في شمال سوريا،حيث كان سليماني “يشرف على العمليات العسكرية في محيط بلدة العيس التي تسيطر عليها قوات النظام، نظرا لوجود عدد كبير من المقاتلين الإيرانيين في المنطقة”.
مصادر التمويل
تقول “سيجال مانديلكر” وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية لشؤون الإرهاب والمخابرات المالية فى يوليو 2018 ، إن الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة نجحتا في تفكيك شبكة لنقل أموال غير قانونية إلى فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني فى مايو 2018″.
وأضافت أن واشنطن تحاول تقييد التجارة الإيرانية بصفة عامة وليس فقط مبيعات النفط والغاز التي تمثل أكثر من(50%) من إيرادات التصدير الإيرانية، لكنها قد تواجه صعوبة في خفض أنشطة الشركات الإيرانية كثيرا في الإمارات، أظهرت بيانات صندوق النقد الدولي أن إجمالي قيمة الصادرات الإماراتية إلى إيران بلغ (19.9) مليار دولار في عام 2017 أو نحو (5%) من الناتج المحلي الإجمالي للإمارات.
وقال “ستيفن منوشن” وزير الخزانة الأميركية فى مايو 2018 إننا “عازمون على قطع مصادر إيرادات الحرس الثوري الإيراني حيثما كان مصدرها ومهما كانت وجهتها”، وأضاف “إننا اليوم نستهدف الأفراد الإيرانيين والشركات الرئيسية التي تعمل في شبكة واسعة النطاق لتبادل العملات التي قامت بشراء ونقل الملايين إلى الحري الثوري الإيراني”.
كشف تقرير فى إبريل 2018 أن طهران صرفت أكثر من (100) مليار دولار على مشاريع فيلق القدس الخارجية خلال السنوات الخمس عشرة الماضية، وخصصت أجهزة الاستخبارات الإيرانية فى عام 2017 مبلغ (300) مليون دولار لفيلق القدس المكلف بإدارة العمليات الخارجية في الحرس الثوري، علما أن لا أحد يعرف الميزانية الحقيقية المخصصة له.
أفاد تقرير لصحيفة واشنطن بوست، فى أبريل 2018 كيف ساهمت قطر في تمويل أذرع إيران في المنطقة لا سيما قائد فيلق القدس قاسم سليماني ، وإن قطر دفعت للجنرال الإيراني قاسم سليماني حوالى (50) مليون دولار في إحدى تلك الصفقات.
أنشطة فيلق القدس
أوضح تقرير فى مايو 2018 أنه بالعودة إلى وثيقة 1998 لاتحاد العلماء الأميركيين نجد “التركيز الأساسي لفيلق القدس هو تدريب الجماعات الإرهابية الأصولية الإسلامية”، وينُص أيضاً على أن فيلق القُدس مُرتبط بمكاتب إيرانية لحركات التحرر، التي تُحافظ على بناء اتصالات مع مُنظمات المُقاومة الإسلامية تحت الأرض في أنحاء العالم الإسلامي، وفي ديسمبر 2010، تم توسيع مهمة فيلق القدس جنباً إلى جنب مع “حزب الله” في حملة جديدة من الهجمات تشمل هيئات دولية أخرى غير الولايات المتحدة وإسرائيل .
أكد وزير الخارجية الأميركي” مايك بومبيو” فى مايو 2018، إن فيلق القدس الإيراني ينفذ اغتيالات في أوروبا ومناطق أخرى من العالم، مشيرا إلى أن واشنطن لن تتساهل مع ما تفعله إيران من خلال حزب الله في أوروبا والدول العربية.
تم الإعلان عام 2011 عن تأسيس “وحدة 400” التابعة لفيلق القدس لتكون مركز تنسيق العمليات الخارجية وهي ما يقال عنها بأنها متورطة في عملية اغتيال الدبلوماسي السعودي في كراتشي بباكستان عام 2011، كما تم القبض فيما بعد على خلية تضم إيرانيين اثنين في كينيا بإفريقيا، كانت تخطط لعميات إرهابية ضد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأميركية وبريطانيا، وأثبتت تحقيقات الشرطة الكينية ارتباط الإيرانيين الاثنين بـ”وحدة 400 “.
ولا تقوم قوات هذه الوحدة، بأي مهمة عسكرية وتخريبية مباشرة بل تسعى لمعرفة الأفراد المستعدين في البلد المضيف لتنفيذ المهمات الإرهابية المحولة بعد إغرائهم بالمال حتى لا تترك أي بصمة لإيران في حال كشفها،من الخصائص الرئيسية لوحدة (400) التابعة لفيلق القدس هي إعطاء التسهيلات والمزايا المغرية لأعضائها بما في ذلك مهمات السفر للخارج وتوفير المنازل الفخمة حيث تخلق بيئة تنافسية بين قوات الحرس الثوري للانضمام لها.
الخلاصة
يفترض تجفيف مصادر تمويل فيلق القدس ، فرض عقوبات على الكيانات الداعمة له، مواجهة تحركات وانتشار فيلق القدس الإيراني في دول المنطقة ، تقديم مساعدات عسكرية ولوجستية واستخباراتية للقوى المناهضة لإيران ، وضع استراتيجية شاملة للرد على التدخلات الإيرانية .
هوامش
رابط مختصر : https://www.europarabct.com/?p=47375
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
