الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن دولي ـ الصراع على الغاز شرق المتوسط وانعكاساته على أمن أوروبا . بقلم داليا عريان

تركيا شرق المتوسط
أكتوبر 20, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ المانيا  و هولندا

إعداد : داليا عريان ـ  باحثة في المركز الأوروبي  Dalia Essa Erian Twitter

2 ـ أمن دولي ـ الصراع على  الغاز شرق المتوسط وانعكاساته على أمن أوروبا

كشفت أعمال التنقيب الأخيرة في الحوض الشرقي للبحر المتوسط عن كميات كبيرة من النفط والغاز، ودفعت هذه الاكتشافات إلى احتدام السباق بين الدول المطلة على شرق المتوسط وبالأخص تركيا واليونان في إبرام العديد من الصفقات العسكرية والاتفاقيات السياسية ما أدى لمزيد من التوتر بين البلدين. وباندلاع الحرب الأوكرانية وارتفاع أسعار الطاقة وتأرجح العلاقات بين روسيا وأوروبا تحول شرق المتوسط إلى بؤرة صراع، الأمر الذي يزيد مخاوف دول الاتحاد الأوروبي من هذه التحولات وتداعياتها الجيوسياسية والأمنية على موارد الطاقة في الوقت الذي تبحث فيه عن بدائل للغاز الروسي.

وتؤكد تركيا أن التنقيب عن الغاز والنفط في مياهها الإقليمية ومياه قبرص التركية حق لها ولا يمكن التنازل عنه، بحسب ما أكد نائب الرئيس التركي فؤاد أوقطاي في تصريحات صحافية  خلال شهر يوليو 2022 . وأشار أوقطاي إلى أن عمليات التنقيب تجري قرب قبرص التركية، مضيفا: “الحقوق في شرق المتوسط يتم الدفاع عنها بحزم ضد جميع أنواع الاستفزازات والمحاولات غير القانونية.. أي محاولة لاستبعاد تركيا والقبارصة الأتراك من شرق المتوسط لم ولن تنجح”. في المقابل، تقول اليونان إن تركيا تنتهك القانون البحري الدولي عبر التنقيب في المنطقة التي تعتبرها خاصة بها.  يذكر إن سفينة “عبد الحميد خان”  انطلفت مطلع شهر أغسطس 2022 ، في البحر المتوسط، وهي تعد رابع سفينة تركية تنقب عن النفط والغاز. أمن دولي ـ انعكاسات الصراع في شرق المتوسط على وحدة الناتو . بقلم داليا عريان

محاولات اليونان لكسب دعم أوروبا والولايات المتحدة

زادت حدة التوتر بين اليونان وتركيا، ركزت الأولى على استمالة الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لصالحها لترسيخ وجودها في شرق المتوسط وعزل تركيا بعيدا. وتعد فرنسا من أكثر دول الاتحاد دعما لليونان وفي 22 يناير 2022 وقعت فرنسا واليونان اتفاقية للتعاون العسكري المشترك لتعزيز العمل على المستويين التشغيلي والاستراتيجي لصد أي هجوم ضد أحدهما.

وتعد الاتفاقية هي الثانية في التعاون العسكري بين الدولتين بعد توقيعهما في 28 سبتمبر 2021 على اتفاقية الدفاع الثنائية، وبرر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الهدف من الاتفاقية دعم سياسية أوروبا الدفاعية وبناء قدرات عسكرية خاصة بها لنفي أي انحياز لليونان في خصامها الدائم مع تركيا. ولم يتوقف الدعم الفرنسي عند هذا الحد بل تسلمت اليونان 6 طائرات رافال في 20 يناير 2022 بعد طلبها للحصول على 18 طائرة رافال و3 فرقاطات من فرنسا بإجمالي 5.5 مليارات يورو.

أثار موقف باريس تساؤلات بشأن الاتفاقيات غير المسبوقة بين عضوين في حلف الناتو وتوقيت إبرامها ما يشير إلى أن الهدف الخفي وراء دعم فرنسا العسكري لليونان هو الضغط على تركيا في عملية التنقيب عن الغاز بالمتوسط رغم أنها حليف لهما في الناتو. وأكدت تصريحات المسؤولين الفرنسيين وزياراتهم المتبادلة مع اليونان على هذا الهدف، وفي 6 سبتمبر 2022 شددت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا خلال محادثتها مع نظيرها اليوناني في أثينا على أن بلادها ستكون لجانب اليونان وقبرص في حال تهديد سيادتهما.أمن شرق المتوسط … هل من مواجهة عسكرية مابين تركيا و اليونان ؟ بقلم جاسم محمد

استقبل ماكرون رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس خلال زيارته لباريس في 12 سبتمبر 2022، وأكد ماكرون مجددا مساندة بلاده لليونان رافضا أي اضطراب في شرق المتوسط ردا على تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان التي اتهم فيها اليونان باحتلال جزر إيجة. ونجحت محاولات اليونان في حشد القنوات الدبلوماسية لطرفها، وأبدى الاتحاد الأوروبي قلقه من تصريحات أردوغان وقال المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بيتر ستانو في 5 سبتمبر 2022 إن موقف تركيا يثير المخاوف ويتناقض مع جهود التهدئة في المتوسط مطالبا بتسوية الخلافات سلميا.

