الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

أمن أوروبا ـ منظومة “درع السماء” الأوروبي، هل تنجح بسد الثغرات ؟ جاسم محمد

درع السماء
ديسمبر 01, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ المانيا  و هولندا

جاسم محمد باحث في الأمن الدولي ورئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ بون

أمن أوروبا ـ  منظومة “درع السماء” الأوروبي، هل تنجح بسد الثغرات ؟

أثار إعلان المستشار الألماني مشروع “درع السماء الأوروبية” الكثير من التكهنات حول الدور الذي سوف تلعبه ألمانيا داخل الناتو وداخل الاتحاد الأوروبي في مجالات الدفاع والأمن، ومايزيد في التسائولات، هو إن هذا المشروع جاء بعد إعلان سابق من هذا العام، بان الحكومة الألمانية خصصت مايقارب( 120 )مليار يورو لتطوير قدراتها في مجال الدفاع والأمن وتطوير “جهوزية” الجيش الألماني للنهوض بمهامه داخل الناتو. المشروع الألماني، أثار مخاوف بعض الدول الأوروبية أكثرها فرنسا، بسبب التراكمات التاريخية، وما ارتكبه “الرايخ الثالث ” خلال الحرب العالمية الثانية  1943 من جرائم وتهديدات للأمن الدولي.

وقعت وزيرة الدفاع الألمانية كريستيانة لامبرشت يوم 13 نوفمبر 2022 مع وزراء أوروبيين على بيان بشأن ما يسمى بمبادرة نظام (درع السماء)، وذلك على هامش اجتماع “الناتو” في بروكسل.  ومايهدف له هذا المشروع  هو سد ثغرات في مظلة الحماية الحالية بحلف “الناتو” في أوروبا. وسوف تستثمر ألمانيا بشكل كبير في الدفاع الجوي في السنوات المقبلة، ولتنفيذ ذلك فأن نظام الدفاع الجوي الجديد  سوف يُصمم  بطريقة يمكن مشاركة دول أوروبا الأخرى في هذا المشروع.

أعلن المستشار الألماني أولاف شولتز لأول مرة عن الدرع المضاد للصواريخ في خطاب ألقاه في براغ في أغسطس 2022 ، عندما قال إن البلاد ستستثمر بشكل كبير في دفاعها الجوي خلال السنوات المقبلة حيث أن القارة “لديها الكثير من اللحاق بالركب”. وقال إن مثل هذا النظام المتكامل سيكون أكثر كفاءة وفعالية من حيث التكلفة مما لو قامت كل دولة ببناء أنظمتها المعقدة الخاصة بها. [1] أمن قومي ـ ألمانيا تحول نوعي في الدفاع والتسلح

ألمانيا تطلق مبادرة جديدة للدفاع الجوي

التقى وزراء دفاع الدول المشاركة على هامش اجتماع الناتو في بروكسل في أعقاب إعلان المستشار شولتز من أجل التوقيع على مبادرة “درع السماء الأوروبية (  ESSI). [2]

وقال حلف الناتو في بيان، إن “المبادرة ستعزز دفاعه الجوي والصاروخي المتكامل، وهي مهمة تعمل على استقرار وحماية المجال الجوي للناتو”. وقال نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ميرسيا جيوانا: “هذا الالتزام أكثر أهمية اليوم، ونحن نشهد الهجمات الصاروخية الوحشية والعشوائية من قبل روسيا في أوكرانيا، مما أسفر عن مقتل المدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية. وفي هذا السياق، أرحب بشدة بقيادة ألمانيا في إطلاق المبادرة الأوروبية لدرع السماء”.[3]

وجاء تعليق الحكومة الألمانية، بإن ألمانيا وأكثر من اثني عشر شريكا في حلف شمال الأطلسي يهدفون إلى شراء أنظمة دفاع جوي بشكل مشترك لحماية أراضي الحلفاء من الصواريخ ، ويتطلعون إلى نظام ( Arrow 3 ) الإسرائيلي ووحدات باتريوت الأمريكية ووحدات ( IRIS-T ) الألمانية من بين الخيارات المتاحة.  وأوضحت وزيرة الدفاع الألمانية كريستين لامبرخت خلال مراسم في مقر حلف شمال الأطلسي في بروكسل حيث وقعت 14 دولة على خطاب نوايا “بهذه المبادرة نفي بمسؤوليتنا المشتركة عن الأمن في أوروبا – من خلال تجميع مواردنا”.

