إستخبارات “الخمس عيون”تسريب تقرير يتهم الصين بتفشي فيروس كورونا”. بقلم الكاتبة و الإعلامية علا بياض
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
بقلم :الكاتبة والإعلامية علا بياض، رئيسة تحرير مجلة عرب أستراليا ـ سيدني
أعلن تحالف إستخبارات “العيون الخمسة” يوم 02 مايو 2020 عن وثيقة ، تفيد أن الصين أخفت عمدا أو اتلفت الأدلة التي ممكن ان تقود الى أسباب تفشي الفيروس التاجي ، والذي راح ضحيته عشرات الالاف حول العالم. حصلت صحيفة التلغراف على الوثيقة المكونة من 15 صفحة من وكالات الاستخبارات في الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة وأستراليا ونيوزيلندا وتذكر الوثيقة أن السرية في الصين ترقى إلى “اعتداء على الشفافية الدولية”.
“الخمس عيون“
هو تحالف مخابراتى يشمل كل من الولايات المتحدة الأمريكية, المملكة المتحدة, كندا إستراليا ونيوزيلندا بموجب إتفاق “UK and USA” المتعدد الأطراف و هي معاهدة تختص بمجال التعاون المشترك في مجال إستخبارات الإشارة. يمكن إرجاع أصول “الخمسة أعين” إلى فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية ، عندما أصدر الحلفاء ميثاق الأطلسي لوضع أهدافهم لعالم ما بعد الحرب. خلال الحرب الباردة ، تم تطوير نظام مراقبة ECHELON في البداية من قبل FVEY لمراقبة اتصالات الاتحاد السوفيتي السابق والكتلة الشرقية ، على الرغم من أنه يستخدم الآن لرصد مليارات الاتصالات الخاصة في جميع أنحاء العالم.
وتبعاً للاتفاقية ، فالمملكة المتحدة معنية في مراقبة روسيا وأوروبا وهونغ كونغ ومنطقة الشرق الأوسط، وتراقب امريكا روسيا وأفريقيا والصين والكاريبي وتتعاون مع بريطانيا في مراقبة الشرق الأوسط.
شكوك في المزاعم الأمريكية
صرح الرئيس ترامب قبل نشر هذا التقرير بإنه يمتلك أدلة تؤكد ر إلى أن الفيروس جاء من مختبر بعد أن سألته فوكس نيوز وآخرون عما إذا كان يعرف أي شيء يمنحه الثقة بأن فيروس كورونا مصدره في معهد ووهان للفيروسات. وأجاب الرئيس ترامب في حينها قائلا:”نعم ، أعتقد أن منظمة الصحة العالمية يجب أن تخجل من نفسها لأنها مثل وكالة العلاقات العامة للصين”.
يشير الملف إلى أن الصين بدأت في مراقبة أخبار الفيروس على محركات البحث ووسائل التواصل الاجتماعي ابتداءً من 31 ديسمبر2019 ، وحذفت المصطلحات بما في ذلك ” السارس” و “سوق ووهان للمأكولات البحرية” و ” الالتهاب الرئوي”. وفي 3 يناير2020 ، أمرت اللجنة الوطنية للصحة الصينية بنقل عينات الفيروس إلى مرافق اختبار سرية أو التخلص منها ، بينما أصدرت في نفس الوقت “أمر عدم نشر” اي تفاصيل حول الفايروس.
التقرير يكشف ايضا الاختلاف داخل تحالف “العيون الخمسة” ، حيث تعتقد أستراليا أن الفيروس التاجي يرجع على الأرجح إلى سوق ووهان الرطب ويضع فرص تسربه عن طريق الخطأ من أحد المختبرات عند “5 % “. على النقيض من ذلك ، أفادت قناة فوكس نيوز في 15 أبريل2020 أن مسؤولي المخابرات الأمريكية واثقون بشكل متزايد من أن الفيروس التاجي من المحتمل أن يكون قد نشأ في مختبر ووهان نتيجة لمحاولة الصين لإثبات أن جهودها لتحديد الفيروسات ومكافحتها تساوي أو تفوق قدرات الولايات المتحدة.
وإن هجوم واشنطن على الصين منح بكين فرصة لتجادل بأن طلب أستراليا إجراء تحقيق مستقل إنما هو جزء من حملة تقودها الولايات المتحدة لتحميلها مسؤولية تفشي فيروس كورونا المستجد.
ذكرت صحيفة التلغراف أن الشخصيات الرئيسية في معهد ووهان للفيروسات عملت أو تدربت سابقًا في مختبرات الحكومة الأسترالية حيث أجروا أبحاثًا على مسببات الأمراض في الخفافيش الحية كجزء من شراكة مستمرة مع الأكاديمية الصينية للعلوم. وفقًا للملف ، تضمن عمل الفريق في معمل ووهان اكتشاف عينات من فيروسات تاجية داخل كهف في مقاطعة يونان وتوليف فيروس تاجي مشتق من الخفافيش لا يمكن علاجه.
قال الخبير روسلان بوخوف، في تقرير تناولته روسيا اليوم، عن نوفوستي يوم 3 مايو 2020، بإن تقرير اتحاد “العيون الخمسة”، عن إخفاء الصين للمعطيات الخاصة بكورونا، هو محاولة من قبل الغرب وخاصة واشنطن للتغطية على فشلها في الحصول على المعلومات. وأضاف مدير مركز تحليل الاستراتيجيات والتكنولوجيات، أن هذا التقرير يعتبر مثالا كلاسيكيا للاستخبارات التي تعتمد في عملها على الإيمان، وليس على الحقائق والوقائع.
إن تسريب تقرير من قبل تحالف إستخبارات الخمس عيون في هذا التوقيت هو محاولة لمعرفة ردود فعل الصين، ازاء الاتهامات الامريكية، يعفيها ايضا من المسؤولية.
نشر في 14 مايو، 2020 ويعاد نشره وتحديثه لاهميته
رابط مختصر …https://www.europarabct.com/?p=69075
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا