الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

الإخوان المسلمون في أوروبا ـ هل انتهى زمن الإخوان ؟ (ملف)

الإخوان المسلمون في أوروبا
يونيو 06, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد وحدة الدراسات والتقارير 

الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ورقة سياسة وعلاقات تخادم (ملف)

يتناول الملف بالعرض والتحليل واقع الإخوان المسلمون في أوروبا، وحقيقة تحولها إلى ورقة سياسية ضد الدول العربية، وتخادمها مع الأحزاب الأوروبية، وارتباطها بالجماعات الجهادية، والتطرق إلى تأثير الانشقاقات داخل الجماعة على علاقاتها بالحكومات. ويركز الملف في تحليله على المحاور التالية:

  1. الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ما حقيقة تحول الجماعة إلى ورقة سياسية ضد دول المنطقة ؟
  2. الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ماذا عن التخادم مع الأحزاب السياسية؟
  3. الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ما علاقة الإخوان بالجماعات “الجهادية”؟
  4. الإخوان المسلمون في أوروبا ـ تأثير الانشقاقات على تعامل الحكومات مع الجماعة

1- الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ما حقيقة تحول الجماعة إلى ورقة سياسية ضد دول المنطقة ؟

تتلقى جماعة الإخوان المسلمين الكثيرمن الدعم والإعانات من الحكومات والمؤسسات الأوروبية الرسمية بشكل مباشر أو غير مباشر. وتتعدد الأسباب وراء دعم الغرب لتنظيم الإخوان المسلمين كاستغلال أجهزة الاستخباراتتأثير تنظيم الإخوان المسلمين كوورقة ضغط أو ورقة سياسية في الشرق الأوسط لشن حروب دعائية ونشر معلومات مضللة عن العديد من دول المنطقة أو كجهة للحصول على معلومات وبيانات عن تلك الدول لتحقيق مكاسب سياسية إقليمية.

علاقات وثيقة مع المؤسسات الأوروبية

توجد علاقات وثيقة بين المؤسسات الأوروبية والإخوان المسلمين حيث تتلقى جماعة الإخوان المسلمين الكثير من الدعم والإعانات غير المباشرة. كشف نظام الشفافية المالية لدى المفوضية الأوروبية، أن الجمعيات التابعة لجماعة الإخوان المسلمين أو تلك التي تدور في فلكهم من قريب، قد خصص لها أكثر من (52) مليون يورو من الأموال العامة بشكل مباشر أو غير مباشر بين عامي 2007 و2020. وتلقت ما يقرب من (80) مليون يورو على شكل تمويل من الحكومات الأوروبية خلال العقد الماضي، في شكل تبرعات مُنحت لجماعات ذات صلات بجماعة الإخوان المسلمين من قبل الاتحاد الأوروبي ومجلس أوروبا ومختلف الحكومات الوطنية منذ عام 2004.

تقول “فلورنس بيرغود” بلاكل أكاديمية فرنسية حاصلة على الدكتوراه في الأنثروبولوجيا،أن “المنظمات الإسلاموية نجحت في الوصول لجميع الفئات العمرية في دول أوروبا، مؤكدة أنها تعمل بطريقة مهيكلة وأنها ماضية في سبيل تحقيق أهدافها الكبرى. وواصلت إن هذه الهيئات توغلت بعمق داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي وهيئاته وحتى مختلف الدول الأوروبية، وباتت تظهر على شكل منظمات مناهضة للعنصرية والإسلاموفوبيا” في الأول من مارس 2023. الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ مشاريع قرار للحد من أنشطة الجماعة

بريطانيا ملاذ آمن للإخوان

ترتبط بريطانيا وجماعة الإخوان المسلمين بعلاقات وثيقة، لا سيما وأن الموقف البريطاني كان داعماً للإخوان المسلمين ومطالبا بإشراكهم في العملية السياسية في دول المنطقة والشرق الأوسط. استغلت بريطانيا تأثيرجماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط لشن حروب نفسية ودعائية سرية على العديد من الدول وكانت أجهزة الاستخبارات البريطانية تنشر منشورات باسم جماعة الإخوان المسلمين من نقاط توزيع مختلفة شملت دولا عربية في أفريقيا وآسيا.

شكلت بريطانيا وما زالت ملاذاً آمناًً للعديد من قيادات التنظيم العالمي لجماعة الإخوان المسلمين الموجودين في بريطانيا، وبعضهم يحمل الجنسية البريطانية، مما يعني امتداد حصانة القوانين البريطانية إليه وتمتعهم بحرية التعبير والرأي هناك. وكان قد صرح “جيمس موران” المسؤول في الاتحاد الأوروبي بأنه لا يوجد مبرر لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على لائحة المنظمات الإرهابية في أروربا وبأنه لا يوجد أيضاً ما يبرر إغلاق مكاتبها في دول الاتحاد الأوروبي”.

الإخوان ـ مكاسب سياسية

تنامى التعاون بين جماعة الإخوان المسلمين وبعض أجهزة الاستخبارات خلال عام 2021 من خلال بث المعلومات التي يتم جمعها، عبر القنوات الفضائية التابعة لجماعة الإخوان لتحقيق خطة لإحداث اضطرابات سياسية داخل دول المنطقة عبر مراحل الإرباك والإنهاء والحسم. تورطت دول أوروبية في دعم قيادات جماعة الإخوان المسلمين وحثهم على تحريض الكونغرس على قطع المساعدات الأمريكية عن بعض الدول بهدف تحقيق سياساته الإقليمية، انطلاقًا من واشنطن.

يرى “لورنزو فيدينو” مدير برنامج البحث حول التطرف في جامعة جورج واشنطن ” ليست المشكلة في المبالغ الممنوحة من قبل أوروبا للجماعة، لأن الإخوان لا يحتاجون إليها أصلا، بل المشكلة هي اعتراف المؤسسات الضمني الكامن وراء هذه المخصصات المالية. ويتساءل “هل الإخوان المسلمون يعملون كجماعة ضغط في بروكسل؟ مشيراً إلى أن عبارة “جماعة ضغط” توحي بشيء قوي ومنظم للغاية، وهذا ليس هو الحال في الواقع.”

تدابير حكومية لمحاربة التطرف

تلجأ الحكومات الأوروبية غالبا إلي الجمعيات والمنظمات من أجل برامج التوعية ، مما يؤدي إلى إنفاق عام حسن النية يجد طريقه إلى جماعة الإخوان المسلمين وفروعها. لا سيما إن هناك فروعاً للإخوان المسلمين في كل دولة أوروبية. نتيجة لذلك، يمكن للمال العام الذي يهدف إلى تعزيز الاندماج أو منع التطرف أن يجد طريقه إلى جماعة الإخوان المسلمين. بالتزامن مع مطالبات للجهات الفاعلة العامة الأوروبية التوقف عن تقديم التمويل لمنظمات الإخوان. أشارت وزارة الدفاع السويدية بأن جماعة الإخوان المسلمين لديها علاقات بتنظيمات إسلاموية متفرقة وبأنها تعمل على إنشاء ما وصف بالمجتمع الموازي في السويد لكن ترى جماعة الإخوان المسلمين إن علاقتها بالتطرف تفتقد للمصداقية لأنها ليست مبنية على حقائق علمية. الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ جهود حكومية للكشف عن مصادر التمويل

تستمر بعض الدول الأوروبية في احتواء ودعم جماعة الإخوان المسلمين وعدم اتخاذ تدابير وإجراءات فعالة ضد التنظيم لعدة أسباب أهمها عامل الاستفادة من الإخوان المسلمين في منظومة المعلومة، سواء داخل البلدان الغربية أو العربية أو الإسلامية. يرجع لعدم وجود مبرر كافي من وجهة نظرهم. كذلك عدم وجود أدلة لحظرها وإغلاق مكاتبها في دول الاتحاد الأوروبي. تحتاج أوروبا تنظيم الإخوان المسلمين، وتخشي أن يكون تصنيفهم وحظرأنشطتهم قد يكون مبرر لالتحاق عناصرها بمنظمات متطرفة.

الإخوان، تحالفات مع أحزاب سياسية

حققت جماعة الإخوان المسلمين وفروعها نجاحا ملحوظًا جزئيا في أوروبا من خلال تشكيل تحالف مع اليسار السياسي في إيطاليا وفي ألمانيا تبتعد جماعة الإخوان المسلمين عن الأجواء السياسية لكنها تسعى لتعزيز العلاقات بالجهات السياسية الألمانية المختلفة، ومع أصحاب القرار في ألمانيا، بهدف توسيع نفوذها. تحاول جماعة الإخوان المسلمين العمل على التقارب من الأحزاب والشخصيات السياسية وتعزيز حضورهم في المجتمعات الإسلامية الأوروبية من خلال المشروعات الاقتصادية والاجتماعية لصالح التنظيم الدولي.

ظهرت خطة إعادة بناء التنظيم الدولي للإخوان في أوروبا والولايات المتحدة عبر إنشاء مراكز حقوقية ومؤسسات تختص بقضايا الحريات شديدة النخبوية عبر قيادات شابة واعتمدوا في هذا النهج على شبكات العلاقات العامة والاتصالات مع الجهات الغربية. وتعكس خطة إعادة بناء الإخوان في الغرب المخاوف من المُضي قدما في مسار تقويض نفوذ الجماعة في المجتمعات الأوروبية، حيث تتخذ غالبية الدول إجراءات صارمة ضد الأنشطة الإسلاومية التي تتعارض مع معايير وقيم النظم الديمقراطية.   الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ الواجهات ومصادر التمويل

مخاطر مستقبلية 

ذكر التقييم الأمني الذي جرى تقديمه للبرلمان أن جماعة الإخوان المسلمين تعمل من خلال هيكل سري، وغطاء علني من المنظمات، وتملك تأثيرا محدودا لكنه متناميا في هولندا. كشفت الاستخبارات الألمانية في ولاية شمال الراين وستفاليا أكبر ولاية بألمانيا عن تزايد عدد قيادات جماعة الإخوان في ألمانيا، لتصل إلى (350) في بداية العام الحالي 2022. وتملك جماعة الإخوان المسلمين مواقع الكترونية وظهورا متزايدا على وسائل التواصل الاجتماعي باللغة الألمانية.

لم يتم تصنيف حركة “الإخوان المسلمون” كجماعة متطرفة في فرنسا وأوروبا، إلا أن ما يتردد في الكواليس يوحي بتفكير جدي في اتخاذ هذه الخطوة على المستوى الأوروبي. لاتخفي فرنسا انزعاجها من أنشطة الإسلاميين المحسوبين على “الإخوان المسلمين” فوق أراضيها. فيما بدت تصريحات وزير الداخلية الفرنسي تحذيرا للولايات المتحدة الأمريكية من هذا الخطر المستقبلي الذي يتغاضى عنه الأميركيون ويسمحون لجمعياته وأنشطته بحرية الحركة في مايو 2023.

تعرفت الإدارة العامة للأمن الداخلي الفرنسية على حوالي (20 ) صندوق هبات خاص اعتبرت أنها تقوم بنشاطات تمويل مشبوهة، وأطلق وزير الداخلية “جيرالد دارمانا” بإطلاق التحقيق على نطاق واسع حول هذه الصناديق منذ العام 2021، بعد صدور قانون مكافحة الانفصالية الذي ينص على احترام مبادئ الجمهورية. وكشفت التسريبات الخاصة بالتحقيق أن هذه الصناديق أنشأت منذ عام 2008 بجمع تمويلات خاصة نظراً لأن صناديق الهبات لم تكن موضع رقابة دقيقة من السلطات، واستغل الإسلام السياسي لتمويل نشاطاته المختلفة بعيدا عن الأضواء وعبر آلية معقدة ومبهمة.

تنتقد جماعة الإخوان المسلمين التقارير الرسمية الأوروبية التي تشير إلى أن الانتماء إلى الجماعة أو الارتباط بها “مؤشر محتمل على التطرف”. ويرى التنظيم أن التقارير تمثل رغبة سياسية مبيتة ضد الجماعة” وأن تلك المواقف من الإخوان يُفهم في إطار “حملات التحريض” التي تقودها دول وأنظمة ضد الجماعة.

**

2- الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ماذا عن التخادم مع الأحزاب السياسية؟

تسعى جماعة الإخوان إلى تصوير أنفسهم كممثلين للمجتمع الإسلامي والجاليات المسلمة بأكملها في أوروبا وهذا يعني أن الحكومات الأوروبية غالبا ما تلجأ إليهم من أجل برامج التوعية والاندماج. واستطاعت جماعة الإخوان المسلمين السيطرة على المنظمات الدينية والرياضية والاجتماعية ، مما منحها فرصاً للتحدث نيابة عن المسلمين والتقرب إلى الساسة وصانعي القرار الأوروبيين للضغط على الهيئات التنفيذية والتشريعية الأوروبية مثل المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي في محاولة للتأثير على السياسات والقوانين الأوروبية لتوسيع نفوذهم وتنفيذ أجندتهم.

تقديم الرعايا الاجتماعية للجاليات المسلمة

ارتبطت جمعية “DMG” بالتنظيم الدولي للإخوان المسلمين ومنظمتها المركزية في ألمانيا، وذلك بناء على التشابكات الوثيقة في الهياكل والمناصب مع الإخوان المسلمين في 31 يناير 2022. بات تنظيم الإخوان المسلمون في ألمانيا معضلة للأجهزة الأمنية والاستخباراتية كون أن التنظيم له تأثيراً ملحوظاً على الجالية المسلمة بألمانيا كذلك الجمعيات والمنظمات التابعة للتنظيم. فهذه الجمعيات تقدم خدماتها للجاليات المسلمة لتوسيع نفوذها في ألمانيا، ولبناء قاعدة عريضة. حددت المخابرات البلجيكية حوالي (40) جمعية تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، تعمل في مجالات مختلفة، اجتماعية وتعليمية ودينية وإنسانية ومدنية، ويديرها غالباً شباب مؤهلون ومتعددو اللغات، ولا يتصرفون أبداً بعيداً عن المديرين التنفيذيين المحليين أو الوطنيين أو الأوروبيين.

ترتبط صناديق الهبات في فرنسا بمجموعة من الجمعيات المدنية المنشأة وفقاً لقانون 1901، أي أنها جمعيات غير ربحية تنشط في مجالات الخدمات الثقافية والاجتماعية، كما ترتبط الصناديق من جانب آخر بمجموعة من الشركات العقارية لتشكل هذه المجموعات الثلاثة حلقة مغلقة. تقوم بموجبها الشركات العقارية بصب الأموال في صناديق الهبات، التي توزعها بصورة غير قانونية على الجمعيات المدنية المرتبطة بجماعة “الإخوان المسلمون”. تقدم الجمعيات مختلف أنواع الرعاية للتابعين لها، بدء من توفير فرص عمل في شركات ومروراً بتوفير معونات اجتماعية وصحية، وإقامة مدارس دينية وحتى إقامة ورعاية المساجد فيما يشابه مجتمعاً متكاملاً مغلقاً على أفراده وموازياً للمجتمع الفرنسي. تمتد هذه الجمعيات من مدينة ليل في الشمال وحت مىدينة مارسيليا في الجنوب مروراً بالمنطقة الباريسية ومنطقة بوردو في 18 مايو 2023.

