المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
بون ـ إعداد: داليا عريان ـ باحثة في المركز الأوروبيECCI
التقدم السريع الذي أحرزته الفصائل السورية المسلحة بقيادة “هيئة تحرير الشام” نحو دمشق، وسقوط النظام السوري السابق أمام هذه التحركات في هذا التوقيت، يمثل تحدياً خطيراً للأوضاع السياسية والأمنية والإنسانية في سوريا، خاصة وأنها تعاني من اضطرابات سياسية منذ 2011. ويطرح تساؤلات حول التسوية السياسية ومستقبل المدن السورية، ومدى قدرة هيئة تحرير الشام على قيادة المرحلة، وإمكانية إشراك جميع الأطراف السورية في المرحلة المقبلة، ودور الأطراف الإقليمية والدولية لاحتواء المشهد، في ظل المخاوف من عودة نشاط التنظيمات الإرهابية.
مستقبل أمن سوريا
الصراع الداخلي
27 نوفمبر 2024: شنت الفصائل المسلحة هجوماً على حلب باسم عملية “ردع العدوان” بقيادة هيئة تحرير الشام التي تتمركز في مدينة إدلب شمال غرب سوريا.
28 نوفمبر 2024: وقعت اشتباكات بين الفصائل المسلحة وقوات النظام السوري السابق، لتقطع الأولى الطريق الدولي بين دمشق وحلب، مع قصف الطيران السوري لمدينتي سرمدا وأريحا.
29 فبراير 2024: سيطرة الفصائل على أحياء رئيسية في حلب ومطار حلب الدولي، ومدينة سراقب في الريف الشرقي لإدلب.
30 نوفمبر 2024: سيطرة الفصائل على مناطق استراتيجية في شرق حلب، وفرض حظر تجول بالمدينة، وانسحاب الجيش السوري مع إغلاق الطرق المؤدية لحلب.
1 ديسمبر 2024: تقدمت الفصائل لمحافظة حماة، وسيطرة على مساحة واسعة من حلب وإدلب، وكثف الطيران السوري غارته على هذه المناطق.
2 ديسمبر 2024: استمرار الاشتباك بين الفصائل المسلحة وقوات النظام في ريف حماة الشمالي.
3 ديسمبر 2024: سيطرة الفصائل على (14) بلدة بحماة، مع شن الجيش السوري هجمات ضد الفصائل، ما تسبب في سقوط أكثر من (600) قتيل.
4 ديسمبر 2024: تقدمت الفصائل في حماة مع استمرار الاشتباكات بين الطرفين.
5 ديسمبر 2024: سيطرة الفصائل المسلحة على حماة رابع أكبر مدينة سورية.
6 ديسمبر 2024: شنت قوات النظام هجوماً على جسر الرستن الرابط بين حماة وحمص، وتقدمت الفصائل المسلحة لحمص.
7 ديسمبر 2024: سيطرة الفصائل على درعا، مع مواصلة الاشتباكات في ريفي حماة وحمص بين الفصائل المسلحة وقوات النظام.
8 ديسمبر 2024: سيطرة هيئة تحرير الشام على مدينتي دمشق وحمص بالكامل والإعلان عن سقوط نظام الأسد.
9 ديسمبر 2024: شهدت دمشق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار رغم فرض حظر التجول.
10 ديسمبر 2024: أكد زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، أن سوريا ليست مستعدة لحرب أخرى، ولا ينبغي للدول الأجنبية أن تشعر بمخاوف.
11 ديسمبر 2024: سيطرة الفصائل المسلحة على دير الزور شرقي سوريا الغنية بحقول النفط، بعد انسحاب قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي دخلت هناك بعد سقوط نظام الأسد، وشهدت المدينة احتجاجات للمطالبة بخروج قوات قسد ما أدى لوقوع اشتباكات.
15 ديسمبر 2024: اندلاع اشتباكات بين قوات (قسد) وفصائل سورية مسلحة في جنوب الرقة السورية.
20 ديسمبر 2024: سيطرة فصائل مسلحة على قرية “زور شمر” شرق الرقة.
تسببت المواجهات بين الفصائل المسلحة وقوات النظام على مدار (12) يوماً، في نزوح ما بين (800) ألف ومليون شخص في مناطق مختلفة، ومعاناة (150) ألف آخرين من النزوح الثانوي، وتمثل النساء والفتيات (50%) من هؤلاء النازحين.
تزايد النشاط الإرهابي
أعلن تنظيم “داعش” في 10 ديسمبر 2024، إعدام (54) عنصراً من قوات النظام السوري السابق، أثناء فرارهم في بادية حمص وسط سوريا. الظهور مجدداً لداعش بهذه العملية أثار قلق الغرب من نشاط التنظيمات الإرهابية، في ضوء سيطرة هيئة تحرير الشام المصنفة إرهابية على قوائم بعض الدول الغربية.
حذر البنتاغون داعش بسحقه في حال استغلال الظروف الراهنة بسوريا، وفي 11 ديسمبر 2024 أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، وجود خطر حقيقي بشأن عودة داعش، وأبدى القائد العام لقوات قسد الجنرال مظلوم عبدي، تخوفه من حصول داعش على حرية أكبر في الحركة في البادية السورية، لتعليق عمليات مكافحة الإرهاب، محذراً من محاولاته لاقتحام السجون وتهريب عناصره، لتنفيذه هذه الهجمات مسبقاً، خاصة في ظل انشغال قوات قسد بإعادة الأمن للمدن السورية وحماية المدنيين.
قتل داعش عنصران من قوى الأمن الداخلي في جنوب الرقة شمال سوريا في 17 ديسمبر 2024 ، ومنذ سقوط نظام الأسد، بلغت هجمات داعش (7) هجمات، أسفرت عن (72) قتيلاً بين عسكريين ومدنيين.مكافحة الإرهاب ـ خريطة الجماعات المتطرفة في سوريا ومناطق النفوذ
انهيار النظام الإداري
تولى محمد البشير رئاسة الحكومة السورية الانتقالية في 10 ديسمبر 2024 وحتى الأول من مارس 2025. وأمرت الفصائل المسلحة مقاتليها بالانسحاب من المدن ونشر وحدات تابعة لهيئة تحرير الشام من قوات الأمن الداخلي. أعلن حزب البعث الذي حكم سوريا لأكثر من (50) عاماً، تعليق عمله ونشاطه الحزبي حتى إشعار آخر، وتسليم كافة الآليات والمركبات والأسلحة لوزارة الداخلية، ووضع أموال وأملاك الحزب تحت إشراف وزارة المالية.
أعلن زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني بأنه سيحل قوات الأمن التابعة للنظام السابق، وإغلاق السجون سيئة السمعة وتأمين مواقع الأسلحة الكيميائية. وتعهد أيضاً بحل جميع الفصائل المسلحة، وألا يكون هناك سلاح إلا بأيدي الدولة، مع إلغاء التجنيد الإلزامي بالجيش، منوهاً إلى دراسة رفع الرواتب (400%) وإعادة بناء المنازل المهدمة وإعادة المهاجرين.
موقف الأطراف الدولية والإقليمية
روسيا
رغم أن روسيا تعتبر هيئة تحرير الشام تهديداً مباشراً لنفوذها في سوريا، إلا أن الوضع الراهن يجبر الأولى على صياغة العلاقات مع الإدارة الجديدة لسوريا، للحفاظ على قواعدها العسكرية هناك، خاصة وأن الكرملين أعلن في 8 ديسمبر 2024 تقديم بلاده حق اللجوء لبشار الأسد وعائلته. وأكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ربابكوف، أن روسيا تحافظ على الحوار مع جميع الأطراف بالمنطقة، وأشارت الخارجية الروسية إلى أن قواعد بلادها بسوريا في حالة تأهب ولا يوجد أي تهديد لأمنها.
تمتلك روسيا عدة قواعد عسكرية بسوريا، من بينهم قاعدتين (طرطوس البحرية وحميميم الجوية في اللاذقية)، ويمثلان أهمية استراتيجية لروسيا في البحر المتوسط وإفريقيا. في 16 ديسمبر 2024 شدد الكرملين على أن مصير القواعد مازال قيد النقاش، في الوقت الذي تحدثت فيه استخبارات غربية عن بدء روسيا سحب قواتها ومعدات ثقيلة من خطوط المواجهة في شمال سوريا ومواقع في جبل العلويين، دون الإشارة إلى أي تحركات بشأن التخلي عن القاعدتين طرطوس وحميميم.
