الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ حرب غزة، تداعيات النزوح والهجرة إقليمياً ودولياً

نوفمبر 06, 2023

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات  (2)

تعمل الدول الأوروبية على مسارات متعددة بشأن تخفيف حدة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر التفاوض بشكل مكثف على الأزمة الإنسانية والرهائن؛ والسعي لمنع التصعيد الإقليمي. كما تنامت المخاوف على المستوي الإقليمي والدولي بإن يتسبب الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، في أزمة لجوء جديدة تهدد دول الجوار والدول الأوروبية، بالتزامن مع إعلان العديد من الدول الأوروبية في عدم رغبتها في استقبال اللاجئين الفلسطينيين.

سيناريوهات محتملة للنزوح والهجرة على دول الجوار

يستمر التصعيد العسكري في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي في 13 أكتوبر 2023. أمر الجيش الإسرائيلي سكان غزة بإخلاء منازلهم واللجوء جنوبا، وأكدت الأمم المتحدة أن ما يقدر بـ (400) ألف فلسطيني في غزة نزحوا قبل أوامر الإخلاء الإسرائيلية، كما تشير التقديرات إلى أن عشرات الآلاف نزحوا بالفعل باتجاه الجنوب، ما يهدد دول الجوار بأزمة لجوء جديدة، ومن أبرزها :

أزمة لجوء في مصر : تعد مصر منفذ لسكان قطاع غزة، وفي حال فتحت مصر حدودها أمام النازحين من غزة، تتجه الأنظار إلى شبه جزيرة سيناء في مصر، ومن المتوقع أن يشكل ذلك مخاطرة في حال عدم سماح تل أبيب لهم بالعودة. رفضت السلطات المصرية أي اقتراح بأن تستضيف مصر لاجئين من القطاع، وشددت على أنه ينبغي لإسرائيل بدلاً من ذلك أن تستقبل الفلسطينيين في صحراء النقب.

تدرس إسرائيل خطة لإقناع مصر باستقبال جميع سكان غزة، وتوطينهم في أراضيها، مقابل شطب كافة ديون مصر أمام البنك الدولي. وتحاول الضغط على السلطات المصرية لقبول اللاجئين، عبر إجراء محادثات مع زعماء الدول على المستوى الإقليمي والدولي لا سيما الأوروبي، والطلب منهم محاولة إقناع مصر بهذه الخطة.

صحراء النقب : طرحت إسرائيل لمشروع تبادل الأراضي، الذي تضمن تخصيص مصر مساحات من الأراضي في سيناء للفلسطينيين، في مقابل تسليم إسرائيل أراضي لمصر في صحراء النقب. يذكر مراقبون أن فكرة تهجير الفلسطينيين إلى صحراء النقب طُرحت منذ خمسينيات القرن الماضي وهي تعد منطقة فقيرة من حيث الموارد، وما تتمتع به من إمكانات يحتاج إلى تكلفة كبيرة لاستغلاله، وهو أحد أسباب الرغبة الإسرائيلية المتكررة في التخلص منها لصالح الحصول على أراض أكثر فائدة لمشروعات الاستيطان الإسرائيلية، أو فيما يخدم مشروعات تهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار.

أزمة لجوء في الأردن : تستضيف الأردن حسب التقديرات في 14 أكتوبر 2023 حوالي مليوني لاجئ فلسطيني مسجلين لدى الأمم المتحدة، وحذرت السلطات الأردنية، من محاولة تهجير الفلسطينيين من جميع الأراضي الفلسطينية، أو التسبب في نزوحهم، حيث أن ترحيل الفلسطينيين إلى دول الجوار سيزيد من مفاقمة قضية اللاجئين. رفضت الأردن أيضا قبول المزيد من الفلسطينيين، ومن غير المرجح أن تصبح مصر استثناءا إقليمياً وتستقبل اللاجئين الذين يعتقد الكثيرون بأنه قد لا يُسمح لهم بالعودة إلى غزة.

يعد احتمال تهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين قسرا إلى البلدان المجاورة، أو حتى إلى أبعد من ذلك، موضع إدانة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لاسيما العالم العربي، حيث تشير التقديرات إلى أن تهجير الفلسطينيين من غزة من المرجح أن يتبعه تهجير مماثل للفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الأردن. وتصاعدت التحذيرات من صعوبة منع مقاتلو حماس من التسلل إلى مصر بين مجموعات اللاجئين، وأن مثل هذه الخطوة قد تحول سيناء إلى مركز تنطلق منه الهجمات ضد إسرائيل، وستتحول مصر إلى قاعدة لتلك الهجمات مما قد يجر مصر لحرب مع إسرائيل. أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع فلسطين

أوروبا غير مستعدة لاستقبال موجات هجرة جديدة

حذر “دميتريس كيريديس” وزير الهجرة اليوناني في 24 أكتوبر 2023 من موجة هجرة إلى الاتحاد الأوروبي بعد تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، داعيا إلى توخي الحذر، وزيادة التضامن بين الدول الأعضاء في التكتل. أضاف “دميتريس كيريديس” : “علينا توخي الحذر، وأن نتكاتف في أوروبا، نحتاج إلى تعزيز حراسة الحدود ومكافحة شبكات التهريب الإجرامية، وإعادة من لا يحصلون على حق اللجوء”.

