الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

العنف الرمزي وتاثيره على الامن الوطني. بقلم الدكتور خالد عبد الغفار البياتي

مارس 01, 2021

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا

 اعداد : اللواء الركن الدكتور خالد عبد الغفار البياتي ،  باحث بدراسات التطرف العنيف  

العنف ليس دائما بالضرب او بالايذاء البدني ولكنه يمكن ان يكون عنف باللغة والصورة او الاشاره وهو مايطلق علية العنف الرمزي فهو كالافعى ناعم الملمس لكنه قاتل وهو شكل من اشكال العنف نمارسه جميعا بقصد ومن غير قصد يعبر عن رواسب التمييز والكراهيه والعنصريه في نفوسنا والتي تغلف بغلاف شفاف ناعم نسميه بالباقه واللياقة انه مزيج من ثقافة التعميم والتربية على كراهية المختلف ،عنف لا يغفر له ولا يبرر انه لايسبب نزف جسدي بل هو نزيف نفسي اخطر واعمق في سحق النفس وتدميرها وهذا ما نسميه القوة الناعمه التي تستخدم ضد الاخر لتاثير عليه وبالتالي تؤثر على الامن الوطني .  التطرف العنيف في العراق: التحديات ومضامين المواجهة

فالامن الوطني بالواقع يرتبط بقدرة الدولة في المحافظة على كيانها وحماية مواطنيها ضد اي تهديد (داخلي او خارجي ) قد تتعرض له الدولة ووضع الحلول بما يتلائم مع كل موقف . فمفهوم الامن الوطني يندرج تحت مسماه عدة عناصر بدأ بالامن العسكري ،الامن الاقتصادي ،الامن الصحي ، الامن البيئي ، الامن الثقافي ن الامن المجتمعي … ومن هنا تفرعت وتعددت اهداف الامن الوطني تبعا لتلك العناصر والمتمثلة في :

1 . حماية الكيان الاقتصادي للدولة ( الامن الاقتصادي )

2 . حماية البناء المادي للدولة ( الامن العسكري )

3 . حماية الركائز الحضارية ( الامن العقائدي)

4 . المحافظة على النظام السياسية والاديولوجية السياسية ( الامن السياسي )

  1. الحفاظ على الكرامة الانسانية ( الامن المجتمعي )
  2. الحفاظ على قيم القانون والفصل بين السلطات ( الامن الدستوري والقانوني )

الذي يهمنا هنا في هذا الموضوع هو الامن الاجتماعي الذي يعد مسألة الحفاظ على المجتمع في اي دولة من الدول ،من المسائل الحساسة والمهمة ، كون المجتمع هو الساحة والميدان الذي تعمل فيه جميع المؤسسات الرسمية وغير الرسمية ، وهو غاية الدولة وهدفها ، لان المجتمع هو الانسان وعندما يصاب هذا المجتمع بخلل ما ، فأن الدولة وغايتها ستنتهي في هذه الحالة وتصبح فارغة من معناها . والمشكلات التي قد تعترض المجتمع كثيرة اشدها واكثرها خطورة هو عندما يصاب النسيج والترابط بين المواطنين بخلل فعندها قد تتعطل حياة الافراد وتصبح مسألة نشوب حرب اهلية او تمزيق امر وارد . هل سيكون التطرف والإنكفاء، واحدة من نتائج فيروس كورونا ؟

ولان العنف ظاهرة اجتماعية بالأساس ولها اشكال متعددة تلعب التربية والثقافة والعلاقات الاجتماعية دوراً هاماً في جعل بعض الافراد او الجماعات اكثر ميلاً الى استخدامها وبشكل واسع في ظل تقنية تكنلوجيا  ووسائل الاعلام الجديدة تاخذ الشبكات الاجتماعية ومواقع التواصل الاجتماعي النصيب الاكبر كمنبر حر لابداء الرأي ومناقشة القضايا بحرية الغة والصور مكرسه ممارسات تساهم في نشر ثقافة العنف لدى متلقي الرسالة الاعلامية .

من اشكال العنف ، العنف الرمزي هو النقد الذي يسمح بتهديم اشكال اجتماعية معينة او مفاهيم مشينة بانشاء تحديدات او تعريفات اجتماعية جديدة للوجود الاجتماعي او اشكال جديدة ، اي أن وظيفة العنف الرمزي هي تهديم وتخريب الاشكال الاجتماعية المفروضة عنوة على المجتمع ، وهي تخدم مصالح فردية ومجموعات وانشاء اشكال اخرى بديلة .

يتميز العنف الرمزي الموجود في العالم الافتراضي مثله مثل العالم الواقعي بالتخفي والانسياب في العقل دون ان يشعر الفرد الضحية بهذه القوة التي تجعله يخضع لها ، بحيث تبرمجه بصورة لا واعية ، وتستقر في عقله الباطن ، وكأنه يخضع لذاته ولكنه في الواقع يخضع لها ، وخاصة انًه يصدر من طبقة متمركزة في موقع الهيمنة ،  وللعنف الرمزي اسسا وحواضن فكرية سرعان ما تتحول وفي لحظة مواتية الى عنف وقسوة. فهو يتغذى من نفس المنبع الذي يستمد منه العنف الدموي افكاره ودوافعه وتفسيراته المؤلة ومرتكزاته الفكرية والايديولوجية وكذلك تفسيراته الخاصة للنصوص وتضليلاته المشوهة.

يرى عالم النفس الاجتماعي الفرنسي بيار بورديو، بان الخطاب الديني المتطرف(الاصولي) هو خطاب رمزي يوؤل النصوص الدينية ويشوهها عبر خطاب عاطفي لاعقلاني.فهو يمتلك سلطة رمزية تكتسب شرعيتها من مقولاتها الخاصة ومن منطقها الداخلي ومن مفاهيمها الذاتية.

كما يستمد شرعيته من استعدادات مؤيديه بشكل غيبي وانفعالي يدغدغ الغرائز الحسية والجسدية وينتج تأويلات خاطئة لمفهوم الحوار الثقافي، لانه مستمد من خطاب ديني أسير الصورة الاولى البدائية وتتحكم فيه ثنائيات ساذجة كالخير والشر والايمان والكفر والعقل والنقل، حيث ينتقل الخطاب الديني الى خطاب الهي يتماثل مع النص الديني المقدس او يتماهى معه اويخلق صورة لخطاب يقترب من المقدس ويتعالى على الواقع ولا يعترف بالمتغيرات التي تحدث فيه.

واذا كان هذا النوع من العنف هو آلية من آليات الدفاع عن الذات العاجزة التي لا تستطيع تحقيق اهدافها بصورة شرعية وصحيحة ومباشرة، فإنه غالباً ما يعبر عنه بأساليب عدوانية ملتوية، كالكراهية والسيطرة على الضعفاء واستغلالهم المادي والمعنوي والاتهام بالباطل واطالة الاعراض الاغتصاب والاعتداء الجنسي واضطهاد الاطفال وكبار السن والعجزة والمعوقين، وكذلك تخريب الممتلكات العامة و توجيه الانتقام نحو الخارج، اي نحو الآخر وتدميره. ان مجتمعا تسوده ثقافة العنف بدل التسامح والتواصل والتفاهم والحوار هو مجتمع عدواني.عوامل التطرف العنيف في العراق

وهذه هي القوة الناعمة التي استخدمتها الجماعات الارهابية بالتجنيد باستثمارها العنف الرمزي بسوق الافراد الى اللا وعي بتنفيذ العمليات الارهابية والتي اصبحت تحدي للامن المجتمعي الذي هو احد عناصر الامن الوطني فلم يغيب العنف الرمزي عن المشهد الامني بالتاثير على المجتمع من خلال اساليب تجاهل الاخر ، والتعدي عليه واحتقاره، او اهانته ، مما يفكك اواصر المجتمع وينهك قواه ويؤدي الى اهتزاز القيم الاجتماعية المستقرة في المجتمع وانعدام الروابط بين افراده و بالتالي الى شيوع العنف والجريمة المنظمة والتمرد على القانون لتدمير النظام القيمي والاخلاقي في المجتمع .

من هذا المنطلق جاءت استراتيجية الامن الوطني بمشروع متكامل من اجل صياغة عقيدة واستراتيجية عراقية جديدة قادرة على مجابهة التحديات وتفعيل المصالح الوطنية والتي تضمنت :

1 . تفعيل الرؤى الموحدة والتي تنص على ان شعب العراق هو ( موحد، آمن ، فدرالي ، ناشر للعدل والمساواة ، يؤدي دوراًموثراً في المجتمع الدولي )

2 . تحديد مشاغل البيئة الاستراتيجية المقبلة للعراق الديمقراطي من حيث ( الارهاب ، التطرف الديني او الايديولوجي ،التشويه الاعلامي ، الحقيقة الديمغرافية ،ظاهرة العولمة ،التعاون الامني الاقليمي والدولي)

  1. تطوير الشبكة المعلوماتية والاتصالية والبنية التحتية مع الاخذ بالحسبان وسائل التطور الوطني المتكامل والبنى التحتية السياسية والقانونية والاجتماعية

4 .  تحديد جوهر المصالح الوطنية العراقية المتمثلة بالمصالح الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية ومعالجة التهديدات التي تتعرض لها المصالح الوطنية العراقية كالارهلب والتطرف والفساد الاداري والجريمة المنظمة  .

الخاتمة

يتميز العنف الرمزي عبر الفضاء الافتراضي مثله مثل العنف في الواقع بالتخفي والانسياب في العقل دون ان يشعر الفرد ( الضحية) بهذه القوة التي تجعله يخضع لها حيث تبرمجه بصورة لا واعية وتستقر في عقله الباطن على انها ممارسات طبيعية ومنطقية وتكون فضاء رحباً للعنف والعنف المضاد  . فمواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الانترنيت بشكل عام تعد تحديا للامن الوطني وبشكل خاص الامن المجتمعي …

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=74483

 

المصادر

علي عبد الهادي المعموري ، سياسة الامن الوطني بعد 2003 رسالة ماجستير كلية العلوم السياسية ،جامعة النهرين 2014ص32

د.فراس البياتي ، السياسة العامة للامن الوطني العراقي بعد2005، بغداد 2016 ، ص58

عائشة لصلج ،العنف الرمزي عبر شبكات الاجتماعية الافتراضية ، الجزائر 2016

د.منعم ضاحي العمار،العقيدة العسكرية العراقية الجديدة،الدواعيوالمنطلقات والمضامين،مركز حمرابي للدراسات ،بابل 2007ص191.

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...