موقف دول أوروبا من التطورات في إدلب السورية…ألمانيا
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا- وحدة الدراسات والتقارير “3”
تعيش ألمانيا حاله من القلق من الأوضاع في محافظة إدلب السورية ، فاستعادة السيطرة علي إدلب سيمهد لاستعادة السيطرة على مدن شمال سوريا وبالتالى عودة المقاتلين ذوى الجنسيه الألمانيه إلى وطنهم ، وأحتمالية وجود موجة لاجئين قد تصل إلى أعتاب ألمانيا، لذلك أعلنت رغبتها في تنشيط مشاركتها في الأزمة السورية، ودعت للتخلص من مشكلة عودة المقاتلين الأجانب ، وتسعى السلطات الألمانية لتحريك العملية السياسية مجددا من أجل حل سياسي للنزاع فى سوريا.
عديد المقاتلين الأجانب مع الجماعات المتطرفة
أعلنت الحكومة الألمانية فى مايو 2018أن أكثر من (1000) جهاديا سافروا من ألمانيا إلى سوريا والعراق خلال الأعوام الماضية من أجل الانضمام لجماعات إرهابية هناك، بينها تنظيم “داعش”، كما التحق (243) شخصا بالمقاتلين الأكراد، وهناك دلائل على أن نحو(170) جهاديا منحدرين من ألمانيا لقوا حتفهم خلال القتال، أو في ظروف أخرى في سوريا أو العراق،والسلطات الألمانية ليس لديها معلومات محددة عن عدد الأشخاص الذين انضموا من بين هؤلاء لتنظيم “داعش” أو جماعات أخرى، وكان بحث أجرته أجهزة الأمن الألمانية في عام 2016 أظهر أن (35%) من الإسلامويين، الذين غادروا ألمانيا لا يحملون سوى الجنسية الألمانية، و(27%) منهم مزدوجي الجنسية،فيما عاد من إلى ألمانيا نحو (300) فرد، وسبق للحكومة الألمانية وأعلنت أنها تتوقع عودة أكثرمن (100 ) طفل إلى ألمانيا معظمهم من الرضّع، وهم من أبناء المقاتلين الألمان الذين انضموا إلى “داعش”.
موقف الحكومة من المقاتلين الأجانب وعودتهم إلى ألمانيا
ذكر تقرير فى مايو 2018 أن الحكومة الألمانية تعتزم تجريد أولئك الأشخاص من جنسيتها، ضمن مشروع قانون سيعرض على البرلمان عام 2019، أعلنت النيابة العامة الاتحادية الألمانية فى ديسمبر 2017، أنها بصدد ملاحقة النساء العائدات من سوريا والعراق بعد أن كن منضمات لصفوف التنظيم، حتى وإن لم يشاركن في أعمال قتالية، فالحكومة تعى مدى خطورة هؤلاء العائدين على أمن المجتمع ،وما تسعى له الحكومة الألمانية هو استرجاع رعايها من العراق من خلال الحكومة العراقية، وفي سوريا من خلال منظمة الصليب الأحمر والجماعات المسلحة الأخرى، رغم أن التقارير السرية كشفت عن وجود اتصالات إلى الحكومة الألمانية مع النظام السوري، إلى جانب فرنسا وإيطاليا، بهدف الحصول على المعلومات حول عمل التنظيم والمقاتلين الأجانب من ألمانيا وأوروبا بضمنها البيانات الشخصية.
ردود الأفعال من التطورات في إدلب
تعهدت وزارة الخارجية الألمانيه للولايات المتحدة الأمريكية فى أكتوبر 2018 بتقديم دعم في المساعدات الإنسانية لسوريا، حال وقوع هجوم سوري على محافظة إدلب، آخر معقل رئيسي لفصائل المعارضة السورية، وأكدت أن ألمانيا على استعداد لتحمل المسؤولية .
أكدت المتحدثة باسم ميركل “مارتينا فيتز” فى قمة أسطنبول حول النزاع السوري التى دعا لها ” رجب طيب اردوغان ” فى أكتوبر 2018، إنه سيتم خلالها بحث “الوضع في إدلب وتطبيق اتفاق سوتشي الروسي التركي الذى يشمل تعهد تركيا بإلحاق المعتدلين من التنظيمات المتطرفة في إدلب بالمجموعات المعتدلة ،ويتيح الفرصة أيضاً للمقاتلين الأجانب للعودة إلى أوطانهم بموافقة سلطات بلادهم، خلاف ذلك، ستتم متابعة العملية السياسية برعاية الأمم المتحدة ولا سيما بداية أعمال لجنة الدستور”.
صرحت وزارة الخارجية الألمانية فى سبتمبر 2018 بأن ألمانيا ستواصل المشاركة في المفاوضات حول إدلب السورية مشيرة إلى ترحيب برلين بالاتفاقات التي تم التوصل إليها بين الرئيسين الروسي والتركي في سوتشي،وأعربت عن ارتياحها لـ “بروز هذا التفاهم” ومن أجل ذلك كانت ألمانيا “في الأسابيع الأخيرة تجري مفاوضات مع الجانبين الروسي والتركي”.
موقف الحكومة الألمانيه من الحل السياسي للملف السوري
أعلن “”هايكو ماس” وزير الخارجية الألماني فى أبريل 2018 إن بلاده تتمتع بدور وساطة خاص يسمح لها بإبقاء نافذة الحوار مع روسيا بشأن الأزمة السورية مفتوحة،وأكد أنه علينا أن نستغل هذه اللحظة لتحريك العملية السياسية مجدد ، وأن الصراع السوري بحاجة إلى حل يتم التوصل إليه عبر التفاوض وتشارك فيه كل القوى في المنطقة.
أعلنت السلطات الألمانية فى سبتمبر 2018 أن المانيا على استعداد “للمساهمة في اعادة إعمار” سوريا اذا تم التوصل إلى”حل سياسي” يؤدي إلى”انتخابات حرة” في هذا البلد،وانه من مصلحة ألمانيا أن تصبح سوريا بلدا مستقرا، وعليهم أن يعيدوا إعمارها،وإنه إذا كان هناك حل سياسي يؤدي إلى انتخابات حرة في نهاية المطاف، فإننا مستعدون لتحمل المسؤولية في إعادة الإعمار” وأضافت “لا الروس ولا الإيرانيون ولا الأتراك سيكونون قادرين على القيام بذلك بمفردهم” .
زاروفدا برلمانيا رسميا من الحزب الحاكم في ألمانيا وبعض الأحزاب الأخرى سوريا ، كما جرى في محادثات مع الجانب السوري و جولات اطلاعية في المناطق المحررة من الإرهاب، وأكدت عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشعب السوري الدكتورة “نورا أريسيان” أن الوفد البرلماني الألماني قام بزيارة رسمية إلى سوريا ويتألف الوفد من 7 أعضاء ، ويمثل أعضاء الوفد حزبين “الحزب البديل من أجل ألمانيا” من البرلمان الاتحادي “بوندستاغ”، وهناك ثلاثة أعضاء من البرلمان المحلي.
وترى المستشارة الألمانية “أنغيلا ميركل” أن رئيس النظام السوري بشارالأسد يجب أن يشارك في أي مفاوضات تهدف إلى حل الأزمة السورية،وعلينا أن نتحدث مع أفرقاء كثيرين، وهذا يشمل الأسد وكذلك أيضاً أطرافاً آخرين، ليس فقط مع الولايات المتحدة الأميركية وروسيا ولكن أيضاً مع شركاء إقليميين مهمين، إيران السعودية”.
مستقبل المقاتلين الأجانب حملة الجنسية الالمانية في ادلب
يقول “سنان أولجن” وهو دبلوماسي تركي سابق ومحلل لدى مركز كارنيجي في أوروبا “المشكلة الأساسية هي المقاتلون الأجانب لأنه لم يعد لديهم مكان يلجأون إليه”، وأكد أن “المبدأ الأساسي هو فرق تسد… محاولة التفرقة على مستوى جذري… قد يكونون جميعهم جهاديين لكن ربما تكون ميولهم مختلفة فيما يتعلق بنزع السلاح”.
وأدركت ألمانيا خطر عودة المقاتلين الأجانب، وهذا ما دفعها للمشاركة في العمليات العسكرية، فالمقاتلين الأجانب ليس لديهم خيار إلا القتال حتى النهاية بعد أن سدت في وجوههم سبل الخروج من إدلب إلى أي منطقة أخرى ، كذلك لا يمكن أن يكون لهم أي مستقبل أو حقوق سياسية في سوريا، و أفضل سبيل لمواجهة خطر هؤلاء المقاتلين هو مواجهتهم في ساحة المعركة والقضاء عليهم في سوريا، ، وهناك شبه إجماع من أجهزة المخابرات العالمية على التخلص من المقاتلين الأجانب الموجودين على الأراضي السورية وعدم ترحيلهم إلى بلدانهم، وإذا قرروا العوده فإن تركيا تعمل على ذلك ولكن لا تتحمل تبعات ما سيحدث لهم .
توصيات
لابد من التعاون الاستخباري في رصد ومتابعة العناصر الخطرة فى إدلب وتبادل المعلومات، وزيادة الجهد من أجل حل سياسي للنزاع فى سوريا، دعم الاتفاق الموقع مع موسكو بشأن محافظة إدلب السورية ،مع ضرورة أن يكون هناك قانون في المراحل القادمة لتسجيل الأطفال ابناء المقاتلين الاجانب بسوريا ، ولابد من مراقبة الحدود ، وتعد الدبلوماسية لها الأولوية في حل الأزمة السورية ، كذلك مواصلة الجهود الرامية لإيجاد سلام تحت رعاية الأمم المتحدة”.
هوامش
رابط مختصر :https://www.europarabct.com/?p=48212
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات