الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

تعرف على الجماعات المتطرفة في الغوطة الشرقية ـ سوريا

فبراير 21, 2018

ما الجماعات المسلحة المستهدفة بهجوم قوات الأسد في الغوطة الشرقية؟

إعداد : إسماعيل عزام

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

أيام دامية تلك التي تعرفها الغوطة الشرقيةالقريبة من دمشق، إثر قيام جيش النظام السوري، منذ يوم الأحد 18 فبراير/شباط بقصف شديد لأجل إخراج الجماعات المسلّحة من أكبر معاقلها قرب العاصمة. فمن هي هذه الجماعات؟

يعود التصعيد العسكري بالغوطة الشرقية، بعد غارات سابقة للنظام في وقت سابق من هذا الشهر، أودت بحياة 250 مدنيا على الأقل وجرح المئات، ردت عليها الجماعات المسلحة باستهداف العاصمة دمشق ممّا أودى بحياة عشرة مدنيين.

يرغب جيش الأسد، ومن ورائه روسيا وإيران، بتكرار سيناريو مدينة حلب، عبر إخراج جميع العناصر المسلّحة وإحكام سيطرة النظام على منطقة غاية في الأهمية، وهو ما أكده وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف بقوله إن تجربة تحرير حلب قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية، موجها نقدا شديدا لجبهة النصرة، ومتهما إياها باتخاذ المدنيين دروعا بشرية.

بيدَ أن تكلفة العملية العسكرية كانت باهظة من ناحية الجانب الإنساني، فالمرصد السوري لحقوق الإنسان، وهو تنظيم معارض، قال اليوم الثلاثاء 20 فبراير/شباط إن حصيلة 36 ساعة من القصف المتواصل أدت إلى مقتل 123 مدنياً، بينهم 27 طفلا و 19 امرأة، فضلاً عن مئات الجرحى، متهماً قوات النظام باستخدام عدة أنواع من الأسلحة كالبراميل المتفجرة والصواريخ والدبابات.

وقد دفع هذا التصعيد بالأمم المتحدة إلى المطالبة بوقف فوري للعمليات العسكرية، مؤكدة أن الوضع الإنساني بلغ مستويات جد خطيرة، خاصة مع إصابة مبانٍ مدنية كمستشفيات ومدارس، متحدثة عن إمكانية وقوع “حلب جديدة”. أما اليونسيف، فقد اختارت طريقة أخرى للتنديد، إذ أصدرت بياناً أبيضاً، لم تكتب فيه سوى: “لم يعد لدينا كلمات لوصف معاناة الأطفال وغضبنا”.

تحفل الغوطة الشرقية بجماعات مسلّحة مُعارضة عديدة، شهدت فيها تحالفات عديدة خاصة في وجه تنظيم “داعش” الذي لم يعد له وجود يذكر بهذا الحيّز الجغرافي. غير أن هذه الجماعات، دخلت كذلك في صراعات مسلّحة فيها بينها، بشكل جعل بشار الأسد يثق في استعادة الغوطة الشرقية.

“هيئة تحرير الشام”

بعد الروابط المتعددة التي ظهرت بينها وبين تنظيم القاعدة المصنف دولياً تنظيماً إرهابيًا، حاولت جبهة النصرة، التي يقودها أبو محمد الجولاني والمصنفة في خانة الإرهاب من الولايات المتحدة التخلّص من هذا الإرث الذي أثر سلبياً على سمعتها، خاصة وأنها تؤكد رفضها لأيّ هجمات على المدنيين ولأيّ ضربات خارج سوريا. لذلك، وبعد إعلانها فكّ الارتباط، غيرت اسمها إلى جبهة فتح الشام، وسوّقت نفسها كبديل إسلامي معتدل مقارنة بتنظيمي “القاعدة” و”داعش”، خاصة وأن عدة معارك وقعت بينها وبين هذا التنظيم الإرهابي الأخير.

أبو محمد الجولاني- قائد جبهة النصرة (الاسم القديم)

وعادت النصرة، التي ربطت عدة تقارير بينها وبين المال القطري (الدوحة تنفي)، لتعلن هيكلة نفسها من جديد داخل هيئة تحرير الشام، وهي منظومة من الجماعات المسلحة تضم كذلك جبهة أنصار الدين، وجيش السنة، ولواء الحق، فضلاَ عن تنظميات أقل حجما كـ”مجاهدي أشداء”. وقد كانت هذه الهيئة تضم سابقاً حركة نور الدين زنكي، لكن هذه الأخيرة انفصلت عنها مؤخرا. يتزعم هاشم الشيخ، الملقب بأبي الجابر، هذه الهيئة، وقد كان زعيماً سابقاً لجماعة أحرار الشام.

جاء تشكيل هذا التنظيم في سياق محادثات أستانا، إذ قدمت الهيئة نفسها رافضة لأيّ عملية سياسية يحضر فيها النظام، وقد حاولت الهيئة لمّ الفصائل المسلّحة المعارضة لأجل التوّحد وراء هدف أساسي هو إسقاط نظام الأسد وإقامة نظام حكم إسلامي. خلافاً لـ”داعش”، لم تنجح هيئة تحرير الشام في استقطاب مقاتلين أجانب بالكم ذاته. وقد ذكرت عدة تقارير أنها ترغب بالخروج من الغوطة الشرقية مقابل التمدد في مناطق أخرى.

“جيش الإسلام”

يعدّ من أقوى الفصائل المسلّحة في الغوطة الشرقية، خاصة وأن اسمه انتقل من “سرية الإسلام” إلى “جيش الإسلام”، إثر نجاحه في استقطاب الكثير من الكتائب والألوية الصغيرة. أسسه وقاده زهران علواش إلى غاية مقتله نهاية 2015 ليخلفه أبو همام البويضاني. تشير التقديرات إلى أنه يتكوّن من ما بين 10 و15 ألف مقاتل، فضلاً عن توّفره على أسلحة ثقيلة ومتوسطة.

محمد علوش- ممثل الجيش الإسلامي في محادثات بجنيف

تأسس في بدايات الحرب السورية. يتبنى “فكرا إسلاميا معتدلا” حسب موقعه الرسمي، وسبق له أن شارك في محادثات للمعارضة بالرياض، ممّا جعل الكثير من التقارير الإعلامية تتحدث عن كونه مدعوماً من السعودية، خاصة وأن وزير خارجية هذه الأخيرة، دافع عن زهران علواش، وقال إن اغتياله لا يخدم العملية السلمية في سوريا، لكن “جيش الإسلام” ينفي أن يكون قد تلقى دعما ماليا من الرياض.

رغم اتفاقهما على محاربة “تنظيم داعش”، إلّا أن معارك عنيفة دارت بين “جيش الإسلام” و”هيئة تحرير الشام” لخلافات عقدية، إذ يتهم الأول الثانية بكونها متشددة وتحمل فكرة القاعدة، فضلاً عن خلافات استراتيجية تتعلّق بمراكز النفوذ. لكن هذا “الجيش” أبدى في بياناته رغبته بإنهاء التوتر مع “الهيئة”، خاصة وأنهما شاركا في عمليات ضد النظام سابقا.

“فيلق الرحمن”

أحد أبرز الجماعات المنضوية تحت لواء الجيش السوري الحر المدعوم من عدة بلدان، وأقل الجماعات المذكورة في هذا التقرير من حيث عدد المقاتلين. لا يضع تنظيم “فيلق الرحمن”، الذي نشط بقوة ابتداءً من عام 2013، إقامة دولة إسلامية هدفاً له وإن كان يضع شعاراً إسلامياً ويؤكد حرصه على مبادئ الإسلام. يركز الفيلق، الذي يقوده نقيب منشق عن الجيش السوري النظامي، في ورقته التعريفية المنشورة على موقعه الإلكتروني على الإيمان بأهداف الثورة السورية والانفتاح على جميع مكوناتها، والوقوف في وجه أيّ مشروع لتقسيم البلد.

يضم مجموعة من الألوية، ويقول إنه يتلقى تمويله من الشعب ومجموعة أصدقاء سوريا والغنائم المحرّرة من جيش النظام. وقع توتر ثلاثي بينه وبين “جيش الإسلام” و”هيئة تحرير الشام” في الغوطة الشرقية، ففي البداية أعلن الفيلق أنه سيحارب “الهيئة” لكن “جيش الإسلام” قال إن الطرفين تعاونا ضده. يعلن هذا الفيلق محاربة تنظيم “داعش” وبقية التنظيمات التكفيرية، ويعدّ أحد أبرز الفصائل المسلحة المعارضة التي شاركت في محادثات أستانا، منضماً بذلك إلى مناطق خفض التصعيد مع سوريا، لكن التصعيد الأخير يهدّد بوقف هذا الاتفاق.

“أحرار الشام”

تصف نفسها على موقعها بأنها “حركة إسلامية إصلاحية شاملة، تقاتل في سبيلِ الله”، وأنها تعمل “لنصرة دين الله وإعلاء كلمته وتخليص هذا الشعب من الدكتاتورية والتسلّط لعقود مضت”. كانت شريكة لـ”جيش الإسلام” في مجموعة من العمليات، كما كانت حليفة لجبهة النصرة إطار “جيش الفتح”. وقد سبق لها أن شكرت تركيا وقطر على وقوفهما إلى جانب الثورة، ممّا جعل متتبعين يتحدثون عن وجود دعم مادي من هاتين الدولتين لـ”أحرار الشام”.

كانت قوية جداً في بدايات الحرب السورية، إذ تشير تقديرات أنها اقتربت من 20 ألف مقاتل، ممّا جعلها أحد القوى التي ساهمت في إسقاط مدينة الرقة من قبضة النظام. لكن الحركة التي أسسها حسان عبود، بدأت تتراجع منذ اغتيال غالبية أعضائها في سبتمبر 2014، واستمر تراجعها بعد تأسيس هيئة تحرير الشام، خاصة مع هجرة الكثير من القياديين إلى التنظيم الجديد، ووقوع انشقاقات متعددة هذه الهجرة جعلت الحركة، التي يقودها حاليا حسن صوفان، تغيّر كثيرا من ثوبها السلفي الذي عُرفت به.

دارت معارك كثيرة بينها وبين “هيئة تحرير الشام” بسبب النزاع على مناطق النفوذ، قبل أن يتوصلا إلى اتفاق بينهما. أعلنت مؤخراً عن توحدها مع “كتائب نور الدين زنكي” تحت اسم جديد هو “جبهة تحرير سوريا” مع بدء قصف النظام للغوطة الشرقية، الأمر الذي سيتيح لـ”أحرار الشام” فرصة لتقوية صفوفها من جديد، لكن ذلك متوقف على استمرار هذا التحالف.

“كتائب نور الدين زنكي”

اشتُهرت هذه الكتائب بأنها سريعة التحالف، وفي الوقت نفسه سريعة الخروج من هذه التحالفات، ممّا جعلها غامضة الاصطفافات. يقودها توفيق شهاب الدين منذ تأسيسها عام 2011، وقد كان لها حضور قوي في مدينة حلب ضمن “جيش المجاهدين” التي تأسس للقضاء على “داعش”. تتحدث عن تبنيها للإسلام الوسطي المعتدل، ويصل عدد مقاتليها إلى بضعة آلاف، وقد تأثرت سلباً كثيرا باستعادة النظام لمدينة حلب.

تشير الكثير من التقارير أنها تلقت على مراحل متباعدة دعماً مالياً من السعودية في إطار “جيش المجاهدين”، وكذلك من الولايات المتحدة في إطار برنامج أمريكي ضد “داعش”. كما تلقت الحركة، بشكل رسمي، تدريباً من القوات التركية. تأثرت صورتها تأثرت سلبياً عندما أظهر شريط فيديو قيام مسلحين منها بذبح طفل، وهو ما نددت به قيادة الحركة، كما اتهمتها منظمة أمنستي، بقتل وتعذيب صحفيين وعمال إنسانيين في حلب، إلى جانب مجموعات أخرى كـ”أحرار الشام” و”جبهة النصرة”.

https://wp.me/p8HDP0-bmZ رابط مختصر

بالشراكة مع ال DW:

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...