يذكرإن إستونيا لم تكن حاضرة في ذلك الجتماع ولكنها جزءًا من المبادرة التي أطلق عليها اسم “درع السماء الأوروبي” “European Sky Shield” وتضم في المجموع نصف أعضاء الناتو – بما في ذلك ألمانيا وبريطانيا وسلوفاكيا والنرويج ولاتفيا والمجر وبلغاريا وبلجيكا والتشيك وفنلندا وليتوانيا وهولندا ورومانيا وسلوفينيا.[4]

آلية عمل نظام الدفاع Arrow 3”  

يعتبر نظام (أرو3 أو “حيتس3) أي “السهم”، نظام دفاع صاروخي ظل قيد التطوير في إطار التعاون الإسرائيلي الأمريكي لعدة مراحل. من جانب الولايات المتحدة ، تشارك شركة تصنيع الطائرات الأمريكية “بوينج” في المشروع وتم استخدام” Arrow ” منذ منتصف عام 2010. قادر على اعتراض الصواريخ بعيدة المدى عالية جداً فوق الأرض ، مما يوفر درعًا دفاعاً صاروخياً فعالاً ضد هجمات العدو. تعتبر من أفضل الأنظمة المضادة للصواريخ الباليستية في العالم. حتى الآن ، لم يكن لدى القوات المسلحة الألمانية أي أنظمة مماثلة يمكن أن تكون بمثابة دروع دفاع صاروخي في ألمانيا. [5]

ومن بين الأنظمة التي من المرجح شراؤها هي( IRIS-T   ) الألمانية الصنع ، ونظام باتريوت الأمريكي ونظام( Arrow ) الإسرائيلي المصمم لتحييد التهديدات بعيدة المدى. وقالت لامبرخت، وزيرة الدفاع الألمانية، إنه تم بالفعل إجراء اتصالات مع الشركات المصنعة. ورحب نائب الأمين العام لحلف الناتو، “ميرسيا جيوان”، بإنشاء المبادرة، قائلاً في بيان إن “هذا الالتزام أكثر أهمية اليوم، حيث نشهد الهجمات الصاروخية والعشوائية التي شنتها روسيا في أوكرانيا ، مما أسفر عن مقتل مدنيين وتدمير البنية التحتية الحيوية”.[6]

وافقت على المشروع الألماني( 14 ) دولة في الناتو لشراء درع دفاع صاروخي ، الأمر الذي أثار انزعاج فرنسا لا تشارك فرنسا في المشروع الذي يضم أنظمة ألمانية وأمريكية وربما إسرائيلية. يهدف مشروع الدرع الصاروخي هذا إلى تكوين نوع من “غطاء متعددة الطبقات” لحماية الدول الأوروبية من الهجمات بالصواريخ ذات المدى المختلف ومن بعض الطائرات بدون طيار والمروحيات.  يشمل تصميم “درع السماء” شراء أنظمة IRIS-T بمدى يبلغ حوالي 30 كم (تم تطويره بواسطة الشركة الألمانية Diehl Defense) ) وأنظمة باتريوت (المصنعة من قبل شركة( Raytheon الأمريكية) التي يمكن أن توفر حماية تصل إلى ما يقرب من 200 كم. [7] أمن دولي ـ عقيدة حلف “الناتو” النووية وسيناريوهات الرد على موسكو

أما الحديث عن دعم الصندوق  فسيكون من خلال مشاريع الاستحواذ المشتركة من قبل ثلاث دول على الأقل وكلما زاد عدد الدول الأعضاء المشاركة زادت المساعدات المالية التي سيحصلون عليها.  وستكون الأهلية هي نفسها بالنسبة لصندوق الدفاع الأوروبي.  [8]

تطوير قدرات الجيش الألماني

وتشمل خطة وزارة الدفاع الألمانية لتطوير قدراتها، برنامج للطائرات المقاتلة( 4.5 ) للقوات الجوية الألمانية ؛ طائرات هليكوبتر المضادة للغواصات (ASW) و (ASuW)  للبحرية الألمانية ، أنظمة الاشتباك خارج للفرقاطات الألمانية( F124  )مروحيات البحث والإنقاذ (SAR) للقوات المسلحة الاتحادية الألمانية ؛ مروحيات الرفع الثقيل للجيش الألماني ؛ توربينات غازية لأربع سفن قتالية متعددة الأدوار (MKS 180) للبحرية الألمانية ؛ وحدات مرجعية بالقصور الذاتي قابلة للتطوير في الفضاء (SSIRU-L) لـ SARah ، كوكبة الأقمار الصناعية لاستطلاع الرادار في ألمانيا ؛ نظام الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل (TLVS) للجيش الألماني؛ مروحيات نقل كبيرة ذات محركين للشرطة الفيدرالية الألمانية ؛ خدمات الكشف عن الصواعق للمساعدة في دعم عملاء صناعة الطيران لمكتب الأرصاد الجوية الألماني(  (DWD  [9]

