الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

اليمين المتطرف في أوروبا ـ أسباب تزايد المخاطر (ملف)

اليمين المتطرف في أوروبا
مارس 19, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير

اليمين المتطرف في أوروبا ـ أسباب تزايد المخاطر (ملف)

يتناول الملف بالعرض والتحليل واقع ومخاطر اليمين المتطرف في أوروبا. حيث يتطرق إلى عديد وحجم الجماعات اليمينية المتطرفة، بالإضافة إلى أسباب تنامي الأحزاب اليمينية، وتحول بعض الأحزاب من اليمين الى اقصى اليمين، وخطر هذه الاحزاب والجماعات على الأنظمة الديمقراطية وعلى المجتمعات الأوروبية، كذلك مخاطر تغلغل أو وجود الجماعات اليمينية في مؤسسات الدولة خاصة الدفاع والأمن. ويستعرض الملف الاجراءات والتدابير المتخذة من قبل الحكومات للحد من نفوذ الجماعات المتطرفة.

ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ أسباب تزايد المخاطر
  2. اليمين المتطرف في فرنسا ـ أسباب تزايد المخاطر
  3. اليمين المتطرف في بلجيكا وهولنداـ أسباب تزايد المخاطر
  4. اليمين المتطرف في بريطانيا ـ أسباب تزايد المخاطر

1- اليمين المتطرف في ألمانيا ـ أسباب تزايد المخاطر

اعتمدت استراتيجية اليمين المتطرف في ألمانيا على استغلال قضايا الرأي العام والأزمات المحلية والدولية، وتأجيج المخاوف لدى المجتمع الألماني للتجنيد والاستقطاب وتنظيم المسيرات والمظاهرات التي تهدد الديمقراطية الألمانية. وبات حزب “البديل من أجل ألمانيا” أكبر قوة انتخابية في بعض الولايات الألمانية. ويلاحظ أن العديد من الأحزاب السياسية الأخرى في ألمانيا تبنت أيديولوجيات اليمين المتطرف وفقدت ناخبيها لصالح حزب “البديل من أجل ألمانيا” في السنوات الأخيرة.

الجماعات اليمينية المتطرفة 

تنامى عدد أعضاء اليمين المتطرف في ألمانيا بشكل طفيف إلى (33900) شخص في 8 أبريل 2022 بزيادة قدرها (4%) تقريباً عن العام 2019، ويُعتقد أن حوالي (40%) من المتطرفين اليمينيين في ألمانيا يدعمون استخدام العنف لأغراض سياسية، وهناك حوالي(500) متطرف يميني خطرين ومطلوبين لدى الأجهزة الأمنية، وفر منهم إلى الخارج حوالي (79)، وتبحث الأجهزة الأمنية عن (568) متطرفاً يمينياً بينهم (145) شخصاً ارتكبوا جرائم عنيفة حتى 31 مارس 2022. ومن أبرز الجماعات اليمينية المتطرفة في ألمانيا:

  • جماعة “مواطني الرايخ” : يقدر عدد جماعة مواطني الرايخ في ألمانيا ما لا يقل عن (21000 ) حتى مارس 2022
  • جماعة “NSU” : ظلت تعمل بشكل سري لمدة عقد كامل وتم الكشف عن الجماعة اليمينية المتطرفة في عام 2011.
  • حركة “بيغيدا” : يناشد أنصارها باستمرار بدعم الاحتجاجات والمظاهرات في الشوارع الألمانية
  • “حركة الهوية” : لها فروع في الولايات الألمانية بالإضافة إلى وكالة إعلامية وكيان استشاري مالي ومتجر إلكتروني.
  • منظمة “واحد في المائة” : ترتبط تلك الحركة بعلاقات وروابط وثيقة بحركة الهوية الألمانية.
  • “كومباكت Compact” : الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشاراً في ألمانيا وتم إنشاؤها في عام 2010 وتتضمن موقعاً إلكترونياً وقناة على اليوتيوب ومجلة شهرية.

 تهديد النظام الديمقراطي 

يسعى أعضاء جماعة “مواطني الرايخ” التي لا تعترف بالدستور الألماني ولا بالاتفاقيات الدولية التي وقعتها ألمانيا إلى تشكيل جماعة إرهابية بهدف إحداث ظروف تشبه الحرب الأهلية والانقلاب على الحكم في ألمانيا. كشف الادعاء العام الألماني، في 23 يناير 2023، تفاصيل توجيه تهم الخيانة العظمى إلى خمسة أشخاص من جماعة “مواطني الرايخ” كانوا مستعدين لسفك الدماء من أجل الإطاحة بالحكومة الألمانية، وفق خطة تتألف من ثلاث خطوات، أراد المتهمون التسبب في انقطاع التيار الكهربائي في جميع أنحاء البلاد، واختطاف وزير الصحة كارل لاوترباخ وقتل حراسه إن تطلب الأمر، ثم تشكيل مجلس للإطاحة بالحكومة وتعيين زعيم جديد.

شهدت حالات التمييز العنصري “زيادة قوية” في ألمانيا، وأثارت الهجمات الإرهابية لليمين المتطرف قلق السلطات الألمانية، فعلى سبيل المثال هجوم هاناو العنصري في فبراير 2020 الذي كان ضحيته (9) مهاجرين أعاد الجدل حول خطر اليمين المتطرف وتنامي العنصرية، وقد سبب الهجوم حالة قلق وخوف لدى الساسة الألمان.

حذرت أجهزة الاستخبارات الألمانية من اقتناء المتطرفين اليمينين أراض ومبان لإقامة قواعد لأنشطتهم وترسيخ أنفسهم في المجتمعات المحلية لا سيما في المناطق الريفية من الولايات الشرقية، وفي ولاية “سكسونيا” ارتفع عدد المباني المعروفة ملكيتها لجماعات اليمين المتطرف من (5%) عام 2019  ليصل العدد إلى (27%) في العام 2020،، وإجمالاً يمتلك المتطرفون اليمينيون (146) عقاراً في كل أنحاء ألمانيا. وتستخدم العقارات لإقامة الحفلات والمؤتمرات وتدار المطاعم لكسب الأموال أو غسلها ولترسيخ النازيين الجدد وفي بعض المواقع تجري تدريبات شبه عسكرية. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ التهديدات وتدابير المواجهة

تأجيج المظاهرات وكراهية اللاجئين

تزايدت الاحتجاجات ضد خطط إقامة مراكز سكن للاجئين والمهاجرين في ألمانيا كان أحدثها تظاهرة شارك فيها نحو (500) شخص في مدينة غرايفسفالد شمال شرق البلاد في 1 مارس 2023 وكان ضمن الاحتجاج العديد من اليمينين المتطرفين. خرج أنصار حركة “بيغيدا” الألمانية في 24 أكتوبر 2022 إلى الشوارع في مدينة دريسدن بشرق البلاد وأكدت “بيغيدا ” لن تبتعد بمثل هذه البساطة. دعا حزب “البديل من أجل ألمانيا” في 8 أكتوبر 2022 لاحتجاجات على التضخّم وسياسة الطاقة التي تنتهجها الحكومة الألمانية.

تنامت في الأرباع الثلاثة الأولى من عام 2022 الهجمات على اللاجئين حيث كان هناك (65) هجوماً على منشآت للاجئين. وتقول ” ريم العبلي” مفوضة الحكومة الألمانية لشؤون الاندماج في 26 أغسطس 2022 أن “التطرف اليميني لا يزال الخطر الداخلي الأكبر”. ملف: التطرف اليميني في أوروبا وانعكاساته على الاندماج الإجتماعي

اختراق المؤسسات العسكرية الألمانية

اخترق أعضاء الجماعات اليمينية المتطرفة المؤسسات العسكرية الألمانية، حيث تكونت خلية تهدف للانقلاب على الحكم في ألمانيا تضم أفراد من رجال الأعمال وقاضية ألمانية وجندي من الجيش الألماني، وكانوا يسعون للحصول على المزيد من الأسلحة والذخائ،ر ويمتلكون العديد من الأموال السائلة وسبائك ذهبية وعملات فضية وعملات أجنبية كما كشف الإدعاء العام في 24 يناير 2023. بالإضافة إلى اكتشاف (7) أفراد داخل وحدة القوات الخاصة (SEK) في الشرطة بمدينة “مونستر” تبادلوا محتويات يمينية متطرفة في مجموعة دردشة. وكانت هناك مؤشرات في 15 أبريل 2022 على دردشة ذات محتوى متطرف شارك فيها (20) شخصاً على مدار الأعوام من 2013 إلى 2018. كما أشار تقرير للاستخبارات الألمانية في 11 أبريل 2022 إلى أن المخبرين من مكتب حماية الدستور قد دعموا النازيين بأموالهم وإمكانياتهم بدلاً من محاربتهم.

