الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

هل يبقى الاتحاد الأوروبي متماسكا ؟… “البريكسيت” خروج بريطانيا من الأتحاد

البريكسيت
يونيو 16, 2019

هل يبقى الاتحاد الأوروبي متماسكا ؟… “البريكسيت” خروج بريطانيا من الأتحاد

إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا- وحدة الدراسات والتقارير  “3”

حذر الاتحاد الأوروبي بشأن التوصل لاتفاق حول البريكسيت، وأعلن تسريع استعداداته لاحتمال عدم التوصل إلى اتفاق ،ويعيش الاتحاد الأوروبى حالة من القلق خوفا من تأثيرات الخروج على تماسك وقوة الاتحاد ، حيث جاءت نتائج التصويت لمصلحة خيار الخروج بنسبة (51.9%)، ومن المتوقع مغادرة بريطانيا رسمياً الاتحاد الأوروبي فى مارس 2019.

 البريكسيت

قررت الحكومة البريطانية تفعيل المادة (50) من اتفاقية لشبونة للاتحاد الأوروبي فى مارس 2017، والتي تطلق المفاوضات الخاصة بخروج بريطانيا من الاتحاد، المادة (50) تمثل السبيل لأي دولة تروم الخروج من الاتحاد الأوروبي،وضمنت هذه المادة في معاهدة لشبونة التي وقعت عليها كل الدول الاعضاء في الاتحاد الأوروبي والتي اكتسبت صفة القانون في عام 2009. ولم تكن هناك قبل تلك المعاهدة أي آلية لخروج أي دولة من عضوية الاتحاد الاوروبي.

وتنص على أن على أي دولة عضو في الاتحاد الأوروبي راغبة في الخروج من الاتحاد ان تحيط المجلس الاوروبي علما بذلك وأن تتفاوض على ذلك على أن لا تتجاوز مدة المفاوضات سنتين الا في حالة موافقة جميع الدول الاعضاء الاخرى على تمديد هذه الفترة. تنص المادة ايضا على أن الدولة التي تريد الخروج من الاتحاد الاوروبي لا يحق لها المشاركة في المشاورات داخل الاتحاد الاوروبي حول هذا الموضوع.

وتنص المادة 50 أيضا على ان أي اتفاق لخروج أي دولة من عضوية الاتحاد يجب ان تحظى “باغلبية مشروطة” (أي 72 بالمئة من الدول الأعضاء الـ 27 المتبقين في الاتحاد الأوروبي مما يمثل 65 بالمئة من سكان دول الاتحاد) وكذلك بتأييد نواب البرلمان الأوروبي،وتتطرق الفقرة الخامسة من المادة 50 الى امكانية عودة الدولة التي قررت الخروج من الاتحاد الاوروبي الى عضوية الاتحاد.

أسباب  البريكسيت 

  • التخلص من عبء المهاجرين واللاجئين : يؤمن المواطن البريطاني بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيمكّن بلاده من اتباع نظام جديد يحد من السماح للمهاجرين من خارج الاتحاد الأوروبي بالدخول إلى البلاد،فى كل الأحول ترى بريطانيا سينخفض عدد اللاجئين بعد بريكست، فيشير المكتب الوطني البريطاني للإحصاء فى مايو 2017، إن صافي عدد المهاجرين إلى بريطانيا في السنة التي تنتهي في ديسمبر 2016 بلغ (248)ألفا بانخفاض (84) ألفا عن العام الذي سبقه .
  • الخوف من الإرهاب :دفعت زيادة الهجمات الإرهابية في بعض الدول الأوروبية مؤخراً المواطن البريطاني إلى التفكير في أن الانفصال عن الاتحاد الأوروبي لانه سيوقف اتفاقية الحدود المفتوحة بين دوله، وهو ما قد يحد حركة المواطنين الأوروبيين، ومن ثم يحول دون مجيء الإرهابيين إلى بريطانيا.
  • التوفير المالي للصحة والتعليم: ترتب هذا السبب على التخلص من أعباء استقبال المهاجرين عبر الحدود، فعند توفير هذه الأعباء ، يمكن توفير (350) مليون جنيه إسترليني (480 مليون دولار) أسبوعياً لحساب الخزينة البريطانية، وهو مبلغ كاف لبناء مستشفى.
  • التجارة الحرة : قدّم معسكر المعارضين للبقاء تصوراً عن أوضاع التجارة عقب الخروج، كانت سبباً كافياً لدى المواطن البريطاني إلى توقع الأفضل، حيث يتصور المواطن البريطاني أن الرحيل سيمكن بلاده من إقامة علاقات اقتصادية مع الاتحاد الأوروبي دون خضوعها لقوانين الاتحاد، حيث يمكنها عمل اتفاقيات تجارية مع دول مهمة مثل أمريكا والهند والصين، بالإضافة لمساعي إقامة منطقة تجارة حرة.
  • النفوذ الدولي : يعتقد البريطانيون أن تأثير بلادهم داخل الاتحاد الأوروبي ضعيف، وفي حال رحيلها عن الاتحاد ستتمكن من التصرف بحرية، والحصول على مقاعد في مؤسسات عالمية، كانت خسرتها بسبب انضمامها للاتحاد الأوروبي كمنظمة التجارة العالمية.
  • الكلمة الأولى للتشريعات الوطنية : أصبح الناخب البريطاني على قناعة بأن الخروج من الاتحاد الأوروبي سيعلي من صوت القوانين الوطنية البريطانية، وأنه لن يكون هناك سيطرة من قبل القوانين الأوروبية الاتحادية، وهو ما سيساهم في إعادة السيطرة على قوانين التوظيف والخدمات الصحية والأمن.
  • المخاوف من انضمام تركيا للاتحاد: استطاع قادة سياسيون في معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي التأثير على المواطنين البسطاء، وخلق فزّاعة لديهم بخصوص تبعات انضمام تركيا إلى الاتحاد، وتصوير الأمر على أنه يهدد بفتح حدودها لتدفق آلاف اللاجئين الموجودين فيها حالياً إلى الدول الأوروبية.

أظهر استطلاع للرأي أجرته شركة (Sky Data) البريطانية  فى يوليو 2018، أنّ (78%) من البريطانيين، يرون بأن حكومة تيريزا ماي لم تستطع إدارة مسيرة بريكست بشكل جيد،وأسفرت نتائج الاستطلاع الذي شارك فيه (1446) شخصاً، عن تأييد (50%) من المشاركين لفكرة إعادة الاستفتاء، بينما عارضها (40%)،وامتنع الآخرون عن الإدلاء برأيهم حول هذاالموضوع.

مفاوضات  البريكسيت

شدد “توسك” رئيس المجلس الأوروبي في تصريحات أدلى بها فى يونيو 2018 على أن هناك الكثير من العمل بانتظار الطرفين الأوروبي والبريطاني بشأن خروج الأخيرة من الاتحاد، وقال: “لا تزال أصعب المهام بدون حل، وإذا كنا نرغب في التوصل إلى اتفاق (مع لندن) في أكتوبر، فإننا نحتاج إلى تحقيق تقدم سريع في المفاوضات”.

أكدت ماي من ناحيتها رغبة بلادها في التوصل إلى ما وصفته بـ “صفقة ناجحة بالنسبة للمملكة المتحدة وشركائها الأوروبيين” بما يضمن الرخاء والازدهار للطرفين البريطاني والأوروبي،وأضافت “نحن على استعداد لتكثيف وتيرة المفاوضات”، معربة عن أملها في أن تتشاطر بلادها والمفوضية الأوروبية وكذلك الاتحاد الأوروبي الاستعداد ذاته، كما حذرت قادة الاتحاد الأوروبي من أن سلامة مواطنيهم ستتعرض للخطر، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بشأن التعاون الأمني بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

تقول ” ماي” فى يوليو 2018  في بيان مكتوب أرسل إلى البرلمان “سأقود المفاوضات مع الاتحاد الأوروبي على أن يكون وزير الدولة لشؤون الانسحاب من الاتحاد، (دومينيك راب)، نائبا عني”، وأضافت أن  “إدارة شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي ستظل مسؤولة عن كل الاستعدادات الحكومية للخروج الاستعدادات الداخلية في حالة التوصل إلى اتفاق، وفي حالة عدم التوصل إلى اتفاق، وكل التشريعات اللازمة، والاستعدادات للمفاوضات لتنفيذ تفاصيل إطار العمل المستقبلي”.

وتسعى بريطانيا إلى التوصل إلى اتفاق شامل للتجارة الحرة مع الاتحاد الأوروبي، وتريد أن يتم توقيعه بعد قليل من مغادرتها للاتحاد، في مارس 2019، على الرغم من الشكوك في مدى ما يمكن الاتفاق عليه بحلول ذلك الموعد.

أعلن “ميشيل بارنييه” مفاوض الاتحاد الأوروبي فى يوليو 2018 ، إنه سيجري تقييما للموقف التفاوضي المقترح الذي اتفقت عليه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ومجلس وزرائها بشأن محادثات بريكست، ويخضع الاقتراح للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي، واعتبر “ميشيل” فى سبتمبر 2018 أن التوصل إلى اتفاق مع المملكة المتحدة بشأن خروجها من الاتحاد الأوروبي ممكن “خلال ستة إلى ثمانية أسابيع”.

تداعيات   البريكسيت على على بريطانيا

أشار تقرير فى سبتمبر 2018 عن مخاوف من ارتفاع أسعار السلع احتجاجا على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي “دون صفقة مرضية”، إذ تخشى الشرطة أن تتحول هذه الاحتجاجات إلى حالة من الفوضى،وتتصاعد مخاوف الشرطة البريطانية من أن يتخلل الاضطرابات ارتفاع في عدد الجرائم، خصوصا السرقة، وتعطيل “غير مسبوق” في شبكة الطرق البرية والمنافذ البحرية على طول البلاد وعرضها.

