الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن قومي ـ تداعيات حرب أوكرانيا على ألمانيا

ألمانيا ودعم أوكرانيا
سبتمبر 25, 2023

الباحث حازم سعيد

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI 

حازم سعيد  ـ باحث في المركز الأوروبي ECCI

دفعت حرب أوكرانيا الحكومة الألمانية لفرض عقوبات اقتصادية ودبلوماسية على روسيا، كذلك زودت ألمانيا أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة والمعدات، في ظل تنامي الخلافات والانقسامات بين الأحزاب الألمانية، وداخلها حول تزويد كييف بالمعدات الأسلحة، خوفاً من إطالة أمد الحرب. كانت أيضاً حرب أوكرانيا نقطة تحول في تغير السياسات الخارجية الأمنية، والدفاعية الألمانية على المستويين الإقليمي والدولي، بالتزامن مع التداعيات السلبية التى خلفتها حرب أوكرانيا على الاقتصاد الألماني.

تحذيرات الاستخبارات الألمانية من حرب أوكرانيا

أشارت الاستخبارات الألمانية في 22 فبراير 2023، إلى أن روسيا لا تظهر أي علامة على الانفتاح على التفاوض لإنهاء حرب أوكرانيا. أكدت الاستخبارات الألمانية أن روسيا مهتمة بإنهاء الحرب “في ساحة المعركة والحصول على أكبر عدد ممكن من المزايا، من أجل ربما إملاء اتفاق سلام بشروط في مرحلة ما في المستقبل. لا تزال روسيا قادرة على إرسال المزيد من الجنود إلى ساحة الحرب، وأنه من بين (300) ألف شخص حشدتهم موسكو في العام 2022، لا يزال بعضهم قيد التدريب بينما أرسل آخرون بالفعل إلى الخطوط الأمامية. أفادت الاستخبارات أيضاً أنه على الرغم من تفوق روسيا من حيث العدد، فإن أوكرانيا لا تزال قادرة حالياً على الدفاع عن نفسها بشكل فعال للغاية.

ما زال المستشار الألماني “أولاف شولتس”  بعد عام كامل من حرب أوكرانيا، لا يرى أي أفق لمفاوضات سلام، واستبعد المستشار  في 3 مارس 2023 الخضوع لطلبات أولئك الذين دعوا لتقديم أوكرانيا لتنازلات. أكد “شولتس” إنّ “روسيا لا تزال تعول على نصر عسكري، ولكن هذا النصر لن يحدث، لأننا وشركاءنا سنواصل دعم أوكرانيا ، ولا يمكن التفاوض والسلاح موجه إليك ، اذا توقفت أوكرانيا عن الدفاع عن نفسها فلن يكون السلام بل ستكون نهاية أوكرانيا”. أزمة أوكرانيا ـ أمن أوكرانيا على حساب أمن أوروبا؟

إمدادت الأسلحة الألمانية إلى أوكرانيا 

أشار”بوريس بيستوريوس” وزير الدفاع الألماني في 19 سبتمبر 2023، إلى إرسال ألمانيا لأوكرانيا ذخيرة إضافية، ومركبات مدرعة، وأنظمة لإزالة الألغام، ومولدات الكهرباء، وذلك في إطار حزمة من المساعدات قيمتها (400) مليون يورو، وأكد أن برلين لم تتخذ قرارا بعد بشأن إرسال صواريخ “كروز” من طراز “توروس”.

يرى محللون أن هناك سخاء ألماني في تقديم الأسلحة إلى أوكرانيا، حيث أعلنت وزارة الدفاع الألمانية تقديم مساعدات عسكرية إضافية بقيمة (2.7) مليار يورو؛ لتبلغ القيمة الإجمالية للمساعدات الألمانية لأوكرانيا (16.8) مليار يورو، ناهيك عن المساعدات المالية والأخرى المتعلقة بإعادة الإعمار، واستقبال أكثر من مليون لاجئ أوكراني، ومن ثم تطول لائحة المساعدات العسكرية التي حصلت عليها أوكرانيا حتى الآن، وتأتي في مقدمتها نظام الدفاع الجوي “إيريس تي”، ومدرعات “ماردر”، ودبابات “ليوبارد 1و2″، ومدافع “مارس 2″، وناقلات الجنود، والذخائر.

مواقف وردود افعال الأحزاب السياسية في ألمانيا

مرّر البرلمان الألماني “البوندستاغ” قانوناً يدعو الحكومة الألمانية لتصدير أسلحة ثقيلة إلى أوكرانيا، رغم رفض “حزب البديل من أجل ألمانيا ـ AFD”، وحزب “دي لينكا ـ Die Linke” اليساري، فكلاهما رفض التصويت لصالح القانون، الأول لأسباب سياسية والآخر لأسباب تاريخية في 28 أبريل 2022. كان قد أعلن “حزب البديل من أجل ألمانيا ـ AFD” رفضه لمطالب أوكرانيا بتوريد أحدث الأسلحة من ألمانيا، وبتقديم مزيد من المساعدات المالية، كما دعا لبدء مفاوضات سلام لإنهاء الأزمة الأوكرانية في الأول من مايو 2022.

كانت “نقطة التحول” التي ذكرها المستشار الألماني “أولاف شولتس” تعني تحديث الجيش الألماني عبر صندوق خاص بقيمة (100) مليار يورو. وفي ظل تزايد الضغوط على الحكومة الألمانية للموافقة على تزويد أوكرانيا بمركبات قتالية مدرعة، ودبابات ألمانية الصنع، ظهر خلاف بين انصار المعسكر الداعم لهذا التحول وبين معارضيه، فيما اضطر “شولتس” في نهاية المطاف إلى الوقوف أمام المشككين داخل حزبه “الاشتراكي الديموقراطي ـ SPD”، لكنه اشترط أن تسليم ألمانيا لدبابات قتالية لأوكرانيا سيكون بعد موافقة الولايات المتحدة على تسليح أوكرانيا بدبابات من طراز “ابرامز” القتالية.

يشير استطلاع للرأي في ألمانيا إلى أن المواطن الألماني راض بشكل عام عن رد فعل الحكومة الألمانية تجاه أوكرانيا، على عكس سياساتها، وأدائها في العديد من المجالات الأخرى. خلص استطلاع الرأي في 19 يناير 2023 إلى أن (41%) من الجمهور يعتقدون أن ألمانيا تزود أوكرانيا بالكمية المناسبة من الأسلحة، ويعتقد (26%) أن دعمها يزيد عن اللازم، بينما يرى (25%) من الألمان أن البلاد لم ترسل ما يكفي. أزمة أوكرانيا – دول البلطيق والتداعيات الاقتصادية. بقلم إكرام زياده

ألمانيا تتبني موقف جديد يدعم الاهتمام بالجانب العسكري

نصت سياسة “الأوست بوليتيك” في ألمانيا، على ضرورة ربط علاقات سياسية واقتصادية وطيدة مع الاتحاد السوفياتي، والجمهوريات المنضوية تحت لوائه، مهما كانت الظروف. ظلت ألمانيا محافظة على هذا المبدأ، إذ ظلت محافظة على التوازن المطلوب في العلاقة مع روسيا، لكن من دون إغضاب الغرب، وعدم الغرق مع الغرب في اختياراته لتفادي إغضاب روسيا. قررت ألمانيا تقديم دبابات “ليوبارد 2” (Leopard2) إلى أوكرانيا، في خطوة اعتبرت تغيراً نوعياً في السياسة الخارجية الألمانية التي لطالما ركزت على الحفاظ على العلاقة مع روسيا مهما كانت الظروف.

يقول “جون كامبفنر” الكاتب البريطاني في 16 مايو 2023 إن السنوات الأخيرة شهدت تغيراً بين بعض شرائح المجتمع الألماني، ولا سيما “الحزب الاشتراكي الديموقراطي ـ SPD”، والتي أصبحت على وعي من أن الدرس الأساسي للحرب العالمية الثانية – لن يتكرر أبدا- قد فُهم فهما خاطئاً، وهو عدم الذهاب إلى الحرب مرة أخرى، وأن الهجوم الروسي على أوكرانيا أسهم في خلخلة موقف ألمانيا القديم، وتبني موقف جديد يدعم الاهتمام بالجانب العسكري والصناعات العسكرية، الذي ظهر بعد (3) أيام فقط من هجوم موسكو على كييف في خطاب ألقاه “شولتز” وأعلن فيه نهجاً جديداً للقوة الصلبة، ومبلغاً إضافيا بقيمة (100) مليار يورو يتم إنفاقها على تعزيز القوات المسلحة الألمانية المتعثرة.

تداعيات حرب أوكرانيا على الاقتصاد الألماني

شهد الاقتصاد الألماني كسادا في الربع الثاني من العام 2023، بينما تراجع التضخم في ألمانيا في 4 سبتمبر 2023 بعض الشيء إلى (6.1%)، لكنه بقي عند مستوى أعلى بـ(3) مرّات عن المعدل الذي يعد هدف البنك المركزي الأوروبي. ما زالت أسعار الطاقة مرتفعة، فيما تحاول بعض القطاعات المعتمدة بشدة على الطاقة، مثل صناعة الكيماويات جاهدة العودة إلى مستويات الإنتاج التي كانت مسجّلة قبل حرب أوكرانيا. تشير التوقعات إلى ارتفاع متوسط تكاليف الكهرباء للاستهلاك السنوي من (1448) يورو بمقدار (56) يورو وهو ما يعادل ارتفاعاً بنسبة (5.9%)، وسيرتفع متوسط تكاليف الغاز للاستهلاك السنوي من (2201) يورو بمقدار (173) يورو، وهو ما يعادل ارتفاعاً بنسبة (7.9%).

