الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الغرب، معضلة صناعة الكراهية، وغياب سياسات التسامح و التعايش السلمي

مارس 17, 2019

الغرب، معضلة صناعة الكراهية، وغياب سياسات التسامح و التعايش السلمي

إعداد: جاسم محمد، باحث في قضايا الإرهاب والإستخبارات ـ بون

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

فجرت واقعة إطلاق نار على مصلين بمسجدين في نيوزيلندا خلال صلاة الجمعة حالة من الصدمة بين سكان بلد معروف بالأمان والتسامح، يندر فيه العنف باستخدام الأسلحة النارية.  راح ضحيتها  اكثر من 49 شخصا قتلوا واصابة العشرات 20 بجروح خطيرة في الهجوم الذي وقع في مدينة “كرايس تشيرش”.

منفذ المذبحة يدعى “تارانت”، البالغ من العمر 28 عاما، من المعادين للمهاجرين، حيث عبر في حسابه على تويتر، عن غضبه من “الغزاة المسلمين” الذين يحتلون الأراضي الأوروبية. ويبدو أن يؤمن أيضا بتفوق العرق الأبيض، حيث يعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب “رمزا للهوية البيضاء المتجددة”، بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية.

نيوزلندا

تقع نيوزلندا، في جنوب غرب المحيط الهادئ  يَبلغُ عددُ سكَّان نيوزيلندا ما يقارب 4,510,327 نسمةً؛ وفقاً لتقديرات عام 2017 وهم على النَّحو الآتي: 71.2% أوروبيّون، و14.1% ماوري، و 7.6% من شعوب جُزُرِ المُحيط الهادئ، أمّا شعوب الشَّرْق الأوسَط، وشعوب أمريكا اللاتينيّة، والأفارِقة فتَبلغُ نسبتُهم 1.1% فقط، وهناك أعراقٌ أُخرى مُختلطة بنسبةِ 1.6%، أمّا الأعراق التي لم يتمّ تحديدُها فتَبلغُ نسبتُها 5.4%، ويمكن القول إنّ هذه النِّسَب تَزيدُ بمجموعِها عن 100%؛ تِبْعاً لتعدُّد الردود على الاستبانات المُتعلِّقة بالأعراق في نيوزيلندا؛ وذلك وِفْقاً لتقديرات عام 2013، ووفقا لمعلومات موسوعية

لماذا نيوزلندا

نيوزلندا لم تشهد عمليات إرهابية، وعاشت سنوات في أمان رغم ماشهده العالم من تطرف.العملية تم التخطيط لها بشكل متقن، وهذا مايعتبر مأخذ امني على كل من استراليا وكذلك نيوزلندا. في العمل الاستخباري، يجب ان تكون هناك منصات لتبادل المعلومات حول المطلوبين، يتجاوز التعاون الامني والاستخباري. ماهو مطلوب الان في زمن العولمة، ان تكون منصات اليكترونية مغلقة تتبادل دول الالم المعلومات من خلالها بعيدا عن الطرق التقليدية والروتينية في تبادل المعلومات.  الاهم في تبادل المعلومات هو كيفية التعامل مع المعلومات وسرعة التعامل، وهذا ما لايتوفر في مذبحة مدينة كرايس تشيرس. ومن المرجح ان منفذ العملية ، اختار نيوزلندا للافلات من المراقبة، اضافة الى وجود جالية مسلمة كبيرة في نيوزلندا.

“الأسلام فوبيا” وصناعة الكراهية

تجتاح دول الغرب واوروبا الان موجة اليمين المتطرف، والتيارات الشعبوية، تصاعدت هذه في اعقاب موجات الهجرة خلال عام 2014 وما بعدها. صناعة الكراهية او “الأسلام فوبيا” يتم الإعداد لها بشكل منظم من قبل اليمين المتطرف، في اعقاب كلعملية ذات طابع إرهاب أسلاموي من قبل تنظيم داعش والتنظيمات المتطرفة، يظهر خطاب اليمين المتطرف، على الانترنيت ويتم تحشيد عشرات الالاف من اليمين المتطرف.