التحول نحو اليمين المتطرف

عمل الديمقراطيون المسيحيون والليبراليون مع حزب “البديل من أجل ألمانيا” عدة مرات وقد تبنت أحزاب اليسار أفكار حزب “البديل من أجل ألمانيا” وهاجمت “الأقليات الغريبة”، ونشرت نظريات المؤامرة حول “كوفيد ـ 19”.

تسجل شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” صعوداً وفق الاستطلاعات وبلغت (15%) خلال العام 2022، بعد أن تراجعت منذ عام 2020. و يشغل “حزب البديل من أجل ألمانيا ” (79) مقعداً في البرلمان الألماني. تبدو “أليس فايدل” زعيمة “البديل” متفائلة بفرص حزبها وتقول “المشاركة في تشكيل الحكومات (في الولايات) ستكون الخطوة المنطقية التالية” ومن ثمّ يمكن أن يصبح الحزب المسيحي الديمقراطي شريكاً في ائتلاف حكومي مع “البديل”، ومع ذلك استبعد المحافظون المسيحيون مثل هذه الائتلافات، ووصل الأمر إلى إصدار قرار بذلك في اجتماع عام للحزب. اليمين المتطرف داخل وكالات الأمن و الدفاع الألمانية، حجم المخاطر والمعالجات 

تقول “أورزولا مونش” الباحثة والمحللة السياسية في 7 فبراير 2023 ” لكن داخل بعض الاتحادات الحكومية التابعة للحزب المسيحي الديمقراطي، يتساءل الناس بالفعل “بصوت عالٍ وهدوء” ما هو الشيء “السيء جداً” في الواقع بشأن حزب “البديل؟”. ومن أهم أسباب التحول المجتمعي والسياسي في ألمانيا نحو اليمين المتطرف :

قضية الهجرة : يستغل اليمين المتطرف في ألمانيا قضية الهجرة في استقطاب أعضاء جدد. حيث يشير استطلاع للرأي في ألمانيا 18 ديسمبر 2022 إلى أن سياسة الحكومة الألمانية في مجال الهجرة لم تحظى بشعبية، حيث وصفها (61%) ممن شملهم الاستطلاع بأنها سيئة، من بينهم (28%) وصفوها بأنها سيئة للغاية، فيما وصفها (27%) فقط بأنها جيدة أو جيدة إلى حد ما.

التضخم وأزمة الطاقة : حذرت السلطات الألمانية في ولاية “بافاريا”  في 6 أغسطس 2022 من تزايد قوة اليمين المتطرف في ظل أزمة الطاقة، كذلك حذرت الاستخبارات الألمانية من استغلال متطرفين يمينيين للتضخم المرتفع والزيادات في الأسعار حتى يتمكنوا من استغلال الحالة المزاجية في الترويج لتطلعاتهم المناهضة للدولة.

حرب أوكرانيا : وصف “تتينو كروبالا” الرئيس المشارك في حزب “البديل من أجل ألمانيا” إرسال دبابات “ليوبارد 2” الألمانية الصنع إلى كييف بأنه عملية سطو على الجيش الألماني، وأكد “كروبالا” :”سيسرق المستشار الألماني أولاف شولتس جيشه ويخاطر بالتورط في الصراع” في 24 يناير 2023. اتهم حزب “البديل من أجل ألمانيا” وسائل الإعلام الغربية بإثارة شعوبها ضد روسيا، وزعم أن نسبة كبيرة من الألمان لا تدعم تسليم أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا. وفي ذات السياق،  يقيم أعضاء حزب “البديل من أجل ألمانيا” علاقات دبلوماسية وثيقة مع روسيا ووسائل الإعلام الروسية بحجة أن لديهم الحق في تعزيز العلاقات الدبلوماسية مع موسكو في 8 مارس 2022.  بالمقابل توجه يمينيون متطرفون من ألمانيا إلى أوكرانيا للقتال إلى جانب قوات كييف، حيث تم رصد (31) رحلة “لأشخاص لهم صلات في أوساط المتطرفين، وتتوفر لدى الأجهزة الأمنية الألمانية معلومات عن (52) مواطناً ألمانياً “على صلة بالمتطرفين” كانوا يرغبون في السفر إلى أوكرانيا.

أنشطة اليمين المتطرف على مواقع التواصل الاجتماعي

نشرت جماعات اليمين المتطرف على وسائل التواصل الاجتماعي في 4 مارس 2023 مواد دعائية ضد المؤسسات الأمنية، وسخرت من ضابطي الشرطة اللذين قتلا في بلدة “كوسيل” الغربية العام 2022. وتعد “كومباكت Compact”الوسيلة الإعلامية الأكثر انتشاراً في ألمانيا لنشر الإيديولوجية اليمينية المتطرفة. وتصب منظمة “واحد في المائة” الكثير من التركيز على التسويق الرقمي بشكل محترف خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. ويعد “معهد البحوث لسياسة الدولة” مركزاً بحثياً ينشر الأفكار اليمينية المتطرفة.

تدابير وإجراءات حكومية

نادت وزارة الداخلية الألمانية في 11 يناير 2023 إلى ضرورة تشديد قانون حيازة الأسلحة في ألمانيا، وقدمت مشروع قانون مكون من (48) صفحة تتضمن أحدى مواده أن المسدسات الفارغة والأقواس لن تكون متاحة دون حيازة ترخيص أسلحة نارية مستقبلاً. طالب المشرعون الألمان في 9 ديسمبر 2022 بتعزيز الإجراءات الأمنية في البرلمان الاتحادي “البوندستاغ”، وفحص الإجراءات الأمنية بالنسبة للبوندستاغ، والتي تحتاج لأن يتم معالجتها وتعميمها في جميع الهيئات والمؤسسات. ووضعت هيئة حماية الدستور في ولاية سكسونيا حركة “بيغيدا” منذ مايو 2022 تحت المراقبة، واعتبرتها ذات “تطلع متطرف مثبت”.

**

2- اليمين المتطرف في فرنسا ـ أسباب تزايد المخاطر

تنامى قلق السلطات الفرنسية بسبب صعود الأحزاب اليمينية، المتطرفة وزيادة تأثير الجماعات اليمينية المتطرفة في فرنسا والتي تتبنى إيديولوجيات تحض على العنف والعنصرية تجاه المهاجرين والأجانب، وتتبنى نظرية المؤامرة والاستبدال العظيم. ساعدت مواقع التواصل الاجتماعي بتصاعد الخطاب المتطرف المعادي للهجرة واللاجئين بين السياسيين وغيرهم فضلاً عن الجهود التشريعية التي تغذي أيديولوجية اليمين المتطرف. وتسعى أحزب اليمين المتطرف لاستغلال القضايا والأزمات كالربط بين الهجرة والإرهاب في محاولة لحشد تأييد الناخبين.

الجماعات اليمينية المتطرفة 

نشرت إحصائيات رسمية في 24 ديسمبر 2022 أنه في العام 2019 تم إحصاء حوالي (3000) شخص في فرنسا تجمعوا تحت راية مجموعات ذات إيديولوجيات يمينية متطرفة، ومن أبرز الجماعات والأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا.

  • مجموعة “بارجول”: أنشئت مجموعة “بارجول” في سبتمبر عام 2017، ويتواصل أعضاؤها أساساً عبر مواقع التواصل الاجتماعي لا سيما الـ ” فيس بوك”.
  • “زواف باريس ـ Les Zouaves Paris” : مجموعة يمينية متطرفة تعتمد على بث خطابات الكراهية والعنف، تتألف من أفراد تتراوح أعمارهم بين (18 – 30)عاماً.
  • حركة “الهوية” : حركة تحرض على التمييز والكراهية والعنف، ووفقاً لتركيبتها وتنظيمها العسكري يمكن اعتبارها ميليشيا خاصة.
  • حركة “غيد” : استأنفت ممارسة أنشطتها في نوفمبر 2022 بعدما حظرتها السلطات الفرنسية.
  • حزب “الاسترداد” (La Reconquête): أُسّست عام 2021 لدعم المرشح لانتخابات الرئاسة الفرنسية “إريك زمور” في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ويروّج الحزب لنظرية “الاستبدال الكبير”.
  • حزب “التجمع الوطني” : أسس “جان ماري لوبان” حزب “الجبهة الوطنية” وفي العام 2018 تحولت “الجبهة الوطنية” إلى “التجمع الوطني” بقيادة “مارين لوبان”.

مخاطر وتهديدات اليمين المتطرف

تورطت مجموعات يمينية متطرفة في أعمال عنف من بينها محاولة اغتيال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” خلال مراسم إحياء ذكرى ضحايا الحرب العالمية الأولى في شرق فرنسا في نوفمبر 2018 وحرق مساجد مسلمين. والقيام بعمليات إرهابية ضد المهاجرين في 17 يناير 2023. أعلنت فرنسا إحباط هجمات إرهابية لها من قبل اليمين المتطرف في البلاد في 23 ديسمبر 2022 والتي عادة ما تستهدف المهاجرين والأجانب، فعلى سبيل المثال استهدفت مجموعة متطرفة مركزاً ثقافياً كردياً في باريس، وتشير الكاتبة “الكسندرا شوارتزبرود” إلى أنه “يجب وضع الاعتداء” في إطار صعود المجموعات المتطرفة والعنصرية في فرنسا، والتي قد تدفع لتنفيذ اعتداءات مماثلة” في 24 ديسمبر 2022.

اليمين المتطرف ونشر المعلومات المضللة

اقترحت السياسية اليمينية الفرنسية “مارين لوبان” في 8 فبراير 2023 توظيف الأجانب غير النشطين في سوق العمل الفرنسي، والذين يمثلون حوالي (40%) من مجمل الأجانب المتواجدين، وتأتي هذه الأرقام مخالفة للإحصائيات الرسمية. حيث بلغ معدل عدم نشاط الأجانب في فرنسا (33,5%) يشمل هذا الرقم جميع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين (15 و64) عاماً، وبالتالي يتم تضمين طلاب الكليات والمدارس الثانوية والطلاب الذين لا يعملون بالتوازي مع دراساتهم في هذا المعدل، وهذه الشريحة من السكان سيكون من الصعب “دفعها للعمل” كما تطالب رئيسة التجمع الوطني.

تهديد النظام الديمقراطي

تدعو مجموعات يمينية متطرفة في فرنسا للإنقلاب على الحكم، حيث قوبل برنامج إصلاحات الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” بمعارضة من جانب قوى اليسار الفرنسي ومن اليمين المتطرف في الجمعية الوطنية الفرنسية في 19 يناير 2023. وشهدت مسيرات احتجاجية في عدد من ضواحي باريس، وبناء على الوضع الراهن هناك سيناريوهات محتملة حول مستقبل “ماكرون” كرئيس لفرنسا، منها أن يقرر الرئيس الفرنسي في حال عدم حصوله على أصوات أغلبية النواب حل البرلمان والدعوة لانتخابات تشريعية مبكرة، ولكنه قرار بالغ الخطورة لأنه على الأغلب سيؤدي لأغلبية كبيرة إن لم تكن مطلقة، لليمين المتطرف في البرلمان الفرنسي. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ التهديدات وتدابير المواجهة

أوضح “جوردان بارديلا” رئيس حزب “التجمع الوطني” اليميني المتطرف في الخامس من نوفمبر 2022 في مناسبات عدة أنه يعتزم دعم ترشيح “مارين لوبن” مجدداً في الانتخابات الرئاسية للعام 2027. ألحقت التصريحات ضرراً كبيراً بصورة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف الذي حاول منذ بداية العام2022 لعب ورقة القوة المعارضة الأولى للحكومة الفرنسية بدل معارضة النظام السياسي كما دأب عليه دائماً.

اختراق المؤسسات العسكرية

فتحت الشرطة الفرنسية تحقيقاً في يناير 2023 بعد تورط ضابط شرطة فرنسي من أنصار اليمين المتطرف في مخالفات قانونية وممارسة أعمال عنصرية ضد المهاجرين، وأعلن رفضه لنظام الحكم في فرنسا بعد عدم تصويت الفرنسيين لـ “إيريك زمور” الذي لم يتجاوز الدور الأول في الانتخابات الرئاسية وحصل على (6.9%) فقط من الأصوات، وحرص الظابط” على الانضمام إلى قناة يمينيين متطرفين على تطبيق “تليغرام” حيث بدأ ينشر أفكار عنصرية ومواقفه من العنصرية من المهاجرين. وفي العام 2021 كشفت الأجهزة الأمنية الفرنسية عن شبكة تضم عسكريين أحدهما يعمل في وزارة الدفاع الفرنسية والثاني في قاعدة بشرق البلاد إلى جانب عسكريين سابقين وهواة جمع أسلحة يشتبه في صلاتهم بـ “اليمين المتطرف.

استغلال منصات التواصل الاجتماعي

شهدت منصات التواصل الاجتماعي في فرنسا تفاعلاً واسعاً للتنديد  بانتشار الرموز الإسلامية في مدارس فرنسا، وتتم إطلاق وسم “استعادة مدارسنا ـ ReconquêteDeNosÉcoles#” خلال حملة إلكترونيّة في 16 أكتوبر 2022، نتج عنها مظاهرات احتجاجية في باريس رفضاً للرموز الإسلامية.

استنفرت أزمة أوكرانيا قادة ميليشية فرنسية من اليمين المتطرف في التاسع من مارس 2022، حيث شهد الإنترنت موجة كبيرة لجمع الأموال وتجنيد المقاتلين العازمين على السفر إلى جبهات القتال في أوكرانيا. وبعض دعوات الحشد اليمينية تركَّز نشاطها على دعم “كتيبة آزوف”، وانتشرت الإعلانات ذاتها على مواقع إلكترونية عديدة من مواقع اليمين المتطرف في فنلندا وفرنسا مثل موقع “OC” .

أسباب التحول إلى اليمين المتطرف

أشار استطلاع للرأي في 30 أغسطس 2022 إلى أن فرنسا تشهد تحولاً سياسياً واجتماعياً، إذ تتجه أكثر فأكثر نحو اليمين لا بل اليمين المتطرف على صعيد السلطة والصعيد الشعبي،  حيث أن (39%) من الذين استطلعت آراؤهم متفقون مع الأفكار والمقترحات التي يدافع عنها حزب “التجمع الوطني”، ويؤكد الاستطلاع أن النجاح الذي يحققه حزب “التجمع الوطني” لم يعد محصوراً في الأوساط الشعبية، إنما تعداها إلى مختلفة الشرائح الاجتماعية فيما يعد “تطبيعاً” مع الحزب الذي يتمتع بماضٍ إشكالي ومواقف سياسية واجتماعية جدلية.

ومن أهم أسباب التحول إلى اليمين المتطرف:

الهجمات الإرهابية : سعى اليمين المتطرف في 13 نوفمبر 2022 إلى استغلال هجمات باريس في 13 نوفمبر للتنديد بضعف الحكومة وعدم اندماج الجاليات المسلمة مع قيم الجمهورية، بالإضافة إلى ترويج الأفكار العنصرية التي وجدت في العمليات الإرهابية وقوداً يغذي آيديولوجيتها.

قضية اللجوء والهجرة : خصص حزب “التجمع الوطني” لموضوع الهجرة ملفاً مؤلفاً من حوالي (40) صفحة تحت عنوان “السيطرة على الهجرة” وانتقد فيه سياسات الهجرة ووضع مقترحات من شأنها “الدفاع عن هوية وتراث فرنسا” ودعا إلى إجراء تعديل دستوري عبر تنظيم استفتاء حول المسائل الأساسية “للسيطرة على الهجرة وحماية الجنسية والهوية الفرنسية” بهدف تبنّي مشروع قانون أبرز ما جاء فيه تجريم دخول المهاجرين إلى الأراضي الفرنسية بطريقة غير شرعية وعدم تسوية أوضاع الذين ليست لديهم أوراق.

أزمة الطاقة والتضخم : يستغل اليمين المتطرف أزمة الطاقة والتضخم في فرنسا لتعزيز مكانته داخل المجتمع الفرنسي حيث ارتفع معدل التضخم السنوي في فرنسا إلى (7%) في 31 يناير 2023 بسبب الزيادة في أسعار الطاقة وسط مخاوف من فوز حزب “الجبهة الوطنية” اليميني المتطرف بالانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2027. ملف: التطرف اليميني في أوروبا وانعكاساته على الاندماج الإجتماعي

أزمة أوكرانيا : زعم حزب “التجمع الوطني” في 5 يناير 2023 إغلاق مئات المؤسسات والشركات في البلاد نتيجة للعقوبات ضد روسيا، وحرب الطاقة التي تشنها فرنسا وأكد أن نتيجة لقرارات سياسية خاطئة للحكومة بشأن أزمة أوكرانيا

تدابير حكومية للتصدي لليمين المتطرف

أصدرت محكمة باريس الجنائية في 17 فبراير 2023 أحكاما على(3) متهمين بالسجن فترات تتراوح بين (3-4) سنوات مع إيقاف التنفيذ لعام أو اثنين لكل منهم، كما أصدرت حكماً على متهم رابع بالسجن (6) أشهر مع إيقاف التنفيذ بسبب حيازته لسلاح، وأفرجت السلطات الفرنسية عن (9) آخرين وذلك في تهمة التآمر للإعداد لعمل إرهابي.

اعتقلت السلطات الفرنسية (38) شخصاً في ديسمبر 2022 على صلة باليمين المتطرف لحيازتهم أسلحة بالقرب من “الشانزليزيه” ، كان (15) منهم على قائمة المراقبة الأمنية. وكشف اليوروبول في العام 2022 ما يقرب من (50%) من الاعتقالات في جميع أنحاء أوروبا لنشاط إرهابي محتمل لليمين المتطرف حدثت في فرنسا.

أحبطت الأجهزة الفرنسية (9) هجمات لليمين المتطرف في 23 ديسمبر 2022 في السنوات الخمس الماضية والذي عادة ما تستهدف المسلمين والأجانب، ضمت السلطات الفرنسية في 24 ديسمبر 2022 مجموعة “زواف باريس” إلى قائمة الجماعات اليمينية المتطرفة التي تم حلها إدارياً بعد حل جمعية “جيل الهوية”. اليمين المتطرف داخل وكالات الأمن و الدفاع الألمانية، حجم المخاطر والمعالجات 

**

3- اليمين المتطرف في بلجيكا وهولندا ـ أسباب تزايد المخاطر

تشهد بلجيكا وهولندا كسائر دول أوروبا تزايداً ملحوظاً في ظاهرة اليمين المتطرف، والاعتداءات العنصرية غير المبررة، والناتجة في الأساس عن تمييز قائم على أُسس طائفية وعرقية ودينية. تسعى الأحزاب اليمينية المتطرفة في بلجيكا وهولندا إلى حظر الهجرة وتقليص عدد اللاجئين في وإغلاق المساجد. وتتغذى الجماعات اليمنية المتطرفة على التطرف الإسلاموي، حيث تقوم تلك الجماعات بحشد المظاهرات وتضخيم الأخبار بعد كل عملية إرهابية لخلق فجوات داخل المجتمع وتحقيق مكاسب سياسية.

بلجيكا

الجماعات اليمينية المتطرفة 

ارتفعت أسهم خطاب أحزاب اليمين المتطرف والتيارات الشعبوية في بلجيكا، مستفيدة من تعثر الأحزاب التقليدية في التعامل مع معضلات بلجيكا الاجتماعية المتعلقة بالعمالة والبطالة والأمن والمشاكل الاقتصادية، والتي لطالما ربطت بظاهرة الهجرة والتخبط في استقبال المهاجرين وفق سياسة الحدود المفتوحة. وحصد اليمين المتطرف مزيداً من الأنصار في كل مرة كان الإرهاب يضرب بلجيكا. ووسّعت جماعات اليمين المتطرف من حضورها داخل المجتمع البلجيكي لتنمية ظاهرة الإسلاموفوبيا.

أبرز جماعات اليمين المتطرف فى بلجيكا

  • حزب “المصلحة الفلمنكية” Vlaams Belang: حزب يميني متطرف يدفع بقوة بأجندة معادية للمهاجرين. ويعد أحد أكثر الأحزاب اليمينية المتطرفة شعبية في أوروبا. يعتبر الإقليم الفلمنكي، من أكبر الأقاليم من حيث عدد السكان؛ حيث أن قرابة (60%) من سكان بلجيكا يعيشون فيه.
  • التحالف الفلمنكي الجديد New Flemish Alliance: حزب قومي فلمنكي ومحافظ تم تأسيسه كحزب يمين الوسط بهدف رئيسي هو العمل من أجل تعزيز الحكم الذاتي الفلمنكي، وفي السنوات اللاحقة ، انتقل حزب (N-VA) إلى اليمين وتبنى هوية محافظة بشكل واضح تحت قيادة بارت دي ويفر ، الذي خلف الزعيم المؤسس خيرت بورجوا. يدعو لسياسات الهجرة الخاضعة للرقابة، مع اتخاذ تدابير أقوى لدمج المهاجرين في فلاندرز وشارك في الحكومة البلجيكية 2014- 2018.
  • حركة “بيغيدا”  PEGIDA’s: تعد جماعة “الأوروبيون الوطنيون ضد أسلمة الغرب” (بيغيدا) واحدة من المنظمات اليمينية المتطرفة العنيدة، معروفة بعدائها للمهاجرين، وتحصل عبر قنوات التواصل الاجتماعي على تأييد كبير ومتعاطفين بين أوساط مثقفين.
  • منظمة “الدرع والأصدقاء” Shield & Friends: تخاطب المجموعة فئات مختلفة في المجتمع بما فيها “اليمين المحافظ” وغير الداعمين للعنف، بالإضافة إلى داعمي العنصرية والنازية. مؤسسها “دريس فانلانجتهوف” وتدرس الاستخبارات البلجيكية إمكانية إضافة “دريس” إلى لائحة الإرهاب.اليمين المتطرف في بلجيكا ـ تنامي المخاطر .بقلم بسمه فايد

تنامي أحزاب اليمين المتطرف في البرلمان

نمت الحصة الإجمالية للناخبين الذين يدعمون الأحزاب اليمينية في بلجيكا بشكل كبير في السنوات الأخيرة، فاز حزب “المصلحة الفلمنكية” اليميني بحوالي (18.5% ) من أصوات بلجيكا في عام 2019.  واحتل حزب “المصلحة الفلمنكية” المتطرف صدارة استطلاعات الرأي في مايو 2022، بنسبة (22.9%)  وهذا يزيد بنسبة (4.4%) عما حدث  في الانتخابات الأخيرة في عام 2019، فيما جاء الحزب القومي الفلمنكي (N-VA) في المركز الثاني، بنسبة  (22.4%) من المستطلعين .

وتشير استطلاعات الرأي في ديسمبر 2022 إلى أن حزب “المصلحة الفلمنكية” الحزب اليميني المتطرف المناهض للمهاجرين، سيحصل على ما يقرب من (25.5%)  من الأصوات في فلاندرز في انتخابات 2024، في حين سيحصل “الحزب القومي” من يمين الوسط (N-VA) على مايقارب (25%) في والونيا وبروكسل.

التحول نحو التطرف العنيف المسلح

تحذر الاستخبارات البلجيكية من أن اليمين المتطرف في أوروبا الغربية بدأ بتغيير نمط أنشطته، وأن قيادات بعض مجموعاته المتطرفة بدأت بأمر عناصرها بالتدريب على الرماية وحيازة أسلحة بطرق قانونية أو غير قانونية.

قُتل يميني متطرف في منطقة أنتويرب شمال بلجيكا في 28 سبتمبر 2022 خلال عملية تبادل لإطلاق النار مع عناصر من الشرطة خلال عملية تستهدف مخططاً “لاعتداء إرهابي” يدبره مقربون من أوساط اليمين المتطرف . وأشار مكتب النائب العام، المكلف قضايا الإرهاب والجريمة المنظمة في أنحاء بلجيكا، إلى أن “كمية كبيرة من الأسلحة والذخيرة” ضُبطت خلال عمليات الدهم، و”بعض تلك الأسلحة كانت مسجلة بشكل قانوني”. محاربة التطرف ـ الخطاب المتطرف في أوروبا، الأساليب والمعالجات

تهديد وحدة بلجيكا

تسعى الأحزاب اليمينية لتقسيم بلجيكا، واستقلال الإقليم الفلمنكي. قال زعيم حزب “المصلحة الفلمنكية” توم فان جريكين في يونيو 2022 إنه إذا وصل الحزب اليميني المتطرف والانفصالي الفلمنكي إلى السلطة في عام 2024 ، فسوف يعلن استقلال فلاندرز في 2029.

اختراق المؤسسات العسكرية

أكدت اللجنة البرلمانية المكلفة بمراقبة عمل الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، إن الفكر المتشدد أصبح أكثر حضوراً في الجيش البلجيكي. المخاوف جاءت بعد هروب المتطرف اليميني يورغن كورينغر، وأحد أفراد القوات الخاصة البلجيكية إلى ألمانيا في مايو 2021 ، بعد إحباط السلطات الأمنية البلجيكية مخططاً لمهاجمة مسؤولين بلجيكيين وعالم فيروسات معروف في البلاد. وعُثر عليه منتحراً في في متنزه طبيعي في مقاطعة ليمبورغ الفلمنكية (شمال شرق)، بعد مطاردة استمرت أكثر من شهر.

أنشطة اليمين المتطرف

تم تنظيم مهرجان موسيقي في ايبرس في 27 أغسطس2022 من قبل (IJzerwake)، وهي منظمة للقوميين الفلمنكيين الراديكاليين. تشمل الأعمال الرئيسية نيومان والمغني وكاتب الأغاني الهولندي فلاتلاندر الذين تربطهم علاقات بحركة النازيين الجدد هامرسكينز.

تدابير وإجراءات حكومية

عزز جهاز الاستخبارات والنظام القضائي في بلجيكا مراقبة الأوساط اليمينية المتطرفة منذ قضية يورغن كونينغز، العسكري اليميني المتطرف الذي فر من ثكنته منتصف عام 2021.

أعلنت النيابة العامة في 23 فبراير 2023. أن النائب البلجيكي اليميني المتطرف السابق دريس فان لانجينهوف سوف يُحاكم لإدلائه  بتعليقات عنصرية ومعادية للسامية في مجموعات دردشة سرية لحركة شبابية يمينية متطرفة أسسها تسمى “الدرع والأصدقاء”.

هولندا

يستفيد التيار اليميني المتطرف في هولندا من القلق الذي يسيطر على العمال والفقراء والمهمشين، فيما يتعلق بقضايا العمل والأجور والتفاوت الاجتماعي وغيرها. ويروج شعارات قوية ضد المؤسسات وضد الحكومات وضد الأحزاب التقليدية التي تداولت الحكم منذ نهاية الحرب العالمية الثانية متهماً إياها بأنها لم تفعل شيئاً للحد من ظاهرة التفاوت أو لرفع مستوى المعيشة الحقيقي للعمال وللفقراء.

وزاد من تأثير اليمينين أنهم بارعون في استخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة خصوصاً السوشيال ميديا، وتركيزهم على استخدام شعارات قومية وشعبوية. كذلك لجوء بعض الأحزاب والجماعات السياسية إلى التركيز في برامجها على قضية واحدة أو شعار واحد فقط، بدون ربط مع بقية القضايا العالقة التي يعاني منها الناخبون.

أبرز جماعات اليمين المتطرف في هولندا

  • حركة “أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب”  بيغيدا (PEGIDA’s) : تعرف هذه الحركة بجرأتها في الاستفزاز وعدم مبالاتها بالنتائج، و تنظيم حفلات أمام المساجد بقصد الإساءة لشعائر المسلمين أو حمل لافتات مسيئة لهم. مزق زعيم حركة “بيغيدا” ، إدوين واجنسفيلد، في 23 يناير 2023 نسخة من القرآن الكريم في مدينة لاهاي الهولندية. وكانت قد اعتقلت الشرطة الهولندية إدوين واجنسفيلد  في أكتوبر 2022 أثناء إقدامه على حرق نسخة من القرآن خلال حشد حضره أنصاره في مدينة روتردام.
  • حزب الحرية (PVV) : يعتبر حركة يمينية بسبب قوميته العرقية ، يقود الحزب  “غيرت وايلدرز”  ويدعو البرلمان إلى اتخاذ تدابير قوية بما في ذلك حظر بناء المساجد أو فرض ضريبة على مرتدي الحجاب الإسلامي. يسعى حزب “الحرية” اليميني المتطرف في إلى “إغلاق كافة المساجد” و”حظر القرآن”، بحسب برنامجه الانتخابي 2017-2021. تقدم عام 2021 بـ”مبادرة” مثيرة للجدل جديدة تقضي بتأسيس وزارة ستتولى مهمة “نزع الأسلمة” في البلاد. كما يدعو إلى وإغلاق الحدود أمام “الباحثين عن الحظ” والمهاجرين من الدول الإسلامية، بالإضافة إلى سحب تصاريح الإقامة الممنوحة إلى اللاجئين السوريين.
  • حزب “منتدى من أجل الديمقراطية” (FvD) : يزعمه “تييري بوديه” تأسس الحزب كمركز أبحاث متشكك في الاتحاد الأوروبي في عام 2015. تم تسريب رسائل معادية للسامية ومعادية للمثليين وعنصري في نوفمبر 2020 نشرها الحزب على لوحات الرسائل الداخلية في جناح الشباب في الحزب.
  • جماعة “حياة البيض مهمة” (White Lives Matter) : مجموعة يمينية متطرفة، عرضت رسائل العنصرية على الجسر في روتردام خلال احتفالات العام الجديد من خلال “تمنياتهم للناس في هولندا بأبيض سعيد 2023”. ودعت المجموعة على قناتها في موقع تيلجرام التي تضم أكثر من (15) مشترك المتابعين إلى إجراء “تعاون مماثل”.
  • حركة “اليمين يقاوم”: حركة يمينية متطرفة وتبنت اعتداءات عنصرية على مساجد هولندية. الإرهاب والتطرف في هولندا و بلجيكا ـ الواقع والمعوقات

تنامي أحزاب اليمين المتطرف داخل البرلمان

اتخذت الحركة اليمينية المتطرفة في هولندا بعداً آخر عندما اقتحم خيرت فيلدرز المشهد السياسي، وأسس حزب الحرية  (PVV ) في أوائل عام 2006. وشارك في الانتخابات البرلمانية في يونيو 2010 وما تلاها ليصبح ثالث أكبر قوة سياسية في هولندا.

حصلت الأحزاب الشعبوية ذات الميول اليمينية على حوالي (16%) من الأصوات في عام 2021، وهو رقم قياسي لم نشهده منذ ما يقرب من عقد من الانتخابات البرلمانية.

كان الصعود السريع لحزب “منتدى من أجل الديمقراطية” ملحوظاً بكل المقاييس. وفاز بمقعدين من أصل (150) مقعداً في مجلس النواب الهولندي بعد حصوله على (1.8%) من الأصوات في الانتخابات العامة لعام 2017. بعد ذلك بعامين، أصبح FvD أكبر حزب في مجلس الشيوخ الهولندي بعد فوزه بما يقرب من (16%) من الأصوات في انتخابات المقاطعات لعام 2019.  أعلن الحزب في يناير 2020 أنه أصبح “أكبر حزب في هولندا من حيث العضوية”، متجاوزاً بذلك الأحزاب الجماهيرية التقليدية، بما في ذلك حزب العمال والديمقراطيين المسيحيين.

احتجاجات وعنف

شهدت بلدة ألبيرخن التابعة لمقاطعة أوفرايسل شرقي هولندا في 22 أغسطس 2022 تظاهرات شارك فيها مئات المواطنين احتجاجاً على إنشاء مركز إيواء لطالبي اللجوء في بلدتهم، في مؤشّر على تغيّر مزاج بعض الهولنديين إزاء طالبي اللجوء الذين يشكل السوريون معظمهم.

استغل السياسيون اليمينيون، والمنظمات اليمينية المتطرفة جائحة COVID-19 لتعطيل النظام الديمقراطي في البلاد، وتنمية صفوف مؤيديهم وصقل مهاراتهم في إثارة العنف.، حيث اندلعت الاحتجاجات وأعمال الشغب في يناير 2021 فيما يقرب من اثنتي عشرة مدينة هولندية تحت شعار رفض الإجراءات الأكثر صرامة لاحتواء جائحة COVID-19.

تحذيرات وتدابير

حذرت وحدة مكافحة الإرهاب الهولندية (NCTV) من استمرار خطر العنف اليميني المتطرف في هولندا، لا سيما من أولئك الذين يحشدون الإنترنت خارج السياسة السائدة، كما يعتقد أنه حدث مع أعمال الشغب. وفي أبريل 2022 حذرت وكالة الأمن والاستخبارات الهولندية (AIVD) في تقريرها من أن احتمال وقوع هجمات إرهابية من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة في البلاد آخذ في الازدياد، وأن هذه الجماعات أشادت بالفوضى، واستبعدت الأقليات، وغضت الطرف عن العنف بهدف ثورة عنيفة في هولندا، كما أكد على أن التحريض للعنف أصبح أكثر انتشاراً بين الجماعات اليمينية المتطرفة، وأن أعضاءها يمجدون العنف في مجموعات الدردشة المغلقة عبر الإنترنت.

حذر باحثون في نوفمبر 2022 من أن المتطرفين اليمينيين والمناهضين للحكومة في المقاطعات الهولندية يمرون دون أن يلاحظهم أحد لأن وكالات الاستخبارات تركز جهودها على الجهاديين.  إن حوالي نصف الحوادث في المنطقة منذ عام 2018 كانت مرتبطة بالمشاعر المناهضة للحكومة.

**

4- اليمين المتطرف في بريطانيا – أسباب تزايد المخاطر.

توالت التحذيرات من مخاطر تصاعد تيار اليمين المتطرف في أوروبا بشكل عام وبريطانيا بشكل خاص، لا سيما مع استمرار زحف التيار اليميني إلى السلطة في عدد من الدول الأوروبية على مدار الأشهر الماضية، الأمر الذي شجع جماعات وأحزاب اليمين المتطرف على الظهور مجدداً بقوة في بريطانيا مستغلة الظروف التي يشهدها العالم، من هجمات إرهابية وجائحة كورونا والحرب الأوكرانية من جانب، والظروف الاقتصادية والإضرابات التي تعيشها بريطانيا من جانب آخر، ما ينذر بمخاطر عديدة لا حصر لها من تزايد أعداد جماعات اليمين المتطرف واستقطاب مؤيدين لها بخطاب معادِ لسياسات بريطانيا في ملفات الهجرة واللجوء عبر وسائل الإعلام التقليدي والإلكتروني.

خطر اليمين المتطرف

رغم حظر بريطانيا لهذه الجماعة في ديسمبر 2016 والحكم على المؤسس المشارك للجماعة إليكس ديفيز في مايو 2022 بالسجن لأكثر من ثماني سنوات،  إلا أن أدواتها في نشر الدعاية المتطرفة تتطور يوما بعد يوم بتطور التكنولوجيا. لذا حملت مؤشرات اليمين المتطرف في بريطانيا خلال عام 2022 عدة دلالات على زيادة المنتمين للجماعات اليمينية المتطرفة بزيادة المخططات الإرهابية التي تم إحباطها. وأعلنت الأجهزة الأمنية عن كشفها (12) مخططًا لمتطرفين يمينيين في 14 يناير 2022، كما هاجم يميني متطرف مركزاً للمهاجرين في “دوفر” في 30 أكتوبر 2022.

وباستخدام هذه الجماعات لشبكة الإنترنت في استقطاب عناصر، شهدت فترة جائحة كورونا ارتفاعا ملحوظا لدعاية الجماعات اليمينية عبر شبكات التواصل الاجتماعي لتصل الزيادة إلى (40%)، وتمثل المحتوى المتطرف في تحريض مستخدمي الإنترنت على نقل عدوى فيروس كورونا إلى الجاليات الأقلية في بريطانيا ما ساهم في نشر الكراهية بين أجيال جديدة لا سيما وأن (50%) من المستهدفين مراهقين. وفي العام نفسه حذرت الشرطة البريطانية من طبيعة الدعاية المتطرفة التي تصاعدت منذ بريكست حيث تنتمي ثلث المخططات الإرهابية منذ 2017 إلى دوافع يمينية متطرفة.

أبرز جماعات اليمين المتطرف

  • حزب الاستقلال البريطاني: أُنشأ بهدف دعم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ويعود تأسيسه لعام 1993 بزعامة آن ماري ووترز.
  • رابطة الدفاع الإنجليزية: تعد من الجماعات اليمينية المتشددة في بريطانيا، واعتمدت في تشكيلها على يد تومي روبنسون في 27 يونيو 2009 على تاريخها القديم في أوروبا منذ ثلاثينيات القرن الماضي بدعوة البريطانيين إلى المظاهرات والترويج للعنصرية ضد الجالية المسلمة.
  • جماعة الملائكة التسعة الشيطانية: من أقدم الحركات اليمينية في بريطانيا ويعود تاريخها إلى ستينيات القرن الماضي، ونجحت في الانتشار إلكترونيًا بنشر دعاية متطرفة.
  • جماعة البديل الوطني الجديدة: ظهرت في 2019 بدعوة التحريض ضد قيود الإغلاق نتيجة كورونا، ما سمح لها بجذب مراهقين لخطاب معادي ضد المهاجرين والسكان غير البيض خاصة مع زيادة عدد المهاجرين لبريطانيا.
  • حركة بريطانيا أولا: تأسست على يد أعضاء سابقين لحزب التحالف الوطني في عام 2011، وتدريجيا تحولت لحزب سياسي في سبتمبر 2021.
  • حركة الهوية: تمتد في عدة دول أوروبية للتحريض ضد سياسات الهجرة والمسؤولين عنها.

تغلغل الجماعات اليمينية داخل مؤسسات الدولة

تسير الجماعات اليمينية المتطرفة على نفس نهج الجماعات الإسلاموية في بريطانيا باختراق مؤسسات الدولة التعليمية والأمنية والعسكرية، بهدف بناء قاعدة شعبية كبيرة من فئات عمرية مختلفة من ناحية، والتقرب أيضا من دوائر صناع القرار والسياسيين من ناحية أخرى. ومع بداية تدفق المهاجرين لبريطانيا في ستينيات القرن الماضي، بدأت الجماعات اليمينية الصغيرة في التوغل داخل الأحزاب السياسية ما سمح لها بتشكيل أحزاب مثل الحزب الوطني البريطاني في الثمانينيات الذي اخترق العمل السياسي حتى تمكن من الفوز بـ (44) مقعدًا في برلمان 2006. كما نشر التيار اليميني البريطاني دعاية له داخل الجامعات ومنها انتقل للفضاء الإلكتروني بإجراء ندوات تثير مسألة الهجرة وتداعياتها على بريطانيا، لذا نجحت جماعة “بريطانيا أولاً” اليمينية أن تصبح حزبًا سياسيًا وترشح أفرادًا في الانتخابات المحلية في مايو 2022 رغم أنها معروفة بممارساتها المعادية للمسلمين.

ووصلت الجماعات اليمينية إلى المؤسسات الدفاعية والأمنية، وفي 1 أبريل 2021 اتُهم ضابط شرطي يدعى ” بنجامين هانام” بالانتماء لجماعة العمل الوطني اليمينية في مارس 2016 والاشتراك في مظاهرات ” المسيرة الحديدية” وحيازة منشورات متطرفة تحرض على أعمال عنف. كشفت تحقيقات في 26 فبراير 2023 عن وجود مجموعة سرية تحت اسم ” مجموعة القضايا الجديدة” في البرلمان البريطاني، وتم تدشينها بهدف قيادة حملة ضد المسلمين في بريطانيا تحت قيادة لوردات بريطانيين وبرئاسة اللورد مالكولم بيرسون خلال عام 2012، حتى تمكنت من الحصول على نحو (112) ألف جنيه إسترليني بين عامي 2012 و2014. وأثارت هذه التحقيقات مخاوف نظرا لقدرة الجماعات المتطرفة على التغلغل بين سياسيين داخل مجلس اللوردات الحُجرة العليا بالبرلمان والعمل في سرية لمدة طويلة، مع مجموعات اليمين المتطرف والداعمة لنشر مفهوم الإسلاموفوبيا وتشكيل مجموعة ضغط على الحكومة بشأن سن قوانين تروج للعنصرية.اليمين المتطرف داخل وكالات الأمن و الدفاع الألمانية، حجم المخاطر والمعالجات 

 عوامل تمدد اليمين المتطرف

رغم أن نظام التصويت في الانتخابات البرلمانية البريطانية لا يسمح للأحزاب اليمينية الصغيرة بالتمثيل بداخله، إلا أن هناك سبعة أسباب دعمت تمدد اليمين المتطرف في المملكة المتحدة.

– استغلال الجماعات اليمينية حزب المحافظين كأداة لنشر أفكارها مثل دعوات الانسحاب من التكتل الأوروبي والتنديد بسياسات الهجرة ورفع شعارات معادية للمسلمين.

– شعور التيار اليميني بالانتصار في بريكست بتغذية الفكر المعادي للاتحاد الأوروبي بالمظاهرات.

– احتضان بريطانيا للجماعات الإسلاموية مثل جماعة الإخوان، منح التيار اليميني فرصة للضغط على السياسيين والترويج لأفكار مغلوطة بشأن انتشار التطرف ووجود جاليات مسلمة.

– خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حرمها من تشريعات ومعلومات متداولة داخل لجنة مكافحة الإرهاب بالبرلمان الأوروبي بشأن آليات محاربة التطرف، وحق نقل اللاجئين إلى الدولة التي وصلوا لها في الاتحاد، ما فاقم من أزمة اللاجئين وفتح الباب أمام التيار اليميني لاستخدامها ضد الحكومة.

– توظيف الجماعات اليمينية خلال فترة جائحة ” كورونا” للتكنولوجيا بكثرة لنشر دعاية متطرفة عبر التطبيقات الإلكترونية.

– الحرب الأوكرانية وتنامي الروح القتالية لدى المنتمين لليمين المتطرف وحملهم لأسلحة متطورة.

– سوء الأوضاع المعيشة وارتفاع أسعار السلع ونسبة التضخم منذ اتفاق بريكست.

التعاون بين التيارات اليمينية

يتمثل التنسيق بين الأحزاب اليمينية في الدعوة لمظاهرات والمشاركة فيها، حيث شنت هذه الأحزاب حملة ضد اللجوء والهجرة في 11 أكتوبر 2020 بالهجوم على فنادق تضم طالبي لجوء وحملة أخرى لانتظار مهاجرين على الشواطئ التي يصلون إليها عبر قناة المانش، وخلال فترة كورونا نشرت التيارات دعوات محرضة عبر الإنترنت بنقل عدوى الفيروس للأقليات في بريطانيا. وفي 2017 وحدت هذه التيارات اليمينية خطابها في المظاهرات لجذب أصوات مؤيدة لبريكست.اليمين المتطرف في بلجيكا ـ تنامي المخاطر .بقلم بسمه فايد

العلاقة بين اليمين المتطرف والجماعات الإسلاموية المتطرفة

تبدو للوهلة الأولى أن المصالح بين اليمين المتطرف والجماعات الإسلاموية متضاربة، ولكن في حقيقة الأمر هناك مشتركات في الأفكار والتطبيق وأيضا منافع متبادلة بينهما للترويج للمنهج حيث يشترك الجانبان في التطرف ووسائل نشره وطريقة استقطاب مؤيدين لهذه الأفكار نظرا للاقتناع بمنهج إقصاء الآخر والتغلغل داخل دوائر السياسة تمهيدًا للوصول إلى السلطة. ويجد اليمين المتطرف في الهجمات الإرهابية التي تتبنها الجماعات الإسلاموية مبرر للضغط على الحكومات ورفض سياسات اللجوء ونشر مفهوم الإسلاموفوبيا ورفض اندماج الجاليات المسلمة في المجتمع الغربي، وفي المقابل تجد الجماعات الإسلاموية في الوقائع العنصرية ضد المسلمين فرصة لتصدير أنفسهم كضحية أمام الرأي العام والنأي عن شبهة التطرف.

وسائل نشر اليمين المتطرف أفكاره

تنوعت أدوات التيار اليميني البريطاني في استقطاب مؤيدين ونشر التطرف عبر ثلاث أدوات: –

  • الحشد للمظاهرات ونشر الأفكار داخل مجتمعات صغيرة مثل الجامعات والمدارس ومقرات العمل.
  • المؤثرون عبر مواقع التواصل الاجتماعي لقدرتهم على الوصول إلى أكبر عدد ممكن من مستخدمي هذه المواقع، مثل زعيم رابطة الدفاع الإنجليزية تومي روبنسون.
  • التطبيقات الإلكترونية مثل “تليغرام”، و” يوتيوب” و” انستغرام” للانتشار السريع والواسع للمحتوى.

 مخاطر نشر الدعاية

دارت اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يمينيين عقب إشعالهم للنيران في سيارة شرطة في 11 فبراير 2023 اعتراضا على استضافة طالبي لجوء في فندق في ليفربول، وتثير هذه الوقائع مخاوف من تمدد التيار اليميني وفقدان بريطانيا السيطرة عليه في ظل استمرار الحرب الأوكرانية وعلاقة بعض الجماعات اليمنية بكتيبة “آزوف” بأوكرانيا، واستخدام التكنولوجيا كوسيلة لنشر التطرف، ما يؤدي لزيادة المنتمين لهذا التيار ويعرض طالبي اللجوء والمهاجرين للخطر ويهدد تعايش واندماج الجالية المسلمة في المجتمع البريطاني.ملف: التطرف اليميني في أوروبا وانعكاساته على الاندماج الإجتماعي

إجراءات حكومية لمواجهة اليمين المتطرف

أصدر القضاء البريطاني في 27 يناير 2023 حكماً على مراهق بالسجن لأكثر من (11) عاماً بتهمة نشر محتوى يروج لعقيدة يمينية متطرفة. شددت مراجعة لبرنامج مكافحة الإرهاب البريطاني ” بريفنت” في 10 فبراير 2023 على ضرورة مواجهة اليمين المتطرف نظرا لما يشكله من خطورة. وكان قد تم إحالة (6406) أشخاص إلى برنامج بريفنت في نهاية مارس 2022، من بينهم (20%)  منهم لمخاوف خاصة باليمين المتطرف و (16%) لمخاوف خاصة بالتطرف.

و اتخذت بريطانيا وفي وقت سابق خطوات لمكافحة اليمين المتطرف، عبر توسيع سلطة الداخلية البريطانية في مكافحة التطرف، وتكوين قوة أمنية لمجابهة حرب الإرهابي الإلكتروني وتشديد العقوبات على مرتكبي العمليات الإرهابية، ورغم هذه الإجراءات قدمت بعض المنظمات في 21 فبراير 2023 انتقادا للحكومة البريطانية في التعامل مع خطر اليمين المتطرف وما نتجه عنه من انتشار العنصرية والإسلاموفوبيا نتيجة عدم سن قوانين صارمة لمواجهة التطرف.

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– هاجمت جماعات من اليمين المتطرف والنازيين الجدد المبانى الخاصة باستقبال اللاجئين ودور العبادة، وبالرغم من أن حزب “البديل من أجل ألمانيا” ليس له دور مباشر في هذه الهجمات، لكنه ساعد بلا شك في خلق مناخ سياسي يرجح فيه وقوع أعمال عنف.

– تبنت العديد من الأحزاب المعتدلة مواقف حزب “البديل من أجل ألمانيا” في اعتقاد حقيقي بأنها طريقة لكسب الناخبين، وفي حالات أخرى تم استيعاب أحزاب ألمانية معتدلة لليمين المتطرف للحد من نموه.

– يستغل اليمين المتطرف قضايا الرأي العام مثل الهجرة والهجمات “الإسلاموية” الإرهابية وأزمة الطاقة وأزمة أوكرانيا والتضخم في حشد وتأجيج المظاهراات والاحتجاجات واستقطاب أعضاء جدد لخدمة أجندتهم السياسية.

– تبذل الأجهزة الأمنية الألمانية جهوداً كبيرة على مستوى الولايات وعلى المستوى المحلي من أجل مواجهة إيديولوجيات اليمين المتطرف ودعم قيم التسامح و التعايش

– يعتبر شرق ألمانيا المعقل الرئيسي لأحزاب وجماعات اليمين المتطرف والتي تقدم نفسها كممثلة لمصالح الولايات الألمانية، ومن المرجح إذا استمر الأمر على ذلك المنوال ستحقق الأحزاب اليمينية المتطرفة نتائج كبيرة خلال الانتخابات القادمة.

– تبقى ألمانيا خلال العام 2023 تواجه مشكلة مع التطرف اليميني، بالتزامن مع صعود حزب “البديل من أجل ألمانيا” الذي يعمل بشكل فعال كذراع برلماني لحركات وجماعات اليمين المتطرف.

**

– باتت مخاطر اليمين المتطرف في فرنسا تهدد النظام الديمقراطي في فرنسا بالتزامن مع تجنب الحكومة الفرنسية الحديث عن الخطر والإرهاب الذي يشكله اليمين المتطرف على أنظمة الحكم الديمقراطية.

– شهد العام 2022 وبداية عام 2023 عدداً من العمليات التي شارك فيها اليمين المتطرف في فرنسا منها حادثة إطلاق نار في مركز ثقافي كردي، ومحاكمة مجموعة من أنصار اليمين المتطرف الذين تآمروا لاغتيال الرئيس الفرنسي “إيمانويل ماكرون” .

– تواجه الحكومة الفرنسية مشكلة حقيقية بسبب ترويج الأحزاب والجماعات اليمينية المتطرفة للمعلومات المضللة والدعاية المتطرفة،كما يلاحظ أن هناك تداخلًا بين مجموعات اليمين المتطرف وبين هذه الأحزاب السياسية

– شددت الأجهزة الأمنية الفرنسية من مراقبة أعضاء اليمين المتطرف الذين لديهم إيديولوجيات يمينية متطرفة ويشاركون في عنف أو مؤامرات أو أنشطة إرهابية.

– بات متوقعاً أن تخصص الحكومة الفرنسية خلال العام 2023 المزيد من الموارد لتعقب الجماعات اليمينية المتطرفة. ومن المحتمل أن يساهم تأثير صعود ونجاح الأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا على تنامي مخاطر وتهديدات المتطرفين العنيفين من اليمين المتطرف و من المرجح أن تكون هناك خلايا “سرية” الذين يخططون أو ينفذون هجمات إرهابية من تلقاء أنفسهم.

**

– يستقطب صعود اليمين المتطرف بنية المجتمع البلجيكي والهولندي، ويقسم التوجهات فيها، ويفاقم من ردود الفعل على شعارات “الإسلام فوبيا” ومعاداة المهاجرين والكراهية والعنف، لا سيما حين تتوافر بيئات حاضنة لها بشكل عفوي أو منظم بأساليب أبعد من الشعارات المرفوعة أو المحفزة لها.

– يزداد تأثير خطاب اليمين المتطرف لاسيما وأنهم بارعون في استخدام تكنولوجيا الاتصالات الحديثة خصوصاً مواقع التواصل الاجتماعي لاستقطاب الشباب والمتعاطفين.

– تدرك الأجهزة الأمنية البلجيكية والهولندية مخاطر اليمين المتطرف والذي لا يقل خطورة عن التنظيمات الاسلاموية المتطرفة. حيث تثير خطابات اليمين المتطرف التي تحض على الكراهية بالفعل مخاوف المسلمين في البلاد، مما قد يؤدى إلى تصاعد حدة النقاش الموجود ليصل الأمر أحياناً إلى معارك ومشادات بين أنصار اليمين المتطرف وأنصار التطرف الإسلاموى  .

– لا يستبعد أن يقوم اليمين المتطرف بتنفيذ هجمات من جانب عناصر تابعة لليمين المتشدد في بلجيكا وهولندا بحجة “الحماية من المهاجرين واللاجئين “.

– ينبغي مراقبة السلطات لمجموعات اليمين المتطرف ورصد التصرفات العنصرية. ورصد الحملات الدعائية على مواقع التواصل الاجتماعي لعناصر اليمين المتشدد. حذف خطابات الكراهية والتعليقات العنصرية من مواقع التواصل الاجتماعي. والبحث عن آليات جديدة من أجل منع استقطاب الشباب إلى الأفكار العنصرية. تخلص الأحزاب السياسية من العناصر المتطرفة بين صفوفها.

– يتطلب على حكومتي بلجيكا وهولندا الاهتمام بإيجاد حلول للمشاكل الاقتصادية والاجتماعية للفئات المهمشة مثل العمال والفقراء حتى لا تكون منفذ يستغله التيارات المتطرفة لجذب مزيد من المؤيدين ، كما يفترض  سعى المؤسسات الاسلامية .

**

تكمن خطورة اليمين المتطرف البريطاني في ستة عوامل: –

  •  اتباع اليمين المتطرف أسلوب التخفي والتحايل على القانون في نشر الدعاية واستقطاب الشباب في الجامعات عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
  •  العلاقة الوطيدة بين بعض جماعات اليمين بكتيبة ” آزوف” بأوكرانيا والتواصل المباشر مع جماعات اليمين بأوروبا والولايات المتحدة ما يهدد بتصاعد النزعة القومية.
  • العامل الثالث:  توقيت تنامي التيار مع تصاعد الإضرابات في القطاعات الحيوية ببريطانيا، ما يسمح للتيار بتقديم نفسه كبديل للسلطة أو استغلال الاحتجاجات للحصول على مطالبه الخاصة.
  • العامل الرابع:  تأصل الفكر اليميني المتطرف في بريطانيا لعقود ممتدة، أدى لنشأة مصالح متبادلة قوية بين اليمين المتطرف والجماعات الإسلاموية ما يهدد أمن بريطانيا.
  • العامل الخامس: العلاقة التاريخية بين بريطانيا وجماعة الإخوان تخدم أهداف اليمين المتطرف في ترويج أفكاره.
  • العامل السادس: مواكبة التيار للتطور التكنولوجي واستخدامه في نشر الدعاية ما يزيد من أعداد اليمينيين المتطرفين.

أما عن سياسات بريطانيا في مواجهة هذه المخاطر، نجد أنها لا تسير بنفس الوتيرة على مدار السنوات الماضية، وربما انشغال الحكومات البريطانية المتعاقبة بأمور اقتصادية وتداعيات بريكست وأخيرًا الحرب الأوكرانية، يشير إلى احتمالية تراجع استراتيجية مكافحة تطرف التيار اليميني.

أما علاقة بعض الأحزاب بهذه التيارات ـ اليمين المتطرف يثير الشكوك حول قدرة السياسيين على اتخاذ إجراءات صارمة نحوه، واختراق اليمين المتطرف للبرلمان ومؤسسات عسكرية يتسبب في إضعاف موقف البرلمان من سن قوانين لمكافحة التطرف ويزيد من تراجع الثقة بين البريطانيين والمسؤولين، لذا يجب تشديد الرقابة على المحتوى المتطرف عبر شبكة الإنترنت وداخل الجامعات، وتتبع العلاقات بين اليمين المتطرف وباقي الجماعات المتطرفة داخل وخارج بريطانيا.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=87189

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

الهوامش

Germany: 5 charged with treason in suspected terror
https://bit.ly/3YvsGlW

‘Weapons arsenal’ found at home of Reichsbürger extremist
https://bit.ly/3YlR6ya

German far-right growing and more prone to violence – govt agency
https://bit.ly/3J6fMVP

عينه على الحكم.. 10 سنوات على حزب “البديل” اليميني الشعبوي!
https://bit.ly/3JekS3u

احتجاج جديد بألمانيا على إنشاء مأوى لاجئين.. بمشاركة اليمين المتطرف
https://bit.ly/3Ypf3o0

**

فرنسا: بدء محاكمة مجموعة “بارجول” اليمينية المتطرفة المتهمة بالتخطيط “لقتل ماكرون”
https://bit.ly/3L0Mrym

هجوم مسلح عنصري في قلب باريس: 3 قتلى و3 جرحى
https://bit.ly/3ygvMiH

إضرابات فرنسا: موجات غضب تهدد برنامج إصلاحات ماكرون
https://bbc.in/3L7zTFL

Far-right militias in Europe plan to confront Russian forces, a research group says.
https://nyti.ms/3IVafRM

يحملون اسماً أمازيغياً ويناصرون إيريك زيمور.. مَن هم متطرفو “زواف باريس”؟
https://bit.ly/3SS09FV

Photos de suspects et propos racistes : le tableau de chasse d’un policier pro-Zemmour sur Telegram
https://bit.ly/3SR3Rzz

**

Far-right Vlaams Belang party wants to declare Flemish sovereignty in 2029
https://bit.ly/42dyV0C

Why is the far right so much stronger in Flanders than in Wallonia?
https://bit.ly/3JKCIuY

Man dies in Belgian police raid on suspected far-right extremists
https://bit.ly/42kir78

Populists in Europe – especially those on the right – have increased their vote shares in recent elections
https://pewrsr.ch/42kiwaW

NCTV Threat Assessment: threats in and to the Netherlands more vague and multifaceted
https://bit.ly/3yEKWyy

Far-right group claims responsibility for racist slogans in Netherlands
https://bit.ly/406LWrz

Far-right extremism is quietly increasing, researchers warn
https://bit.ly/3ZIn2OB

القضاء الهولندي يثبت إدانة النائب اليميني المتطرف فيلدرز بـ”الإهانة الجماعية” بعد أن وعد بـ”أقل مغاربة”
https://bit.ly/3ZIncFH

**

The Radical Right in Britain
https://bit.ly/3YChqUK

Letters: in the UK, the far right works from within
https://bit.ly/3ZUrI3B

بريطانيا.. خبراء يحذرون من تصاعد هجمات اليمين المتطرف
https://bit.ly/3ZOoRt0

الحكم بالسجن 11 عاما على مراهق بريطاني روج لإرهاب اليمين المتطرف
https://bit.ly/3LgzUY0

Britain’s Growing Far-Right Party Is a Serious Threat
https://bit.ly/3l4P6N6

كيف غذت إشاعات اليمين المتطرف العداء للاجئين في بريطانيا؟
https://bit.ly/40287Pb

Government has failed to address UK’s far-right threat, says open letter
https://bit.ly/3l81WKv

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...