الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الإستخبارات … آلية  تغيير مسار التنظيمات المتطرفة ؟ بقلم جاسم محمد

أبريل 15, 2019

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا

جاسم محمد ـ باحث في قضايا الإرهاب و الإستخبارات ـ بون

عندما لا تستطع الإستخبارات، ايقاف عمل الجماعات المتطرفة، فينبغي تغيير مساراتها، اي تغيير اهداف عملها، من خلال إحداث الإنشقاقات داخل البنية التنظيمية وعلى مستوى، القيادات، وهذا ماحصل بالفعل مع تنظيم القاعدة وتنظيم داعش من قبل الإستخبارات المركزية، عندما حولت الجماعات المتطرفة ماكنة قتل في دول المنطقة وجنبت الولايات المتحدة ومصالحا من خطر تلك التنظيمات.

الإستخبارات البريطانية، تعتبر واحدة من أكثر اجهزة إستخبارات أوروبا، بإطلاق التحذيرات حول تهديدات الجماعات المتطرفة، لكنها رغم ذلك، لم تكن قادرة، على وقف تلك العمليات الإرهابية على اراضيها. فقد حذر رئيس الاستخبارات الخارجية البريطانية “إم آي 6”، من خطر “غير مسبوق” لوقوع اعتداء في المملكة المتحدة على في أعقاب خسارة تنظيم داعش الى معاقله في سوريا والعراق عام 2017. و” إن “مستوى التهديد غير مسبوق. لقد أحبطت الاستخبارات البريطانية وأجهزة الأمن عدد من مخططات الجماعات المتطرفة في المملكة المتحدة منذ يونيو 2013”.

وأضاف “في الوقت الذي أتحدث فيه، فإن البنية المنظمة جدا لتخطيط الهجمات الخارجية في داعش، ورغم أنه يواجه تهديدا عسكريا، تعد مؤامرات لارتكاب أعمال عنيفة ضد المملكة المتحدة وحلفائنا من دون حاجة إلى مغادرة سوريا”. وأوضح يونغر أنه إزاء هذا التهديد “(…) علينا أن ننقل المعركة إلى ميدان العدو ونتسلل إلى المنظمات الإرهابية بشكل مسبق ونكون أقرب ما يمكن من مصدر” الخطر وسبق ان حذرت الإستتخبارات البريطانية،عبر تقرير صادر عن المركز الوطني للأمن NCSC  من وقوع عمليات إرهابية.

البنية التحيتية للجماعات المتطرفة نصب أعين الإستخبارات

إعتادت اجهزة الاستخبارات الاوروبية، من اطلاق التحذيرات، وكانت الحصة الاكبر الى الإستخبارات البريطانية. اما الإستخبارات الاميركية والبنتاغون، فقد انخفضت تقارير تحذيراتها اللى دول أوروبا ومنها بريطانيا منشهر يوليو 2018 ولحد الان، وهي إشارة غير طبيعية في عمل مجمع الإستخبارات الأميركية وكذلك البنتاغون.

إن اهم ماورد في تصريح الأستخبارات البريطانية  MI6 هو ان تكون اجهزة الاستخبارات قريبة من مصدر الخطر، اي قريبة من البنية التحيتية الى تنظيم داعش، واجد ان ماتعنية الاستخبارات البريطانية، ليس القرب المكاني او الجغرافي، بقدر ماهو القرب الامني والاستخباري، اي ان تكون لدى الاستخبارات مصادر داخل تنظيم داعش. لكن ممكن ان يكون هناك عامل المكان والجغرافية، عندما يتحث مسؤولي كبير في الاستخبارات البريطانية  أم آي 6 ، بهدف نقل المواجهة  مع داعش عسكريا خارج بريطانيا.

الجهد الإستخباري في محاربة الإرهاب والتطرف، يكون اكثر اهمية واكثر دقة من الجهد العسكري، فالجهد الإستخباراتي يحتاج الى جمع الاخبار والمعلومات واخضاعها اكيد الى التحليل والاستنتاج، باعتبار ذلك من أساسيات عمل اجهزة الإستخبارات، والتي لم يعد سرا.

السؤال الاهم : كيفية “التسلل” الى داخل بنية تنظيم داعش وفق نصيحة رئيس الاستخبارات البريطانية ؟

أستخدمت وسائل الاعلام مفردة “تسلل” والاصح في علوم الإستخبارات هو “إختراق” اي دفع مصادر تعمل لصالح اجهزة الإستخبارات للانضمام الى تنظيم داعش، او تجنيد احد عناصر داعش، الموجود اصلا في التنظيم، وهنا يكون الوصف الدقيق في هذه الحالة،” العميل المزدوج” والخيار الافضل والاشد تأثيرا إستخباريا، هو “زرع” عميل إستخبارات داخل التنظيمات المتطرفة وعلى سبيل المثال تنظيم داعش.إن زرع عميل مباشرة من اجهزة الإستخبارات عملية صعبة جدا، تحتاج الى تزكية ربما احد المصادر داخل التنظيم.