دعا إبراهيم منير المرشد الأعلى السابق للأخوان المسلمين والمتحدث السابق بإسم التنظيم في أوروبا رداً على تصريح الرئيس “إيمانويل ماكرون” عندما تحدّث عن خطة لمواجهة “الانعزالية الإسلامية” على الأراضي الفرنسية إلى تصحيح وجهة النظر الخاطئة عن الإسلام والجماعة، وأكّد أن أفراد جماعة الأخوان المسلمين والمؤمنون بفكرها يلتزمون بالمواطنة وحقوقها في أي دولة يتواجدون على أرضها، كما أنهم يحترمون قوانينها باعتبارها أساساً للعيش. وأكد: “من واجبات هذا الفكر ليس فقط هذا الالتزام وإنما أيضاً الحفاظ على أمن هذه الدولة باعتبار أن من يحمل هذا الفكر أصبح واحداً من شعبها”.

التقرب إلى الساسة وصانعي القرار الأوروبيين

تتسلل جماعة الإخوان المسلمين إلى الأنظمة الديمقراطية في أوروبا لخلق مجتمع موازٍ قائم على أيديولوجية الإخوان المسلمين، تعمل جماعة الإخوان المسلمين في بروكسل لتعزيز رؤيتهم وتحقيق أجندتهم من خلال مجموعة من الهياكل والمؤسسات وتقدم من خلالها برامجهم إلى موظفي الخدمة المدنية والبرلمانيين الأوروبيين. يتم قبول منظمات جماعة الإخوان المسلمين من قبل المؤسسات إن لم تكن ممولة في إطار المشاريع الأوروبية.

سعى تنظيم الإخوان المسلمين باستمرار للتقرب إلى الأحزاب الألمانية لتوسيع نفوذه. ويأتي على رأس تلك الأحزاب حزبي “الخضر” و”اليسار” في ألمانيا. احتمت تنظيمات الإسلام السياسي، وفي مقدمتها الإخوان، بمواقف أحزاب اليسار، وتستغلها في تخفيف الضغوط الواقعة على الجماعة. أدى قرب جماعة الإخوان المسلمين من معظم الأنظمة المؤسسية إلى قيام أجهزة المخابرات البلجيكية بإرسال إشارات على أنهم يراقبون بعناية الديناميكيات السياسية والدينية للإخوان المسلمين في البلاد في 25 يناير 2022. الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ مشاريع قرار للحد من أنشطة الجماعة

عبر”دينس دوكارم” البرلماني البلجيكي، عن رغبته بفتح نقاش برلماني فيدرالي حول تواجد تنظيم الاخوان المسلمين في البلاد. وأشار “دينس دوكارم” المنتمي إلى الحزب الليبرالي الفرانكوفوني، إلى أنه بعث برسالة بهذا الخصوص إلى رئيسة مجلس النواب للشروع بإجراء نقاش معمق حول القدرة الفعلية لهذا التنظيم على التسلل داخل أجهزة الدولة. أتى هذا الطلب ليزيد من حدة الجدل الدائر حالياً بين مختلف الأحزاب السياسية حول علاقة مفوضة حكومية لشؤون المساواة بين الرجال والنساء السابقة بهذا التنظيم.

التأثير على صانعي القرار في أوروبا

تعمل جماعة الإخوان المسلمين في أوروبا بنشاط للضغط على الهيئات التنفيذية والتشريعية الأوروبية مثل المفوضية الأوروبية والبرلمان الأوروبي في محاولة للتأثير على السياسات والقوانين الأوروبية التي تؤثر على المسلمين الأوروبيين. تتمثل المجالات السياسية الرئيسة لهذا النشاط في الحقوق المدنية والحرية الدينية على سبيل المثال. حققت الجماعات المرتبطة بالتنظيم درجات متفاوتة من النجاح، بما في ذلك إقامة علاقات عمل مع أعضاء البرلمان الأوروبي، وكبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي. والحقيقة أن الشرعية والمكانة التي اكتسبتها من قِـبَل مسئولي الاتحاد الأوروبي، تثير تساؤلاتٍ حول التأثير الأوسع نطاقاً، الذي قد تخلِّفه هذه الجماعات على صناعة القرار والمجتمعات الأوروبية في 26 أغسطس 2022.

توجيه أصوات الناخبيين المسلمين

أشار جهاز الأمن البلجيكي إلى أن الإخوان المسلمين واصلوا حملة التسلل في الأحزاب السياسية البلجيكية، وعملوا على دعم المرشحين الذين يفضلون “الزي الإسلامي”. وجهت تيارات الإسلام السياسي في فرنسا لا سيما تنظيم الإخوان المسلمين أصوات الجاليات المسلمة التي تحمل الجنسية الفرنسية لزعيم حركة “فرنسا العصية” اليسارية “جان لوك ميلانشون” في 30 أغسطس 2022 حيث تم تصويت (69%) من الناخبين المسلمين لصالح “ميلانشون” وحاول أنصار الإسلام السياسي إلى جعل “الإسلاموفوبيا” في فرنسا قضية مركزية في الاقتراع، وبالنسبة لهم كان ميلانشون “المرشح الأقل سوءاً”. كشفت التقارير الاستخباراتية الفرنسية أن الإسلام السياسي في فرنسا يظهر “عدم ثقة مستمراً” بـ”الطبقة السياسية المؤسسية”، وتعتقد بأن “المؤثرين في جماعة الإخوان لن يتجهوا نحو تحالف دائم مع “فرنسا العصية” والتي ستظل دوماً جمهورية جداً في نظرهم”.

التقرب إلى اللاجئين

تستقطب الجمعيات المقربة من الإخوان المسلمين بشكل متزايد لاجئين من البلدان لتجنيدهم من أجل تحقيق أهدافها في أوروبا فعلى سبيل المثال وإلى جانب ولاية شمال الراين “فيستفاليا” وولاية “بافاريا” توسعت الشبكة في شرق ألمانيا. فمنذ منتصف 2016 افتتحت جمعية “النفع العام” في ولايتي “ساكسونيا وبراندنبورغ” (8) مساجد. “في منطقة قلما وُجد فيها أنصار الإخوان المسلمين ، كما تم تشييد أبنية واسعة يُراد من خلالها تأطير اللاجئين بإيديولوجية الإخوان المسلمين”، من جهتها نفت “الجمعية الإسلامية” في ألمانيا ومنظمات أخرى مرتبطة بها أي ارتباط بالإخوان المسلمين بشكل قاطع. الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ما حقيقة تحول الجماعة إلى ورقة سياسية ضد دول المنطقة ؟

استراتيجية التعليم والاستثمارات كاداة للضغط السياسي

تغيير استراتيجية الجماعة جعلها تتدخل في عدة أمور؛ من بينها التعليم ويعتبر المعهد الأوروبي للعلوم الإنسانية، واحد من أبرز مؤسسات الجماعة “التعليمية”. يسعى المعهد إلى تخريج أئمة ومعلمين يلقنون ويفسرون النصوص الإسلامية وتفسيرها وفقاً لمنظور جماعة الإخوان. حتى الاستثمار في جماعات الضغط السياسي التي تدعم تحركاتها، ولديهم اهتمام بالقدرة على التأثير في صناعة القرار تجاه دول الشرق الأوسط من أجل الدفاع عن مصالحهم والتأثير على الرأي العام الأوروبي.

تخدم الاستثمارات المالية أجندة الإخوان المسلمين في أوروبا حيث سعى الإخوان إلى تكوين شبكة من العلاقات الاقتصادية الرسمية وغير الرسمية في أوروبا في كافة القطاعات. كبنك التقوي بنك “أكيدا” الدولي وشركات “الأوف شور” ومكاتب الصيرفة، ولديها عدد من الشركات التابعة في عدد من الدول، منها بريطانيا كشركة “World Media Services Ltd” و شركة ” Jordan Company Secretaries Limited” للخدمات والمعاملات التجارية . الإخوان المسلمون في ألمانيا ـ الواجهات ومصادر التمويل

**

3- الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ما علاقة الإخوان بالجماعات “الجهادية”؟

تلتقي أفكار “الإخوان المسلمين” بتوجهات الجماعات “الجهادية” في السعي إلى الإمساك بالسلطة، ورغم التباين في الطروحات الفكرية بينهما إلا أن مصالح الإسلام السياسي تجمعهما، وهي إقامة “الخلافة الإسلامية”.

