الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

“الاسلامويون”بين النشأة والمواجهةـ مابين”السلفية والاخوانية”.ج1. بقلم بكر ابو بكر

فبراير 05, 2018

كتب، بكر أبو بكر، كاتب واديب عربي معني بالفكر وبشؤون الجماعات الاسلاموية ـ رام الله
المركز الاوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

قال تعالى: (فبما رحمة من الله لِنت لهم ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك)(1).(وقولوا للناس حُسناً )(2).ويقول تعالى:(فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكرُ أو يخشى)(3).
وفي قول الخير والقول الحسن قال تعالى: (وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدواً مبيناً) (4)ويقول (وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً)(5).ويقول:(وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه وقالوا لنا أعمالنا ولكم أعمالكم سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين)(6).ويقول (يا أيّها الذين آمنوا اتّقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم)(7).وفي الصفح الجميل قال تعالى: (وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل)(8). وقال: ( فاصبر صبراً جميلاً) (9).وقال(واصبر على ما يقولون واهجرهم هجراً جميلاً)(10).

الإسلام الحنيف كدين يستند على التوحيد لله سبحانه وتعالى الذي يعني: التحرر من العبودية لغير الله، وعلى القيم والأخلاق السامية التي أساسها الحب والرحمة والتواصل، والحكم والمبادئ التي تقيم حياة الناس بالميزان والعدل والتعارف والاستخلاف.هو دين لا يستثني أحدا إلا من أبى ذلك ، وهو دين واحد وليس دينا متعددا، لذا فالدين الاسلامي بشموليته ورحابته يقبل التعدد ضمن الثوابت العقدية ، ويقبل الاختلاف في اطار الاجتهاد، ويشجع على الخيارات في أمور السياسة وشؤون الناس ، وعليه فالإسلام واحد وليس متعدد.

ومن هنا فإن إطلاق صفة(الإسلام السياسي) أو (الإسلام الشعبي) أو (الاسلام الرسمي) أو (الاسلام السلفي) أو (الاسلام الاخواني) أو(الارهاب الاسلامي) وغيرها من المسميات والتوصيفات على ذات ]الاسلام[ هي محاولة لتجزيء الإسلام وتشويهه، ربما تكون عند البعض من غير قصد، وعند آخرين مقصودة بحيث لم نجد مثيلا لها عند توصيف الأحداث في الديانات الأخرى.نرفض المصطلحات المذكورة، والأكثر انطباقا مع الواقع المتغير هو نسبة أي من هذه الصفات الى المسلمين، بمعنى امكانية القول: المسلمين الرسميين أو المسلمين السلفيين … الخ ما نرفض به عنوان الورقة منذ البداية أي مصطلح (الاسلام السياسي) لأن الاسلام واحد ويضم مكونات متعددة ، وقد يُفهم بأشكال مختلفة نتيجة اختلاف الأفهام والثقافات والحضارات.

بين (التيار) و(التنظيم)

لقد ظهرت الحركات والتنظيمات التي تقول بالانتساب (للإسلام) بشكل تخصيصي لفكرها وجماعتها مرتبطة بتراجع فكري حضاري حصل من مجمل الأفكار الكبرى الأخرى التي تصدرت جدول أعمال العالم العربي اثر انتهاء الدولة العثمانية أو قبيلها في بدايات القرن العشرين.وإنه إذ يمكننا أن نعيد جذور هذه التنظيمات الى فترات تاريخية أبعد من العام (1922-1923م) أولأسباب لا ترتبط فقط بغياب الاطار الاسلامي الجامع فإن حصرية المصطلح مرّ بأكثر من مرحلة، وهو ما سنسلط عليه الضوء بالبداية.

ظهر مصطلح ]الاسلامي[ أو ]الاسلاميين[ لأول مرة في كتاب “مقالات الإسلاميين واختلاف المصلين” للامام أبوالحسن الأشعري وكان يقصد به عموم المسلمين على تعدد تياراتهم ، لذا فلم يكن يُفهم منه (تنظيم) كما هو التعريف اليوم لفئة محددة دون الآخرين من جماعة المسلمين، لذلك اعتبرهم د.محمد عمارة من حيث الفكر تيارات في الفكر الاسلامي هذا رغم أنه في مراحل تاريخية متقدمة تحولت الأفكار لعقائد وتحولت الجماعات الى فِرَق ثم طوائف.

أما الانتقال (بالإسلامية) الحصرية من مجال التيار القابل للتعدد دون غطاء تنظيمي حصري (بالتعريف الحديث) فلقد ارتبط حديثا بنشوء التنظيمات والأحزاب في القرن 19 والقرن 20 التي ارتبطت بصعود التيارات القومية والاشتراكية.تاريخ المسلمين حافل (بالتيارات) الفكرية المتعددة أو (الفِرَق) ومجال التفريق بين الشكلين أن الفرقة ذات البناء الفكري المتميز تتحول مع الزمن الى تشكيل تنظيمي قد يأخذ منحى (الطائفية) وهو ما تعاني منه التنظيمات الاسلاموية اليوم. رغم اختلاف المسلمين منذ “الفتنة الكبرى” إلا أن معظم الفِرق أو التيارات الفكرية الناشئة عُدت من تيارات أو فرق أو طوائف المسلمين باستثناء المغالية منها، وهي تلك المتطرفة المتعصبة التي غيرت في العقيدة بشكل صارخ وأحلت الدماء ، وهذا الأمر اليوم بدأ يختلف كليا.

احتكار (الإسلامية)

إن الاختلاف الكبير في طريقة تفكير المسلمين (السنة والشيعة) قديما عن التفكير اليوم يتجلى في أحد الأشكال بتطور الفكر السياسي الى الشكل الحزبي أولا وبمزج الدعوي بالسياسي ثانيا، وبقصد رفع شعار “الإسلامية” في اسم أو فكر أو شخوص الجماعة المحددة دون باقي المسلمين الذين يضغنون ما بين البغاة أو المنافقين أو الكفار، وأحيانا دون الجماعات الشبيهة الأخرى.
ومن هنا نشأ احتكار مصطلح/مسمى/شعار (الاسلامية) واختلط المفهوم بذاك الأجنبي الذي أطلق علي الظاهرة الاسلامية منذ صعودها تسمية (الاصولية) رغم ان البدايات في الستينات والسبعينات من القرن العشرين شهدت صعود مصطلح (الإحياء الديني) و”التجديد” و”الصحوة” الاسلامية بتعميمها على المجتمع المسلم وعلى الفكرة، لا على جماعة بعينها سلبت المصلح لمصلحتها فقط.

بالنسبة للخلاف حول مصطلحي ”الإسلاميون” و”الإسلامويون”، فإنه يجب التنبيه إلى أن هذا التفريق مستمد في الأساس من الترجمة عن الفرنسية كما يقول الكاتب عادل الطريفي ، وهي ترجمة استعملها كتاب ومفكرون عرب تأسياً بالاستعمال الدارج والشائع في اللغة الفرنسية. حيث يتم التفريق بين النعت (Islamique) والذي يعني “إسلامي”. والنعت (Islamiste) والذي يعني “إسلاموي”، وكذلك (Islamisation)، والتي تعني “أسلمة”. هذه التفريقات في الفرنسية مهمة فالأول منها يعكس الامتداد التاريخي الطبيعي لفكر ما أو جماعة ما – أي المطابقة التاريخية الصرفة-. أما الاستعمال الثاني فيقصد به الفكر المستمد، أو المحدث عن أصل فكري أو جماعة من التاريخ القديم. هذا الاستعمال مهم وليس سلبياً كما يزعم رافضوه، لأن عدم الأخذ به يعني ببساطة إحالة فكر أو جماعة معاصرة إلى مرحلة تاريخية ومطابقتهما دون تمييز للفروق بينهما.

إن الاسلامية كصفة لمُنتج فكري أو لأشخاص بعينهم أو لحزب أو تنظيم ما في مجتمع المسلمين لا تصح بمنطق إقصاء الآخر عن الاسلام، ما هو في الحقيقة هدف قيادات غالب التنظيمات التي تسخّر الدين لأهداف سياسية وحزبية ومصلحية (بغض النظر عن الشعارات الكبرى التمويهية التي ترفعها) ، وليس على نمط الأحزاب المسيحية مقابل الاشتراكية في أوروبا، الأولى التي تجعل للدين دورا هاما في الحياة، والثانية التي تراه فرديا.