أكدت بولندا على أن تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قد يفرض ضغوط هجرة جديدة على أوروبا. تؤوي بولندا، منذ عام 2022، أكثر من مليون لاجئ أوكراني. لكنها ترفض بشكل قاطع أي آليات للاتحاد الأوروبي تلزمها باستقبال حصة من المهاجرين غير الشرعيين الذين يدخلون دول التكتل من اتجاهات أخرى لاسيما الفلسطينيين. وفي المقابل دعا زعيم الحزب الوطني الاسكتلندي في 27 أكتوبر 2023 إلى استقبال اللاجئين الفلسطينيين، مقترحا أن تكون اسكتلندا أول من يتطوع بذلك.

اجتمع وزراء الهجرة بالاتحاد الأوروبي، في 19 أكتوبر 2023 لبحث تحسين الأمن بعد هجومين في فرنسا وبلجيكا، وكذلك المخاوف بشأن ما إذا كان الصراع الفلسطيني الإسرائيلي سيؤدي إلى أزمة لجوء أوروبية جديدة. دعا البعض في التكتل بالفعل إلى تشديد مراقبة الحدود وزيادة عمليات إعادة الأجانب إلى أوطانهم وإبرام اتفاقات جديدة مع دول أفريقية لمنع تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى أوروبا. أمن دولي ـ الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والدور الأوروبي

اللاجئون الفلسطينيون في أوروبا

يشكل اللاجئون الفلسطينيون إحدى تلك الجنسيات التي تعاني من الإجراءات الإدارية وعمليات اللجوء المعقدة في أوروبا. جزء كبير منهم لا يحق لهم الحصول على حق اللجوء في أوروبا لاعتبار أن البلدان التي جاؤوا منها تعتبر آمنة، لكن وفقا للقانون الدولي، يعتبر هؤلاء الأشخاص بلا وطن، أي بلا جنسية معترف بها، وبالتالي لا يملكون بلدا خاصا بهم، وبالتالي لا يمكن ترحيلهم لأي مكان.

استحدثت ألمانيا نظام خاص باستقبال اللاجئين الفلسطينيين هو، أن ألمانيا ترفض طلبات اللجوء والحماية التي يقدمونها إن كانوا يتلقون المساعدة في إحدى دول الشرق الأوسط من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا”. لا يحصل كثير من اللاجئين الفلسطينيين على صفة اللجوء في ألمانيا بل على تسامح للإقامة المؤقتة محدود الحقوق. أمن دولي ـ واقع علاقات وتعاون دول أوروبا مع إسرائيل

لا تكتب السلطات الألمانية عادة على وثائق الفلسطيني بأنه “فلسطيني الجنسية” بل تكتب أن جنسيته “غير واضحة” أو “غير معروفة”. لا تتمكن ألمانيا من ترحيل اللاجئ الفلسطيني، ويعود السبب في ذلك إلى أن الفلسطيني الراغب في اللجوء لا يُسمَح له باكتساب تأشيرة طيران إلى البلد الذي من المفترض أن يُرحَّل إليه، وبالتالي ترفض شركات الطيران سفره على متن طائراتها، وبعد كل محاولة ترحيل غير ناجحة يتم منحه “تسامح في الإقامة” بألمانيا.

إزدواجية التعامل مع المظاهرات في أوروبا

أعلن تحالف يضم مؤسسات متنوعة في برلين عن تنظيم مظاهرة ضد معاداة السامية في 22 أكتوبر 2022 ولأجل التضامن مع إسرائيل أمام بوابة “براندنبورغ” بالعاصمة الألمانية شارك في المظاهرة، أحزاب سياسية وطوائف دينية ونقابات عمالية، كالحزب الاشتراكي الديمقراطي”SPD”، والحزب المسيحي الديمقراطي “CDU” ، كانت هناك مسيرة مؤيدة لإسرائيل شارك فيها نحو (700) شخص تحت شعار “تحالف عمل ضد كل معاداة للسامية”.