إيران
سقوط نظام الأسد يعني خسارة فادحة لإيران وتحول دراماتيكي على أرض الواقع، بالتزامن مع الخسائر التي تكبدها حزب الله اللبناني في حربه مع إسرائيل، واستهداف الأخيرة لقياداته وبنيته التحتية العسكرية على مدار أكثر من عام، وظلت سوريا محوراً رئيسياً من محاور النفوذ الإيراني بالمنطقة، وحلقة وصل مهمة بين إيران ووكلائها في المنطقة وفي مقدمتهم حزب الله خلال أكثر من أربعة عقود.
ألمحت طهران على لسان مسؤوليها، إلى أن سقوط الأسد لن يضعفها. وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، إن بلاده تشعر بالقلق من تقسيم سوريا وتحولها لملاذ للإرهابيين. اعتبر قائد الحرس الثوري حسين سلامي، أن ما حدث بسوريا درس مرير يجب التعلم منه، بينما حمل مسؤولون إيرانيون، النظام السوري السابق مسؤولية ما شهدته سوريا.أمن دولي ـ ماذا حدث لوكلاء إيران في سوريا؟
تركيا
تعمدت تركيا في بداية الأحداث، النأي بنفسها عن المشاركة في الهجوم على حلب، ولكن بسقوط نظام الأسد، تصدرت تركيا المشهد لعلاقاتها مع بعض الفصائل السورية المسلحة، ومخاوفها من الوجود الكردي على حدوها، ما يعني أنها ستصبح حليفاً قوياً للإدارة السورية الجديدة. أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في 10 ديسمبر 2024، أن سوريا يجب أن يحكمها شعبها، وأبدى استعداد بلاده لمساعد سوريا على الاستقرار ومكافحة الإرهاب.
تعول الدول الغربية وتحديداً واشنطن على أنقرة، للعب دور الوسيط لطمأنة القوى الدولية ومعاونة الإدارة السورية الجديدة لتقديم خطاب سياسي معتدل. بدأت الاتصالات الدبلوماسية بين المسؤولين الأتراك والأمريكيين والأوروبيين بشأن القضايا السورية العالقة مثل اللاجئين، ولضمان انتقال سياسي يحافظ على وحدة سوريا.
التحالف الدولي والغرب
أكد الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن في 8 ديسمبر 2024 على العمل مع جميع المجموعات السورية في إطار الأمم المتحدة، مشيراً إلى عدم منح “داعش” فرصة لبناء قدراته. بينما قال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، إنه “لا ينبغي أن تتدخل الولايات المتحدة وأنها ليست معركتنا”. اتهم ترامب تركيا في 16 ديسمبر 2024 بالوقوف وراء أحداث سوريا.
إن توسع هيئة تحرير الشام في سوريا، يزيد المخاوف لدى الغرب من زيادة التنافس بين الفصائل المسلحة والتنظيمات الإرهابية هناك، لذا أعلنت القيادة المركزية الأمريكية في 8 ديسمبر 2024، تنفيذ عشرات الغارات الجوية على (75) هدفاً لداعش وسط سوريا وقتل (12) عنصراً بالتنظيم، لمنع استغلاله الظروف الراهنة وإعادة تموضعه من جديد.
تسعى واشنطن للعب دور الوسيط، وفي 11 ديسمبر 2024 زار وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الأردن وتركيا لإجراء محادثات حول سوريا، وأعلنت واشنطن ولندن عن إجراء اتصالات مباشرة مع هيئة تحرير الشام، وانفتاح بلادهما لتخفيف العقوبات عن سوريا في المستقبل.
أبدت ألمانيا وإيطاليا استعدادهما لإقامة اتصالات مع هيئة تحرير الشام، وأعادت فرنسا فتح سفارتها في دمشق بعد 12 عاماً من القطيعة. وتتخوف دول الاتحاد الأوروبي من المرحلة الانتقالية بسوريا، لذا طرحت في اجتماع وزراء خارجية الاتحاد في 16 ديسمبر 2024، شروطاً تتمثل في احترام حقوق الإنسان والمرأة ومكافحة الإرهاب وحماية الأقليات بسوريا أمام السلطات السورية الجديدة.