طمأن “ساجد جاويد” وزير الداخلية البريطاني فى سبتمبر 2018  البريطانيين، وذكر إن الرأي العام لا ينبغي أن يقلق بشأن تداعيات تنفيذ خطة الخروج، وإن على الإدارات “الاستعداد لجميع النتائج الممكنة”.

هاجم وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون فى سبتمبر 2018 خطة رئيسة الوزراء تيريزا ماي للخروج من الاتحاد الأوروبي ووصفها بأنها بأنها “سترة ناسفة” حول الدستور البريطاني،وأضاف جونسون في مقال كتبه لصحيفة “ميل أون صنداي” إن “الصفقة المقترحة” تضع بريطانيا أمام حالة ابتزاز دائم.

تفاعلت تداعيات الخروج على المستوى الاقتصادي، فور صدور نتائج الاستفتاء فى 2016 ؛ إذ فقدت العملة البريطانية أكثر من (10%)من قيمتها في يوم واحد، بينما شهدت أسواق الأسهم والسندات والبورصات الأوروبية، خصوصاً بورصة لندن، حالة من الفوضى بعد إعلان نتائج الاستفتاء.

ويتأثر الأوروبيون المقيمون هناك أكثر من المهاجرين ببريكست ،ويحرم الكثيرمن المهاجرين من فتح حساب بنكي أو استخراج رخصة قيادة سيارة أو الرعاية الصحية الأساسية، إلا أن العمالة غير الماهرة الراغبة بالهجرة لبريطانيا ستواجه صعوبات بدخول البلد. وبالنسبة للمهاجرين غير الأوروبيين فإن تأثير بريكست المباشر سيكون محدوداً، وفي كل الأحول سينخفض عدد اللاجئين بعد بريكست، حسب الأستاذ في جامعة أكسفورد ألكسندر بيتس.

تداعيات  البريكسيت على الاتحاد الأوروبي

يفقد الاتحاد جراء البريكسيت (12.5%) من سكانه، وقرابة (15%) من قوة اقتصاده، كما أنه سيستغني عن قوةٍ عسكريةٍ ذات تأثير مهم في الأمن الأوروبي، وفيما يتعلق بعملية صنع القرار في الاتحاد الأوروبي، فإنّ خروج بريطانيا سوف يستدعي إعادة النظر في آليات اتخاذ القرار داخل مؤسسات الاتحاد؛

يؤدي خروج بريطانيا من الناحية الإستراتيجية،  إلى زيادة الضغوط على المحور الألماني – الفرنسي لزيادة إنفاقهما العسكري، بهدف احتواء تأثير الغياب البريطاني على السياسة الدفاعية والأمنية الأوروبية.

كشف المكتب الاتحادي للإحصاء في ألمانيا فى مايو 2018 عن أن الخروج المنتظر لبريطانيا من الاتحاد الأوروبي أسهم في زيادة أعداد حالات التجنس لمواطنين بريطانيين في ألمانيا، ليحقق رقماً قياسياً عام2017 وأوضح المكتب أن نحو (7500 ) بريطاني حصلوا على الجنسية الألمانية في عام 2017. يشار إلى أنه في عام 2015 حصل (622) بريطانياً فقط على الجنسية الألمانية، فيما وصل عددهم في عام 2016 إلى (2865)، أي زاد العدد بنسبة (361 %.)

استعدادات بريطانيا الامنيه لمجابهة أي اضطرابات  ناجمه عن  البريكسيت

أفاد تقرير فى سبتمبر 2018 أن الشرطة البريطانية وضعت خطة لمجابهة أي اضطرابات محتملة ناجمة عن الخروج من الاتحاد الأوروبي، وذكرت وثيقة مسربة أن الشرطة قد تستدعي الجيش لمواجهة الشارع،و حذرت خطة الطوارئ التي وضعها مركز التنسيق الوطني للشرطة، من أن النقص المحتمل في الأدوية يمكن أن “يغذي الاضطرابات المدنية”، تحدثت الوثيقة المسربة التي حصلت عليها صحيفة “صنداي تايمز” ، عن وجود اضطرابات قد تستمر 3 أشهر، وستشمل الاتصالات والمواصلات وحركة الموانئ ومنافذ البلاد مع صعوبة في التواصل مع وزارة الداخلية والقسم المخصص للخروج من الاتحاد الأوروبي.

التوصيات

لابد ان تضع بريطانيا  خطة الطوارئ بخصوص مواجهة أي اضطرابات قد تنجم عن عملية الخروج من الاتحاد الأوروبي،ويقوم الاتحاد  بإعادة النظر في أسباب تراجع الحماس لفكرة الاندماج الأوروبية والعودة للاحتماء بالدولة الوطنية،ويجب انتهاج سياسة تخلق بيئة معادية للمهاجرين غير الشرعيين.

 الهوامش

Dw

DW

euronews

sputniknews

skynewsarabia

alquds

aawsat

reuters

bbc

france24

رابط مختصر https://www.europarabct.com/?p=47698

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...