الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

التجربة الجزائرية ونجاحها في مكافحة الإرهاب والتطرف. بقلم العقيد حسان الخميس

يوليو 05, 2019

إعداد : العقيد المتقاعد، حسان عبدالعزيز الخميس، خبير أمني ـ دولة ألكويت

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

مقدمة

تعد الجزائر من الدول المتقدمة في مكافحة الإرهاب والتطرف وتعد نمودج يحتذى به من قبل دول العالم في أتباع سياستها نحو طرق مكافحة الإرهاب والتطرف، ولقد قطعت شوطا طويلا على مدار أكثر من 30 سنة في كيفية تطبيق استراتيجية ناجحة نحو مكافحة الإرهاب حيث  قضت على العمليات الإرهابية وتجاوزت مرحلة المكافحة وانتقلت الى مرحلة الوقاية .

نوسعت أنشطة الجزائر في الحركة الإقليمية لمنطقة شمال غرب أفريقيا ، وتركزت أولا على عدم السماح بالتدخل الأجنبي في المنطقة م وهو أهم مبادئ مكافحة الإرهاب . ويجب على دول المنطقة العمل على تعزيز وحماية أستقلال وسيادتها  في أتخاذ التدابير اللازمة التي تضمن تحقيق أمنها بعيدا عن التدخل.

الدول الأجنبية  تتخذ  مكافحة الإرهاب ذريعة للتدخل وهذا مايعقد الوضع اكثر، ونفيد بأن إستراتيجية الجزائر قامت على عدة محاور رئيسية وتركزت في بناء خطط متنوعة  بتوسيع نشاط المكافحة على المستوى المحلي والمستوى الإقليمي الافريقي والعالمي. وتعاملت الجزائر مع الإرهاب على المستوى المحلي بوسائل وطرق متنوعة ، وركزت المعالجة الاستراتيجية في أزالة العوامل المؤثرة في تكوين خلايا التنظيمات الإرهابية حيث تراوحت بين تعديل الأوضاع السياسية و الاقتصادية والعسكرية سهل كبح نشاط الجماعات الإرهابية . الجزائر نظمت الجهود في التنسيق بين دول المنطقة في صورة أكثر تقارب وتعاون في تحقيق مجال مكافحة الارهاب والتطرف، وكانت المحاور تركزت في عدة نقاط منها الاتي :

أولا : البعد السياسي في الاستراتيجية:

  • سعت الجزائر بداية إلى توظيف دبلوماسيتها وفق منطق المصلحة الوطنية ومبادئ القانون الدولي والسلام، كما بدأت تتحرك على المستوى العربي قصد تطوير موقف الدول العربية تجاه الإرهاب، وقد أثمرت مساعيها بتوقيع اتفاقية حول التعاون العربي لمكافحة الإرهاب، تم المصادقة عليها خلال الدورة الرابعة عشرة لمجلس وزراء الداخلية العرب والموقع عليها بتاريخ 22 أبريل 1998، ودخلت الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهابحيز التطبيق شهر مايو 1999.

أهم ما تضمنته الاتفاقية نبذ العنف بكل الأشكال وصوره، وتضمنت في شطرها القضائي تعزيز التعاون عبر التنسيق العربي-العربي في المجال الأمني، عن طريق تعزيز إمكانيات التكوين وتبادل الخبرات والمعلومات فيما بينها، وقد كانت الجزائر سباقة في التنديد بالتهديد الإرهابي ودعوة الدول العربية إلى اتخاذ خطوة مشتركة لمكافحة هذه الظاهرة.

  • على المستوى الأفريقي فقد كان أول جهود دبلوماسي للجزائر في أفريقيا من خلال تنظيمها للقمة الأفريقية في يوليو 1999، حيث كانت الجزائر السباقة أيضًا في الدعوة إلى إبرام اتفاقية ضد الإرهاب على المستوى الأفريقي، حيث أعدت مشروع اتفاقية لمكافحة الإرهاب ولقيت الفكرة الترحيب من طرف اللجنة المركزية للوقاية وفض النزاعات على مستوى منظمة الوحدة الأفريقية، صادق على المشروع مجلس وزراء العدل للدول الأفريقية بالإجماع وحمل اسم «الاتفاقية الأفريقية لمكافحة الإرهاب».
  • وفي أحداث 11 سبتمبر (أيلول) 2001 أعطت مصداقية وثقة أكبر في المشاريع والمقترحات التي كانت الجزائر تدعو إليها، وهو ما أدى إلى تثمين التجربة الجزائرية في مكافحة الإرهاب إقليميا وحتى دوليا ، وبموجب هذه التجربة وإدراك الجزائر لأهمية التنمية في تحقيق الأمن القومي، كذلك إدراكها أن الفقر والجهل والتطرف والغلو من الأسباب الرئيسية الداعمة والمنتجة للصناعة الإرهاب فقد دعت إلى تفعيل التنمية في الدول الأفريقية خصوصا الساحل الشمال الغربي.
  • وظهر التعاون العملياتي الجزائري الأمريكي في إطار مبادرة «مبادرة مكافحة الإرهاب عبر الصحراء» في 2005 التي شاركت فيها الجزائر بهدف تعزيز إمكانياتها وتطوير الجهود الاستباقية وتحسين الاستخباراتية والمراقبة الامنية في مكافحة الإرهاب من أجل دعم الأمن والاستقرار في المنطقة، وفي المقابل رفضت الجزائر استضافة قاعدة أفريكوم «Africom» انطلاقًا من مبادئها الرافضة للتواجد الأجنبي في المنطقة مع الإبقاء على تطوير التعاون الاستراتيجي.
  • كما سعت الجزائر إلى إقناع المجتمع الدولي بقمع مصادر تمويل الأعمال الإرهابية وهي صاحبة الفكرة في تجريم دفع الفدية وعلى هذا المسعى تكللت مجهوداتها بمصادقة مجلس الأمن على اللائحة رقم 1904المتعلقة بتجريم دفع الفدية في ديسمبر 2009، والتي تعتبر مكملة لللائحة رقم 1373 المتعلقة بتمويل الإرهاب ومكافحته واللائحة رقم 1267 المتصلة بتمويل نشاطات الجماعات الإرهابية.
  • وعلى مستوى الاقليم المتوسط فقد شاركت الجزائر في إنشاء مبادرة 5+5 دفاع، بعد توقيع إعلان النية المنعقد في باريس يوم 21 ديسمبر 2004، والتي تعتبر بمثابة منتدى حوار يجمع 10 دول في ضفتي الحوض الغربي للمتوسط وهي (الجزائر، إسبانيا، فرنسا، مالطا، تونس، المغرب، ليبيا، البرتغال، إيطاليا وموريتانيا) وتهتم هذه المبادرة بمجالات أربعة وهي:
  • المراقبة البحرية
  • مساهمة القوات المسلحة في الحماية المدنية
  • تفعيل دورالامن الجوي
  • تكوين المعلومات وتفعيل دور البحث والتحري.

ثانيا – البعد الأمني والعسكري :

  • اعتمدت على عدة محاور منها بإنشاء المركز الأفريقي للدراسات والبحث في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، مقره الجزائر العاصمة، ويهدف هذا المركز إلى تنظيم ندوات وملتقيات مع دول القارة الأفريقية وحتى خارجها كالاتحاد الأوروبي، من أجل تبادل الخبرات والمعلومات حول الظاهرة الإرهابية ودعم القدرات وتحقيق تعاون إقليمي ودولي للحد منها، وهو ما يسهل للجزائر رصد الإرهاب على المستويين الإقليمي والدولي.
  • وقدمت مشروع قانون نموذجي أفريقي في مجال مكافحة الإرهاب، يهدف هذا القانون إلى ترقية رد شامل ومنسق ومنسجم على المستوى الوطني والإقليمي والقاري لمكافحة الإرهاب ،لقد أكدت الجزائر دائمًا – وما زالت – على استقلالية المنطقة وسيادتها في اتخاذ التدابير اللازمة التي تضمن تحقيق أمنها بعيدًا عن كل أشكال التدخل الأجنبي.
  • حرصت وسعة الجزائر على تعزيز واستكمال التعاون السياسي والدبلوماسي بالشق العسكري والأمني وعلى المستوى الإقليمي ، والتي تعتبر الجزائر السباقة في الدعوة للعمل الجماعي (الأفريقي) والعربي لتطويق الإرهاب، تمثلت أولى المبادرات العسكرية العملياتية في إنشاء ( وحدة التنسيق والاتصال)، تطبيقًا للتوصيات التي خرج بها اجتماع وزراء خارجية الدول السبع (الجزائر، مالي، موريتانيا، النيجر، بوركينافاسو، ليبيا والتشاد) في 16 مارس 2010 بالجزائر.
  • واعتمدت الخطة الأمنية لدي أمن الجزائر في كسر (مثلث الإرهاب) الذي يقوم بها نشاط الإرهاب عن طريق الاضلاع الثلاثة التي ترتكز على النحو الاتي :
  • الضلع الأول : ملاحقة والقبض على الافراد التي تنفذ العمليات والأنشطة الإرهابية.
  • الضلع الثاني : تأمين المنشأت الحيوية والمعرضة للعمليات الإرهابية.
  • الضلع الثالث : منع كل وسائل الأسلحة والمتفجرات والمعدات التي تتم بها قيام العمليات الإرهابية.

وهذه العناصر أتت تحت خطط مدروسة ووضعت لها أجراءات فعالة تبني في كسر العمليات والأنشطة الإرهابية وهذه الخطط التي بنتها  أدارة الدولة ليست في أعداد خطط تقليدية وأنما ركزت في كيفية فعاليتها في الواقع الميداني والتي لامسة نجاحا كبيرا في تحجيم العمليات الإرهابية بالجزائر، حيث وضعت أجراءات أمنية متعددة تتمحورعلى النحو الاتي :

  • تكوين عمليات جمع المعلومات عن العناصر الإرهابية وماهي أنشطتها في الساحة المحلية والإقليمية للمنطقة الافريقية ، وهذه تمت عن طريق جهاز المخابرات الأمنية في الجزائر في القدرة على أختراق وتفكيك التنظيمات والخلايا الإرهابية وهذه العمليات من أسس عمل الاستخبارات للأجهزة الأمنية والعسكرية ، ورسمت لها طرق الوصول الى هذه المجاميع بأسلوب الاختراق التنظيم وتطبيق نظريات حديثة في عمل الاستخبارات بنظام يسمى (القوة العاقلة والقوة الفاعلة) التي تحقق في جمع المعلومات ومن ثم تحليلها لتصل الى تقدير موقف ورأيا واضحة أتجاه الحركات الإرهابية ، والقدرة على معرفة مخططاتهم وأنشطتهم وعدد عناصرهم من خلال تفعيل أساليب حديثة للعمليات الاستخبارية.
  • أستخدام أجراءات الكشف عن تحركات الخلايا بطريق تفعيل دور المراقبة الأمنية على السواحل البحرية والمراقبة الحدودية البرية أيضا عن طريق تفعيل دور الامن الجوي على المناطق الصحراوية والحدودية .
  • تشكيل قيادة عمليات بتاريخ أبريل 2010 بناء على توصية من أجهزة الامن والمخابرات دول المنطقة الإقليمية الافريقية التي يكون مقرها في الجزائر وذلك لعمل استطلاعات جوية لتوجيه ضربات جوية مركزة ضد العناصر الإرهابية المنتشرة في شمال مالي والنيجر.
  • عملت على تحسين وتطوير أداء القوات العسكرية والأمنية من حيث رفع مستوى التدريب العسكري والأمني والحصول على المعدات والأجهزة المتطورة.
  • وضعت خطط تكتيكية لمواجهة العمليات الإرهابية تحت تدريب سناريوهات متعددة ووضعها تحت ظروف صعبة للقوات العسكرية والأمنية لكي تكتسب مهارات قتالية عالية و تتمكن أيضا من رفع كفاءة ومستوى أداء القوات في معدل السرعة لمواجهة الاخطار الإرهابية ، من خلال تطبيق نظريات التكتيك حول قطع المخاطر ، وتباطئ خطر العمليات الإرهابية.
  • تفعيل دور الاعلام الأمني ووضع حلول مبتكرة ضمن استراتيجية إعلامية متكاملة ترشد أداء الإعلام الجزائري في طرق تناول قضايا الإرهاب، وتجهيز إلى كود مهني يرشد أداء الإعلاميين في كيفية التعامل مع قضايا الإرهاب ، توضح الأدوارالمطلوبة بوسائل الإعلام المدني في كيفية القيام بها للتصدي للإرهاب في إطار الأدوار المحددة لهم، وكذلك آليات التنفيذ في عمليات النشر، كما تتضمن الأساليب المبتكرة التي يمكن للإعلاميين الاعتماد عليها في مخاطبة الرأي العام علي نحو يؤسس لثقافة مجتمعة تدعم الأهداف المرسومة نحو غرز قيم التسامح والاعتدال، وتنبذ الإرهاب، وتحارب التطرف بمختلف صوره.

ماهي النتائج التي نستخلص من تجربة الجزائر في مكافحة الإرهاب والتطرف:

  • ركزت على وضع حزمة من القوانيين الجديدة التي لقت فاعليتها نحو الواقع سواء على مستوى المحلي أو الأقليمي أو الدولي، مما صادق عليها بعد ذلك دوليا وفي مجلس الامن.
  • بنت تعاون مثمر مع دول المنطقة الإقليمية والعربية والتعاون الدولي التي تركزت في تنسيق جميع ما يتعلق في تبادل المعلومات والخبرات .
  • عدم السماح بالتدخل للدور الأجنبي في المنطقة ، وأكدت على أستقلالية المنطقة وسيادتها في أتخاذ التدابير اللازمة التي تضمن تحقيق أمنها بعيد عن كل أشكال التدخل الأجنبي.
  • ركزت على التحرك جماعيا في اطار المجموعة الافريقية وترى هي الحل الأكثر كفاءة والاقوى فاعلية في مواجهة الإرهاب.
  • إنشاء المركز الأفريقي للدراسات والبحث في أكتوبر (تشرين الأول) 2004، مقره الجزائر العاصمة، ويهدف هذا المركز إلى تنظيم ندوات وملتقيات مع دول القارة الأفريقية وحتى خارجها كالاتحاد الأوروبي، من أجل تبادل الخبرات والمعلومات حول الظاهرة الإرهابية.
  • العمل المستمرعلى أزالة المؤثرات التي تعطي مجال لزرع خلايا تنظيمية في البلاد، وهذا ماجعلها تعمل تحت الوقاية من الإرهاب والتطرف.

وختاما: كل الشكر والتقدير لدولة الجزائر العربية التي سعت وحققت أعمال تنال فائدتها لجميع دول العالم حول كبح أذرعة الإرهاب سواء على المستوى الإقليمي او الدولي، ووضعت حزمة من التدابير الفعالة والتي بنت في أهمية تعزيز التعاون والتنسيق الجهود بين الدول العالم لتحقيق الامن الشامل الذي يعم الفائدة  لدول العالم.

رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=49329

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

العقيد المتقاعد، حسان عبدالعزيز الخميس

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...