هكذا يتغذى اليمين المتطرف على الجماعات المتطرفة وبالعكس، كلاهما يصعدان خطابهما المتطرف في اعقاب أي عملية.

الرسالة من وراء مذبحة “كرايس تشيرش”

الرسالة التي اراد منفذ العملية إرسالها الى اليمين الشعبوي، هو إستنساخ تنفيذ هذه العملية، وهذا يعني ان دول غربية ومنها اوروبا، ممكن ان تشهد عممليات إرهابية من هذا النوع، رغم ما قامت به اجهزة الامن والاستخبارات في اوروبا من تدابير واجراءات احترازية في اعقاب مذبحة  كرايس تشيرش.

غياب سياسات التسامح

المشكلة تكمن في نقص السياسات الأوروبية، في تعزيز الاندماج الاجتماعي والتكامل مابين جميع الاعراق والاصول والاديان، وعدم تهميش الجاليات. رغم ان دساتير دول اوروبا والغرب تدعو الى التسامح واحترام الحريات، للاسف ماموجود من تطبيقات وممارسات على الارض عكس ذلك، وهذا مايزيد في التطرف بكل انواعه، ويضع اوروبا مابين وقع الارهاب اليمين والارهاب الاسلاموي المتطرف.

الأخطر ان اليمين المتطرف الان اجتاح دول اوروبا، ليصل الى الطبقة السياسية والسلطة، تقارير الاستخبارات الاوروبية كشفت عن وجود غض نظر لانشطة خلايا اليمين المتطرف تورط بها كبار الساسة وكبار المسؤولين الامنيين، الى جانب اختراق مؤسسات الامن والدفاع، وهذا تهديد الى النظام الديمقراطي، يعيد أوروبا الى مرحلة ماقبل الحرب العالمية الثانية.

التعايش السلمي والتسامح، بات مفقودا في دول الغرب، وهذا مايجب ان تنتبه له دول الغرب، ملف الهجرة والمهاجرين وكذلك اللاجئين، تحول الى كابوس يقلق دول أوروبا اكثر من ملف الارهاب.

أين تكمن مشكلة التطرف

المشكلة لا تنحصر في العوامل السياسية والاقتصادية، بل مشكلة “ثقافية”،عندما تنظر شعوب أوروبا ان الاجانب والمهاجرين وخاصة من المسلمين اصبحوا يمثلون تهديدا الى “ثقافتهم”، والانكى ان يكون ردفعل سلبي من الحكومات والاحزاب السياسية، تضع نفسها محل “الرهبان” ورجال الدين في الكنائس، الى حد انهم عادوا يضعون الصلبان في مكاتبهم ،رغم تعارض ذلك مع الدساتير الاوروبية.

العالم الان امام إزدواجية السياسات الغربية، وتراجع االتزاماتها امام الحريات واختيار العقيدة وممارسة الطقوس والعبادات. دول اوروبا الان تتمترس تحت يافطة، إغلاق الحدود وتشييد الجدران، رغم إن التهديد يكمن من الدخل. اليمين المتطرف يجتاح أوروبا شرقا وغربا وبجميع الاتجاهات، والخطر سيكون اشد مابعد انتخابات البرلمان الاوروبي القادمة في يونيو 2019، المتوقع ان يصعد خىلها اليمين المتطرف اكثر من ذي قبل.

التوصيات

ماتحتاجه أوروبا، ترسيخ سياسات، وقوانين، التسامح والتعايش السلمي، اكثر من إصدار القرارات والقوانين التي تضر كثيرا بالجاليات الاجنبية خاصة من المسلمين، تدفع في بعض الشباب الى الكراهية والتطرف. يحتاج الغرب و أوروبا تفعيل برامج الوقاية من التطرف أكثر من نشر القوات على الارض.

* المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

رابط مختصر …https://www.europarabct.com/?p=50649

*نشر في شبكة رؤية الأخبارية

الباحث ،جاسم محمد

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...