الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة الإرهاب ـ التحولات الأمنية في مواجهة داعش في سوريا والعراق. ملف

Iraq-syria-ct2
أبريل 23, 2025

المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI  وحدة الدراسات والتقارير”1″

ملف  مكافحة الإرهاب ـ التحولات الأمنية في مواجهة داعش في سوريا والعراق

1 ـ مكافحة الإرهاب ـ داعش في العراق، القدرات، المخاطر، والتدابير الأمنية

شهد العراق منذ عام 2014 صعود تنظيم “داعش” كأخطر تنظيم إرهابي تمكن من السيطرة على أجزاء واسعة من أراضيه، معلنًا ما سماه بـ”دولة الخلافة”. وعلى الرغم من الهزيمة العسكرية التي ألحقتها به القوات العراقية والتحالف الدولي في نهاية 2017، إلا أن التنظيم لم يُهزم أيديولوجيًا وأمنيًا بالكامل، إذ عاد ليُمارس نشاطه عبر خلايا سرية وهجمات متفرقة. تهدف هذه الدراسة إلى تحليل واقع التنظيم الحالي، قدراته، وحجم تهديده، وتقديم مقترحات عملية للحكومة العراقية، خاصة جهاز مكافحة الإرهاب، للحد من خطورته.

حجم تنظيم داعش في العراق بعد 2017

رغم انهيار الهيكل الإداري والعسكري العلني للتنظيم، تشير التقديرات إلى أن عدد عناصر داعش في العراق يتراوح بين 1,000 إلى 2,000 عنصر، موزعين على شكل خلايا نائمة أو مجموعات صغيرة في مناطق نائية. يتواجد التنظيم بشكل خاص في مناطق: ديالى، كركوك، صلاح الدين، نينوى، والحدود مع سوريا. التنظيم يحتفظ بشبكة دعم لوجستي ومجتمعي محدودة، ويعتمد على التهريب والجباية المحلية لتأمين الموارد.مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ ما هي حجم تهديدات داعش لألمانيا؟

القدرات والإمكانيات العسكرية والتنظيمية الحالية

يعتمد داعش على تكتيكات العصابات: الاغتيالات، الكمائن، العبوات الناسفة، واستهداف القرى النائية. لا يمتلك التنظيم حاليًا قدرات للسيطرة على المدن أو خوض معارك مفتوحة، لكنه يحتفظ بمرونة حركية عبر الجبال والمناطق الوعرة. يستثمر الفوضى السياسية، والتوترات الطائفية، والخلافات بين الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان، لإعادة التموضع. لا يشكل داعش تهديدًا استراتيجيًا بقدر ما يمثل تهديدًا تكتيكيًا يعرقل الاستقرار ويستنزف الأجهزة الأمنية. خطر التنظيم يكمن في استهداف المدنيين، وتعطيل جهود إعادة الإعمار، وإثارة الفتن الطائفية. كما أن احتمال تمدد التنظيم عبر الحدود من سوريا يشكل خطرًا مستمرًا، في ظل هشاشة الوضع الأمني في الجانب السوري.

مصادر تمويل داعش في العراق ؟

​ لا يزال تنظيم “داعش” يحتفظ بقدرات مالية تمكنه من تنفيذ هجمات وتمويل خلاياه في العراق في عام 2025، ، رغم خسارته للأراضي التي كان يسيطر عليها.  تعتمد مصادر تمويله على مجموعة من الأنشطة غير المشروعة والطرق السرية.​ أبرزها :

الابتزاز والإتاوات المحلية: يواصل التنظيم فرض إتاوات على السكان المحليين، خاصة في المناطق الريفية والنائية، من خلال التهديد بالعنف أو تقديم “حماية” مزعومة. كما يقوم بابتزاز أصحاب الأعمال والتجار للحصول على أموال.​

التهريب والاتجار غير المشروع: ينخرط التنظيم في تهريب النفط، الآثار، والأسلحة، مستفيدًا من ضعف الرقابة على الحدود والمناطق الصحراوية. كما يشارك في الاتجار بالبشر والمخدرات لتمويل أنشطته.​

التحويلات المالية السرية: يستخدم “داعش” شبكات الحوالة غير الرسمية لتحويل الأموال بين أفراده وخلاياه، مما يصعب تتبعها من قبل السلطات. كما يستغل العملات الرقمية لنقل الأموال بسرية.​

دعم من مؤيدين خارجيين: يتلقى التنظيم تبرعات من مؤيدين له في الخارج، سواء عبر تحويلات مالية مباشرة أو من خلال جمعيات خيرية تعمل كواجهة لجمع الأموال.​

هل تحول تنظيم داعش الى اللامركزية في العراق؟

إن تنظيم “داعش” لم يعد تنظيمًا مركزيًا كما كان خلال فترة سيطرته على “الخلافة” بين 2014 و2017، بل تحول إلى تنظيم لا مركزي يعتمد على الشبكات والخلايا المتفرقة.

ـ خسارة الأراضي ومراكز القيادة، بعد انهيار سيطرة التنظيم على المدن الكبرى كالموصل والرقة، فقد “داعش” بنيته الإدارية المركزية التي كانت تُدار عبر “ولايات” و”ديوانيات” مركزية.

ـ ضربات التحالف الدولي والقوات العراقية، العمليات العسكرية والقصف المكثف أسفر عن مقتل معظم قادة الصف الأول، مما أدى إلى فراغ في القيادة وصعوبة في اتخاذ قرارات موحدة.

ـ صعوبة التنقل والاتصال، أصبحت الحدود والأراضي الخالية من الرقابة أقل، وتم تفكيك أغلب شبكات الاتصالات التقليدية، ما أجبر التنظيم على الاعتماد على خلايا محلية تتصرف باستقلالية نسبية.

دلائل اللامركزية اليوم

ـ الخلايا النائمة، تعتمد معظم هجمات “داعش” في العراق الآن على خلايا صغيرة تنشط في مناطق محددة (مثل ديالى، صلاح الدين، كركوك، والأنبار)، وتنفذ عمليات بأسلوب حرب العصابات.

ـ غياب العمليات المتزامنة والواسعة النطاق لم يعد التنظيم قادرًا على تنفيذ هجمات معقدة ومنسقة على نطاق وطني، وهو ما يعكس غياب القيادة الموحدة والتنسيق المركزي.

ـ التركيز على التمويل الذاتي المحلي، الخلايا تجمع التمويل من مصادر محلية (إتاوات، تهريب، ابتزاز)، دون الاعتماد الكبير على تمويل مركزي من قيادة موحدة.

“داعش” اليوم قد فقد مركزيته ولكنه لم ينتهِ،  بل تبنّى نموذجًا جديدًا يشبه “نشاط شبكي”، ما يجعله أكثر مرونة وخطورة على المدى الطويل، إذ يمكنه العودة متى ما توفرت بيئة مضطربة أو فراغ أمني.

ما علاقة داعش في العراق مع ولاية خراسان في افغانستان ؟

ـ توجد علاقة أيديولوجية وتنظيمية عامة بين “داعش في العراق” و”داعش ولاية خراسان” ، لكن العلاقة ليست هرمية تقليدية بل تُدار ضمن إطار لا مركزي لتنظيم  داعش . دلائل العلاقة:الولاء لقيادة داعش المركزية ، فرع “ولاية خراسان” أعلن بيعته لأبي بكر البغدادي عام 2015. ولا يزال حتى اليوم يُعلن ولاءه لزعيم  تنظيم “داعش”، “أبو حفص الهاشمي القرشي”، بحسب إعلام التنظيم مؤخرًا. لكن هذا الولاء لا يعني أن “ولاية خراسان” تتلقى أوامر مباشرة من قيادة داعش في العراق، بل تتحرك إلى حد كبير بشكل مستقل.مكافحة الإرهاب ـ واقع تنظيم “داعش” 2025

ـ يشترك كلا الفرعين في الإيديولوجيا السلفية الجهادية المتشددة.يريان نفسيهما جزءًا من “الخلافة العالمية”، ويروجان لخطاب العداء للدول الغربية، والشيعة، وطالبان.

ـ لا توجد قيادة مركزية بين الفرعين، ولكن يُحتمل وجود تواصل غير منتظم عبر: وسطاء ميدانيين.، أنظمة اتصالات آمنة عبر تطبيقات مشفرة أو الحوالات.، رموز مشتركة في إعلام التنظيم مثل “النبأ”، أو مقاطع الفيديو التي تشيد بعمليات كل فرع.

كلا الفرعين يستخدم منصة إعلامية مشتركة مثل وكالة “أعماق”، مما يُظهر تنسيقًا رمزيًا في الخطاب. أحيانًا يتبادلون  يروّجون لعمليات بعضهم البعض، لإبراز “وحدة التنظيم عالميًا”.

ـ لا توجد أدلة قوية على تنسيق مباشر بين الفرعين في العمليات أو التمويل. كل فرع يعمل في بيئة جغرافية خاصة به، ويمول أنشطته بشكل مستقل. ومع ذلك، يشكل كلاهما جزءًا من استراتيجية “داعش العالمية” لإبراز البقاء والتمدد بعد سقوط الخلافة.

ـ “داعش العراق” يواجه القوات العراقية والحشد الشعبي، و “ولاية خراسان” تخوض صراعًا وجوديًا مع حركة طالبان، وتعتبرها “مرتدة” ومتواطئة مع أمريكا. هذا الاختلاف في “العدو” المحلي ينعكس في طبيعة العمليات والخطاب “الجهادي”.

ما علاقات داعش في العراق وسوريا؟

توجد علاقة قوية ووثيقة بين تنظيم داعش في العراق وتنظيم داعش في سوريا، وهي تختلف عن العلاقة بين “داعش العراق” و”داعش خراسان” (التي هي أضعف وأكثر رمزية). العلاقة بين فرعي العراق وسوريا هي في الأساس علاقة أصل ونشأة وهيكلية وتنظيمية وعملياتية:

ـ نشأ تنظيم داعش أساسًا في العراق باسم “الدولة الإسلامية في العراق” بعد 2006، ثم توسع إلى سوريا بعد 2011 عقب الثورة السورية. في عام 2013، أعلن أبو بكر البغدادي دمج “جبهة النصرة” في سوريا مع “الدولة الإسلامية في العراق لتشكيل ما أسماه: “الدولة الإسلامية في العراق والشام  ـ داعش” وهو ما رفضه” الجولاني” ونتج عنه انشقاق النصرة وبقاء داعش كتنظيم ممتد في سوريا والعراق.

ـ وحدة القيادة المركزية كانت القيادة العليا أبو بكر البغدادي ثم خلفاؤه تشرف على كل “الولايات”، سواء في العراق أو سوريا، من موقع مشترك غالبًا على الحدود. معظم قرارات التعيين والإعفاء والعمليات الكبرى كانت تأتي من قيادة موحدة.

ـ التنقل والتمركز عبر الحدود، الحدود بين العراق وسوريا (الأنبار ـ دير الزور ـ الحسكة) كانت نقطة تمركز وعبور مهمة للتنظيم. بعد خسارة الرقة والموصل، انسحب قادة ومقاتلو التنظيم عبر الحدود لإعادة التمركز. كانت آخر معاقل التنظيم على الحدود في منطقة الباغوز بسوريا، حيث قاتل فيها مقاتلون من العراق وسوريا سويًا.داعش و”الجهاديون” في تقارير الاستخبارات الأوروبية (ملف)

ـ التنسيق العملياتي والإعلامي،العمليات كانت تُخطط وتُنفذ أحيانًا عبر تنسيق مشترك بين الفرعين، مثل:

الهجمات على سجون في الحسكة وسنجار. العمليات على القوافل العسكرية المشتركة. الإعلام الرسمي (مثل وكالة “أعماق”، مجلة “النبأ”) يعرض أنشطة الفروع بسلاسة، ما يُظهر ارتباطًا تنظيميًا شديدًا.

ـ وحدة البنية الإدارية كان للتنظيم بنية موحدة تشمل “ديوان الأمن”، “ديوان القضاء”، “ديوان الزكاة”… تعمل في كلا الفرعين بنفس المنهج. حتى بعد سقوط “الخلافة”، بقي هذا النموذج الإداري قائمًا جزئيًا في جيوب التنظيم السرية.

التدابير والإجراءات الأمنية

ـ تعزيز قدرات جهاز مكافحة الإرهاب.

ـ دعم الجهاز بالموارد المالية والتقنية والاستخبارية.

ــ تحديث طرق التدريب والتجهيز لمواجهة تكتيكات العصابات.

تمكين الجهاز من التنسيق مع أجهزة الأمن الأخرى (الجيش، الشرطة الاتحادية، استخبارات الداخلية).

ـ التركيز على العمل الاستخباري الوقائي: اختراق الخلايا النائمة. تحليل البيانات ومراقبة الاتصالات. تطوير بنك معلومات موحد عن المطلوبين والخطرين.

ـ التنسيق الدولي والإقليمي: استمرار التنسيق مع التحالف الدولي. تفعيل الاتفاقيات مع سوريا ودول الجوار لضبط الحدود.  إعادة إعمار المناطق المحررة ودمج العائلات النازحة. تنفيذ برامج نزع التطرف وإعادة التأهيل. وإصلاح الخطاب الديني ومكافحة الدعاية المتطرفة عبر الإنترنت.

 

2 ـ مكافحة الإرهاب ـ جهود التحالف الدولي والحكومة السورية الانتقالية لمحاربة داعش

طالما استغل داعش الفراغات الأمنية، والانقسامات الطائفية، والمناطق الخارجة عن سيطرة الدولة. في الوقت الراهن، لا يزال التنظيم نشطًا في المناطق الوسطى والشرقية من سوريا، خصوصًا في البادية، حيث يشن هجمات على قوات النظام وقوات سوريا الديمقراطية. وقد انتقل التنظيم إلى مرحلة ما بعد الخلافة، متبنيًا تكتيكات حرب العصابات، والاغتيالات، والتخريب. قيادته لا تزال مرنة ومتحركة، بينما تستمر الاتصالات بين سوريا والعراق عبر قنوات سرية. كما أن للتنظيم نفوذًا في مراكز الاحتجاز مثل مخيم الهول، حيث تستمر عمليات التجنيد والتلقين، خاصة بين النساء والأطفال.

حجم وقوة التنظيم في سوريا

تشير التقديرات إلى أن عدد مقاتلي داعش النشطين في سوريا يتراوح بين 1000 و2000 عنصر، إضافة إلى آلاف المؤيدين المنتشرين ضمن شبكات قبلية أو في مخيمات اللاجئين. رغم فقدانه السيطرة الإقليمية، لا يزال التنظيم يحتفظ بقدرات عملياتية لافتة، لا سيما في المناطق الصحراوية قليلة السكان. التمويل يأتي من الابتزاز، والتجارة غير المشروعة خاصة النفط، والتهريب، وبعض التبرعات الخارجية. أما تسليح التنظيم، فرغم صعوبته، يعتمد على مخازن الأسلحة المتروكة، وعمليات الكمائن. التجنيد يتركز على الشباب المهمش، خصوصًا في دير الزور والرقة.

العلاقة بين داعش سوريا وداعش العراق

يحافظ الجناحان السوري والعراقي للتنظيم على علاقة عضوية وتكاملية، مبنية على التنسيق الأيديولوجي واللوجستي. رغم وجود قيادة موحدة، يُمنح كل فرع هامشًا من الاستقلال التكتيكي. تمر عبر الحدود شبكات تهريب للمقاتلين والأسلحة والأموال. وتحدث أحيانًا عمليات مشتركة، خاصة في وادي الفرات. غالبًا ما يتناوب القادة بين العراق وسوريا، مما يطمس الخط الفاصل بين الساحتين. لكن اختلاف السياقات المحلية قد يؤدي أحيانًا إلى تباين في الأولويات. مكافحة الإرهاب ـ داعش في العراق، القدرات، المخاطر، والتدابير الأمنية

التنافس بين داعش وباقي الجماعات “الجهادية

يواجه داعش عداءً مستمرًا من قبل جماعات جهادية أخرى، أبرزها هيئة تحرير الشام التي تسيطر على أجزاء من إدلب، وتعتبر داعش تهديدًا مباشرًا. أما جماعة حراس الدين المرتبطة بالقاعدة، فتحافظ على علاقة متوترة وغير مستقرة مع داعش، تتخللها أحيانًا اشتباكات. الخلافات الأيديولوجية بين نهج “الجهاد” العالمي والمحلي تزيد من حدة الانقسامات. رغم عدوانيته وعزله النسبي، فإن إصرار داعش على «نقاء العقيدة» يمنحه مكانة رمزية بين التيارات السلفية “الجهادية”.

الأطراف الإقليمية والدولية التي قد تغذي داعش

رغم الإدانة العالمية لداعش، إلا أن التنظيم يستفيد بشكل غير مباشر من الفوضى الإقليمية ومن حسابات بعض الجهات الفاعلة. يلمح بعض المحللين إلى احتمال استغلال أجهزة استخباراتية للجماعات “الجهادية” كورقة ضغط، وإن كان إثبات ذلك صعبًا. التدخلات الإقليمية، كلها تخلق حالة من اللااستقرار يستفيد منها التنظيم. كما أن التردد الدولي، كخفض الوجود الأمريكي، يمنح داعش مجالًا لإعادة التموضع. المساحات الخارجة عن السيطرة، كالبادية، توفر ملاذًا للتنظيم وخلاياه.

أسلوب عمل تنظيم داعش في سوريا خصوصا في البادية ؟

البادية السورية تمتد من وسط سوريا حتى الحدود العراقية، وهي منطقة شاسعة، قليلة السكان، ذات تضاريس صعبة،جبال، صحارى، ممرات وعرة، مما يجعلها مثالية للتمويه والتحرك دون رصد. وبسبب كبر المساحة وقلة الكثافة السكانية، تفتقر الدولة السورية وقوات سوريا الديمقراطية إلى السيطرة المحكمة، مما يوفر فراغًا أمنيًا. تُستخدم البادية كمنطقة عبور آمنة بين سوريا والعراق لنقل السلاح والمقاتلين.

التكتيكات العسكرية لداعش في البادية

ـ الكمائن والهجمات الخاطفة: ينصب داعش كمائن على الطرق العسكرية والإمداد التي تستخدمها قوات النظام أو “قسد”. يعتمد على عنصر المفاجأة، حيث يهاجم ثم ينسحب بسرعة إلى مناطق وعرة أو كهوف يصعب تتبعها.

ـ الاغتيالات الفردية: يقوم عناصر التنظيم باغتيال عناصر محليين أو قادة ميدانيين موالين للنظام أو لـ “قسد” في القرى المتاخمة للبادية. تُنفذ عمليات القتل في الأسواق أو أثناء تنقل الأهداف، وغالبًا بأسلحة كاتمة للصوت. التخفي والتغلغل في المجتمعات المحلية، بعض عناصر التنظيم يندمجون في القرى كـ “مدنيين”، ويجمعون معلومات استخبارية. تُستخدم هذه المعلومات لاحقًا لتحديد أهداف الهجمات أو الضغط على العشائر المتعاونة مع النظام أو “قسد”.

ـ الألغام والعبوات الناسف: ينشر التنظيم ألغامًا أرضية وعبوات على الطرقات الرئيسية والفرعية في البادية . تستخدم هذه الوسائل لإعاقة تحركات القوات النظامية، وتكبيدها خسائر دون اشتباك مباشر.

ـ الهجمات الليلية: غالبًا ما ينفذ التنظيم هجماته بعد غروب الشمس، مستفيدًا من ضعف الرؤية الجوية والبرية، وضعف التنسيق بين القوات المنتشرة في الصحراء.

السيطرة المؤقتة على نقاط وبلدات: أحيانًا يسيطر التنظيم على حواجز أو قرى نائية لساعات أو أيام قليلة. الهدف ليس الاحتفاظ بالأرض، بل إرسال رسائل قوة، والحصول على غنائم ،سلاح، ذخيرة، مؤن. أما التمويل  فيحصل التنظيم على الأموال من خلال الاتاوات من المهربين في البادية، سرقة المواشي والمحاصيل وتهريب النفط من الآبار الصغيرة. مكافحة الإرهاب ـ واقع تنظيم “داعش” 2025

جهود التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والحكومة السورية الانتقالية لمحاربة داعش

تواجه قوات محاربة داعش في البادية عدة تحديات أبرزها: ضعف الطيران والاستطلاع الليلي، نقص الخرائط الدقيقة للمخابئ والكهوف ، صعوبة ملاحقة مجموعات صغيرة، متحركة، وتعرف المنطقة جغرافيًا. هشاشة التنسيق بين النظام و”قسد” في هذه المنطقة. ​في عام 2025، شهدت جهود مكافحة تنظيم داعش في سوريا تطورات ملحوظة على المستويين الدولي والمحلي، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد وتولي أحمد الشرع رئاسة الحكومة الانتقالية.​ مكافحة الإرهاب ـ هل يستطيع “داعش” استغلال الفراغ السياسي والأمني في سوريا؟

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن تقليص عدد قواتها في سوريا من حوالي 2,000 إلى أقل من 1,000 جندي خلال الأشهر المقبلة، مع الحفاظ على القدرة على تنفيذ ضربات جوية ضد داعش. وفي إطار عملية “العزم الصلب نفذت القيادة المركزية الأمريكية عمليات جوية استهدفت مواقع لتنظيم داعش في وسط سوريا، مما أدى إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم وتدمير شحنات أسلحة. ​ حث الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الحكومة السورية الانتقالية على الانضمام إلى التحالف الدولي ضد الجماعات المتطرفة، مشددًا على أهمية التعاون الدولي الشامل في هذا الصدد.

