الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

هكذا يعمل العملاء العرافون السريون داخل الاستخبارات الروسية

تقوم الاستخبارات العسكرية بتدريب مختصين نفسيين خاصين يسمون بـ ( العرافون ) لغرض الاستفادة منهم في تنفيذ الواجبات السرية , و حسب شهادة احد الضباط العرافين  ا
يونيو 02, 2020

هكذا يعمل العملاء العرافون السريون داخل الاستخبارات الروسية

ترجمة : أ . ع اللغة الروسية ، المركز الاوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ المانيا وهولندا

تقوم الاستخبارات العسكرية بتدريب مختصين نفسيين خاصين يسمون بـ ( العرافون ) لغرض الاستفادة منهم في تنفيذ الواجبات السرية , و حسب شهادة احد الضباط العرافين  الروس حول هذا الموضوع و كيفية تهيئة هؤلاء العرافين , قال بأنه تم تدريسنا في احد الاقسام السريه في احدى الاكاديميات العسكريه في اطراف موسكو و يستطرد و يقول , قبل هذا لم اكن انسانا خارقا و لم اتميز باي شئ غير طبيعي , و لكن في طفولتي عندما كنا نلعب لعبة الاختفاء كنت اعرف كل واحد من اصدقائي في المجموعة التي تلعب معي اين كان يختفي , و لم اعر لهذا اي اهتمام و في الامتحانات التي يخيروني فيها اختيار مجموعة اسئلة في ظرف من وسط عدة مجاميع في ظروف اخرى يقع اختياري دائما على الاسئله التي سبق ان حفظت اجاباتها .

بعد تخرجي من الكليه العسكرية خدمت في الوحدات لفترة من الزمن , و لتسريع التدرج في المناصب سعيت لاكمال الدراسة الاكاديمية , و بالفعل تقدمت الى احدى الاكاديميات لاكمال الدراسة ,و بعد اجتيازي الاختبارات التمهيدية , تم تنظيم ما يسمى بالانتقاء و الذي تلخص بأن تقوم لجنه من الخبراء بمشاهدة صورتك ( و انت غير موجود ) و من خلالها يتم رسم صورة نفسية لكل متقدم تتضمن الامكانيات , نقاط الضعف , الشخصية و كل التفاصيل الدقيقه , و من ثم اخضعونا الى امتحانات متعددة و مقابلات شفويه مكثفة.

و هكذا تم قبول مجموعة من 12 ضابط , تضمنت هذة المجموعة من كانت لديهم قابليات ابداعيه و امكانيات نفسية و التي تتوفر عادة عند كل الناس و لكن بمستويات مختلفة , و لكن هذه القابليات تتميز عند بعض الاشخاص في حالات نادره جدا , و لغرض الاستفادة من هذة القابليات يتطلب صقلها بطرق علمية خاصة .

في اول محاضرة القيت علينا تم تنبيهنا الى ان هذا العمل يتطلب منا بذل جهود كبيرة و مضنية خلال فترة طويلة , و في المرحلة الاولى يجب علينا التدريب على الاستشعار عن بعد , اي تحسس اين تقع الاشياء و الاجسام و في نهاية السنة الثالثة التدريبية يجب علينا ان نرى ماذا يحدث في مكان ما بعيد علينا .

في البداية دخلنا فصل دراسي خاص بالتحسس الباراسيكلوجي الفائق ( extrasensory ) و في المحاضرات تم التطرق الى امثلة شيقة فمثلا لا يخطر على بال احد انه في منتصف القرن العشرين كان قد بني مختبر سري في القسم الخاص في ( الادارة السياسية الحكومية المتحدة في زمن الاتحاد السوفياتي السابق ) لغرض اجراء البحوث عن كيفية مقدرة الجهاز العصبي للانسان على استقبال مختلف انواع الطاقه (الرسائل ) العصبية من المحيط و رد فعله عليها ( neuro energy) , اشرف على هذا المختبر ( الدكتورالكساندر فاسيلوفج بارجينكو) و الذي كان قد استقدم شخص عراف من فلندا له القابلية على معرفة مكان تواجد اي شخص و ماذا يفعل هذا الشخص من خلال النظر فقط على صورة لهذا الشخص .
في احد الايام مدير القسم الخاص (كليب بوكي ) دبر مؤامره ضد معاون مدير الادارة السياسية الحكومية المتحدة في ذالك الوقت حيث عرض صورته على العراف الفلندي و سأله ماذا يفعل هذا الشخص الان و فورا قال العرافون بأن هذا الشخص عاري الان على سرير واسع في شقه و يلهو , عند التحقق اثبتت مصداقية العراف بشكل كامل .

تم اطلاعنا كذلك عن نتائج التجارب التي نفذها الخبراء الامريكان في هذا الموضوع بأستخام اثنين من العرافين بصفة جواسيس وهميين اسميهما ( سفونا و برايس ) , و الذين تم ادخالهما افتراضيا الى احدى قواعد الدفاع الجوي الروسية و الى احدى القواعد الامريكيه , حيث قام العراف ( برايس ) بوصف القاعدة الروسية بشكل تفصيلي و وصف كل الاسلحة المنتشره داخل القاعدة  و التي لم يمضي وقت طويل على نشرها في هذه القاعدة في ضواحي منطقة الاورال .

هؤلاء العرافون استطاعوا كذلك قرأة مقتطفات من تقرير مدير الاستخبارات الامريكي ( الفريق اول دانيال كريكما ) و الذي جاء فيه بأن عرافون امريكان استطاعوا بدقة متناهية تحديد موقع قاعدة غواصات سوفيتية سرية في منطقة ( كمجاتكي ) و التي لم تستطع اقمار التجسس تحديد موقعها .

في تجربة اخرى قام العرافون بتحديد احداثيات 20 نفق بنتها كوريا الشمالية  بدقة عالية في المنطقة الحدودية المحايدة , و في احدى التجارب قام الامريكان بأستخدام العرافين لغرض تقييم الكفاءه الامنية لاحدى قواعد الصواريخ الستراتيجية ( MX ) و التي داخلها تم بناء تحت الارض عدة ملاجئ للصواريخ و تم نشر الصواريخ داخل قسم من هذة الملاجئ لغرض تضليل العدو عن معرفة في اي ملاجئ تتواجد الصواريخ , و استطاع العرافون معرفة الملاجئ التي تحتوي على الصواريخ من خلال حركة الاشخاص , حيث بعد ذلك امتنعت الولايات المتحدة عن نشر صواريخها تحت الارض و تلجأ دائما الى نشرها ها فوق الارض .

بعد سماعنا لهذه القصص تم تكثيف الدراسة من قبلنا , و كان برنامج الدراسة غني بالمواد كعلم النفس و الفلسفة و التنجيم و علم الغموض , و تم تدريبنا على كيفية الحصول على المعلومة و تحليلها و استيعابها و حفظها .
من الخطأ التخيل بأن العراف يستطيع رؤية ما يرغب , و الحقيقة فأن العراف يجب ان يدخل في نوع من السكون يشابه النوم و عند هذه الحالة تبدأ الصور بالمرور امام مخيلة العراف بسرعة , و على العراف التدرب على تذكر هذه اللقطات بشكل جيد و بعكسه سوف تذهب هواء في سدى .
و على العراف التدرب على كيفية ايقاف حركة هذه الصور في الوقت المناسب لمشاهدة الحدث المطلوب بالتفصيل , وذلك لكون الصور اغلبها غير مفصلة و بسرعه تختفي من الذاكرة عندما يتوقف العراف عن التركيز عليها  , و فن العرافون يتلخص باستخراج المعلومة من مجموعة من الصور الافتراضية التي يراها العرافون و هذا الفن يتم التدرب عليه لمئات الساعات المجهده .

و كما ذكرت انفا في المراحل الاولى للتدريب تم تعليمنا كيفية معرفة مكان الاشياء , بغض النظر هذا الشئ حي او غير حي , و في الدروس العمليه كانت تدخل المدرّسة و تقول عليكم ايجاد شئ انا اخفيته , و لغرض ايجاد هذا الشئ نحاول في البداية الاسترخاء لغرض الدخول في الوعي الاخر و من ثم ننتقل الى حالة الوصف الكلامي للاشياء لكي تظهر صورته امام نظرنا الافتراضي و من ثم ننتقل الى ايجاد مكان هذا الشئ من خلال طرح سؤال في داخلنا و انتظار الجواب نعم او لا و حالة الانتظار كانت تختلف من شخص الى اخر فالبعض يتخيل البندول و الاخر يتخيل ظهور اطار و الثالث ينتظر رساله و حسب ما يناسب العراف.

و خلال بضعة اشهر تعلم كل منا رؤية الاشياء عن بعد و وصف مكانها , فمثلا نقول بأن السلاح ذو العيار المعين يقع في وحدة المدفعية الواقعة في الغابة الفلانية , او المنصه المسرفه الصاروخية تقع في داخل جملون معدني , و من ثم انتقلنا للعمل على الخرائط و تحديد مواقع الاشياء عليها .

في احدى المرات سقطت طائرة روسية في احدى الغابات و لم يؤدي البحث عنها الذي استمر 10 أيام الى ايجادها , و جلبوا لنا اخر تسجيل صوتي للطيار في اللحظات الاخيرة لاختفاءها من شاشات الرادار , من كل مجموعتي التي تكونت من 12 ضابط استطعت انا فقط تحديث احداثيات حطام الطائرة على الخريطة , اما الاخرين فكانت توقعاتهم تبتعد عن المكان المحدد من قبلي بمسافات مختلفة .

عندما تطورت امكانياتنا  اصبحت الواجبات التي تعطى الينا معقدة جدا , فمثلا في احدى المرات كان الواجب ايجاد خارطة لعدو افتراضي و نقل المعلومات منها على خرائط فارغه مشابهه اعطيت الينا مسبقا , علما بأن لا احد يعرف اين تقع هذه الخريطة , هل هي بجوارنا في احد دواليب الاكاديمية ام تبعد مئات الكيلومترات في مكان ما , و كان علينا في البداية ايجاد الخريطة افتراضيا ( عقليا ) ومن ثم نقل ما مؤشر عليها الى الخرائط الفارغه المشابهه التي سلمت الينا , و يتم تحديد دقة اجابتك ( درجتك ) من خلال ما تم تثبيته من قبلك على الخارطة الفارغة التي لديك مقارنة بما مثبت على خارطة العدو الافتراضي .

في الكورس الثالث ابتدأت تدريبات مكثفة سريعة خاصه بالمشاركة في العمليات العسكرية لغرض اشراكنا في المعارك الدائرة في الشيشان في منتصف التسعينات .
كان علينا في هذه التدريبات التعلم على كيفية تحديد الاهداف المهمه و تصحيح رمي المدفعية و رمي الطيران ما يصب في مساعدة القاده في الميدان , و بشكل عام كان يخصص لنا وقت جدا قصير لتنفيذ المهام ( من 30 ثانية الى 15 دقيقة ) .
و في عدة مرات شاركنا في معارك حقيقة و نحن جالسين في موسكو , و كنا نحدد مكانات تجمع المسلحين و من ثم المساعدة في رمي المدفعية و الطيران , و كانت مشاركاتنا ناجحة جدا بشهادة الاستخبارات العسكرية الميدانية .
مشاركتنا في العمليات العسكرية في الشيشان انخفضت بسبب تعقيد و بطأ ايصال المعلومة الى القطعات الميدانية و تغير الموقف الميداني بسرعة كذلك , و تم القرار على ارسالنا الى الميدان لنكون قريبين من الوحدات العسكرية , و لم يتحقق ارسالنا في قتها لتغير الظروف .
احيانا يتوارد سؤال ان هذه الموهبة هدية من الله سبحانه و تعالى لبعض الاشخاص فهل يحق لهم الحاق الاذى بالاخرين او حتى حرمانهم من الحياة , و كان المدرسين يذكروننا بأن الموهبة التي نمتلكها عبارة عن سلاح  و المسؤولية الاخلاقية التي تترتب على استخدامه عالية .

كل اساتذتنا كانوا مدنيين و لم يكن لدى ايا منهم موهبة ( العرافة ) و كانو يساعدوننا فقط في تنمية هذه الموهبة من خلال القاء الضوء على الخطوط العريضة و وضع الاسئلة و الواجبات اما الحلول فكانت  توضع من قبلنا و لكل منا كانت طريقه تختلف عن الاخر .
و بشكل عام فأن نسبة  التنبؤ الصحيحة لدى العرافين كانت تشكل 82%  و هذا النسبة تعتبر عالية جدا , و بنسبة 18% كنا نفشل و ذلك لكوننا بشر و لا نستطيع التخلص من احساس التوتر و الاضطراب  و التي تؤثر بشكل كبير على النتائج .

رابط مختصر  https://wp.me/p8HDP0-4bB

https://www.europarabct.com/?p=16095

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...