الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الإخوان المسلمين في ألمانيا ـ هل نجحت الجماعة بتوظيف الإسلاموفوبيا ؟

أكتوبر 07, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

 إعداد وحدة الدراسات والتقارير (24)

الإخوان المسلمين في ألمانيا ـ هل نجحت الجماعة بتوظيف الإسلاموفوبيا؟

تصطدم الدول الأوروبية التي تكافح التطرف بشدة وحزم، دوماً بما يعرف بـ”الإسلاموفوبيا” أو رهاب الإسلام، وهذا الأمر تستغله جماعة الإخوان في ألمانيا خير استغلال في محاولة لتقويض أي محاولات لمناقشات حقيقية تتناول أسباب التطرف وطرق معالجته والقضاء عليه، خاصة مع انحسار تنظيم الإخوان المسلمين وتضييق الخناق عليه من قبل الحكومة الألمانية.  ومن جهة أخرى، بغية الاستفادة من فتح باب التبرعات بهدف إنشاء منظمات تسعى ظاهرياً لمحاربة الإسلاموفوبيا، وفي الحقيقة هي مصادر جديدة لتمويل جمعيات ومنظمات تابعة لجماعة الإخوان في أوروبا.

الإخوان في ألمانيا.. تحذيرات وتقييد النشاط

يشتد “الخناق” على تنظيم الإخوان في ألمانيا يوما بعد آخر، بعد الانتباه لمدى خطورة الدور الذي يلعبه التنظيم في نشر التطرف والإرهاب.

على المستوى الأمني، يتخذ “المكتب الفيدرالي الألماني لحماية الدستور” نهجاً أكثر نشاطًا تجاه جماعة الإخوان، ويراقب هياكلها ونواياها. فقد حذَّر المكتب الاتحادي الألماني لحماية الدستور من الخطر الوشيك الذي يشكله الإخوان المسلمون، واصفاً تنظيمهم بالشمولية. وأكّد في تقرير استخباراتي داخلي أن هذا التنظيم الإسلاموي يشكل “تهديداً للديمقراطية أكبر من تهديد المنظمات الإرهابية مثل تنظيم القاعدة وتنظيم داعش… “، وأنه يهدد المبادئ الدستورية والديمقراطية في ألمانيا.

وصفت الاستخبارات الألمانية الإخوان المسلمين بـ “الذئاب في ثياب الحملان” في تقريرها الصادر في 10 يناير 2022 للتعبير عن خطورة الجماعة المتطرفة، نظراً لارتفاع أعداد الجمعيات الإسلامية إلى (960) جمعية ومحاولاتهم المستمرة لتأسيس نظام سياسي واجتماعي متطرف في ألمانيا، باعتمادهم على سياسة اختراق مؤسسات الدولة لخلق كوادر وساسة يصبحون صناع قرار في المستقبل يستطيعون من خلالهم تكريس العنف والتطرف.

كشف تقرير في مايو 2022  لهيئة حماية الدستور في ولاية شمال الراين وستفاليا  أكبر ولاية في ألمانيا عن تزايد عدد العناصر الفاعلة لجماعة الاخوان في ألمانيا لتصل إلى (350)  قيادي منذ بداية العام 2022.

هناك دلائل على أن جهود ألمانيا لتقييد المساحة التي تتحرك فيها الجماعات الإسلاموية تؤتي ثمارها. ففي الآونة الأخيرة، قام المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا في 19 سبتمبر 2022  بطرد كافة الواجهات الإخوانية من عضوية المجلس، وفي مقدمتها المركز الإسلامي في ميونخ واتحاد الطلبة التابع للإخوان المسلمين، كما قام بتجريد إبراهيم الزيات المعروف بـ”وزير مالية الإخوان” من كافة مناصبه داخل الاتحاد. وفي يناير 2022، كان المجلس قد وافق على إسقاط عضوية جمعية “التجمع الإسلامي الألماني”، التي تصنفها السلطات الأمنية بأنها تابعة للإخوان المسلمين أيضاً.   الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ الواجهات ومصادر التمويل

واقع الإسلاموفوبيا في ألمانيا

يُعّرف مفهوم الإسلاموفوبيا (رهاب الإسلام) بأنه ظاهرة الخوف الجماعي من الإسلام والمسلمين في العالم الغربي.

تعتبر ألمانيا ثاني أكبر عدد من المسلمين في أوروبا الغربية بعد فرنسا، إذ يبلغ عددهم حوالي (4.7)  مليون مسلم. في المقابل، شهدت البلاد تزايد العنصرية وكراهية الإسلام في السنوات الأخيرة ، تغذيها دعاية جماعات النازيين الجدد و اليمين المتطرف -بالدرجة الأولى –  الذي حاول إذكاء الخوف من المسلمين والمهاجرين لكسب المزيد من الأصوات.

تستغل أحزاب اليمين المتطرف في ألمانيا وتزيد الخوف من الإسلام وتنظم حملات سياسية تروج للصور النمطية التبسيطية والسلبية بشأن المسلمين في أوروبا، وغالباً ما تساوي الإسلام بالتطرف، محرضة على التعصب وأحياناً الكراهية ضد المسلمين.

وقد تسببت الآراء القومية اليمينية مثل تلك التي يتبناها حزب البديل من أجل ألمانيا -وهو حزب يميني متطرف يعمل على برنامج مناهض للمهاجرين فاز بثالث أكبر عدد من المقاعد في انتخابات عام 2017، في زيادة الإسلاموفوبيا في السنوات الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، وذلك في أعقاب تدفق اللاجئين. وإذا كانت شعبية حزب “البديل من أجل ألمانيا” اليميني المتطرف قد تراجعت على الصعيد الوطني للمرتبة الخامسة في الانتخابات البرلمانية الأخيرة التي جرت في 26 سبتمبر 2021 – بعدما فاز بثالث أكبر عدد من المقاعد في انتخابات عام 2017 – ،  إلا أنه تمكن  في شرق البلاد من احتلال المركز الأول متقدماً بفارق كبير على التحالف المسيحي الديمقراطي (يمين وسط).

أعلنت الحكومة الألمانية، في 10 يونيو 2022 ، أنه تم تسجيل (83) جريمة إسلاموفوبيا  في البلاد في الربع الأول من عام 2022. وكان قد تم تسجيل (768) هجوماً على مساجد في ألمانيا بين يناير 2014 ويونيو 2021.

ووفقاً لدراسة حديثة أجراها مجلس الخبراء المعني بالاندماج والهجرة (SVR) في 5 أكتوبر 2022  تتشر المواقف المعادية للمسلمين في ألمانيا ، إذ يعتقد (48%)  من المشاركين في الاستطلاع إنهم يعتقدون أن “الإسلام لا يتوافق مع المجتمع الألماني” ، بينما اقترح (29%) تقييد ممارسة الإسلام في البلاد.الإسلاموفوبيا في ألمانيا والنمسا ـ الواقع والمخاطر

الإخوان وتوظيف الإسلاموفوبيا

تقبلت المجتمعات الغربية، في بادئ الأمر، الدين الإسلامي، باعتباره ديناً كباقي الأديان، لكن مع مرور الزمن بدأت النظرة تتغير تجاه الإسلام، لعوامل عدة : فإلى جانب تنامي اليمين المتطرف ، وعنف الجماعات الإرهابية لمتشددة كالقاعدة وداعش، ساهم انتشار خطاب الكراهية الذي صنعه الإسلام السياسي وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين داخل مجتمعات المهاجرين المسلمين، وعلى مدى أربعين عاماً، في تنامي العداء للمجتمعات الأوروبية، باعتبارها مجتمعات كافرة أو (كفّاراً).

تغير الخطاب السياسي للإخوان بشكل كبير في أوروبا من الخطاب الديني إلى خطاب تبرز فيه عقدة الإسلاموفوبيا والظهور في مظهر أن الاسلام والمسلمين هم ضحايا لكراهية الأوروبيين. حيث يحاول الإخوان عبر لفظة الإسلاموفوبيا ، نشر سيكولوجية الضحيّة بين الشبان المسلمين ، وهو خطاب يعيق الاندماج والتثاقف . الأمر الذي أدّى إلى انعزال الجاليات المسلمة في أحياء خاصة بهم وتمايزهم، خاصة بعد ظهور ما سمي بالصحوة الإسلاموية، بالمظهر الخارجي؛ من خلال اللباس، والهيئة، وعدم مصافحة النساء، …إلخ، والذي تحول إلى عزلة شعورية عن محيطهم، وبالتالي توجَّسَ الغربيون منهم، ومن ثقافتهم الانعزالية التي لا تندمج مع الآخرين.

الإسلاموية هي الرأي القائل بأن الإسلام ليس ديناً فحسب، بل هو أيضاً مدونة سلوك اجتماعية وقانونية وسياسية. يمكن أن تكون الإسلاموية عنيفة أو سائدة وسلمية ، لكنها في كلتا الحالتين لا تقبل الفصل بين الدين والدولة، وهو مبدأ أساسي للمجتمعات الديمقراطية والتعددية. وهو ما استثمرته الأحزاب اليمينية المتشددة و”الشعبوية” لتكريس الخوف من الإسلام والمسلمين وتوظيفه لغايات انتخابية. وفي المقابل، نجحت جماعة الأخوان المسلمين بإستغلال عنصرية اليمين المتطرف لتسويق دور الضحية، من أجل ابتزاز الحكومات الأوروبية ومحاولة إثنائها عن اتخاذ أية إجراءات تقيد أنشطة “الإخوان” والمنظمات الموالية لها، وقد نالت الجماعة بالفعل تأييد  أحزاب اليسار والحقوقيين.الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ تأثير الجماعة داخل المجتمعات الألمانية

التقييم

تشكل ما تسمى مكافحة الإسلاموفوبيا إحدى الجبهات الرئيسية لأعمال الإخوان المسلمين. ولا شك في وجود تيارات عنصرية ومعادية للأجانب في بعض أجزاء أوروبا، وينبغي إدانتها إلى أقصى حدود الإدانة. غير أن تنظيم الإخوان استغل هذه المشاعر ونجح في الترويج لدور الضحية بين مسلمي أوروبا وإقناعهم بتقمصه، ما دفعهم إلى التصديق بأن الإعلام والأحزاب السياسية ومجموعات كبيرة من السكان الأوروبيين تستهدف المسلمين. ونتيجة لذلك، تتجه الجاليات المسلمة إلى عزل نفسها أكثر فأكثر عن المجتمع، موفرةً للإخوان تربةً خصبة لمواصلة مشروعها المتركز حول الهوية.

إن الإسلام السياسي ينطوي على مخاطر اجتماعية طويلة الأمد لأنه قد يعرض التماسك الاجتماعي للخطر.

من المرجح أن تشهد الفترة المقبلة مزيد من الاجراءات وتضييق الخناق على تنظيمات الإسلام السياسي، ومراقبة أنشطتها  والتصدي لانتشارها، وبالتالي فمن المرجح أن يزداد خطاب مكافحة الإسلاموفوبيا من قبل هذه الجماعة.

على الرغم من السياسات الصارمة التي تبنتها برلين ضد التطرف اليميني وخطاب الكراهية،  فإنه لا يزال هذا النوع من العنف وجرائم الاسلاموفوبيا متكرراً ضد الأجانب والمسلمين. ولا يمكن الاستهانة بأهمية العنصرية المعادية للمسلمين كعنصر من عناصر استراتيجيات التجنيد في استراتيجيات الجماعات الإسلامية والإخوان المسلمين.

الصور النمطية وسوء الفهم والمخاوف فيما يتعلق بالإسلام هي أعراض نموذجية لنقص واسع النطاق للمعرفة الكافية بين غير المسلمين في أوروبا. وبالمثل ، يفتقر العديد من المسلمين في أوروبا إلى المعرفة الكافية بالإسلام ، ناهيك عن الأديان الأخرى ، مما قد يجعلهم عرضة “للإسلاموية” كشكل مقنع دينياً من أشكال التطرف السياسي.

 المعالجات :

– ينبغى على السلطات الألمانية تحسين مراقبة اليمين المتطرف عبر منح المزيد من الصلاحيات للسلطات للرقابة عبر الإنترنت، وتطبيق برامج متخصصة لحل المشاكل السياسية التي تسببت في تصاعد الحركات اليمينية المتطرفة وخطاب الاسلاموفوبيا.

ـ اعتماد برامج للتوعية والوقاية من التطرف تقوم بها الحكومة الالمانية وكذلك دعم الحكومة الى المنظمات المدنية لتنفيذ مشاريع الوقاية من التطرف.

ـ تعزيز برامج الاندماج التكامل والاندماج الاجتماعي ، في  تكامل فرص العمل والدراسة للاجانب.

– من الهام مساهمة المناهج التربوية بالحد من العنصرية ، والتدريس حول الأديان ، وذلك لرفع مستوى الوعي العام بالأصل المشترك والقيم المشتركة لليهودية والمسيحية والإسلام وتأثيرها على الإنسانية الأوروبية الحديثة. يتوجب على مؤسسات التعليم العالي والبحث في ألمانيا توفير الدراسات الإسلامية من أجل تثقيف علماء الدين والمعلمين والقادة وتمييز الإسلام عن الإسلاموية.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=84265

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

FAIR International: Hundreds of Islamophobic attacks target mosques in Germany since 2014

https://bit.ly/3rzzCAh

Weit verbreitet? SVR-Studie zu antimuslimischen und antisemitischen Einstellungen in Deutschland

https://bit.ly/3RCaaEN

ألمانيا: طرد منظمات إخوانية من مجلس المسلمين وعزل ممول الجماعة

https://bit.ly/3ebOa6a

Why is Germany demonising political Islam

https://bit.ly/3Cgon4u

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...