أعلنت الحكومة السورية الانتقالية استعدادها لتولي إدارة مخيمات معتقلي داعش التي كانت تحت إشراف قوات سوريا الديمقراطية، بهدف تعزيز السيطرة الأمنية وتقديم حلول مستدامة لقضية المعتقلين. أفادت السلطات السورية بإحباط مخطط لتنظيم داعش كان يستهدف تفجير مرقد السيدة زينب في ضواحي دمشق، مما يعكس جهود الأجهزة الأمنية في التصدي للتهديدات الإرهابية.  وعقد الرئيس السوري أحمد الشرع لقاءً مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني في قطر، حيث تم التأكيد على ضرورة تعزيز التعاون لمواجهة داعش والعمل على استقرار المنطقة. ​

 

3 ـ محاربة التطرف ـ مخيم الهول في سوريا، بؤرة للتطرف وتهديد مستدام للأمن الإقليمي

منذ هزيمة تنظيم داعش ميدانيًا في سوريا والعراق، ظهرت معضلة إنسانية وأمنية جديدة تجسدت في الآلاف من النساء والأطفال المرتبطين بالتنظيم، الذين تم احتجازهم في مخيمات تابعة للإدارة الذاتية في شمال شرق سوريا. أبرز هذه المخيمات هو مخيم الهول، الذي تحول إلى ما يشبه “الخلافة المصغرة” داخل أراضي خاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية (قسد). ورغم مرور أكثر من خمس سنوات على سقوط داعش، لا تزال هذه المخيمات تمثل تهديدًا أمنيًا وإنسانيًا كبيرًا.

يحتفظ التنظيم بما يصل إلى 6,000 مقاتل في أفغانستان، وحوالي 3,000 مقاتل في العراق وسوريا، وأنه يعمل على تعبئة وتوسيع نشاطاته في غرب أفريقيا، حيث يشكل ما بين 2,000 إلى 3,000 مقاتل في مالي وبوركينا فاسو والنيجر. مع سقوط نظام الأسد في سوريا في عام 2024، تم تسليط الضوء من جديد على وضع التنظيم في سوريا، وبشكل خاص على الأعداد الكبيرة من مقاتلي داعش وعائلاتهم المحتجزين من قبل قوات سوريا الديمقراطية. يشكل داعش تهديدًا بسبب عدم الاستقرار وضعف الحكومة في البلاد، مما يخلق خطرًا على تعافيه. ولا تزال قوات سوريا الديمقراطية في حالة صراع مسلح مع جماعات المعارضة السورية الأخرى منذ سقوط الأسد. مكافحة الإرهاب ـ هل يستطيع “داعش” استغلال الفراغ السياسي والأمني في سوريا؟

يرى خبير شؤون الشرق الأوسط والمستشار السياسي كارستن فيلاند “أن داعش لم يغادر سوريا حقًا أبدًا، حتى مع هزيمته على نطاق واسع. حيث لا تزال هناك خلايا مختلفة، بما في ذلك خلايا نائمة، في وسط وشرق سوريا”، وأضاف: ومن المؤكد أنها تشكل تهديدًا. وتابع إن هذا الأمر خطير بشكل خاص عندما يكون هناك فراغ في السلطة، مضيفًا أنه يعتقد أن الولايات المتحدة اتخذت القرار الصحيح. الآن هو الوقت المناسب لتحقيق الاستقرار للقوى التي تولت السلطة في سوريا بطريقة سلمية قدر الإمكان، وليس إثقال كاهلها بجبهة أخرى في شكل تنظيم داعش”.

الواقع الأمني لمخيم الهول والمخيمات الأخرى

يضم مخيم الهول أكثر من 50 ألف شخص، بينهم أكثر من 30 ألف طفل وامرأة من جنسيات سورية، عراقية، وأجنبية أوروبية، آسيوية، وشمال أفريقية. شهد المخيم مئات محاولات الهروب، غالبًا عبر مهربين أو فوضى داخلية. كما وقعت عشرات عمليات الاغتيال التي استهدفت نساء أو عناصر أمنية، أغلبها على يد خلايا نائمة لداعش. رغم الرقابة، يتم تهريب الأسلحة الخفيفة إلى داخل المخيم، كما تنشط خلايا نائمة تابعة لداعش، تنفذ عمليات اغتيال وتحريض داخل المخيم. بالمقارنة مع مخيم روج، يُعد الهول أكبر وأخطر من حيث عدد السكان والمشاكل الأمنية. أما روج أكثر تنظيمًا ويضم عددًا أقل من المتشددين، غالبًا نساء أوروبيات.

توجد خلايا نسائية داخلية تُطلق على نفسها “الحسبة”، تُشرف على فرض سلوكيات متطرفة، ومعاقبة من يخالف فكر داعش. ويتم فرض ارتداء النقاب، منع التعامل مع المؤسسات الإنسانية، وتكفير من يتعاون مع إدارة المخيم. وتُرفع أعلام داعش داخل المخيم سرًا، وتُنظم تجمعات دينية لتحفيظ الأناشيد “الجهادية” وتعاليم التنظيم. تتولى نساء داعش بث رسائل تعبئة وتحريض داخل المخيم، تشمل تمجيد العمليات الانتحارية ورفض التوبة. وتستخدم بعض النساء وسائل التواصل المهربة لإرسال رسائل إلى خلايا خارجية أو التواصل مع شبكات تهريب. ويتم تهديد النساء اللواتي يبدين رغبة في العودة إلى الحياة الطبيعية، وتُفرض عليهن عزلة أو عقوبات تصل إلى القتل.

