الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

 اليمين المتطرف في ألمانيا ـ حركة “بيغيدا” تخرج للشوارع مجدداً. بقلم حازم سعيد

 اليمين المتطرف
نوفمبر 14, 2022
الباحث حازم سعيد

الباحث حازم سعيد

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

 حازم سعيد : باحث  في المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ ألمانيا وهولندا

 اليمين المتطرف في ألمانيا ـ حركة “بيغيدا” تخرج للشوارع مجددا

تشكل حركة “بيغيدا” تهديداً على المجتمع الألماني، فدائماً ما تستغل الحركة قضية اللجوء والهجرة كذلك استغلال الأزمات كأزمة الطاقة وأوكرانيا و”كوفيد 19″ لبث دعايتها المتطرفة، وساهم صعود “حزب البديل من أجل ألمانيا” في تزايد شعبية حركة “بيغيدا” كما بدأت مخاطرها تتزايد عبر تكوين شبكات يمينية متطرفة لاستقطاب وتجنيد الشباب على مستوى أوروبا لاسيما ألمانيا.

حركة “بيغيدا”

تأسست حركة “بيغيدا” كحركة مناهضة للإسلام واللاجئين في ألمانيا، ودائماً ما تستغل الحركة الأزمات المرتبطة بالهجرة واللجوء لبث دعايتها اليمينية المتطرفة في المجتمع الألماني. وتحذر الحركة من خلال دعايتها اليمينية ومظاهراتها المتكررة من “أسلمة ألمانيا والغرب” بفعل تدفق المهاجرين في 24 أكتوبر 2022. تبحث حركة “بيغيدا” بشكل عام عن استقطاب وحشد أفراد الطبقة الوسطى في ألمانيا، ويتبنى مؤيدو حركة “بيغيدا” فكرة أن المجتمع الألماني في حاجة إلى أن “يفيق” إلى تهديدات “الإسلاميين المتطرفين” ، ودائما ما يتهمون السلطات الألمانية بالفشل في تطبيق القوانين المتعلقة بمكافحة الإرهاب والهجرة.

أنشطة حركة “بيغيدا” 

خرج أنصار حركة “بيغيدا” الألمانية إلى الشوارع في مدينة “دريسدن” في 24 أكتوبر 2022 للتظاهر ضد سياسات الحكومة الألمانية تجاه أزمة الطاقة والعلاقات مع روسيا، وجاء في الدعوة إلى المسيرة التي وجهتها الحركة أن “حركة بيغيدا لن تبتعد بمثل هذه البساطة” وانضم إلى المجموعة “لوتس باخمان” رئيس حركة “بيغيدا” الذي صنفته هيئة حماية الدستور ـالاستخبارات الداخلية الألمانيةـ على أنه يميني متطرف.

تظاهر في ولاية “تورينغن” حوالي (36000) شخص في الشوارع في الثاني من أكتوبر 2022 وحذر”بودو راميلو ” رئيس وزراء ولاية “تورينغن” من تطورات الاحتجاجات في ألمانيا الشرقية و أن”بيغيدا جديدة آخذة في الظهور”.

تنامت قدرة “PEGIDA” على الحشد والاستقطاب أثناء جائحة كورونا ـ كوفيد19ـ وعمليات الإغلاق المرتبطة بها وتحول خطاب “PEGIDA” من إطار ثقافي في الغالب إلى خطاب قائم على نظريات المؤامرة المتعلقة بالصحة، وانتقادات سياسات الإغلاق في الثالث من يونيو 2021. وعلى الرغم من أن جميع ألمانيا قد تأثرت بنفس القدر بالإغلاق إلا أن “PEGIDA ” أصرت على أن القيود المفروضة على الحياة العامة والخاصة تنطبق فقط على “الألمان” لأن السلطات الألمانية لم تفرض قيودًا على المجتمعات المسلمة.

رصد “توماس هالدنفانغ” رئيس هيئة حماية الدستور الألمانية في 15 يناير 2022 بين المتظاهرين المناوئين لسياسة مكافحة جائحة كورونا أوساطاً جديدة معادية للدولة، وأشار المسؤول الأمني الألماني إلى أنه ليس من الممكن الآن تحديد حجم هذه الفئة لأنها تضم أطيافاً شديدة التباين وتابع: “أوجه تشابه متزايدة بين حركة “بيغيدا” اليمينية المتطرفة ورافضي كورونا”، مشيراً إلى أنهم أحيانا يرفعون نفس الشعارات”.

يعد “معهد البحوث لسياسة الدولة” مركزاً بحثياً ينشر الأفكار اليمينية المتطرفة حيث شارك في تأسيسه العام 2000 الكاتب والناشط “غوتز كوبيتشيك ـ Götz Kubitschek” الذي كان متحدثاً بشكل منتظم في التظاهرات التي نظمتها حركة “بيغيدا” في الولايات الألمانية بين عامي 2015 و2016. كما ساعد “كوبيتشيك ” في تطوير الأفكار الإيدلوجية لمنظمتي “واحد في المائة” و “حركة الهوية الألمانية” ودائماً ما ينشر المركز دراسات وأوراق بحثية تحض على كراهية الأجانب واللاجئين. اليمين المتطرف في ألمانيا ـ التهديدات وتدابير المواجهة

علاقات حزب البديل وحركة “بيغيدا”

نشر متطرفون يمينيون أيديولوجيات مناهضة للدستور الألماني عبر منصات حركة “بيغيدا” الإلكترونية في إطار حملتها ضد ما وصفته حركة الاحتجاج بـ “أسلمة الغرب”. كما استخدم حزب “البديل من أجل ألمانيا” منصة “PEGIDA” الإلكترونية في حملاته الانتخابية، وساهم صعود “حزب البديل من أجل ألمانيا”وحصوله على العديد من المقاعد داخل البرلمان الاتحادي الألماني “البوندستاغ” في تزايد شعبية حركة “بيغيدا”. وفي عام 2019 نظمت حركة “بيغيدا” مسيرات ومظاهرات تجمع فيها آلاف الأشخاص وأعضاء من حزب “البديل من أجل ألمانيا”.

تعمقت الروابط بين “غوتز كوبيتشيك ” و”بيورن هوكه” أحد أبرز رموز الجناح المتطرف في حزب “البديل” وشارك “كوبيتشيك” في مؤتمرات معظم المتحدثين فيها ينتمون إلى “الجناح” المتطرف داخل حزب “البديل من أجل ألمانيا. وأكد مكتب حماية الدستور في 23 يونيو 2021 إن إيدلوجية منظمة “معهد البحوث لسياسة الدولة” التي تقوم على حرمان الأقليات العرقية من حق الانتماء إلى الهوية الوطنية، تمثل انتهاكاً لمبادئ المساواة والكرامة الإنسانية المنصوص عليها في الدستور الألماني. اليمين المتطرف داخل وكالات الأمن و الدفاع الألمانية، حجم المخاطر والمعالجات 

حركة “بيغيدا” في أوروبا

تبنت أفكار حركة “بيغيدا” في العديد من الدول الأوروبية من قبل نشطاء محليين في دول مثل “النمسا والدنمارك وهولندا والنرويج والسويد” وتشترك حركة “بيغيدا” على مستوى دول أوروبا في بعض السمات الرئيسية كالنزعة القومية والشعور قوي بالهوية الوطنية والثقافية إلى درجة اعتبار أن اندماج اللاجئين والأجانب وثقافات أخرى يشكل تهديدا على تلك الهوية.

عقدت “PEGIDA ” تظاهرات ومسيرات في “14” مدينة أوروبية مختلفة بما في ذلك “وارسو وتالين وبراغ وغراتس وبراتيسلافا وأمستردام ودريسدن “. ففي 22 أكتوبر 2022 تجمع عدد من أنصار حركة “بيغيدا” الهولندية في ساحة محطة “روتردام” بغرض إحراق نسخة من القرآن الكريم في استفزاز واضح للجاليات المسلمة في هولندا، ما دفع السلطات الهولندية إلى اعتقال “خيرت فيلدرز” زعيم حركة “بيغيدا” أثناء محاولته حرق “القرآن الكريم” كما سعت “PEGIDA” للتظاهر في مدينة “أيندهوفن” الهولندية جنوب “أمستردام” في 24 يناير 2021 حرق القرآن في السويد ـ تخادم اليمين المتطرف والإسلام السياسي . بقلم Andie Flemström

تم تأسيس “Pegida UK” على غرار الحركة الألمانية وتظاهر حوالي “200” متظاهر بـ “مسيرة صامتة” نظمها فرع المملكة المتحدة في وسط مدينة “برمنغهام” وحملت شعارت مناهضة لللاجئين كـ “لا ينبغي للمسلمين أن يكونوا في الساحة السياسية في بريطانيا وأن طالبي اللجوء مهاجرون غزاة”. وفي النمسا حشدت حركة “بيغيدا” لمظاهرة في العاصمة “فيينا” اجتذبت بضع مئات من الأشخاص وتم حظرها من قبل المتظاهرين المناهضين لـ “PEGIDA”. لم تنجح معظم فروع “PEGIDA” في جذب الدعم مثل حركة “بيغيدا” في “دريسدن” الألمانية، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أن المتظاهرين اليساريين المعادين كانوا يفوقونهم في كثير من الأحيان.

يقول دكتور “توباياس كريمر” الباحث المتخصص في العلاقات بين الدين والشعبوية اليمينية في أوروبا الغربية وأمريكا ” في 14 سبتمبر 2022 “إن نسبة الأشخاص اللادينيين من بين مؤيدي حركة بيغيدا أعلى من نسبتهم بين الشعب الألماني بشكل عام، وهو ما يشير برأيه إلى أن القضية لا تتعلق بالأساس بالمسيحية كدين، بل بمعارضة الإسلام ورفض المهاجرين المسلمين. “إذا ما عرّفت الآخر على أنه مسلم، من الممكن أن تبدأ في التفكير في نفسك بوصفك مسيحياً، ولكن المسيحية هنا تعتبر ثقافة أكثر منها ديناً”.

إجراءات وتدابير 

تراقب هيئة حماية الدستور في ولاية “سكسونيا” حركة “بيغيدا” منذ مايو 2022 على أنها ذات “تطلع متطرف مثبت” . وكانت قد مددت الاستخبارات الألمانية رقابتها على حركة “بيغيدا” و”جميع الأشخاص والأنشطة” داخل الحركة التي تعارض ما تسميه عمليات “أسلمة” للغرب ولن يشمل ذلك المشاركين في المظاهرات السلمية وذلك في ولاية “ساكسونيا” شرقي البلاد في 5 يوليو 2021. وسبق أن أُعلنت السلطات الألمانية أن “بيغيدا” حركة متطرفة ووضعت تحت المراقبة من قبل أجهزة المخابرات في ولايات ألمانية أخرى مثل “بافاريا” ووصف مسؤولو المخابرات الحركة بأنها أصبحت متطرفة وغير دستورية.

تقييم وقراءة مستقبلية

– تعتمد استراتيجية حركة “بيغيدا” في ألمانيا على تنظيم المسيرات والمظاهرات واستغلال قضية اللاجئين وتأجيج المخاوف من “أسلمة الغرب” ونشر المعلومات المضللة على قنوات “Telegram” المرتبطة بالحركة للتجنيد والاستقطاب ولإطلاق موجة من العنف السياسي.

– تشير الدلائل على قدرة “PEGIDA”على التعبئة والحشد وأن الاحتجاجات التي تنظمها الحركة يتم التلاعب بها من وراء الكواليس من قبل الأحزاب الشعبوية للاستغلال السياسي وتحقيق مكاسب سياسية.

– تزامنت شعبية حركة “بيغيدا” لاسيما في شرق ألمانيا مع صعود حزب البديل من أجل ألمانيا، واستخدمت أحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا منصة “PEGIDA” في حملاتها الانتخابية، وأصبحت تلك الأحزاب ذراع برلماني للحركة.

– تأسست حركة “بيغيدا” في العديد من الدول الأوروبية على غرار الحركة الألمانية، وهناك أوجه تشابه في جميع الأفكار المرتبطة بالحركة التي تعتمد على كراهية الأجانب وعلى نظريات المؤامرة.

– بات يتخذ اندماج حركة “بيغيدا” على مستوى أوروبا منعطفاً خطيراً بشكل متزايد مع التهديدات المتطرفة التي تثير مخاوف الأجهزة الأمنية.

– تتزايد مساع حركة “بيغيدا” لتقويض الديمقراطية الألمانية، وبشكل ملحوظ بدأ يتنامى اتجاهها المتطرف نحو سياسات السلطات الألمانيا لأزمة الطاقة والعلاقات الروسية.

– هناك احتمالية أن تجذب حركة “بيغيدا” مجموعات من خارج الطيف اليميني وتثير حفيظة جماعات يسارية وإسلاموية متطرفة مناهضة لأفكارها ما قد يؤدي إلى مواجهات عنيفة بين الطرفين تهدد الأمن القومي الألماني.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=85174

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات

الهوامش

ألمانيا: حركة بيغيدا المعادية للإسلام تخرج للشوارع مجددا
https://bit.ly/3G1q1L1

من السويد إلى المجر، هل تشهد أوروبا صعودا لتيار اليمين المتطرف؟
https://bbc.in/3WLaSmY

“اليمين الجديد” في ألمانيا.. أفكاره وأذرعه؟
https://bit.ly/3WNtdQw

الشرطة الهولندية تمنع حركة “بيغيدا” من حرق القرآن في روتردام (فيديو)
https://bit.ly/3FY5Xt1

Intelligence agency says Pegida is ‘anti-constitutional’
https://bit.ly/3zYRvNz

Transatlantic Islamophobia: PEGIDA before and during the pandemic
https://bit.ly/3A0qwBe

 

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...