حظرت السلطات الألمانية 22 أكتوبر 2023 مظاهرة فلسطينية كان مقررا تنظيمها في ساحة “بوتسدام” تحت شعار “السلام في الشرق الأوسط”. أكدت السلطات الألمانية إنها اتخذت القرار بعد تقييم كل الظروف، وأن كل فعالية بديلة لهذه المظاهرة محظورة حتى 30 أكتوبر 2023، ويرجع السبب حسب السلطاتجدبد الألمانية إلى أن هناك خطرا مباشرا أن يتخلل التجمع دعوات تحريضية ومعادية للسامية وتمجيد للعنف.

تداعيات الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أمن أوروبا

سُجّل ارتفاع مطّرد في حوادث معاداة السامية والإسلاموفوبيا في كثير من البلدان الأوروبية منها بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أخرى، فعلى سبيل المثال، تضاعفت حوادث معاداة السامية والإسلاموفوبيا إلى الضعف في 27 أكتوبر 2023 وذلك تصعيد الصراع الإسرائيلي الفلسطيني حيث سجلت السلطات البريطانية (408) من حوادث معاداة السامية مقارنة مع (28) حادثا في الفترة نفسها من العام 2022، و(417) جريمة بدافع الإسلاموفوبيا مقارنة مع (65) في العام 2022.

يعترف “جوليان بارني سداسي” مدير أبحاث الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، بأن الاتحاد الأوروبي ليس لديه حتى الآن أي رؤية واضحة للتعامل مع ما يحصل في قطاع غزة. وأكد أن الاتحاد الأوروبي “لا يعرف ما الذي يجب فعله حيال الأزمة الحالية”، وبأن هناك حالة من الارتباك والترقب لما ستؤول له الأمور. وأشار “أنه رغم التعامل الآني مع الحدث من طرف أغلبية الدول الأوروبية، والذي يطغى عليه دعم إسرائيل، فإن هناك وجودا لعاملين سيغيران من السياسة الأوروبية في التعامل مع هذا الملف، بل اعتبر الخبير الأوروبي أنها ستزيد الضغط على الأوروبيين لتغيير موقفهم في 27 أكتوبر 2023.

تقييم وقراءة مستقبلية

– لايزال التصعيد العسكري للصراع الفلسطيني الإسرائيلي مستمرا وسط مخاوف إقليمية ودولية من أزمة لجوء جديدة تهدد دول الجوار في مصر والأردن، وتسعى إسرائيل للضغط على الدول الأوربية من أجل اقناع دول الجوار لاستقبال اللاجئين الفلسطينيين.

– فرض تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي ضغوطا جديدة على أوروبا، ما دفع إلى الحكومات الأوروبية إلى زيادة التضامن بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وتشديد إجراءات حماية الحدود، وزيادة عمليات الترحيل.

– تواجه العديد من الدول الأوروبية الكثير من الانتقادات بشأن كيفية التعامل مع اللاجئين الفلسطينيين، حيث يعاني اللاجئون الفلسطينيون من الإجراءات الإدارية وعمليات اللجوء المعقدة مقارنة باللاجئين الأوكرانيين، كما أن جزء كبير منهم لا يحق لهم الحصول على حق اللجوء في أوروبا. شارك في المظاهرات والمسيرات المؤيدة لإسرائيل في أوروبا، أحزاب سياسية، وساسة أوروبيون، بينما حظرت العديد من الحكومات الأوروبية مظاهرات ومسيرات مؤيدة لفلسطين.

– بات متوقعا أن يخلق رفض المظاهرات المؤيدة لغزة حالة من الاحتقان الداخلي، ومن الممكن أن يدفع بعض أفراد الجاليات المسلمة نحو التطرف بسبب حالة الازدواجية والتمييز. لكن الحكومة الألمانية خففت حالة الحظر بعد ذلك وسمحت بتسجيل الموافقات للتظاهر من جديد. من المرجح إذا استمر تصعيد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي أن تشهد الدول الأوروبية موجة أخرى من المهاجرين و نزوح جماعي من الشرق الأوسط يجتاح أوروبا. قد يؤدي طول أمد الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، إلى تعميق الخلافات والانقسامات بين الدول الأوروبية، وربما يؤثر على الدعم الأوروبي لأوكرانيا.

رابط مختصر ..  https://www.europarabct.com/?p=91907

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

As Israel pummels besieged Gaza, Egypt resists opening up to refugees
https://tinyurl.com/yeucfvbj

خطة إسرائيلية جديدة لمصر لتوطين أهالي غزة في سيناء
https://tinyurl.com/4rv8ukhm

فلسطينيون ممنوعون من اللجوء في أوروبا.. قرارات ترحيل معلّقة
https://tinyurl.com/547pvzbj

لبحث تداعيات حرب إسرائيل وغزة.. اجتماع أمني لوزراء الهجرة بأوروبا
https://tinyurl.com/2yr8hay7

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...