الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ تصدعات داخل الناتو والاتحاد الأوروبي

الاتحاد الأوروبي والناتو
فبراير 23, 2023

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

بون ـ  رشا عمار باحثة في التطرف والإرهاب

أمن دولي ـ تصدعات داخل الناتو والاتحاد الأوروبي

زاد التعاون الوثيق بين حلف شمال الأطلسي (الناتو) والاتحاد الأوروبي مؤخراً بدافع التداعيات الأمنية التي فرضتها الأزمة الأوكرانية، وبالرغم من ذلك؛ إلا أن التعاون بين المنظمتين يظل محفوف بالعديد من الخلافات التي تمثل حجر عثرة أمام تعاون أمثل ونتائج أفضل في المستقبل، خاصة فيما يتعلق بمجالات التعاون العسكري.

تُعرف منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنها منظمة عسكرية حكومية دولية تتكون من (30) دولة أوروبية وأمريكية شمالية. ويتمحورالهدف الرئيسي للناتو هو تنفيذ معاهدة شمال الأطلسي (NAT) التي تهدف إلى حفظ السلام وتشكيل دفاع جماعي ضد أي هجمات من الأطراف المهددة، والتي تتكون من (14) مادة تلخص واجبات الأعضاء والمبادئ التوجيهية والإجراءات الأخرى التي يمكن اتخاذها عند إبرام المعاهدة.

أما الاتحاد الأوروبي فهو كيان سياسي اقتصادي يضم (28) دولة، ويقدّر عدد سكان الاتحاد الأوروبي بنحو (513) مليون نسمة ويعتبر من أكبر التكتلات التجارية في العالم.

ويعد الاتحاد الأوروبي أكبر سوق في العالم  يضم (500) مليون مستهلك  ويتبع قواعد وقوانين شفافة وإطار عمل استثمارياً قانونياً آمناً. وتحرص المعايير المشتركة على أن يكون للاتحاد الأوروبي جهداً موحداً في ما يخص سلامة الأغذية والمنتجات.

خلافات وانقسامات حادة

عادت قضية الاستقلال الاستراتيجي الأوروبي إلى صدارة المناقشات الأمنية على جانبي المحيط الأطلسي في أعقاب انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وإعلان الاتفاق الأمني AUKUS بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وأستراليا.

لا تزال أوروبا منقسمة بشأن الدور الذي يجب أن تلعبه الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في الأمن الأوروبي ، مع اختلاف الآراء ليس فقط بين الدول الأعضاء ، ولكن أيضًا داخلها. يدعو البعض، على غرار الرئيس الفرنسي ماكرون، إلى تعزيز الدفاع الأوروبي، بينما يجادل آخرون بأن دوراً أكبر للاتحاد الأوروبي في القضايا الأمنية من شأنه أن ينتقص من حلف شمال الأطلسي.

كما تشير التصريحات الأخيرة للعديد من قادة الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي إلى خلافات كبيرة بينهم حول مسألة مفاوضات السلام بين روسيا وأوكرانيا، بشكل حاسم، انخرطت تركيا العضو في الناتو في سلوك مشابه لروسيا – غزو وضم أراضي الدول المستقلة (قبرص وسوريا)، والتشكيك في حدودها مع دولة مجاورة (اليونان)، والتحول نحو الاستبداد، وارتكاب انتهاكات واسعة النطاق لحقوق الإنسان. الاتحاد الأوروبي ـ انقسامات جديدة تعصف بتماسك التكتل من الداخل. بقلم جاسم محمد

مساحات جدية للتعاون

استضاف مركز الولايات المتحدة وأوروبا في بروكينغز في 8 ديسمبر 2022، حلقة نقاش للخبراء لاستكشاف التحديات والفرص أمام التعاون بين الاتحاد الأوروبي والناتو. تم تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع مؤسسة Konrad-Adenauer-Stiftung، وتميز بنشر ورقة جديدة بقلم جيوفانا دي مايو بعنوان “فرص تعميق التعاون بين الناتو والاتحاد الأوروبي”.

ومنذ بداية الأزمة الأوكرانية في فبراير عام 2022، زاد الناتو من وجوده العسكري في الجزء الشرقي من الحلف. ووفقاً لرواية حلف شمال الأطلسي جاء ذلك كنتيجة مباشرة لسلوك روسيا، الذي عكس نمطاً من الإجراءات العدوانية ضد جيرانها ما يعني أن روسيا تشكل التهديد الأكثر أهمية والمباشر لأمن الحلفاء والسلام والاستقرار في منطقة أوروبا الأطلسية .

مجموعات قتالية متعددة الجنسيات

عزز الحلفاء منذ فبراير 2022، مجموعات القتال الحالية، ووافقوا على إنشاء أربع مجموعات قتالية متعددة الجنسيات أخرى في بلغاريا والمجر ورومانيا وسلوفاكيا، وقد أدى ذلك إلى رفع العدد الإجمالي للمجموعات القتالية متعددة الجنسيات إلى ثمانية، ومضاعفة عدد القوات على الأرض بشكل فعال ووسع الوجود الأمامي لحلف الناتو على طول الجناح الشرقي للحلف، من بحر البلطيق في الشمال إلى البحر الأسود في الجنوب. كما أرسل الحلفاء سفنًا وطائرات وقوات إضافية إلى أراضي الناتو في أوروبا الشرقية ، مما عزز موقف الردع والدفاع للحلف، رداً على الحرب في أوكرانيا.

وافق الحلفاء في قمة الناتو (يونيو 2022 – مدريد)، على تعزيز المجموعات القتالية متعددة الجنسيات من الكتائب إلى حجم اللواء، أينما ومتى لزم الأمر.

تباين التقاليد الثقافية والمصالح الوطنية

وجد المراقبون ومحللي السياسات في دول الناتو أن الحلفاء لديهم تفاهمات مختلفة جذرياً للتطورات في أوكرانيا بعد تدخل روسيا عام 2014 في شبه جزيرة القرم ودونباس.

تعكس بعض هذه الاختلافات التقاليد الثقافية والمصالح الوطنية المتصورة، كما تشمل العوامل الرئيسية الأخرى كيف ينظر المؤلفون المختلفون إلى مفهوم “العدالة” – سواء كان مصدرها هو القانون الدولي ، أو التاريخ والهوية.

هذه الاختلافات، بدورها، تخلق وجهات نظر مختلفة للغاية حول ما قد يكون المزيج الأمثل للردع والتهدئة في ردود الفعل الغربية على الإجراءات الروسية.

خلافات حول تزويد كييف بالأسلحة

باستثناء بولندا، كانت الدول الأعضاء في الناتو من خارج الاتحاد الأوروبي، أي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتركيا، أكثر استعداداً في وقت مبكر لتزويد أوكرانيا بالمعدات العسكرية ، وخاصة الصواريخ والطائرات المسلحة بدون طيار .

من المرجح أن يظهر اختلاف في وجهات النظر والسياسات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي والأعضاء من خارج الاتحاد الأوروبي في التعامل مع الأمن الأوروبي. بالإضافة إلى ذلك ، يجب أن يكون النقاش داخل الاتحاد الأوروبي أكثر وضوحاً فيما يتعلق بدور ومكان الجهات الفاعلة الأوروبية الأربعة غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، المملكة المتحدة وتركيا والنرويج وأوكرانيا. أزمة أوكرانيا ـ إمدادات الأسلحة إلى أوكرانيا، الانقسامات والتداعيات

دور تركي غير واضح

لا يزال دور تركيا في الأمن الأوروبي في المناقشات التي تتم على مستوى الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك دورها المحتمل في السياسة الخارجية والأمنية المشتركة للاتحاد الأوروبي (CFSP) ، لا يزال غير محدد ، لكن من المتوقع أن تلعب دول الاتحاد الأوروبي دور أكبر في الأمن الأوروبي والتأكيد على أهمية الحوار المنظم بين تركيا والاتحاد الأوروبي بشأن الهيكل الأمني الأوروبي.

التناقض التركي يمكن الاستدلال عليه من خلال محورين: الأول؛ هو اتفاق اللحظة الأخيرة بين تركيا والسويد وفنلندا لتمهيد الطريق لعضوية دول الشمال الأوروبي في الناتو، حيث وضعت أنقرة نفسها بقوة إلى جانب حلفائها الغربيين في مواجهةروسيا. والثاني؛ يتعلق بمحاولات التقرب لروسيا بعيداً عن المعسكر الغربي، تمثل في حصول أنقرة على صواريخ روسية قبل ثلاث سنوات، ومؤخراً رفضها الانضمام إلى العقوبات المفروضة على روسيا بسبب حربها في أوكرانيا.

هل سيبقى الناتو متماسكاً؟

يتم بذل كل جهد لتقليل الاختلافات داخل حلف الناتو من أجل تجنب التفكك، بما في ذلك من خلال المكالمات المنتظمة مثل تلك التي يقودها الرئيس الأميركي جو بايدن، ولكن قد يكون من المستحيل تجنبها لأنها لا تعكس فقط تقييمات مختلفة قصيرة المدى حول الاستخبارات، ولكن خلافات جذرية حول مفهوم الأمن بوجه عام.

المحرك الفرنسي الألماني

احتفلت فرنسا وألمانيا بالذكرى الـ (60) لمعاهدة الصداقة بين البلدين في 22 يناير 2023، وسط توقعات متفائلة لتحسن العلاقات المتوترة بينهما، حيث أكد المستشار الألماني أولاف شولتس خلال احتفال ترأسه إلى جانب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بالمناسبة في جامعة السوربون في باريس أن “مستقبل” أوروبا يعتمد على “المحرك” الفرنسي – الألماني.

وقال إن “المستقبل، على غرار الماضي، يعتمد على التعاون بين بلدينا كمحرك لأوروبا موحدة”، واصفاً “المحرك الفرنسي-الألماني” بأنه “آلية تسوية” تتيح “تحويل الخلافات والمصالح المتباينة إلى عمل متطابق”. أمن أوروبا- الأزمة الأوكرانية، أي دور لِفرنسا؟

أسباب الخلاف بين فرنسا وألمانيا

شهد العام 2022 خلافات حادة بين فرنسا وألمانيا بعد أن وقعت ألمانيا على هامش مؤتمر حلف الناتو الأخير مع (14) دولة أوروبية أخرى، من دون فرنسا، على مشروع مشترك للدفاع الجوي أطلق عليه اسم “مبادرة درع السماء”، وذلك رغم أن فرنسا تعمل مع إيطاليا على تطوير مشروع مظلة مضادة للصواريخ باسم “مامبا”، وذلك في ضوء تعزيز القدرات العسكرية بعد الأزمة الأوكرانية

أعلن الرئيس الفرنسي في القمة الأوروبية في  15 ديسمبر 2022 أن بلاده بالتعاون مع البرتغال وإسبانيا تريد بناء خط جديد لنقل الهيدروجين وفي حالات الطوارئ الغاز أيضا بين برشلونة ومارسيليا، وهذا المشروع سيكون بديلاً لخطط بناء أنبوب لنقل الغاز بين إسبانيا وفرنسا عبر جبال البرينيه، والذي كانت تفضله ألمانيا، وقال ماكرون خلال القمة “ليس جيدا لألمانيا ولا لأوروبا أن تعزل ألمانيا نفسها”.

و سبق لإيمانويل ماكرون أن حذر برلين مما أسماه بـ”العزلة” داخل التكتل الأوروبي، معتبراً أنها “ليست جيدة لألمانيا ولا لأوروبا”. ويختلف البلدان بشأن استراتيجية وآليات مواجهة التضخم وضبط أسعار الطاقة وكذلك السياسة الأمنية ومشاريع التسلح، إضافة إلى الطاقة النووية.

تقيم وقراءة مستقبلية

– تبدو قضية الاستقلال الاستراتيجي، خاصة فيما يتعلق بشؤون الأمن والدفاع العسكري، اولوية قصوى لدى قادة الاتحاد الأوروبي، عززتها مؤخراً تداعيات الحرب الأوكرانية، لذلك يظل المقترح الفرنسي بضرورة إنشاء قوة عسكرية أوروبية موحدة محل دراسة جادة، رغم العقبات التي قد تواجه المشروع الذي من المتوقع أن تنكشف ملامحه في القريب العاجل، إذا ما استطاع قادة الاتحاد الأوروبي تجاوز تلك الخلافات فيما بينهم.

– تعد تصريحات المستشار الألماني أولاف شولتس حول أهمية التعاون الفرنسي الألماني، بما يعزز المصالح الأوروبية خلال الفترة المقبلة، باعتبار هذا التعاون هو المحرك الأوروبي، تعد غاية في الأهمية وتعكس الكثير من المؤشرات الإيجابية حول إمكانية تحويل الخلافات القائمة إلى تفاهمات مستقبلية تمثل عوامل قوة للبلدين، وتضفي قوة خاصة على مقومات دول الاتحاد الأوروبي.

– فيما يتعلق بمجالات الدفاع والأمن،  من المتوقع أن تتسع الخلافات ما بين فرنسا وألمانيا في مجالات الدفاع، وهذا ما يضعف المحور الفرنسي الألماني. هناك قلق فرنسي من دور جديد الى ألمانيا في مجالات الدفاع والأمن، فيما تشير كافة التقديرات الراهنة إلى تفوق الجانب الألماني في هذا الصدد.

– من المرجح أن يظهر اختلاف في وجهات النظر والسياسات بين أعضاء الاتحاد الأوروبي والأعضاء من خارج الاتحاد الأوروبي في الناتو بشأن التعامل مع الأمن الأوروبي، لذلك لا يتوقع أن يتسمر التعاون وثيق الصلة بين المنظمتين، خاصة في ظل تباين الآراء والمصالح.

رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=86618

جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

What if NATO members go to war against each other?
http://bit.ly/3DUNT0O

Is the NATO-EU divide an obstacle to a European foreign policy?
https://bit.ly/3XiCHlI

NATO’s military presence in the east of the Alliance
http://bit.ly/40N20z9

Experts from NATO countries disagree on how to approach Ukraine
http://bit.ly/3XdH4OU

Turkey gains much from NATO, but a rocky road lies ahead
http://bit.ly/3RMJF1a

معاهدة الإليزيه ـ شولتس يؤكد أهمية المحرّك الفرنسي الألماني لمستقبل أوروبا
http://bit.ly/3RJyE0J

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...