الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

“الجهاديون” ـ تنامي السلفية “الجهادية” في أوروبا (ملف)

فبراير 25, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير 

“الجهاديون” ـ تنامي السلفية “الجهادية” في أوروبا (ملف)

يتناول الملف بالعرض والتحليل واقع السلفية الجهادية في أوروبا، من حيث أسباب تنامي أعداد السلفيين الجهاديين في أوروبا رغم نجاح اجهزة الاستخبارات بالحد من انشطتهم، ووسائل نشر السلفية الجهادية أفكارها وآليات عملها، ومخاطر السلفية الجهادية بنشر التطرف ، كما يتطرق الملف إلى اجراءات وتدابير الحكومات الأوروبية للحد من نفوذ الجماعة.

ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. الجهاديون” في ألمانيا ـ تنامي السلفية “الجهادية” ومخاطرها
  2. الجهاديون” في فرنسا ـ تنامي السلفية “الجهادية” ومخاطرها
  3. الجهاديون” في بريطانيا ـ تنامي السلفية “الجهادية” ومخاطرها

1- الجهاديون” في ألمانيا ـ تنامي السلفية “الجهادية” ومخاطرها

يرجع تنامي الإيديولوجية السلفية الجهادية في ألمانيا إلى التأثير المتزايد للخطباء والدعاة في دور العبادة وعلى مواقع التواصل الاجتماعي في ألمانيا. وتعد قضية التهميش المجتمعي والاندماج إحدى الأسباب الكامنة وراء دفع بعض الشبان من الجاليات المسلمية إلى التطرف. كذلك تؤثر الأزمات والقضايا الدولية والإقليمية على العامل النفسي والاجتماعي للشباب في ألمانيا. ويشكل انتشار البطالة بين فئات اللاجئين في ألمانيا أرضاً خصبة للاستقطاب والتجنيد إلى الإيديولوجيات المتطرفة.

واقع السلفية الجهادية في ألمانيا

يبلغ عدد الإرهابيين الإسلاميين الذين يحملون الفكر الجهادي في ألمانيا  (1940) شخصاً حتى مايو 2022، وفي العام 2021 (1950) شخصاً،  وبحسب المعلومات فإن هذا يشمل (870) شخصًا لا يحملون الجنسية الألمانية. ولدى مكتب حماية الدستور في 30 يونيو 2022 معلومات عن أكثر من (1060) من أنصار المشهد السلفي الجهادي الذين سافروا إلى سوريا والعراق منذ 2013 لدعم “داعش” وتنظيمات أخرى.

بدا نمو المشهد السلفي الجهادي يتباطأ في ألمانيا بعدما كان المشهد السلفي هو الاتجاه الذي نما بأسرع ما يمكن في السنوات الأخيرة من حوالي (3800) شخص في عام 2011 إلى (12150) شخصاً في عام 2020. ويعتبرالرقم المنشور في العام 2011 ربما تم التقليل من شأنه بشكل كبير من الأجهزة الأمنية الألمانية لأن السلطات لم يكن لديها معلومات كافية عن المشهد السلفي الجهادي في ذلك الوقت.

دعا “شتيفان هاربارت” رئيس المحكمة الدستورية الاتحادية في مدينة “كارلسروه” جنوب البلاد إلى تعزيز دور السلطات الاتحادية في منع الهجمات الإرهابية، مضيفاً “نحن بحاجة لأن تكون السلطات الاتحادية أكثر انخراطاً في التعامل مع الأشخاص الخطرين أمنياً في 31 يوليو 2022.

السلفية الجهادية ودعم وتمويل الإرهاب

ذكرت الوحدة المركزية لملاحقة جرائم الإرهاب في 21 يونيو 2022 في ولاية “شمال الراين – ويستفاليا” أن أنصار الأيديولوجية السلفية الجهادية هناك دعوا عبر الإنترنت لجمع تبرعات لصالح المقاتلين لجماعة “هيئة تحرير الشام”. دعم أعضاء ينتسبون إلى السلفية الجهادية “داعش” في ولاية “هيسن” غربي ألمانيا وذلك من خلال تمويل “داعش” بأموال تبرعات نقدية وعينية ومصادر تمويل أخرى، وتورطوا في الإعداد والتخطيط لعمليات إرهابية في ألمانيا. مؤشر الإرهاب في ألمانيا والنمسا عام 2022

تجمع تلك الجماعات آلاف الدولارات لصالح “داعش” منذ عام 2020، واستطاعت تحويل ما لا يقل عن (12) ألف دولار في معاملات متعددة إلى “داعش” في مناطق الصراعات. واستخدمت تلك الأموال لتمويل عمليات تهريب نساء “داعش” إلى أماكن “داعش” وهدفت تلك التمويلات إلى المساعدة في إخراج مقاتلي “داعش” من السجون أوتسهيل عودتهم إلى القتال في مناطق الصراعات مرة أخرى.

السلفية الجهادية على الإنترنت

تستغل السلفية الجهادية في ألمانيا مواقع التواصل الاجتماعي والإنترنت لدعم الإرهاب وتمويله من خلال تزويد منظمات إرهابية بأجهزة رؤية ليلية وأدوات تنظيف أسلحة وناقلة مصابين بمعدات والترويج لتنظيمات متطرفة وإرهابية تحت مسمى “الجهاد في مناطق الصراعات. اكتشفت الأجهزة الأمنية الألمانية على أجهزة كمبيوتر مقاطع مرئية وصوتية تروج لـ”داعش” وموجه للمسلمين لا سيما في فرنسا، وكان يتضمن الفيديو لقطات لشن عمليات إرهابية وتحض أنصارها للسفر للقتال مع داعش والقاعدة.

