إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا وحدة الدراسات والتقارير “2”
خصصت السلطات الألمانية مبلغ (116.5) مليون يورو لبرامج الوقاية من التطرف ودعم الديمقراطية، تنفذها (66) جمعية تعمل بهذا المجال. ويمثل هذا المبلغ ثلاثة أضعاف مبلغ مماثل خصص لنفس الغرض في ميزانيات الفترة بين عامي 2013 و2017. وارتفع عدد السلفيين في ولاية بريمن الألمانية العام 2017 إلى نحو 540 سلفيا. ويقول وزير الداخلية المحلي للولاية “أولريش مويرر” فى 24 أبريل 2019خلال عرض تقرير المكتب الإقليمي لحماية الدستور لعام 2018 إن عدد السلفيين زاد بواقع (40 ) فردا مقارنة بعام 2017. ويقدر “مويرر” عدد السلفيين الخطيرين أمنيا ببضعة عشرات قليلة، مشيرا إلى أن التهديد الأمني، الذي يشكله الجناة أصحاب الدوافع المتطرفةا يزال مرتفعا.
برامج مكافحة التطرف
وتناول المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات تقريرا فى 12 يونيو 2019 تحت عنوان برامج وقائية لمكافحة ترويج السلفيين لأفكار متطرفة ، من خلاله فند فيه أبرز برامج مكافحة التطرف فى ألمانيا :
- مشروع “حياة”: تم تننفيذه بالشراكة مع المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين منذ يناير 2012، وذلك من خلال عملية الإرشاد وإعادة الدمج للمقاتلين الأجانب ويرتكز النموذج المنهجي للمشروع على ثلاثة جوانب الجانب العقائدي ، والجانب العملي ، و الجانب العاطفي.
- برنامج “حياة الديمقراطية” :ترعاه وزارة الأسرة الألمانية ، ورصدت له فى عام 2016 مخصصات مالية بقيمة (50) مليون يورو ، وتمت مضاعفتها في ميزانية 2017.
- برنامج “التماسك المجتمعي من خلال المشارك” : خصصت له الحكومة الألمانية عام 2016 ميزانية مالية بقيمة (12) مليون يورو،وتركز الإستراتجية الحكومية الألمانية للوقاية من التطرف على إقامة (16) مركزا للديمقراطية بولايات البلاد
- برنامج “المرشد” للوقاية من التطرف:تم تطبيقه بالتعاون مع مراكز استشارات في العديد من المدن بولاية شمال الراين ويستفاليا.
- برنامج “الحوار المركز” مع المتشددين : بدأت دائرة حماية الدستور بتطبيقه فى أكتوبر 2017، و الهدف من هذا الحوار المركز هو تقليل خطر التطرف، عن طريق دفع المتشددين في المساجد إلى إعادة النظر في مواقفهم.
دعا وزير داخلية ولاية شليسفيغ-هولشتاين”هانز يوآخيم غروته” وفقا لـ”سبوتنيك” فى 7 مارس 2019 إلى برامج تخطيط عمراني، لمواجهة الإرهاب وإنه مفترض أن يتم تحفيز المدن لتأمين ميادينها عبر تخطيط عمراني ضد الإرهاب، وذلك عبر بناء أسوار وجدران للمدن.
وكشف تقرير تناولته “DW” فى 1 فبراير 2019 أن عدد السلفيين في ألمانيا ارتفع في الوقت الراهن إلى 11500 شخص. وذكرت صحيفة “راينيشه بوست” استناداً إلى أعداد من وزارة الداخلية، أن عدد السلفيين كان قد وصل في 2017 إلى (10800) شخص.وحسب وزارة الداخلية في ولاية شمال الراين ويستفاليا التي تمثل معقلاً للسلفيين في ألمانيا منذ سنوات، فإن عدد السلفيين في هذه الولاية ظل عند (3100) شخص.
برامج حماية الشباب من التطرف
وظفت السلطات الألمانية وفقا لصحيفة الشرق الأوسط في 12 يونيو 2018 (200) مليون يورو في برامج حماية الشباب من تطرف تنظيم “داعش”. وكانت الوزارة خصصت أكثر من (200) مليون يورو لهذه البرامج في العام 2017. وتحتضن شرطة الجنايات الاتحادية أكثر من (900) مشروع للوقاية من خطر التطرف ، وتنشط معظم هذه المشروعات بشكل جيد ضد النازيين والإرهابيين الإسلاميين وضد التشدد والحض على الكراهية بين الأديان.
وأقرت السلطات الألمانية وفقا لصحيفة الشرق الأوسط فى 18 فبراير 2018 بميزانية 2019 برامج وقائية لمكافحة التطرف أهمها:
- برامج مكافحة تسلل الإرهابيين إلى أوروبا ، وإلى ألمانيا على وجه الخصوص، مع موجات اللاجئين.
- برنامج مكافحة التطرف اليميني واليساري في ألمانيا، وخطط توسيع برنامج مكافحة التجسس الاقتصادي والسياسي، وتطوير آليات مواجهة هجمات «الهاكرز» على الإنترنت.
- مشروع “فينيكس” الإلكتروني الرقابي في فترة أقصاها سنة 2026 في إطار الحرب على الإرهاب والتطرف. وهو برنامج يحاول تتبع اتصالات المتطرفين الذين يستخدمون الهواتف والتطبيقات المشفرة في نشاطهم السري.
برامج وقائية لمكافحة التطرف داخل المدارس
و كشفت الحكومة المحلية بولاية شمال الراين الألمانية عن خطة تهدف إلى التوسع في حصص تدريس الدين الإسلامي بمدارسها بداية من يناير 2019 وفقا لـ”الجزيرة” فى 10 يوليو 2018. ويشمل عشرين مدرسة للتدريب المهني في أربع من المدن الكبيرة بالولاية.وتشمل الخطة مدارس التدريب المهني، إضافة إلى المدارس الابتدائية والمتوسطة، التي تدرس هذه الحصص منذ ست سنوات.
نتائج برامج مكافحة التطرف
أفاد تقرير لـ”DW” فى 29 يوليو 2017 عنوانه ” هل أخفقت ألمانيا في مكافحة التطرف مع نمو التيار السلفي؟ ” أن بالرغم كثرة الحملات والبرامج التي تهدف إلى مكافحة التطرف ألمانيا ، إلا أن النتائج على الأرض قد تعطي صورة مخالفة، وذلك مع تواصل نمو التيارات المتطرفة في ألمانيا وتشعب توجهات أتباعهم . وأكد ” هانس جورج ماسن” رئيس المكتب الاتحادي لحماية الدستور الألماني أنه وبالرغم من أنه يوجد في ألمانيا العديد من الحملات والبرامج للحماية من التطرف، إلا أن عدد الإسلامويين في تزايد مستمر في ألمانيا.
الخلاصة
بذلت جهودا كبيرة في تطوير رصد بوادر التطرف الإسلاموي فضلا عن إنشاء مراكز الاستشارات وتدريب الإخصائيين على كيفية التعامل مع هذه الظاهرة.ما يساهم مستقبلا فى التقليل من مخاطر الانزلاق نحو التطرف الإسلاموي، ودعم تطويرهم لهوية دينية وقيم أخلاقية خاصة بهم، وتنمية مبادئ الاحترام وتفهم الحوار الديني لديهم. لكن لن يمنع الخطر بنسبة مئة في المئة.
لا تقصرالسلطات الألمانية في تخصيص الأموال اللازمة لتنفيذ البرامج الوقائية فى مكافحة الإرهاب والتطرف ، إلا أنها تفتقد إلى خطة موحدة. وصيغة واضحة لتوحيد هذه الجهود للتصدي لخطر زيادة تطرف الشباب .. ما قد ينعكس على الإقتصاد الأالمانى و تزايد أضراره التى تلحق بسمعة البلد كمنتج عالمي ، كذلك اضطراب التعايش في المجتمع الألمانى. ومن المحتمل أن يؤدى زيادة الاستثمار في الوقاية لعلاج هذه الظاهرة من جذورهاإلى تحسين الوضع الأمني
لذلك ينبفى اتباع استراتيجية “عدم التسامح مطلقاً” مع شعارات الكراهية ومعاداة السامية ومعاداة الأجانب،توفير برامج إعادة تأهيل لمساعدة المعتقلين على إيجاد مخرج يجنبهم هذه الخطر. بالإضافة إلى زيادة مراكز الاستشارات المتخصصة في مجال مكافحة التطرف.وتطوير برامج تدريب العاملين للتعامل مع التطرف. لا بد أن يواكب الإجراءات الأمنية والوقائية زيادة في فرص المشاركة المجتمعية للشباب من الأسر المهمشة.
رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=52871
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
تقرير أمني: المتطرفون يتنافسون على النفوذ في بريمن …DW
ألمانيا.. برامج وقائية لمكافحة ترويج السلفيين لأفكار متطرفة … المركز الأوروبى لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات
الأمن الألماني يضاعف ميزانية مكافحة الإرهاب … الشرق الأوسط
وزير ألماني يدعو لمكافحة الإرهاب بالتخطيط العمراني
برلين: 3 آلاف خبير دولي في مؤتمر خاص «للوقاية» من التطرف … الشرق الأوسط
وقاية من “التطرف”.. ولاية ألمانية تتوسع بتدريس الإسلام … الجزيرة
تنامي أعداد السلفيين في ألمانيا.. وشمال الراين “معقلهم” …DW
هل أخفقت ألمانيا في مكافحة التطرف مع نمو التيار السلفي؟ …DW