الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ هل تستطيع دول أوروبا رفع الإنفاق العسكري؟

زيادة إنفاق التسلح
مايو 27, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

بون ـ  إعداد: داليا عريان ـ  باحثة في المركز الأوروبي

أمن دولي ـ هل تستطيع دول أوروبا رفع الإنفاق العسكري؟

لم تلقِ الحرب الأوكرانية بظلالها على تسليح أوكرانيا ورفع روسيا ميزانيتها العسكرية فقط، بل ساهمت بشكل كبير في تغير سياسات أوروبا الدفاعية لتصاعد التوترات الجيوسياسية في العالم، وأصبحت أوروبا أمام خياراً واحداً يتمثل في زيادة الإنفاق العسكري لمواجهة تحديات المرحلة الراهنة وما يترتب عليها من تحولات سياسية وعسكرية جذرية، لاسيما في ظل الانتقادات الموجهة لسياسيات دول أوروبا بشأن تراجع الإنفاق الدفاعي على مدار الثلاثة عقود الماضية، الأمر الذي يجعل من الحرب الأوكرانية نقطة تحول كبيرة في نوعية الأسلحة و ميزانية التسليح التي تعتمدها دول أوروبا.  

عوامل زيادة الإنفاق العسكري

الحرب الأوكرانية :أجبر الصراع الروسي الأوكراني العديد من دول أوروبا على تعديل سياستها الدفاعية، خاصة بعد إرسال الغرب أسلحة لأوكرانيا ما يعني تخلي هذه الدول عن عقيدتها العسكرية السابقة المتعلقة بخفض الإنفاق العسكري والامتناع عن إرسال أسلحة في مناطق صراعات.

مطالبات الناتو : يواصل حلف الناتو ضغطه على الدول الأعضاء وفي مقدمتها الدول الأوروبية لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى (2%) من الناتج المحلي، لاسيما وأن هذه الدول تعهدت منذ ضم موسكو شبه جزيرة القرم في 2014 بزيادة الإنفاق العسكري بحلول عام 2024.

النفوذ الروسي : تزايدت المخاوف من التمدد الروسي في أوروبا مع استمرار الحرب الأوكرانية ورفع موسكو إنفاقها العسكري التقليدي والنووي بشكل متسارع.

توترات دولية : بالتزامن مع حرب أوكرانيا تجدد الصراع في جزيرة تايوان بين الصين والولايات المتحدة، وأرمينيا وأذربيجان في “ناغورني كاراباخ” جنوب القوفاز إضافة إلى الصراعات في القارة الأفريقية.

النفوذ الصيني : صعود نفوذ الصين بزيادة التسليح والتفوق التكنولوجي وعلاقتها مع روسيا وتوطيد علاقاتها مع دول الشرق الأوسط وتعزيز وجودها في أفريقيا، دفع أوروبا لإعادة صياغة سياستها الدفاعية وثقلها الدولي من جديد.

العلاقة مع الولايات المتحدة

على مدار الخمس سنوات الماضية مرت العلاقات الأوروبية الأمريكية ببعض التوتر لتهديد الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالخروج من الناتو في 2020 اعتراضاً على أن بلاده الأكثر إنفاقاً على ميزانية الناتو، والانسحاب الأمريكي المفاجئ من أفغانستان في نهاية أغسطس 2021، وإبرام واشنطن مع لندن وكانبيرا تحالف “أوكوس” في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

الاستقلالية الأوروبية : تجددت الرغبة لدى فرنسا وألمانيا للتخلي عن التبعية الأمريكية والخروج من الناتو، وفي 24 مارس 2022 صدقت دول الاتحاد الأوروبي على إنشاء ” قوة خاصة للتدخل السريع” قوامها 5 آلاف جندي.

تصحيح مسار الإنفاق العسكري

تراجعت الميزانيات العسكرية لأوروبا عقب انتهاء الحرب الباردة، وقدرت أعداد الدبابات لدى دول التكتل الأوروبي إضافة إلى تركيا نحو (19) ألف دبابة خلال الحرب الباردة، وانخفضت بنسبة (77%) ووصلت إلى (4362) دبابة الآن، وانخفضت الطائرات المقاتلة من (3660) طائرة مقاتلة في الحرب الباردة إلى (1586) طائرة بنسبة (57%). وانخفضت الغواصات من (107) إلى (57) غواصة بنسبة (47%)، وتقلصت السفن الحربية من (180) إلى (109) سفينة بنسبة (39%).

ومثل الإنفاق العسكري لأوروبا في 2020 نسب متفاوتة من الناتج المحلي، في اليونان وصل (2.8%)، وفي فرنسا والبرتغال وليتوانيا بلغ (2.1%)، وتشابهت النسبة في ألمانيا والدنمارك والتشيك وإسبانيا هولندا (1.4%) وفي إيطاليا كانت (1.6%) وبلجيكا وصلت إلى (1.1%).أمن قومي ـ الجيش الألماني وتحديات التحديث والتسلح. جاسم محمد

استراتيجية أمنية جديدة

مع تزايد المخاوف من نقص المخزون الاحتياطي للأسلحة الأوروبية بعد تسليح غير مسبوق لأوكرانيا، حذر مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل في 8 ديسمبر 2022 من نفاد الأسلحة الأوروبية نظراً لعدم تلقي المجمع الصناعي العسكري التمويل المناسب على مدار السنوات الماضية، وأشار إلى ارتفاع الإنفاق العسكري لدول التكتل بنسبة (6%) في 2021 ووصل لـ (214) مليار يورو.

وتعد ألمانيا نموذجاً أوروبياً لاتباع استراتيجية أمنية جديدة، في 18 فبراير 2023 شدد المستشار الألماني أولاف شولتز على التزام بلاده بالسياسيات الأمنية ودعم البنية التحتية في شمال بحر البلطيق وجاهزية (17) ألف جندي للعمل في حالة الضرورة، تصريحات شولتز حملت تأكيد على تغير القوانين الألمانية بزيادة تكلفة شراء الذخيرة والأسلحة وتدريب الأفراد.

وفي 13 أكتوبر 2022 وقٌعت ألمانيا مع (14)  دولة أوروبية على مشروع ” درع السماء” لبناء نظام دفاعي متطور لأوروبا والناتو، وفي 16 فبراير 2023 انضمت فنلندا والسويد إلى المبادرة لمواجهة القصور في مجال الصواريخ الباليستية التي تصل لارتفاعات كبيرة في مسارها.

رفع تسليح أوروبا

أعلن الاتحاد الأوروبي في 11 مارس 2022 عن استراتيجية دفاعية جديدة بزيادة الإنفاق الدفاعي للاستقلالية وعدم الاعتماد على الناتو في خطط التسلح، وبلغ الإنفاق الأوروبي لشراء الأسلحة (480) مليار دولار ما يزيد بنسبة (13%) عن عام 2021.

ومنذ هذه اللحظة انصب اهتمام التكتل إلى تقوية الجيوش الأوروبية والتشجيع على اقتناء أسلحة نوعية. وكانت ألمانيا من أوائل الدول التي خصصت (2%) من الناتج المحلي لموازناتها الدفاعية بعد توافق الأحزاب الألمانية في 30 مايو 2022 على إنشاء صندوق استثنائي بقيمة (100) مليار يورو ليصبح الإنفاق على الدفاع ما بين (70) إلى (80) مليار يورو سنوياً. وبالمثل أعلنت فرنسا إنفاق (400) مليار دولار بين عامي 2024 و2030.

وتعتزم بريطانيا رفع إنفاقها الدفاعي ما بين (2.5%) إلى (3%) بحلول 2030، وفي 15 مارس 2023 أعلنت عن زيادة ميزانيتها الدفاعية بمقدار (13) مليار دولار خلال الخمس سنوات المقبلة.

ولم يختلف موقف هولندا كثيراً لتعلن عن زيادة الإنفاق العسكري بنحو (5) مليارات يورو سنوياً لمضاعفة أسطول الجيش من الطائرات المسيرة “ريبر إم كيو” من (4) إلى (8) طائرات و (6) طائرات مقاتلة ” إف -35″، وتتجه أمستردام إلى زيادة الإنفاق بنسبة (2%) في عامي 2024 و2025. بينما خصصت بولندا (4%) للميزانية العسكرية ما يعادل (100) مليار دولار وهي النسبة الأكبر بين دول التكتل والناتو.ملف: أزمة أوكرانيا ـ تصعيد التسلح والرهان على الدور الأوروبي لوقف الحرب

قدرة أوروبا على زيادة التسلح

رغم تعهدات أوروبا للتخلي عن الإنفاق العسكري الضعيف، إلا أن 9 دول أوروبية من أصل 30 دولة فقط بالناتو التي حققت نسبة رفع الإنفاق (2%) في 2022 ما يشير إلى عدة تحديات تواجه أوروبا لإتباع هذه الاستراتيجية الدفاعية:

– مواجهة الجيوش الأوروبية مشكلة الجاهزية لحاجة بعض العتاد العسكري للصيانة، وفي فرنسا (58%) فقط من المروحيات العسكرية في الخدمة و(64%) من الطائرات المقاتلة و (62%) من الغواصات والسفن الحربية و (73%) من الدبابات يمكن الاعتماد عليها. وتبقى في ألمانيا (40%) من المروحيات و(71%) من الدبابات و (72%) من الغواصات والسفن الحربية و (65%) من الطائرات الحربية في الخدمة. وفي إيطاليا تعمل (36%) من المروحيات و (66%) من الغواصات والسفن الحربية و (63%) من الدبابات.

– الرفض الأمريكي لتوجه بعض دول أوروبا بشأن تعديل عقيدتها العسكرية كبداية للاستقلالية عن واشنطن والناتو.

-التداعيات الاقتصادية لحرب أوكرانيا من ارتفاع أسعار السلع الغذائية والطاقة وما ترتب عليها من تخصيص أموال إضافية لدعم هذه القطاعات.

– تدفق اللاجئين إلى أوروبا جراء الحرب الأوكرانية والصراعات في أفريقيا.

– اندلاع إضرابات في قطاعات حيوية بعدد من المدن الأوروبية، ما يضع الحكومات في مأزق التوازن بين رفع الأجور ودعم هذه القطاعات والإنفاق العسكري.أمن دولي ـ الحرب في أوكرانيا تنعش سوق الأسلحة. بقلم حازم سعيد

تقييم

قضية تغيير السياسة الدفاعية ورفع الإنفاق العسكري لن تكون بالأمر السهل على أوروبا، حتى تستطيع تنفيذه في فترة وجيزة نظراً لأن العقيدة القديمة التي تبنتها منذ انتهاء الحرب الباردة استغرقت نحو ثلاثون عاماً، ما يعني أن أخطاء هذه السياسة بحاجة لسنوات لإعادة صياغتها من جديد بتدريب الجيوش على أحدث الأسلحة وشراء أسلحة نوعية وتقوية صناعة الأسلحة ودمج التكنولوجيا لتكون جزءاً منها.

– أصبحت ميزانية التسليح عبئاً على بعض الدول الأوروبية لعدم قدرتها على إدارة الإنفاق العسكري وتوزيع الناتج المحلي بين التسليح وباقي بنود الموازنة العامة ما يعرضها لضغط مستمر من قبل الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو من جانب وضغط شعبي من جانب آخر.

– يصبح عامل التوقيت هنا في تقوية الجيوش الأوروبية فارقاً بشكل كبير وتحتاج له دول الاتحاد، لإثبات قدرتها على مواجهة التهديدات العالمية الراهنة أمام الرأي العام بالداخل، ولإرسال رسالة للخارج أنها مازالت تحتفظ بمكانتها وسط المتغيرات الجيوسياسية.

– ربما تؤدي مسألة رفع الإنفاق العسكري لدول أوروبا إلى خلاف داخل الناتو على المدى البعيد، نظراً لعدم تكافؤ قدرات جميع الدول للوفاء بتعهدات زيادة التسلح في توقيت يسعى فيه الحلف دعم جبهاته، في ظل استمرار الحرب الأوكرانية ورفع روسيا والصين قدراتهما العسكرية.

– قد تتسبب إعادة رسم السياسة الأمنية الأوروبية إلى انقسام بين دول الاتحاد، لتباين المواقف بين دول غرب وشرق أوروبا بشأن الهدف من رفع الإنفاق العسكري المتعلق بالاستقلالية عن الناتو وتشكيل قوة عسكرية أوروبية موازية.

– ستقود ألمانيا وفرنسا خطة أوروبا لتغيير سياستها الدفاعية، لامتلاكهما القدرة المطلوبة على رفع الإنفاق العسكري وتحديث قواتهما العسكرية والأسلحة.

– يرتبط تفعيل المبادرات العسكرية الأوروبية المشتركة مثل “درع السماء” بناءً على التفاهمات بين دول الاتحاد وبريطانيا والقدرة الاقتصادية لهذه الدول على تحديث الأسلحة.

– من المتوقع أن تفرض معطيات المشهد العالمي الحالي على أوروبا، زيادة كفاءة الإنفاق العسكري وتعاون عسكري أوسع خلال الفترة المقبلة لمواجهة أي تهديدات محتملة.

رابط مختصر.https://www.europarabct.com/?p=88519

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

عام على الحرب في أوكرانيا.. هكذا فتح الغرب خزائنه لأعلى إنفاق عسكري منذ الحرب الباردة
https://bit.ly/42TyBEc

الإنفاق العسكري بأوروبا في أعلى مستوياته
https://bit.ly/3Olkm6N

شولتز: سنزيد إنفاقنا الدفاعي.. وألمانيا ملتزمة بأمن أوروبا
https://bit.ly/41SOyt5

بروكسل تكشف عن استراتيجية دفاعية “مستقلة” لرفع الإنفاق العسكري بين دول التكتّل
https://bit.ly/45sBOMT

How European countries stand on 2% of GDP defence spending
https://bit.ly/42QgajP

بوريل يعلن نفاد المخزون الاحتياطي للأسلحة الأوروبية التي يتم إرسالها إلى أوكرانيا
https://bit.ly/45glY7J

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...