جيل جديد من المتطرفين؟

يُنشأ الأطفال في بيئة معزولة تمامًا، تُزرع فيها مفاهيم الولاء لداعش، والعداء للغرب. لا توجد برامج تعليمية ممنهجة أو دعم نفسي فعال داخل المخيم، مما يترك الأطفال عرضة لغسل الأدمغة. يُقلد الأطفال مقاتلي داعش في ألعابهم، ويرددون الأناشيد المتطرفة، ويجري تدريب بعضهم على العنف. يشكل المخيم بيئة خصبة لتجديد التطرف، في ظل وجود آلاف النساء المتمسكات بأيديولوجيا داعش. وإن أي انهيار أمني في سوريا قد يُحوّل المخيم إلى نقطة انطلاق لعمليات إرهابية جديدة. وتنتقل بعض النساء والأطفال إلى دول الجوار أو أوروبا عبر شبكات تهريب ما يشكل تهديدًا للأمن الدولي. تستغل بعض الجهات وجود عائلات داعش كورقة تفاوض أو ابتزاز سياسي. تتحمل قوات قسد مسؤولية الأمن داخل المخيم، وتواجه صعوبات كبيرة في السيطرة على أنشطة المتطرفات. نفذت قسد حملات دهم واعتقال داخل المخيم، وأعلنت تفكيك عشرات الخلايا. لكن قسد تعاني من ضعف الموارد، وغياب الدعم الدولي الكافي، ما يُقوّض قدرتها على إدارة الملف بشكل مستدام.

إعادة التوطين تحت قيادات جديدة في سوريا والولايات المتحدة؟

اعتبارًا من 17 مارس 2025، كان حوالي 23,000 من الموجودين في المخيمات  (مخيم الهول ومخيم روج) من الأجانب، وأكثر من 60% منهم أطفال، معظمهم دون سن الثانية عشر، وفقًا لتقارير موثوقة. معظم البقية من النساء، بما في ذلك العديد من النساء اللاتي تم تهريبهن بواسطة داعش. حوالي 15,000 من الأجانب والعراقيين في الهول وروج. وأكثر من 8,000 آخرين من حوالي 60 دولة مختلفة، من بينها أستراليا، الصين، فرنسا، إندونيسيا، روسيا، ترينيداد، تونس، المملكة المتحدة، وجنوب إفريقيا.تحتجز قوات سوريا الديمقراطية أيضًا حوالي 8,500 أو أكثر من الذكور السوريين والأجانب المشتبه في ارتباطهم بداعش في أكثر من عشرين مركز احتجاز. ويشمل ذلك عدة مئات من المراهقين والشباب الذين كانوا أطفالًا عندما قام التنظيم بوضعهم خلف القضبان. وحوالي 5,400 من هؤلاء السجناء هم سوريون، وحوالي 3,100 منهم أجانب، بما في ذلك نحو 1,600 عراقي. يتم احتجاز بضع مئات آخرين من الشباب في ما يُسمى بمراكز إعادة التأهيل، معظمهم بعد أن تم فصلهم قسريًا عن أمهاتهم في المخيمات.

يعد عدد المحتجزين أقل بكثير من ذروته في مايو 2019، عندما كان مخيم الهول وحده يضم أكثر من 73,000 من المشتبه بهم في داعش وأفراد أسرهم. ومع ذلك، تباطأت عمليات إعادة التوطين مع استثناءات ملحوظة مثل العراق، الذي أعاد أكثر من 3,000 محتجز منذ سقوط الرئيس السوري السابق بشار الأسد في ديسمبر، بما في ذلك حوالي 600 شخص في 12 مارس 2025.  مكافحة الإرهاب ـ جهود التحالف الدولي والحكومة السورية الانتقالية لمحاربة داعش

تغييرات كبيرة في السلطة داخل سوريا

قد تؤثر التغييرات السياسية والعسكرية الكبرى داخل سوريا أيضًا على مصير المحتجزين. كشف الرئيس السوري المؤقت الشرع وقائد قوات سوريا الديمقراطية، مظلوم عبدي، عن اتفاق من ثماني نقاط قد يكون له تأثير كبير، حيث يتم دمج جميع المؤسسات المدنية والعسكرية في شمال شرق سوريا ضمن الدولة السورية بحلول نهاية عام 2025، بما في ذلك قوات سوريا الديمقراطية وحقول النفط والغاز في المنطقة. وتعهدت قوات سوريا الديمقراطية بدعم دمشق في معركتها ضد القوات الموالية للأسد، وهو ما يمثل مكسبًا للحكومة السورية الجديدة. وفي المقابل، وعدت دمشق بضمان حقوق جميع المجموعات الدينية والإثنية في سوريا في التمثيل السياسي والمشاركة. مكافحة الإرهاب ـ داعش في العراق، القدرات، المخاطر، والتدابير الأمنية

مايجب اتخاذه من تدابير؟

ـ المخيم لا يزال “خلافة مصغرة” تدار داخل الخيم من قبل نساء متطرفات، يُربين الأطفال على أيديولوجيا داعش. إن أي فراغ أمني أو انسحاب محتمل لقوات قسد قد يؤدي إلى انهيار الأوضاع في المخيم. وتُستخدم شبكات التهريب لنقل النساء والأطفال إلى خارج المخيم، ما يعيد فتح ملف “العائدين”. بعض الأطراف الإقليمية والجماعات المسلحة تستغل وجود العائلات كورقة تفاوض أو ابتزاز. لذا توجب اتخاذ بعض التدابير أبرزها:

ـ لا ينبغي معاقبة الأطفال جماعياً على الجرائم التي ارتكبها والديهم ويكمن الحل الدائم الوحيد للحكومات هو إعادة هؤلاء الأطفال أو مساعدتهم على الانتقال إلى بلدان ثالثة. عندها فقط ، مع الوصول إلى خدمات إعادة التأهيل وإعادة الإدماج ، يمكنهم البدء في إعادة بناء حياتهم ، كما فعل العديد من الأطفال الذين عادوا إلى أوطانهم بالفعل

ـ إن ملف المقاتلين الأجانب وعائلات تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، اصبح ملفاً لايحظى بأولوية ولا بأهمية على أجندات التحالف الدولي ولا على أجندات دول أوروبا ولا دول منطقة الشرق الأوسط. نستطيع القول، بان ملف المقاتلين الأجانب، أصبح ورقة ضغط سياسية، وشد وجذب مابين الولايات المتحدة  ودول أوروبا ودول المنطقة من جانب أخرى.

ـ الإعادة الآمنة والمنظمة لرعايا الدول: يجب على الحكومات الغربية والعربية استعادة رعاياها، وخاصة الأطفال القُصّر. وتوفير برامج إعادة تأهيل ومراقبة لاحقة وكذلك  تمويل برامج نزع التطرف من خلال  دعم التعليم، الرعاية النفسية، وتأهيل الأطفال.

ـ  دعم التفاهمات مابين حكومة سوريا الأنتقالية و قسد أمنيًا ولوجستيًا من خلال  تقديم دعم استخباراتي وتقني وإنشاء مراكز احتجاز أو إصلاح مناسبة. واعتماد الإجلاء التدريجي، وإعادة التوطين، وإنهاء الاعتقال المفتوح.

ـ ضروري تعزيز دور الأمم المتحدة، تنسيق الجهود الدولية، ومساءلة الدول الرافضة للاستعادة. وينبغي ايضاً الالتزام بالمعايير الحقوقية في التعامل مع النساء والأطفال.

ـ بات ضروريا ان يكون هناك تحالف دولي جديد لمحاربة التطرف والإرهاب، اكثر من محاربة تنظيم داعش.

ـ أن تنهض دول المنطقة بأمنها القومي وعدم الأعتماد على الولايات المتحدة او دول اوروبا.

ـ أن يكون هناك مؤتمر دولي أو منتدى لوضع المعالجات والتدابير من أجل إستعادة الدول رعاياها.

ـ إن تنهض الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنها الهلال والصليب الأحمر ومنظمات الأغاثة من أجل تقديم خدمات افضل الى رعايا داعش في مخيمات سوريا.

ـ دعم سوريا من بقية الدول، للنهوض بنسؤولياتها الخاصة بادارة المخيمات وتأمين وسلامة الأطفال والنساء.

يمثل مخيم الهول اليوم أحد أخطر الملفات الموقوتة في سوريا، وهو اختبار حقيقي لمدى التزام المجتمع الدولي بمكافحة الإرهاب من جذوره. وإن تجاهل هذا الملف لا يعني فقط الفشل في احتواء التهديد الحالي، بل السماح بولادة جيل جديد من المتطرفين قد يشكل تهديدًا عالميًا خلال السنوات القادمة.

**

تقييم وقراءة المستقبلية

ـ رغم الهزيمة العسكرية لتنظيم داعش وسقوط  مايسمى ب”دولة الخلافة”، إلا أن التنظيم لا يزال يحتفظ بقدرة محدودة على تنفيذ هجمات إرهابية، خاصة في المناطق الرخوة مثل جبال حمرين ومناطق التماس. يعتمد على تكتيكات حرب العصابات والخلايا النائمة مستغلاً الفراغات الأمنية والتوترات السياسية.

ـ من المرجح أن يواصل داعش نشاطه على شكل تمرد منخفض الحدة، مع محاولات مستمرة لإعادة التموضع. إلا أن عودته كتنظيم متمكن يسيطر على أراضٍ تبدو غير محتملة ما دام هناك تنسيق أمني فعال وضغط دائم. يتطلب تفكيك التنظيم نهائيًا اتباع نهج شامل يدمج بين الضغط العسكري، العمل الاستخباري، السياسات التنموية، والتعاون الإقليمي والدولي.

ـ يسعى “داعش” يسعى لتعزيز موارده المالية من خلال توسيع أنشطته الإجرامية واستغلال النزاعات المحلية ويعتمد على خلاياه النائمة في العراق لجمع الأموال وتنفيذ الهجمات.​

ـ التنظيم اليوم يعتمد على اللامركزية التشغيلية مع الولاء المركزي.” خلايا مستقلة تتحرك بتوجيه مناطقي وتنظيمي عام. تنظيم داعش في سوريا والعراق يُعتبر فرعًا موحدًا في نظر القيادة المركزية، وغالبًا ما يُشار إليهما إعلاميًا باسم  “ولاية العراق والشام”.

ـ يمكن القول إن تنظيم “داعش في العراق” و”داعش في سوريا” هما وجهان لنفس التنظيم.” والعلاقة بينهما عضوية، تنظيمية، عسكرية، ومالية، وليست مجرد علاقة رمزية أو تنسيقية. ورغم الخسائر، لا يزالان يتبادلان الدعم والتمويل والخبرات والقيادات.

**

ـ من المستبعد جداً أن يعود داعش إلى مرحلة “الخلافة”، لكنه سيبقى تهديدًا مستمرًا كتنظيم مسلح غير مركزي. مستقبله يرتبط بمسارات الحكم في سوريا ما بعد الأسد، وبمدى جدية المجتمع الدولي في محاربة الإرهاب. التنظيم يتطور نحو شكل شبكي لامركزي، يستلهم من “الجهاد” العالمي ويستغل المشاكل المحلية. إن لم تتم معالجة أوضاع المعتقلين والمخيمات، فإن الخطر سيبقى قائمًا. المطلوب هو استراتيجية متعددة الأبعاد تتطلب، تثبيت الاستقرار، المصالحة، التعاون الاستخباراتي، والاستثمار الطويل في المناطق السنية المهمشة.

