الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

التطرف والإرهاب في أوروبا ـ التهديدات والمخاطر

مكافحة الإرهاب في أوروبا
أغسطس 12, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا

إعداد : وحدة الدراسات والتقارير (24)

التطرف والإرهاب في أوروبا ـ التهديدات والمخاطر

الإرهاب والتطرف لا يزالان يشكلان خطراً حقيقياً وقائماً على الاتحاد الأوروبي على الرغم من الانخفاض في عدد الأعمال الإرهابية التي لوحظت في السنوات الثلاث الأخيرة.  وبينما يبدو أن السياسات والجهود الأمنية والاستخباراتية التي انتهجتها حكومات أوروبا، لتعطيل ومنع الهجمات لها تأثير إيجابي، فإن الجهات الفاعلة المنفردة المرتبطة بالتطرف الجهادي واليميني العنيف لا تزال مصدر قلق للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

الجهاديون واليمين المتطرف، جناحي الإرهاب في أوروبا

حدد منسق الاتحاد الاوروبي لمكافحة الإرهاب إيلكا سالمي في 14 يناير 2022 ثلاث تحديات حول مشهد التهديدات الإرهابية والقضايا الملحة في أوروبا: الأول هو أن “الجهادية “أو التهديد الإسلاموي الراديكالي لا يزال قائما. ثانيا، التطرف اليميني، خاصة التطرف اليميني الأبيض العنيف، الذي بات أكثر بروزا في أوروبا. القضية الثالثة، بالطبع، هي تطور التكنولوجيا، إذ تساهم التكنولوجيا الجديدة في نشر خطاب الكراهية أو المحتوى الإرهابي عبر الإنترنت.

أشار “اليوروبول” في تقريره عن وضع واتجاهات الإرهاب لعام 2022، والذي نشره في 13 يوليو 2022، إلى أن التهديد يأتي بشكل أساسي من الإرهابيين الأفراد والمتطرفين اليمينيين المتطرفين. وذكر التقرير أنه في عام 2021 ، سجل المحققون في دول الاتحاد الأوروبي (15) عملاً إرهابياً ، بما في ذلك المحاولات الفاشلة والمُنع ، وهو أقل بكثير مقارنة بعام 2020 ، عندما تم تسجيل (57) عملاً إرهابياً،  فيما اعتقلت السلطات في عام 2021 (388) مشتبها بهم بتهم الإرهاب  ثلثاهم متهمون بالإرهاب الجهادي في النمسا وفرنسا وإسبانيا ، بينما تم القبض على (449) شخصاً في عام 2020 و (723) في عام 2019. ملف : الارهاب و التطرف في أوروبا لعام2021 وشكل الارهاب 2022

واقع الإرهاب الإسلاموي في أوروبا

لا يزال الاتحاد الأوروبي في حالة تأهب قصوى مع استمرار التهديد من “داعش” والقاعدة والجماعات التابعة لهما.  ومنذ وقوع الاعتداءات التي تعرضت لها باريس في 13 نوفمبر 2015، والتي شارك فيها مقاتلون عادوا من سوريا، تعرّض الاتحاد الأوروبي مراراً وتكراراً لهجمات، أعلنت بعض التنظيمات الإرهابية عن وقوفها وراءها. ففي عام 2019، تم تنفيذ سبع هجمات إرهابية نُسبت إلى “جهاديين”، ضربت عُمق بعض دول الاتحاد الأوروبي كما نجحت الأجهزة الأمنية في إحباط ضعف ذلك العدد. أما في عام 2020 تسببت عدة هجمات إرهابية في وقوع قتلى في أوروبا، مثل هالي وكاسل ولندن وليون وباريس وأوترخت، بالإضافة إلى هجمات إرهابية أكبر خارج الاتحاد الأوروبي. بينما انخفضت الهجمات الجهادية في عام 2021، بلغت الهجمات الإرهابية المبلغ عنها والمصنفة إرهابا ًجهادياً (11)، وتم تنفيذ ثلاث عمليات منها في فرنسا وإسبانيا وألمانيا، وتم إحباط ثمانية على التوالي في فرنسا (4) ، السويد (1) ، المجر (1) ، الدنمارك (1) وألمانيا (1).

وتجد أوروبا نفسها في هذه الأيام أمام تهديدات إرهابية غير مسبوقة، بعدما أفادت تقارير بأن بعض الجماعات الإرهابية الجهادية دعت أنصارها إلى الاستفادة من الصراع في أوكرانيا والحصول على أسلحة من تلك التي يتم توريدها إلى كييف ويعجز الغرب عن تتبعها. ومن جهة أخرى، خطر موجة متوقعة من اللاجئين الأفغان. تخشى أن تحمل بداخلها إرهابيين متخفين، سواء من المتسللين في موجة اللاجئين، أو تجنيد الإرهابيين لشباب موجودين على أراضيها لاستغلالهم كـ “ذئاب منفردة”، أو في نشر الإرهاب بها عبر الإنترنت.

حذر نائب الأمين العام لـ الأمم المتحدة، رئيس مديرية مكافحة الإرهاب، فلاديمير فورونكوف، في 9 أغسطس 2022 من أن تنظيم “داعش” الإرهابي، يدعو أنصاره إلى استخدام الصراع في أوكرانيا لمهاجمة أوروبا.  وكان قد نوه  بيرشنر “عمر حجاوي”  رئيس جهاز الاستخبارات في النمسا 16 يونيو 2022 من ارتفاع مخاطر الإرهاب في أوروبا، مع إلغاء قيود الخروج بدأ نشاط المتطرفين في التزايد، خاصة من خلال عمليات التجنيد وتنظيم اجتماعات بالاتصال المباشر، لاسيما بعدما دعت الجماعات الإرهابية مؤخرا إلى القيام بأعمال انتقامية بعد مقتل قيادي في تنظيم “داعش” . مكافحة الإرهاب .. إستراتيجية أوروبية لمحاربة التطرف والارهاب

واقع تهديدات التطرف اليميني في أوروبا

يواجه الاتحاد الأوروبي تهديداً متزايداً من الإرهاب اليميني المتطرف و “عصر جديد من نظريات المؤامرة”.  حيث هناك صعود للإيديولوجيات اليمينية المتطرفة، بالتزامن مع محاولات اليمين المتطرف أيضًا الاستفادة من المخاوف الاجتماعية المتعلقة بالمناخ والقضايا البيئية للاستقطاب والتجنيد وتشجيع الهجمات المنفردة بين المتطرفين اليمينيين. والتسلل داخل الأجهزة الأمنية الأوروبية.

إن التحول الملحوظ في طبيعة النشاط اليميني المتطرف في أوروبا، وتنظيم مثل تلك الجماعات وامتدادها من كونها مجموعات صغيرة تركّز بشكل أساسي على نشر آراء مناهضة للهجرة وتفوّق العرق الأبيض إلى المشاركة الفعليّة في النشاط الإرهابي، تسعى تلك الجماعات البريطانية لإقامة علاقات مع متطرفين دوليين وتكوين شبكات تمويل دولية لتقديم الدعم لتلك الجماعات. ما قد ترتب عليه أن هذا الجانب من التهديد بات يشكّل خطراً أكبر على الأمن القومي للدول الأوروبية أكثر مما كان في السابق. وبعد أن كانت قائمة لمنظمات المحظورة في السابق تضم الجماعات الإرهابية الدولية، مثل القاعدة و”داعش”، هناك الآن مجموعات يمينية متطرفة مدرجة على قائمة الحظر للدول الأوروبية.

وفي تقرير اليوروبيل “حالة الإرهاب في الاتحاد الأوروبي واتجاهاته” 2022″ ارتفع عدد الاعتقالات لجرائم اليمين في أوروبا، من (26) عام 2019 إلى (64) عام 2021 في حين انخفضت الاعتقالات بتهمة الإرهاب الجهادي من (436) عام  2019 إلى (260) عام 2021.

وأكدت الرئاسة الفرنسية للاتحاد الأوروبي في مذكرة داخلية حديثة للدول الأعضاء في 29 أبريل 2022 تواجه عدة دول أوروبية تهديداً متزايداً من المتطرفين اليمينيين العنيفين”. فيما حذرت وكالة الأمن والاستخبارات الهولندية (AIVD) في تقريرها  في 29 أبريل 2022 أن احتمال وقوع هجمات إرهابية من قبل الجماعات اليمينية المتطرفة في البلاد آخذ في الازدياد. ووفقًا للتقرير، فهناك خطر من أن تؤدي الأيديولوجيات المتطرفة في البلاد إلى تصاعد التطرف العنيف.

