مكافحة الإرهاب.. تجفيف مصادر تمويل التنظيمات المتطرفة
إعداد المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات ـ المانيا وهولندا
وحدة الدراسات والتقارير “2”
تستفيد التنظيمات الإرهابية من إساءة استخدام المؤسسات التجارية المشروعة، واستغلال الموارد الطبيعية، وإساءة استخدام المنظمات غير الربحية، والتبرعات، والتمويل الجماعي، والعائدات المتأتية من النشاطات الإجرامية فى تمويل أنشطتها الإرهابية وفيما يلى يتم توضيح أهمية التمويل للجماعات المتطرفة ومصادره ودور الأجهزة الأمنية فى تجفيف منابعه.
أهمية التمويل لدى التنظيمات المتطرفة
دفع مرتبات المقاتلين: أفاد مركز السياسة الدولية الأميركي في تقرير له وفقا لـ”الحرة” فى 6 مايو 2020 أن تنظيم داعش يستخدم الأموال التى يحصل عليها فى دفع مرتبات أعضاء التنظيم ومقاتليه لضمان استمراره وتأمين ملاذ آمن لنفسه. وأكد المركز أن تلك الأموال تساعد بشكل كبير التنظيم على إبقاء علاقة مع خلاياه النائمة فى العراق، فهو يدفع شهريا (200-250) دولار للجندي، و(500-600) دولار للقائد. مكافحة الإرهاب
توفيرالأسلحة : وثق “المرصد السوري لحقوق الإنسان” فى 13 أبريل 2020 استخدام “داعش” أسلحة ثقيلة أكثر تطورا. وأن القذائف المستعملة من قبل داعش في هجماته الأخيرة في سوريا وحتى العراق “إيرانية الصنع والمصدر”. وكانت قد نشرت صحيفة “جمهوريت” التركية فى تقرير لها عام 2015 إمداد عناصر تنظيم بالأسلحة والذخيرة، عن طريق شاحنات ترسلها المخابرات التركية إلى مقرات التنظيم فى سوريا.
دعم القيادات والعمليات الإرهابية : نشرت صحيفة “الديلي تلغراف” البريطانية تقريرا استقصائيا، نشرته صحيفة “صنداي تايمز”، حول اكتشاف السلطات البريطانية سرقة مليارات من الجنيهات الإسترلينية من أموال دافعي الضرائب البريطانية من خلال شبكة سرية مكونة من بريطانيين آسيويين. وذهب نحو (80) مليون جنيه إسترليني منها إلى مقر إقامة زعيم القاعدة الراحل”أسامة بن لادن” في باكستان. كما أن تلك الشبكة، كانت تستخدم طرق سرية عبر دولتي باكستان وأفغانستان، لنقل تلك الأموال وفقا لـ”سبوتنيك” فى 1 أبريل 2019. مكافحة الإرهاب
مصادر التمويل
شركات تحويل الأموال: كشف القضاء الفرنسي أن حوالى (400) شخص يجمعون الأموال في دول تقع قرب المنطقة العراقية-السورية”. وأن “الوسطاء الماليين الذين يعملون لصالح داعش أو القاعدة كانوا يتلقون مبالغ مالية من “ويسترن يونيون” بمبالغ تبدأ بعشرات اليورو إلى آلاف اليورو مرسلة من حوالى مئة بلد في العالم لنقلها لاحقا إلى مقاتلين متطرفين” وفقا لـ”فرانس24″ فى28 مارس2020.
العملات الإفتراضية: لا تزال عملة بتكوين محط مضاربات ولا تخضع لأي رقابة مصرفية ويقتصر تداولها على المنصات الإلكترونية. فبحسب وزارة العدل الأمريكية حصلت فتاة تنتمى لتنظيم “داعش” على قروض بأكثر من (22.5) ألف دولار، واستخدمت بطاقات ائتمانية لشراء عملات بيتكوين المشفرة بأكثر من (62) ألف دولار. وقامت بتحويل أكثر من (150) ألف دولار إلى أفراد وكيانات إرهابية في تركيا ودول أخرى تابعة لتنظيم داعش وفقا لـ “الحرة” فى 16 مارس2020.
البنوك : كشفت “العربية نت” فى 9 فبراير 2020 أن بنك “QIB” التابع لقطر ساهم بشكل مباشر في مؤسسة قطر الخيرية، وهي منظمة ثبت تمويلها لتنظيم أحرار الشام المنبثق عن تنظيم القاعدة. وإن البنك سمح باستخدام حساباته للحصول على تبرعات مالية من أجل ما يسمى بـ”نصرة أهل الشام”، وهي حملة لجمع التبرعات، سبق أن أكدت وزارة الخارجية الأميركية بأنها تم إعدادها لتحويل الدعم المالي إلى الجماعات المتطرفة في سوريا، بما في ذلك جبهة النصرة وأحرار الشام. مكافحة الإرهاب
غسيل الأموال: أشارتقريرللأجهزة الأمنية الإسبانية إلى أن “فارس قطيني” مسؤول عن خليّة إرهابية التابعة لتنظيم “القاعدة” فى إسبانيا. وكان يدير شبكة واسعة لغسل الأموال في مدريد وضواحيها وبعض مدن الساحل الشرقي في إسبانيا، مثل كاستيون وفالينسيا. وكان يشرف على تسع شركات للبناء والنقل والخدمات الصحّية والعناية بالمسنّين، ويستخدمها لإرسال الأموال إلى سوريا عن طريق نظام “حوالة”، الذي يستخدمه تنظيم “القاعدة” لتمويل أنشطته وعملياته، وذلك عبر شبكة مترامية تمرّ بتركيا والأردن ولبنان وسوريا وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى 27 أكتوبر 2019.
الإحتياطات النقدية: أكد الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش” إن تنظيم “داعش” يمتلك مبالغ تصل إلى (300) مليون دولار، بقيت معه بعد زوال “الخلافة” في العراق وسوريا وفقالـ”روسيا اليوم” فى 6 أغسطس 2019.
الأمم المتحدة و مكافحة الإرهاب
أعرب “أنطونيو غوتيريش” عن ثقته بقدرة التنظيم على توجيه هذه الأموال لدعم أعمال إرهابية داخل العراق وسوريا وخارجهما عبر شركات غير رسمية لتحويل الأموال، وتمتعه بالاكتفاء الذاتي المالي عبر شبكة من المؤيدين والجماعات التابعة له في أماكن أخرى بالشرق الأوسط وإفريقيا وآسيا.
أصدرت الأمم المتحدة قرار جمع كل المعايير في نص واحد لتكثيف التعاون الدولي فى مكافحة تمويل الارهاب وفقا لـ”SWI” فى 28 مارس 2020.والقرار يطلب من الدول الأعضاء وضع “قوانين وطنية وقواعد” لملاحقة أي فرد يستخدم أو ينوي استخدام أموال “بشكل مباشر أو غير مباشر” لتنفيذ اعتداءات. وتحديد القطاعات الاقتصادية التي يسهل الاستفادة منها لتمويل الإرهاب” والتزود بوحدات استخباراتية متخصصة في كشف الشبكات المالية التي تستفيد منها منظمات إرهابية. ويحث على التحرك لكشف سرية التحويلات وتطوير وسائل لمراقبة المدفوعات عبر الهاتف وطريقة استخدام المبالغ النقدية.
التزام المفوضية الأوروبية بقرارات مكافحة الإرهاب
تعتزم المفوضية الأوروبية إدراج بنما والبهاما وموريشيوس و9 دول أخرى في قائمة الدول التي تشكل مخاطر مالية على الاتحاد الأوروبي بسبب قصور في مكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب. وبموجب قوانين الاتحاد الأوروبي، فإن البنوك والشركات المالية الأخرى وشركات الضرائب ملزمة بتدقيق أكثر تأنيا في زبائنها الذين لهم تعاملات مع الدول المدرجة في القائمة وفقا لـ”سبوتنيك” فى 5 مايو 2020. وكانت أكدت المفوضية الأوروبية في بروكسل إن التعاون بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة في تتبع تمويل الإرهاب يواصل تحقيق نتائج إيجابية.
وأشار بيان للمفوضية الأوروبية فى عام 2019 إلى أكثر من (70) ألف حالة جرى التحقيق فيها خلال الفترة ما بين 2016 و2018، مقارنة مع نحو (9) آلاف حالة في الفترة التي شملها تقريرسابق واقترحت أن تقدم الدول الأعضاء تعليقات منتظمة حول العملاء أو الحالات المتوقعين من الولايات المتحدة، وتشجع جهود “يوروبول” المستمرة في تقديم الدعم للدول الأعضاء، واختتمت بأنه سيتم إجراء المراجعة المشتركة التالية لهذه الاتفاقية في عام 2021، وفقا لصحيفة “الشرق الأوسط”.
دول لم تلتزم بقرارت مكافحة الإرهاب وتمويله
أعلنت وزارة الخزانة الأميركية، أسماء (6 ) شركات وأشخاص يتخذون من تركيا مقرا أو يعملون بها، متورطون في توفير الدعم المالي واللوجستي “الحاسم” لتنظيم “داعش” وفقا لـ”سكاى نيوز عربية” فى 19 نوفمبر 2019. ويقول وزير الخزانة الأميركي إنه “تم استهداف الكيانات الست وفقا لأمر تنفيذي يستهدف كل من قدم دعما ماليا أو تقنيا أو خدمات للإرهابيين”. وشدد على أن الولايات المتحدة تسعى إلى إدراجهم على قائمة العقوبات الخاصة بالأمم المتحدة والمجموعة الدولية التي تكافح “داعش”. ومن أبرز تلك الشركات شركة “السلطان “لتحويل الأموال حيث ساعدت “داعش” عبر تقديم الدعم المادي والتقني والخدمي للتنظيم.
أبلغت مجموعة العمل المالي، التي تتصدى لغسل الأموال وفقا لـ”رويترز” فى 14 فبراير 2020، باكستان بأنها قد توضع في القائمة السوداء إذا استمرت في عدم تطبيق القيود الكافية لمكافحة تمويل الإرهاب. ووضعت المجموعة بالفعل باكستان على (القائمة الرمادية) الخاصة بالبلدان التي تفتقر للضوابط الكافية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب. تقول مجموعة العمل المالي إنه يتعين على باكستان تحديد وتقييم وفهم المخاطر المرتبطة بالمجموعات المتشددة العاملة في البلاد مثل تنظيم داعش والقاعدة.
أعيدت إيران إلى اللائحة السوداء لـ”مجموعة العمل المالي” الدولية المتخصصة بمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب بعد أربع سنوات من التعليق وفقا لـ”الشرق الأوسط” فى 22 فبراير 2020. إعادة فرض العقوبات التي علقت عليها في العام 2016 يعود إلى عدم تطبيق خطة العامين التي التزمت بالعمل بها إزاء المجموعة الدولية وفشلها في اتخاذ التدابير والإجراءات المطلوبة منها لجهة محاربة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.
أوضح “مارشال بيلينغسلي” رئيس فريق العمل المالي لمجلس الأمن، إنه “من الأهمية بمكان لكل الدول أن تدرك أين تكون عرضة لتمويل الإرهاب، ومن ثم استخدام هذا الفهم للتخفيف من تلك المخاطر بشكل صحيح”. وأضاف أنه “يتعين على الدول أن تدرك أن المخاطر تتجاوز قطاع المصارف والتمويل لتشمل البناء والسلع وتهريب الأدوية وحتى تجارة السيارات المستعملة”. وأوضح أن جماعات متطرفة فى 30مارس2020 استفادت جميعها من اختلاط الأموال بين العمليات الإجرامية والتجارة والأعمال القانونية الأخرى بغرض تمويل الهجمات الإرهابية.
يقول “فلاديمير فورونكوف” فى 28 مارس 2020 المسؤول الأممي الكبير المكلف مكافحة الإرهاب إن “الأموال لا تزال تصل إلى المنظمات الإرهابية من خلال طرق شرعية أو غير شرعية”. وجاء كلامه خلال نقاش داخل مجلس الامن اعقب اعتماد القرار شدد فيه أيضا على ضرورة “التركيز على تقاسم المعلومات الاستخباراتية”. لذلك من ضروري ان يكون هناك تقييم جديد مابعد اصدار مجلس الامن قراراته.
