بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)
تعود منطقة بحر البلطيق في شمال أوروبا للواجهة من جديد، عقب تكرار حوادث إتلاف كابلات لنقل الطاقة والإنترنت تحت البحر، وتوجيه دول البلطيق الاتهامات لروسيا بارتكاب هذه الحوادث، الأمر الذي يشير إلى وصول التوترات بين روسيا والغرب إلى مرحلة الذروة، في ضوء دخول الحرب بين روسيا وأوكرانيا إلى مرحلة استنزاف، إذ يخوض الطرفان مواجهات شرسة من منطقة خيرسون الجنوبية وصولاً إلى خاركوف بالشمال الشرقي لأوكرانيا. ونظراً لأهمية بحر البلطيق الاستراتيجية للناتو ولروسيا، فإنه سيصبح في المرحلة المقبلة ضمن معادلة المواجهات المحتملة بين الجانبين، ما يثير المخاوف من أن يتحول إلى ساحة صراع وتمتد الحرب الأوكرانية إلى دول أوروبية أخرى.
أهداف روسيا في بحر البلطيق
يمثل بحر البلطيق فناء خلفي لروسيا، وتطل عليه عبر مقاطقة “كالينينغراد” بساحل طوله نحو (140) كم، وساحل يتوسطه ميناء سانت بطرسبرغ في أقصى الطرف الشرقي لخليج فنلندا. ويعد أحد المخارج الرئيسية للقوات البحرية الروسية إلى المحيط الأطلسي والبحر المتوسط وباقي بحار العالم، حيث ينقل التجارة المحمولة بحراً، إضافة لاحتوائه على احتياطات من المعادن مثل الحديد والمنجنيز والبترول والغاز، والبنية الأساسية لكابلات الطاقة والإنترنت، وعملت روسيا على ربط صادرات الطاقة لدول البلطيق “لاتفيا وليتوانيا وإستونيا” بشبكتها الوطنية وبيلاروسيا منذ 2001، ومن المتوقع أن يتوقف هذا النظام في فبراير 2025.
أشارت وثائق سرية للكرملين في 2021، إلى خطة روسيا للحفاظ على نفوذها في دول البلطيق، بتمويل منظمات غير حكومية مؤيدة لروسيا ومعارضة لهدم آثار الحقبة السوفيتية، ولكن حرب أوكرانيا في 24 فبراير 2022، غيرت أهداف هذه الخطة حتى 2030، بمنع خطط الناتو لنشر قاعدة دائمة في ليتوانيا والتصدي لنشر أنظمة مضادة للصواريخ والطائرات متوسطة المدى في ليتوانيا.
توسع الناتو في البلطيق، بعد ضم السويد وفنلندا إلى الأطلسي، جعل (8) دول من أصل (9) تحد بحر البلطيق أعضاء في الناتو باستثناء روسيا، لذا أطلق على البلطيق “بحيرة الناتو”، حيث يضم (10) كابلات بحرية تربط بين هذه الدول وباقي أوروبا، الأمر الذي يثير مخاوف روسيا من أن يتحول البلطيق لنقطة ضعف يشن الناتو عبره هجوماً ضدها، لتواجد قواته الخاصة وتمدد الجيشين السويدي والفنلندي، وأطلق الناتو في 2023 فرقتين لتنسيق الاستجابة للتهديدات ضد الكابلات البحرية في بروكسل ولندن.
الموقف الروسي من تحركات الناتو في البلطيق
تنظر روسيا إلى تحركات الناتو في البلطيق، كإجراءات عدائية أكثر منها إجراءات دفاعية، وتمثل تهديداً مباشراً لأمنها القومي، وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، في 11 يوليو 2024، إن الأطلسي في نظر بلاده أداة للمواجهة والصراع، لتوسعه نحو الحدود الروسية.
رغم تفوق روسيا في تسليحها النووي مقارنة بباقي دول الناتو، فإن تنفيذ الحلف خلال مناوراته محاكاة لضربات نووية ضد مناطق روسية، وتدريب الغواصات والزوارق المضادة للغواصات على تدمير الغواصات الروسية في بحري بارنتس والبلطيق يستفز موسكو بشكل كبير، واعتبرت روسيا في 13 سبتمبر 2024، مناورات الأطلسي بالبلطيق تحول المنطقة لمكان للمواجهة الجيوسياسية.ملف أمن دولي ـ اسباب وتداعيات تصعيد التوتر في بحر البلطيق
أنْشِطَة روسيا في البلطيق
– أجرت روسيا مناورة بحرية في (5- 15 يونيو 2024) بمشاركة (60) سفينة حربية و(45) طائرة هليكوبتر و(10) آلاف جندي، بالتدريب على مهام البحث عن سفن السطح والغواصات المعادية وتدميرها في كالينينغراد.
– احتفلت روسيا في 30 يوليو 2023 بعرض عسكري، بسان بطرسبرغ المطلة على خليج فنلندا المتفرع من بحر البلطيق، وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن (30) قطعة بحرية جديدة ستنضم لأساطيل البحرية الروسية حول العالم.
– أطلقت روسيا مناورات “أوشن شيلد 2023″، بمشاركة أكثر من (30) سفينة حربية وزورقاً، و(20) سفينة دعم، و(30) طائرة طيران بحري ونحو (6) آلاف عسكري، وشملت (200) تمرين قتالي فرعي. ورصدت المناورات استعدادات القوات البحرية الروسية لحماية مصالحها بالبلطيق، في 2 أغسطس 2023.
– أنشئت روسيا في 26 فبراير 2024، المنطقتين العسكريتين في موسكو ولينينغراد، لموقع الأخيرة بالقرب من دول البلطيق، فهذا يؤكد على نقل روسيا مناوراتها مباشرة نحو حدود الناتو والجناح الغربي لها.
– نقلت روسيا قواتها للمشاركة بتدريبات مع بيلاروسيا في منطقة لينينغراد في 10 مايو 2024، رداً على مناورات “المدافع الصامد” للناتو.
– بدأت روسيا تدريبات لأسطولها البحري بالمحيطين الهادئ والمتجمد الشمالي وبحري قزوين والبلطيق في 30 يوليو 2024، وشملت (20) ألف فرد و(300) سفينة.
– أجرت روسيا مناورات “أوشين 2024” بالمحيطين الهادئ والمتجمد الشمالي والبحر المتوسط وبحري قزوين والبلطيق في(10-19 سبتمبر 2024)، بمشاركة (400) سفينة وغواصة و(120) طائرة مروحية و(7) آلاف قطعة من الأسلحة و(90) ألف عسكري.
ردود فعل الناتو ودول البلطيق إِزاء أنشطة روسيا
تسببت الحرب الأوكرانية في تكثيف الناتو والدول الإسكندنافية وجودها بالبلطيق، كرسائل ردع لروسيا وتحسباً لأي تحركات ضد مصالحها، وحذرت مصادر بالناتو من نوايا موسكو بشن هجمات ضد فنلندا ودول البلطيق، وأن يتقدم الفيلق الـ (14) للجيش الروسي من مورمانسك للساحل النرويجي بحراً وجواً وبراً، ويسعى الجيش الـ (16) الروسي لاختراق لاتفيا وإستونيا، وقد يلجأ للاستيلاء على ممر سوالكي ما يعرض ليتوانيا للخطر.
التقارير الاستخباراتية الغربية استندت على أن الاستراتيجية الروسية الأمنية مدفوعة بمسألة إنشاء منطقة عازلة، تمتد من المتجمد الشمالي والبحر المتوسط والبحر الأسود وبحر البلطيق، وقال رئيس القوات المسلحة السويدية السابق مايكل بيدن، إن الهدف بعيد المدى لموسكو قد يكون فرض السيطرة على البلطيق. في السياق نفسه ألمح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إلى رؤيته لاستعادة الأراضي التاريخية للاتحاد السوفيتي.أمن دولي ـ ما هي الاستراتيجية الأمنية الجديدة للناتو في بحر البلطيق؟
أنْشِطَة الناتو في البلطيق
– أجرى الناتو تمرين “عاصفة الربيع” بإستونيا في 20 مايو 2023، وتميز هذه المرة بحجم ونوعية القوات والمعدات المشاركة، وضم (11) دولة.
– أجرى الناتو مناورة “إير ديفندر 23” أكبر مناورة جوية في تاريخه، بمشاركة (25) دولة و(250) طائرة و(10) آلاف مقاتل، وجرت فوق بحر البلطيق جنوب ألمانيا عدد من تمارين الدفاع ضد الأهداف الجوية في (12-23 يونيو 2023).
– قادت ألمانيا مناورات “الساحل الشمالي”، بنحو (3200) جندي و(15) طائرة ووحدات إنزال متعددة و(30) سفينة وغواصة، في 13 سبتمبر 2023.
– أبرمت ألمانيا اتفاقاً مع ليتوانيا، لنشر (4800) عسكري و(200) موظف مدني ألماني، في 18 ديسمبر 2023.
– أطلق الناتو أكبر مناورات عسكرية منذ (36) عاماً، واستضافت ألمانيا في 7 فبراير 2024 مناورات “المدافع الصامد 2024″، بمشاركة (90) ألف عسكري و(50) سفينة حربية متنوعة و(80) طائرة و(1100) مركبة.
– قاد الناتو مناورات “الاستجابة الشمالية 2024” بوجود (20) ألف جندي نُقل لشمال النرويج ولابلاند الفنلندية، في 4 مارس 2024.
– أطلق الناتو أكبر مناورات بحرية “بالتوبس 24” في بحر البلطيق في(4-26 يونيو 2024)، وضمت (14) دولة بالإضافة لفنلندا والسويد، و(45) سفينة وأكثر من (75) طائرة، و(7) آلاف و(500) مقاتل.
– أنشأت ألمانيا أول قاعدة عسكرية خارجية في ليتوانيا، لنقل المعدات الثقيلة للناتو، في 19 أغسطس 2024.
– دشنت برلين مركزاً جديداً للقيادة البحرية للحلف بالبلطيق في 21 أكتوبر 2024، وسيتولى أميرال ألماني إدارة فرقة القيادة في البلطيق المكونة من (11) دولة بالناتو.
– خططت ألمانيا في 18 ديسمبر 2024، لدمج مروحيات الجيش القتالية ضمن عمليات الأطلسي، لتعزيز جناحه الأيسر في 2025.
– عزز الناتو وجوده في البلطيق بعد تعرض كابلات تحت البحر للتخريب، وأطلقت إستونيا عملية بحرية لحماية كابل كهرباء آخر، وأعلنت دول البلطيق حالة التأهب القصوى تحسباً لـأعمال تخريب أخرى في 28 ديسمبر 2024.
قراءة لسيناريوهات المواجهة
تهديد البنية التحتية لدول الناتو
خلال العامين الماضيين، تعرضت عدة كابلات لحوادث إتلاف، ووجهت السلطات الغربية الاتهامات لروسيا، بهدف تعطيل إمدادات الطاقة والاتصالات بأوروبا. وحذرت أجهزة استخبارات غربية في 24 أكتوبر 2024، من تجسس روسيا ضد أوروبا، ورجحوا أن تكون ألمانيا في مقدمة المستهدفين، بعد رصد تحركات لسفن مشبوهة في البلطيق.
تعرض كابلان للإنترنت بين ليتوانيا والسويد، وفنلندا وألمانيا، للقطع تحت سطح البحر في البلطيق في 17 و18 نوفمبر 2024، ووجه الغرب الاتهام لروسيا بالوقوف وراء الحادث وشنها حرب هجينة ضد أوروبا، الحادث جاء بعد أيام من تحذير واشنطن بأن موسكو من المرجح أن تستهدف البنية التحتية تحت البحر، وعقب أشهر من تحركات سفن روسية بالمياه الأوروبية ومسح وحدة بحرية روسية قاع البحر.
تعرضت (4) كابلات اتصال تحت البحر للعطل في 25 و26 ديسمبر 2024، تربط (3) منها بين فنلندا وإستونيا، والآخر فنلندا بألمانيا، ما تسبب في احتجاز فنلندا ناقلة نفط روسية يشتبه بتخريبها كابلاً. وفي 7 يناير 2025 أعلن الناتو اعتزامه إرسال (10) سفن لحماية البنية التحتية لبحر البلطيق، وأعلنت بريطانيا أنها ستقود مهمة بحرية ضد أسطول الظل الروسي.
زيادة تحركات الناتو وروسيا
النفوذ الروسي في البلطيق يستهدف البنية الأساسية لدول أوروبا، باستغلاله المخاوف من انعدام الأمن في مجال الطاقة، والضغط على الحكومات الأوروبية، خاصة وأنها منشغلة بالحرب الأوكرانية ولا تمتلك القدرات العسكرية للدخول في حرب مباشرة مع الغرب في البلطيق، ويرجح مراقبون زرع روسيا ألغام داخل المياه الإقليمية لتعطيل حركة السفن، فهي تمتلك (250) ألف ذخيرة وتعلم أن الغرب ملزم بحظر استخدام الألغام. في المقابل تركز تحركات الناتو على جمع المعلومات عبر مركز “اندماج الاستخبارات التابع لقوات العمليات الخاصة بالبلطيق” لتوجيه الاتصالات، وبانضمام فنلندا للحلف رفع الناتو من قدراته للتصدي للهجمات الروسية ومكافحة المعلومات المضللة. ونشر الحلف صواريخ كروز مضادة للسفن، ليجعل المساعدة من خارج منطقة البلطيق نقطة مهمة.أمن دولي ـ جهود ألمانية للحد من احتمالات التخريب في بحر البلطيق
إجراءات متوسطة وطويلة المدى للناتو
توسع المناورات العسكرية للناتو وروسيا، يزيد سيناريوهات المنطقة الرمادية والعمليات الهجومية والدفاعية في البلطيق، ما يدفع الناتو لزيادة عملياته مع الاتحاد الأوروبي لتحييد قدرات روسيا من العمليات البحرية، في ظل وجود أسطول الظل الروسي، تلك ناقلات النفط المستعملة التي اشترتها شركات الشحن الروسية لإيصال النفط الروسي للدول التي لا تفرض حظراً على هذا النفط، وتقوم هذه السفن بتغيير الأعلام التي تحملها، وإيقاف تشغيل أجهزة الإرسال حتى لا يتم تتبعها، وإرسال إشارات خادعة.
تقييم وقراءة مستقبلية
– مع اقتراب الحرب الأوكرانية من دخول عامها الرابع، تتصاعد المخاوف من شن روسيا هجمات مستقبلية ضد دول الناتو، وحذر وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس، إن بوتين قد يهاجم دولة عضو بالحلف، ويجب أن تكون أوروبا مستعدة للصراع المحتمل بحلول 2029. وهنا تتجه الأنظار نحو ألمانيا وفنلندا ودول البلطيق باعتبارهم الأكثر عرضة للخطر، لموقعهم الجغرافي وقربهم من الحدود الروسية وبحر البلطيق، ما يفسر زيادة المناورات والتحركات العسكرية للأطلسي الأشهر الأخيرة.
– استهداف البنية التحتية الحيوية ببحر البلطيق أصبح السيناريو القائم الآن، بالتشويش على إشارات نظام تحديد المواقع العالمي “GPS” فوق بحر البلطيق، ويمكن أن يتم عبر أجهزة إرسال روسية، وأزالت روسيا العوامات التي كانت تحدد الحدود بين إستونيا وروسيا، وبرر الكرملين الأمر إنه يريد تصحيح الخريطة البحرية هناك. وتعد هذه الحوادث امتداداً لسلسلة من انقطاعات كابلات الكهرباء وخطوط الاتصالات وأنابيب الغاز منذ 2022، ما يعني أن الفترة المقبلة ستشهد مزيداً من هذه الحوادث، ما يؤدي لزيادة التحركات العسكرية للناتو بالمنطقة وتكثيف المناورات والتدريبات العسكرية لروسيا.
– رؤية الناتو وأوروبا للتصعيد المحتمل في البلطيق، دفعهما إلى إسناد مهمة قيادة الحلف وتأمين قواته هناك إلى ألمانيا، كونها الدولة المطلة على البلطيق الأكثر توازناً في التعامل مع روسيا، حيث لا ترغب في تأجيج الموقف وتتبع سياسات رصينة داخل الحلف تجاه التوترات الأخيرة، وخلال الفترة المقبلة ستتولى ألمانيا مهام عسكرية أوسع في البلطيق، بجانب قيادة المناورات العسكرية الدورية.
ـ رغم امتلاك روسيا أدوات للضغط على دول البلطيق، باستهداف كابلات النفط والاتصالات، فإن خريطة المنطقة تصب لصالح الناتو، ما يعني أن مسألة المواجهة العسكرية المباشرة بينهما ليست واردة، حيث لا تمتلك موسكو معدات وقوات كافية لنقلها من ساحة المعركة الرئيسية في شرق أوكرانيا وكورسك الروسية إلى البلطيق، وتخوف دول أوروبا من اندلاع صراع بالقرب من حدودهم وتداعياته على أمنهم القومي وأمن الطاقة، ولكن سيستخدم الطرفان بحر البلطيق كورقة ضغط في الحرب الأوكرانية، خاصة مع اقتراب تولي الرئيس المنتخب دونالد ترامب الرئاسة الأمريكية بشكل رسمي وتأكيده على إنهاء الحرب.
ـ المتغيرات السياسية على الساحة الأمريكية والأوروبية، سواء بتولي ترامب الإدارة الأمريكية الجديدة لمدة أربع سنوات، وتغيرات مرتقبة لحكومتي ألمانيا والنمسا، وترقب لسياسات حكومة فرنسا الجديدة، وتخوف من انهيار حكومة هولندا، يضع سياسات الناتو وأوروبا بشأن البلطيق في مرحلة اختبار، لمدى قدرة هذه الحكومات على مواصلة دورها في الحلف وتحديداً في تأمين نفوذه بالبلطيق، وتوافق الرؤى مع رؤية واشنطن حول توزيع المهام داخل الحلف، في توقيت تستدعي روسيا كل قواتها لممارسة ضغوط على أوروبا هناك.
رابط مختصر. https://www.europarabct.com/?p=99875
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات
الهوامش
After Ukraine, Russia’s “Next Target” Is Full Control Of Baltic Sea; May Target NATO’s Easter Flank, Report Claims
غموض يلف قطع كابلين رئيسيين للإنترنت ببحر البلطيق واختلاف بين مسؤولين أمريكيين وأوروبيين
Russia blames Baltic countries for the severing of most ties
NATO to step up Baltic Sea patrols after Finland-Estonia power cable damage