الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

خطاب الجماعات “الجهادية”في الفضاء الالكتروني،التشخيص والمعالجة. بقلم الدكتورة عقيلة دبيشي

يناير 11, 2019

إعداد الدكتورة عقيلة دبيشي ,جامعة فرنسا 8 ,قسم الفلسفة السياسية

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا

يشهد العالم  المعاصر تحولات متسارعة يتصدرها ملف الإرهاب، والتطرف و التكفير، والهيمنة السياسية، ويبدو ان للثورة الرقمية أثرها البالغ في هذا التطور والتحول الحاصل.لقد عبّرنا عن الفضاء الالكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي التي توظفها وتستغلها التنظيمات الإرهابية التكفيرية، عبرنا عنها بـ “بؤرة الإرهاب”، والتي يشرف عليها المتطرفون لبث ونشر ثقافة الكراهية و التدمير و العنف، ويبدو ان أهمية هذه المنصات وخطـورتها تتحدد من جانبين:

الأول:كثرة الأفراد المستخدمين لها.

الثاني:توظيف واعتماد الجماعات الإرهابية لهذه الكثرة عليها لنشر التطرف. تجنيد بعض المستخدمين.

وإذا ما أردنا أن نضع ” جماعات التكفير و الإرهاب عبر الانترنت”  تحت واحد من هذه الأقسام فإننا نجد الأمر مختلفاً من حالة إلى أخرى، فأحيانا ًيكون الانتماء لهذه الجماعات ما يشبه الأمر الواقع، خصوصاً في المدن التي وقعت تحت سيطرة الجماعات المسلحة، والتي أجبرت الأهالي والسكان الخضوع لأوامر الجماعة، خصوصا من فئة الشباب، كما يمكننا – وفي حالات كثيرة –  أفراد جماعات التكفير قد دخلوا بمحض إرادتهم، وفقا لأسباب فكرية و عقائدية، مما يمكن ان يدخلوا ضمن القسم الثالث الذي اعتمده هنري تيري.

مقدمة:                       

يشهد العالم المعاصر تحولات متسارعة يتصدرها ملف الإرهاب، والتطرف والتكفير، والهيمنة السياسية، ويبدو ان للثورة الرقمية أثرها البالغ في هذا التطور والتحول الحاصل.

لقد عبّرنا عن الفضاء الالكتروني وحسابات التواصل الاجتماعي التي توظفها و تستغلها التنظيمات الإرهابية التكفيرية،بـ ” بؤرة الإرهاب”، والتي يشرف عليها المتطرفون لبث ونشر ثقافة الكراهية و التدمير والعنف، ويبدو ان أهمية هذه المنصات وخطـورتها تتحدد من جانبين:

الأول:كثرة الأفراد المستخدمين لها.

الثاني: توظيف واعتماد الجماعات الإرهابية لهذه الكثرة عليها لنشر التطرف. تجنيد بعض المستخدمين.

ويضع ” هنري تيري” في كتابه ( الجماعات كقوة فعالة) ( التكوين الأساس) للجماعة معيارا لتقسيمها وفق ثلاثة أقسام هي:

1-جماعات الأمر الواقع: وهي الجماعات التي يشترك فيها أعضاؤها دون رغبة واضحة من جانبهم، أو دون الخضوع لأوامر هيئة بعينها.

2-الجماعات المفروضة: وهي التي تفرض الاشتراك فيها على أعضائها، وتلزمهم بالخضوع لها.

3-الجماعات الإرادية: وهي التي يشترك فيها الأعضاء بمحض إرادتهم، بمعنى أخر، هي الجماعات التي ينظم إليها الأعضاء أو يقبلون فيها وفقًا لرغبتهم.

وإذا ما أردنا أن نضع ” جماعات التكفير والإرهاب عبر الانترنت”  تحت واحد من هذه الأقسام فإننا نجد الأمر مختلفا من حالة الى أخرى، فأحيانا كون الانتماء لهذه الجماعات ما يشبه الأمر الواقع، خصوصا في المدن التي وقعت تحت سيطرة الجماعات المسلحة، والتي أجبرت الاهالي والسكان الخضوع لأوامر الجماعة، خصوصاً من فئة الشباب،كما يمكننا – وفي حالات كثيرة – أفراد جماعات التكفير قد دخلوا بمحض إرادتهم، وفقا لأسباب فكرية و عقائدية، مما يمكن ان يدخلوا ضمن القسم الثالث الذي اعتمده هنري تيري.

مشكلة الدراسة وتساؤلاتها:

ومن هنا تتحدد ( مشكلة الدراسة وتساؤلاتها)، والتي تتمحور حول الوظيفة الأدائية للمنصات الالكترونية الخاصة بالجماعات التكفيرية، وتتساءل عن كيفية توظيف هذا الفضاء العام والمفتوح لصالح أهدافهم التدميرية، مع ملاحظة فاعلية الدور الرقابي (النسبي) على شبكة الانترنت العالمية من قبل القائمين على مواقع التواصل الاجتماعية التي شكلت الأرضية المناسبة للفكر التكفيري الداعشي.

أهداف الدراسة:

من ذلك (تهدف الدراسة) الى تسليط الضوء على تشكّل ما أسميناه ب ـــ(بؤرة الإرهاب في الفضاء الالكتروني)، وفاعليته على ارض الواقع الذي ينشط من خلاله التيار المتطرف التكفيري، واقتراح بعض المعالجات لتفادي خطرها

المبحث الأول: تشكّل بؤرة الإرهاب : تنظيم داعش  ومنصات الانترنت.

أولا: مفهوم الإرهاب:

يتألف مصطلح “الإرهاب الإلكتروني” أو (Cyber terrorism) من كلمتين، كلمة مألوفة (Cyber) ومتداولة وتعني الإنترنت، والكلمة الأخرى (Terrorism) وتعني الإرهاب والتي، حتى الآن، لم تعرّف تعريفا محددا. وينطلق تعريف الإرهاب الإلكتروني من تعريف الإرهاب، ولا يختلف الإرهاب الإلكتروني عن الإرهاب العام إلا في نوعية الأداة المستخدمة لتحقيق الغرض الإرهابي.

وقد عرفت الاتفاقية الدولية لمكافحة الإرهاب في جنيف عام 1937 الإرهاب بأنه: “الأفعال الإجرامية الموجهة ضد إحدى الدول والتي يكون هدفها أو من شأنها إثارة الفزع أو الرعب لدى شخصيات معينة أو جماعات من الناس أو لدى العامة” (المودودي، 1978، 36)

وإذا كان الإرهاب يُعرف بأنه اعتداء على شخص ما وإصابته بأذى فعلي أو ذعر أو تهديد، فاليوم بدخول الحاسب الآلي والإنترنت في كل مجالات حياتنا، اندثرت الحدود بين الإرهاب بمفهومه القديم والإرهاب الإلكتروني، الذي أضحى تهديدا كبيرا في كل مكان. ويحظى هذا النوع من الإرهاب بجاذبية، خاصة عند جمــــاعات مثـــــل القاعدة و داعش ، وذلك لأن الإنترنت مجال مفتوح وواسع، ليس له حدود (المودودي، المرجع نفسه، ص41).

