خاص ـ المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب والاستخبارات، ألمانيا وهولندا ECCI
مكافحة الإرهاب ـ كيف يستغل المتطرفون منصات التواصل لنشر محتواهم؟
في عينة من المحتوى المتطرف والإرهابي الموجود على TikTok في 27 أغسطس 2025، حدّد الخبراء 12 حسابًا نشرت مجموعة متنوعة من محتوى “داعش” والمؤيد للتنظيم، بما في ذلك ثلاث قنوات تفاعلت مع مستخدمين مؤيدين لداعش وأعلنت عن تعليمات لصنع المتفجرات، والمكونات المتفجرة، والأسلحة الحارقة، واستخدام طائرات بدون طيار رباعية المراوح.
نشر حسابان مؤيدان لتنظيم داعش محتوى يروّج للعنف بشكل مباشر، بما في ذلك منشور مؤيد للتنظيم يشيد بمهاجم نيو أورلينز في الأول من يناير 2025، والذي حصل على أكثر من 900 مشاهدة في غضون أربعة أسابيع تقريبًا، ودعوة لشنّ هجمات منفردة في أوروبا والولايات المتحدة، والتي حصلت على أكثر من 1100 مشاهدة بعد 8 أيام من نشرها.
تضمّن المحتوى الإضافي الذي تم العثور عليه في 27 أغسطس 2025 تحديثات إخبارية من وكالتي “أعماق” و”ناشر” التابعتين لداعش، ومقاطع من فيديوهات دعائية للتنظيم، بما في ذلك مقطع حصل على أكثر من 10,000 مشاهدة، وصفحات من نشرة “النبأ”، ومعلومات عن التكنولوجيا والأمن السيبراني من حساب نشر محتوى من مؤسسة “آفاق إلكترونية” المؤيدة لداعش، بالإضافة إلى تسجيل صوتي للتنظيم.
نشر حسابان تحديثات من “أعماق” و”ناشر” بزاوية 90 درجة، على الأرجح في محاولة لتجنّب الإزالة. كان لدى الحسابات التسعة التي نشرت دعاية لداعش 665 متابعًا في المتوسط، تتراوح بين 60 و1766 متابعًا.
عُثر على 3 حسابات إضافية مؤيدة لداعش على تيك توك، تنشر رسومات بيانية توضيحية لصنع المتفجرات، ومكوّنات القنابل، وقنابل المولوتوف، واستخدام الطائرات المسيّرة رباعية المراوح. كما نشر حسابان تسجيلات صوتية للتنظيم، وتفاعلا في قسم التعليقات مع حسابات مؤيدة له.
نشر أحد الحسابات دليلًا يتضمّن معلومات حول المتفجرات ومعلومات تواصل على منصات أخرى، فيما أشار الحسابان الآخران إلى إمكانية التواصل معهما عبر الرسائل المباشرة للحصول على أدلة لصنع المتفجرات. كان لدى الحسابات الثلاثة 173 و144 و26 متابعًا على التوالي. واستخدم أحد الحسابين اسم قناة مؤيدة لداعش تشارك معلومات حول المتفجرات على منصة RocketChat. أُبلِغ عن الحسابات الـ12 إلى TikTok في 27 أغسطس 2025، واعتبارًا من 2 سبتمبر، كان لا يزال هناك 11 حسابًا نشطًا على الإنترنت.
قناة تيليغرام مؤيدة لداعش تحتفل بالذكرى السنوية لهجوم مطار كابول
في 26 أغسطس 2025، احتفلت قناة تيليغرام مؤيدة لداعش بالذكرى الرابعة للتفجير الذي استهدف مطار كابول الدولي، والذي أودى بحياة 13 جنديًا أمريكيًا و170 مدنيًا أفغانيًا. وذكرت القناة أن الهجوم استهدف القوات الأمريكية وقوات طالبان وأفرادًا عملوا مع الولايات المتحدة، مشيرةً إلى أن هذه لحظة مؤلمة لمؤسسة الدفاع الأمريكية.
مستخدم في دردشة مؤيدة لداعش ينصح بتدمير الهواتف والأقراص الصلبة في حال الاعتقال
في 25 أغسطس 2025، أشار مستخدم في محادثة مؤيدة لداعش على منصة RocketChat إلى أن جهات إنفاذ القانون أو الاستخبارات قد تحصل على الهواتف أو الأقراص الصلبة في حال اعتقال الأفراد، مشددًا على أهمية تدمير تلك الأجهزة قبل الاحتجاز.
ذكر المنشور أن الحسابات يمكن الوصول إليها واستخدامها من قِبل جهات إنفاذ القانون. كما أوصى المستخدم باستخدام شبكة VPN مدفوعة نقدًا أو بالعملات المشفّرة، واستعمال أنظمة تشغيل منفصلة للأغراض القانونية وغير القانونية، وتشفير الملفات، واتخاذ احتياطات دقيقة لحذف البيانات قبل التخلّص من أي جهاز محمول أو حاسوب مكتبي.
أشار مستخدم آخر في نفس الدردشة إلى إمكانية اختطاف الحسابات بعد اعتقال أصحابها، واستخدامها لنشر برامج ضارّة، مشددًا على أهمية فحص الملفات والروابط المشبوهة باستمرار، حتى من قِبل المستخدمين المعروفين.
النتائج
تكشف هذه المعطيات عن ثغرات خطيرة في قدرة المنصات الاجتماعية على رصد المحتوى المتطرف، إذ إن 11 من أصل 12 حسابًا مؤيدًا لداعش ظل نشطًا بعد الإبلاغ عنها، وهو ما يشير إلى خلل في استجابة TikTok لإشارات التبليغ.
أخطر ما في الأمر أن الحسابات لا تكتفي بنشر الدعاية، بل توفّر محتوىً إرشاديًا لصنع المتفجرات، ما يشير إلى انتقال واضح من التطرف النظري إلى التحريض العملي.
مستقبلاً، سيزداد اعتماد التنظيمات الإرهابية على المنصات الشائعة لاستقطاب المتابعين، مستخدمين تقنيات المراوغة وتشفير المحتوى.
من المرجّح أن نشهد محاولات متزايدة لإحكام الرقابة عبر الذكاء الاصطناعي والتعاون بين الحكومات والمنصات.
تبقى الحاجة ماسّة إلى استراتيجيات استباقية تشمل التثقيف الرقمي، وتفكيك سرديات التطرف، ومراقبة تنامي “المجتمعات المغلقة” عبر التطبيقات المشفّرة مثل RocketChat.
رابط مختصر .. https://www.europarabct.com/?p=108848
