المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا و هولندا
ملف :الإسلام السياسي في أوروبا ـ معايير الحظر وسبل المواجهة
يمكنكم الاطلاع على الملف بي دي اف على الرابط http://bit.ly/3sAgSQK
الإسلام السياسي في أوروبا ـ معايير حظر الجماعات المتطرفة
مازالت مساعي دول الاتحاد الأوروبي مستمرة بإصدارتشريعات و قوانين جديدة وفرض رقابة مشددة على أنشطة جماعات الإسلام السياسي. كما تقوم بفرض عقوبات وحظر جماعات وحل منظمات وكيانات لها علاقات أو روابط بتنظيمات الإسلام السياسي على الأراضي الأوروبية. وخلال عام 2021 اتخذت دول أوروبية خطوات تعتبر الأولى من نوعها في حظر جماعات تنتمي لتيار الإسلام السياسي فعلى سبيل المثال تعد فيينا أول عاصمة أوروبية تحظر تنظيم الإخوان المسلمين رسميا.
الإسلام السياسي في أوروبا
“الإسلام السياسي” هو مصطلح للتعبير عن جميع التيارات الأيديولوجية والسياسية التي تهدف إلى إقامة دولة (خلافة) تقوم على مبادئ الإسلام، سواء على مستوى الدولة أو على مستوى المجتمع. اليوم، أصبح “الإسلام السياسي” يستعمل في الغالب كرديف للإسلاموية وبالتالي الراديكالية الدينية، وحتى العنف الإرهابي. والمفارقة هي أن الإسلام السياسي هو مفهوم نشأ في السبعينات والثمانينات من القرن العشرين لتوصيف ظاهرة عودة الدين إلى المجال السياسي، كرد رد فعل على الأنظمة الاستبدادية العلمانية بالدعوة إلى العودة للشريعة وإقامة دولة إسلامية.
حظر شعارات ورموز تنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا -الإسلام السياسي
تعد النمسا أول دولة أوروبية تحظر تنظيم الإخوان المسلمين رسميا ووسعت النمسا قانون حظر رموز التنظيمات المتطرفة. وقبل هذا التوسيع، كان القانون يحظر عدة تنظيمات منها داعش تنظيم القاعدة، والذئاب الرمادية التركية، ومليشيات حزب الله اللبناني، وحزب التحرير. ففي 13 يوليو 2021 حظرالبرلمان النمساوي تنظيم الإخوان المسلمين ومنعهم من ممارسة أي عمل سياسي ، وحظر كافة الشعارات السياسية وأعلام للتنظيم من الأماكن العامة في النمسا. وتورط التنظيم في النمسا بتوفير بيئة خصبة للجماعات المتطرفة واستغلال الشبكة العنكبوتية في في خطاب الكراهية ونشرالتشدد الديني.
يقول الأستاذ بكلية السياسة العالمية في جامعة موسكو الحكومية في 6 نوفمبر 2020 “غريغوري كوساش، لـ” كوميرسانت”: “من المستحيل تماما تحديد الإسلام السياسي. فكقاعدة عامة، عندما يتحدثون عن الإسلام السياسي، يقصدون فروعه الراديكالية. ولكن، في الوقت نفسه، يُنظر في جميع أنحاء العالم الإسلامي، إلى الإسلام بوصفه عقيدة لا تحدد فقط المجال الروحي لحياة الإنسان، إنما وواجباته الدنيوية. وبالتالي، فالسير هنا أشبه بالخطو على أرض مهزوزة. ولكن المستشار النمساوي يقصد المتطرفين الإسلاميين ولا شيء آخر”. وأشار إلى أن هناك دولا في العالم الإسلامي نفسه تحظر الحركات والجماعات السياسية المتطرفة وتضعها على القائمة السوداء. وأشهرها تنظيم “داعش” و”الإخوان المسلمون”. وأضاف أن “الحديث يدور عن ظاهرة عالمية عامة للتطرف في مختلف العقائد الدينية”.
حظر الذئاب الرمادية في أوروبا
أوصى البرلمان الأوروبي في 7 يونيو 2021ً بوضع تنظيم “الذئاب الرمادية” على قائمة المنظمات الإرهابية للاتحاد الأوروبي. وكان قد صوت البرلمان الهولندي في 19 نوفمبر 2020 بأغلبية (147) صوتا، على مقترح لمناقشة طلب حظر تنظيم “الذئاب الرمادية”. كما صادق البرلمان الألماني في 18 نوفمبر 2020 بدراسة حظر منظمة “الذئاب الرمادية” المدعومة من تركيا. وبالفعل أدرجت السلطات الفرنسية في 4 نوفمبر 2020 رسميا تنظيم “الذئاب الرمادية” الموالي لتركيا، على قائمة الجماعات المحظورة في أراضيها. أعلنت الحكومة النمساوية في 4 مارس 2019 سريان قانون حظر تنظيم “الذئاب الرمادية”.
واتبع الاتحاد الأوروبي والدول الأوروبية عدة معايير لتصنيف منظمة “الذئاب الرمادية” كنظمة إرهابية تأجيج المنظمة للتمييز والعنصرية والكراهية، ومعاداة التنظيم للديمقراطية وتهدد الأمن الداخلي للدول الأوروبية . وتورط المنظمة في أعمال عنف كتشويه نصب تكريمي لضحايا الإبادة الأرمنية والمركز الوطني للذاكرة الأرمنية قرب ليون بعبارات “الذئاب الرمادية” وبعبارات “عنصرية”. تعد الذئاب الرمادية الجناح العسكري لحزب الحركة القومية اليميني المتطرّف.
حظر حركة حماس ومنظمات تابعة لها -الإسلام السياسي
أقرّ البرلمان الألماني في 25 يونيو 2021 حظر أعلام وشعارات حركة حماس الفلسطينية في عموم البلاد، منعاً لتشجيع الخطاب المتطرف والتحريض على العنف. حظرت وزارة الداخلية الألمانية في 5 مايو 2021 منظمة “أنصار الدولية” الإسلاموية والعديد من المنظمات التابعة لها بسبب أن الشبكة تمول الإرهاب حول العالم بالتبرعات بسبب “ميولاتها السلفية المتطرفة”.
تم إرجاع الحظرفي ألمانيا إلى خطابات الحركة التي تحرض على العنف وزيع المواد الدعائية التى تحض على الكراهية ومعاداة السامية. جمع الأموال بنية تحويلها إلى أفراد وكيانات وجماعات خارجية تدعم الإرهاب كتنظيم جبهة النصرة في سوريا. تورط المنظمة في استقطاب وتجنيد الأطفال من ألمانيا وتلقينهم الفكر المتطرف.
أعلنت فرنسا حل جماعة “الشيخ ياسين” في21 أكتوبر 2020 عرفت باستفزازاتها وبالأخبار المثيرة لمؤسسها الناشط الاسلامي عبد الحكيم الصفريوي تورطت الجماعة في قتل ” صامويل باتي” وتتبنى ايديولوجيا معادية لمبادىء الجمهورية تساهم في نشر الحقد والكراهية.وفي وعم 2014 شاركت الجماعة في تظاهرات في فرنسا لدعم حركة حماس والجهاد الإسلامي.
يقول ” جيل كيبيل” المحلل السياسي المتخصص في قضايا الاسلام في21 أكتوبر 2020 “إنه محرض محترف يتقن فن تنظيم عمليات صغيرة نوعية ويعرف كيف يكون حاضرا في الاعلام”. وتضم جماعته “عددا محدودا من الاشخاص يقوم بجمعهم لظهوره النوعي”.
تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية
تحظر بريطانيا وهولندا و لاتفيا وسلوفينيا فيما فرضت ليتوانيا وأستونيا قيودا قوية على دخول عناصر الحزب أراضيها. حظرت الحكومة النمساوية في 14 مايو 2021، أنشطة حزب الله وصنفته كمنظمه إرهابية بجناحيه السياسي والعسكري. ويقول وقال وزير الخارجية النمساوي”ألكسندر شالنبرغ” إن “هذه الخطوة تعكس واقع الجماعة نفسها التي لا تميز بين الذراع العسكرية والسياسية”، مبديا أسفه لعدم إحراز أي تقدم بشأن دعوة مجلس الأمن الدولي لنزع سلاح “حزب الله”. حظرت الحكومة الألمانية أنشطة حزب الله على أراضيها في 30 أبريل 2020 وصنفته “منظمة إرهابية. وفي 19 مايو 2021 حظرت السلطات الألمانية منظمات تابعة لحزب الله. “. ويتم إرجاع الحظر إلى تخطيط الحزب لشن هجمات إرهابية على الإراضي الألمانية كما أن منظماته تعمل بطريقة غير رسمية في ألمانيا ويمارسون أنشطة إرهابية من بينها جمع الأموال لدعم الإرهاب.
