خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ـ ألمانيا وهولندا ECCI
هاجم طالب لجوء سوري فجأة المارة في فيلاخ، ما أدى إلى مقتل مراهق وإصابة خمسة آخرين. وأكد وزير الداخلية النمساوي إن الجاني مرتبط بتنظيم داعش وأصبح متطرفا عبر الإنترنت “في فترة قصيرة من الزمن”. وتابع وزير الداخلية الألماني جيرهارد كارنر في 16 فبراير 2025 إن المشتبه به السوري الذي بدأ في مهاجمة المارة بشكل عشوائي بسكين كان “مهاجما إسلامويا”.
ويمثل هذا الهجوم الإرهابي الثاني في النمسا في السنوات الأخيرة. ففي نوفمبر 2020، نفذ رجل حاول سابقًا الانضمام إلى تنظيم داعش هجومًا في فيينا، مسلحًا ببندقية آلية وسترة ناسفة مزيفة، مما أسفر عن مقتل أربعة أشخاص قبل أن تطلق الشرطة النار عليه وتقتله.
وفي السابع من أغسطس 2024 تم القبض على شاب يبلغ من العمر 19 عامًا في تيرنتز (منطقة نيونكيرشن) ثم لاحقًا شاب يبلغ من العمر 17 عامًا في فيينا. وقيل إنهم “بايعوا تنظيم داعش”، وبحسب الشرطة فقد تم ضبط مواد كيميائية. تم إلغاء الحفلات الموسيقية. وفي 24 ديسمبر 2023: ألقت هيئة حماية الدستور الفيدرالية القبض على أربعة مشتبه بهم في الإرهاب بتهمة التخطيط لهجوم على كاتدرائية القديس ستيفن.
ماذا نعرف عن الهجوم؟
أوضح وزير الداخلية كارنر في 16 فبراير 2025 إنه يشعر “بالغضب إزاء المهاجم الإسلاموي الذي طعن الناس الأبرياء دون تمييز هنا في هذه المدينة”. وقالت الشرطة إن المشتبه به استخدم سكينًا قابلاً للطي لاستهداف المارة. وتم القبض عليه بعد وقت قصير من الهجوم، عندما أوقفه سوري آخر – سائق توصيل طعام – بصدمه بسيارته. قالت الشرطة إن المشتبه به هو طالب لجوء لكنه يملك تصريح إقامة ساري المفعول وليس لديه سجل إجرامي.
وتقول الشرطة إنها عثرت خلال مداهمة شقة المشتبه به على “أدلة واضحة على الفكر المتطرف الإسلاموي”، مثل أعلام تنظيم داعش على الحائط. وأضافت الشرطة أنه لم يتم العثور على أسلحة أو “أشياء خطيرة أخرى”، مضيفة أن المشتبه به يخضع للتحقيق بتهمة “القتل ومحاولة القتل”.
ولم يعلن تنظيم داعش مسؤوليته عن الهجوم. ومع ذلك، قام قسم الإعلام في فرع تنظيم داعش في أفغانستان، ولاية خراسان، بتوزيع منشور للتنظيم يدعو إلى شن هجمات منفردة في أمريكا وأوروبا بعد هجوم ليلة رأس السنة في نيو أورليانز.
هجوم يعيد إطلاق الجدل حول الهجرة
بحسب وزارة الداخلية، تقدم 24941 أجنبيا بطلبات اللجوء في النمسا في عام 2024. وكانت أكبر مجموعة من المتقدمين من سوريا، تليها أفغانستان. على مدى العامين 2023 و2024، انخفض عدد طالبي اللجوء بشكل كبير. ففي عام 2022، بلغ عدد الطلبات ذروته عند أكثر من 100 ألف، في حين تقدم حوالي 59 ألف فرد بطلبات اللجوء في عام 2023.
ودان الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين الهجوم ووصفه بأنه “مروع”. ودعا حاكم كارينثيا بيتر كايزر من الحزب الديمقراطي الاجتماعي إلى “أقسى العواقب” لهذه “الجرائم التي لا تصدق”. في غضون ذلك، دعا زعيم اليمين المتطرف هربرت كيكل إلى “شن حملة صارمة على اللجوء”. وقال “من النمسا إلى الاتحاد الأوروبي، القواعد الخاطئة سارية في كل مكان. لا يُسمح لأحد بتحديها، كل شيء مُعلن مقدس”، مضيفًا أن “حزبه حدد ما اعتبره تغييرات ضرورية لقوانين الهجرة في برنامجه الانتخابي”.
أوضح وزير الداخلية النمساوي كارنر إنه يريد إجراء “عمليات فحص عشوائية جماعية لمجموعات مستهدفة خاصة، أي طالبي اللجوء من أصول سورية أو أفغانية” في محاولة لمنع مثل هذه الهجمات. إلا أنه لم يقدم مزيدا من التفاصيل حول كيفية حدوث ذلك.
لقد تصدر حزب الحرية الذي يتزعمه كيكل الانتخابات الوطنية التي جرت في سبتمبر 2024 بشكل غير مسبوق، ولكنه أعلن في فبراير 2025 أنه فشل في تشكيل حكومة مع المحافظين الذين احتلوا المركز الثاني في الانتخابات. كما فشلت الأحزاب في التوصل إلى إجماع بشأن من سيتولى المناصب الوزارية الحساسة التي تتعامل مع الأمن.
أشار بيتر نيومان الباحث في مجال التطرف إلى أن غالبية الهجمات الإرهابية التي ارتُكبت في ألمانيا نفذها طالبو لجوء أو لاجئون. ودون وضع اللاجئين تحت الشك العام، أشار نيومان إليهم باعتبارهم “مجموعة خطرة” في هذا السياق. وباستثناء حالة فيلاخ – حيث كان المشتبه به لاجئًا من سوريا – فإن مهاجم فيينا في الثاني من نوفمبر 2020، والمهاجمين الآخرين الذين تم منعهم أو يُزعم منعهم، بما في ذلك الشبكة المحيطة بالشاب البالغ من العمر 20 عامًا والذي يُزعم أنه خطط لهجوم على حفل تايلور سويفت في فيينا العام 2024، لم يكونوا لاجئين. لديهم خلفية مهاجرة لكنهم نشأوا جميعًا في النمسا.
الجالية السورية في النمسا تدين الهجوم
دانت الجالية السورية في النمسا الهجوم ونأت بنفسها عنه في بيان على الفيسبوك. وجاء في البيان “نود أن نؤكد: كل من يثير الفتن ويخل بسلام المجتمع لا يمثل السوريين الذين سعوا وحصلوا على الحماية هنا”. وتستضيف النمسا، مثل العديد من البلدان الأخرى في أوروبا، جالية سورية كبيرة الحجم، فر أغلب أفرادها خلال الصراع في سوريا التي استمرت لأكثر من عقد من الزمان. كما أدان المجلس التمثيلي الإسلامي في النمسا “الهجوم الإرهابي”
عندما أطيح بالرئيس السوري بشار الأسد في هجوم خاطف في ديسمبر 2024، انضمت النمسا إلى مجموعة من الدول الأوروبية التي جمدت طلبات اللجوء المعلقة من السوريين. كما أوقفت البلاد لم شمل الأسر، وأرسلت ما لا يقل عن 2400 خطاب لإلغاء وضع اللاجئ. وقالت وزارة الداخلية النمساوية إنها تستعد “لبرنامج منظم لإعادة وترحيل السوريين إلى سوريا”.
التطرف على الإنترنت
تشير التقارير الاستخباراتية إلى أن المتطرفين العنيفين أصبحوا أصغر سنا سنا. وفي هذا السياق، تدرك السلطات الأمنية أن هناك بعض الأشخاص الذين ما زالوا قاصرين وقادرين على ارتكاب أعمال إرهابية. كما أن عمليات التجنيد والاستقطاب تتم في المقام الأول على شبكة الإنترنت. حيث يحظى المؤثرون والدعاة المتطرفون بشعبية متزايدة، خاصة على منصات مثل تيك توك وتيليجرام. وكانت قد رفعت الحكومة النمساوية مستوى التأهب الأمني عند المستوى الرابع، وهو ثاني أعلى مستوى من الاستنفار الأمني.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=101053