الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

التضليل الإعلامي والحرب النفسية في النزاعات الدولية ـ أزمة أوكرانيا 

أزمة أوكرانيا و الإعلام
مارس 18, 2022

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا  وهولندا

 إعداد: سهام عبدالرحمن، باحثة في المركز الأوروبي، مختصه في الارهاب الدولي

التضليل الإعلامي والحرب النفسية في النزاعات الدولية ـ أزمة أوكرانيا

تؤثر وسائل الإعلام على الأفراد في المجتمع بشكل كبير فقد يكون تأثيرها إما على مدى الإدراك لديه، أو على مدى تكوين اعتقاداته، أو على تكوين وجهات نظره تجاه الأحداث التي تدور من حوله، وتكمن أهمية وسائل الاعلام بأن العقل البشري لا يتوقف عمله فقط على استقبال المعلومات من الصحف، أو الكتب، أو الأخبار التلفزيونية، أو مواقع الويب، وإنما يقوم العقل بتحويل كل ما يحصل عليه من معلومات إلى معرفة، واستنتاجات لأمور أخرى، ومبادئ جديدة تتعلّق بما يدور من حوله.

مدي تأثير الأخبار المفبركة

الأخبار عموماً لها تأثير مهم على مواقف الشعوب أثناء الاضطرابات، وهذا ما يدفع الدول للسيطرة على الرأي العام عن طريق التحكم فيها واستغلت العديد من الجهات السياسية المواقع الإلكترونية لنشر المعلومات المضللة والمفبركة في الأحداث الهامة والحروب، وهذا ما شهدته تغطية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مع بدء الغزو الروسي لأوكرانيا انتشرت أخبار بعضها كاذب وبعضها غير دقيق عن مجريات الحرب والموقف على الأرض، وحفلت وسائل الإعلام المختلفة بالعشرات من الأخبار غير الموثوقة، منها الكاذبة كلياً ومنها ما يعرض نصف الحقيقة فقط المراد نشره، ومنها الملون الذي يتم فيه التلاعب فيه بالألفاظ والمصطلحات، التي تكاد تكون وقوداً يزيد لهيب الحرب.

تغطية إعلامية عنصرية

يستخدم مقدمو البرامج والمراسلون عبر القنوات التلفزيونية التي تسيطر عليها بعض الحكومات، لغة انفعالية ويعرضون صور معينة بهدف رسم أوجه تشابه تاريخي بين لعملية العسكرية الروسية الخاصة في أوكرانيا وحرب الاتحاد السوفيتي ضد ألمانيا النازية، ويتبنى مسار التغطية التلفزيونية بشكل كامل ما قاله الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من دون أي إثباتات، بأن أوكرانيا تستخدم النساء والأطفال وكبار السن كدروع بشرية.

استغلال منصات مواقع التواصل الاجتماعي

عمليات التضليل المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي أصبحت جزءاً لا يتجزأ من المواجهة والصراع، وإلزامية توظيف المادة لصناعة الصورة السائدة على هذه المنصّات، وبالتالي صناعة الحالة النفسية لرواد هذه المنصات كل طرف يحاول نزع أدوات القوة الناعمة للطرف الآخر ما يجعل في النهاية ما يصل إلينا عن الحرب يختلف بشكل متفاوت عما يجري في الواقع على الأرض، والمواطن يتلقى المعلومات التي يتاح له الحصول عليها من وسائل الإعلام الداخلية التي تسيطر عليها الدول والتي لديها مفاهيم وتصورات معينة عن العالم وترغب في توصيل صورة محددة للمواطن لما هو حادث يتماشى مع هذا التصور.

أخبار كاذبة تداولتها وسائل الإعلام خلال أزمة أوكرانيا 

 انتشرت بكثافة من ضمن الأخبار الكاذبة خبر “شبح كييف” في 25 فبراير 2022 وهي قصة اعتُبر أنها تمنح الشعب الأوكراني الشجاعة والأمل وتتحدث القصة عن مقاتل طيار أوكراني استثنائي للغاية يُقال إنه أسقط بمفرده ست طائرات روسية منذ بداية الغزو، وانتشرت صور وفيديوهات عن الأمر، حتى أن بعض التغريدات عن القصة تمت مشاركتها عدة آلاف من المرات، لكن مؤخراً تم التحقق من أن أحد الفيديوهات التي تتحدث عن القصة تم التلاعب فيه ببراعة وكان مصدره الرئيسي جانب من لعبة فيديو تسمى Digital Combat Simulator World. وأكد متحدث باسم شركة Digital Combat Simulator World لوكالة رويترز للأنباء أن المادة الفيلمية من اللعبة بالفعل.

انتشر أيضاً فيديو مصور في 4 مارس 2022 لجنود من الرجال والنساء قُيل إنهم من روسيا يحتفلون ويرقصون قبل التوجه إلى أوكرانيا، لكن فريق تقصي الحقائق في دويتشه فيله أكد من خلال عملية (التحقق العكسي) أن الفيديو لم يكن لجنود روس وإنما لجنود من أوزبكستان وأن تاريخه يرجع إلى عام 2018. ومن هذه الأخبار ما نشرته وسائل إعلام روسية بأن أوكرانيا هي من بدأ الحرب وأن روسيا تقوم فقط بإنهائها، هذه التصريحات جاءت على لسان ماريا زاخاروفا، المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، في منشور لها على فيسبوك صورت خلاله الغزو الروسي لأوكرانيا كجزء من صراع أوسع كان مستعراً لسنوات. كما زعمت زاخاروفا أيضاً أن أوكرانيا خططت لإبادة ممنهجة لسكان دونباس”.

ومنها أيضاً خبر الضربة الروسية في 1 مارس 2022 حيث نشر وسائل الأعلام خبر الضربة الروسية التي استهدفت برجاً تلفزيونياً في العاصمة الأوكرانية كييف، بينما في الوقت نفسه كان التلفزيون الروسي يعلن أن أوكرانيا هي المسؤولة عن الضربات التي تتلقاها مدنها. كذلك فيديو قيل إنه لطيار روسي يستعرض قوته في سماء أوكرانيا، إلا أن الإدعاء غير صحيح، فالفيديو لا علاقة له بأوكرانيا وهو في الحقيقة مشاهد من لعبة فيديو، أيضاً يدعي ناشروها أنها تظهر الأسطول البحري الصيني وهو متجه لقصف تايوان، إلا أن الصورة تظهر في الحقيقة حاملة طائرات صينيّة خلال مناورة عام 2017، فيديو قيل إنه يُظهر قصفاً روسياً على أوكرانيا. لكن الفيديو في الحقيقة تصميم رقمي منشور قبل أشهر، فيديو يدعي ناشروه أنّه يظهر إسقاط طائرة روسية بصاروخٍ أوكراني، إلا أن الفيديو في الحقيقة يظهر سقوط طائرة فوق سماء مدينة بنغازي الليبية عام 2011، فيديو يدعي ناشروه أنه يُظهر إنزالاً جوياً روسياً في سماء أوكرانيا، إلا أن الفيديو في الحقيقة منشور على الإنترنت منذ العام 2016.

تحركات روسية تشدد القيود علي الوسائل الإعلامية

أعلنت الحكومة الروسية أن أي وسائط إعلامية روسية لن تقوم بحذف المحتويات التي تنتهك اللوائح، سيجرى حظرها، وينطبق هذا أيضاً على نشر معلومات غير صحيحة عن قصف مدن أوكرانية ومقتل مدنيين في أوكرانيا خلال عمليات للجيش الروسي وتم بالفعل حظر العديد من الوسائط الإعلامية، أرسلت الهيئة المنظمة للاتصالات في روسيا، خطابات تحذير لعشر مؤسسات إعلامية، متهمةً إياها بنشر معلومات مزيفة عن الأحداث في أوكرانيا، وأمرت المؤسسات الإعلامية بحذف المعلومات المسيئة، وإلا فستحظر مواقعها الإلكترونية ومصادرها الإعلامية، وفرضت هيئة تنظيم وسائل الإعلام (روسكومنادزور) في 4 مارس 2022 قيوداً على الوصول إلى أربع وسائل إعلام مستقلة، بما فيها النسخة الروسية من الـ”بي بي سي” بطلب من النيابة العامة.