الإخوان المسلمون في أوروبا ـ لماذا لا يتم حظر الجماعة ؟
تهيمن تيارات الإسلام السياسي لاسيما تنظيم الإخوان المسلمين على المؤسسات الفكرية والمنظمات الخيرية وعلى وسائل الإعلام في العديد من الدول الأوروبية خاصة دول غرب أوروبا. تنبهت الدول الأوروبية للمخاطر التي يشكلها تيارات الإسلام السياسي واتخذت بعض دول الاتحاد الأوروبي تدابير وإجراءات لحظر رموز وشعارات تنظيم الإخوان المسلمينوتضييق الخناق على أنشطتهم.
تغلغل تيارات الإسلام السياسي في فرنسا ـ الإخوان المسلمون
أعلنت السلطات الفرنسية في 24 يوليو 2021 تنظيم مجموعة من ورش العمل للتصدي لتغلغل أفكار الإسلام السياسي عبر إقامة دورات تدريبية لمدرسي المدارس الإعدادية والثانوية الفرنسية يتولاها 1000) مُدرّب مُختص لى أن تتوسع لاحقاً لتتوجّه لكافة العاملين في قطاع التعليم الإضافة إلى كل مؤسسات الدولة الفرنسية ومنظمات المجتمع المدني والأحزاب السياسية.
أعربت لجنة برلمانية فرنسية في 9 يوليو 2020 عن قلقها العميق بشأن انتشار الإسلام السياسي في فرنسا. ووصفت تيار الإسلام السياسي في فرنسا بإنه متعدد الأشكال ويتغلغل في جميع جوانب الحياة الاجتماعية ويميل إلى فرض معيار اجتماعي جديد من خلال استغلال الحرية الفردية “.
توصيات ألمانيا للتعامل مع تيارات الإسلام السياسي ـ الإخوان المسلمون
كشفت وزارة الداخلية الألمانية في 15 يونيو 2021 عن تشكيل لجنة مختصة بوضع توصيات حول كيفية التعامل مع تيارات الإسلام السياسي وردعها في البلاد باعتبارها تهديدًا لقيم المجتعم الألماني ومحاربة الأيدلوجيات المتطرفة. يتولى اللجنة خبراء مختصون وتشمل علماء دين واجتماع وباحثين في قضايا االندماج وممثلين من مكاتب كل من الشرطة الجنائية الفيدرالية والمكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين.
خريطة تيارات الإسلام السياسي في النمسا ـ الإخوان المسلمون
وضعت الحكومة النمساوية في مايو 2021 “خريطة الإسلام السياسي” بالتعاون مع جامعة فيينا ومركز توثيق الإسلام السياسي.لتحديد مواقع حوالي (600) من المساجد و مؤسسات وجمعيات خيرية وقيادات الإسلام السياسي وتحديد روابطهم داخل البلاد. وطالب مجلس أوروبا في 31 مايو 2021 بسحب “خريطة الإسلام السياسي” .
يقول ” دانيل هولتغن ” المفوض الخاص للمجلس لمكافحة جرائم الكراهية والتعصب المعادي للمسلمين، إن الخريطة تجاوزت الهدف كما أنه من المحتمل أن تكون ذات تأثير عكسي، ورأى أن نشر الخريطة اعتبره “كثير من المسلمين بمثابة اشتباه عام حيال الإسلام، نظراً للشكل الذي جاءت به الخريطة وتوقيت نشرها”، مشيراً إلى أن كثيرين من المسلمين شعروا بأنهم تعرضوا للتشهير، وأن سلامتهم معرضة للتهديد بسبب نشر الخريطة لعناوين وتفاصيل أخرى.
تهديدات تيار الإسلام السياسي في بلجيكا والسويدـ الإخوان المسلمون
حذرت الاستخبارات البلجيكية في 4 يوليو2020، من تهديدات تيارات الإسلام السياسي التركي. وكد التقرير أن التطرف الديني وبشكل خاص الإسلام السياسي والإخوان المسلمين، يمثلون التهديد الأول بالنسبة للبلاد. وكشفت عن المخططات الإخوانية للتغلغل داخل الأحزاب السياسية البلجيكية.
تم تأسيس حزب ” Nyans” في أغسطس 2019على يد ” ميكاييل يوكسيل ” السياسي السويدي ذي الإصول التركية. “يوكسيل” كان عضوا سابق في حزب الوسط السويدي الليبرالي وتم إرغامه على الاستقالة على خلفية روابط بتنظيم “الذئاب الرمادية” الموالي لتركيا. وتضطلع أنقرة بتعزيز العلاقات الاقتصادية والاجتماعية والدينية مع تيارات الإسلام السياسي والأحزاب الموالية لها والتي بينها وبين أنقرة مصالح ومتفقة مع في سياستها. وهناك أحزاب أخرى في السويد تتبع نفس سياسة حزب ” Nyans” كحزب “Jasin” الذي أعلن بصراحة عن نيته اتباع الشريعة. شهدت السويد أيضا جهودا سياسية من قبل الإسلاميين في خلال اتفاق عام 1999 بين حركة “الإيمان والتضامن” (“Tro & Solidaritet”) الديمقراطية الاشتراكية و”المجلس الإسلامي السويدي” (“Sveriges Muslimska Råd”)، الذي اعتبر مراقبون أنه تابع لجماعة “الإخوان المسلمين”.
شرق أوروبا بوابة الإخوان المسلمين
سمح إهمال وعدم اهتمام التكتل الأوروبي لحدوده الشرقية، بتغلغل تركيا في دول البلقان، ودعم تيارات الإسلام السياسي الموالية لها عن طريق غطاء الجمعيات الإنسانية والخيرية والشراكة الاقتصادية والإنمائية. وشهدت دول كسلوفينيا والبوسنة والهرسك وكوسوفو تناميا لتيارات الإسلام السياسي الموالي لأنقرة. كان التأثير الإخواني الأبرز يتمثل في “جمعية الثقافة والتعليم والرياضة” (AKOS)، التي لها صلات بـ”اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا” (FIOE)؛ وهي منظمة إخوانية مقرها في بروكسل.
لماذا لايتم تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية في أوروبا
يمتلك معظم قيادات الإخوان المسلمين على المستوى الدولي والليبي الجنسية البريطانية وتقيم أسرهم بها، ويعد ولاؤهم لتنظيم الإخوان وبريطانيا أكثر من ولائهممن لبلدانهم الأصلية. كان رئيس حزب العمال السابق “جيمي كوربين” على علاقات وثيقة بالمجلس الإسلامي البريطاني والرابطة الإسلامية في بريطانيا في حين أن في حين أن نسب الرابطة الإسلامية في بريطانيا يتصل بجماعة الإخوان المسلمين، والمجلس الإسلامي البريطاني ينتسب إلى الجماعة الإسلامية. امتلكت بريطانيا مصالح اقتصادية في ليبيا كشركة “بريتش بيتروليوم”. وارتبط ” بيتر ميليت” لسفير البريطاني السابق لدى ليبيا بعلاقات وثيقة مع حكومة الوفاق الليبية السابقة الواجهة السياسية لتظيم الإخوان المسلمين. واللوبي الليبي في بريطانيا معظمه من الإخوان ويؤثر بشكل كبير على على توجهات الحكومة البريطانية.
ساعدت جماعة الإخوان المسلمين في بريطانيا حزب المحافظين البريطاني في الانتخابات من خلال توجيه أصوات الجاليات الإسلامية نحو الحزب. كما تستغل أجهزة الاستخبارات البريطانية جماعة الإخوان كأداة ضغط على بعض الدول في الشرق الأوسط لتحقيق مصالحها.
تشير التقديرات أن عدم توجه الدول الأوروبية لإدراج جماعة الإخوان المسلمين على لائحة المنظمات الإرهابية يرجع لعدم وجود مبرر كافي من وجهة نظرهم. كذلك عدم وجود أدلة لحظرها وإغلاق مكاتبها في دول الاتحاد الأوروبي. تحتاج أوروبا تنظيم الإخوان المسلمين، وتخشي أن يكون تصنيفهم كجماعة إرهابية وحظرأنشطتهم قد يكون مبرر لالتحاق عناصرها بمنظمات إرهابية.
“الاخوان المسلمون” في أوروبا – الواجهات و سبل المحاربة
تعد الشبكات و الواجهات الاقتصادية والمالية المعقدة لجماعة الإخوان المسلمين و تغلغل هذه الأخيرة داخل المجالس و المراكز الاسلامية في أوروبا، جزء لا يتجزأ من عملياتها الدولية الرامية إلى نشر أيديولوجيتها المتطرفة. وتتطلب معالجة التهديد الذي تشكله هذه الشبكات السرية تعاونا أوروبيا و دوليا من أجل كشفها و تحييدها.
واجهات “الاخوان المسلمون” في أوروبا – “الاخوان المسلمون“
عملت حركات الاسلام السياسي على التغلغل في الدول الأوروبية من خلال السعي الى تكوين ثروات بشرية و مادية ، تسمح لها بتنفيذ مشروعها العالمي. و قد باتت حركات الاسلام السياسي تتخذ بعض الواجهات التجارية و الثقافية مستغلة بذلك القوانين الأوروبية فيما يتعلق بالحريات الفردية و الأتشطة الاقتصادية و الثقافية.
بات هناك حضور آخر لجماعات الاسلام السياسي من جوانب تجارية يعزز تمدده في المجتمعات الاوروبية ، من ذلك ما بات يعرف بـ “تجارة الحلال”. وقد ذكر تقرير لمجلة “إنسايدرز” الأمريكية، في هذا الصدد، أن قيمة تجارة اللحوم الحلال وحدها قدرت بنحو 2.3 تريليون دولار أمريكي سنوياً. كما يتوقع أن ينمو حجم سوق الأغذية والمشروبات الحلال العالمي ليصل إلى 739.59 مليار دولار أمريكي بحلول عام 2025.
ووفقاً لتقرير جديد صادر عن شركة (Grand View Research, Inc) تشهد صناعة الأغذية الحلال العالمية نموًا كبيرًا بسبب زيادة أعداد السكان المسلمين، وهو ما يعني زيادة كبيرة في استهلاك المواد الغذائية؛ إذ من المتوقع أن يرتفع إجمالي عدد السكان المسلمين من 23٪ في الوضع الحالي إلى حوالي 30٪ من إجمالي سكان العالم بحلول عام 2030.
و تشمل أهم الاستثمارات الإخوانية في أوروبا : بنك التقوى الذي أسسه الإخواني يوسف ندا، وبنك أكيدا الدولي، الذي أسسه التنظيم الدولي، وهو متورط في دعم العديد من الجماعات المتطرفة والأصولية، وكذلك مؤسسة أوروبا التي تأسست عام 1997، وشغل منصب مديرها التنفيذي أحمد الراوي عضو المكتب الدولي للجماعة.
و توجد شركات “الأوف شور” التي تعتبر مؤسّسات مالية خارجية تعمل في جزر قريبة من أوروبا، مثل جزر البهاما وجرسي والكايمان، وترتبط هذه الجزر عن كثب بالعواصم المالية والسياسية الكبرى، وتُعَد ملاذات آمنة لإيداع أموال الأثرياء أو تلك الناتجة عن الفساد والجريمة المنظمة. وقد نجحت الجماعة منذ أوائل الثمانينيات من القرن العشرين في بناء هيكل متين من شركات «الأوف شور» بالتوازي مع نمو ظاهرة البنوك الإسلامية، ومن خلال هذا الهيكل تمكنت من إخفاء ونقل الأموال عبر العالم.
تنتشر المؤسسات الإخوانية في أوروبا، منها مؤسسة قرطبة للحوار العربي الأوروبي في بريطانيا، وهي منظمة دعم حقوقي وسياسي، يديرها أنس أسامة التكريتي، مؤسس أغلب المنظمات الإخوانية في بريطانيا، في الفترة من 1997 إلى الآن. كذلك توجد منظمة المجلس الإسلامي في بريطانيا، فهي أكبر منظمة دعم سياسي تعمل باسم المسلمين في بريطانيا، تأسست عام 1997 على يد قيادات جماعة الإخوان المسلمين وبمساعدة شبكة المودودي الباكستانية. ومن الأدوات الإعلامية للإخوان في أوروبا قناة الحوار، وهي إحدى الأدوات الإعلامية المؤثرة لتنظيم الإخوان المسلمين في أوروبا، تأسست عام 2006 على يد عدد من قيادات الإخوان، أشهرهم أنس التكريتي رئيس مؤسسة قرطبة.
سيطرة حركات الإسلام السياسي على المجالس و المراكز الإسلامية في أوروبا ـ “الاخوان المسلمون“
تعتبر أبرز المنظمات التي تنتمي لجماعة الإخوان المسلمين، هي الرابطة الإسلامية في بريطانيا التي أسسها كمال الهلباوي عام 1997. و أيضا المجلس الإسلامي البريطاني الذي أكدت تقارير حكومية في البلد الأوروبي أن له صلات غير معلنة بجماعة الإخوان المسلمين. أما في النمسا ، توجد الهيئة الدينية الإسلامية ، ويعد أنس الشقفة أحد أبرز قياديها وانتخب رئيسا لـ الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا، وتتألف الهيئة من 4 هيئات هي؛ الهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في فيينا وتخدم مقاطعات فيينا و النمسا المنخفضة و بورغنلاند، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في لينز، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في بريغنتنر، والهيئة الدينية الإسلامية الجهوية في جراتس تخدم مقاطعات وشتايرمارك و كيرنتنو.
تعتمد جماعة الإخوان المسلمين ألمانيا، على إطارين للتحرك؛ الأول رسمي عن طريق 3 كيانات إسلامية كبرى، هي المجلس المركزي للمسلمين في ألمانيا، والمؤسسة الإسلامية لألمانيا، التي تتحكم في نحو 60 مركزاً إسلامياً، وإطار آخر غير رسمي يتمثل في الأفراد المنتمين للاخوان من خارج الإطار التنظيمي.
تدرك حركات الاسلام السياسي أن السيطرة على أوروبا تكمن في السيطرة على أكبر عدد من المراكز و المجالس الإسلامية الأساسية، و استغلال التحكم في هذه الكيانات يمكذنهم من الضغط السياسي على الحكومات و الدول الأوروبية على عدة مستويات. لذلك تعتبر سيطرة حركات الاسلام السياسي و خاصة تنظيم الاخوان المسلمين على المراكز و المجالس الاسلامية خطرا و تهديدا داهما على اعتبار أن مثل هذه المراكز و المجالس الإسلامية فى أوروبا تملك نفوذا و سلطة على قطاع واسع من الجاليات المسلمة و المجتمعات المحلية المسلمة.
أعلنت النمسا، في 8 يوليو 2021، عن توسيع العقوبات المفروضة على “الإخوان المسلمين” وبقية الجماعات المتطرفة وحركة أوستاشا الكرواتية الفاشية وجميع الكيانات الأخرى المدرجة من قبل الاتحاد الأوروبي كجماعات إرهابية. تعود خلفية القرار إلى 1 مارس 2019. ويهدف الحظر إلى الحد من دور منظمات المجتمع المدني في الحياة السياسية النمساوية. و قالت ألمانيا خلال شهر مايو 2021 إنها لن تسمح بأن تكون أراضيها ملاذا آمنا لأي جماعات متطرفة، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين. وقالت إنها لن تسمح للمنظمة بالانخراط في أي نشاط يمكن تصنيفه على أنه “غير قانوني”، أو يساهم في انتشار الفكر المتطرف ويحرض على العنف. “الاخوان المسلمون”
التقييم
تتبنى الدول الأوروبية تدابير وعدة معايير لتصنيف منظمات أو إدراج كيانات على قوائم الإرهاب. كما تعتمد الجهات المعنية داخل الدول الأوروبية على عدة إجراءات لتجفيف منابع تلك المنظمات و تجميد أصولها التي تساهم في دعم وتمويل الإرهاب.
تتأرجح التدابير والإجراءات التي أتخذتها الدول الأوربية ضد الكيانات والجماعات الإرهابية بين حظر كلي لأنشطة التنظيمات على أرضايها وحظر الرموز والشعارات ووضع قيود وتشديد المراقبة. كما تقوم الدول الأوروبية بحظر التنظيمات والكيانات والأفراد المنخرطين في أعمال وأنشطة إرهابية أو متورطين بدعم وتمويل الإرهاب.
لايزال هناك بعض القصوربشأن كيفية تنفيذ قرارات إدراج الأفراد والكيانات والتنظيمات الإرهابية على قوائم الإرهاب. فمن خيث التطبيق لاتطبق القرارت بشكل صارم ومازالت بعض الرموز والشعارات تستخدم في الأماكن العامة في بعض الدول. كما أن هناك بعض التنظيمات كـ”تنظيم الذئاب الرمادية” لاتملك وضعية قانونية أو رسمية أو مكاتب ما يعقد من عمليات المراقبة لها.
ما يدفع دول أوروبا للتأني والحذر بشأن حظر أو تصنيف أو إدراج تنظيم على قوائم الإرهاب، خوفا من استهداف مصالحها حول العالم لاسيما الشرق الأوسط. وكذلك خوفا من تنفيذ هجمات إرهابية على أراضيها.
تعكس تقارير استخبارات الدول الأوروبية الصادرة مدى خطورة التنظيمات السياسي في أوروبا وأنها باتت أكثر حظورة من التنظيمات الجهادية السلفية حيث أنها عملها مازال يعتمد على التخفي والسرية وتتخذ من المساجد والمراكز الإسلامية واجهة لعملها. وبسطت الجماعة سيطرتها على الحدود الشرقية لأوروبا ماجعلها مصدر إمداد وتموين لتيارات الإسلام السياسي لغرب أوروبا.
تعد بعض عواصم الدول الأوروبية ملاذا أمنا لأنشطة واستثمارات تنظيم الإخوان المسلمين شدت تيارات الإسلام السياسي قبضتها على مراكز الفكر والمؤسسات الخيرية والمراكز الإسلامية الأوروبية. ويرجع ذلك إلىى تأخرالحكومات الأوروبية في التعامل مع تغلغل تيارات الإسلام السياسي والتساهل مع حجم انشطتها.
يشكل قرار حظر رموز وشعارات وحل منظمات تابعة لتنظيم الإخوان المسلمين في بعض الدول الأوروبية ضربة قوية للإخوان، بالتزامن مع تضييق على أنشطة التنظيم في تركيا. تشير التقديرات إلى أن أن الخطوات الأوروبية المتلاحقة ضد الإخوان والتنظيمات الإرهابية ستضاعف أزمات التنظيم الحالية وهي بمثابة خسارة معنوية وخسارة الى جماعات الإسلام السياسي في الحصول على التجنيد وعلى التمويل.
تتصاعد المخاوف لدى قيادات جماعة الإخوان المسلمين المقيمون في أوروبا، من تغيير سياسات الجكومات الأوروبية تجاهم، وهذا ظهر بوضوح في امتناعهم عن استخدام شعارات التنظيم. ويسارع قادة الإخوان في أوروبا إلى العمل لاجتذاب حلفاء جدد، والاتجاه إلى تلميع سمعة الإخوان في عواصم أوروبا.
ولا يتم حظر جماعة الإخوان من قبل المفوضية الأوروبية أو دول أوروبا لا تريد اثارة حفيظة الجماعة. كما أنب عض السياسيين لهم مصالح بالتقرب من الاسلام السياسي لكسب اصواتهم في الانتخابات مع الانتباه الى ان جماعة الاخوان والاسلام السياسي دائما يضعون انفسهم بديلا عن الجاليات المسلمة في المراكز والجمعيات. لذلك يجب إنشاء ألية مراقبة مشتركة بين الجهات المعنية لتقويض تغلغل تيارات الإسلام السياسي في جميع المجالات الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والثقافية داخل أوروبا.
تعتمد تنظيمات الاسلام السياسي استراتيجيات تقوم على السرية و المراوغة و الخداع في تنفيذ أنشطتها في أوروبا، الأمر الذي صعّب على أجهزة الأمن و الاستخبارات الأوروبية من الكشف عن الواجهات التي تستغلها هذه التنظيمات. وكان تركيز حركات الاسلام السياسي على تطوير مصالحها الاقتصادية والمالية، أحد الركائز الرئيسية لاستراتيجية الإخوان المسلمين لمقاومة الضغوط الأمنية واستنفاد الدول و الحكومات من خلال السعي إلى حرب اقتصادية.
نجد مع مرور الوقت، قوبلت هذه الاستراتيجية بتصميم مستمر من قبل أوروبا ، وهو النهج الذي أدى في الوقت المناسب إلى اتخاذ إجراءات سياسية وتشريعية بهدف تدمير الإمبراطورية المالية لجماعة الإخوان المسلمين. لكن من ناحية أخرى، هناك اعتبارات عديدة تعيق الجهود الاوروبية لتحييد تنظيم الإخوان.
ويبدو ان الدول الأوروبية لن تميز بعد اتخاذ قرارات بين الإخوان المسلمين والحركات “الجهادية” الأخرى. وتشير التقديرات إلى إساءة استخدام الإخوان المسلمين للشبكات المالية والاقتصادية في أوروبا وتتخذ من أنشطة المنظمات الخيرية والجمعيات والمراكز الدينية جمع الزكاة والتبرعات والصدقات التحويلات المالية للأفراد والمؤسسات والشركات واجهة لتمويل أنشطتها.
التوصيات
ماينبغي ان تعمل عليه الدول الأوروبية تعزيز التعاون الدولي في مكافحة الإرهاب والتطرف والكيانات والمنظمات التي تدعمه. تعزيز مراقبة أنشطة المنظمات الخيرية والجمعيات والمراكز الدينية. إصلاح دور المؤسسات الرسمية المسؤولة عن تنظيم. تكثيف العقوبات الدولية ضد الكيانات والمنظمات التي لا تشارك في مكافحة الإرهاب والتطرف، وبدلا من ذلك إضفاء الشرعية عليه. ينبغي وزيادة الرقابة وتعزيز تبادل المعلومات بين الدول الاوروبية و دول المنطقة.
يذكران جميع هذه المنظمات المتطرفة لديها هياكل أساسية مالية مماثلة. ولمعالجة هذه المسألة، يلزم بذل جهد متجدد على جميع المستويات، بما في ذلك التشريعات ،وتعزيز التعاون الدولي لمعالجة هذه المسألة. وينبغي كذلك أن تكون المؤسسات الرسمية في اوروبا التي تراقب التبرعات في حالة تأهب. كذلك تشديد الجزاءات الدولية المفروضة على المنظمات والمنظمات الإرهابية التي تمول الإرهاب. وأيضا تطوير آليات لتيسير تبادل المعلومات بشكل أفضل بين البلدان الاوروبية
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=76894&preview=true
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
النمسا تحظر “الإخوان”.. وتمنعهم من ممارسة أي عمل سياسي
فرنسا تحل جماعة “الذئاب الرمادية” التركية بعد حظرها
ألمانيا تحظرُ أعلام حركة حماس وحزب العمال الكردستاني
ألمانيا تحظر منظمة “أنصار الدولية” الإسلامية.. خلفيات القرار؟
ألمانيا تحظر حزب الله اللبناني وتشن حملة أمنية ضد أنشطته
الإخوان المسلمون في أوروبا ـ لماذا لا يتم حظر الجماعة ؟بقلم حازم سعيد
“خريطة الإسلام” في النمسا تثير الجدل في البلاد
مجلس أوروبا يطالب النمسا بسحب «خريطة الإسلام السياسي»
البلقان حديقة الإخوان الخلفية للتمدد في أوروبا
فرنسا: تقرير بمجلس الشيوخ يحذر من “تغلغل الإسلام السياسي” ويضع 44 مقترحاً لمحاربته
“الاخوان المسلمون” في أوروبا – الواجهات و سبل المحاربة
Europe Seeks to Combat “Political Islam”
هل تلفظ ألمانيا «الإخوان»؟
أدوات جماعات الإسلام السياسي وآلياتها لتحقيق أهدافها ومشروعاتها في أوروبا
خريطة منظمات الإخوان بأوروبا.. كيف سيتعامل القانون مع البؤر؟
شبكات تمويل جماعة الإخوان المسلمين في الغرب: المظاهر والتجليات
التضييق الأوروبي على الإخوان.. هل يشمل استثمارات التنظيم؟
بالأسماء… كشف شبكة الجمعيات الحقوقية التابعة للإخوان في بريطانيا ومن يديرها