كما أكدت وزارة الداخلية الألمانية ” في 13 مايو 2022. إن تقريراً رسمياً وجد أدلة ملموسة على التطرف اليميني في أكثر من (300) حالة داخل وكالات الأمن الألمانية الكبرى.  وشملت الأنشطة المتطرفة المشاركة في أحداث يمينية متطرفة ، والمشاركة في مجموعات دردشة متطرفة ، فضلاً عن إقامة علاقات مع الأحزاب والمنظمات المتطرفة. في بعض الحالات، تبين أن بعض أفراد الأجهزة الأمنية شاركوا في هتافات من الحقبة النازية مثل “Sieg Heil” أو “Heil Hitler” ، بالإضافة إلى تقديم تحية هتلر وفقا لـ”DW” في 13 مايو 2022. ملف : التطرف اليميني في أوروبا وانعكاساته على الاندماج الأجتماعي

التقييم

ـ لا يزال الإرهاب الإسلاموي ـ “الجهادي” يمثل أكبر تهديد للاتحاد الأوروبي ولا يزال متأثراُ بالتطورات في الخارج. فلا يزال تنظيم “داعش”، نشطاُ في العراق وسوريا، ويتواصل مع أنصاره في أوروبا لتحريضهم على شن هجمات.

ـ تلعب الجماعات المتطرفة اليمينية دوراً متزايداً في تهديد أمن دول وروبا، بعدما كان في السنوات السابقة  يقتصر نشاطها على جماعات صغيرة مناهضة للهجرة لا تعرض الأمن القومي الأوروبي لمخاطر جدية، باتت أكثر تنظيماً وتسليحاً وانتشاراً.

ـ نجحت أوروبا إلى حد بعيد خلال عام 2021 فى الحد من الهجمات الإرهابية بسبب السياسات والجهود الأمنية والاستخباراتية التي انتهجتها حكومات أوروبا، والعمل على سد الثغرات الأمنية، ونشر القوات على الأرض والرد السريع للتعامل مع تحييد المقاتلين، إضافة إلى التحركات الاستباقية بتفكيك خلايا الإرهاب.

ـ بالرغم من الجهود الأوربية في مكافحة الإرهاب، هناك تحدياً كبيراً لأوروبا يتعلق بمكافحة التطرف محلياً داخل القارة العجوز، يعود إلى ما قدره بـ”تنامي في أعداد المتطرفين بأوروبا وانتشار السلفية “الجهادية” تحديداً.

ـ تخلق الحرب في أوكرانيا تهديدات للأمن الأوروبي، إذ يحذر الخبراء من أن المتطرفين من الاتحاد الأوروبي الذين انضموا إلى الحرب يمكن أن يصبحوا مشكلة عند عودتهم إلى الاتحاد الأوروبي.

ـ مستوى التهديد الإرهابي الحالي للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي لا يبدو متأثراً الآن بعد أن أصبحت أفغانستان تحت حكم طالبان.

ـ تهديد الجماعات المتطرفة ومنها جماعة الإخوان المصنفة إرهابية في عدة دول، سيظل خطراً قائماًَ في مختلف دول القارة الأوروبية، مما يعني أهمية الاستمرار في تعزيز التشريعات والإجراءات الأمنية والقانونية لحصرها ومواجهة انتشارها في المجتمعات.

ـ مكافحة التطرف أوروبيا بحاجة إلى معالجات فكرية عميقة، وموارد وتطبيقات تتعلق بنزع أيدلوجية التطرف من المقاتلين الأجانب العائدين من دول سوريا والعراق

حكومات أوروبا  بحاجة إلى المزيد من التواصل مع مشيخة الأزهر الشريف، ودار الأفتاء المصرية ، كذلك الأستفادة من تجارب بعض دول المنطقة بتفكيك الخطاب المتطرفة ومعالجات صناعة الكراهية لاسيما وأن أوروبا تفتقر إلى الفهم الأيدلوجي إلى النصوص الإسلامية وتفسيرها.

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

رابط مختصر  .. https://www.europarabct.com/?p=83324

الهوامش

European Union Terrorism Situation and Trend report 2022 (TE-SAT)
https://bit.ly/3PmlG66

منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب: الخطر قائم والتكنولوجيا سيف ذو حدين
https://bit.ly/3SIqA0c

Da’esh, affiliates remain ‘global and evolving’ threat, Security Council hears
https://bit.ly/3dqbpbR

Far-right loners pose ever-bigger EU terror threat
https://bit.ly/3bQtz67

Germany logs rise in right-wing extremist cases in security agencies
https://bit.ly/3PdVgU1

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...