لذا فإن اطلاق صفة (الاسلامية) ما هو قائم بالتوصيف لحركات محددة في بلادنا الاسلامية هو توصيف مجمل ببُعد ديني اقصائي وبُعد سياسي حصري لا نُقره مطلقا، لأن كل مسلم فهو اسلامي مهما كان مقدار اقترابه من الدين ومهما كان رأيه السياسي أما الاسلاموي – وهي لفظة مغاربية منحوتة – فيقصد بها الأحزاب أو التنظيمات التي تدعي امتلاك الحقيقة والقداسة والصواب دون غيرها (حصريا) وتعمل على اقصاء الآخر ومن هنا نستطيع أن نبدأ بالتوصيف والتحديد بوضوح.

يقول المفكر الاسلامي د.حسن حنفي: (التدين والالتزام ‬في ‬جميع ‬الأمور ‬يعني ‬التخلص ‬من ‬الأنانية ‬والفردية، ‬كما يعني ‬رفض ‬ألاعيب ‬الاستعمار ‬ونبذ ‬لغة التفرقة الطائفية. ‬ويعني ‬بناء ‬البلاد ‬من ‬أجل ‬صالح ‬الأبناء ‬في ‬الحاضر ‬والمستقبل. و‬تلك ‬هي ‬تعاليم الدين الحنيف ‬الواضحة في التعايش وعمارة الأرض. ‬وطريق ‬الوحدة ‬الوطنية ‬هو ‬طريق ‬التسامح، ‬والتسامح هو جوهر ‬تعاليم ‬الإسلام)

القاعدة الكبرى

ظهرت الأفكار الإسلاموية التنويرية كأحزاب أو جماعات في ظل صراع حضاري أبعد من اقليمي داخلي، انتبه فيه المسلمون متأخرين لتأخرهم عن الغرب (رفاعة الطهطاوي ، محمد عبدة ، الافغاني ، خير الدين التونسي …. ) وفي ظل ضعف دور الأزهر ، ونتيجة ضغط متطلبات الحياة التي استدعت الحاجة للتعلم والصناعة والتجدد والعدالة ما كان قد اختفى في ظل الدولة العلية في اسطنبول.

جاء (التنوّر) أو (اليقظة) للشعوب العربية إذن كحاجة أشعلها تأخر الأمة مقابل الغرب، وجاء في ظل معطيات توزعت الأفكار فيها بين فكرة الجامعة الاسلامية خاصة بعد انهيار الدولة العثمانية وبين القومية العربية وبين الأممية الشيوعية.

القاعدة الكبرى التي ارتبطت بالتنوير لأصحاب المبادئ/المرجعيات (الفكرانيات) الكبرى الثلاثة هي تحقيق اليقظة بالعلم والتنوير والتقدم وان اختلفوا بأدوات التقدم إلا أنه حينها لم تكن الفكرة المحركة إلا مواجهة الغرب أو تقليده أو الاقتداء به أو الاستفادة منه، وهنا حصل الصراع بحدود التقليد أو الاقتداء.
على صعيد المرجعية الاسلامية الحصرية نشأت الأفكار التنويرية والاحيائية للاسلام وللمجتمع في دول المسلمين فتوزعت ما بين تيارات ظلامية كامنة وأخرى تنويرية ، اصطدمت الأولى بالواقع المختلف فلم تستطع التكيف معه، وآثرت التقوقع وسعت الثانية للانفتاح.

بين “السلفية” و”الاخوانية”

منذ القرن الثامن عشر برز على المسرح “الفكر السلفي الوهابي” كفكر متميز ضمن “جماعة المسلمين”، وكان أول تطور يحصل في المسرح السياسي – الديني منذ فترة طويلة لحقها بعد أكثر من قرن فكر “الجامعة الاسلامية” ثم تلاه فكر “الجماعة”.انتهى فكر الجامعة الاسلامية وتحوصل في مؤتمرات ومؤسسات خاصة مع ظهور الدولة الوطنية و تجذرها ، و تعملق فكر (الجماعة) (الاسلامية) وفكر (الجماعة) (السلفية الوهابية) في مقابل فكرانيات (الشيوعية) و (القومية).

أدى اندحار القومي والشيوعي مع مجموعة من الهزائم العالمية ، والعربية للفكرانيتين (الأيديولوجيتين) أن يبحث المجتمع العربي والإسلامي عن بديل لم يجده إلا فيما اصطلح عليه بداية تحت مسمى الاحياء الاسلامي أو الصحوة التي حملت معنى العمومية التي تطورت لاحقا لتصبح وصفة سياسية لأي حزب يسعى للسلطة على ظهر الجماهير عبر البوابة الدينية التي تخاطب القلوب أكثر من العقول، في ظل الدولة الوطنية.

تختلف نشأة التيار السلفي عن ذاك الاخواني كتيار تحول لجماعة ثم الى تنظيم ثم لاحقا الى تنظيمات متعددة ، وبغض النظر عن ظروف النشأة المختلفة فلقد كان هناك مجال تلاقي لأن مفهوم (الوحدة) (الاسلامية) كان مسعى في ظل تفتت وتشرذم رأي فيه الروّاد انتحارا.

تعدد السُبُل والتنظيمات

ذاب المسعى للتقدم أو تخليص الاسلام من البِدع أو المسعى للعلم والتنور أو للوحدة في ظل صعود الدولة الوطنية، التي قضت فعليا على الأبعاد المذكورة وتفرغت للبناء الفوقي للدولة وترسيخها ، وتقزمت الدعوات الاسلاموية لفترة طويلة وإن بأشكال مختلفة إما من الاستيعاب أو الإقصاء.

ومنذ الانهيار الأكبر في التجربة القومية العربية بعد وفاة جمال عبد الناصر 1970 ثم مع الانهيار الشيوعي عام 1990 تسلطت الأضواء على البدائل الاسلاموية وصنفت ما بين (معتدلة) و(متشددة) خاصة لدى الدوائر الغربية التي سعت كالعادة لامتطاء ظهور هذه التيارات لتبقى محافظة على هيمنتها الاستعمارية على المنطقة بأي أداة كانت لا يهم المهم أن المصالح مصانة.

تقاطعت التيارات الاسلاموية في حربها ضد الشيوعيين، وبررت ذلك بشكل عقدي، ما ظهر جليا في أعوام الحرب (1979-1989) في افغانستان إلى أن اندحر السوفيت، واكتسب فيها الاسلامويون تجربة ثرية (فكرية وميدانية-عسكرية وتنظيمية) نقلوها الى أماكن أخرى، في الشيشان والبوسنة وغيرها ولم تكن حتى حينه قد ظهرت علامات افتراق كبيرة كما حصل منذ انتهاء الحرب في افغانستان.

تعددت السُبل وافترقت الجماعات، ويمكننا هنا أن نذكر مجموعة من الأسباب التي أدت لظهور التيارات الاسلاموية المختلفة منها: الاحتلال الصهيوني لفلسطين، ومنها العدوان الغربي على الأمة (وإن تقاطعوا في هذه مع التيارات الفكرية العربية الأخرى)، ومنها القمع الذي مورس ضدهم، ومنها ابعادهم عن الحكم رغم استدراجهم للدول في كثير من المحطات لفعل ذلك، ومنها تجاربهم المختلفة مع عدة بلدان، اضافة لمحاولاتهم التميز العقدي عن عموم الشعب وأسباب أخرى كثيرة انتجت في السنوات الأخيرة سُبُلا وطُرقا وأحزابا من الممكن أن نرصد مثلا في بلد منكوب كالصومال 30 حزبا أو جماعة (اسلاموية) ما يثير الاستغراب الشديد.

 

رابط مختصر  https://wp.me/p8HDP0-bj0

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الباجث استخدم الترميز وتثبيت الهوامش، يعتذر المركز عن نشرها لاسباب فنية، للباحثين المهتمين يمكن طلبها حصريا من المركز

الكاتب بكر ابو بكر

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...