الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ ما دور دولة الإمارات في الأزمتين السودانية والليبية؟

أكتوبر 19, 2024

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات (26)

تلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في الوساطة الدولية لحل النزاعات الراهنة على المستويين الإقليمي والعالمي، عبر فتح قنوات الحوار بين الأطراف المتنازعة والدفع بحلول دبلوماسية في مجلس الأمن والأمم المتحدة، إضافة إلى تقديم المساعدات الإنسانية والإغاثية للمدنيين المتضررين من الصراعات السياسية، وبرز الدور الإماراتي على الصعيدين السياسي والإنساني في أكثر الأزمات الشائكة في منطقة الشرق الأوسط وهما؛ حرب السودان والأزمة الليبية، ونجحت الإمارات في رئاستها الثانية لمجلس الأمن في يونيو 2023 بطرح الأزمتين على طاولة النقاش، لدعم سبل تحقيق السلام في السودان وحلحلة الأزمة الليبية.

السودان

دور الإمارات في مجلس الأمن

قبل اندلاع الحرب في السودان في 15 أبريل 2023، دفعت الإمارات في إطار دورها العربي إلى دعم إيصال المساعدات الإنسانية للمدنيين ومعالجة التحديات الأمنية في السودان، وفي 22 مارس 2023 أكدت الإمارات بمجلس الأمن، أن استكمال المرحلة الانتقالية بالسودان مرهون بالتوصل إلى توافق سياسي على نطاق واسع، ونوهت إلى أهمية اقتران الجهود الدبلوماسية بالدعم لاقتصاد السودان، خاصة وأنه بحاجة لتطوير قدراته للاستجابة لحالات الطوارئ. ورحبت الإمارات في 22 مايو 2023، باتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي الصراع بالسودان، مشددة على أهمية احترام الاتفاق واتخاذ خطوات فورية لإنهاء القتال المسلح.

سرعان ما عادت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، لذا أكدت الإمارات في 17 نوفمبر 2023 على موقفها الثابت المتعلق بوقف الحرب وإيجاد حل سلمي للأزمة، خلال الاجتماع الافتراضي الوزاري لمجلس الأمن والسلام للاتحاد الأفريقي. ودعمت في 9 مارس 2024، دعوة مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان. وأكدت الإمارات على تأييدها للجهود الدبلوماسية لتيسير وصول المساعدات الإغاثية والإنسانية، وخفض التصعيد والاتجاه نحو الحوار السياسي. وأعربت عن قلقها من تزايد التوترات في شمال دارفور، لذا طالبت في 27 أبريل 2024 جميع الأطراف السودانية على إنهاء القتال نظراً لما يشكله من تهديد على حياة المدنيين، وناشدت مجلس الأمن لاتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان إنهاء النزاع ووصول المساعدات الإنسانية دون عوائق لجميع أنحاء السودان.

حرصت الإمارات في جميع خطاباتها بمجلس الأمن على تأكيد دعمها للحل السياسي والحوار بدلاً من الحل العسكري لإعادة الهدوء للسودان، وفي 28 يونيو 2024 وجهت رسالة لمجلس الأمن لحماية المدنيين والبنية التحتية بالسودان وفقاً للقانون الإنساني والدولي، والالتزام بالتعهدات التي وردت في مباحثات جدة، مع دعوة طرفي الصراع للامتثال لجميع قرارات مجلس الأمن ذات الصلة. وتركز الإمارات على العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين للتخفيف من خطر المجاعة ودعم المبادرات الرامية لإنهاء هذا النزاع. وضمت الإمارات صوتها إلى دعوة مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الأفريقي لعقد اجتماع في (10-15) يوليو 2024 للتوصل إلى حل للأزمة السودانية.

كررت الإمارات تحذيرها في 6 أغسطس 2024، من خطر المجاعة بالسودان وانعدام الأمن الغذائي الشديد الذي يؤثر على أكثر من (25) مليون سوداني. وأشارت في كلمتها بمجلس الأمن إلى سوء الأوضاع في شمال دارفور وتحديداً في مخيمات زمزم وأبو شوك والسلام، داعية مجلس الأمن لاستخدام كافة الأدوات المتاحة له لمواجهة الوضع الكارثي بالسودان، والنظر في إمكانية منح الوكالات الإنسانية والإغاثية التابعة للأمم المتحدة إذا لزم الأمر تفويضاً، لإيصال المساعدات للمتضررين من الحرب عبر خطوط النزاع أو عبر الحدود.تواصل الإمارات جهودها في أروقة مجلس الأمن، بتشجيع الجهود الدبلوماسية للولايات المتحدة في تنظيم محادثات وقف إطلاق النار في جنيف، ودور السعودية وسويسرا لاستضافة هذه المحادثات بشكل مشترك.أمن دولي ـ ما خيارات الاتحاد الأوروبي لحل أزمة السودان؟

دور الإمارات الإنساني

تعهدت الإمارات في اجتماع المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان في أبريل 2024، بتخصيص (100) مليون دولار إلى وكالات الأمم المتحدة ومنظماتها الإنسانية والإغاثية دعماً للسودان، وفي 17 يونيو 2024 خصصت (70%) من هذا التعهد. خصصت الإمارات مساعدات إغاثية للشعب السوداني بحوالي (30) مليون دولار للدول الإقليمية من أجل دعم اللاجئين السودانيين بدول الجوار، إضافة إلى (130) مليون دولار في صورة مساعدات إنسانية منذ اندلاع الحرب، مع إنشاء جسور جوية وبحرية لتسهيل نقل الإمدادات الطبية والغذائية، وافتتاح مستشفيين ميدانيين في تشاد لتقديم الدعم الطبي للاجئين السودانيين الوافدين إليها.

دشنت الإمارات منذ بداية الأزمة السودانية جسراً جوياً تضمن (10) آلاف طن من الإمدادات الغذائية والطبية عبر (159) طائرة إمدادات إغاثية، وسفينة حملت على متنها نحو (1000) طن من المستلزمات الإغاثية العاجلة. وقدمت مساعدات للاجئين في المخيمات إضافة إلى إرسال (100) طن من المساعدات الغذائية إلى اللاجئين في جنوب السودان عبر برنامج الأغذية العالمي، لذا أشاد وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ مارتن غريفيث، بدور الإمارات الإنساني في إغاثة السودانيين.

كثفت الإمارات من شراكتها للمنظمات الأممية، وفي 26 يونيو 2024 قدمت (8) ملايين دولار لمنظمة الصحة العالمية لتمويل المبادرات الصحية بالسودان، وأكدت لانا زكي نسيبة مساعدة وزير الخارجية للشؤون السياسية، أهمية دعم عمل منظمة الصحة العالمية لتخفيف الظروف التي يعيشها السودانيين. ووقعت الإمارات في 23 يوليو 2024، اتفاقية مع برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة لتقديم مساعدات غذائية طارئة للسودانيين في السودان وجنوب السودان، واللاجئين والمجتمعات المستضيفة لهم والنازحين داخلياً والعائدين المتأثرين بالحرب،

خصصت مساعدات بقيمة (25) مليون دولار بواقع (20) مليون دولار للسودان و(5) ملايين دولار لجنوب السودان. ويصل إجمالي المساعدات الإماراتية للسودان خلال الـ (10) السنوات الماضية إلى أكثر من (3.5) مليار دولار.جددت الإمارات دعمها للسودانيين بالإعلان في 14 سبتمبر 2024، عن إطلاق مبادرات إنسانية جديدة في تشاد بقيمة (10.25) مليون دولار للأمم المتحدة لدعم اللاجئات السودانيات على المستويات النفسية والصحية والاجتماعية.حرب غزة ودور دولة الإمارات العربية الإنساني والسياسي

ليبيا

دور الإمارات في مجلس الأمن

تعد الإمارات داعماً رئيسياً لعودة الاستقرار في ليبيا وإجراء الانتخابات، وفي يونيو 2023 دعت في مجلس الأمن إلى التوافق على قوانين الانتخابات لتحقيق تطلعات الليبيين، مشددة على أهمية الحوار بين الأطراف لإرساء الاستقرار وخفض التصعيد وتثبيت وقف إطلاق النار. وكررت الإمارات دعوتها في مجلس الأمن في 12 ديسمبر 2023، لدفع المسارين السياسي والاقتصادي معاً في ليبيا ودعم جهود إعادة الإعمار، محذرة من انعدام الأمن والاستقرار وتردي الأوضاع الإنسانية وظهور تحديات اقتصادية جسيمة.

تساند الإمارات عمل البعثة الأممية في ليبيا، وفي 27 فبراير 2023  أكدت في مجلس الأمن دعم مقترح المبعوث الأممي لليبيا عبدالله باتيلي، بشأن تشكيل فريق توجيهي رفيع المستوى معني بليبيا، لإنهاء أي خلافات بين الأطراف. وأشادت الإمارات في 22 أغسطس 2023 بدور البعثة الأممية والمبعوث الأممي إلى ليبيا، فيما يتعلق بتيسير العملية السياسية، خاصة وأن الإمارات تشدد على أهمية إتمام المصالحة الوطنية لتسوية الوضع السياسي ولتحقيق الاستقرار الاقتصادي بليبيا. وفي 6 أكتوبر 2023 تناول اللقاء بين أنور محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لسمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، والمبعوث الأممي لليبيا عبد الله باتيلي، الجهود الأممية الرامية لإيجاد حل دبلوماسي لإنهاء الأزمة الليبية. وفي 17 أكتوبر 2023 شددت الإمارات أمام مجلس الأمن، على أهمية تكثيف الجهود لمساعدة الأطراف الليبية على طي صفحات الخلافات، مطالبة بسحب كافة القوات الأجنبية والمقاتلين الأجانب من ليبيا.

دور الإمارات الإنساني

لعبت الإمارات دوراً كبيراً في دعم المتضررين من إعصار درنة، وفي 19 سبتمبر 2024 وسعت هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، نطاق عملياتها الإغاثية وبرامجها الإنسانية للمتأثرين من الفيضانات في ليبيا، بتقديم مساعدات غذائية وصحية للنازحين من مناطق شرق ليبيا. وعلى مدار (30) يوماً بلغت المساعدات الإماراتية (967.6) طن على متن (42) طائرة استفادت منها (6386) أسرة. وأنقذت فرق البحث والإنقاذ الإماراتية (274) شخصاً في درنة، وساندت الفرق الليبية في مساعدة المتضررين وانتشال الأشلاء من تحت الأنقاض. ودشنت الإمارات “خط فحص الأشلاء المركزي” بدرنة بواقع (252) وحدة تبريد لحفظ الأشلاء و(4) خطوط لحفظ الجثامين.أمن دولي ـ دولة الإمارات العربية، تحولات في موازين القوى

تقييم وقراءة مستقبلية

– برز دور الإمارات في الوساطة الدولية خلال رئاستها لمجلس الأمن في يونيو 2023، حيث تبنت مقترحات من شأنها إنهاء الصراعات الدولية الراهنة وتحقيق السلم والأمن العالميين، ما يؤكد على نهج الإمارات الثابت المتعلق بتقديم الحلول الدبلوماسية في ظل تصاعد حدة الاستقطاب الدولي بين كبرى الدول، وإرساء قواعد الحوار في أي صراعات قائمة، إضافة إلى حرصها على دعم الجهود الإغاثية والإنسانية للاجئين والنازحين المتضررين من الحروب والصراعات في منطقة الشرق الأوسط .

– إن الحرب السودانية من أبرز الأزمات التي طرحتها الإمارات في نقاشات مجلس الأمن، لذا حرصت على حث طرفي الصراع على إنهاء القتال ووقف إطلاق النار، ودعمت بشكل واضح كل الجهود الدولية المبذولة لتطبيق هدنة مؤقتة لإدخال المساعدات الإنسانية وتخفيف معاناة المدنيين خاصة في مناطق الاشتباكات، كتمهيد لدخول الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في مفاوضات مباشرة ووقف إطلاق النار بشكل دائم، ما يدفع نحو الحل السياسي وعودة الاستقرار للسودان وإعادة النازحين واللاجئين لديارهم.

– رؤية الإمارات تجاه أزمة السودان شملت الجانبين الدبلوماسي والإنساني، وفي حين فتحت قنوات الاتصال بين الأطراف الدولية والإقليمية ودول جوار السودان، من أجل خفض التصعيد هناك، واصلت إرسال المساعدات الإنسانية الطبية والإغاثية والغذائية للمدنيين، وخصصت برامج محددة للفئات الأكثر تضرراً من الصراع مثل السيدات خاصة في مناطق النزوح وداخل المخيمات في السودان وخارجها، وتشير أرقام المساعدات التي قدمتها الإمارات للسودانيين على مدار الحرب، إلى اهتمامها البالغ بضرورة إنهاء المعاناة الإنسانية للمدنيين.

-الشراكة بين الإمارات و المنظمات الإغاثية الدولية والأممية، تؤكد على ثقة المجتمع الدولي في دور الإمارات المتوازن تجاه أزمات وصراعات الشرق الأوسط، لذا تعول الأطراف الدولية والأمم المتحدة والمنظمات التابعة لها على الإمارات، في تقديم الحلول الدبلوماسية وتقريب وجهات النظر بين أطراف الصراع في السودان أو ليبيا، وتعتمد على الإمارات في الدور الإغاثي لسرعة الاستجابة للتعامل مع تداعيات الحرب في السودان وكارثة إعصار درنة في ليبيا.

– موقف الإمارات تجاه الأزمة الليبية يؤكد على ضرورة تجاوز حالة الانسداد السياسي، وأهمية الحوار بين الأطراف لعقد انتخابات برلمانية ورئاسية متزامنة على أسس قانونية، ما يفسر دعوات الإمارات بمجلس الأمن حول ضرورة دعم توحيد مؤسسات الدولة الليبية وإعادة بناء الثقة بين المؤسسات العسكرية والأمنية، خاصة مع تفاقم الأوضاع بين الأطراف السياسية في ليبيا وغياب آلية الحوار ما يعيق أي جهود لإنهاء الأزمة الراهنة.

-سارعت الإمارات إلى احتواء تداعيات إعصار درنة الليبية، بتقديم المساعدات الإغاثية ومساندة فرق الإنقاذ في المناطق المنكوبة وتيسير جسر جوي لإرسال كل الإمدادات الغذائية والطبية اللازمة، ويعد هذا الموقف امتداداً لاستراتيجيتها في الجهود الإنسانية، ودورها الريادي والمحوري في ساحات العمل الإنساني العالمي، لاسيما وأنها تسعى إلى دعم الأمم المتحدة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة في كافة النواحي الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، لذا تتصدر الصورة دائماً لتقديم يد العون للمتضررين من الأزمات السياسية والبيئية في العالم.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=97812

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة تدفع مجدداً من أجل تعزيز السلام بالسودان
https://bit.ly/4eEI9c8

الإمارات تعرب عن قلقها البالغ إزاء خطر المجاعة في السودان وترحب باجتماع مجلس الأمن

https://bit.ly/3BDG9lV

Statement by the Permanent Mission of the United Arab Emirates to the UN In response to false allegations in the letter dated 10 June 2024 from the Representative of Sudan to the UN Security Council

https://bit.ly/488oejd

قرقاش يلتقي المبعوث الأممي إلى ليبيا

https://bit.ly/3U543wS

فريق الهلال الأحمر يواصل جهوده الإغاثية في درنة الليبية

https://bit.ly/4fjCDM7

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...