واستغلت أثينا التوتر بين أنقرة وواشنطن لتوطيد علاقتها بالثانية في أزمة المتوسط، وفي 12 مايو 2022 مددت اليونان اتفاقية دفاعية مبرمة مع الولايات المتحدة لمدة 5 سنوات ما يسمح للجيش الأمريكي الوصول لـ 3 قواعد في البر الرئيسي لليونان بجانب وجوده العسكري في جزيرة كريت، وتعتبر اليونان هذا التحالف المبرم في 15 أكتوبر 2021 ضروري لاستراتيجيتها الدفاعية، كما شددت الولايات المتحدة في 28 سبتمبر 2022 على أن سيادة اليونان على الجزر في بحر إيجة ليست موضع شك ردا على الرفض التركي للانتشار العسكري اليوناني في الجزر.

وتصر اليونان فيه على استكمال مشروع ” إيست ميد” المبرم في 2016 مع قبرص وإسرائيل لنقل الغاز الطبيعي بتكلفة 6 مليارات يورو بحلول عام 2025، تبدل موقف الولايات المتحدة من الدعم إلى التحفظ بهدف احتواء غضب تركيا التي تصف المشروع بـ ” الاختراق لجرفها القاري”، وقالت نائبة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند في 7 أبريل 2022 إن خط إيست ميد مكلف للغاية وغير مجدي اقتصاديا وسيستغرق 10 أعوام لمساعدة أوروبا في إيجاد بدائل للغاز الروسي.

 تركيا بديل لموارد الطاقة الروسية

تعرقل طموح تركيا خلال العاميين الماضيين بأن تصبح مركزا محوريا لنقل الغاز إلى أوروبا وأن تزيد من أنشطتها الاستكشافية في شرق المتوسط بسبب تدهور علاقاتها مع دول شرق المتوسط وصفقات اليونان في المنطقة مع قبرص وإسرائيل وإيطاليا ومصر والأردن بشأن الغاز، ما همش دورها في هذا الملف حتى أزمة الطاقة الراهنة  التي منحتها فرصة جديدة لتحييد خلافاتها مع بعض دول الاتحاد الأوروبي وأن تحول إخفاقاتها في شرق المتوسط إلى نقطة قوة لتصبح البديل عن روسيا في مد أوروبا بموارد الطاقة نظرا لأن لديها أكبر امتداد بحري في المتوسط، إضافة إلى أن أغلب خطوط أنابيب الغاز من غرب آسيا وآسيا الوسطى ستمر بتركيا ما يزيد من أهميتها في توريد الطاقة لأوروبا لتنجح تركيا في إضعاف موقف اليونان في أزماتهما المتتالية رغم جهود الثانية الدبلوماسية في حشد الدعم الدولي لصفها.

وتجدد الحديث عن إقامة خط أنابيب تحت البحر من تركيا إلى حقل ليفياثان في إسرائيل لنقل الغاز عبر تركيا لجنوب أوروبا، وفي 29 مارس 2022 أشار مسؤولون أتراك إلى استئناف المحادثات لإحياء الفكرة القائمة منذ سنوات لاسيما وأن الشركات المسؤولة عن الحقل تستهدف زيادة إنتاجه من 12 مليار متر مكعب سنويا إلى 21 مليارا ما يجعل تركيا وجهة مهمة لتصدير الغاز لأوروبا. وفي الوقت نفسه طرحت أنقرة خط أنابيب الغاز ” تاناب” العابر للأناضول كحل بديل في ظل توقف إمدادات الطاقة الروسية، وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن في 31 يوليو 2022 إن مشروع تاناب المشترك مع أذربيجان هو أحد البديلين الرئيسيين للغاز الروسي لأوروبا بعد مشروع نابوكو الناقل للغاز من شرق المتوسط إلى البحر الأسود عبر تركيا ثم إلى أوروبا.

 منطقة شرق المتوسط بديل للغاز الروسي

تحولت الأنظار إلى منطقة شرق المتوسط  منذ مطلع عام 2022، مع قطع موسكو إمدادات الغاز عن أوروبا عقب تأزم العلاقات بين الطرفين جراء الحرب الأوكرانية، ما دفع أوروبا لتغيير استراتيجيتها من الاعتماد المفرط على الغاز الروسي إلى تنويع مصادر الطاقة. وجاءت منطقة المتوسط في مقدمة هذه المصادر البديلة خاصة وأنها تحتوي على ما يقارب من 107 مليار برميل من النفط يمكن استخراجها ونحو 122 تريليون متر مكعب من الغاز غير المكتشف في منطقة بالقرب من قبرص.

أنقرة تنقيب شرق المتوسط

أنقرة تنقيب شرق المتوسط

وقعت المفوضية الأوروبية في 17 يونيو 2022  خلال الاجتماع السابع لمنتدى غاز شرق المتوسط مذكرة تفاهم مع مصر وإسرائيل لزيادة صادرات الغاز الإسرائيلي للأسواق الأوروبية عبر مصانع الغاز المسال المصرية الواقعة على ساحل المتوسط. وينظر الاتحاد الأوروبي إلى هذه الشراكة أنها فرصة مهمة لزيادة كمية الغاز المصدر لأوروبا من 7 مليار متر مكعب حاليا إلى 10 مليار متر مكعب بحلول عام 2023 وهي نسبة تشكل 2.5 % من إجمالي احتياجات أوروبا من الغاز ما يسمح لأوروبا التحكم في ضبط حركة سوق الطاقة وأسعاره. وبالتزامن مع هذا الاتفاق زار رئيس الوزراء الإيطالي وقتها ماريو دراغي إسرائيل لبحث العمل المشترك للاستفادة من موارد شرق المتوسط في إطار خطة أوروبا للتخلي عن الغاز الروسي. أدوار حلف الناتو في شرق المتوسط بين الخلافات الداخلية و فعالية الأداء الميداني

نجح الاتحاد الأوروبي بتسليط الضوء على دور المتوسط بتأمين حاجة دوله من موارد الطاقة خلال فعاليات منتدى شرق المتوسط، وفي الوقت نفسه يعول الاتحاد على مشروع إيست ميد كبديل آخر للخروج من مأزق الطاقة خاصة وأن نظرته تختلف عن الولايات المتحدة تجاه المشروع في شرق المتوسط لذا تمول دول أوروبا المشروع رغم العواقب التي تواجه استكماله وجعلته محل انتقاد الكثيرين من المسؤولين الغربيين وعلى رأسهم المسؤولين الأمريكيين لعدم قدرته على سد ثغرات الطاقة التي يعاني منها السوق الأوروبي.

التقييم

أدخلت التطورات الأخيرة في الحرب الأوكرانية خط الغاز “نورد ستريم 1 ” الرابط بين روسيا وأوروبا في 26 سبتمبر 2022 وأوقف روسيا إمدادات الغاز إلى أوروبا عبر الخط نفسه في 2 سبتمبر 2022،  وهذا سبب أزمة طاقة جسيمة مع استمرار ارتفاع الأسعار العالمية واقتراب فصل الشتاء. وتعقد الوضع كثيرا في شرق المتوسط مع تصاعد نزاعات الطاقة والحدود بين أثينا وأنقرة في ظل تصريحات شديدة اللهجة وتحركات عسكرية بالمنطقة ما يجعل شرق المتوسط نقطة مشتعلة تهدد أمن الطاقة الأوروبي.

ومع تزايد الاهتمام الأوروبي بشرق المتوسط وموارده، تتصاعد التوترات الجيوسياسية بين دول المنطقة وخاصة بين تركيا واليونان بحثا عن حقول غاز وإقامة مشاريع جديدة لنقل الغاز الطبيعي إلى أوروبا. وتفرض معطيات المشهد الحالي على الاتحاد الأوروبي وضع استراتيجية مغايرة لتحقيق أكبر استفادة من ثروات شرق المتوسط عبر تحجيم التوتر بين تركيا واليونان دون تبني أي سياسة منحازة لطرف على الآخر لاسيما وأن بعض دول أوروبا أظهرت دعم أكبر للثانية خلال الفترة الماضية، وفي الوقت الذي برز فيه الدور التركي في ملف الطاقة كونه ممر رئيسي للغاز في المتوسط سترتكز خطة التكتل الأوروبي على رعاية مباحثات مستقبلية بين الخصمين لنزع فتيل الأزمة وضمان وصول الغاز من شرق المتوسط إلى أوروبا دون مواجهة أي اضطرابات محتملة.

رابط مختصر ..https://www.europarabct.com/?p=84376

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

الهوامش

توقيع اتفاقية للتعاون العسكري المشترك بين فرنسا واليونان

https://bit.ly/3rgxCgi

وزيرة الخارجية الفرنسية تعد بمساعدة اليونان في حالة تهديد سيادتها

https://bit.ly/3xZs25C

The French-Greek Partnership: Beyond the Eastern Mediterranean

https://bit.ly/3fqSYEY

“ليس لدينا وقت”.. فكتوريا نولاند: خط أنابيب الغاز بين إسرائيل وأوروبا غير قابل للحياة

https://bit.ly/3SzhGB6

أنقرة: خط “تاناب” يمثل بديلا لإمدادات الغاز الروسي إلى أوروبا

https://bit.ly/3rei3pc

The Eastern Mediterranean Could Strengthen Europe’s Energy Security

https://bit.ly/3E6SY7g

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...