مكافحة الإرهاب ـ مخيم الهول، قنبلة موقوتة وإرث ثقيل
المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الاستخبارات-ألمانيا و هولندا
إعداد: وحدة الدراسات و التقارير “2”
أصبحت مراكز احتجاز مقاتلي داعش وذويهم في سوريا مشكلة دولية تتطلب حلاً دولياً. وبات مخيم الهول يشهد انتشارا ملحوظا في جرائم الاغتيالات والتصفية، كذلك شهد ارتفاعا ملحوظا في عمليات الاستقطاب والتجنيد، وسط تحذيرات دولية من أن يصبح المخيم قاعدة لعمليات داعش الإرهابية.
عديد المحتجزين داخل المخيمات-مكافحة الإرهاب
يقطن في مخيم الهول وحده أكثر من (60) ألف شخص،(80 %) منهم نساء وأطفال، بينهم آلاف الأجانب الذين يقبعون في قسم مخصص لهم قيد حراسة مشددة. وقدّرت منظمة هيومن رايتش ووتش وجود (43) ألف أجنبي محتجزين لدى القوات الكردية في شمال شرق سوريا، ويتوزع الرجال بين السجون فيما تقبع النساء والأطفال في مخيمات ويوجد بين هؤلاء حوالي (27500) قاصر أجنبي، وفقا لـ”فرانس24″ في 29 مارس 2021. ويشكل الأطفال أكثر من ثلثي المقيمين في مخيم الهول، حيث تصل نسبتهم إلى (66%)، وأغلبهم لا يملكون أوراقا ثبوتية.
مخيم الهول وتعزيز الاحتياطات النقدية لداعش
يحذر مسؤولون من أن مخيم الهول، قد عزز بالفعل دوره كفاعل رئيسي في الشبكة المالية لـ”داعش”، مما يساعد في نقل احتياطياته النقدية التي تقدر بنحو (100) مليون دولار. وذكرت وزارة الخزانة الأميركية أنه “غالبًا ما يقوم وسطاء في تركيا بتهريب الأموال إلى سوريا من خلال أنظمة تحويل الأموال الموجودة في المخيمات”. وتشير المعلومات الاستخبارية إلى أن مجرد تسلل الأشخاص من مخيمات النازحين يمكن أن يكون عملاً تجارياً كبيراً، حيث يتقاضى المهربون (2500) دولار إلى (3000) دولار للفرد، وقد تصل إلى (14) ألف دولار وفقا لـ”الحرة في في 14 فبراير 2021. “الجهاديون” في مخيم الهول ـ جيل جديد يقلق الإستخبارات الألمانية. بقلم جاسم محمد
نشرت “اندبندنت عربية” تقريرا في 2 ديسمبر 2020 كشف عن أن النساء، ومن بينهن بريطانيات يزعمن أنهن هاربات من المخيمات، يترأسن بشكل متزايد محاولات لجمع أموال التبرعات التي تديرها شبكات مرتبطة بـ”داعش” من خلال استخدام منصات وسائل التواصل الاجتماعي كصفحات “فيسبوك” أو حسابات “تلغرام” وأنظمة التمويل غير التقليدية، مثل العملات الرقمية وتطبيقات وحسابات تحويل الأموال كحسابات “Paypal” و”Western Union” و”Tikkie.me” التي تسمح بإرسال المال “WhatsApp”والتطبيق الروسي “Qiwi” من أجل دفع المال للمهربين.
مخاطر مخيم الهول -مكافحة الإرهاب
تحول نحو التطرف : كشف تقرير للأمم المتحدة في فبراير2021، عن رصد في مخيم الهول بسوريا “حالات تحول نحو التطرّف وتدريب وجمع تمويلات وحثّ على ارتكاب عمليات خارجيّة”. وخلص التقرير إلى أن “بعض المحتجزين يرون أن الهول هو آخر آثار الخلافة”. بالإضافة إلى إن القُصر يتم تلقينهم واستعدادهم ليصبحوا عناصر لداعش في المستقبل.”
تنامي عمليات الاغتيال : يشهد مخيم الهول عمليات قتل لا يعرف منفذوها ووصلت وفق مصادر سورية، خلال العام 2020 إلى نحو (40) جريمة. وشهد المخيم شهد حوادث أمنية عدة شارك في بعضها مؤيدون لتنظيم داعش، بينها محاولات فرار وهجمات ضد حراس أو موظفين في منظمات غير حكومية. واستخدمت في بعض الحوادث أسلحة بيضاء وحتى أسلحة نارية في بعض الحالات.
تعكس عمليات الاغتيال المتصاعدة قوة “داعش” داخل الهول. وأدى تصاعد العنف إلى زيادة الدعوات للدول لاستعادة مواطنيها ولاسيما الأطفال الذين يعيشون في المخيم. وجاء في بيان للأمم المتحدة أنه “بين 1 و16 يناير أبلغت الأمم المتحدة بـ(12) عملية قتل لمقيمين سوريين وعراقيين في المخيم”.
تسلل الدواعش: تسلل العديد من عناصر تنظيم داعش اإلى مخيم الهول كمدنيين بهدف العمل ضمنه وتنظيم أنفسهم مرة أخرى”. ووفقا للتقديرات بلغ عدد الذين تمكنوا من التسلل (200) شخص خلال عام 2020. وقد تكون الأرقام أكبر بكثير من ذلك بسبب عجز السلطات المحلية عن حصر كل الحالات وفقا لـ”الشرق الأوسط” في 23 مارس 2021.
يقول “ستيفان دوجاريك” المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ، إن “هذه الأحداث المزعجة تشير إلى بيئة أمنية يتعذر الدفاع عنها بشكل متزايد في مخيم الهول، كما أنها تعرض للخطر قدرة الأمم المتحدة والشركاء الإنسانيين التابعين للأمم المتحدة على توصيل المساعدات الإنسانية الحيوية بأمان إلى سكانه”.
عمليات أمنية ضد أذرع تنظيم داعش بالمخيمات -مكافحة الإرهاب
أعلنت القوات الكردية في 2 أبريل 2021 توقيف (125) عنصراً من عناصر خلايا داعش النائمة، (20) منهم مسؤولون عن الخلايا والاغتيالات التي حدثت في المخيم شمال شرقي سوريا. كما تم القبض على القاضي الشرعي لمخيم الهول، الذي يكنى بـ” أبو محمد الجميلي”. و”أبو سعد العراق”، الذي وصفته بأنه أحد قادة “داعش”، وأنه عمل لفترة طويلة على تجنيد الأشخاص.
أكدت قوات “سوريا الديمقراطية” بدء “عملية أمنية” بالتعاون مع قوات التحالف الدولي في مخيم الهول شمال شرق سوريا شملت عشرات الاعتقالات من أذرع تنظيم “داعش” توقيف (53) شخصاً من بينهم (5) مسؤولين عن الخلايا التي كانت تقوم بعمليات الإرهاب والعنف. وكان ذلك المخيم، قد شهد سلسلة حوادث أمنية واغتيالات يعزوها المسؤولون إلى خلايا التنظيم وفقا لـ”SWI” في 30مارس2021. داعش ـ هل يشكل العائدون من مخيم “الهول” تهديد للأمن الوطني العراقي ؟ بقلم الدكتور عماد علو
عثرت قوى الأمن الداخلي وفقا لـ”سكاي نيوز عربية” في 30 مارس 2021 على حفر صغيرة داخل مخيم الهول، يعتقد أن خلايا تنظيم داعش كانت تستخدمها لتنفيذ عمليات الإعدام بحق الرافضين لأيديولوجيته في “مخيم الهول”. كما عثرت قوى الأمن التي اقتحمت قطاعات المخيم على ألبسة عسكرية وحواسيب لملفات خاصة بداعش وأسلحة. انشاء الخلايا محاكم شرعية في المخيم ومراكز لتدريب الأطفال وغسل أدمغتهم بالأفكار المتطرفة.
