الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

آخر المشاركات التلفزيونية

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...

مكافحة الإرهاب ـ مجموعة “Wagner” وحزب الله، تمويلات مشبوهة وحروب بالوكالة

russ
أكتوبر 12, 2025

خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات  ـ ألمانيا وهولندا ECCI

مكافحة الإرهاب ـ حزب الله ومجموعة فاغنر، تمويلات مشبوهة وحروب بالوكالة

حذّرت دراسة تحليلية من أن غرب أفريقيا تواجه انهيارًا هادئًا للنظام الإقليمي، مع استغلال جهات فاعلة أجنبية غير حكومية للحوكمة الضعيفة وقطاعات الأمن الهشّة والإهمال الدولي. تعمل جماعة حزب الله اللبنانية ومجموعة فاغنر “فيلق أفريقيا” الروسية على تسريع عدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة من خلال دمج أنفسهم في هياكل السلطة المحلية، واستخدام غرب أفريقيا كقاعدة للتمويل الإجرامي العالمي، وتغذية دورات العنف والقمع تحت ستار مكافحة الإرهاب. نُشرت النتائج التي كتبها الدكتور ماثيو ليفيت وجون ليتشنر في تقرير مشترك جديد صادر عن مؤسسة كونراد أديناور (KAS) ومشروع مكافحة التطرف (CEP) بعنوان: “الجهات الفاعلة الخارجية غير الحكومية كمصدر لعدم الاستقرار في غرب أفريقيا: حزب الله وفيلق فاغنر/أفريقيا”.

البنية التحتية المالية لحزب الله في أفريقيا

رغم أن حزب الله لا ينفذ عادةً هجمات في أفريقيا، فإن التقرير يجد أن الجماعة لديها شبكات مالية غير مشروعة راسخة في جميع أنحاء القارة ــ وخاصة في غرب أفريقيا ــ مما يُسهِّل غسل الأموال والاتجار بالمخدرات والتهرّب من العقوبات وإساءة استخدام الحماية الدبلوماسية. يقول الدكتور ماثيو ليفيت، المؤلف المشارك في التقرير والزميل البارز في معهد واشنطن: “إن وجود حزب الله في أفريقيا راسخٌ وعميق، وقد وصل إلى نقطة تحول، لكن الأمر لا يتعلق بشنّ هجمات مادية، بل بجمع الأموال. يستغل التنظيم الأنظمة المالية الهشّة، والعلاقات السياسية الفاسدة، والثغرات القانونية لإدارة شبكة مترامية الأطراف لغسل الأموال وتهريب المخدرات والتهرّب من العقوبات.”

أضاف ليفيت: “هذه العمليات ليست هامشية، بل هي جوهرية في استراتيجية حزب الله التمويلية العالمية، وهي الآن تؤتي ثمارها. لقد سُمح لهذه الشبكات بالعمل لفترة طويلة دون عقاب، وتواجه دول غرب أفريقيا الآن تحديًا كبيرًا إذا ما أُريد تفكيكها.” يُنسّق هذه الأنشطة ممثلون كبار لحزب الله، ويُيسّرها ممولون نافذون يعملون في أنحاء لبنان وغرب أفريقيا وأوروبا. وترتبط بعض هذه الشبكات الأكثر نشاطًا بتهريب الذهب والماس، وعائدات المخدرات، والشركات الخاضعة للعقوبات، وفقًا لتحقيقات حكومية أمريكية متعددة ورد ذكرها في التقرير.

مجموعة فاغنر: فيلق أفريقيا

يُفصّل التقرير كيف رسّخت مجموعة فاغنر الروسية “فيلق أفريقيا” وجودها بشكل متزايد في مالي وبوركينا فاسو والنيجر من خلال اتفاقيات أمنية رسمية تُخفي عنفًا وانتهاكات لحقوق الإنسان تُقرّها الدولة. في العديد من الحالات الموثّقة، صبّت أفعال فاغنر ــ بما في ذلك عمليات القتل الجماعي للمدنيين ــ في مصلحة الجماعات الإرهابية، مُعزّزة بذلك حركات التمرّد المحلية بدلًا من هزيمتها. يقول جون ليتشنر، المؤلف المشارك والصحفي الاستقصائي: “لم تكن عمليات فاغنر في مالي غير فعّالة فحسب، بل كانت مدمّرة. اعتمدت جهودهم في مكافحة الإرهاب على العنف العشوائي والإعدامات الجماعية وتجاهلٍ تامٍّ للديناميكيات المحلية.”

تابع ليتشنر: “لم تؤدِّ هذه الأعمال إلى تنفير المدنيين فحسب، بل دفعت بنشاط جماعات مثل جماعة نصرة الإسلام والمسلمين وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى إلى التجنيد، إذ وضعوا أنفسهم كمدافعين عن المجتمعات المستهدفة.” يحذر التقرير من أن التدخل الروسي في أفريقيا استمرّ منذ وفاة يفغيني بريغوجين، مع تكييف موسكو لاستراتيجيتها من خلال هيكل “فيلق أفريقيا” الأكثر رسمية. كما يشير إلى أن التعددية القطبية في أفريقيا باتت واقعًا قائمًا، حيث تسعى دول المنطقة بنشاط إلى شركاء دوليين جدد، بمن فيهم شركاء خبيثون.

تدخل أوروبي وألماني عاجل

يدعو المؤلفان إلى تدخّل أوروبي وألماني عاجل لوقف نفوذ هؤلاء الفاعلين، من خلال توسيع التعاون في مجال إنفاذ القانون وبناء القدرات، ودعم أطر مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتشجيع المبادرات المشتركة مع الشركاء غير التقليديين مثل الهند أو تركيا، والتحرك نحو تصنيف كامل من قبل الاتحاد الأوروبي لحزب الله لإطلاق العنان للأدوات القانونية لتعطيله ماليًا. يوضّح الدكتور هانز جاكوب شندلر، المدير الأول في مشروع مكافحة التطرف: “ما نشهده في غرب أفريقيا اليوم هو انهيار بطيء للحوكمة والأمن والثقة، تقوده جهات فاعلة عنيفة غير حكومية تعمل في ظل إفلات شبه كامل من العقاب.”

أضاف شندلر: “حزب الله وفاغنر لا يستغلان عدم الاستقرار فحسب، بل يعمّقانه بنشاط، مستخدمَين الفساد والإكراه والعنف لتوسيع نفوذهما.” تابع: “لم يعد هذا التآكل في المرونة الإقليمية قضية محلية أو أفريقية، بل هو خطر أمني عالمي. لا يمكن للمجتمع الدولي، وأوروبا على وجه الخصوص، أن يتجاهل الأمر.” واختتم قائلًا: “إن نافذة المشاركة الهادفة تضيق بسرعة، وستُقاس تكلفة التقاعس في استمرار الصراع، وتعميق الفقر، وتشجيع الجهات الفاعلة الخبيثة.”

النتائج

يحمل التقرير الذي دلالاتٍ استراتيجية عميقة تتجاوز البعد الإقليمي لغرب أفريقيا، إذ يكشف عن تحولٍ نوعي في طبيعة التهديدات الأمنية العابرة للحدود. فحزب الله ومجموعة فاغنر لا يمثلان مجرد فاعلين خارجيين يسعون إلى النفوذ أو الموارد، بل يعكسان نموذجًا جديدًا من “التحالفات الهجينة” بين الجماعات الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة والمرتزقة، ضمن مشهدٍ دوليٍّ يتّسم بتراجع الاهتمام الغربي التقليدي وتزايد التنافس على مناطق النفوذ.

يُظهر التقرير أن هشاشة الحوكمة في غرب أفريقيا وفشل الدول في بسط سيادتها على الأطراف الريفية والصحراوية أوجدت بيئةً مثالية لتغلغل هذه الكيانات، التي تستفيد من الاقتصادات غير الرسمية وضعف التنسيق الأمني الإقليمي. فحزب الله يستخدم القارة كعمقٍ مالي لتمويل أنشطته في الشرق الأوسط عبر تجارة الذهب والمخدرات والماس، في حين تستغل فاغنر بنسختها فيلق أفريقيا الاضطرابات السياسية لتأمين موطئ قدم لروسيا في قلب القارة، ما يمنح موسكو أدوات تأثير جيوسياسي تتجاوز العقوبات الغربية.

يُرجّح أن استمرار هذا المسار سيقود إلى مزيدٍ من “تدويل” الأزمات الأفريقية، بحيث تتحول القارة إلى ساحة تنافس غير مباشر بين القوى الكبرى، مع تنامي حضور فاعلين من الشرق الأوسط وروسيا والصين وحتى تركيا وإيران. هذا التعدد في مراكز النفوذ قد يُفضي إلى انقسام أمني واقتصادي داخل القارة، ويقوّض مبادرات الاتحاد الأفريقي لبناء منظومة أمن جماعي أو اقتصاد موحّد.

من الناحية الأوروبية، يُبرز التقرير خطر التهاون في مراقبة التدفقات المالية وشبكات التهريب التي تربط أفريقيا بالأسواق الأوروبية، خاصة في ظل التداخل بين الجريمة المنظمة وتمويل الإرهاب. فعدم التحرك يعني تزايد تدفقات المهاجرين غير الشرعيين، واتساع دائرة الفوضى على مقربة من الحدود الأوروبية. لذا، فإن الدعوة إلى تدخل أوروبي وألماني عاجل تبدو منسجمة مع مصالح الأمن الجماعي للاتحاد الأوروبي، الذي يواجه بالفعل أزمات في الساحل الليبي والبحر الأبيض المتوسط.

سيُختبر مدى قدرة أوروبا على تجاوز نهج الاستجابة المتأخرة” نحو تبنّي سياسة استباقية ترتكز على دعم مؤسسات الحكم الرشيد، وبناء شراكات أمنية واقتصادية متوازنة مع دول غرب أفريقيا. أما الفشل في ذلك، فسيُكرّس حالة “الانهيار الصامت” التي حذر منها التقرير، ويجعل من غرب أفريقيا نقطة انطلاقٍ لتهديداتٍ تمتد من الساحل الأطلسي إلى قلب البحر المتوسط، وربما إلى العواصم الأوروبية نفسها.

رابط مختصر..  https://www.europarabct.com/?p=110489

الإشتراك في نشرتنا الإخبارية المجانية

 

تابعنا على تويتر

تابعنا على فيسبوك

استطلاع رأي

هل المركز مصدر موثوق في البحث ؟

جاري التحميل ... جاري التحميل ...