الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

إستراتيجية داعش الجديدة في شن هجماته الخارجية . بقلم جابر العلي

إستراتيجية داعش
يونيو 04, 2019

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا  و هولندا

إعداد : جابر العلي

تمكن التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بمساعدة قوات سورية الديمقراطية من ملاحقة تنظيم داعش الإرهابي في سوريا، حتى اخر معاقله والمتمثلة ببلدة الباغوز، وهو آخر جيب كان تحت سيطرة داعش، حيث أعلنت قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أمريكيا إن تنظيم داعش تمت تصفيته من الناحية العسكرية في سورية مما يجعلنا نطرح العديد من الأسئلة , كالسيناريوهات المستقبلية للمعتقلين من كوادر التنظيم بالإضافة إلى مستقبل الخلاية التي دأب التنظيم على بنائها قبل تصفيته.

الوجهة التي قصدها مقاتلي داعش أثناء ضربات التحالف عليهم

حسب متابعتنا , خلال فترة ضربات التحالف على مقاتلي داعش ظهرت العديد من الشبكات (منها متواجدة داخل قوات سورية الديمقراطية) مهمتها تهريب عناصر التنظيم , حيث كانت وجهت القسم الأعظم منهم إلى تركيا أو مناطق ما يسمى بدرع الفرات و غصن الزيتون.

وبحسب المصادر نفسها هذه الشبكات التي عملت على تهريب عناصر داعش الإرهابي كان القسم الأعظم منها يقوم بذلك مقابل فوائد مادية (الرشوة) أما القسم الأخر فيشتبه بأنه كان على علاقات وطيدة مع المخابرات التركية , أو جناحها الخارجي المعروف باسم MIT.

كما كان قسم أخر يقوم بتسليم نفسه إلى قوات سورية الديمقراطية , هذا وبعد متابعة عمليات التحقيق مع عناصر داعش الذين سلموا أنفسم كانت أجوبتهم تتوحد في جملة واحدة (نعلم أن قسد لا تستطيع أن تعدمنا) , مما يوضح لنا بأنه أثناء الهجمات الأخيرة التي قام بها التحالف على معقل داعش الأخير , قام كوادر داعش هناك بوضع إستراتيجية جديدة للتنظيم , إلا وهي الدخول إلى مناطق قسد. والتمركز في المخيمات المخصصة لهم أو حتى في السجون التي ستكون القاعدة التدريبية الجديدة لهم.

قيادات داعش و عوائلاتهم المسجونين في سورية

بعد تحرير بلدة الباغوز من تنظيم داعش , يمكننا القول بأنه تم تصفية تنظيم داعش عسكريا في سورية , إلا إنه ومن خلال التجارب التاريخية يمكننا الجزم بأن فكر داعش ما زال قائما وحتى قويا , فعلى سبيل المثال الأهالي المتواجدين في المناطق الممتدة ما بين الحدود العراقية – السورية قد تعرضوا لانحلال ثقافي كبير ويوجد إلى الأن في تلك المناطق من يؤمن بفكر داعش الإرهابي فضلا عن إن خلاية تنظيم داعش تنشط بشكل كبير في تلك المناطق (من الناحية الاستخباراتية) وتعمل دائما على الإخلال بالأمن و تجنيد الشباب.لذلك فإن التنظيم لم ينته بعد ، وإن كان قد انتهى عسكريًا، فإن العالم قد يواجه شبح تنظيم داعش الإرهابى مرة أخرى.

إن مصير المنتسبين لصفوف التنظيم  ما زال غامضًا، حيث تباينت آراء الدول حول إعادة استقبال مواطنيهم الذين انضموا في أوقات سابقة إلى التنظيم والمتواجدين الأن في سورية و في مخيم الهول الذي يبعد مسافة 20 كيلومتر عن مدينة الحسكة .

تكمن خطورة المنتسبين لتنظيم داعش  في أنهم يكونون نواة لتنظيم إرهابي جديد يظهر في دولة أخرى داخل المنطقة، أو بدولة نامية، كما حدث فى ليبيا وغيرها، أو حتى داخل سورية نفسها , فلا ننسى بأن جميع معتقلي داعش سواء من النساء أو من الرجال هم عبارة عن كوادر إيديولوجيا لذلك فأن حصرهم في منطقة مؤهلة بالآلاف من السكان سوف يمنحهم فرصة جديدة لتنظيم و تدريب أنفسهم , فضلا عن قدرة هؤلاء على ممارسة العمل الإرهابي بصورة منفردة، أو ما يعرف بـ«الذئاب المنفردة»، نظرًا لأنهم يمتلكون المعرفة اللازمة للتعامل مع الأسلحة والذخائر، وكذلك سهولة القيام بتلك العمليات والتي لا تحتاج لتخطيط كبير.

هذا وبحسب بعض المصادر داخل مخيم الهول , فأن النساء الداعشيات هناك يقمن إلى يومنا هذا بتربية أولادهن على الفكر الداعشي كما نركز على أن منتسبي  داعش داخل مخيم الهول يقمن بالتحرك بشكل استخباراتي بحت , حيث إنه هنالك بعض النسوة يقمن بتهديد زوجات المقاتلين كي لا يبحن بأي معلومات عن التنظيم , وفي حال عدم خضوع إحداهن إلى أوامرهن يقمن بإرسال أطفالهن في المساء كي يحرقوا الخيمات الخاصة بهن أو طعنهن بالسكاكين حيث سجلت إلى يومنا هذا العديد من حالات الاحتراق داخل المخيم.

بالإضافة إلى حالات حرق المحاصيل الزراعية في إقليم الجزيرة التابع لمدينة الحسكة السورية , حيث صرح التنظيم من خلال قناته الرسمية المعروفة باسم (نبأ) بأن الخلاية التابعة له هي المسئولة عن حرق المحاصيل الزراعية في المنطقة.

لذا يمكن القول بأن التنظيم الإرهابي لم ينته بعد، وما زالت هناك العديد من الملفات العالقة حول التنظيم، لعل أبرزها الجوانب الفكرية، والآليات الواجب اتباعها فى التعامل مع أعضاء التنظيم الهاربين من سوريا والعراق من جهة ومع المعتقلين منهم من جهة أخرى.

إستراتيجية داعش الجديدة في هجماته الخارجية

يوجد هنالك خطر كبير للخلاية التي يمتلكها داعش حول العالم, حيث يمكننا الوقوف عند الخلاية النائمة التي يتبعها التنظيم في عملياته الاستخباراتية في الخارج , حيث يوجد هنالك عدة أنواع لعمليات داعش في الخارج أهمها:

  1. الخلاية العنقودية: يتم تشكيلها بأشراف قيادات أيديولوجية من قبل التنظيم حيث تتشكل هذه الخلية من تسع أفراد كحد أقصى منقسمة إلى 3 مجموعات كل مجموعة تضم 3 أشخاص لا يعرف أحدهم الأخر , كما ومن أجل الحفاظ على السرية التامة غالبا كان يتم تصفية الكادر المسئول عن تدريب و تأهيل الخلية أو يتم إرساله إلى عملية أو جبهة لا رجوع منها كي تبقى تلك الخلية سرية.
  2. الذئاب المنفردة: وهي أسلوب من الهجمات حيث يتولى شخص واحد تنفيذ العملية، ما يجعل مسألة رصده وتوقيفه أمرًا مستحيلًا على الأجهزة الأمنية في الدول التي يضربها الإرهاب, لتنفيذ عملياته خارج أماكن سيطرته وتصدير هجماتها حول العالم.

دور تركيا بدعم التنظيمات المتطرفة في سوريا

يعرف بأنه لتركيا علاقات مع قيادات داعش منذ صفقة القنصلية في الموصل عام 2015 وتشير المعطيات على الأرض أن هناك من هم أكثر دموية من داعش وأن المعركة المقبلة تتمثل في أعتى وأخطر بؤر الإرهاب والمتمثلة بإدلب، التي تضمنها تركيا، وفق اتفاقية أستانة بين إيران وتركيا وروسيا وتشكيلة الضامنين لوقف النزاع في سوريا لذا سيكون الانتهاء من أي تنظيم تكفيري يتوقف على تجفيف منابع الدعم الآتي من الحدود الشمالية السورية التي تخطط تركيا للمرحلة التالية منها باقتراح المنطقة الامنة المشروطة بأن تكون تحت سيطرتها بمبررعودة النازحين تارة , وتارة أخرى حماية أمنها القومي.

تدرك تركيا جيداً أن استثمارها الإرهاب ساعدها في إيجاد موطئ قدم لها بأي حل مستقبلي في سوريا، كما تدرك تركيا جيداً أن المقاتل الأجنبي أكثر خطورة من المتمرد المحلي المتمثل بالمعارضة السورية وجناحها العسكري الجيش الوطني، لذا صدرت ما بوسعها من الإرهابيين إلى الداخل السوري. كما ننوه إنه في فترة الضربات العسكرية على أخر معاقل داعش قامت تركيا مرارا وتكرارا بقصف العديد من النقاط الحدودية الواقعة تحت سيطرة قوات قسد , حيث كانت غايتها آنذاك أن تفتعل معركة جديدة تجبر قسد على الانسحاب من معركتها مع داعش و الالتفات إلى الجانب التركي بهدف منح داعش فرصة جديدة للعيش في سورية.

ماينبغي العمل عليه

يجب على الرأي العام العالمي أن يجد حل جذري لهؤلاء المعتقلين لدى قسد تفاديا لظهور تنظيم إرهابي جديد في المنطقة , كما وقبل منح الدعم النفسي للأطفال الذين ترعرعوا في كنف داعش , يجب فصلهم عن أمهاتهم لأنه بقائهم مع النسوة الداعشيات سوف يزيد الطين بلى لأنه هؤلاء الأطفال و بكل اختصار هم عبارة عن قنابل موقوتة زرعها التنظيم داخل الأراضي السورية.

* تقرير ميداني من داخل إدلب

رابط مختصر https://www.europarabct.com/?p=51840

* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...