تعاون أوروبي لإحكام السيطرة على المخيمات
تدرس الإدارة الكردية خطة تفضي إلى تقسيم المخيم، وفصل قطاعاته التي يبلغ عددها ( 7) قطاعات، حتى تتمكن قوى الأمن من إحكام السيطرة وضبط الأمن. بدأت مفوضية الاتحاد الأوروبي، وحكومات غربية، بتنفيذ مشاريع لبناء مراكز نفسية وتأهيلية داخل المخيم. وأفاد مصدر كردي ببدء العمل على تنفيذ (15) فرعاً ومركزاً متخصصاً بمعالجة الأمراض النفسية وإعادة الاندماج، لإخضاع مواطني الدول الأجنبية والعربية لاختبارات قبل استعادتهم من قبل بلدانهم.
تقييم إلى واقع المخيمات
يقول “جون غودفري” المبعوث الأميركي الخاص إلى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش إن الولايات المتحدة تحث شركائها الأوروبيين على المساهمة في إيجاد حل لأزمة مخيم الهول بما في ذلك إعادة تأهيل سكانه ممن يحملون جنسيات أوروبي وفقا لـ”سكاي نيوز عربية” في 30 مارس2021.
تحدث “فلاديمير فورونكوف” المدير التنفيذي لمركز الأمم المتحدة لمكافحة الإرهاب عن الوضع المحفوف بالمخاطر الذي تعاني منه بشكل خاص النساء والأطفال ممن لهم صلات بمقاتلي داعش، مشددًا على الوضع الإنساني والأمني المزري في مرافق الاحتجاز ومخيمات النزوح “خاصة في مخيم الهول”.
حذر مسؤولو وخبراء مكافحة الإرهاب أن تنظيم داعش يسعى باستمرار إلى استخدام الظروف السيئة في مخيمات مثل الهول في محاولة لتقوية العلامة التجارية للتنظيم. حذر مسؤولون أميركيون من أن داعش يحول الآن بسرعة المخيمات المكتظة بالنازحين، وفي مقدمتها مخيم الهول، إلى قاعدة لعملياته الإرهابية.
دقت “هانا نيومان” العضوة الألمانية في مجلس النواب الأوروبي 2 ديسمبر 2020، ناقوس الخطر بشأن محاولات الفرار. وترى “نيومان” أن على الدول الأوروبية التفكير في دعم هذه المحاكمات الخاضعة للمراقبة الدولية لمواطنيها في شمال شرقي سوريا، التي يفترض أن تنطلق العام 2021. وعبرت عن خشيتها من أن يزيد تطرفهم كلما طال بقاؤهم داخل المخيم، إلى أن يأتي يوم فرارهم.
ملاحظة ـ المركز اعتمد زيارات الصحفية الاستقصائية والاعلامية رولا الخطيب، مادة للبحث والتحليل في هذا التقرير وتقارير اخرى ضمن ملف المقاتلين الاجانب ، كونها تتمتع بالمصداقية ومسندة.
رابط مختصر.. https://www.europarabct.com/?p=74858
*جميع حقوق النشر محفوظة إلى المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب و الإستخبارات
الهوامش
قوات “سوريا الديمقراطية” تشن حملة اعتقالات ضد “أذرع تنظيم الدولة الإسلامية” في مخيم الهول
قوات سوريا الديموقراطية توقف 53 شخصاً في حملتها الأمنية في مخيم الهول
مخيم الهول حاضنة خصبة لنشأة أجيال جديدة من المتطرفين
مخيم الهول… تركة ثقيلة و«قنبلة موقوتة»
“أزمة تهدد بالانفجار في أي لحظة”.. 20 جريمة قتل في مخيم الهول منذ بداية العام
“البقايا الأخيرة للتنظيم”.. مخاوف من عودة داعش بعد تصاعد عملياته في المخيمات
تتبع حوالات رقمية تمول فرار أسر داعشية من المخيمات بسوريا
الولايات المتحدة تدعو لإيجاد حل لأزمة مخيم الهول في سوريا
الهول.. مخيم للاجئين يتحول إلى بؤرة داعشية إجرامية
الإعلان عن اعتقال أبو سعد العراق القيادي في “داعش” بمخيم الهول شمال سوريا