الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة الإرهاب ـ واقع الجماعات المسلحة الموالية لإيران بعد سقوط نظام الأسد

فبراير 10, 2025

بون ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات ECCI ـ وحدة الدراسات 

إعداد بسمه فايد، باحثة  في الأوروبي ECCI

شهدت سوريا في ديسمبر 2024 تحولًا كبيرا في موازين القوى بعد انهيار النظام السوري السابق، مما أدى إلى انسحاب القوات الإيرانية والجماعات المسلحة الموالية لها بشكل كبير من الأراضي السورية. هذا التراجع العسكري الإيراني يعكس خسارة استراتيجية كبيرة لطهران، التي كانت تعتمد على سوريا كحليف رئيسي في سياستها الإقليمية. تتنامي المخاوف الإقليمبة والدولية من تداعيات هذا الانسحاب على الوضع في المنطقة، بما في ذلك السبل التي قد تتبعها طهران للحفاظ على مصالحها في ظل المتغيرات السياسية.

كم يبلغ حجم التواجد الإيراني قبل انهيار النظام السابق؟

أفاد تقرير في السابع من يناير 2025 أن إيران كان لديها ما يصل إلى (10) آلاف جندي من الحرس الثوري الإيراني في سوريا، و(5) آلاف جندي آخر من الجيش، بالإضافة إلى آلاف أخرى من الجماعات المسلحة المدعومة من إيران. امتلكت إيران (55) قاعدة عسكرية في سوريا بالإضافة إلى (515) نقطة عسكرية.

كان على الأراضي السورية ما يقرب من (830) موقعا عسكريا أجنبيا، (70%) منها تابعة لإيران، أي (570). شنت الجماعات المدعومة من إيران في سوريا هجمات على القوات الأمريكية وساعدت في شن هجمات على إسرائيل في ظل وجود النظام السوري السابق. ففي العام 2020، أنفقت إيران ما يقرب من 30 مليار دولار (حوالي 28 مليار يورو) لإبقاء النظام السوري السابق في السلطة.

يوضح “ماركوس شنايدر”، مدير مشروع “السلام والأمن في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” من مؤسسة “فريدريش إيبرت”، أن “سقوط النظام السوري السابق من المرجح أن يكون له تداعيات على مصداقية إيران داخل ما يعرف بـ “محور المقاومة” برمته”. لهذا السبب يرى شنايدر “أن في هزيمة طهران في سوريا تكرارا لسيناريو مماثل لهزيمة السوفييت في أفغانستان. ويمكن أن تبشر أيضًا بنهاية النظام في طهران نفسها”. أمن دولي ـ البلطيق منطقة توتر بعد حرب أوكرانيا

كيف انهارت البنية التحتية الإيرانية العسكرية في سوريا؟

انهارت البنية التحتية الإيرانية العسكرية الواسعة في سوريا مع انهيار النظام السوري السابق. حيث انسحبت القوات الإيرانية إلى حد كبير من سوريا بعد انهيار النظام في ديسمبر 2024، وفقا لمسؤولين أميركيين وأوروبيين، ويمثل هذا التراجع الإيراني ضربة قوية لاستراتيجية طهران لفرض قوتها في الشرق الأوسط. فقد سحبت إيران كل أفراد الحرس الثوري الإيراني من سوريا، كما سحبت مقاتلي الجماعات المسلحة “الباكستانيين والأفغانيين والعراقيين واللبنانيين والسوريين”.

تراجعت تلك الجماعات، بما في ذلك الحرس الثوري الإيراني، إلى “القائم”، وهي بلدة حدودية على الجانب العراقي. كما أن بعض العناصر الإيرانية المتمركزة في دمشق سافرت إلى طهران، بينما فر مقاتلو حزب الله في غرب سوريا برا إلى لبنان. وأُجبروا على ترك كمية كبيرة من المعدات العسكرية والأسلحة، والتي دُمر الكثير منها لاحقًا في غارات جوية إسرائيلية أو استولى عليها تنظيم “هيئة تحرير الشام” ومجموعات أخرى.

وصفت “باربرا ليف”، المسؤولة الكبيرة في وزارة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، الانسحاب الإيراني بأنه “استثنائي”، وأشارت إلى أن التضاريس الاستراتيجية في سوريا أصبحت الآن معادية للغاية لعودة وجود عسكري إيراني كبير. وأضافت: “هذا لا يعني أنهم لن يحاولوا إعادة إدخال أنفسهم، لكنها أرض معادية للغاية”.

ما هي تداعيات تراجع النفوذ الإيراني في سوريا؟

يمثل الانسحاب الإيراني نهاية جهد دام سنوات استخدمت فيه طهران سوريا كمحور لاستراتيجيتها الإقليمية الأوسع المتمثلة في الشراكة مع الأنظمة والميليشيات المتحالفة معها لنشر النفوذ وشن حرب بالوكالة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، وقطع الطريق الذي استخدمته لتزويد حزب الله بالأسلحة والدعم.

يقول العميد الإيراني “بهروز أسبتي”: “إنه يتناقض مع الخط الرسمي الذي اتخذه زعماء إيران بشأن السقوط المفاجئ للنظام السوري السابق، فقد قلل هؤلاء القادة من حجم الخسارة الاستراتيجية التي تكبدتها إيران في سوريا”. وأضاف: “تلقينا ضربة قوية للغاية وكان الأمر صعبًا للغاية”. وكشف الجنرال أن “علاقات إيران مع النظام السوري السابق كانت متوترة مما أدى إلى الإطاحة به، حيث رفضإن النظام السوري طلبات متعددة للجماعات المدعومة من إيران لفتح جبهة ضد إسرائيل من سوريا، في أعقاب الهجوم الذي قادته حماس في 7 أكتوبر 2023”.

يرى مراقبون أن خروج انهيار النظام السوري قد قلص قدرة طهران على إظهار قوتها والحفاظ على شبكتها من الجماعات المسلحة في أنحاء المنطقة. وأضاف المراقبون أن إيران ستواصل دعم وكلائها في الشرق الأوسط، إلا أن هذا لا يخفي حقيقة مفادها أن قدرة طهران المالية والعسكرية قد تقلصت بشكل كبير.

تخشى إيران من تداعيات داخلية فضلا عن فقدان نفوذها في سوريا، بحسب “أنييس لوفالوا” من معهد الأبحاث والدراسات حول المتوسط والشرق الأوسط، التي ترى أن “سقوط النظام قد يقلق النظام الإيراني الذي يواجه معارضة داخلية والذي تم إضعافه جراء القصف الإسرائيلي”. ترى لوفالوا أن “الحرس الثوري صامد” حتى الآن، لكن ما حدث يمكن أن يعيد الزخم إلى حركة الاحتجاج الشعبية في إيران. أمن دولي ـ هل من ضغوطات أوروبية على إيران بعد تغيير النظام في سوريا؟

هل يمكن لإيران مستقبلا أن تجد فرصا لاستعادة نفوذها في سوريا؟

لا يزال موقف إيران في مستقبل سوريا غير مؤكد. إن موقف سوريا السابق في “محور المقاومة” ودورها المهم في عقيدة “الدفاع الأمامي” في السياسة الخارجية الإيرانية يفسر سبب قيام إيران بتوجيه عشرات المليارات من الدولارات إلى الجهود الرامية إلى دعم النظام السوري السابق منذ عام 2011.

يواجه النظام الإيراني أيضًا حقيقة مفادها أن دولًا إقليمية كانت وراء التطورات في سوريا وسوف تصبح الطرف المهيمن في مستقبل سوريا. وفي هذه المرحلة، قد تتبنى إيران نهج الانتظار والترقب، معتمدة على سيناريوهات عدم الاستقرار في سوريا التي قد توفر فرصا للتحالف مع المعارضة للنظام الجديد.

لن تتخلى إيران عن طموحاتها في الهيمنة الإقليمية، ويبدو أنها قد تسعى إلى تعزيز العلاقات مع الجماعات الجهادية في سوريا التي تنوي مواصلة الأنشطة الجهادية ضد إسرائيل من الأراضي السورية. وتشمل هذه الجماعات نشطاء جهاديين سلفيين، وقد تتلقى هذه المجموعات الدعم من إيران. ويمكن الافتراض أن إيران ستسعى إلى استعادة قنوات نفوذها في سوريا من خلال استغلال علاقاتها مع قيادة تنظيم القاعدة.

ستسعى إيران لتغيير استراتيجيتها للحفاظ على نفوذها عبر منع إنشاء نظام جديد ومستقر في سوريا، حيث دعمت في السابق قوى عمدت إلى زعزعة الاستقرار في العراق وأفغانستان لمواجهة النفوذ الأمريكي وفرض قوتها.

لماذا هناك مخاوف من مستقبل الأقليات في سوريا؟

تنامت مخاوف الأقليات من المستقبل في سوريا، على الرغم من تعهد النظام الجديد باحترام الحريات. تمارس الولايات المتحدة والدول الأوروبية ضغوطات على النظام السوري الجديد، حيث لا تزال تفرض عقوبات على سوريا كدولة وتحتفظ بإجراءات منفصلة ضد الجماعات التي تهيمن على الحكومة الجديدة.