بات يحظر على وسائل الإعلام في روسيا استخدام مصطلحات مثل “هجوم” أو “غزو” أو “إعلان الحرب” في تغطية الحرب ضد أوكرانيا. وتصف موسكو الحرب بأنها “عملية خاصة” عسكرية، كما منعت وسائل الإعلام الروسية من استخدام أي معلومات غير تلك التي تقدمها السلطات والتي تصور غزو أوكرانيا على أنه مجرد “عملية خاصة”. كما طالبت محرك البحث جوجل بإزالة ما تصفه بـ “المعلومات الكاذبة عن تكبد الجيش الروسي خسائر”، وبحسب وكالة رويترز للأنباء، فقد أبطأت وكالة الرقابة الروسية سرعات التحميل على تويتر بسبب “التقارير المضللة” عن “العملية العسكرية الروسية الخاصة”، وقيّدت الوصول إلى فيسبوك.

تم بالفعل حجب المواقع الإلكترونية لكل من قناة Dozhd التلفزيونية المستقلة والمحطة الإذاعية الليبرالية الشعبية إيكو موسكيف بسبب مزاعم عن بثهما دعوات للتطرف والعنف، والنشر الممنهج لمعلومات كاذبة حول تحركات الجيش الروسي. وهددت وكالة الرقابة الإعلامية الروسية وسائل الإعلام بفرض الغرامات والحظر ما لم تتخذ الإجراء المناسب، وكذلك فرض عقوبات صارمة على نشر معلومات كاذبة عن القوات المسلحة الروسية منها فرض غرامات باهظة والسجن لمدة تصل إلى 15 عاماً.

التقييم

ولكن من السهل فحص الصور والأخبار عن طريق الرجوع لمحركات البحث. وهو ما جعل كثيرين يكتشفون التزوير المتعلق بهذه الصور أو الأخبار في حالة وجود شك. يتعين على متلقي الاخبار القيام بالبحث عن نفس القصة أو المقطع أو الخبر من مصادر مختلفة لكنها جديرة بالثقة على شبكة الإنترنت، إذ سيساعد العثور على قصة مماثلة على الإمساك بطرف الخيط للوصول إلى القصة الحقيقية، وفي حالة الشك في مقتطف صوتي أو صورة أو مقطع مصور، قم بإدخال هذا الجزء في محرك البحث غوغل أو محرك بحث DuckDuckGo  ثم أبحث عن نسخة أخرى مشابهة بعد ذلك يمكن المقارنة بين النسختين.

يمثل رصد واكتشاف بعض الآثار عن وجود تلاعب أكبر تحدي، لكن هناك بعض الجوانب قد تساعد في الأمر مثل وجود لقطات غير متسقة أو تغير في نبرة الصوت أو جودته وغيرها مهما كانت صغيرة، فقد تكون مفيدة وعليك أن ثق في حواسك البصرية والسمعية وأسال نفسك دائماً: هل يبدو الأمر منطقياً؟.

رابط مختصر: https://www.europarabct.com/?p=80672

*جميع الحقوق محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

الهوامش

1- Ukraine war: How a ‘fact-checking’ website is spreading Russian propaganda
https://bit.ly/3w8oNbN

2-  غزو أوكرانيا.. حين تكون الأخبار الكاذبة وقوداً يزيد لهيب الحرب!
https://bit.ly/3tfogTB

3-  “التزييف العميق”.. هكذا يمكنك اكتشاف فبركة الصوت والصورة
https://bit.ly/3JjFV1Z

4-  الخطاب الإعلامي في خضّم الحرب في أوكرانيا يثير الغضب في الشرق الأوسط
https://bit.ly/3qc7nY5

5-  السلطات الروسية تُحكم قبضتها على الإعلام في خضم غزو أوكرانيا
https://bit.ly/3tp4SE1

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...