الخلاصة
يعتبر ألتمويل اساس عمل تنظيم “دولة داعش”، لتقارير ألإستخبارية تعطي تفاصيل حول أهمية التمويل “فألجهاديون” والمقاتلون الذين يتطوعون للقتال، دائما يختارون الفصائل الأكثر تنظيما والاكثر دفعا وتسلحا. على سبيل المثال أن داعش استطاع اجتياح التنظيمات الاخرى “الجهادية” في العراق والشام بسبب ما كانت تتمتع به من امتيازات مالية وتسلح، هذا دفع الكثير من الألوية وألكتائب بالقتال تحت رايتها بعد ان كانت تقاتل تحت رايات اخرى. كذلك في العراق، بسبب ما يتمتع به تنظيم داعش من شراسة وامكانيات تمويل مرتفعة جدا تمكنه ان الاستمرار بتنفيذ عملياته الإرهابية.
تدير داعش العديد من عمليات غسل الاموال، هذه الاموال تدار احيانا من داخل دول اوربية وعربية. ويلعب القطاع الخاص دورا في تمويل الإرهاب، فمكاتب الصيرفة الخاصة وتحويل الأموال عبر العالم قد تم أستغلالها في تدوير الاموال وغسيلها. بلأضافة الى تدوير الأموال بواسطة المقايضة بعمليات الأستيراد وألتصدير. أن فرض الرقابة الشديدة على الشركات المالية الخاصة ومتابعة اصولها المالية من شأنها أن تعمل على تجفيف مصادر التمويل ومكافحة الأرهاب.
التوصيات
لذا من التوصيات في تجفيف مصادر تمويل القاعدة و”الجهادين” هو العمل الإستخباراتي وفرض عقوبات والتعاون مع الشركاء والحلفاء الدوليين وإشراك القطاع الخاص من أجل تحديد الجهات المانحة والممولين والوسطاء المتورطين في دعم المنظمات الإرهابية . إن أيجاد تعاون مشترك دولي في مراقبة وتعقب الآصول المالية للجماعات المسلحة ،لاتقل عن العمليات المسلحة في مواجهة الأرهاب وتفعيل قرارات مجلس الامن ـ لجنة مكافحة الارهاب في تتبع الاصول المالية وتجفيف التمويل.
رابط مخنصر … https://www.europarabct.com/?p=69143
* حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والإستخبارات
الهوامش
“مناطق استراتيجية وأولويات”.. رغم هزيمته عسكريا “داعش” يحاول أن “يبقى ويتمدد” في العراق … الحرة
بالصور.. المخابرات التركية ترسل لـ”داعش” شاحنات محملة بالأسلحة … سبوتنيك
شبكة سرية حولت 80 مليون من أموال هذه الدولة لإبقاء أسامة بن لادن على قيد الحياة…سبوتنيك
بالأسماء.. 6 شركات وأشخاص يموّلون “داعش” من تركيا … سكاى نيوز عربية
أردوغان: سنعارض إدراج باكستان على قائمة تمويل الإرهاب … رويترز
مجموعة العمل المالي الدولية تعيد إيران إلى “اللائحة السوداء” … الشرق الأوسط
الامم المتحدة تشدد تدابير مكافحة تمويل الارهاب.. فرانس24
دعمت داعش باستخدام بيتكوين.. حكم بسجن الأميركية شهناز… الحرة
أميركي احتجزته “النصرة”: أفراد من حكومة قطر يمولون تنظيمات إرهابية .. العربية
معلومات أمنية جديدة عن خلية «القاعدة» في مدريد … الشرق الأوسط
الأمم المتحدة تكشف عن احتياطات “داعش” المالية… روسيا اليوم
70 ألف حالة رصدتها آلية أوروبية – أميركية لمكافحة تمويل الإرهاب … الشرق الأوسط
الاتحاد الأوروبي يعتزم إضافة 12 دولة إلى قائمة سوداء لغسيل الأموال … سبوتنيك
الامم المتحدة تشدد تدابير مكافحة تمويل الارهاب… SWI