الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

اليمين المتطرف في فرنسا ـ أسباب تزايد المخاطر

اليمين المتطرف
مارس 14, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير “3” 

اليمين المتطرف في فرنسا ـ أسباب تزايد المخاطر

تنامى قلق السلطات الفرنسية بسبب صعود الأحزاب اليمينية، المتطرفة وزيادة تأثير الجماعات اليمينية المتطرفة في فرنسا والتي تتبنى إيديولوجيات تحض على العنف والعنصرية تجاه المهاجرين والأجانب، وتتبنى نظرية المؤامرة والاستبدال العظيم. ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي بتصاعد الخطاب المتطرف المعادي للهجرة واللاجئين بين السياسيين وغيرهم فضلاً عن الجهود التشريعية التي تغذي أيديولوجية اليمين المتطرف. وتسعى أحزب اليمين المتطرف لاستغلال القضايا والأزمات كالربط بين الهجرة والإرهاب في محاولة لحشد تأييد الناخبين.

الجماعات اليمينية المتطرفة 

نشرت إحصائيات رسمية في 24 ديسمبر 2022 أنه في العام 2019 تم إحصاء حوالي (3000) شخص في فرنسا تجمعوا تحت راية مجموعات ذات إيديولوجيات يمينية متطرفة، ومن أبرز الجماعات والأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا.

  • مجموعة “بارجول”: أنشئت مجموعة “بارجول” في سبتمبر عام 2017، ويتواصل أعضاؤها أساساً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما الـ ” فيس بوك”.
  • “زواف باريس ـ Les Zouaves Paris” : مجموعة يمينية متطرفة تعتمد على بث خطابات الكراهية والعنف، تتألف من أفراد تتراوح أعمارهم بين (18 – 30)عاماً.
  • حركة “الهوية” : حركة تحرض على التمييز والكراهية والعنف، ووفقاً لتركيبتها وتنظيمها العسكري يمكن اعتبارها ميليشيا خاصة.
  • حركة “غيد” : استأنفت ممارسة أنشطتها في نوفمبر 2022 بعدما حظرتها السلطات الفرنسية.
  • حزب “الاسترداد” (La Reconquête): أُسّست عام 2021 لدعم المرشح لانتخابات الرئاسة الفرنسية “إريك زمور” في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ويروّج الحزب لنظرية “الاستبدال الكبير”.
  • حزب “التجمع الوطني” : أسس “جان ماري لوبان” حزب “الجبهة الوطنية” وفي العام 2018 تحولت “الجبهة الوطنية” إلى “التجمع الوطني” بقيادة “مارين لوبان”.

مخاطر وتهديدات اليمين المتطرف

تورطت مجموعات يمينية متطرفة في أعمال عنف من بينها محاولة اغتيال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” خلال مراسم إحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولى في شرق فرنسا في نوفمبر 2018 وحرق مساجد مسلمين. والقيام بعمليات إرهابية ضد المهاجرين في 17 يناير 2023. أعلنت فرنسا إحباط هجمات إرهابية لها من قبل اليمين المتطرف في البلاد في 23 ديسمبر 2022 والتي عادة ما تستهدف المهاجرين والأجانب، فعلى سبيل المثال استهدفت مجموعة متطرفة مركزاً ثقافياً كردياً في باريس، وتشير الكاتبة “الكسندرا شوارتزبرود” إلى أنه “يجب وضع الاعتداء” في إطار صعود المجموعات المتطرفة والعنصرية في فرنسا، والتي قد تدفع لتنفيذ اعتداءات مماثلة” في 24 ديسمبر 2022.

اليمين المتطرف ونشر المعلومات المضللة

اقترحت السياسية اليمينية الفرنسية “مارين لوبان” في 8 فبراير 2023 توظيف الأجانب غير النشطين في سوق العمل الفرنسي، والذين يمثلون حوالي (40%) من مجمل الأجانب المتواجدين، وتأتي هذه الأرقام مخالفة للإحصائيات الرسمية. حيث بلغ معدل عدم نشاط الأجانب في فرنسا (33,5%) يشمل هذا الرقم جميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين (15 و64) عاماً، وبالتالي يتم تضمين طلاب الكليات والمدارس الثانوية والطلاب الذين لا يعملون بالتوازي مع دراساتهم في هذا المعدل، وهذه الشريحة من السكان سيكون من الصعب “دفعها للعمل” كما تطالب رئيسة التجمع الوطني.

