مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ هكذا يستغل اليمين المتطرف العمليات الإرهابية، جريمة ماغديبورغ

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

لا يزال الدافع وراء هجوم طالب أ.*، مرتكب هجوم سوق الكريسماس في ماغديبورغ ، غير واضح. ما تم تأكيده هو أنه مواطن سعودي وهو قيد الاحتجاز. ومع ذلك، بعد وقت قصير من الهجوم، بدأ المشهد اليميني المتطرف في ألمانيا في إثارة عداء المهاجرين.

قال طالب يدرس هندسة السيارات في ماغديبورغ، عاصمة ولاية ساكسونيا أنهالت : “لم أشهد قط مثل هذه البيئة العدائية والتهديدية”. وقد قدمت منظمة سلام، وهي مركز للوقاية من العنف في ولاية ساكسونيا أنهالت، رواية مماثلة. فقد لاحظت المنظمة زيادة كبيرة في الحوادث ضد الأشخاص الذين يعتبرهم المتطرفون اليمينيون أجانب.

وبحسب سلام، “يتم تصنيف المهاجرين المفترضين على أنهم “إرهابيون” و”مجرمون” ويتم دفع بعضهم. ووصلت التهديدات إلى حد تحذير المجتمعات المهاجرة بعضها البعض في مجموعات WhatsApp وعلى Facebook من الخروج في الأماكن العامة.

أكد هانز جولدنباوم، الخبير في التطرف في مركز سلام ” إن الاشتباه في أن مرتكب هجوم ماغديبورغ معادٍ للإسلام ومتطرف من اليمين المتطرف أمر مثير للدهشة. إنه يُظهر قوة هذا الخطاب اليميني المتطرف ومدى عزلته عن الواقع”.

تعبئة المتطرفين اليمينيين

منذ الهجوم على سوق عيد الميلاد، حشدت الأحزاب والجمعيات والأفراد اليمينيون المتطرفون والنازيون الجدد في مختلف أنحاء ألمانيا. وطالبوا بالترحيل الجماعي للمهاجرين من البلاد. تجمع مئات من النازيين الجدد في مظاهرة لليمين المتطرف في ماغديبورغ، بعد يومين من الهجوم. وشهدت المظاهرة هجمات على الصحفيين. وفي 23 ديسمبر 2024، هتف المشاركون في مظاهرة نظمها حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف “ترحيل! ترحيل!”

كان أحد المتحدثين في التجمع هو ثورستن هايس. وقد سبق له أن أدين عدة مرات. وقد حاول ذات مرة دهس لاجئ بسيارته. وتُظهِر مقاطع فيديو التجمع هايس وهو يدعو المتظاهرين إلى التسلل إلى الجمعيات وإدارات الإطفاء والسلطات. وأفاد مراقبون أن المشاركين في المظاهرة هتفوا “استيقظي يا ألمانيا”، وهي عبارة كانت تستخدم في ألمانيا النازية تحت قيادة أدولف هتلر، واستخدامها يعد جريمة يعاقب عليها القانون في ألمانيا.

تسييس الهجوم بدأ بالفعل

يتوقع ديفيد بيجريتش، الخبير في التطرف اليميني من جمعية ميتيناندر في ماغديبورغ، تسييسًا أوسع للهجوم على سوق الكريسماس. وقد نظم حزب البديل من أجل ألمانيا مظاهرات حاشدة في ماغديبورغ. وانتقد بيجريتش المظاهرات بشدة، قائلاً إن التركيز بعد الهجوم يجب أن يظل على الضحايا الخمسة والجرحى البالغ عددهم 200 شخص.

وصرح لـ DW: “أشهد حالة من الذهول والصدمة الشديدة في ماغديبورغ. لقد أحدث هذا الهجوم جرحًا عميقًا في المدينة. وهذا ينطبق علي شخصيًا أيضًا: كانت زوجتي من بين المصابين”. وقال بيجريتش إنه يعتقد أنه لا ينبغي لأحد أن يسيّس الهجوم طالما أن هناك ضحايا في المستشفى: “يجب أن يكون مصير الضحايا هو المحور الرئيسي. وتأتي إعادة التقييم بعد ذلك. فالمجتمعات لا تريد أي تسييس”.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=99617