الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

العنف الطائفي هو أساس أهداف تنظيم “داعش”

فبراير 24, 2018

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

داعش يسعى لتوسيع علامته التجارية

العرب – 21 فبراير 2018 – تنظيم داعش مازال يحاول النهوض بعد الضربات التي تلقاها مستفيدا من أخطائه، وماضيا نحو الانصهار مع مجموعات جهادية متفرقة، ذلك أن آلية تشكل التنظيمات الإرهابية المسلحة تتشابه في طرق التوسع عبر بناء أذرع في بلدان كثيرة ومتباعدة جغرافيا لإعطاء الانطباع بأنها قادرة على تنفيذ عملياتها في المكان والزمان اللذين تختارهما.

على الرغم من انهيار الفرع  الرئيسي لتنظيم داعش، والذي اتخذ من الرقة مقرا له، إلا أنه يسعى في الوقت الحالي إلى التوسع في أماكن أخرى، ولا سيما أنه يمتلك أذرعا نشطة في دول عدة في شبه جزيرة سيناء بمصر وليبيا واليمن وأفغانستان ونيجيريا  بالإضافة إلى أن داعش قد حقق تقدما في جنوب شرق آسيا، وخاصة الفلبين.

ومع استمرار الصراع في العراق وسوريا، تقوم الولايات المتحدة وحلفاؤها بدراسة بقاع العالم من حولهم في محاولة منهم للتنبؤ بتهديدات التنظيم المستقبلية والأماكن التي يمكن أن يمتد إليها. فمن خلال النظر في كيفية توسع الجماعات الإرهابية الأخرى في الماضي، يمكن تعلم الكثير من الدروس حول السبب الذي يقف وراء سعي هذه الجماعات إلى بناء أذرع جديدة لها.

ومن أجل معرفة كيف يمكن أن يستمر داعش في التوسع بهذه الطريقة، فإنه من المنطقي تتبع مسار تنظيم القاعدة، الذي اتبع نمطا مماثلا من التوسع. فقد سعى تنظيم القاعدة إلى مد نفوذه إلى مواقع جغرافية جديدة بعد الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001، والذي أعقبه شن غارات من الجانب الأميركي لمكافحة الإرهاب على مدى عقد من الزمن.

وقد تم تأسيس أول فرع لتنظيم القاعدة بالسعودية في عام 2003، ثم في العراق في عام 2004، تليه الجزائر في عام 2006، ثم اليمن في عام 2007، والصومال في عام 2010، ثم أخيرا سوريا في عام 2012.

وبحسب تصريحات باراك مندلسون، الخبير في شؤون تنظيم القاعدة، توسع التنظيم بطريقتين؛ أولاهما عن طريق التوسع الداخلي وإنشاء فروع له في بعض الدول وثانيتهما عن طريق الانصهار في الجماعات الإرهابية الأخرى. وتسعى الجماعات الإرهابية عادة إلى إنشاء فروع جديدة لأسباب متنوعة.

منها توسيع الوزن والنطاق؛ وأيضا من أجل الاستفادة من الخبرات المحلية؛ وتعزيز ونشر الأساليب والتقنيات المبتكرة؛ ومن أجل زيادة شرعية التنظيم والجماعة قصد تجنب النظر إليه على أنه كيان أجنبي وغريب، كما أن التوسع في المواقع الجديدة يمكن أن يجعل الجماعة الإرهابية تبدو أقوى مما هي عليه في الواقع، وهذا يظهر واضحا في كل هجوم يشنه التنظيم على قوات الأمن في المناطق النائية من شمال أفريقيا إلى جنوب آسيا.

وفي الوقت الذي سعى فيه تنظيم القاعدة المركزي إلى شن الهجمات على القوات الأميركية في أفغانستان، قامت أذرع التنظيم التابعة له بشن هجمات استهدفت مصالح دول الغرب في السعودية والجزائر وأماكن أخرى، مما أعطى الانطباع بأن التنظيم  كان قادرا على شن هجماته في جميع أنحاء العالم بإرادته.

كما يتيح الاندماج في الجماعات الإرهابية الأخرى فرصة اكتساب الخبرة المحلية. فمن خلال انضمامه إلى “حركة الشباب المجاهدين” في الصومال، استطاع تنظيم القاعدة أن ينتقل إلى منطقة من العالم كان من المستحيل عليه أن يطأها ويتعامل مع الديناميات القبلية والنزاعات العشائرية المعقدة. وقد أدى العمل من خلال “حركة الشباب” إلى التخفيف من حدة هذا التحدي..

ويساعد التوسع الجماعات الإرهابية أيضا على تنمية الابتكار، وهو ما يتضح من خلال توسع تنظيم القاعدة في اليمن من خلال فرع تنظيم القاعدة في شبه الجزيرة العربية، حيث استفاد من خبرة إبراهيم حسن العسيري في صناعة القنابل، ما دفع مدير المخابرات الأميركية السابق ديفيد اتش بيترايوس، إلى تسميته بـ”الرجل الأكثر خطورة في العالم”.

وفي الوقت الذي لم يتمكن فيه تنظيم القاعدة الرئيسي من شن هجمات ضد الغرب لسنوات، استطاعت ذراعه في شبه الجزيرة العربية التخطيط لعمليات تفجير الطائرات الأميركية، بما في ذلك مخطط الشاب النيجيري الذي حمل قنبلة مخبأة في ملابسه الداخلية.