تخشى الأقلية التي ينتمي إليها بشار الأسد أن يوصفوا بكونهم من أتباع النظام السابق، ويراقبون بخوف ما يحدث منذ سقوط النظام في الثامن من ديسمبر 2024. فهناك تخوّف من أن يُحسبوا على النظام السابق، وأن يتعرضوا للتمييز والعنصرية، حسب وصفهم.

يسعى الاتحاد الأوروبي من خلال تخفيف العقوبات على دمشق إلى تمكين سوريا من إعادة بناء نفسها، مع الاحتفاظ بوسيلة ضغط في حال لم تلتزم الحكومة السورية الجديدة بحقوق الأقليات. يرى الخبير في شؤون الشرق الأوسط، “برتران بادي”: “أن دمشق لن تتمكن من فرض نفسها على الساحة الدولية دون تقديم ضمانات لتحقيق قدر من التعددية السياسية، وهذا يعني إعادة تشكيل مجتمع سياسي وطني، عبر التفاوض مع الأكراد والعلويين”. أمن قومي ـ أهم التهديدات الأمنية الحالية لدول الاتحاد الأوروبي

يوضح جيمس دورسي، الخبير في الشأن السوري من معهد الشرق الأوسط في واشنطن، إن حقيقة عدم وقوع أعمال عنف ضد الأقليات حتى الآن هي “علامة تبعث على الأمل”. غير أن السفير الألماني السابق في دمشق “أندرياس راينيكه” يبدو أكثر تشككا، فهو يرى أن أيديولوجية تنظيم القاعدة لا تزال متجذرة في “هيئة تحرير الشام”. وأضاف “أن مستقبل الأقليات في سوريا معرض للخطر”.

تقييم وقراءة مستقبلية

– تكبدت إيران خسارة كبيرة نتيجة الانسحاب العسكري من سوريا، وهو ما يضعف قدرتها على تنفيذ استراتيجيتها الإقليمية التي كانت تعتمد على سوريا كمركز نفوذ ومحور أساسي في “محور المقاومة”. وكانت إيران قد أسست وجودًا عسكريًا جعلها عنصرًا حاسمًا في الصراع السوري، ووسيلة رئيسية لنقل نفوذها إلى المنطقة.

– يمكن القول أن الانسحاب الإيراني المفاجئ أظهر فشلًا في استراتيجيتها في سوريا، الأمر الذي يحمل تداعيات ليس فقط على إيران وإنما على توازنات المنطقة، ما قد يشهد تحولات في طبيعة الحروب بالوكالة في المنطقة.

– يبدو أن سوريا ستظل ساحة صراع معقدة بين القوى الإقليمية والدولية، حيث بات متوقعا استمرار إيران في محاولاتها لاستعادة نفوذها، ولكن بتكتيك مغاير واتخاذ نهجًا أكثر سرية، مع التركيز على دعم الحوثيين في اليمن، والجماعات الجهادية في المنطقة، مثل تنظيم القاعدة.

– إن الانسحاب الاستراتيجي في سوريا قد يضع إيران أمام خيارين إما دعم نظام سوري جديد يتبنى موقفًا أقل تماشيًا مع مصالحها، و تبني سياسة “الانتظار والترقب”، أو توثيق علاقاتها مع دول إقليمية أخرى من خلال تدخلات في صراعات جديدة، لا سيما في العراق ولبنان.

– من غير المرجح أن تسمح “هيئة تحرير الشام” للحرس الثوري الإيراني بتجديد وجوده العسكري في سوريا في القريب العاجل. وهذا يدل على وجود توتر أو معارضة من “هيئة تحرير الشام” لوجود إيران العسكري في المنطقة.

– يشكل التعامل مع الأقليات عنصرًا حاسمًا لضمان الاستقرار في سوريا في المستقبل، خاصة في ظل الضغوط الغربية التي تسعى إلى ضمان التعددية السياسية.

رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=100650

*حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات

هوامش

Iran Was ‘Defeated Very Badly’ in Syria, a Top General Admits.
https://tinyurl.com/mvvz29e3

Iran Pulls Most Forces From Syria, in Blow to Tehran’s Regional Ambitions
https://tinyurl.com/4tzkz8kr

Iran Struggles with Assad’s Collapse
https://tinyurl.com/bwsfycj8

سيناريوهات ما بعد سقوط الأسد.. أي مستقبل ينتظر سوريا؟
https://tinyurl.com/3phf8yj2

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...