تعتبرعمليات ألأختراق، هي اعلى سقف الى عمليات أجهزة الإستخبارات وربما يعود السبب الى مايلي :

إن حصول المعلومات من مصادر بشرية ،اي مصدرناقل للخبر او المعلومات، بدون شك، تحتاج الى التدقيق والفحص، بعض  معلومات المصادر “البشرية” تكون مفبركة، من اجل الحصول على المال او تعزيز العلاقة، والبعض الاخر ممكن ان تكون مسربة، وفي الحالة الاخيرة، تكون عبر عميل مزدوج.

وهنا تكمن اهمية الاختراق بالوصول الى المعلومة مباشرة، وتكون المعلومات ذات قيمة عالية، ان كانت وثائق موسومة.

ويقول مبدأ الإستخبارات ووفق تجارب الإستخبارات الأميركية بعد اختلافها مع زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، بإنه من الواجب تغيير مسار الجماعات المتطرفة ومنها تنظيم القاعدة وتنظيم داعش، في حالة عدم القدرة على ايقاف أنشطتها.

السؤال ماذا تعني الإستخبارات بتغيير مسار”نهج” التنظيمات المتطرفة وكيف ؟

إن تغيير المسار يعني، إبعاد مسار ونهج التنظيمات المتطرفة، اي بدل ان تستهدف التنظيمات المتطرفة أهداف اميركية او غربية، تعيد توجيه الاهداف الى دول المنطقة، وهذا ما ينطبق كثيرا على تنظيم داعش ربما أكثر من القاعدة، على سبيل المثال مبدا القاعدة” مقاتلة العدو البعيد” والمقصود به الغرب، هذا المبدأ تغير عند التنظيمات المتطرفة عندما بدئت تقاتل الجماعت المتطرفة الحكومات في دول المنطقة، ومقاتلة الطوائف وأديان بعينها مثل المسيحية والأيزيدية وغيرها، وهذا ماحصل في شمال العراق وغربه وكذلك شمال شرق سوريا ومناطق اخرى. كذلك تنظيم داعش اعطى ظهره الى القدس الشريف.

أفغانستان هي الاخرى، عندما تحول مسار تنظيم داعش من مهاجمة القوات الاميركية والدولية الى مهاجمة الطوائف، من اجل احتدام وتصعيد الشحن الطائفي.

آلية تغيير مسار الجماعات المتطرفة ؟

إن تجنيد عناصر من داخل تنظيم داعش والجماعات المتطرفة، مباشرة يعتبر، الأسلوب أنموذج في تغيير المسارات،  على شرط ان يتم تجنيد عناصر قيادية داخل هذه الجماعات المتطرفة وليست عناصر في اسفل الهرم. وبدون شك تجنيد عناصر قيادية، لن يكون سهلا، وهنا تبرز قدرة اجهزة الاستخبارات، لتبدأ من المربع الاول او أبجدية التجنيد او آلية التجنيد في العمل الاستخباري، وهو جمع المعلومات عن دائرة علاقات الشخصيات المستهدفة، والعلاقات العائلية، تعتبر الحلقة الاضعف التي يمكن العمل عليه.

التجنيد انواع : مادي، معنوي، وقسري اي توريطي، ممكن مساومة المرشح للتجنيد او توريطه.

الخلاصة

الاهم في اختراق الجماعات المتطرفة، هو إيجاد انشقاقات من داخل الجماعة، لتكون تيارات متناحرة، تضعف من الداخل، وهذا ما تعرض له تنظيم القاعدة تحديدا. فما صرح به مسؤؤول الإستخبارات البريطانية، يعتبر قاعدة أساسية في العمل الإستخباري، في محاربة الجماعات المتطرفة، لكن إعلانها بوقت متأخر عن هذه الخطوة، يعني إن الإستخبارات البريطانية والأوروبية، لم تصل الى مستوى او الحد الذي يمكنها من إختراق الجماعات المتطرفة، رغم ماموجود لديها من عملاء في سوريا وفي العراق ودول الجوار، وإعتمادها على مجمع الإستخبارات الاميركية بالحصول على المعلومات اكثر من النهوض بنفسها في محاربة التطرف والإرهاب.

التوصيات

ماتحتاجه الإستخبارات البريطانية، هو الحصول على مصادر بشرية اي تجنيد مصادر بشرية، قادرة على ايجاد خروقات داخل الجماعات المتطرفة، وربما اجهزة الإستخبارات لدول المنطقة، لديها القدرة بذلك، من خلالها وجودها الميداني، للعمل معا لتحقيق إنشقاقات داخل الجماعات المتطرفة، وهذا مايتطلب التعاون الإستخباري بين دول أوروبا وإستخبارات بعض دول المنطقة، التي شهدت حهود ونجاحات في مكافحة الإرهاب.

حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

بالاشتراك مع شبكة رؤية الإخبارية

رابط  مختصر https://www.europarabct.com/?p=51037

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...