وأخيرا، سمح التوسع لتنظيم القاعدة بزيادة شرعيته في مناطق النزاع. ففي سوريا تحكم التنظيم في توفير الخدمات المحلية للمواطنين، وذلك في محاولة لإثبات اهتمامه بالقضايا اليومية التي تهم السوريين، غير أن هذه الفروع والأذرع لا تحقق دائما نتائج إيجابية، وكثيرا ما تلقي على عاتق شبكة التنظيم الأم بأعباء مرهقة وغير متوقعة.

ويعتبر توسيع العمليات الإرهابية مسعى صعبا ومحفوفا بالمخاطر، ولا سيما عندما تفتقر أذرع التنظيم إلى القدرة أو الرغبة في تنفيذ أهداف أجندة المنظمة الأم. وفي دول أخرى، تتمثل هذه المخاطر في مسائل أخرى لها صلة بالقيادة والسيطرة، خاصة وأن الجماعات الإرهابية تسعى إلى نقل التوجيهات والمخططات عبر المسافات الشاسعة من دون إعاقة.

ولعل أحد أهم هذه المخاطر يتمثل في مشكلة الإدارة، ولا سيما عندما تتعارض أهداف المجموعة التابعة مع أهداف الجماعة الأم. وفي مناسبات عديدة، حاولت قيادة تنظيم القاعدة كبح جماح الزرقاوي، ولكن دون جدوى، حيث رفض مرارا الاستماع لدعوات مؤسسي تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن والظواهري، إلى معالجة هذه المسألة العرقية باعتدال.

أهداف تنظيم داعش تقوم أساسا على العنف الطائفي، وهو أمر منطقي بالنظر إلى أن التنظيم نشأ عن فرع تنظيم القاعدة في العراق

وبما أن أهداف تنظيم داعش تقوم أساسا على العنف الطائفي، وهو أمر منطقي بالنظر إلى أن التنظيم نشأ عن فرع تنظيم القاعدة في العراق، إلا أنه لا يوجد هناك ما يستدعي القلق بشأن قيام إحدى أذرع تنظيم داعش بشن هجمات تتخطى الحدود.

ولكن، ما يجب على التنظيم القلق بشأنه هو “التهميش”، ولا سيما أن بعض الجماعات التابعة له تستفيد من تلك التبعية ولكن دون أن تقدم الكثير في المقابل.وبالنسبة لتنظيم القاعدة والفروع والجماعات الأخرى التابعة له، كان هناك صراع دائم بين الأجندات المحلية والدولية، والتي غالبا ما يشار إليها باسم “العدو القريب” و”العدو البعيد”.

وقد بدأ تنظيم داعش بالفعل في تحويل موارده إلى الخارج في محاولة لدعم أذرعه القائمة التي تحاكي تكتيكات داعش الأساسية من خلال القيام بالتفجيرات الانتحارية في أفغانستان والهجمات التي تشن في سيناء.

ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه، ذلك لأن هذه الجماعات التي تتولى لواء تنظيم داعش تعتمد في الكثير من الأحيان نفس تكتيكات التنظيم وأيديولوجيته وهيكله الإداري كما حدث في ليبيا.

ومنذ تأسيسه، حرص تنظيم داعش على توسيع نفوذه والتعاقد من أجل تحقيق أهدافه. ولكن أذرع التنظيم الحالية تشكل خطورة كبيرة، بالنظر إلى أنها قوة قاتلة ومزعزعة للاستقرار في المناطق التي تعمل فيها. ولكن أين يمكن أن تظهر ذراع التنظيم القادمة؟

قد يكمن جزء من الجواب في منطقة ترى فيها قيادة داعش المتبقية أن التنظيم يجب أن يتوسع من خلالها لكي يحافظ على نشر أيديولوجيته. وقد حدث ذلك من قبل مع تنظيم القاعدة في عام 2003 بعد الغزو الأميركي للعراق، حيث اعتبر استراتيجيو القاعدة أن التنظيم سيصبح مهمشا في حركة الجهاد الدولية إذا لم يتم إنشاء ذراع له في بلد مسلم “تحت الحصار” من قبل قوى غير مسلمة.

وبطريقة مماثلة، تظهر أزمة الروهينغا في ميانمار، حيث تتعرض أقلية مسلمة للقمع من قبل أغلبية بوذية. وهذه القضية يمكن أن تكون عاملا محفزا لتنظيم داعش من أجل توسيع نفوذه في جنوبي وجنوب شرقي آسيا.

وفي الوقت الذي يواصل فيه تنظيما داعش والقاعدة التنافس على ضم مقاتلين جدد والسيطرة على أراض جديدة، يجب على المجتمع الدولي أن يعلن حالة التأهب القصوى لمواجهة خطر توسيع نفوذ تنظيم داعش في بعض الأراضي الجديدة.

ومع ذلك، ووفقا لهذه النظرية، فإن المنطقة المثالية للتوسع ستكون دولة هشة تعاني من صراع أهلي مستمر ومن توترات طائفية تجعل منها أرضا خصبة بالنسبة للتنظيم لنشر أيديولوجيته ونفوذه.

وكمثال على ذلك نذكر ميانمار، على الرغم من وجود بعض المؤشرات التي تؤكد أن تنظيم القاعدة قد بدأ بالفعل العمل في شبه القارة الهندية مع الجماعات الجهادية المحلية الموجودة على أراضيها.

ومن شأن تكوين ذراع جديدة تابعة لتنظيم داعش في ميانمار أن يسمح للتنظيم بجني العوائد من خلال تعزيز استراتيجيته، والاستفادة من الخبرات المحلية، ونشر الابتكار، ودعم شرعيته في بلد لم يكن ظاهرا على الساحة الدولية حتى الآن.

رابط مختصر:https://wp.me/p8HDP0-bne

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...