تهديد النظام الديمقراطي

تدعو مجموعات يمينية متطرفة في فرنسا للإنقلاب على الحكم، حيث قوبل برنامج إصلاحات الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” بمعارضة من جانب قوى اليسار الفرنسي ومن اليمين المتطرف في الجمعية الوطنية الفرنسية في 19 يناير 2023. وشهدت مسيرات احتجاجية في عدد من ضواحي باريس، وبناء على الوضع الراهن هناك سيناريوهات محتملة حول مستقبل “ماكرون” كرئيس لفرنسا، منها أن يقرر الرئيس الفرنسي في حال عدم حصوله على أصوات أغلبية النواب حل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، ولكنه قرار بالغ الخطورة لأنه على الأغلب سيؤدي لأغلبية كبيرة إن لم تكن مطلقة، لليمين المتطرف في البرلمان الفرنسي. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ التهديدات وتدابير المواجهة

أوضح “جوردان بارديلا” رئيس حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في الخامس من نوفمبر 2022 في مناسبات عدة أنه يعتزم دعم ترشيح “مارين لوبن” مجدداً في الانتخابات الرئاسية للعام 2027. ألحقت التصريحات ضرراً كبيراً بصورة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي حاول منذ بداية العام2022 لعب ورقة القوة المعارضة الأولى للحكومة الفرنسية بدل معارضة النظام السياسي كما دأب عليه دائماً.

اختراق المؤسسات العسكرية

فتحت الشرطة الفرنسية تحقيقاً في يناير 2023 بعد تورط ضابط شرطة فرنسي من أنصار اليمين المتطرف في مخالفات قانونية وممارسة أعمال عنصرية ضد المهاجرين، وأعلن رفضه لنظام الحكم في فرنسا بعد عدم تصويت الفرنسيين لـ “إيريك زمور” الذي لم يتجاوز الدور الأول في الانتخابات الرئاسية وحصل على (6.9%) فقط من الأصوات، وحرص الظابط” على الانضمام إلى قناة يمينيين متطرفين على تطبيق “تليغرام” حيث بدأ ينشر أفكار عنصرية ومواقفه من العنصرية من المهاجرين. وفي العام 2021 كشفت الأجهزة الأمنية الفرنسية عن شبكة تضم عسكريين أحدهما يعمل في وزارة الدفاع الفرنسية والثاني في قاعدة بشرق البلاد إلى جانب عسكريين سابقين وهواة جمع أسلحة يشتبه في صلاتهم بـ “اليمين المتطرف.

استغلال منصات التواصل الاجتماعي

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في فرنسا تفاعلاً واسعاً للتنديد  بانتشار الرموز الإسلامية في مدارس فرنسا، وتتم إطلاق وسم “استعادة مدارسنا ـ ReconquêteDeNosÉcoles#” خلال حملة إلكترونيّة في 16 أكتوبر 2022، نتج عنها مظاهرات احتجاجية في باريس رفضاً للرموز الإسلامية.

استنفرت أزمة أوكرانيا قادة ميليشية فرنسية من اليمين المتطرف في التاسع من مارس 2022، حيث شهد الإنترنت موجة كبيرة لجمع الأموال وتجنيد المقاتلين العازمين على السفر إلى جبهات القتال في أوكرانيا. وبعض دعوات الحشد اليمينية تركَّز نشاطها على دعم “كتيبة آزوف”، وانتشرت الإعلانات ذاتها على مواقع إلكترونية عديدة من مواقع اليمين المتطرف في فنلندا وفرنسا مثل موقع “OC” .

أسباب التحول إلى اليمين المتطرف

أشار استطلاع للرأي في 30 أغسطس 2022 إلى أن فرنسا تشهد تحولاً سياسياً واجتماعياً، إذ تتجه أكثر فأكثر نحو اليمين لا بل اليمين المتطرف على صعيد السلطة والصعيد الشعبي،  حيث أن (39%) من الذين استطلعت آراؤهم متفقون مع الأفكار والمقترحات التي يدافع عنها حزب “التجمع الوطني”، ويؤكد الاستطلاع أن النجاح الذي يحققه حزب “التجمع الوطني” لم يعد محصوراً في الأوساط الشعبية، إنما تعداها إلى مختلفة الشرائح الاجتماعية فيما يعد “تطبيعاً” مع الحزب الذي يتمتع بماضٍ إشكالي ومواقف سياسية واجتماعية جدلية.

ومن أهم أسباب التحول إلى اليمين المتطرف:

الهجمات الإرهابية : سعى اليمين المتطرف في 13 نوفمبر 2022 إلى استغلال هجمات باريس في 13 نوفمبر للتنديد بضعف الحكومة وعدم اندماج الجاليات المسلمة مع قيم الجمهورية، بالإضافة إلى ترويج الأفكار العنصرية التي وجدت في العمليات الإرهابية وقوداً يغذي آيديولوجيتها.

قضية اللجوء والهجرة : خصص حزب “التجمع الوطني” لموضوع الهجرة ملفاً مؤلفاً من حوالي (40) صفحة تحت عنوان “السيطرة على الهجرة” وانتقد فيه سياسات الهجرة ووضع مقترحات من شأنها “الدفاع عن هوية وتراث فرنسا” ودعا إلى إجراء تعديل دستوري عبر تنظيم استفتاء حول المسائل الأساسية “للسيطرة على الهجرة وحماية الجنسية والهوية الفرنسية” بهدف تبنّي مشروع قانون أبرز ما جاء فيه تجريم دخول المهاجرين إلى الأراضي الفرنسية بطريقة غير شرعية وعدم تسوية أوضاع الذين ليست لديهم أوراق.

أزمة الطاقة والتضخم : يستغل اليمين المتطرف أزمة الطاقة والتضخم في فرنسا لتعزيز مكانته داخل المجتمع الفرنسي حيث ارتفع معدل التضخم السنوي في فرنسا إلى (7%) في 31 يناير 2023 بسبب الزيادة في أسعار الطاقة وسط مخاوف من فوز حزب “الجبهة الوطنية” اليميني المتطرف بالانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2027. ملف: التطرف اليميني في أوروبا وانعكاساته على الاندماج الإجتماعي

أزمة أوكرانيا : زعم حزب “التجمع الوطني” في 5 يناير 2023 إغلاق مئات المؤسسات والشركات في البلاد نتيجة للعقوبات ضد روسيا، وحرب الطاقة التي تشنها فرنسا وأكد أن نتيجة لقرارات سياسية خاطئة للحكومة بشأن أزمة أوكرانيا

تدابير حكومية للتصدي لليمين المتطرف

أصدرت محكمة باريس الجنائية في 17 فبراير 2023 أحكاما على(3) متهمين بالسجن فترات تتراوح بين (3-4) سنوات مع إيقاف التنفيذ لعام أو اثنين لكل منهم، كما أصدرت حكماً على متهم رابع بالسجن (6) أشهر مع إيقاف التنفيذ بسبب حيازته لسلاح، وأفرجت السلطات الفرنسية عن (9) آخرين وذلك في تهمة التآمر للإعداد لعمل إرهابي.

اعتقلت السلطات الفرنسية (38) شخصاً في ديسمبر 2022 على صلة باليمين المتطرف لحيازتهم أسلحة بالقرب من “الشانزليزيه” ، كان (15) منهم على قائمة المراقبة الأمنية. وكشف اليوروبول في العام 2022 ما يقرب من (50%) من الاعتقالات في جميع أنحاء أوروبا لنشاط إرهابي محتمل لليمين المتطرف حدثت في فرنسا.

أحبطت الأجهزة الفرنسية (9) هجمات لليمين المتطرف في 23 ديسمبر 2022 في السنوات الخمس الماضية والذي عادة ما تستهدف المسلمين والأجانب، ضمت السلطات الفرنسية في 24 ديسمبر 2022 مجموعة “زواف باريس” إلى قائمة الجماعات اليمينية المتطرفة التي تم حلها إدارياً بعد حل جمعية “جيل الهوية”. اليمين المتطرف داخل وكالات الأمن و الدفاع الألمانية، حجم المخاطر والمعالجات 

تقييم وقراءة مستقبلية

– باتت مخاطر اليمين المتطرف في فرنسا تهدد النظام الديمقراطي في فرنسا بالتزامن مع تجنب الحكومة الفرنسية الحديث عن الخطر والإرهاب الذي يشكله اليمين المتطرف على أنظمة الحكم الديمقراطية.

– شهد العام 2022 وبداية عام 2023 عدداً من العمليات التي شارك فيها اليمين المتطرف في فرنسا منها حادثة إطلاق نار في مركز ثقافي كردي، ومحاكمة مجموعة من أنصار اليمين المتطرف الذين تآمروا لاغتيال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” .

– تواجه الحكومة الفرنسية مشكلة حقيقية بسبب ترويج الأحزاب والجماعات اليمينية المتطرفة للمعلومات المضللة والدعاية المتطرفة،كما يلاحظ أن هناك تداخلًا بين مجموعات اليمين المتطرف وبين هذه الأحزاب السياسية

– شددت الأجهزة الأمنية الفرنسية من مراقبة أعضاء اليمين المتطرف الذين لديهم إيديولوجيات يمينية متطرفة ويشاركون في عنف أو مؤامرات أو أنشطة إرهابية.

– بات متوقعاً أن تخصص الحكومة الفرنسية خلال العام 2023 المزيد من الموارد لتعقب الجماعات اليمينية المتطرفة. ومن المحتمل أن يساهم تأثير صعود ونجاح الأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا على تنامي مخاطر وتهديدات المتطرفين العنيفين من اليمين المتطرف و من المرجح أن تكون هناك خلايا “سرية” الذين يخططون أو ينفذون هجمات إرهابية من تلقاء أنفسهم.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=87090

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

 

الهوامش

فرنسا: بدء محاكمة مجموعة “بارجول” اليمينية المتطرفة المتهمة بالتخطيط “لقتل ماكرون”
https://bit.ly/3L0Mrym

هجوم مسلح عنصري في قلب باريس: 3 قتلى و3 جرحى
https://bit.ly/3ygvMiH

إضرابات فرنسا: موجات غضب تهدد برنامج إصلاحات ماكرون
https://bbc.in/3L7zTFL

Far-right militias in Europe plan to confront Russian forces, a research group says.
https://nyti.ms/3IVafRM

يحملون اسماً أمازيغياً ويناصرون إيريك زيمور.. مَن هم متطرفو “زواف باريس”؟
https://bit.ly/3SS09FV

Photos de suspects et propos racistes : le tableau de chasse d’un policier pro-Zemmour sur Telegram
https://bit.ly/3SR3Rzz

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...