ونجد المفارقة الكبيرة في دراسة علماء الاجتماع لتكون الجماعات وتعددها، اعتبارهم ان ” ظاهرة الجماعات من سمات حضارة المدن فالجماعة تبدأ في المدينة وتنمو فيها” ويبرر عالم الاجتماع ” سجورد جرونمان” هذا الأمر شعور إتباع الجماعات بـ( العزلة) في بعض المدن والأحياء والمجمعات. وإذا ما انطلقنا من هذا الأمر نجد العكس تماماً في حالة ً” الجماعات الإرهابية التكفيرية” والتي غالباً ما تنشط في البيئات الريفية والصحراوية والجبلية، لكن لو دققنا الأمر لوجدنا أن ثورة الاتصالات مكنتهم من التغلب على المناخ البيئي وصعوبة التنقل والتواصل، بمعنى إن شبكة الانترنت مكنت الجماعات التكفيرية الإرهابية من تكوين نفسها وسط مدنية حضرية وان كانت في الواقع الافتراضي.

ثانيا: دينامية الإعلام الداعشي:

نقصد بالدينامية : القابلية على المناورة والتوغل والحركة في وسط من الأوساط، وإمكانية التغيير والإبدال إذا ما تعرضت المنظومة للاختراق أو خلل ما.

ففي إحدى  الدراسات  للإستراتيجية الإعلامية لتنظيم الدولة الإسلامية  رصدت الباحثة  الموقع الرسمي لأخبار دولة الخلافة “داعش” وقامت بمتابعة يومية للموقع خلال الفترة من 1-12-2015 وحتى 30-12- 2015، وأوضحت أهم الخصائص العامة للموقع وأهم الملاحظات. والموقع تابع لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام وهو متاح على شبكة الانترنت ويمكن الوصول اليه بسهولة وهو على درجه عالية من الجودة والاحترافية، شعار هذا الموقع هو ( شفافية- مصداقية- نقاء- طهارة)، بالإضافة إلى علم التنظيم ذو اللون الأسود وكتب عليه الشهادتين (المركز الديمقراطي، 2016، 34528)

من خلال الموقع أيضاً يمكن الدخول الى المؤسسات الإعلامية الرسمية والغير الرسمية التي تبث أخبار التنظيم بانتظام ومنها: مؤسسة آفاق- الأشهاد- الفرقان- الفرات للاعلام- النصرة الشامية- الوعد- البتار- الثبات- الحياة- الخيال- الصمود- الغريب- جيش أبناء الخلافة- حفيدات عائشة- شهداء اليرموك- شرق أفريقيا- صناعة الرجال- عزة الجهاد- اليقين- ابن تيمية للإعلام- أنصار الخلافة في غزة- ترجمان الأساورتى (نفس المرجع السابق)

ويوفر الموقع الرسمي لوكالة أعماق والتي تعتبر جزء من البنية التحتية الإعلامية لداعش بل هي جزء مهم منها، باعتبارها أول من ينشر إعلان داعش عن مسئوليته عن الهجمات التى يرتكبها . يوفر الموقع أيضاً موقع إذاعة البيان: وهى إذاعة رسمية تبث نشرات إخبارية يومية عن التنظيم. يوفر الموقع أيضا موقع مجلة دابق ومجلة قسطنطينية، وأيضاً يمكننا الدخول الى مكتبة الهمة والتي يتواجد عليها عشرات الكتب التي يصدرها التنظيم. يوفر الموقع أرشيفات يوجد عليها كل إصدارات التنظيم بأشكالها المختلفة من الفترة من( يناير 2011 وحتى ابريل ، و2016) والمعارك التي سبقت تحرير الموصل والرقة) ، هي أرشيفات شهرية، يتيح الموقع إمكانية متابعته عبر البريد الالكتروني، ويتيح خاصية الشكاوى والتعليقات، وإمكانية البحث فى الموقع، بلغ عدد زوار الموقع حتى يوم 10 ابريل 2016: 6880963 (المرجع نفسه)

ان التوغل ان لم نقل( النجاح المفاجئ) لحركات التطرف، وتحديدا تنظيم داعش، وفرض سيطرته على مساحات واسعة من الأراضي في العراق وسوريا وفي بعض مناطق شمال افريقيا يرتكز على عاملين رئيسيين:

الأول- قوة تأثير الإعلام الذي نشر في كافة أنحاء العالم رسائل مروعة ومقاطع فيديوية مصورة بشكل احترافي.

الثاني- رغبة المواطنين الغربيين في تصديق تلك الرسائل المشكوك في صحتها و واقعيتها، مع ما تحمله من مشاهد مروعة، ارتكبها تنظيم داعش. (نابوليوني، 2015، 1993)

إن الهيكل الإعلامي لتنظيم الدولة الإسلامية يعمل على تسويق الحدث بطريقة مؤثرة نجحت في تخويف البعض وتجنيد البعض الآخر واستمالة المتعاطف مع دولة الخلافة من خلال رسالة إعلامية، وقد كشف هذا الهيكل التنظيمي الإعلامي عبر توظيفه لوسائل التواصل الحديثة وما يسمى بالجهاد الالكتروني، فقد وظّف قدرات تقنية أثارت الشكوك في من يقف خلف هذا الذراع الإعلامي القادر على إنتاج أفضل المواقع الالكترونية والكتب والتسجيلات التي تحاكي أفلام هوليود. (أبو رمان، 2015، 95)

وهو يصنف الجمهور الى عدة فئات (المركز الديمقراطي العربي، 2016)

المناصرون: وتهدف الرسالة الإعلامية إلى ضمان استمرار دعمهم وتأييدهم،

والخصوم: أي أعداء دولة الخلافة والذين لابد من قتلهم بأبشع الطرق وتحويلهم إلى مادة إعلامية توضح قوة التنظيم وبطشه،

وأخيراً الرأي:  العام الذي لابد من إيصال رسالة إليه بأن الدولة الإسلامية تحارب الظلم وتعمل على نشر الحق بغرض تجنيدهم أو على الأقل تحييدهم .

ويركز داعش في إستراتيجيته الإعلامية على اتجاهين وهما:

الاتجاه الاول: بث الرعب والضغط على جمهور معين عبر تقديم صورته المخيفة عن طرق أسلوب الترهيب.

الاتجاه الثاني:(التعبوية والإرشادية )، وخاصة إلى جمهوره في البيئات التي تمثل حاضنة للتنظيم.

وبالتالي فالخريطة الإعلامية لداعش تنقسم إلى (نفس المرجع السابق):

المساحة المغلقة : ويكون الإعلام فيها داخلي أي يخاطب السكان المحليين فى الولايات التى يسيطر عليها التنظيم ويكون من خلال: المساجد- الإصدارات المطبوعة(الكتب- المجلات)- الإذاعة (إذاعة البيان)- البث التلفزيوني( قناة الخلافة).

المساحة المفتوحة: و يستخدم فيها الإعلام الخارجي الموجه للعالم وذلك باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، والتي يمكنه من خلالها تجنيد الشباب باعتبارها أداة تفاعلية تسمح بحرية التجول فيها، وتخرج الفرد من حدود الجغرافيا، وتتيح التحديث الفوري للمعلومات .

يدرك المتطرفون أهمية الحياة الافتراضية ونزعة البشر التي تدفعهم إلى التصرف على نحو غير عقلاني لدى تعاملهم مع قضايا مرعبة وغامضة لمفهوم ومصداق الإرهاب، وإذ يظهر رجال الدولة فهما عميقا للتحليل المعقد لوسائل التواصل، فقد استثمروا طاقة استثنائية في وسائل التواصل الاجتماعي لينشروا تنبؤاتهم الزائفة المرعبة مع معرفتهم أنها ستنقلب إلى حقائق في أذهان المتلقي. ويبدو أنهم على دراية تامة أيضا بأن قيمة الخبر تكمن في مدى إثارته للصدمة في المقام الأول. أما كونه حقيقيا أو زائفا فيندرج في المقام الثاني. (المرجع نفسه، ص94)

من هذا الأمر لا بد من  رصد الفارق الواقعي والاجتماعي والافتراضي المهم وأثره في تشكّل الجماعات الإرهابية عبر الانترنت وتجاوزها للواقع الافتراضي ودخولها في التنظيم الفعلي.

ويتمثل المبدأ العام الذي يميز هذه الفضاءات الالكترونية في ان أعضاء فعليين ومحتملين للجماعة المتطرفة تجمعهم شواغل وهواجس مشتركة، يقرون الائتلاف ضمن مجموعة افتراضية ليتحدثوا ويتناقشوا، ويتبادلوا الآراء، فيتشكلون بهذا المعنى جماعة Community، يتواصل أعضاؤها أفقيا حيث أن كل عضو هو في الوقت ذاته باث ومتلق (دياب، 552، 195)

لقد بدأ تنظيم داعش حربا دعائية اولا، تجلت في نشر أخبار رائفة تظهر مدى قوة التنظيم الاستثنائية، ويجد المتتبع لهذا المسار التكتيكي تخطيطا مدروسا، حيث تولى الإشراف على الإعلام الحربي النفسي الالكتروني خبراء في مجال الحاسوب والتكنولوجيا قادرون على امتصاص تفاصيل التكنولوجيا الحديثة عبر تمرير رسائل التنظيم ببراعة عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي، واستطاع هذا التكتيك:

  1. تجنيد إتباع بأعداد ليست بالقليلة.
  2. جمع تبرعات مالية وتعامل مصرفي.

وأكدت إحدى الدراسات التي أعدها احد المراكز البحثية ” أن 80% من الذين انتسبوا إلى تنظيم “داعش” تم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي؛ حيث إن عدد المواقع المحسوبة لهذه الجماعات ارتفع من نحو 12 موقعًا إلكترونيًّا عام 1997 ليصل- بحسب آخر الإحصائيات- إلى 150ألف موقع عام2015م” (مرصد الإفتاء، موقع الكتروني، 2017).وأرجع التقرير أسباب استخدام المتطرفين لشبكات التواصل الاجتماعي إلى أنها قليلة العبء المادي (الموقع العربي الديمقراطي، 2017، 52012)

ونوَّه التقرير إلى أن الجماعات الإرهابية تستخدم مواقع التواصل الاجتماعي لتسهيل التحويلات المالية فيما بينها، بجانب الحصول على التبرعات المالية، (نفس المرجع السابق) ويتم تجنيد التنظيمات الإرهابية للشباب عبر الانترنت عبر ثلاث مراحل:

الأولى:مرحلة التأثير الوجداني، من خلال إثارة العاطفة والنعرة والغيرة الدينية بحجة الدفاع عن القيم المقدسة، ويتم استخدام نصوص دينية عبر شبكات التواصل الاجتماعي.

أما المرحلة الثانية، فتتعلق بدور الشبكات الاجتماعية في نقل المعلومات والبيانات، التي تعبر فقط عن وجهة نظر الجماعات الجهادية.

والمرحلة الثالثة، وتعد أخطر المراحل، وتتعلق بالانتقال من مرحلة التأثير في الأفكار إلى المشاركة الفعلية في التغيير .

ان تنظيمات تكفيرية إرهابية من قبيل ( تنظيم القاعدة وداعش)  تعتمد الواقع الافتراضي والحقيقي يصح ان نطلق عليها ( تنظيمات جذعيه) بمعنى أنها تنظيمات ليست منسجمة بشكل كلي، بل تنظيمات أحادية الخلية متقبلة لكل التقلبات السياسية والعسكرية، نظير تقديم خدمات لوجستية ومالية عن طريقة مبدأ ” البيعة”، وبذلك فإنها تسعى للوصول وإشاعة  أمرين متباينين في الظاهر ، متكاملين ومنسجمين في الحقيقة:

الاول، وهو ما أطلق عليه بالفوضى الخلاقة ( Creative Chaos) وهو مصطلح سياسي – عقدي يقصد به تكون حالة سياسية بعد مرحلة فوضى متعمدة الإحداث تقوم بها أشخاص معينه بدون الكشف عن هويتهم وذلك بهدف تعديل الأمور لصالحهم، أو تكون حاله إنسانية مريحة بعد مرحلة فوضى متعمدة من أشخاص معروفه من أجل مساعده الآخرين في الاعتماد على نفسهم.

على الرغم من وجود هذا المصطلح في بعض الأدبيات الفكرية والسياسية، حيث أشار لها الباحث والكاتب الأمريكي (دان براون) إلا أنه لم يطف على السطح الا بعد الاحتلال الأمريكي للعراق 2003 في تصريح صحافي لوزيرة الخارجية الأمريكية كوندا ليزا  رايس لصحيفة الواشنطن بوست شهر نيسان 2005، حيث انتشرت بعض فرق ومنظمات إرهابية مثل شركة بللاك ووتر الأمنية (الموسوعة الحرة ويكيبيديا).

الثاني، إدارة التوحش ” وهو مفهوم يتوافق  إلى حد بعيد مع إستراتيجية الصدمة التي تعتمدها بعض الأنظمة السياسية والعسكرية، لكن المقصود بالمصطلح  ” ادارة  تنظيم الدولة الإسلامية” للمناطق التي تسيطر عليها، وطبعا بطريقة متوحشة ، وهي مرحلة من ضمن مراحل يتبعها بعض التنظيمات الإرهابية  مثل داعش للوصول لأهدافها العليا؛ وهي:

  1.  مرحلة شوكة النكاية
  2. والإنهاك،
  3. ثم مرحلة إدارة التوحش،
  4. وأخيرا مرحلة شوكة التمكين، وهي مرحلة قيام الدولة (ناجي، 2004، ب ص).

يمكن القول بأن ما يحدث على شبكات ومنصات الانترنت يشكل امتدادا لما يحدث في الواقع الفعلي، وان تم بأطر وآليات ومستويات أيديولوجية وخطابية جديدة، فالتعامل مع الفضاء الالكتروني بوصفه يشكل فضاء مخالفا لمجريات الواقع الفعلي فيه قدر كبير من المبالغة. (سليمان، 2009، ب ص)

ويبدو أن اخطر رواد هذه الحسابات  وأكثرهم ضرراً وتأثيراً في نشر الدعايات  الإرهابية هم الأفراد المعنيون بنشر التثقيف  العقائدي ، الذين يتم تكليفهم على شكل مجموعات باختراق عقول الشباب والتأثير عليهم عاطفياً، بتوجيه خطاب ديني يبعث الحماس وروح الانتقام من أفراد المجتمع المسالمين وأجهزة الدولة الرسمية، والتي يعدونها خارجة عن الدين والملة والشريعة.

تقول الصحفية لوريتا نابوليوني التي تواجدت في الموصل وسورية:” أصبحت مواقع يوتيوب وفيسبوك وإنستغرام أكثر مصداقية بالنسبة لنا مقارنة بتقرير صحفية إيطالية راغبة بالمجازفة بحياتها لتكشف الحقيقة وهي تعمل جسدا وروحا في الميدان وعلى خطوط التماس، أما تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” والمجموعات الأخرى المتناحرة في سورية والعراق، فإنها جميعا تعرف هذه الحقيقة” (نابوليوني، مرجع سبق ذكره، 101).

لقد حققت وسائل التواصل الاجتماعي الغرض نفسه اذ ساهمت في نشر صورة مضخمة عمدا لقوة ونفوذ البغدادي وتنظيمه المسلح، إلا أن الحرب الدعائية والإعلام لا يكفيان لحشد الناس إذا كانت الأوهام التي يعرضها الإعلام لا تتوافق مع حلم أو كابوس المخيال الجمعي الذي يصوغه الناس.( المرجع نفسه)

وللأسف الشديد يتأثر بعض الشباب بأساليب التنظيمات الإرهابية التكفيري، من الذين لا يمتلكون مستوى تعليمي مقبول ، بل وصل الامر تأثر بعض الحاصلين على شهادات علمية عليا، ونعتقد أن مرد هذا الأمر يرجع لسببين:

الأول: اعتماد أساليب تعليمية تقليدية لم تعد  كافية لمواكبة المتغيرات الثقافية والاجتماعية والسياسية وثورة الاتصالات، وعليه يلزم تفعيل الجانب النقدي والتركيز على إخضاع المتعلم لممارسات تدريبية عملية، تكشف نجاعة تحصيله العلمي من عدمه.

الثاني: استغلال التنظيمات الإرهابية الجانب العاطفي والروحي لمخاطبة المتلقي والفئة الموجه لها الخطاب لتحقق بذلك اكبر عدد من الجمهور المؤيد.

لقد وفرت صفحات التواصل الاجتماعي وشبكات الانترنت الأخرى الحرية التي يمكن أن تقود إلى عمليات التمرد والإرهاب، وفي الوقت ذاته ممكن ان تستغل لنشر التغيير الإيجابي والإصلاح المجتمعي، لكن تبقى هذه الحرية مرتبطة بقوة بحرية التفكير المبنية على ” الوعي النقدي” والتي تحقق امتلاك الإنسان الإرادة والانتقال من حال سيء إلى حال أفضل، انتقالاً من الجمود والتقوقع الى الحركة الفاعلة مجتمعياً وعياً، وفكراً، وانفتاحاً، وتساؤلاً ونقداً وبحثاً عن الحقيقة والتحرر من الخرافة والانغلاق والتبعية والتلقين والتقليدية ونحو إعمال العقل في مواجهة خطاب الكراهية التي تنشره الجماعات التكفيرية، لتبقى الطبيعة الإنسانية بعقلها البشري وبكل حركتيها المتنوعة والمركبة والمعقدة مشكلة للعقل الجماعي سواء كان في الواقع الحقيقي الفعلي أو الافتراضي على شبكة الانترنت.

ان استخدام التكنولوجيا ومواقع التواصل الاجتماعي لأغراض عدائية عسكرية هو من بين النتائج الجانبية المعادية الخاصة بالتطور الثقافي للتكنولوجيا، وبقدر ما ظهر أن الاتصالات هي وسيلة للتعاون، فقد أعطى التاريخ دليلا هائلا مناقضا لذلك باستخدامها في الصراعات والحروب والتجسس (باربارا، 2007، 377)، والاعتداء على المدنيين وسبي النساء والترويج للكراهية.

المبحث الثاني:

المقاربة التفسيرية لتنامي التنظيمات الإرهابية وبعض الأسباب:

شهدت ظاهرة الإرهاب مراحل تطور مختلفة بدءاً من إرهاب الموجات ذات الطابع القومي المتطرفة في أوربا مروراً بالإرهاب ذات الطابع الأيدلوجي والمرتبط بالحرب الباردة بين المعسكر الشرقي والمعسكر الغربي وأخيراً الإرهاب العابر للقوميات والذي يهدف الى إيقاع أكبر قدر من الخسائر البشرية والمادية لأسباب سياسية أو عقائدية وكانت أحداث 11 سبتمبر 2001 هي ذروة التطور في هذه الظاهرة، ثم الآن ظهور تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” أخطر التنظيمات الإرهابية على الإطلاق .

أسباب الإرهاب ودوافعه:

  1. أسباب نفسية: سيكولوجية الفرد تلعب دور مهم فى بناء العلاقة بين الفرد والمجتمع وتوضح الدراسات أن الإرهابيين تجمع بينهم خصائص مشتركة منها: الطفولة المضطربة، الانطواء على النفس، الانقطاع عن الأصدقاء، علاقات مضطربة مع الأسرة .
  2. دوافع سياسية: في الغالب يكون دوافع العمل الإرهابي دوافع سياسية .
  3. التظليل  الإعلامي: بسبب التطور التكنولوجي في وسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي وقدرتها على نشر الأخبار والوقائع فور حدوثها نجد أن العمل الإرهابي يهدف إلى لفت أنظار الرأي العام العالمي الى قضاياهم والتعاطف معهم.
  4. دوافع اجتماعية: المجتمع الذي يعيش فيه الإرهابيين يدفعهم إلى القيام بالعمليات الإرهابية وقد تكون دوافعهم اقتصادية، تاريخية، أيدلوجية، اجتماعية، اثنية. كما أن الأسرة المفككة التي يسودها الجهل والمشاكل الأسرية تؤدى إلى ضعف الرقابة على الأبناء وبالتالي يسهل استغلالهم من قبل الجماعات الإرهابية، انتهاك حقوق الإنسان، التعرض إلى القهر السلطوي.
  5. دوافع اقتصادية: الفقر له العديد من الآثار السلبية على المجتمع ويولد عدوان ضد المجتمع الذي يعيش فيه الفرد.
  6. دوافع أيدلوجية: التعصب لمبدأ فكرى أو ديني قد يدفع الى اللجوء الى استعمال العنف وممارسة الإرهاب من قبل فئة معينة تحاول فرض مبادئها على المجتمع (المركز العربي الديمقراطي، موقع الكتروني، 53033).

لعل من أهم أمرين وراء استقطاب واجتذاب التنظيمات الإرهابية للشباب إلكترونيًّا، هي:

  1. الجهل:

إن الجهل بالشريعة والفكر الإسلامي، وتغييب روح التسامح والوسطية التي بشرت بها الأديان لهو عامل مهم في تزايد الملتحقين بداعش، حيث يخضعون لما يشبه غسل الأدمغة بأفكار بعيدة كل البعد عن روح الإسلام وقيمه السمحاء، والمدنية التي وصل لها الإنسان في القرن الحادي والعشرين.

  1. الفقر والبطالة والتي تدفعهم للالتحاق بتلك الجماعات، خاصة بعدما تستخدم المال لتغرى به الشاب الحالم بمستقبل أفضل. ومن هنا لا بد من مراعاة الجانب الاقتصادي والفكري بموازاة الجانب الأمني والعسكري إذا ما أردنا أن نحمي مجتمعاتنا ودولنا من تنامي والحد من ظاهرة التطرف والإرهاب.

المقاربات التفسيرية لتنامي تنظيم داعش:

رغم ما كتب عن تنظيم داعش، لا زال تكتنفه بعض الغموض من الناحية التفسيرية العلمية، ويمكن تحليل ورصد اهم المقاربات التي حاولت تفسير الظهور السريع والمفاجئ لهذا التنظيم، وفق اربع مقاربات:

المقاربة الأولى: السياق المركب لعوامل التشكل والأدوات التي تعين في فهم وتفسر الظاهرة، وهذا السياق يشمل أبعادا متعددة:

  • البعد الاجتماعي: ويندرج تحته، الانفجار الديمغرافي والفقر والبطالة وتنامي الجهل.
  • البعد السياسي: سوء التدبير إن لم نقل الاستبداد السياسي، وفشل التنمية وإدارة العلاقات بين الهويات المختلفة.
  • البعد التاريخي: الحروب التي مرت بها المنطقة والاضطهاد وغيرها.

ولا شك ان هذا السياق المركب يحيل الى عقود من تاريخ المنطقة الحافلة بالتغيرات والأحداث ولكنه يهمش البنية الفكرية لحركات التطرف الإرهابية( الجهادية) ونصوصه وحججه، وقد يوهم بان المتطرفين منفعلون بالبيئة ولا مدخل لهم في الفعل نفسه، وعليه فالمقاربة السياقية تقصّر في شرح العملية المعقدة التي تتولد فيها الظاهرة (الخطيب، 2017، 187).

المقاربة الثانية:ويمكن ان نسميها المقاربة التأويلية، حيث تحيل الى النصوص الفقهية التي ولدت الظاهرة التكفيرية الإرهابية، ولكنها لا تفسر لنا تنامي وتزايد حركات التطرف بشكل سريع ومفاجئ بعكس العصور الماضية ولا سيما ان النصوص قديمة ومبكرة.

المقاربة الثالثة:المقاربة الاجتماعية والنفسية، والتي تركز على الفاعلين وتكوينهم الاجتماعي وبيئاتهم وتجاربهم وبنائهم النفسي، ولكن ما يؤاخذ على هذه المقاربة إخفاقها في شرح وبيان تعقيدات (الفعل والانفعال)، وعدم تحديد المؤثر والمؤثر فيه، أي هل ان الأشخاص هم نتاج البيئة ام مؤثرون فيها ومساهمون في صياغتها وصناعة ظروفهم او هما معا.

المقاربة الرابعة:وهي ليست مقاربة حقيقية بالمعنى العلمي، حيث تخرج تفسير الظاهرة الداعشية والإرهابية عموما من الإطار المألوف عبر القول: ( ان داعش “طفرة” في تاريخ جماعات التكفير والإرهاب (الجهادية) ومن ثم فان القوالب التفسيرية وأدواتها المألوفة تعجز عن استيعابها، وبذلك فان مشكلة هذه النظرة هي إيمانها بتفرد الظاهرة تفردا لا يجد تفسيره الا في مبلغ  وحشيتها وفي تركيبتها التي تبدو ملغزة ومفاجئ، وهو تفرد محل نقاش، سواء بالنظر الى تاريخ المتطرفين الجهاديين ام تاريخ الصراعات وما شهدته من أفعال وحشية، لكن الفارق المؤثر هو جاذبية الصورة والضخّ الإعلامي. (نفس المرجع السابق، 197)

ونحن نعتقد ان مقاربة واحد منفردة لا يمكن ان تفسر لنا الظاهرة الداعشية الإرهابية، فلا يمكن إهمال السياقات المجتمعية والتاريخية المركبة، ولا يمكن تجاوز النصوص المؤسسة لها والتي تشكل الإطار المرجعي لعملها، ولا يمكن استبعاد الظروف المجتمعية والنفسية للمنخرطين في صفوف التنظيم، وعليه فان هذه المقاربات مجتمعة كفيلة بتفسير الظاهرة وتحليلها ووضع المعالجات الكفيلة بتجاوزها واندحارها، مع التأكيد على الجانب العسكري في التصدي للظاهرة كواحد من العلاجات.

المبحث الثالث:

نقد خطاب الجماعات التكفيرية والإرهابية وإمكان المعالجة

اولا. السمات العامة للخطاب التكفيري:

يجد المتتبع والدارس للتنظير المنهجي للتيارات التكفيرية يجده منهجا غير منضبطا، وإذا ما استقرانا المداخل المنهجية، والفكرية للتيارات التكفيرية نجدها قائمة على:

  1. المنهج الحرفي في تفسير النصوص الشرعية، والتمسك بها بشكل مجتزئ وانتقائي بل ودون التفات الى بعض المسائل العلمية الأساسية مثل:  معرفة أسباب النزول، ومراعاة القرائن المهمة لفهم النص، عدم اقتطاع النص من سياقه الذي له مدخلية للتوصل إلى الحكم… مراعاة الزمان والمكان، معرفة أصول الاستدلال اللغوي والفقهي، التمييز بين القاعدة العامة والاستثناء المرتبط بسببها، وغيرها من المسائل (الاستدلال من القرآن الكريم)

ولذلك اعتبروا المجتمعات الإسلامية المعاصرة مجتمعات كافرة؛ لأنها تحكم بقوانين وضعية، والله تعالى يقول:﴿وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ﴾ (سورة المائدة، 144)، وقوله تعالى:﴿مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ﴾ (سورة الحشر، 15).

  1. غياب الممارسة النقدية لدى التيار التكفيري، والحركات الأصولية، وإحلال لغة التسليم بدلا عنها، فالأمير لديهم يطاع ولا يناقش، ولا يتوّرع في الإفتاء في أمور الدماء، والأموال، والإعراض، وغيرها؛ لأنه– بحسب منهجهم- ظل الله في الارض!! ، ولاسيما ما يسمونها بـــ ( الإمارة العسكرية) التي يعتبرونها شكلا من أشكال الإمارة الإسلامية، وهي برأيهم واجبة، ولا بد منها، ويستدلون على مشروعيتها بآيات قرآنية وروايات يقومون بتأويلها لصالحهم.

ويبدو ان أهم الأدوات الفكرية للتيارات التكفيرية تتحدد بالاتي:

  1. فكرة (الحاكمية)، وما رتبوا عليها من نزع لسلطة التشريع، ومقالاتهم في ذلك مقالات سقيمة تنبع من جهل لا حدود له، وعلى الرغم ما يحمله مفهوم (الحاكمية) من مدلولات دينية، تهدف الى تطبيق شريعة الله تعالى، فان استخدامه السياسي، والايديلوجي، أدى الى ارتكاب أعمال لا تقرها الشريعة الإسلامية (المودودي، 1978، 17).

ويبدو ان توظيف الخاطئ للنصوص الدينية قد أسهم وبشكل كبير في التأسيس لمفهوم الحاكمية بمفهومها الراديكالي التكفيري، وان كان الأمر لا يخلو من تأثيرات ومعطيات سياسية، ولذلك تنطلق الحركات الأصولية المعاصرة من مفهوم الحاكمية كأساس للسيادة والتغلب الكوني، ” وعلى الرغم مما يحمله هذا المفهوم من مدلولات دينية تهدف الى تطبيق شريعة الله، فأن استخدامه السياسي والإيديولوجي أدى الى تكفير المجتمعات الإسلامية، واتهامها بالجاهلية، وساهم بالمقابل في الدعوة الى قتال أي نظام سياسي، لا يجعل من الشريعة الإسلامية منبعه” (فرج، 2010، 36).

ومن الدلائل على ان مصطلح ( الحاكمية) قد وُظِف له من النص الديني وفق معطيات سياسية، ان هذا المصطلح لم تأت مفردة ( حكم) بمعنى السلطة، او الممارسة السياسية، فتارة يعني (الحكمة)، أي البصيرة النافذة ، وتارة اخرى بمعنى الفصل بين الخصومات والقضاء بين الناس، قال تعالى:﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا﴾ (سورة النساء، 58)، وعندما كان يشير القران الكريم الى معنى السلطة السياسية فانه لا يعبر عنها بمصطلح (الحكم)، وإنما المصطلح السياسي السائد آنذاك بشأن سياسة الدولة هو مصطلح ( الملك)، ومصطلح ( الامر) (عبد الغني، 1997، 12) ، لكن التوظيف التكفيري جعل من هذا الأمر شأنا عاما ليحتج بالنص القرآني المتقدم.

  1. تكفير المسلم بارتكاب المعصية، وتكفير المجتمعات الإسلامية المعاصرة واتهامها بالجاهلية، وان صلّى أفرادها، وصاموا، وحجوا، وأدوا فرائض الإسلام الأخرى.
  2. التحديد الفاسد لمفهوم (الجماعة)، التي وردت في بعض الروايات النبوية الشريفة (قطب، ب س، 17).

ولما تقدم نرى انه مالم يبدأ التعامل الفكري الممنهج مع ظاهرة التيارات التكفيرية، وفضح القوى الداعمة لها، فستضل الدائرة تأخذ بالاتساع، فلقد نظّرت هذه الحركات الى القوة والعنف بأسلوب تبريري يهدف الى إضفاء الشرعية، على أعمالهم اللاإنسانية، لكن من ينظر بعين الحقيقة يجد أنهم لم يفلحوا بالوصول إلى الشرعية، ولذلك فقد تدرّج العقل التكفيري من إلغاء العقل الى الاكتفاء بنصوص مقتطعة ومجزئة، إلى التكفير والتبديع، ثم الى ممارسة العنف بحق الأفراد والمجتمعات بكل أنواعه.

والمرجعية الفقهية التي تنطلق منها التيارات التكفيرية ولا سيما السلفية الوهابية، تتسم بالسمات بالآتية (حمادة، ب س، 67):

  1. أحادية الطرح.
  2. القطع والحسم.
  3. الالتزام بمعيار ثابت، وقيم متجانسة.

وتعد هذه السمات الثلاث مقدمة نظرية وشرعية تبريرية لصدور أعمال وممارسات تنم عن فكر سلفي متشدد متطرف، وفي ضل تزايد الظاهرة الأصولية المتطرفة في العالم الإسلامي لا بد من” معالجة تذهب نحو الجذور لتفكيك مرجعية هذا الفكر ومقولاته”.

ثانيا: إمكانية المعالجة

لعل من أهم ما يمكن ان يسهم في الخروج من النفق الذي تجر إليه الأصولية والتخلص من المأزق الحضاري الذي تعيشه مجتمعاتنا العربية والإسلامية يتلخص بالاتي:

  1. إتقان لغة الخلق والتداول والتحول، وقراءة الواقع، وصناعة الحياة بدلا من صناعة الموت التي تروج له وسائلنا الإعلامية ومجمل مؤسساتنا، مع ان هذا الأمر قد دعا اليه القران الكريم:﴿ وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِنْ كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ﴾
  2. ممارسة الهوية ممارسة تهم في التواصل والتعارف، ومعاملة الأخر معاملة حضارية ، فالهوية الحيّة والخلاقة والبناّءة – في هذا العصر- ليس هي التي تمارس بصورة مغلقة او متحجرة او أحادية او عدوانية بل التي تصنع وتبني وتمارس كــ هوية ملتبسة ومتوترة، هجينة مركبة (حرب، ب س، 36).

ولا يعني ذلك ان يتخلى الفرد عن تراثه او ينسلخ عن هويته، بل ان يعمل على وقائع حياته ومعطيات وجوده، لكي يمارس خصوصيته بصورة ايجابية وبناءة عالمية وراهنة، وذلك يحتاج الى بلورة مناح فكرية مترابطة، وهي كما يشير اليها الدكتور علي حرب:

  1. منهج الوسطية.
  2. البعد المتعدد.
  3. الفكر المركب.
  4. الهوية الهجينة.
  5. الاعتراف المتبادل.
  6. المسؤولية المشتركة.
  7. التقى والتواضع، بنقد الذات الذي يحمل المرء على الاقرار بحدوده ونسبية أعماله.

لا شك ان مثل هذا التنظيرات الفكرية ضروري للخروج من المأزق الحضاري الذي نعيشه، ولكن هناك مقاربة للدكتور عز الدين عناية يدعو فيها الى تجاوز الحقبة الاصولية عبر ( قراءة ثانية) للمرجعية الفكرية الأساسية للأصولية وهو ما يسميه بــ ( ما بعد الأصولية).

وتتم ( المابعدية) – لو جاز التعبير- من خلال القراءة الثانية للنص المنزل( القران الكريم) انطلاقا من الواقع، وتجاوز الفصام التاريخي المعرفي الحادث. وعليه يرى ان ( ما بعد الأصولية) ثلاثية متصلة، هي:

الأولى: امتداد، وبعني به التقدير وتثبيت رسالة الإسلام الخالدة بعد ان جرفت العلمانية بأشكالها العالم الإسلامي بعيدا عن واقعه (عناية، ب س، 57).

ونحن وان كنا نوافق الدكتور عناية في ما ذهب إليه الا اننا نرى بعض الأمثلة التي ساقها في ( الامتداد) انها شكلت وما زالت تشكل المرجعية الأساسية للحركات الأصولية في العالم الإسلامي، والتي ارقت الحرث والنسل.

الثانية: النقد، ويعني به تجنب الامّعية في التعامل مع التراث، بالبحث عن دين الله الكامل في الإبداع الإنساني وعدم الانحصار الرؤيوي في مناهج النظر السالفة، من خلال استدامة النقد.

الثالثة: التجاوز، والمراد به( التوليد الثاني، الذي يخشى العقل الديني الخامل اقتحام الاشتغال فيه، لافتقاده الجرأة المعرفية والشجاعة الوجودية).

وهذا التجاوز بحسب تعريف الدكتور عناية على النقيض مما يراه العقل الاصولي الذي يتميز بالتصالح مع النص، وتفاعله معه لا يختلف عن سيكلوجية الطبيعاني (عابد الطبيعة) المرهوب.

اما عقل ( ما بعد الاصولي) فان قلقا وتوترا متدفقين يشدانه الى النص بفعل إدراكه للتاريخانية ومتطلباتها.

ويرى الدكتور عناية ان مقولة الفيلسوف الايطالي (سلفاتوري ناطولي): ” المؤمن المتصالح جدا مع ذاته هو بالحقيقة غير مؤمن” . تنطبق على الاصولي المتطرف، في حين ان ( ما بعد الاصولي) يتلخص وعيه بالنص في قول قول الامام علي في التحكيم وذلك بعد سماعه لأمر الحكمين:( إِنَّا لَمْ نُحَكِّمِ الرِّجَالَ – وإِنَّمَا حَكَّمْنَا الْقُرْآنَ هَذَا الْقُرْآنُ – إِنَّمَا هُوَ خَطٍّ مَسْطُورٌ بَيْنَ الدَّفَّتَيْنِ – لَا يَنْطِقُ بِلِسَانٍ ولَا بُدَّ لَه مِنْ تَرْجُمَانٍ – وإِنَّمَا يَنْطِقُ عَنْه الرِّجَالُ) (صبحي، ب س، 95)

ان اشارة الدكتور عز الدين عناية – هنا- الى عملية فهم القران ، وما نتج عنهايعزز قناعتنا ان الفهم التكفيري المعاصر له جذوره التاريخية التي تطورت بشكل كبير، حتى وصلت لما هي عليه الان.

ان اهتمام الفلاسفة والمتخصصين في العلوم الانسانية في نهاية القرن الماضي ولّد انفجارا خطابيا، واصبحت ” الهوية ” مؤشرا يتم من خلاله فهم وفحص الجوانب الاخرى للحياة الاجتماعية، وهكذا فان المناقشة في موضوعات من قبيل ( العدل والمساواة) انما تميل الى ان تخاض من زاوية ” الاعتراف” بالهوية (ميشو، 2005، 653)

في حين ان السيرورة السياسية يجري التنظير لها هي ايضا في الاغلب حول مشكلات حقوق الانسان ( الحق في هوية منفصلة)، وسياسات الحياة ( بناء الهوية والتفاوض عليها وتأكيدها).

ولا يخفى ان التنظيمات التكفيرية اسهمت وبشكل كبير في مصادرة هوية قطاعات كبيرة من المواطنين في العالم العربي والاسلامي، خصوصا ما حصل لبعض الاقليات غير الاسلامية التي تطالب ببناء وتعزيز هويتها الخاصة، فضلا عن هويتها الوطنية التي تشترك بها مع سائر المواطنين.

فلا بد من اعتماد الرؤية النقدية للكشف عن ظلامية الفكر الاصولي التكفيري ودوره في تراجع روح المواطنة والانتماء للأرض وللمجتمع، لكن علينا ان نميز بين امرين:

الاول-المسلمون بوصفهم اتباع ديانة معلومة المبادئ والاصول، محددة القواعد، والتي عرفت بالتسامح واشاعة الروح الانسانية.

الثاني-المسلمون بوصفهم منتمين لجغرافية معينة والتزاماتهم المهنية، وكذلك ولاءاتهم السياسية.

فلم تكن الهوية الاسلامية بمعتقداتها وثوابتها تدرك وتمارس على هذا النحو قبل العصر الحديث. او ربما كانت طوال عصور الركود والانحطاط مضمرة او غافية او خاملة او غير مفعلّة (حرب، مرجع سبق ذكره، 36).

ومن هنا فان عودة السلفية بشكلها الاصولي المعاصر قد حملت معها تغيرات مهمة وخطيرة من غير وجه (المرجع نفسه، 37):

الاول:ان الحركات الاصولية شكلت خروجا، بل ثورة على الاسلام التقليدي واتهام اهله بالتخاذل والتواطؤ.

الثاني: انها مارست اقصى حالات التعصب والانغلاق والتطرف، ولذا فقد استبعدت من التراث كل ما ينص او يحث على التواصل والتعارف؛ لكي تشتغل فقط بحسب منطق الرفض والصدام.

الثالث: سعت الحركات الاصولية عبر سلطة الفتوى لديها، ورفع سيف التحريم والتكفير، الى القبض على حياة الفرد بكل ميادينها وتفاصيلها.

الرابع: ان اتباع الحركات الأصولية مارسوا أبشع أساليب القتل والانتقام، ولا احد ابلغ من هذه الجرائم ما حصل في العراق من قتل وترويع على ايدي عصابات ( داعش) الإرهابية.

وبذلك يتضح ان الهوية لدى جماعات التطرف قد مورست كعصاب نفسي، او منزع فاشي، وتحولت الى لغم مجتمعي او سجن عقائدي او مأزق حضاري (نفس المرجع، 37).

واذا ما أردنا ان نتجاوز الأزمة الإرهابية في بلداننا بشكل عملي لا بد من:

  1. سن قوانين فعَّالة وصارمة للتعامل مع جرائم الإرهاب الإلكتروني، وإغلاق المنصات الإلكترونية التى يستخدمها المتطرفون لتنفيذ عملياتهم والتحريض على القتل.
  2. نشر التوعية بضحالة ورجعية الفكر المتطرف، من خلال مناهج مدرسية تبدا من التعليم الأساسي الابتدائي، فالثانوي والجامعي، مع مراعاة القدرات الذهنية والتعليمية لكل مستوى من هذه المستويات.
  3. إنشاء مراكز بحثية تهتم بمكافحة التطرف و الإرهاب والأفكار الظلامية  المرتبطة بشبكة الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي، من شأنها رصد بعض الظواهر التي تنتشر في الفضاء العمومي لغرض تشخيص الحالة العامة للاجتماع الافتراضي. ومن المؤكد ان عقد هذا المؤتمر لهو دليل وتأكيد على التصدي لظاهرة الإرهاب بمختلف صنوفه.

ولا يخفى ان للإرهاب دوافع وأسباب، ولعل من اهم هذه الدوافع هي (المركز الديمقراطي العربي، مرجع سبق ذكره):

دوافع شخصية : هناك العديد من العمليات الإرهابية التي تكون من أجل تحقيق هدف شخصي وذلك نتيجة لمعارضة شخص للنظام القائم فيحتاج إلي الخروج من الدولة ولكن لا يستطيع فيلجأ إلي الطرق الغير شرعية ومن ثم يطلب حق اللجوء السياسي .

دوافع سياسية : معظم العمليات الإرهابية تكون من أجل تحقيق أهداف سياسية مثل حق تقرير المصير لدولة من الدول التي تكون واقعة تحت ضغط العنف أو الإرهاب ، السيطرة الاستعمارية ، منع التفرقة العنصرية .

دوافع إعلامية : هناك العديد من الجماعات الإرهابية التي تكون غير معروفة فتلجأ إلي القيام بعمل إرهابي ضخم من أجل لفت الرأي العام العالمي والمنظمات العالمية ومن أجل الحصول علي تأييد لمناصرة قضاياهم .

ويجد المتتبع للارهاب الداعشي والتكفيري ان الدوافع الاعلامية هي الابرز والاكثر حضورا، ففي العديد من الحوادث والجرائم التي تحصل تتسابق التنظيمات الارهابية التكفيرية الى تبنيها في وسائل التواصل الاجتماعي لغرض جذب الراي العام نحوها.

ويبقى عامل الجذب الحاسم لدى تنظيم داعش يكمن في قدرتها على إقناع الشباب المسلم الغربي على تبني هذه اليوتوبيا (المثالية) والايمان بأن الخلافة هي الاداة الناجعة لتحقيق تلك المثالية. ولا بد من الوقوف ضد هذا العامل الحاسم بشكل جدي ومدروس.

ويقترح خبراء لمواجهة الإرهاب الإلكتروني الداعشي وغيره عالميا ثلاثة مستويات (موقع الكتروني، 17/05/2014):

المستوى الرقمي: يجب انتهاج سياسة تقنيّة في أمن المعلومات للمنشآت الحيويّة، مع مكافحة المواقع التي تحضّ على الإرهاب والكراهية أو التي توفر معلومات مساعدة على العمل الإرهابي.

المستوى المادي: ويتمثّل  العمل على مكافحة الإرهاب بشكل “مادي”. إذ يتطلّب نجاح مكافحة الإرهاب في الفضاء الإلكتروني، مواجهته على أرض الواقع، والعمل على تأمين شتى المنشآت الحيوية، وتدريب المسؤولين عن مكافحة الإرهاب على استيعاب السياسات الأمنية الإلكترونيّة.

المستوى الفكري: ومن المستطاع النظر لهذا  المستوى باعتباره الأهم، لأن الفكرة هي التي تحرك القوّة. ومن ثمة، يجب التركيز على المواجهة “الليّنة” مع الإرهاب عبر دحض أفكاره وعزله عن المجتمع، مع بثّ أفكار مضادة لما يروّج الإرهابيون له. كذلك تجدر إتاحة الفرصة أمام حريّة التعبير، مما يعزل الأفكار المتطرّفة ويمنع تضخيم حجمها وحجم المؤيدين لها، وكذلك مكافحة استخدام الفضاء الإلكتروني في بث الكراهية الدينية وازدراء الأديان.

خاتمة:

بعد دراسة تشكّل بؤرة الارهاب في الفضاء الالكتروني وانطباقه على جماعات التكفير والتطرف وتحديدا ( تنظيم داعش) نجد – وبالاستناد لتصيف علماء الاجتماع للجماعات بمسمياتها المختلفة-  الامر مختلفاً من حالة الى أخرى، فأحياناً يكون الانتماء لهذه الجماعات ما يمكن تسميته بـ ( جماعات الامر الواقع)، خصوصاً في المدن التي وقعت تحت سيطرة الجماعات المسلحة، والتي أجبرت الاهالي والسكان الخضوع لأوامر الجماعة، خصوصاً من فئة الشباب، كما يمكننا – وفي حالات كثيرة – أفراد جماعات التكفير قد دخلوا بمحض ارادتهم، وفقاً لأسباب فكرية وعقائدية، مما يمكن ان يدخلوا ضمن الجماعات الارادية وفي احيان كثيرة يدخلون ضمن الجماعات المفروضة. لكن المفارقة ان الارادة وحتى الفرض يتم عبر شبكات التواصل الاجتماعي وبأساليب مختلفة وهنا تكمن المفارقة.

قوة التأثير الاعلامين عبر المنصات التي يبث منها التنظيم التكفيري رسائله والرغبة الجامحة في التحقق من صحة ما ينشر لهما عاملان اساسيان ساعدا في التمكين والوصول الى الاهداف التي انشئت من اجلها اغلب الحسابات التي يمتلكها ويشرف عليها متخصصين منتمين لجماعات التكفير والارهاب، ولذلك اقترحنا جملة من الامور للحد من فاعلية هذه الحسابات وبثها الرعب بين المواطنين الآمنين. ولذلك لا بد من تفعيل الجانب الامني والقانوني، لمعالجة الارهاب الالكتروني لتجاوز هذا المنعرج الخطير الذي يهدد المجتمعات.

المراجع

  1. ابو الاعلى المودودي، الخلافة والملك، دار القلم،ط1،الكويت، 1978م.
  2. أبو الأعلى المودودي، الاسس الاخلاقية للحركة الاسلامية، القاهرة، دار المسلم، 1977م.
  3. ريهام عبد الرحمن رشاد العباسي، أثر الارهاب الالكتروني على تغير مفهوم القوة في العلاقات الدولية دراسة حالة: تنظيم “الدولة الاسلامية”، المركز الديمقراطي العربي   24. يوليو 2016م. https://democraticac.de/?p=34528.
  4. الإرهاب الإلكتروني جولة في عقل متطرف، السبت 2014/05/17: موقع صحيفة العرب: https://alarab.co.uk.
  5. الارهاب الالكتروني و تأثيره علي الأمن الدولي صور ودوافع الإرهاب الدولي، المركز الديمقراطي العربي، https://democraticac.de/?p=53078.
  6. باربرا ويتمر، الانماط الثقافية للعنف، ترجمة: د. ممدوح يوسف عمران، عالم المعرفة، مارس2007، العدد337، الكويت.
  7. تقارير لجنة القانون الدولي التالية : A/9028(1973), A/32/37(24/04/1977),A/34/37(17/04/1979،عن موقع: https://alarab.co.uk
  8. تقرير مرصد الإفتاء: ظاهرة الإرهاب الإلكتروني سبب رئيسي لانتشار العنف. https://www.youm7.com/story9.
  9. ريتا فرج، العنف في الاسلام المعاصر، المركز الثقافي العربي، ط1، 2010م، بيروت.
  10. سيد قطب، نحو مجتمع اسلامي، دار الشروق، القاهرة ،د.ت.
  11. عبد الغني عماد، حاكمية اللهو سلطان الفقيه قراءات في خطاب الحركات الاسلامية المعاصرة، دار الطليعة، بيروت، ط1، 1997م.

11.عز الدين عناية، العقل الاسلامي عوائق التحرر و تحديات الانبعاث، دار الطليعة، ط1، بيروت، 2011م.

  1. علي حرب، المصالح و المصائر، الدار العربية للعلوم ناشرون، ط1، بيروت، 2010م.
  2. لوريتا نابوليوني، الدولة الإسلامية” داعش” الدولة الإسلامية “وإعادة ترسيم حدود الشرق الأوسط.
  3. لوريتا نابوليوني، الدولة الاسلامية” داعش” الدولة الاسلامية ” و اعادة ترسيم حدود الشرق الاوسط” ترجمة: سامركروم، دار الوراق للنشر، ط1، 2015م، بغداد –بيروت.
  4. إيفميشو ( إشراف)، ما علم الاجتماع، اشراف، المجلس الاعلى للثقافة، القاهرة، 2005م. 16.

16.محمد ابو القاسم حاج حمد، جذور المأزق الاصولي، ط1، دار الساقي،بيروت، 2010م.

  1. معتز الخطيب، العنف المستباح ” الشريعة ” في مواجهة الامة و الدولة، تقديم طارق البشري، دار المشرق، ط1، القاهرة، 2017م.
  2. منتصر حمادة، في نقد العقل السلفي، المركز الثقافي العربي، ط1، بيروت، 2014م.

رابط مختصر …https://www.europarabct.com/?p=49562

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

 

الدكتورة : عقيلة دبيشي ، أستاذة الفلسفة السياسية ـ باريس

dbichi.akila@hotmail.fr

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...