إسرائيل
لم تمر ساعات قليلة على سقوط النظام السوري، لتشن إسرائيل هجوماً على المنطقة العازلة الحدودية مع سوريا في منطقة الجولان، معلنة انهيار اتفاقية فض الاشتباك مع سوريا المبرمة في 1974. وشنت إسرائيل في الفترة (8 -18 ديسمبر 2024) أكثر من (446) غارة جوية على قواعد عسكرية وطائرات مقاتلة ومستودعات أسلحة وطالت (13) محافظة سورية، ما أدى لتدمير ما يقرب من (80%) من القدرات العسكرية السورية، وفي 10 ديسمبر 2024 شنت ضربات ضد الأسطول البحري السوري، وتوغلت في منطقة جبل الشيخ ومرتفعات الجولان. في 15 ديسمبر 2024 وافقت على خطة لتوسيع المستوطنات الإسرائيلية بالجولان.
ما إمكانية إيجاد مخرج سياسي؟
بعد سيطرة هيئة تحرير الشام زمام الأمور في سوريا، عاد القرار الأممي (2254) للواجهة، وطالبت أطراف إقليمية ودولية بضرورة تطبيق القرار، ودعا “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية” تنفيذ العملية الانتقالية وفقاً لقرار (2254) الصادر في 2015. وينص على إطلاق العملية السياسية عبر الأمم المتحدة وإرساء سلطة ذي مصداقية خلال (6) أشهر تضم جميع الأطراف وألا تقوم على الطائفية.
أشارت روسيا في 15 ديسمبر 2024، إلى إمكانية عودة محادثات أستانا ومواصلة المحادثات مع تركيا وإيران، ويعود مسار أستانا إلى 2016 بمبادرة روسية مدعومة من إيران وتركيا، ومر بحوالي (22) جولة من المباحثات، ونجح في إنشاء مناطق خفض التصعيد لحماية المدنيين وتعزيز الحل السلمي. بينما تجمدت محادثات جنيف في 2022 جراء الحرب الروسية الأوكرانية، ومرت بنحو (8) جولات سابقة لمناقشة تشكيل اللجنة الدستورية.مكافحة الإرهاب ـ هل يشكل “داعش” تهديداً لمستقبل سوريا؟
تقييم وقراءة مستقبلية
ـ إن تداعيات المشهدين السياسي والأمني في سوريا الآن تختلف كثيراً عن الوضع في أعقاب احتجاجات 2011، نظراً لانهيار مؤسسات الدولة السورية بعد سقوط نظام الأسد بوتيرة سريعة، وبعد نحو 13 عاماً من الاضطرابات السياسية والحرب، ما يعني دخول سوريا في حالة فراغ أمني وسياسي وسط ضبابية المشهد بشأن ملامح المرحلة الانتقالية، وإمكانية إشراك جميع ائتلافات المعارضة السورية في صياغة الدستور والمشاركة في الحكم، ورغم محاولات “أبو محمد الجولاني” لطمأنة الداخل السوري والرأي العام العالمي، إلا أن الأمر لم يتخطى مرحلة التصريحات، خاصة وأن تشكيل الحكومة السورية الانتقالية لم يتضمن أي شخصيات من خارج الفصائل المسلحة التابعة لهيئة تحرير الشام.
ـ تزامن سقوط نظام الأسد وتولي هيئة تحرير الشام السلطة، في توقيت بالغ الدقة بمنطقة الشرق الأوسط، يعيد بناء توازنات القوى من جديد بالمعادلة السياسية السورية. إيران الحليف الرئيسي للنظام السوري السابق باتت الآن في معضلة سياسية غير مسبوقة، بعد خسائر متتالية لقيادات حركة حماس وحزب الله، وارتباك في الداخل الإيراني بشأن التعامل مع التصعيد الإسرائيلي، ما يدفع طهران إلى تجهيز قيادات في حزب الله وتجنيد عناصر جديدة بسوريا، حتى تضمن بقائها ولو بشكل محدود داخل سوريا، بجانب تسريع خطواتها في البرنامج النووي وتخصيب اليورانيوم، خاصة وأنها تترقب سياسات دونالد ترامب تجاه ملفها النووي ودعمه لإسرائيل في التصعيد بالمنطقة.
– تسعى روسيا إلى صياغة العلاقة مع هيئة تحرير الشام، بهدف الحفاظ على نفوذها في البحر المتوسط، وتضع في الحسبان أي ضغوط تتعرض لها السلطة السورية الجديدة من قبل الولايات المتحدة وتركيا، لتقليص النفوذ الروسي بالمنطقة، لذا ستدخل سوريا ضمن شروط المحادثات بين روسيا والولايات المتحدة بشأن أوكرانيا، خاصة وأن دونالد ترامب تعهد بإنهاء الحرب في أوكرانيا بمجرد توليه منصب الرئيس.
– دول الاتحاد الأوروبي ليست منخرطة بشكل مباشر في الوضع داخل سوريا، فمنذ 2011 قطعت العلاقات مع نظام الأسد، وتمحور دورها في استقبال اللاجئين السوريين وفرض عقوبات على الاقتصاد والنظام السوري كوسيلة للضغط لتسليم السلطة وقتها، والآن تصاعدت مخاوف دول الاتحاد من سقوط سوريا تحت حكم هيئة تحرير الشام، التي مازالت مدرجة عل قوائم التنظيمات الإرهابية وفقاً لقرار مجلس الأمن لعام 2015، والانزلاق نحو سيناريو التقسيم بين الفصائل المسلحة وداعش والأكراد، وربما هذه المخاوف دفعتها لتقديم مطالب للسلطة السورية الجديدة عبر المبعوثين الأوروبيين، لضمان حدوث انتقال سياسي سلس دون إقصاء أي فئة في المجتمع.
ـ بلا شك يستغل تنظيم داعش الوضعين الأمني والسياسي الهش في سوريا، لإعادة ترتيب صفوفه، عبر شن مزيداً من الهجمات ضد المدنيين والعسكريين، ومحاولة السيطرة على أسلحة من مخازن أسلحة النظام السابق، وفي حالة انفلات زمام الأمور من يد هيئة تحرير الشام وعدم قدرتها على السيطرة بشكل كامل على كافة المدن، تصبح فرصة سيطرة داعش على السجون والمخيمات التي تضم آلاف المقاتلين الأجانب قائمة، ما يزيد من خطورة التنظيم وتكرار سيناريو 2014 مرة أخرى في سوريا والعراق.
ـ بات متوقعاً تركيا لاعباً محورياً في الخريطة السياسية لسوريا المرحلة المقبلة، ومنذ 2017 كانت تركيا طرفاً في محادثات أستانا، ولكن المختلف في المشهد الحالي علاقاتها بالسلطة السورية الجديدة، ودعمها لبعض الفصائل المسلحة، ما ينعكس على شكل المرحلة الانتقالية وطبيعة الأطراف السورية المشاركة بالعملية السياسية، ويثير غضب بعض مكونات المجتمع السوري وفي مقدمتهم الأكراد نظراً للتوترات القائمة مع تركيا.
ـ تدرك واشنطن جيداً الدور التركي في سوريا، وتدعمه هذه المرة كنوع من إعادة ترتيب أدوار القوى الفاعلة هناك وبالأخص إيران وروسيا، وتضمن الإدارة الأمريكية الجديدة لجوء هيئة تحرير الشام لها، في حال الصراع على السلطة مع باقي الفصائل السورية، بجانب التزام الولايات المتحدة بمهمة مكافحة داعش في إطار دور التحالف الدولي.
ـ تصعيد إسرائيل غير المتوقع ضد الأراضي السورية، يزيد من تعقيد المرحلة، خاصة وأن موقف هيئة تحرير الشام تجاه هذا التصعيد مازال غامضاً، ما قد يتسبب في احتجاجات في الشارع السوري ضد الحكومة الجديدة، وتعاطيها مع مسألة الانتهاكات الإسرائيلية في الجولان وباقي المناطق، في ظل انتقادات حادة من قبل بعض السوريين لسياسات حكومة البشير وتصريحات الجولاني، بشأن إدارة الأزمات الاقتصادية التي تعيشها سوريا منذ أكثر من عقد.
رابط مختصر..https://www.europarabct.com/?p=99509
*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الارهاب والاستخبارات
الهوامش
بعد 14 عاماً من الحرب.. ماذا حدث في سوريا؟
Kurdish US-allies halting anti-ISIS operations in Syria because of threat from Turkey-backed rebels, SDF commander warns
The fall of Assad: Putin must be in crisis mode – while Trump may have little choice but to get involved
Syria post-Assad power vacuum poses unexpected problems for Middle East, US