كانت قد أعلنت وزارة الاقتصاد الألمانية في يوليو 2023 عن تأييدها لتمديد برنامج كبح أسعار الكهرباء والغاز، وكشف استطلاع للرأي في 20 أغسطس 2023، عن تأييد (70%) ممن شملهم الاستطلاع لاقتراح وزارة الاقتصاد الألمانية، مقابل (13%) فقط أعربوا عن رغبتهم في إنهاء البرنامج بحلول نهاية العام 2023، بينما أكد بقية من شملهم الاستطلاع إنهم ليس لديهم رأي في هذا الموضوع، أو إنهم لا يستطيعون الحكم على هذا الأمر.

تدابير اتبعتها الحكومة الألمانية لمعالجة حاجات المواطن

أقرت الحكومة الألمانية في 13 سبتمبر 2023، زيادة قيمة إعانة البطالة خلال العام 2024 إلى (563) يورو شهريا، مقابل (502) يورو لكل عاطل عن العمل بسبب ارتفاع معدل التضخم. كما ستزيد رواتب نحو (2.5) مليون موظف في القطاع العام في ألمانيا بنسبة (5.5%) أو ما لا يقلّ عن (340) يورو شهرياً، اعتباراً من مارس 2024. ودفعت الحكومة الألمانية في يونيو 2023، تعويضات التضخم مُعفاة من الضرائب تبلغ قيمتها (3) آلاف يورو على أقساط. كما أعلن المستشار الألماني “أولاف شولتس” عن تخصيص (200) مليار يورو لتحديد سقف لأسعار الطاقة، وتخفيف العبء عن المستهلكين الناجم عن التضخم الذي يستمر بالارتفاع منذ حرب أوكرانيا. مكافحة الإرهاب ـ كيف أثرت حرب أوكرانيا على واقع الأمن والإرهاب الدولي؟

تقييم وقراءة مستقبلية

– تصاعدت الخلافات بين الأحزاب والطبقات السياسية في ألمانيا، حول تزويد أوكرانيا بالأسلحة والمعدات الثقيلة، بل امتد الأمر إلى ظهور انقسامات داخل الحزب “الاشتراكي الديموقراطي SPD ” بحجة أن المعدات والأسلحة الثقيلة، قد تطيل أمد الحرب، وقد تورط حلف شمال الأطلسي “الناتو” في حرب أوكرانيا.

– زادت الحكومة الألمانية من شحنات الأسلحة إلى كييف بشكل تدريجي حيث بلغت قيمة المساعدات العسكرية لكييف بقيمة (2.6) مليار يورو. لاترى الحكومة الألمانية أي أفق لمفاوضات سلام بين موسكو وكييف، لا سيما بعد التصعيد المتبادل بينهما، ومحاولة كل من الطرفين فرض واقع ميداني وعسكري جديد.

– ما زال الاقتصاد الألماني يواجه صعوبات في التعاطي مع الوضع الجديد منذ اندلاع حرب أوكرانيا، حيث تنامت التداعيات السلبية لحرب أوكرانيا على الاقتصاد الألماني، مابين ارتفاع نسبة التضخم، وارتفاع أسعارالطاقة، وأسعار الفائدة.

– دفعت حرب أوكرانيا، ألمانيا لفرض عقوبات اقتصادية، ودبلوماسية وكان من المفترض أن تساهم العقوبات الاقتصادية على روسيا في الحد من التصعيد ضد أوكرانيا.

– تسببت حرب أوكرانيا في تغيير ألمانيا لسياستها الخارجية الأمنية، والدفاعية، وأجبرتها على التخلي عن الغاز الروسي، والتعهد بتحديث الجيش الألماني عبر صندوق خاص بقيمة (100) مليار يورو.

– بات متوقعا أن يحدث تغيير جذريا لبوصلة برلين الاستراتيجية الدفاعية والأمنية، و أن يشهد قطاع صناعة الأسلحة الألمانية تقدما كبيرا خلال الأعوام المقبلة، وأن تصبح برلين المورد الأوروبي الأول للمعدات العسكرية لأوكرانيا. من المحتمل أن تبلغ ألمانيا هدف حلف شمال الأطلسي “الناتو” لعام 2024 المتمثل في إنفاق (2%) من الناتج المحلي.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=91032

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

Germany’s change of heart is now pivotal to the war in Ukraine. Here’s why
https://tinyurl.com/yvjsxt2y

Stefan Creuzberger, historien : « En envoyant des chars Leopard 2 à l’Ukraine, les Allemands montrent qu’ils ont tiré les leçons de leur histoire »
https://tinyurl.com/2tnzy6ev

ألمانيا: بسبب ضعف الطلب العالمي.. صادرات أكبر اقتصاد أوربي تتراجع في حزيران/يوليو
https://tinyurl.com/55pvak6x

صحيفة: ألمانيا تعلن حزمة مساعدات جديدة لأوكرانيا
https://tinyurl.com/2juth9jn

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...