ـ رغم هذه الجهود، لا يزال تنظيم داعش يشكل تهديدًا في مناطق مثل البادية السورية، مستفيدًا من الفراغ الأمني والصراعات الداخلية.​ إن نجاح الحكومة الانتقالية في تعزيز الأمن والاستقرار، بالتعاون مع التحالف الدولي، قد يسهم في تقويض قدرات داعش ومنع عودته كقوة فاعلة في سوريا.​

ـ في ظل التغيرات السياسية التي شهدتها سوريا عقب سقوط نظام بشار الأسد، تبرز جهود التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة والحكومة السورية الانتقالية، برئاسة أحمد الشرع، في التصدي لخطر تنظيم “داعش”، الذي لا يزال ينشط في مناطق عدة، أبرزها البادية السورية.

ـ التحالف الدولي يواصل جهوده في محاربة التنظيم رغم خفض عدد القوات الأمريكية في سوريا. فقد أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن تقليص وجودها العسكري إلى أقل من ألف جندي، مع الإبقاء على القدرة الجوية لتنفيذ عمليات دقيقة ضد أهداف التنظيم، ضمن إطار عملية “العزم الصلب”.

ـ باشرت الحكومة السورية الانتقالية بقيادة أحمد الشرع، باتخاذ خطوات عملية في إطار مكافحة الإرهاب، وذلك في أول اختبار أمني لها بعد تسلم السلطة. وأعلنت الحكومة استعدادها لتولي إدارة مخيمات عناصر داعش التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بهدف تحسين الوضع الأمني ومعالجة ملف المحتجزين.

مايجب اتخاذه من تدابير؟

ـ المخيم لا يزال “خلافة مصغرة” تدار داخل الخيم من قبل نساء متطرفات، يُربين الأطفال على أيديولوجيا داعش. إن أي فراغ أمني أو انسحاب محتمل لقوات قسد قد يؤدي إلى انهيار الأوضاع في المخيم. وتُستخدم شبكات التهريب لنقل النساء والأطفال إلى خارج المخيم، ما يعيد فتح ملف “العائدين”. بعض الأطراف الإقليمية والجماعات المسلحة تستغل وجود العائلات كورقة تفاوض أو ابتزاز. لذا توجب اتخاذ بعض التدابير أبرزها:

ـ لا ينبغي معاقبة الأطفال جماعياً على الجرائم التي ارتكبها والديهم ويكمن الحل الدائم الوحيد للحكومات هو إعادة هؤلاء الأطفال أو مساعدتهم على الانتقال إلى بلدان ثالثة. عندها فقط ، مع الوصول إلى خدمات إعادة التأهيل وإعادة الإدماج ، يمكنهم البدء في إعادة بناء حياتهم ، كما فعل العديد من الأطفال الذين عادوا إلى أوطانهم بالفعل

ـ إن ملف المقاتلين الأجانب وعائلات تنظيم داعش في شمال شرق سوريا، اصبح ملفاً لايحظى بأولوية ولا بأهمية على أجندات التحالف الدولي ولا على أجندات دول أوروبا ولا دول منطقة الشرق الأوسط. نستطيع القول، بان ملف المقاتلين الأجانب، أصبح ورقة ضغط سياسية، وشد وجذب مابين الولايات المتحدة  ودول أوروبا ودول المنطقة من جانب أخرى.

ـ الإعادة الآمنة والمنظمة لرعايا الدول: يجب على الحكومات الغربية والعربية استعادة رعاياها، وخاصة الأطفال القُصّر. وتوفير برامج إعادة تأهيل ومراقبة لاحقة وكذلك  تمويل برامج نزع التطرف من خلال  دعم التعليم، الرعاية النفسية، وتأهيل الأطفال.

ـ  دعم التفاهمات مابين حكومة سوريا الأنتقالية و قسد أمنيًا ولوجستيًا من خلال  تقديم دعم استخباراتي وتقني وإنشاء مراكز احتجاز أو إصلاح مناسبة. واعتماد الإجلاء التدريجي، وإعادة التوطين، وإنهاء الاعتقال المفتوح.

ـ ضروري تعزيز دور الأمم المتحدة، تنسيق الجهود الدولية، ومساءلة الدول الرافضة للاستعادة. وينبغي ايضاً الالتزام بالمعايير الحقوقية في التعامل مع النساء والأطفال.

ـ بات ضروريا ان يكون هناك تحالف دولي جديد لمحاربة التطرف والإرهاب، اكثر من محاربة تنظيم داعش.

ـ أن تنهض دول المنطقة بأمنها القومي وعدم الأعتماد على الولايات المتحدة او دول اوروبا.

ـ أن يكون هناك مؤتمر دولي أو منتدى لوضع المعالجات والتدابير من أجل إستعادة الدول رعاياها.

ـ إن تنهض الأمم المتحدة والمنظمات الدولية ومنها الهلال والصليب الأحمر ومنظمات الأغاثة من أجل تقديم خدمات افضل الى رعايا داعش في مخيمات سوريا.

ـ دعم سوريا من بقية الدول، للنهوض بنسؤولياتها الخاصة بادارة المخيمات وتأمين وسلامة الأطفال والنساء.

يمثل مخيم الهول اليوم أحد أخطر الملفات الموقوتة في سوريا، وهو اختبار حقيقي لمدى التزام المجتمع الدولي بمكافحة الإرهاب من جذوره. وإن تجاهل هذا الملف لا يعني فقط الفشل في احتواء التهديد الحالي، بل السماح بولادة جيل جديد من المتطرفين قد يشكل تهديدًا عالميًا خلال السنوات القادمة.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=103479

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI

 

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...