كشفت العديد من الدلائل إلى ارتباط “الإخوان المسلمين” في نقل العناصر والأموال إلى تنظيم داعش في سوريا وليبيا. وهو ما دفع أجهزة الاستخبارات الأوروبية إلى التحذير من خطر “الإخوان” في خلق بيئة العنف التي تحركت على قاعدتها كل التنظيمات الجهادية المتطرفة.

 “الإخوان” والجماعات “الجهادية” – روابط “عقائدية” مشتركة

تدعي جماعة” الإخوان” المسلمين أنه لا توجد روابط “ايدلوجية”، عقائدية بين التنظيم والحركات “الجهادية” مثل “القاعدة” وتنظيم (داعش)، وعلى الرغم من أن الجماعة تتبنى منهجاً للدعوة وسط الجماهير يختلف عن تلك الحركات، إلا أنها تتشارك معها في العديد من الأفكار والوسائل المتبعة لتحقيق الأهداف.

إقامة “الخلافة الإسلامية”: تمثل الدعوة لقيام “الخلافة الإسلامية” مرتكزا أساسيا من المرتكزات الفكرية للحركات “الجهادية” وللـ”إخوان”، وقد نادى بها مرشد الجماعة، المؤسس حسن البنا في رسالة المؤتمر الخامس حين قال “الإخوان المسلمون” يجعلون فكرة الخلافة والعمل لإعادتها في رأس منهاجهم”، كما أنه وضعها في المرحلة الخامسة من مراحل التمكين الست التي تسعى لها الجماعة والتي تبدأ بالفرد وتنتهي بأستاذية العالم.

الاستيلاء على السلطة: يمتد ارتباط الحركات “الجهادية”، و”داعش” على وجه الخصوص، بأيدلوجية “الإخوان المسلمين” ليشمل المنطلقات الفكرية الأخرى ووسائل العمل ومناهج التغيير. إذ يقوم مشروع جماعة “الإخوان” على إحداث التغيير في المجتمع عبر وسائل عديدة، يقف في مقدمتها الوصول للسلطة ويقول قادتها إن الجماعة قامت أساساً من أجل تمكين الدين وإن الاستيلاء على السلطة يعد وسيلة لتحقيق تلك الغاية. والاستيلاء على السلطة بهذا المعنى يقود إلى الطعن في مشروعية الحكومات القائمة باعتبار أنها لا تعمل على تمكين الدين وهو الأمر الذي يعطي المبرر لتكفيرها والخروج عليها بكافة الوسائل، ومنها الوسائل العنيفة، ومن هنا فإنه يمكننا فهم مغذى شعار الجماعة الذي يزينه سيفان ومكتوب عليه “وأعدوا” وكذلك فإن البيعة للجماعة تتم على المصحف والمسدس.

العمليات الانتحارية: لم تشترك جماعة “الإخوان المسلمين” مع “داعش” وأخواتها في فكرة الخلافة والتغيير العنيف لأنظمة الحكم فحسب بل شاركتهم كذلك في إضفاء المشروعية على ما يُعرف بالعمليات الانتحارية ـ الاستشهادية التي صارت الأداة الأكثر فتكاً التي تستخدمها التنظيمات “الجهادية” ضد المسلمين وغيرهم. “الإخوان المسلمين” أفتوا بجواز استخدام هذه العمليات في حالات معينة مثل الحالة الفلسطينية كما قال يوسف القرضاوي، ولكن مجرد الإقرار بمبدأ استخدام التفجير والنسف والتصفية والقتل يعني أن هناك آخرين سوف يوظفونه وفقاً لرؤاهم ومصالحهم وسيجدون من النصوص والفتاوى ما يسمح لهم بتبرير ذلك.

المواطنة للمسلم فقط: يشترك “الإخوان المسلمون” مع “داعش” والجماعات “الجهادية” في النظرة لمفهوم “الوطن” والعلاقة مع الآخر غير المسلم فجميعهم ينادون بأخوة العقيدة التي تتجاوز المواطنة ويعتبرون أن وطن المسلم هو دينه. وبناءً على هذا الفهم قامت “داعش” بفرض الجزية على غير المسلمين في الأماكن التي سيطرت عليها في العراق وسوريا وهو ذات الأمر الذي عبر عنه قبل عدة سنوات مرشد “الإخوان المسلمين” الأسبق في مصر، مصطفى مشهور، عندما قال إن جماعته تطالب بتطبيق الجزية على أقباط مصر مع منعهم من دخول الجيش تحسبا لخيانتهم.

التكفير: يشارك الإخوان جماعات “داعش” والجهاديين النظرة للمسلمين المختلفين معهم في الأفكار والتوجهات فجميعهم يصدرون عليهم حكماً بالخروج عن دائرة الإسلام (الكفر)، وهو الأمر الذي أوضحه المرشد المؤسس حسن البنا عندما قال في ختام شرحه لمنهج الجماعة ومراحل التمكين: “إننا نعلن في وضوح وصراحة أن كل مسلم لا يؤمن بهذا المنهج ولا يعمل لتحقيقه لا حظ له في الإسلام”. محاربة التطرف في ألمانيا ـ جدلية الإسلام والإسلام السياسي. ملف

الإخوان وتمويل الجماعات “الجهادية”

شكلت العلاقة الوطيدة بين جماعة الإخوان وتنظيم القاعدة النواة الأساسية لتكوين قيادات أفغانستان والارتباط الوثيق بالعنف المطلق. أبرزهم زعيم تنظيم القاعدة السابق أسامة بن لادن الذي كان عضواً بجماعة الإخوان وذلك بحسب رواية خليفته أيمن الظواهري، كما أن سفر عناصر القاعدة لأفغانستان ومن ضمنهم أيمن الظواهري، كان عبر هيئة الإغاثة الإنسانية لنقابة الأطباء بإشراف القيادي الإخواني، كامل السنانيري”. وقد استوحى الظواهري الفكر المتشدد، من أفكار سيد قطب، وهو زعيم إخواني متشدد أُعدم عام 1966 بتهمة محاولة قلب نظام الحكم”. ، وهو ما يعني أن العلاقة القوية التي تجمع التنظيمات الثلاث” القاعدة” و”داعش “و”الإخوان” ترى أن وجود أي منهم يمثل حماية للآخر وأقرب إليه.

أعلنت دار الإفتاء المصرية في 17مايو 2022 عن توزيع تقرير مهم وموثق باللغة الإنجليزية على جميع أعضاء مجلسَي العموم واللوردات البريطاني حول جماعة “الإخوان المسلمين”. خلص التقرير إلى منهج الجماعة المتطرف وارتباطها بتنظيمات وعلى رأسها “داعش” واتباع الجماعة أسلوب المقاربة واستغلال الإسلام والنصوص الدينية كأداة ضد المجتمع من أجل تحقيق مكاسب سياسية وأشار التقرير إلى أن جماعة “الإخوان” كانت تعمل بوجهين، الأول هو الوجه الظاهر لعامة الناس والجماهير حيث قدموا أنفسهم كمصلحين اجتماعيين وكقوة معارضة، أما الوجه الثاني فتمثل في إنشاء “الجهاز السري” للجماعة.

كشفت مصادر تركية في الأول من ديسمبر 2022  أن جهاز الاستخبارات التركي يحقق في ملفات عناصر من “الإخوان” حول تورطهم في نقل مقاتلين إلى سورية وليبيا وكيف سهلوا نقل عناصر من “الإخوان” للانضمام لجماعات مسلحة في سورية، مشيرة إلى أن عناصر “الإخوان” ارتبطوا بتنظيم “داعش” في سورية من خلال التواصل معهم وتوفير دعم مالي خلال فترات سابقة. وكشفت تحقيقات الاستخبارات التركية تبرعات وصناديق وجمعيات تابعة للـ”إخوان” ساعدت أسرا تابعة لتنظيم “داعش” وساعدت عناصر التنظيم ماديا من خلال وسطاء سوريين.

وسبق أن وجَّه نائب وزير الثقافة والسياحة التركي، سردار جام، في 23 نوفمبر 2022 انتقادات لجماعة “الإخوان المسلمين”، قائلاً إنها فقدت مكانتها بسبب الانقسامات الداخلية وتسلل الجماعات الإرهابية إليها، خاصة “داعش”.

وكشف فيديو سرب من إحدى جلسات التحقيق مع قاضي تنظيم “داعش” في سرت فوزي العياط حقيقة ارتباط التنظيم بجماعة “الإخوان المسلمين” والجماعة الليبية المقاتلة من خلال تسهيل وصولهم إلى سرت وتقديم دعم للتنظيم حين كان في مراحله الليبية الأولى، عندما كان يعرف بتنظيم أنصار الشريعة. و ذكر أن التنظيم في طوره الأول المعروف بأنصار الشريعة حظي بدعم كبير من قبل جماعة “الإخوان” والجماعة المقاتلة، حيث صرفت لأعضاء التنظيم مرتبات شهرية بمعرفة رئيس اللجنة الأمنية في بنغازي محمد الغرابي، الذي عمل على ضم مقاتلي التنظيم رسمياً في وزارة الداخلية، كما أن وكيل وزارة الداخلية بحكومة المؤتمر وقتها الإخواني عمر الخضراوي دعم التنظيم بآليات عسكرية.

رصد تقرير شهادات لقيادي داعشي يُدعى هيثم عبد الحميد، يُعرف داخل التنظيم باسم رشيد المصري، ويُلقب بأمير حدود “داعش”، شهادات صادمة أيضاً حول علاقة “الإخوان” بإسرائيل، وأجهزة مخابرات بعض الدول، التي دعمت ودربت عناصر التنظيم لتنفيذ مخطط فوضى بالداخل المصري. ووفق عبد الحميد، “كانت جبهة أحرار الشام أكثر التنظيمات الجاذبة للمصريين، وقد مثل أعضاء جماعة “الإخوان المسلمين” وجماعة “حازمون” (التابعة للقيادي السلفي حازم صلاح أبو إسماعيل) أكثر الروافد التي شكّلت التنظيم، من خلال الإمداد بالعناصر المدربة والتمويلات أيضاً”. تنامي السلفية “الجهادية” في أوروبا

تحذيرات استخباراتية أوروبية من خطر الإخوان

بدأت أجهزة الاستخبارات وبضغط من البرلمانات الأوروبية بداية من العام 2014، في الكشف عن أنشطة ومخاطر الإسلام السياسي خصوصاً “الاخوان”، وذكرت أنهم أكثر خطورة من الجماعات السلفية القاعدة و”داعش”.

تقول لورديس فيدال، رئيسة وحدة دراسات الشرق الأوسط في المعهد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط: إن “مشكلتنا مع “الإخوان المسلمين” لا تكمن في ممارسة العنف، فهم لا يفعلون ذلك في أوروبا مثلما يحدث في بعض دول الشرق الأوسط، لكن خطورتهم هنا تكمن في عملهم الدائم على خلق بيئة أيديولوجية ودينية تتبنى مثل هذه الأفكار المتشددة”.

وصف تقرير “الإخوان المسلمين” لعام 2015 في المملكة المتحدة، تكتيكات “الإخوان”، بـ التكيّف مع الظروف المحلية: أي الانخراط في العمليات الديمقراطية في الدول الغربية، أو استخدام العنف في ظروف مثل سوريا وليبيا. وهو ما أكده “رئيس الوزراء” البريطاني الأسبق توني بلير في 6 سبتمبر 2021 واصفاً “الإسلام السياسي” بأنه “تهديد أمني من الدرجة الأولى”، محذراً من أنه “سيصل إلينا، دون رادع، حتى لو تمحور بعيدًا عنا، كما حدث في 11 سبتمبر”، وأضاف أن “الإسلام الراديكالي لا يؤمن فقط بالإسلاموية، بمعني تحويل الدين إلى عقيدة سياسية، ولكن بتبرير الكفاح، إذا لزم الأمر، الكفاح المسلح لتحقيق ذلك” واعتبر بلير أن “هذه الأيديولوجيات روجت لها مجموعات على غرار “الإخوان المسلمين” إلى القاعدة و”داعش” وبوكو حرام وغيرها، كانت السبب الرئيسي لزعزعة الاستقرار في جميع أنحاء الشرق الأوسط وما بعده، واليوم في أفريقيا”.

“الذئاب في ثياب الحملان” هكذا وصفت الاستخبارات الألمانية “الإخوان المسلمين” في تقريرها الصادر في 10 يناير 2022 عن خطورة الجماعة المتطرفة، نظراً لارتفاع أعداد الجمعيات الإسلامية إلى (960) جمعية ومحاولاتهم المستمرة لتأسيس نظام سياسي واجتماعي متطرف في ألمانيا، باعتمادهم على سياسة اختراق مؤسسات الدولة لخلق كوادر وساسة يصبحون صناع قرار في المستقبل يستطيعون من خلالهم تكريس العنف والتطرف.

أعتبر جهاز أمن الدولة البلجيكي (VSSE) في مارس 2022 أن تنظيم “الإخوان المسلمين” يشكل “تهديدًا ذا أولوية قصوى فيما يتعلق بالتطرف لأن استراتيجيتها قصيرة المدى يمكن أن تخلق مناخًا من الاستقطاب والفصل العنصري داخل المجتمع البلجيكي، وبالتالي تشكل عاملًا موجهًا” من التطرف “. وتم اقتراح تكثيف جهازي المخابرات جهودهما لرفع الوعي في الدوائر السياسية والإدارية بالتهديدات المرتبطة بوجود “الإخوان المسلمين” في بلجيكا. ملف: الإسلام السياسي في أوروبا ومعضلة الحد من أنشطته

**

4- الإخوان المسلمون في أوروبا ـ تأثير الانشقاقات على تعامل الحكومات مع الجماعة

حالة من الاضطرابات تشهدها جماعة الإخوان المسلمين على مدار العاميين الماضيين بعد نشوب خلافات بين جبهتي لندن وإسطنبول، أدت إلى انقسام علني بعد تولي إبراهيم منير مسؤولية الجماعة في أعقاب القبض على القائم بأعمال الجماعة محمود عزت في 28 أغسطس 2020، إذ اتخذ منير عدة قرارات من بينها إلغاء منصب الأمين العام للإخوان والذي كان يشغله محمود حسين وتشكيل لجنة معاونة لنائب المرشد العام، لتتسع الفجوة بينهما لاسيما وأن جبهة إسطنبول تتحكم في مصادر تمويل الجماعة بينما تسيطر جبهة لندن على ملفات مهمة بحكم العلاقة مع التنظيم الدولي، وامتدت تداعيات هذا الصراع إلى إخوان أوروبا ومحاولاتهم للتغلغل داخل المجتمع الأوروبي.

انشقاقات إخوان لندن وإسطنبول

تنقسم جماعة الإخوان إلى ثلاث جبهات:

جبهة لندن: يقودها صلاح عبد الحق القائم بأعمال مرشد الجماعة، ومن قياداتها عضو مجلس الشورى العام والمتحدث الرسمي أسامة سليمان، والمتحدث الإعلامي صهيب عبد المقصود، ومحي الدين الزايط وحلمي الجزار ومحمد البحيري ومحمود الإبياري ومحمد عبد المعطي الجزار.

جبهة إسطنبول: يقودها الأمين العام السابق محمود حسين، ومن قياداتها المتحدث الإعلامي طلعت فهمي، وأعضاء مجلس الشورى همام علي يوسف ومدحت الحداد ورجب البنا وممدوح مبروك.

جبهة الكماليين: تضم الشباب الموالين للقيادي السابق محمد كمال، وتطلق الجبهة على نفسها اسم ” تيار التغيير” معلنة رفضها لجبهتين إسطنبول ولندن.

مسلسل الانشقاقات

يتعلق الخلاف بين جبهتين لندن وإسطنبول بالصراع على السلطة والتمويل رغم اتفاقهما في 2020 بعد تولي إبراهيم منير قيادة الإخوان بعدم تحريك تحقيقات حفاظاً على كيان الجماعة، وتعود بداية الصراع إلى يوليو 2021 عقب تشكيل إبراهيم منير لجنة لبحث أوضاع الجماعة الداخلية، لترفض جبهة محمود حسين هذه اللجنة واتهاماتها لها بمخالفات مالية واختلاس أموال الجماعة ونقل معلومات خاطئة من محمود عزت لأعضاء التنظيم.

وتأزم الموقف بسحب جبهة إسطنبول المنصب من إبراهيم منير استناداً على لوائح الجماعة التي تمنع تولي منصب المرشد أو القائم بأعماله شخص يحمل جنسية أخرى غير المصرية، وجاء رد جبهة لندن بإجراء انتخابات سريعة لإخراج محمود حسين من مجلس الشورى ومكتب الإرشاد.

وتطور الأمر في 10 أكتوبر 2021 بإيقاف إبراهيم منير (6) من قيادات الإخوان وإحالتهم للتحقيق وهم (محمود حسين، وهمام يوسف، ومدحت الحداد، ورجب البنا، ومحمد عبد الوهاب، وممدوح مبروك) لمخالفاتهم اللائحة الداخلية للجماعة.

ورداً على هذه الخطوة أعفت جبهة إسطنبول في 13 أكتوبر 2021 إبراهيم من مهامه كنائب للمرشد وإلغاء الهيئة الإدارية العليا (بديل مكتب الإرشاد) التي يرأسها منير، الأمر الذي وصفه الأخير بالخروج عن لوائح الجماعة ليعين في 16 أكتوبر 2021 متحدثين إعلاميين جديدين للجماعة وهما صهيب عبد المقصود وأسامة سليمان.

وفي تطور جديد في 15 نوفمبر 2021 جمد إبراهيم منير عضوية القيادات الـستة المحالة للتحقيق، وعزلت جبهة إسطنبول منير رسمياً وشكلت لجنة برئاسة مصطفى طلبة للقيام بمهام منير في 17 ديسمبر 2021.  وعزلت جبهة لندن في 30 يناير 2022 مصطفى طلبة معلنة عدم اعترافها بقرار جبهة إسطنبول.

ومثل اجتماع مكتب الإرشاد العالمي في 7 يونيو 2022 نقطة تحول كبيرة في الصراع لعدم اعترافه بكافة قرارات جبهة إسطنبول، وإقراره بأحقية إبراهيم منير بالمنصب وإلزام كافة القيادات بمبايعته ما أدى لهجوم جبهة إسطنبول على مكتب الإرشاد العالمي.

تصريحات إبراهيم منير حول أن الجماعة لن تخوض صراعا على السلطة في مصر تسبب في تعميق الانقسام مع جبهة إسطنبول، التي أعلنت في الأول من أغسطس 2022 أن هذه التصريحات لا تمثل الجماعة.

اندلعت “حرب وثائق” بين جبهتي الكماليين ولندن في 15 أكتوبر 2022، وأصدرت الأخيرة وثيقة لتؤكد على الانسحاب من أي صراع على السلطة، بينما أكدت وثيقة الكماليين على عدم التزامها بقرارات جبهتي لندن وإسطنبول وأن العنف خيار لديها.

وبوفاة إبراهيم منير في الرابع من نوفمبر 2022 تأجج الخلاف من جديد على منصب القائم بأعمال المرشد، وأعلنت جبهة إسطنبول تعيين محمود حسين قائماً بأعمال المرشد العام في 17 نوفمبر 2022 مستندة على المادة الـ (5) من اللائحة التي تنص “في حال حدوث موانع قهرية تحول دون مباشرة مهام المرشد لنائبه الأول ثم الأقدم فالأقدم من النواب ثم الأكبر فالأكبر من أعضاء مكتب الإرشاد”.

ومع تأخر الإعلان عن بديل منير ظهرت بوادر انقسام دخل جبهة لندن، وفي 20 فبراير 2023 طالب شباب بالجبهة بتجاوز الخلافات بين القيادات وتشكيل مكتب إرشاد جديد وإعداد لائحة جديدة تضع حلولاً لمشاكل التنظيم.

لتعلن جبهة لندن “صلاح عبد الحق” مرشداً عاماً للإخوان في 19 مارس 2023، الأمر الذي رفضته جبهة إسطنبول ليستمر مسلسل الخلافات بين الجبهتين.الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ماذا عن التخادم مع الأحزاب السياسية؟

تأثير الانشقاقات على تعامل حكومات أوروبا

تداعيات الانشقاقات داخل الإخوان لم يتوقف صداها عند الجماعة فقط، إذ وضعت حكومات أوروبا في مأزق للتعامل مع هذا المشهد، لاسيما وأن نفوذ الإخوان تمدد بشكل كبير بعد 2011 في أوروبا بالسيطرة على المساجد والجمعيات الخيرية، ما مكنهم من إقامة علاقات قوية مع السياسيين وبعض الأحزاب لاقتناع الدوائر السياسية الأوروبية وقتها بأن الجماعة ستتولى السلطة في منطقة الشرق الأوسط تباعاً.

وسرعان ما اختلف الوضع بسقوط حكم الإخوان في مصر في 3 يوليو 2013 وما ترتب عليه من تهاوي الجماعة في عدة دول، لذا وقعت أوروبا في حيرة لانتقاد الرأي العام لدعمها للإخوان والتباطؤ في مراقبة أنشطتهم.

وبتصاعد انشقاقات الجماعات زادت المخاوف الأوروبية من انتقال قيادات الإخوان إليها وأن تصبح مسرحاً لاستقطاب عناصر جديدة وجمع أموال، ما دفع بعض دول أوروبا لاتخاذ إجراءات ضد بعض المؤسسات والشخصيات الإخوانية للتصدي لأي محاولات صعود للجماعة إلى السلطة بأوروبا.

هل انتهى زمن الإخوان؟

تشهد جماعة الإخوان حالة من التصدع غير مسبوقة لافتقادها أدوات الترويج لأفكارها، عقب الرفض الشعبي لها بالشرق الأوسط وظهور الخلاف الداخلي للعلن وتزامن الإجراءات المشددة ضدها في عدة دول.

صنفت مصر الإخوان جماعة إرهابية في ديسمبر 2013 ، لتحل حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للجماعة في 9 أغسطس 2014 مع مصادر أمواله، ومدت إدراج الجماعة على قوائم الكيانات الإرهابية لمدة (5) سنوات أخرى بدءاً من 19 أبريل 2023.

وأدرجت الإمارات الإخوان على لائحة المنظمات الإرهابية في منتصف نوفمبر 2014، وأعلنت تونس في 26 يوليو 2021 إقالة الحكومة وتجميد البرلمان الذي سيطر عليه حزب النهضة الذراع السياسي للجماعة.

وانضمت تركيا إلى قائمة هذه الدول بوقف بث بعض القنوات الفضائية التابعة للجماعة، وتوقيف (34) إخوانياً دعوا لإشاعة الفوضى في مصر في نوفمبر 2022.

وفي الوقت الذي تستعد فيه الجماعة لتغيير استراتيجيتها للتأقلم مع المتغيرات الراهنة، تصطدم بغياب الرؤية الموحدة بين الجبهتين، ما يزيد من الانقسام ويدفعها للبحث عن حواضن جديدة للاستقرار فيها واللجوء إلى العنف كمحاولة للبقاء.الإخوان المسلمون في أوروبا ـ ما حقيقة تحول الجماعة إلى ورقة سياسية ضد دول المنطقة ؟

تأثير الانشقاقات على التنظيم في أوروبا

يرتبط الإخوان في أوروبا بشبكة الإخوان بالخارج، ومثلت مجموعة ضغط على الحكومات الأوروبية للتأثير على القرارات المتعلقة بالمؤسسات الإسلامية الراعية للجاليات المسلمة، ومن ثم أسست كيانات إخوانية خفية في المؤسسات التعليمية والدينية منذ ستينيات القرن الماضي.

هذا التغلغل داخل أوروبا وبناء علاقات مع صناع القرار لن يتأثر بسهولة جراء الانشقاقات الأخيرة داخل الجماعة، ولكن تزامنت هذه الانقسامات مع إجراءات غير مسبوقة من أوروبا أدى لانكماش أنشطتها نوعاً ما مقارنة بالأعوام الماضية لتأثر مصادر التمويل وانشغال التنظيم الدولي بالخلاف بين جبهتي لندن وإسطنبول.

وتصبح هذه الفترة هي مرحلة اختبار لإخوان أوروبا، بعد أن كشفت الاستخبارات الألمانية عن نشاط الجماعة ما أدى لطرد المجلس الأعلى لمسلمي ألمانيا بعض المنظمات الإخوانية من صفوفه وجردت القيادي ووزير مالية الإخوان بألمانيا ” إبراهيم الزيات” من مناصبه بالمجلس.

وبالمثل حلت فرنسا المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية وحاصرت تمويل الإخوان وصادرت (25)  مليون يورو من أموالهم، وسحبت بلجيكا الاعتراف الرسمي من الهيئة الإسلامية كمحاور للحكومة ورحلت ” حسن ايكويسين” رجل دين مغربي ينتمي للإخوان.

وقدم البرلمان البريطاني مقترح لتعديل قانون مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وأقر البرلمان السويدي تعديلاً دستورياً لتمرير قوانين أكثر صرامة لمحاربة الإرهاب، وشددت النمسا من مراقبة مسجد الهداية بفيينا وأنشطة الإخوان بالمجلس الإسلامي بجانب حظرها لأنشطة الجماعة بالأماكن العامة. محاربة التطرف – دور المؤسسات الإسلامية في بريطانيا وهولندا

**

تقييم وقراءة مستقبلية

– لا تزال جماعة الإخوان المسلمين والمنظمات المرتبطة بها تتلقى دعماً مالياً كبيراً من الموارد العامة من العديد من الدول الأوروبية حيث يتم تقديم المساعدة للجمعيات الثقافية والمنظمات وترسل الدول الأعضاء تبرعات بملايين الدولارات إلى منظمات مثل الإغاثة الإسلامية.

– ترتبط بعض الدول الأوروبية وجماعة الإخوان المسلمين بروابط وثيقة واستغلالهم كورقة سياسية في دول المنطقة والشرق الأوسط واستغلال تأثير جماعة الإخوان المسلمين في الشرق الأوسط لشن حروب نفسية ودعائية.

– تعد احد الأسباب التي تجعل دول أوروبا أن لاتضع الجماعة على قائمة التطرف والإرهاب هو استثمار شبكة عمل الجماعة في دول المنطقة للحصول على المعلومات وكذلك تكون ورقة ضغط يمكن تحريكها لتهديد الأمن الداخلي لدول المنطقة.

– تلجأ الحكومات الأوروبية غالبا إلي دعم جماعة الإخوان المسلمين والجمعيات والمنظمات التابعة لها من أجل برامج التوعية وتعزيز الاندماج أو منع التطرف وتخشي الحكومات الأوروبية من أن يساهم حظرأنشطتهم في التحاق عناصرها بتنظيمات متطرفة.

– بات من المتوقع أن تحذو دول أوروبية حذو النمسا من خلال حظر جماعة الإخوان المسلمين بموجب قوانين مكافحة الإرهاب كذلك حظرحيازة ونشر شعارات جماعة الإخوان المسلمين كذلك إضعاف الهياكل المنظمة ومصادرة الأصول المالية والمادية للتنظيم.

**

– تشتهر جماعة الإخوان المسلمين بقدرتها السلسة على التكيف مع المشهد السياسي المحلي في أوروبا، وتعديل استراتيجياتها وفقًا للاحتياجات في مختلف البلدان الأوروبية وقد سمح لهم ذلك بـ إقناع المؤسسات الأوروبية برؤيتهم كممثلين معتدلين وشرعيين لمسلمي أوروبا.

– ساهم إقناع جماعة الإخوان المسلمين أنها بديلا للجاليات المسلمة في أوروبا في تعاون والتقارب مع السياسيين وتقديم الوعود بكسب أصوات الجاليات مقابل كسب مواقف السياسيين والأحزاب، خاصة أحزاب اليسار في أوروبا.

– تعكس انتقادات أحزاب اليسار على جماعة الإخوان المسلمين بداية مرحلة في مكافحة التطرف في أوروبا وباتت جميع الأحزاب تتخذ مواقف قوية من التنظيم.

– يعد تنامي تنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا تحديا أمام الأجهزة الأمنية لاسيما أن التنظيم يتخذ واجهات عمل سرية كالمدارس والجمعيات الثقافية ومساعدة اللاجئين كغطاء لتوسيع نفوذه.

– أدركت العديد من الدول الأوروبية تداعيات أسلوب المهادنة للتنظيم، وهناك العديد من الدول تخشى تصنيف الجماعة ضمن الجماعات المتطرفة، خوفاً من استهداف المصالح الأوروبية داخل وخارج أوروبا.

– بات متوقعاً أن يصبح وضع جماعة الإخوان المسلمين صعباً من الناحية السياسية، وسيتزايد الضغط عليها كثيراً خلال السنوات المقبلة. وأن لا يتم الفصل بين أنشطة الإخوان السياسية والتنظيمية وما بين الواجهات التعليمية والاقتصادية والاحتماعية التي تنشط من خلالها. ومن المرجح أن تراهن جماعة الإخوان على وجودها في أوروبا ربما لأسباب تتعلق بسياسة أوروبا المهادنة.

**

ـ المتتبع للمسارات والتحولات داخل التنظيمات والحركات “الجهادية”، التي تتستر خلف الدين منذ نشأة تنظيم “الإخوان” عام 1928 على يد “حسن البنَّا”، يستطيع الربط بين تكتيكات العمل، واستراتيجيات الاستقطاب والتجنيد بين أغلب هذه الجماعات وتنظيم “الإخوان المسلمين”. وتتسق أنشطة عمل هذه التنظيمات مع “الإخوان” فيما يتصل بالعمل السري، والطاعة العمياء، وطرائق التجنيد، وهو ما جعل البعض يصف الجماعة بأنها بمثابة المفرخة للتنظيمات والجماعات الأخرى.

ـ تعكس تقارير استخبارات الدول الأوروبية الصادرة مدى خطورة التنظيمات السياسي في أوروبا وأنها باتت أكثر خطورة من التنظيمات “الجهادية “السلفية حيث أنها عملها ما زال يعتمد على التخفي والسرية وتتخذ من المساجد والمراكز الإسلامية واجهة لعملها.

ـ إن خطورة “الإخوان” في أوروبا ليست في ممارستهم للعنف وإنما في خلق بيئة العنف التي تحركت على قاعدتها كل التنظيمات المتطرفة، سواء المحلية أو الإقليمية أو التنظيمات المتطرفة ذات الامتداد القاري وهذا الدور غير المعلن هو الأخطر في المواجهة لأنه هو من يوفر الحماية للجماعات المتطرفة.

ـ يكمن خطر “الإخوان المسلمين” في أنهم يدعمون ويعززون فكرة رومانسية لإحياء “الدولة الإسلامية”. بدأت بعض الدول الأوروبية وعلى رأسها فرنسا والنمسا وحتى ألمانيا في اتخاذ خطوات للحد من توسع جماعة “لإخوان المسلمين” داخل حدودهم والحد من مصادر التمويل الخارجية التي أعطت “الإخوان المسلمين” النفوذ الهائل الذي تتمتع به.

ـ ما ينبغي أن تعمل عليه الدول الأوروبية تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف والكيانات والمنظمات التي تدعمه. وتعزيز مراقبة أنشطة المنظمات الخيرية والجمعيات والمراكز الدينية. وإصلاح دور المؤسسات الرسمية المسؤولة عن تنظيم. كذلك تكثيف العقوبات الدولية ضد الكيانات والمنظمات التي لا تشارك في مكافحة الإرهاب والتطرف، وبدلاً من ذلك تعمل على إضفاء الشرعية عليه. ينبغي زيادة الرقابة وتعزيز تبادل المعلومات بين الدول الاوروبية ودول المنطقة.

ـ يبقى أن أهم السبل للقضاء على ظاهرة التطرف هو مقاومة تلك الظاهرة معرفياً؛ وذلك بوضع مبادئ لمشروع فكري لمجابهة “الإخوان” في أوروبا تتلخص في “تفكيك الأفكار المؤسسة لأيديولوجية جماعة “الإخوان” ونقدها، وتفكيك الخطاب المتعاطف معها ونقده في أوروبا، وتسليط الضوء على أنماط التدين الأخرى المتصالحة مع الحداثة ومع الدولة الوطنية، والتنظير لمرجعية معرفية عربية لدراسة الظاهرة الإسلاموية” حتى لا نجابه المتطرفين فقط وليس التطرف.

كما ينبغي أن يكون هناك تعاون وثيق أيضاً بين الدول الأوروبية التي عانت أفعال المتطرفين ودول مثل مصر ودولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، وذلك لتبادل الخبرات والعمل معاً من أجل مواجهة الجماعات الإسلاموية وتطرفها.

**

– بدون شك تمر جماعة الإخوان بمرحلة عصيبة دولياً لصعوبة التوافق بين جبهتي لندن وإسطنبول وتضييق الخناق عليها من قبل أوروبا، لذا انكشفت أساليب الجماعة في التخفي والتغلغل داخل المجتمعات وتصدير صورة الضحية عنها، لتلجأ إلى تغيير مسميات الكيانات والتعاون مع شخصيات جديدة غير معروف انتمائها لتفادي تتبع أجهزة الأمن والاستخبارات لتحركاتها.

– اتجاه إخوان أوروبا المرحلة المقبلة إلى خطاب ” الاستعطاف ” لاستمالة الرأي العام لصالحهم وكسب أرضية، في ظل تخوفهم من استمرار حالة التصدع داخل التنظيم وانعكاساته على مصادر التمويل وتحركاتهم.

– هزائم الجماعة في منطقة الشرق الأوسط وانقسامها لعدة جبهات، ربما يجعلها تتوجه إلى أوروبا خاصة إلى الدول التي لم تشدد من الإجراءات ضد أنشطة ومصادر تمويل الجماعة، وتقع دول شرق أوروبا في مرمى تحركات الإخوان، وربما تصبح الأزمة الاقتصادية هناك عائقاً أيضا أمامهم.

– تظل بريطانيا في مقدمة الدول الحاضنة للإخوان لانتشارهم بشكل أوسع هناك وانتقال بعض قيادات إخوان مصر إلى لندن عقب 2013، ما يضع المجتمع البريطاني أمام تحدِ جسيم نظراً لأن لندن ربما تصبح ملاذاً آمناً للإخوان لسنوات ممتدة مع استمرار الصراع مع جبهة إسطنبول.

– استغلال إخوان أوروبا الحوادث العنصرية وصعود اليمين المتطرف لكسب ود السياسيين والضغط على صناع القرار والحكومات، لإقرار تشريعات تصب في صالح تحركاتهم وتضمن بقائهم داخل أوروبا.

– لجوء الإخوان إلى تأسيس مشاريع واستثمارات أوسع في أوروبا، لتأمين مصادر التمويل نظرا لأن الخلاف الرئيسي بين جبهتي لندن وإسطنبول حول المخالفات المالية والسيطرة على مصادر التمويل.

– من المتوقع زيادة نشاط إخوان أوروبا الإلكتروني لفتح قنوات اتصال مستمرة مع جبهتي لندن وإسطنبول، وتجنب أي عمليات أمنية لرصد أنشطتهم على أرض الواقع.

– حالة الانشقاقات التي أصابت الجماعة تصب في صالح الشرق الأوسط وأوروبا معاً، نظراً لأن أوروبا لم تكن تعي جيداً حجم الخطورة التي تمثلها الجماعة على مجتمعاتها والمساحة التي اكتسبتها بين الجالية المسلمة وداخل المؤسسات الدينية والمجتمعية والحكومية، بل كان يتم استخدامها من قبل الساسة الأوروبيين كورقة ضغط على دول الشرق الأوسط.

– تصبح حكومات أوروبا أمام معضلة في تشديد الرقابة على أنشطة الإخوان، لنجاح بعضهم في التغلغل داخل البرلمان ومن ثم سهولة عرقلة أي تشريعات بشأن الحد من خطورة الجماعة.

– ينبغي على حكومات أوروبا الإسراع في إجراءات تجفيف مصادر تمويل الإخوان ومحاصرة عمل الجمعيات والأشخاص ذات الصلة بالجماعة، ورصد الروابط التي تجمع بين الإخوان داخل وخارج أوروبا ومراعاة أساليبهم الجديدة في التجنيد ونشر التطرف.

– ينبغي على أوروبا الاطلاع على تجارب دول الشرق الأوسط في التعامل مع خطر الجماعة، وأن تدرك أن الانشقاقات الراهنة داخل التنظيم لا تعني انتهائه، ما يلزم هذه الدول بضرورة تكثيف جهودها لدرء خطر الإخوان.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=88780

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

Islamism and the Muslim Brotherhood infiltrating the European Parliament
https://tinyurl.com/49vafx75

وثائق سرية: بريطانيا استغلت اسم الإخوان المسلمين في حربها السرية على ناصر وسوكارنو وماو تسي دونغ
https://tinyurl.com/3r4ejbv4

Europe and the Global Muslim Brotherhood Part 2: Lobbying & Political Impacts
https://tinyurl.com/4chftyyd

Muslim Brotherhood’s influence in Europe laid bare
https://tinyurl.com/3fyc9v6z

**

السلطات الفرنسية تلاحق تمويلات “الإخوان المسلمون” في فرنسا … وتجمد 25 مليون يورو من أموالها
https://tinyurl.com/49rvt736

مجلس المسلمين بألمانيا يسقط عضوية جمعية مقربة من “الإخوان”
https://tinyurl.com/ytvzx7zf

L’Union européenne aime-t-elle trop les Frères musulmans ?
https://tinyurl.com/5n9xab8z

Europe and the Global Muslim Brotherhood Part 2: Lobbying & Political Impacts
https://tinyurl.com/4chftyyd

**

the threats of Muslim Brotherhood?
https://n9.cl/2vl24

اتهامات الارتباط بين “الإخوان” و”داعش”… هل تؤجج الخلافات مع تركيا؟
http://bit.ly/3N84fby

دعم إرهاب وتجسس.. تركيا تفتح ملف الإخوان السري وتعتقل قيادات بارزة
https://n9.cl/xz23v

جهاز سري وفرق قتل.. مفتي مصر يكشف مخططات الإخوان
http://bit.ly/3MISIy5

**

هل تدق الانشقاقات بوابة «إخوان لندن»؟
https://bit.ly/45x4K6

هل تدق وفاة إبراهيم منير مسماراً جديداً في نعش جماعة الإخوان؟
https://bit.ly/3qimIJK

“إخوان اسطنبول” تعلن عزل منير رسمياً وتشكيل لجنة لمهام مرشد الجماعة
https://bit.ly/3MY4ODN

«صراع وثائق»… يشعل خلافات «إخوان مصر»
https://bit.ly/3oD0DVu

Istanbul front refuses to recognize Abdel-Haq as a guide for the Brotherhood
https://bit.ly/45wObHE

Germany’s Well-Timed Crackdown on the Muslim Brotherhood
https://bit.ly/3MGVh3J

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...