أكدت الأجهزة الأمنية الألمانية في “رومربيرغ” في غرب ألمانيا في 15 يونيو 2022 أن شخصاً ينتمي للسلفية الجهادية حضر للقيام بعمل إرهابي يهدد الأمن القومي الألمانيى والانتماء من ألمانيا إلى “داعش” وقام بأنشطة دعائية واسعة النطاق من خلال ترجمة النصوص الرسمية أو مقاطع الفيديو أو الرسائل الصوتية لتنظيمات إرهابية من اللغة العربية إلى الألمانية، وتوزيعها على قنوات مختلفة لتطبيق (تلغرام) كما ثبت أنه تلقى تدريباً عسكرياً على يد “داعش” في سوريا وأراد المشاركة في عمليات قتالية أو هجمات إرهابية وظل يمارس أنشطته من ألمانيا.

السلفية الجهادية واستغلال الدعاة والمساجد

تشكلت المجموعات السلفية الجهادية من شبكة من الدعاة الألمان في المساجد بسبب وجود صلات بينهم وبين داعش في سوريا والعراق. فعلى سبيل المثال دارت منظمة “فصلت 33” مسجداً في برلين كان يتردد عليه “أنيس العامري” المتهم بتنفيذ اعتداء بشاحنة على سوق ميلاد في برلين وجمع تبرعات لتنظيم داعش والقيام بتجنيد عناصر له ونشر أفكار “جهادية”. بل هناك حالات مشابهة سابقة في “فرانكفورت وبرلين” فككت الأجهزة الأمنية الألمانيا خلايا تعتنق الفكر الجهادي السلفي، ومن أشهر الحالات في هذا السياق أيضاً إغلاق مسجد “الفرقان” في مدينة “بريمن” سنة 2014 و مسجد “طيبة” في مدينة “هامبورغ” وكان يُستخدم لتجنيد متطوعين للالتحاق بجماعات إرهابية في مناطق الصراعات.

جهود ألمانية للتصدي للأيديولوجية السلفية الجهادية

يُعد أسباب التراجع الطفيف الملحوظ للتيار السلفي الجهادي عقوبات السجن لأعضاء جماعات السلفية الجهادية وتضييق الخناق على أنصار “داعش” بالإضافة إلى ذلك تباطأ جائحة “كوفيد ـ 19” في الأنشطة المتطرفة للجماعات السلفية الجهادية. ويظل التعاون بين الوكالات الأمنية الفيدرالية والمحلية “أهم عنصر” في التصدي للسلفية الجهادية، حيث نجحت في منع (21) هجوماً إرهابياً.

داهمت الشرطة الألمانية في 28 يونيو 2022 منظمة “دولة الخلافة” التي تتبني الفكر السلفي الجهادي واعتقلوا ثلاثة أفراد يشتبه في أنهم أعضاء في “دولة الخلافة”، كما صادرت الشرطة خلال المداهمة (3) أسلحة نارية ومواد دعائية وأكثر من (270) ألف يورو. ويركز أعضاء هذه الشبكة والمنتشرة على نطاق واسع في جميع الولايات الألمانية على نشر التطرف وجمع الأموال ورفض المبادئ الديمقراطية والمبادئ المتعلقة بسيادة القانون الألماني. تضع السلطات الألمانية أعضاء السلفية الجهادية المنتسبين لـ”داعش” على “رادار” الأجهزة الأمنية، وأكدت السلطات في 2 فبراير 2022 أن هؤلاء الأشخاص يجرون اتصالات مع أنصار “داعش” عبر قنوات في وسائل التواصل الاجتماعي. مكافحة الإرهاب ـ ألمانيا والنمساـ استراتيجيات وتدابير

تصنف السلطات الألمانية أبناء السلفيين المتطرفين على أنهم خطرون أمنياً ولا يُستبعد مطلقاً أن يبتعدوا عن أيديولوجية آبائهم. بالرغم من ذلك، لا يراقب مكتب حماية الدستور (الاستخبارات الداخلية) أنشطة أبناء السلفيين إلا إذا هم بأنفسهم لفتوا نظر السلطات كتطرفيين، كما لا توجد في ألمانيا مراقبة منهجية لأطفال السلفيين المتطرفين. نفذت الشرطة الألمانية مداهمات في عدة مواقع في “برلين وبراندنبورغ” بعد حظرالسلطات الألمانية نشاط جماعة سلفية تعتنق الفكر الجهادي في برلين والتي لها صلات بالجماعة لها صلات بـ”أنيس العمري” أحد المتورطين في عملية أسواق عيد الميلاد وتشيد بتنظيم “داعش” على الإنترنت ودعت لقتل اليهود. المقاتلون الأجانب في ألمانيا ـ معايير واستراتيجيات المواجهة، بقلم حازم سعيد 

مخاطر السلفية الجهادية ودور المرأة

تنامت مخاطر السلفية الجهادية داخل السجون الألمانية، فلا يزال تهديدات شبكات نشأت داخل السجون، خاصة التي لا تزال تضم متطرفين من “داعش” والقاعدة”، وتنامت المخاوف من إطلاق سراح العديد منهم خلال عام 2022 بعد قضاء عقوباتهم. وسعت السلفية نفوذها تدريجياً في ألمانيا، ولا يزال السلفيون المصدر الرئيسي لتجنيد الجهاديين في البلاد. تزايدت في عدد النساء داخل التيار السلفي منذ العام 2019 ، فقد ارتفع عدد النساء ضمن أتباع هذا التيار الإسلاموي المتشدد من (1356) في عام 2018 إلى (1580) في عام 2019.

**

2- “الجهاديون” في فرنسا ـ تنامي السلفية “الجهادية” ومخاطرها

أرتبطت ظاهرة تنامي السلفية “الجهادية” على الأراضي الفرنسية بالانعزال الذي تعيشه الجاليات المسلمة في فرنسا، إذ يتركز الكثير منها في أحياء هامشية ترتفع فيها معدلات البطالة ويكثر فيها الانقطاع عن الدراسة، ويشكّل فيها السكان مجموعات منعزلة عن الثقافة الفرنسية، كذلك أن بعض أنصار “الجهادية ” السلفية في فرنسا لديهم سوابق قضائية، ويحاولون القطع مع ماضيهم بالتطرف والإرهاب، فضلاً عن الجماعات السلفية داخل فرنسا التي ترفع شعار المظلومية.

واقع السلفية “الجهادية” في فرنسا

يقسم الباحثون سلفيي فرنسا إلى فئتين: الأولى؛ يطلق عليهم تسمية السلفية، وهم يرفضون العنف ولكنهم ضد القيم للمجتمع الفرنسي على كافة المستويات. وبينما  يؤمن التيار السلفي “الجهادي” أنهم في حالة عداء مع المجتمع الفرنسي.

كشف الرصد الاستخباراتي “للجهاديين” الذين ارتكبوا الاعتداءات المختلفة في فرنسا أن أغلبهم بدأ في إطار السلفية الجهادية. أبدى جهاز الاستخبارات المركزي الداخلي قلقاً كبيراً من سرعة انتشار هذا التيار السلفي بشكل عام، ويحصي تقرير الاستخبارات الداخلية الفرنسية ما بين (30) ألف و(50) ألف سلفي في فرنسا، يتراوح عدد المتطرفين العنيفين في صفوفهم بين (10) آلاف إلى (12) ألف، وحقق التيار السلفي الجهادي أكبر انتشار لهم في باريس، مارسيليا، ليون وليل.

تشير الإحصائيات منذ عام 2018 إلى أن “ستراسبورغ” تشهد انتشاراً مقلقاً للسلفية الجهادية، فهناك (10%) من المسجلين في قوائم الخطر لدى الأجهزة الأمنية الفرنسية يقيمون في “ستراسبورغ” ويبلغ عددهم (2500) شخص، هم في الغالب أشخاص يتحركون بشكل انفرادي ويعيشون في ظروف تشجع على اعتناق الأفكار المتطرفة. ويصل عدد الأشخاص المدرجين في قوائم التطرف الإرهابي إلى حوالي (8132) حسب أرقام الداخلية الفرنسية.

يعتبر مدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية الأسبق “آلان شويه” أن السلفية الجهادية هي الأرض الخصبة للتشدد، وأن هناك حالة إنكار من الحكومات الفرنسية المتعاقبة لهذه الظاهرة الإسلاموية المتشددة في 15 فبراير 2022 .

السلفية “الجهادية” وتمويل الإرهاب

توظف الجماعات السلفية الجهادية شبكات تستخدم العملات المشفرة لتمويل عناصر في “داعش والقاعدة” في مناطق الصراعات، كذلك تكوين شبكات للتحويلات المالية إلى تلك التنظيمات.

يدعم “الجهاديون” الفرنسيون المنظمات الإرهابية خارج فرنسا، فعلى سبيل المثال، تم الكشف أن الفرنسي السنغالي “ديابي المدان” كان يعمل في مطعم في نيس في جنوب شرق فرنسا قبل أن ينتقل إلى سوريا العام 2013 حيث قاد كتيبة “جهادية” تضم شباناً فرنسيين غالبيتهم من منطقة “نيس” وأنتج أشرطة فيديو دعائية تمجد التطرف والإرهاب.

ربط “إيمانويل ماكرون” الرئيس الفرنسي في 14 فبراير 2022 العمليات الإرهابية لـ” الجهاديون” بتنامي السلفية في أحياء الضواحي الفرنسية. وحذرت فرنسا من أن “النوع الجديد من التهديد” يتعلق بأفراد “تخلصوا من “داعش عملياً وأيديولوجياً” وأن “هذا النوع من التهديدات ينفذه لاعبون منعزلون لهم صلة ضعيفة أو غير موجودة بجماعات السلفية الجهادية، ولم تكن معروفة لأجهزة المخابرات من قبل.

السلفية “الجهادية” واستغلال الجمعيات والمساجد

تروج الجمعيات التي تعتنق الإيديولوجية السلفية الجهادية بشكل متواصل لما يسمى إلى “الجهاد العنيف”. كشفت الأجهزة الفرنسية في 5 أبريل 2022 أن هناك أعضاء في جمعية مسجد “ألون” “يدعون إلى الإرهاب ويحرضون على الإرهاب،  كما أن الخطب التي أُلقيت في هذا المسجد شرّعت على الأخص استخدام “الجهاد” مع غرس الشعور بالكراهية تجاه فرنسا، وأن هناك أشخاص مرتبطين بالمسجد، أعربوا عن تعاطفهم بين سبتمبر 2020 وأبريل 2021 مع هجومين مختلفين لمتطرفين في فرنسا. مؤشر الإرهاب في فرنسا وبلجيكا عام 2022

السلفية “الجهادية” واستغلال حق اللجوء السياسي

يستغل أعضاء السلفية الجهادية في فرنسا اللجوء السياسي والحصول على الجنسية الفرنسية في دعم وتمويل الإرهاب. فعلى سبيل المثال استغل شيشاني حق اللجوء السياسي والحصول على الجنسية الفرنسية في السفر إلى مناطق الصراعات، ودعم “أحرار الشام ” في سوريا عام 2013 والقتال في صفوفها. كما تعج السجون الفرنسية بالعديد من المعروفين بالتطرف الإسلاموي وتتنامي عمليات التجنيد والاستقطاب داخل السجون الفرنسية، فهناك نزلاء معرفون بتبنيهم الفكرالسلفي الجهادي حكم عليهم بالسجن بعد قيامهم بدعاية لـ”داعش”

السلفية “الجهادية” على الإنترنت

تتضمن الدعاية “الجهادية “التي يقوم بها السلفية الجهادية في فرنسا دعوات للقيام بأعمال إرهابية. ولدى السلفية الجهادية في فرنسا مواقع إلكترونية تتحدث فيها عما يسمى بـ”الجهاد الإلكتروني”، تروج لمواقف وأفكار تنظيم القاعدة، وتنشر رسائل وبيانات وصور وأفلام كان أعضاء “داعش” يرسلونها من مواقع القتال. وكانت قد توعدت السلفية الجهادية عبر الإنترنت في 23 يونيو 2021 فرنسا بشن هجمات إرهابية.

يمثل الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي شكل من أشكال دور النشر للإيديولوجية “السلفية الجهادية”. ويعد موقع “La Voie droite” مهم للغاية، وهو موجود منذ عام 2012 لنشر هذه الإييدولوجية عبر نشر مقاطع صوتية ومؤتمرات وخطباً تدعو إلى يدعو إلى الكراهية و”الجهاد”. يقول “أوليفييه روي” من معهد الجامعة الأوروبية في إيطاليا في 14 فبراير 2022 أن معظم الأفراد الذين يتصرفون مرتبطون في مجتمعات على الإنترنت، حيث يجدون العزم والتشجيع على العنف”. محاربة التطرف في فرنسا ـ قوانين وإجراءات

جهود فرنسية للتصدي للسلفية “الجهادية”

ناقشت فرنسا في الاتحاد الأوروبي قضية “الإيديولوجية الجهادية” في 14 فبراير 2022. وأكدت منذ أوائل عام 2020 أن فرنسا واجهت سلسلة من الهجمات يبدو أن تنفيذها يتوافق مع هذه الظاهرة. أعلنت الحكومة الفرنسية أنها بدأت اجراءات الاغلاق الإداري للمسجد الكبير في مدينة “بوفيه” في شمال البلاد والذي قد يصل إلى ستة أشهر، معتبرة خُطبه متطرّفة وغير مقبولة. وبحسب جيرالد دارمانان وزير الداخلية الفرنسي كانت الخُطب في هذا المسجد “تمجّد الجهاد” وتدافع عن “ممارسة الأحكام المتشددة للإسلام”، وتنادي “بإعلائه فوق قوانين الجمهورية”.

قامت السلطات الفرنسية بشكل متزايد بإغلاق المنظمات أو الجمعيات في العامين 2020 و 2021 التي تحض على الإرهاب والعنف، كان هناك (12) إغلاقًا من هذا القبيل ، بزيادة طفيفة عن (7) إغلاقات بين عامي 2016 و 2019.

أصدرت الأجهزة الأمنية الفرنسية قرارتً تقضي بترحيل القيادات في التيار “السلفي الجهادي” والتي تهديد الاستقرار على الأراضي الفرنسية، والارتباط بأنشطة ذات طابع إرهابي،  والدعوة إلى معاداة أشخاص أو مجموعات على أساس ديني. فككت أجهزة مكافحة الارهاب شبكات تتبنى الفكر السلفي الجهادي منذعام 2017 وتألفت تلك الشبكات من شباب من تورسي (منطقة باريس) وكان (جنوب شرق)، وشكلت نواة تحول التطرف الى عمليات إرهابية. “الجهاديون” في ألمانيا ـ تنامي السلفية “الجهادية” ومخاطرها

خلايا “جهادية” نسائية

كشفت العمليات الإرهابية في فرنسا عن دور النساء المستعدات لارتكاب هجمات إرهابية لتعذرهن عن التوجه إلى مناطق الصراعات. ولدى الأجهزة الاستخباراتية الفرنسية قائمة بأسماء خلية جهادية نسائية كن< معروفات لدى أجهزة الاستخبارات لمحاولتهن التوجه إلى سوريا، ويشتبه في أنهن حاولن شن هجمات إرهابية ومحاولة تفجير سيارة أمام كاتدرائية نوتردام في باريس خلال العام 2016.

