الاتحاد الأوروبي … إجراءات استباقية لمواجهة فيروس كورونا فى منطقة الشرق الأوسط

أبريل 05, 2020

إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا

وحدة الدراسات والتقارير “2”

يحشد الاتحاد الأوروبى جهوده الخارجية لتقديم مساعدات ومنح لدول منطقة الشرق الأوسط، لمساعدتها على مواجهة الآثار الاقتصادية والاجتماعية الناتجة عن فيروس كورونا المستجد. حيث تعانى بعض دول المنطقة من بنية صحية ضعيفة ونقص فى الخبرات الطبية. وفيما يلى نستعرض أبرز الجهود التى بذلها الاتحاد الأوروبى فى مواجهة فيروس كورونا خارجيا .

الاتحاد الأوروبي ودعم إفريقيا

اتفقت دول الاتحاد الأوروبي وفقا لـ”أف ب” فى 3 أبريل 2020، على زيادة مساعداتها لإفريقيا في ظل حربها على فيروس كورونا المستجد،. وفيما تركز الحكومات الوطنية على مكافحة الوباء في الداخل، هناك ترقب معرفة مقدار الفائض الذي سيكون متاحاً لإفريقيا. وخلال المحادثات التي أجريت عبر الفيديو، وافق وزراء خارجية الدول الـ27 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على خطة لزيادة المساعدة، على أن يضع وزراء التنمية التفاصيل خلال الفترة المقبلة. وأكد “جوزيب بوريل” وزير خارجية الاتحاد الأوروبي الذي رأس الاجتماع ، إن الاتحاد يدرك تماما أنه لا يمكنه بمفرده حل جائحة كورونا.وتابع “حتى إذا قمت بحل المشكلة في أوروبا فلن يتم حلها إذا لم تُحل في كل مكان”.

دعا وزير المالية الفرنسي “برونو لومير” إلى “تجنب مأساة” في البلدان النامية، ولا سيما في إفريقيا، جراء جائحة كورونا، مقترحا إجراء تدابير مثل “تجميد” سداد الديون. وفقا لـ”يورونيوز” فى 3 أبريل 2020 . وأكد “نحن نؤيد تجميد ديون الدول الأكثر فقرا في الأشهر المقبلة” مشيرا إلى أن “نادي باريس، الذي لديه خبرة بهذه الحالات، عليه ان يكون رائدا لهذه المبادرة”. وبحسب وبحسب بيانات المركز الإفريقي لمكافحة الأمراض والوقاية منها، فى 3 أبريل 2020 فإن (63) شخصًا فقدوا حياتهم في القارة خلال 24 ساعة بسبب كورونا، ليرتفع العدد الإجمالي إلى(284) . كما ارتفع عدد الإصابات بالفيروس إلى (7028) بعد تسجيل (6213) حالة جديدة في (50) دولة إفريقية.

الاتحاد الأوروبي ودعم مصر

بحث مفوض الاتحاد الأوروبي “أوليفر فارهيلي” هاتفيا مع وزير الخارجية المصرى “سامح شكري” تفاصيل الأوضاع في مصر، وجهود القاهرة للسيطرة على الوباء العالمي. وأكد “فارهيلي” فى 3 أبريل 2020 أن الاتحاد الأوروبي يثمن جهود مصر في التصدي لفيروس كورونا، و أعرب عن تقديمه كافة المساعدات للحد من انتشار الوباء العالمي. وتم تخصيص دعم مادي لمصرمن الاتحاد الأوروبي مقداره (89) مليون يورو، وذلك لمواجهة حالات الطوارئ بسبب انتشار الوباء العالمي فيروس كورونا ولدعم الاحتياجات الفورية لنظام الصحة العامة.

الاتحاد الأوروبي ودعم تونس

أعلن ” باتريس برجميني” سفير الاتحاد الأوروبي في تونس عن قرار بروكسل منح تونس(250) مليون يورو، لمساعدتها على مواجهة فيروس كورونا وعواقبه الاقتصادية والاجتماعية وفقا لـ”روسيا اليوم” فى 28 مارس 2020.وأكد “برجميني” ، قرر الاتحاد صرف (250) مليون يورو فورا، على شكل هبات لدعم ميزانية تونس في إطار الجهود التي تقودها الحكومة لمحاربة فيروس كورونا المستجد والحد من تداعياته الاجتماعية والاقتصادية”. . إضافة إلى ذلك تعهد الاتحاد الأوروبي بمضاعفة حجم المساعدات المقدمة إلى تونس في إطار مشروع “الصحة عزيزة” لدعم قطاع الصحة في البلاد من (20) مليون يورو إلى (60 ) مليونا بما يغطي كامل ولايات الجمهورية عوضا عن 13 ولاية.

الاتحاد الأوروبي ودعم المغرب

تعهد الاتحاد بتقديم (450) مليون يورو للحكومة المغربية لمساعدتها على مواجهة تفشي فيروس كورونا. وأوضح بيان أن الاتحاد سيقدم (150) مليون يورو على الفور لصندوق خاص أسسه المغرب للتصدي للفيروس.وتابع “بينما سيخصص المبلغ المتبقي لمساعدة المملكة على مواجهة التحديات المالية المرتبطة بالوباء”.وأعلن المغرب حالة طوارئ صحية ، بهدف الحد من تفشي فيروس “كوفيد-19″ وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” فى 27 مارس 2020.

الاتحاد الأوروبي يدعم اللاجئين السوريين

أعلن الاتحاد الأوروبي عن تقديم مساعدات بقيمة (240 ) مليون يورو للاجئين السوريين الذين يعيشون في العراق والأردن ولبنان، لمواجهة تفشي فيروس كورونا وفقا لـ”مهاجر نيوز” فى 1 أبريل 2020. وأفاد بيان للمفوضية الأوروبية بأن هذه الأموال ستخصص لمجالات مثل المساعدة الاجتماعية والصحة والتعليم وحماية الأطفال. أضافت المفوضية أن (100) مليون يورو توجه إلى تعزيز قدرة ومقاومة اللاجئين السوريين للظروف الصعبة. ويقول مفوض الاتحاد الأوروبي للعلاقات مع دول الجوار “أوليفر فاريلي” “هذه (الأموال) ستساعد في تعزيز مقاومة الذين يواجهون مواقف صعبة من أجل تحسين التعامل مع التحديات المتعددة المرتبطة بفيروس كورونا”.

الاتحاد الأوروبى ودعم الأردن

أعرب الاتحاد الأوروبي عن دعمه للأردن في جهود مكافحة فيروس كورونا، وتخفيف حدة تأثيره على اقتصاد المملكة.جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل.لتعزيزسبل تعزيز الإجراءات وتنسيقها بين المملكة والاتحاد الأوروبي. و”استعراض انعكاسات الفيروس على الاقتصاد الأردني”، وفقا لـ”وكالة ” الأناضول فى 3 أبريل 2020.

الاتحاد الأوروبى ودعم إيران

قدم الاتحاد الأوروبي أكثر من (20) مليون دولار مساعدات إنسانية لإيران، التي تعد من بين أكثر الدول تضرراً من فيروس كورونا، كوفيد 19 المنتشر. وأشار جوزيف بوريل، الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي، وفقالـ “CNN” فى 24 مارس 2020 إن الدعم قيد التنفيذ . وأضاف بوريل إلى أن قرار الدعم يأتي “لأن هذه الدول في وضع صعب للغاية بسبب العقوبات الأمريكية التي تمنعها من الحصول على دخل عن طريق بيع نفطها”.

الخلاصة

إن الدول النامية والفقيرة خاصة فى إفريقيا تعانى من ضعف الامكانيات والتجهيزات فى قطاع الصحة ومن الممكن أن لاتستطيع الدول السيطرة على الوضع وتصبح تلك الدول بؤرة لانتشار فيروس كورونا المستجد ومصادر لإعادة العدوى وانتقالها إلى أوروبا التى تعانى من تفشى الفيروس. وبالرغم من غلق الاتحاد الأوروبى لحدوده الخارجية، فمن الممكن أن يتطور الأمر لموجة هجرة جديدة من تلك البلاد إلى أوروبا نظرا لسوء الاوضاع الصحية والاقتصادية. مايكون حملا ثقيلا على الأجهزة الأمنية فى أوروبا.

ويعلم الاتحاد الأوروبى أن إيجاد حل لوباء فيرو س كورونا المستجد فى إفريقيا سيصب فى مصلحة أوروبا. وبالرغم من توتر العلاقات بين الاتحاد الأوروبى وإيران خاصة حول ملف الاتفاق النووى لكن لم يتأخر الاتحاد الأوروبى فى تقديم الدعم والمساعدة. وربما يأتى هذا الدعم مستقبلا كورقة سياسية تخدم المصالح الاوروبية فى الملف النووى ويستطيع من خلالها تحقيق مكاسب. كوقف تصعيد التوتر في منطقة الخليج، وفتح قنوات جديدة للحوارلانقاذ الملف النووى.

التوصيات

تكثيف جهود الاتحاد الأوروبى مع دول المنطقة لاحتواء فيروس كورونا المستد والحيلولة دون انتشاره. من خلال تقديم الدعم الكافى من الأدوية والعقاقير والمعدات الطبية لمواجة الفيروس. واعتماد إجراءات صارمة لمن ينشر المعلومات المضللة أو الشائعات الكاذبة.

رابط مختصر … https://www.europarabct.com/?p=68215

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات