مكافحة الإرهاب في ألمانيا ـ ارتفاع حالات معاداة السامية بشكل كبير في ألمانيا

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

ارتفعت حالات معاداة السامية بشكل كبير في ألمانيا وأماكن أخرى، في الوقت الذي تحيي فيه أوروبا الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية. حيث ارتفعت الحوادث العنيفة المعادية للسامية في سبع دول تضم أكبر الجاليات اليهودية خارج إسرائيل، وفقًا لتقرير نُشر في السابع من مايو 2025. وتشمل الدول المذكورة في التقرير ألمانيا وفرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وكندا وأستراليا والأرجنتين.

أطلقت فرقة العمل J7، التي أنشئت في يوليو 2023، ناقوس الخطر بشأن تكثيف الهجمات على المجتمعات اليهودية، وخاصة منذ الهجوم الذي شنته حماس في 7 أكتوبر 2023 على جنوب إسرائيل. وذكر التقرير أن الهجمات على المدارس والمعابد اليهودية والشركات اليهودية، إلى جانب الأفراد، زادت بشكل كبير، وفي بعض الحالات تضاعفت في عام 2023 مقارنة بالعام 2024.

وفي ألمانيا، ارتفعت الحوادث المعادية للسامية بنسبة 75% من عام 2021 إلى عام 2023، وبنسبة 185% في فرنسا، وبنسبة 82% في المملكة المتحدة. وتقول مارينا روزنبرج، نائبة الرئيس للشؤون الدولية في رابطة مكافحة التشهير، إنه بسبب تعرض الناس للمضايقات لمجرد كونهم يهوداً، “يقوم العديد من اليهود في جميع أنحاء العالم بإخفاء رموزهم اليهودية”، مثل نجمة داوود. وتقول إن بعض الأشخاص من المجتمع يذهبون إلى حد تغيير أسمائهم لتبدو أقل يهودية على تطبيقات مشاركة الرحلات.

التطرف السياسي يغذي العنف

استمرت معاداة السامية في التصاعد في ألمانيا لدى كلا التيارين السياسيين المتطرفين. وتزايدت أعمال العنف التي يغذيها خطاب حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف، بالإضافة إلى هجمات من الإسلاميين. وفقًا للتقرير، يُشكّل الصعود المُستمر لحزب البديل من أجل ألمانيا “تحديًا كبيرًا. يُوفّر الحزب بيئةً مُواتيةً لازدهار مُعادي السامية. لديه صلات وثيقة بدوائر اليمين المُتطرف، التي يُمثّل لها الذراع السياسي في البرلمان. كما يُشكّل تهديدًا للحياة الدينية اليهودية”.

ولا يقتصر مرتكبو الهجمات على اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف فحسب. لقد شهد تطبيعًا لمعاداة السامية في مجتمعات من مختلف الأطياف السياسية. لذا، فالأمر لا يقتصر على اليمين المتطرف أو اليسار المتطرف أو الإسلاميين أو الجهاديين، بل يشمل جميع المجتمعات. ولذلك، فإن المطلوب، ليس فقط هنا في ألمانيا، بل في جميع أنحاء العالم، هو نهج مجتمعي شامل

تزايد الهجمات

تؤكد مارينا روزنبرج إن المجتمع المدني والجامعات بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة معاداة السامية. وأوضحت روزنبرغ “إن خطر معاداة السامية لا يستهدف اليهود فحسب، بل المجتمع بأسره. وهو يتعارض تمامًا مع القيم الديمقراطية التي تؤمن بها مجتمعاتنا الليبرالية”. لطالما قلنا إن معاداة السامية بمثابة إنذار مبكر. وما يبدأ باليهود لا ينتهي بهم أبدًا. ونحن نعلم ذلك هنا في ألمانيا، ونعلمه في أوروبا، ونعلمه في جميع أنحاء العالم، كما أضافت. ولا تقتصر الاعتداءات على التحرش والتخريب فحسب، بل تشملالاعتداءات الجسدية والعنف.

وجاء في تقرير J7 أن إحصائيات الشرطة تشير إلى وقوع 3200 جريمة بدافع معاداة السامية في الفترة من الأول من يناير 2024 يناير 2024 إلى السابع من أكتوبر 2024 في ألمانيا. وهذا من شأنه أن يمثل انخفاضًا عن عام 2023، لكن التقرير ينص على أن مكتب الإبلاغ عن الحوادث المعادية للسامية (بما في ذلك الجرائم الجنائية والأفعال غير الجنائية) التابع للمجتمع المدني، سجل ما يقرب من 3000 حادث معاد للسامية في العام 2024، بين السابع من أكتوبر 2023 ونهاية العام نفسه.

بالإضافة إلى ذلك، أفادت هيئة خدمات الاستخبارات الإسرائيلية أنه تم تسجيل 1383 حادثة معادية للسامية بالفعل خلال النصف الأول من عام 2024، وهو أعلى رقم في أي عام سابق. وشملت 21 من هذه الحوادث مواقع تذكارية يهودية. تقول روزنبرج “عندما يلتزم شخص ما الصمت، وعندما يرى اليهود يتعرضون للمضايقة في الشارع، فإنه يحتاج إلى أن يفهم ليس فقط أن هذا من واجبه الأخلاقي أن يفعل شيئًا، ولكن أنه قد يكون التالي”.

واختتمت روزنبرج قائلة: “إذا كان الأمر يتعلق بالمهاجرين أو النساء أو مجتمع الميم وما إلى ذلك، فإن المجتمعات الليبرالية عندما تفشل في حماية أقلياتها، فإنها تفشل في حماية القيم الديمقراطية”.

رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=104049