**

3- “الجهاديون” في بريطانيا ـ تنامي السلفية “الجهادية” ومخاطرها

يمثل التطرف الإسلاموي خطراً داهماً على بريطانيا. تظل السلفية الجهادية لديها تماسك وتغلغل أكبر داخل المجتمع البريطاني. تنشط الجماعات السلفية الجهادية داخل السجون البريطانية ويمثلون تهديداً بتطرف معتقلين آخرين، وجر النزلاء إلى التطرف لشن هجمات إرهابية. توفر منصات وسائل التواصل الاجتماعي مساحة لتطرف الشباب ونشر خطابات إسلاموية تدعو إلى الكراهية والعنف.

واقع السلفية في بريطانيا

تنشط عديد الحركات السلفية في بريطانيا، وتبذل جهوداً لممارسة الدعوة بكل الطرق الممكنة من خلال تدريس الدورات في المساجد للمسلمين، وبيع الأقراص المدمجة والكتيبات المتعلقة بها. وجنباً إلى جنب مع هذا التأثير السلفي على الشباب المسلم في بريطانيا، لوحظ أنه أصبح عاملاً محفزاً للتطرف في العقد الماضي، خاصة منذ الأزمة السورية وصعود داعش في سوريا والعراق. قد تكون هذه علامة على أن الدعوة السلفية للشريعة الإسلامية يمكن أن تكون مجرد مقدمة للدعوة إلى الجهاد.

وتشير الأدلة على نحو متزايد إلى أن جيلاً أصغر سناً من الدعاة السلفيين الذين يتعاطفون مع تنظيم القاعدة يتكيفون حالياً مع تسامح المملكة المتحدة المتناقص مع التطرف الإسلامي من خلال العمل سراً وتجنب الاشتباكات المفتوحة مع السلطات وازدراء وسائل الإعلام الوطنية. عادة ما يعمل هؤلاء الدعاة في المساجد الصغيرة والمراكز المجتمعية والمنازل، وغالباً على أطراف المدن الكبيرة. كما سيستخدمون مواقع أكثر بروزاً، مثل المجتمعات الإسلامية المتعاطفة في الجامعات، إذا ظهرت مثل هذه الفرص.

يقول مستشار الحكومة البريطانية في “مكافحة التطرف الإسلامي” محمود النقشبندي إن عدد السلفيين في بريطانيا، ازداد بصورة ملحوظة، خلال الفترة الأخيرة وخصوصًا بين الشبان، وأن (25%) من مسلمي بريطانيا الذين تقل أعمارهم عن (30) سنة يتقبلون الأفكار السلفية كلها أو أجزاء منها ، وتتولى الجماعات السلفية ادارة ما يقارب  سبعة في المئة من المساجد، من أصل (1740) مسجداً في المملكة المتحدة.

وجد أنصار السلفية الذين يديرون مساجدهم الخاصة طرقاً لمواصلة نشر التعاليم المؤيدة للجهاديين مع تجنب الملاحقة القضائية. الجهاديون في بريطانيا ـ خارطة الجماعات المتطرفة

السلفية الجهادية والتهديد الإرهابي 

هناك جوانب من التهديد التي تشكله السلفية الجهادية تتجاوز الخطاب، والتي تجدر الإشارة إليها أيضاً. قدر العدد الدقيق للمواطنين البريطانيين أو الأفراد الذين لهم صلات بالمملكة المتحدة والذين ذهبوا إلى بلاد الشام منذ اندلاع الحرب في سوريا بما يتراوح بين (800 – 1000) ، يذكر المسؤولون عادة أن ما يقر ب من (20%)من الذين خرجوا قتلوا في ساحة المعركة ، وعاد حوالي (40%)  ، فيما لا يزال (40%) منهم أحرار.

ألقي القبض في وقت سابق من نوفمبر2022 على شابين، إحداهما يبلغ من العمر (20) عاماً، فيما يبلغ الأخر (17) عاماً في برمنغهام لتخطيطهما للانضمام إلى ولاية خراسان التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية. وجاء ذلك في أعقاب تقارير سابقة عن قيام مسؤولين من طالبان باحتجاز اثنين من البريطانيين يعبرون من أوزبكستان وكانوا يحاولون الانضمام إلى الجماعة. وكان قد أظهر شريط فيديو ظهر من باكستان شخصا يعرف نفسه باسم أسد الله من إنجلترا يدعو الناس إلى القدوم والانضمام إلى الجهاد في باكستان بلهجة بريطانية قوية. هناك علاقة طويلة الأمد بين المملكة المتحدة والجماعات الجهادية في جنوب آسيا، ويبدو أنها لا تزال نشطة، وفقاً لجهاز الاستخبارات البريطاني في 6 ديسمبر 2022.

أودع بريطاني متهم بالانتماء إلى خلية “البيتلز” التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية الجهادي والتي عرفت باحتجاز رهائن غربيين وتعذيبهم وإعدامهم في سوريا، السجن في 11 أغسطس 2022 بتهمة الارهاب بعدما سلمته تركيا لبريطانيا .

أشار المدير العام لجهاز الاستخبارات البريطاني MI5  كين ماكالوم في  16 نوفمبر 2022  “إلى أن الإرهاب الإسلامي لا يزال  التهديد الإرهابي الرئيسي للمملكة المتحدة” ، مضيفاً : “إن الكثير من الإرهابيين هم إرهابيون متطرفون ذاتياً يسعون إلى شن هجمات منخفضة التطور. التطور المنخفض لا يعني التأثير المنخفض.. فكر في القتل المروع للسير ديفيد أميس عضو البرلمان قبل أكثر من عام بقليل”. لاحقاً، كشفت الأجهزة الأمنية البريطانية في 6 ديسمبر 2022 عن إحباط (37) مخطط إرهابي منذ العام 2017 ، الغالبية العظمي منها ذات صلة بالجهادية لإسلامية.  فيما ذكر تقرير الحكومة البريطانية المتعلق بمكافحة الإرهاب المنشور في 19 يناير 2023 أن اعتباراً من 31 ديسمبر 2021 ، كان هناك (229) شخصاً محتجزين في بريطانيا العظمى لجرائم تتعلق بالإرهاب، (67%) من المحتجزين لديهم آراء إسلامية متطرفة.

السلفية الجهادية على الإنترنت

الإنترنت المفتوح هو أداة قوية تستغلها السلفية الجهادية للتطرف وتجنيد الأفراد، والتحريض وتوفير المعلومات لتمكين الهجمات الإرهابية. تستخدم الجماعات السلفية الجهادية الإنترنت على نطاق واسع لنشر رسائلها ومواصلة تنويع نهجها، باستخدام مجموعة واسعة من منصات التواصل الاجتماعي لنشر الأيدلوجية المتشددة والخطاب المتطرف. فعلى سبيل المثال، انضم المتطرف أنجم شودري إلى الأصوات التي تستهدف الأقليات الهندوسية في بريطانيا، بعد أن خرج من حظره لمدة أربع سنوات على التحدث أمام الجمهور وأكثر من خمس سنوات لدعوته لدعم داعش، وبدأ يحرض حرض المسلمين ضد الهندوس خلال الهجمات الأخيرة في سبتمبر 2022، بما في ذلك ليستر وبرمنغهام.مكافحة التطرف والإرهاب في بريطانيا وهولندا ـ منع التمويل الخارجي للجماعات المتطرفة

السلفية الجهادية وتجنيد النساء

قام باحثون في المركز الدولي لدراسة التطرف (ICSR) في كلية “كينغ” في لندن برصد حسابات مواقع التواصل الاجتماعي لحوالي (30) امرأة تحمل الجنسية البريطانية، واللواتي يقاتلن مع جماعات إرهابية إسلامية في سوريا والعراق، مثل تنظيم “الدولة الإسلامية”، المعروف أيضا بـ”داعش”. ووجد البحث أن عددا من النساء عملن كمجندات للمنظمات المتطرفة، وقمن بالحث على شن هجمات إرهابية في الخارج.

وكان قد أسند لسالي جونز البريطانية الشهيرة، التي التحقت بتنظيم داعش الإرهابي بصحبة ابنها، مهمة قيادة جناح سري للنساء من الكتيبة المعروفة باسم «أنور العولقي»، التي تتكون من مقاتلين ناطقين باللغة الإنجليزية، حيث تتولى تلك الوحدة مهمة التخطيط لتنفيذ هجمات إرهابية في الدول الإنجليزية، وتعليم السيدات كيفية استخدام الأسلحة، والقتال، وتنفيذ هجمات انتحارية.

تدابير حكومية لمواجهة خطر السلفية الجهادية

بدأت حكومة المملكة المتحدة مراجعة في سياستها لمكافحة الإرهاب “بريفنت” لمنع التطرف. بعد أن كشفت وثيقة  تضمنت مراجعة هامة لبرنامج (Prevent)  الحكومي في  29 ديسمبر 2022  أن أموال دافعي الضرائب البريطانيين استخدمت “لتمويل جماعات تروّج للتطرف ، بالكشف عن شخصيات بارزة تعمل في منظمات يموّلها برنامج “بريفينت”  يشتبه بأنها دعمت حركة “طالبان”، ودافعت عن جماعات متشددة محظورة في المملكة المتحدة، واستضافت دعاة يروّجون “خطاب كراهية”. وفي  فبراير 2023 إلتزم وزير الداخلية  ساجد جاويد بتقديم تغيير شامل وسريع عبر Prevent بعد مراجعة مستقلة رئيسية للبرنامج.

وتسلط المراجعة المستقلة الضوء على العديد من المجالات التي تتطلب إصلاحا جادا لضمان قدرتها على تحديد التهديد الإسلامي والرد عليه بشكل فعال من خلال معالجة الأيديولوجية السلفية الجهادية المتطرفة. يتم تقديم Prevent من خلال شبكة متعددة الطبقات من المهنيين المتفانين الذين يلعبون دوراً أساسياً في معالجة التطرف في جميع أنحاء البلاد. سيتم تعزيز فهم هذه الشبكة للأيديولوجية من خلال برنامجن تدريبي موسع.

أدى فشل المملكة المتحدة في التعامل مع السلفية الجهادية إلى تحويل السجون البريطانية إلى حاضنات للهجمات الجهادية. وفقاً لتحقيق قدمه جوناثان هول المراجع المستقل للتشريعات الإرهابية في تقريره  المنشور في أبريل 2022،  حيث تمكن الإسلاميون من استخدام سجون المملكة المتحدة كأرض تجنيد وتدريب لقضيتهم مع قيام السجناء بتوزيع الدعاية المؤيدة للجهاد على زملائهم السجناء والاحتفاظ بكتيبات تعليمات الإرهابيين في زنازينهم.

لاحقاً، أعلن نائب رئيس الوزراء في 27 أبريل 2022، أنه سيتم فصل الإرهابيين الأكثر خطورة وتأثيراً في وحدات متخصصة لإحباط انتشار أيديولوجيتهم السامة. هذه الخطوة هي جزء من نهج شامل ومعزز لتضييق الخناق على النشاط الإرهابي في السجون في إنجلترا وويلز ، وكجزء من هذه التدابير، سيقوم فريق جديد بقيمة (1.2) مليون جنيه إسترليني بتحديد واستهداف الإرهابيين الأكثر نفوذاً وتأثيراً، بحيث يمكن نقلهم إلى أحد “مراكز الفصل” الثلاثة التابعة لمصلحة السجون – بصرف النظر تماما عن نزلاء السجون الرئيسيين. وفي الوقت نفسه، سيتم استثمار (6) ملايين جنيه إسترليني لتوسيع “مراكز الإشراف الدقيق”، حيث يمكن احتجاز الإرهابيين الأكثر عنفاً جسدياً وهذا من شأنه أن يحول دون تجنيدهم المحتمل في قضايا متطرفة.مؤشر الإرهاب في بريطانيا والسويد عام 2022

**

التقييم

– تميز السلطات الألمانية بين السلفية السياسية والسلفية الجهادية، حيث تعد السلفية الجهادية في ألمانيا شكل خاص من أشكال السلفية، وينشر أنصار هذا التيار التطرف العنيف ويمارسونه ويدعمونه.

– لا تزال ألمانيا في مرمى التنظيمات الجهادية، ولا تزال الولايات الألمانية أحد أهدافها. وينبع تهديد كبير من أنصار السلفية الجهادية التي تتلقى التعليمات من تنظيمات خارجية. وقد دعم أعضاء السلفية الجهادية في ألمانيا المقاتلين الذين سافروا إلى مناطق الصراعات وشاركوا يإرسال تحويلات مالية لدعم الإرهاب

– تمنع السلفية الجهادية الاندماج وتمثل نموذجاً مضاداً للقيم الألمانية وتروج له وتساهم في ظهور مجتمعات موازية وترفض قوانين الدولة الألمانية. يتأثر التطرف بشكل كبير بالدعاية والاتصالات عبر الإنترنت والأنشطة التي يقوم بها المشهد السلفي وخطباءه في ألمانيا.

– شهد العام 2022 انحفاضاً في عدد المتطرفين المنتمين إلى التيار السلفي في ألمانيا إلى الإجراءات الأمنية الاستباقية والتدابير، ولكن تظل مخاطر السلفية الجهادية مرتفعة بسبب استمرار استهداف ألمانيا في الدعاية الجهادية، وكما يتضح من إحباط المؤامرات الإرهابية بما في ذلك هجمات الذئاب المنفردة.

– يمكن القول أن غالبية الهجمات التي ارتكبت في ألمانيا على مدى السنوات الماضية ارتُكبت من قبل أشخاص ينتسبون للسلفية الجهادية أو مجموعات صغيرة مستوحاة من تلك الإيديولوجية أو بتعليمات من آخرين.

-بات متوقعاً بالرغم من القدرات المحدودة المتبقية للإيديولوجية في ألمانيا إلا أنه لا يمكن استبعاد الهجمات المعقدة التي يحركها أنصارها، مثل الهجمات المنسقة التي ارتكبت في باريس وسان دوني في العام 2015.

**

– ظهرت تنظيمات وحركات سلفية “جهادية” في مناطق مختلفة في فرنسا، بعضها أعلنت الولاء المطلق لتنظيمات إرهابية، وأخرى انبثقت عنها لكنها لاحقاً أسست تنظيمات مستقلة لها أجندات خاصة.

– هيمنت الجماعات المتطرفة على رأسها السلفية “الجهادية” على أحياء في فرنسا عبر المكتبات وقاعات الرياضة والدروس وتقوم بالترويج لأفكارها في ألاف المساجد. تكمن مخاطر السلفية الجهادية في فرنسا في أن من لم يتمكنوا من السفر إلى مناطق الصراعات والقتال يحاولون التعويض عن ذلك بالقيام باعتداءات إرهابية على الأراضي الفرنسية.

– تنتشر الخلايا الجهادية السلفية داخل السجون الفرنسية، وعادة ما تنحصرالأحكام القضائية التي تصدر في فرنسا في قضايا الإرهاب على بضع سنوات فقط، ونادراً ماترتبط ببرامج إعادة تأهيل أنصار هذه الإيديولوجية في السجون أو إعادة الإندماج المجتمعي بعد الإفراج.

– ترتبط الخطب الدعائية والمنشورات على شبكات التواصل الاجتماعي في فرنسا بالتيار”السلفي الجهادي” وتندرج ضمن التطرف الإسلاموي لذا تنامت الدعوات لحظر الجماعات “السلفية الجهادية” على الأراضي الفرنسية عن طريق إصدار قانون مناسب حول هذا الشأن.

– يبدو أن السلطات الفرنسية خلال عام 2023 عازمة على التصدي بقوة لـ “الأيديولوجية السلفية الجهادية ” من خلال إغلاق بعض المساجد، أو مراقبة المنتسبين لهذه الإيديولوجية و ترحيل الدعاة والمشايخ المنتمين للتيار “السلفي الجهادي”.

**

– شهدت المملكة المتحدة علاقة مهادنة مع مسلميها البالغ عددهم (3.9) مليون نسمة من إجمالي عدد سكانها البالغ (67)مليون نسمة. في كثير من الأحيان، ترضخ الدولة الديمقراطية والليبرالية في مواجهة المخاوف من أنه قد يتم إعلانها عنصرية، أو ما هو أسوأ، الإسلاموفوبيا إذا تناولت قضايا تتعلق بالتطرف الإسلامي، الأمر الذي استغلته الجماعات السلفية والجهادية للتحرك بحرية في بريطانيا ونشر أيدلوجية التطرف.

– هناك دلائل على أن الإيديولوجيات الجهادية تفقد الأرض لصالح أشكال أقل عنفاً من الإسلام، إلا أن هذه العملية لا تزال هشة. ومن المرجح أن تؤدي أي انتصارات متصورة للحركات الجهادية في العراق أو أفغانستان أو الصومال أو أي مكان آخر في هذا الوقت الحرج إلى تقوية المتطرفين البريطانيين بشكل كبير، ويمكن أن تقوض بشدة محاولات المسلمين للتصدي للتطرف الجهادي.

– بالإضافة إلى ذلك، ولأن مسلمي بريطانيا فقراء بشكل غير متناسب وشباب وغير مهرة، فإنهم يظلون عرضة للأيديولوجيات المتطرفة. لا تتسبب العوامل الاجتماعية والاقتصادية في العنف الجهادي بشكل مباشر، لكنها تسمح للدعاة المتطرفين بإقناع المسلمين البريطانيين بوضع أنفسهم ضمن الشعور الإسلامي العالمي بالضحية والاعتقاد بأنه لا يمكن معالجة وضعهم إلا من خلال العنف. علاوة على ذلك، يشكل الذكاء السياسي المتنامي للجيل القادم من الدعاة الجهاديين تحديات جديدة لأجهزة الأمن في المملكة المتحدة – خاصة وأن تشرذم الشبكات المتطرفة وانتشارها يجعل من الصعب مراقبة الأفراد المتشددين المحتملين. وتضمن هذه العوامل وغيرها مجتمعة أن تستمر الحركات السلفية الجهادية التي تتخذ من بريطانيا مقرا لها – حتى لو تراجعت قوتها ونفوذها – في تهديد المملكة المتحدة لسنوات قادمة.

– تقع على عاتق الدولة في المقام الأول مسؤولية معالجة قضية التطرف بين مواطنيها. يجب أن تنظر الدولة إلى المتطرفين كأفراد، كمواطنين، وليس كممثلين لمجتمع معين. فهي بحاجة إلى خلق قدرات بين سكانها لنقد الأيديولوجيات. كما تحتاج إلى النظر في الظروف الاقتصادية والسياسية التي تجعل هذه الأيديولوجيات جذابة للأفراد.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=86736

جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب و الاستخبارات

الهوامش

دعوى قضائية ضد ألماني بتهمة جمع تبرعات لجماعة إرهابية سورية
https://bit.ly/3xeN0wF

Zahl islamistischer Extremisten geht zurück
https://bit.ly/3jTySpw

Zahlen zur islamistischen Szene in Deutschland
https://bit.ly/40V5fEL

Islamist extremism and Islamist terrorism
https://bit.ly/3K0CqRt

Salafist group outlawed in Berlin
https://bit.ly/3Ei1ZK3

**

Blasphemy and jihad: Macron launches EU debate
https://bit.ly/3SdA9UQ

محاكمة فاروق بن عباس… رائد _الجهاد_ الإلكتروني
https://bit.ly/3YX6eCw

مدير الاستخبارات الخارجية الفرنسية الأسبق آلان شويه: هذه أسباب إنكار الحكومات الفرنسية للسلفية العنيفة
https://bit.ly/3YJSlrV

الإرهاب في فرنسا.. لماذا تحوّل “بلد الأنوار” إلى هدف للمتشدّدين؟
https://bit.ly/3YXT0Wk

فرنسا تغلق موقعا إلكترونيا يدعو إلى _الكراهية والجهاد
https://bit.ly/3XJUgLRFrance

Towards an autonomization of Jihadism? The ideological, sociological and political permeability between contemporary quietist Salafism and Jihadism in France

https://bit.ly/3I6hrKo

**

Jihadism in the United Kingdom
https://bit.ly/3EuPgUt

The Evolving Terror Threat to the UK
https://bit.ly/3IMFijKHM

Government Counter-Terrorism Disruptive Powers report 2021 (accessible version)
https://bit.ly/3ExD3hT

MI5 Director General Ken McCallum gave his annual threat update at our headquarters in Thames House, London today.
https://bit.ly/3xMavx7

How to Stop UK Prisons from Incubating Jihadi Attacks
https://bit.ly/3YTxqCL

New drive to tackle terrorism in prisons
https://bit.ly/3XSOSpB

Look who’s back and stoking up hatred between Hindus and Muslims on Britain’s streets
https://bit.ly/3IMKVhL

Has the UK finally woken up to the threat of Islamist extremism?
https://bit.ly/3YVfyYe

Who were the jihadists nicknamed the Islamic State ‘Beatles’?
https://bbc.in/3YXGAOA

Government acts to overhaul Prevent in the fight against radicalisation
https://bit.ly/3IJDffl

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...