ويظهر الرفض الفرنسي جلياً لمبادرة الدفاع الجوي الأوروبية، حيث انتقد الرئيس إيمانويل ماكرون مشروع “درع السماء الأوروبية” الذي تقوده ألمانيا لتفضيلها الصناعات على السيادة من وجهة نظر فرنس. واضاف ماكرون في كلمة ألقاها: “أوروبا لم تعد آمنة من ضربات الصواريخ والطائرات بدون طيار […] لأن التكنولوجيا توفر الآن للخصوم وسيلة توجيه الضربات عن بعد”.

ويضيف “ديكسمود” في طولون “إن الدفاع الجوي لقارتنا هو قضية استراتيجية وموحدة ومتعددة الأوجه لا يمكن اختزالها في تعزيز صناعة وطنية أو طرف ثالث على حساب السيادة الأوروبية”.[10]

ماذا يعني درع السماء لأوكرانيا

يمكن أن يكون للمبادرة تأثير محدود على القدرات الدفاعية المضادة للصواريخ في أوكرانيا ومن المفيد ان يكون هناك تنسيق في إنتاج وشراء الأسلحة المضادة للصواريخ وهو جزء من الخطة. وستكون الدول المشاركة قادرة على تحسين هذه العملية من خلال إصدار أوامر مشتركة والتفاوض على شروط العقود معًا، مع تعديل التوزيع أيضًا لاحتياجات كل عضو.  أما ألمانيا ، فمن المرجح أن تنتهز هذه الفرصة لتكثيف إنتاج أنظمة( IRIS-T )الخاصة به  وهذا من شأنه أن يزيد فرص أوكرانيا بالحصول على نظام( IRIS-Ts  ) في المستقبل القريب.[11]

ينبغي لأوكرانيا على المدى المتوسط ، أن تكون قادرة على الانضمام إلى مبادرة “درع السماء الأوروبية . تمتلك القوات المسلحة الأوكرانية الخبرة والمعدات اللازمة لتقديم مساهمات قيمة في هذا المجال. وإلى جانب( IRIS-T ) تستخدم أوكرانيا بالفعل نظام( NASAMS  ) والذي يمكن أن يلعب دوراً رئيسياً في المشروع . وتقوم القوات الأوكرانية حالياً ببناء نظام دفاع مضاد للصواريخ كامل حول الأسلحة الغربية الحديثة ، مما يعني أنها ستمتلك قريبا أيضا القدرة التقنية لتصبح لاعباً متساوياً في مبادرة”درع السماء الأوروبية”.[12] الجيش الألماني ـ مساعي لتعزيز الجُهُوزِيَّة وتحويل المسار

النتائج

تشهد ألمانيا، عهد جديد مع حكومة المستشار الألماني الأشتراكي أولاف شولتز، بعد ان حكومة المستشارة الألمانية ميركل من الاتحاد المسيحي الديمقراطي أكثر من ستة عشر عاماً، وكأن ألمانيا تدخل عهداً جديدا. فبعد إن كانت ألمانيا توصف فقط ب “قاطرة” الاقتصاد الأورروبي والتي انقذت عدد من دول جنوب أوروبا في السنوات الماضية من الكوارث الأقتصادية، اليوم تتجه ألمانيا نحو تطوير قدراتها العسكرية القتالية.

ـ تدرك ألمانيا جيداً بان القرار السياسي الألماني والأوروبي يحتاج |إلى “رافعة” او داعم لكي يكون مسموعاً ومؤثراً وفاعلاً، خاصة في النزاعات والصراعات الدولية.

وهذا ما كان واضحاً في مؤتمر برلين واحد وبرلين أثنين حول ليبيا، والذي يمكن وصفه بانه مؤتمرا هش، لم يتمكن من تنفيذ مخرجاته، رغم مابذلته الحكومة الألمانية من جهود.

ـ دخلت ألمانيا مرحلة جديدة في مجال الأمن والدفاع، في أعقاب حرب أوكرانيا وبالتوازي مع حكومة المستشار شولتز، لتطوي حقبة جديدة في مجال الأمن والدفاع، وهذا يعني إن ألمانيا ستكون لها مشاركات”قتالية” خارج اراضيها، ضمن قوات أممية أو أوروبية وغير مستبعد ان تنفرد بمهام جديدة في النزاعات الدولية. وهذا يتطلب من ألمانيا مراجعة دستورها ( النظام الأساسي الألماني) لكي تنتقل مهام الجيش الألماني من الدعم اللوجستي إلى المهام القتالية.

ـ الرفض الفرنسي، وتحديداً من الرئيس ماكرون، يكشف تصدع جديد في المحور الفرنسي الألماني، وهذا من شأنه ان ينعكس على قوة الاتحاد الأوروبي الذي لم يعد يتحمل كثيرا من التصدعات.

ـ بات متوقعا ان تنفرد فرنسا بمشاريع تسلح مع الولايات المتحدة وبريطانيا أكثر من المشاركة داخل الاتحاد الأوروبي. يذكر بإن فرنسا تُعد من اقوى دول أوروبا مابعد بريطانيا في مجالات الدفاع والتسلح والمظلة النووية.

ـ إن مشروع”درع السماء الأوروبية”مهما كان فهو لايمكن ان يكون بديلا لمظلة “الناتو” والحماية الأمريكية، وغير مستبعد إن المبادرة الألمانية هذه جاءت في أعقاب مخاوف ألمانية من تهديدات محتملة من روسيا.

ـ إن خطط ألمانيا في مجالات الدفاع والأمن هذه ممنكن ان تؤثر سلبا على اقتصاد ألمانيا، فمازالت هناك انتقادات واسعة للمستشار الألماني حول ميزانية الدفاع التي تقدر ب 120 مليار يورو، المقرر ان تحصل عليها الحكومة من صندوق خاص يقوم على الأستدانة الداخلية، وهذا ما وصفته بعض الأطراف السياسية الألمانية بان هذا سيكون تجاوزاً على حقوق الأجيال القادمة، كون الأقتراض يتم تسديده من  حسابات ورصيد الأجيال القادمة مستقبلاً.

ـ مشروع “درع السماء الأوروبية” و أنظمة( IRIS-T ) المضادة للصواريخ، هي مشاريع مكلفة جدا وتصنيعها ايضا يستغرق وقت طويل ، وهذا يعني ان هذه النظمة سوف لايكون لها تأثير فعال في حرب أوكرانيا وان حصلت أوكرانيا على  نظام الدرع الصاروخي الألماني أنظمة ( IRIS-T ) فهي لاتستطع حماية أو تغطية مساحات واسعة في أوكرانيا، وهذا يعني انها سوف لاتغير شيء في حرب أوكرانيا.

ـ إن مشروع “درع السماء الأوروبية” ممكن ان يعزز “روح القومية ” داخل أوروبا، تحديدا داخل الاتحاد الأوروبي، ويأتي بالتماشي مع تشكيل قوة أوروبية موحدة للدفاع عن أوروبا وكذلك المشاركة في النزاعات الدولية كقوة سريعة الحركة.

بات ينبغي على دول أوروبا، تعزيز سياسات التكامل في مجالات الدفاع والأمن بالتوازي مع التعاون ألاستخباراتي، رغم ذلك يعتبر في باب الطموحات الأوروبية ويستغرق سنوات طويلة.

نشر في مجلة المجلة اللندنية

رابط مختصر ..https://www.europarabct.com/?p=85442

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات

هوامش

[1]NATO States Back German-led Anti-Missile Shield for Europe

bit.ly/3GvEVtf

[2]Germany launches initiative for new air defence

bit.ly/3tQ2kOm

درع الفضاء”.. 15 دولة أوروبية تعلن عن بناء منظومة دفاع جوي صاروخي[3]

bit.ly/3Xqcxyz

[4]Germany, NATO allies aim to jointly procure air defence systems

bit.ly/3i5TWaM

أمن دولي – “القبة الحديدية” لحماية الأجواء الألمانية، مدى الكفاءة والفاعلية[5]

bit.ly/3TQkbQ1

[6]Fifteen European countries unite to boost air defence capabilities

bit.ly/3GyiKTa
[7]Germany unites 14 NATO countries to buy missile defense shield, much to the annoyance of France

bit.ly/3i1b0ip
[8]Berlin wants a pan-European air defense network, with Arrow 3 ‘set’ as first step – Breaking Defense

bit.ly/3GzEApi

[9]Germany – Aerospace/Defense/Security

bit.ly/3hUSN5T
[10]France’s Macron takes shots at European air defense initiative

bit.ly/3Xqo7dk
[11]France’s Macron takes shots at European air defense initiative

bit.ly/3Xqo7dk

[12]Test drive: How Ukraine could strengthen Europe’s Sky Shield Initiative

bit.ly/3VkLaV3

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...